إلى آل فريد.. ما مات لكنه آثر الرحيل في أزمة العرب الصعبة!
كتب: أحمد سلامة
الكاتب الأردني والمستشار الإعلامي السابق لديوان ولي العهد
تلقيت خبر وفاته من زهرة وفتنة صبايا العرب أجمعين، بنيتي نورين الذوادي.
وبزغ حزني في فراقه بتبادل الذكريات مع بوابة الطيب والوعي الجامع في
البحرين (عصمت الموسوي)....
وأثار حفيظة دمعي عليه (مصاحبتي لنادر كاظم في الذي ابن وابد فيه فريد)
كم كنت التذ بوضاءة وجهه الطفولي (نادر كاظم اعني)
كنت لا أقاوم حركة عينيه اللتين فيهما كل فرحة الدنيا وأصيخ السمع حين
يقول:
دوما كان يتدفق حكمة...
وحين تلاقت عيناي بحروفه لفريد... لم أقاوم حزني ورغم ان الصمت قد استبد
بي.
منذ اشهر لكن الثالوث البحريني الأبي نورين وعصمت ونادر قد أزاحوا ستارة
الحزن عن القلب في افتقاد آل فريد رمضان. اكتب فيه ولا أقول وأنا الغريب عن
البحرين الآن، فالبحرين هي ضفتي الثالثة (الضفة الغربية والشرقية والبحرين
في الانتماء سواء)
لكني بعيد عن الارتواء من طقس الحزن في فريد....
عاشرته قبل الفتنة الكبرى الربيع العربي،
وقدمتني إليه ذات شمس لا تغيب في (عالي)
عصمت بنت الموسوي، بدا فريد في أول طلة له على قلبي، (شيعيا) يجمع بين
خلافة الحسن وتسامحه وثورية الحسين وتمرده،
لكنه كان للحسنية اميل.... وحين تشرفت باستضافته (في الكابيتال كلب) لاحقا
ورهط من الدعاة والساسة والأحبة) تمثل لي انه سني يمتطي صهوة منبر أبو ذر
الغفاري...
بعدئذ، عاشرته وخبرته وتدفق في وعيي عبر (نورانية إبداعه) التنور..
إني اشهد لفريد البحريني: ان (جبلته/ بكسر الجيم) في الإبداع ما قاربها
مبدع مصري ولا عراقي ولا تونسي، فريد في التنور، جعل من حب الرمل المحرقي
هوس عزة وجبله مع عرق الأمهات اللواتي صنعن دورا بديلا في البحرين في
ابوتهن لطول الغياب في البحر وانتظار الرجال للقدر المخباء.
فريد رمضان: أول مبدع عربي افهمنا الخيط الرفيع لمركزية الدور
للزوجة، واصلا بين دور خديجة النبوي، التي هي أول من صدقت الرسالة ووهبتها
شرعية عاجلة وبين البحرينية التي صنعت من شخصيتها روحا خاصة بهذا البحر من
اللؤلؤ.
فريد أول من فهم العلاقة بين اللؤلؤة والمرأة والدور فصاغ صورة المرأة
البحرينية
أمًّا وزوجة وأختا...
يا لروعة الدمج الذي يسحرك
فتتأمل البحرينية بعد قراءة نصه
وترى في كيفية التعاطي مع غطاء رأسها..
احتيال جمالي مرموق لا يخطر على بال احد الا فريد رمضان
الذي نذر روحه للعبادة في محرابين الوطن والأم.
لقد خلد (غوركي) الأم في مطالع إبداعه لرواية اسماها كذلك
لكن فريد رمضان علمني ان من يتقن حب الأم يعصمه من خيانة الوطن.
هذه إحدى سجاياه وخصاله ودروسه لنا.
وما أكثر حكمه ومبتداه في فكر وفلسفة..
لكن فريد كان كإنسان في دماثة ودفء روحه وتواضعه مثل اخر الموجة حين تلاطم
الشط فتعود مسرعة إلى قاع الخليج.
لا تنوي انفصالا ولا تزهو بحباتها.
كان من صنعة كلمة (تواضع المبدع) له وحده.
كثيرة هي الدروس والحكم والوعي والعروبة والحب.
أدركتها وتعلمتها من ذلك الشاطئ القصي للعرب هناك في البحرين
وأول الحكم
ان الرجال الرجال والنساء النساء
لهم في البحرين
قصة سأكتبها ذات يوم وفاء
لصداقة إبراهيم الجناحي
ولمروءة الشيخ خليفة بن دعيج آل خليفة
ولفروسية حمد الرميحي...
حتى تظل روح فريد سامية فينا فوق كل التباعد
لأن العروبة عشقنا وعشقه
سنكتب ذات يوم قصتنا البحرينية بكل تفاصيلها
لتظل روح الفريد خفاقة عالية
فريد رمضان لم يمت
لكنه ارتحل
ترحموا عليه
كان أحد (سرج البحرين المضيئة) |