ارتباك في المهرجانات الفنية والسبب "الدعم"
إنجى سمير
الأمير أباظة: ينبغى اختيار وقت يناسب ظروف طقس كل محافظة
عصام زكريا: «الإسماعيلية السينمائى» كان سيقام فى موعده
لولا الموجة الثالثة من «كورونا»
طارق الشناوى: فوجئنا برؤساء يحددون مواعيد مهرجاناتهم رغم
عدم انعقاد اللجنة العليا
ما إن عادت الحياة تدريجيا، خاصة فيما يتعلق بالنشاطات
والفعاليات الفنية، بعد فترة من الإغلاق بسبب فيروس كورونا، حتى تسابقت
المهرجانات السينمائية المختلفة للإعلان عن مواعيد انعقادها، دون النظر إلى
ما إذا كان الطقس الحالى يتناسب مع مناخ المحافظة أم لا أو حتى استعداد
فريق عمل كل مهرجان لاستضافة أفلام جديدة فى ظل تراجع الإنتاج السينمائى
خلال العامين الماضيين، بينما انصبت كل المحاولات على ضرورة إقامة
المهرجانات قبل نهاية الشهر الجارى، وهى نهاية السنة المالية حتى يتمكنوا
من الحصول على الدعم اللازم، فيما عدا مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام
التسجيلية والقصيرة الذى ألغيت دورته العام الماضى، وتأجل انطلاق دورته هذا
العام فى شهر أبريل بسبب ظروف فيروس كورونا، وبدأ انطلاقه فى 16 يونيو
الماضى بعد انتهاء الإغلاق.
«الأهرام المسائى» تحدثت مع رؤساء المهرجانات وأعضاء اللجنة
العليا للمهرجانات حول حالة التكدس التى يتسابق فيها المهرجانات، وما إذا
كان هناك تحضيرات واستعدادات لإقامتها بشكل لائق، وبما يتناسب مع إجراءات
التباعد الاجتماعى والالتزام بالإجراءات الاحترازية.
فى البداية يقول الناقد الأمير أباظة رئيس مهرجان
الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط إن تحديد مواعيد إقامة المهرجانات
السينمائية بشكل عام هو دور اللجنة العليا للمهرجانات، التى من مهامها
التنسيق بينهم بالاعتماد على ظروف كل مهرجان والمناخ والطقس المناسب مع
المحافظة التى سيقام فيها، فلا يجوز إقامة مهرجان فى مدينة صحراوية بالصيف،
لأن من أهم فوائد المهرجان أيضا هو تنشيط السياحة واستقطاب الأجانب من جميع
دول العالم لمعرفة أهم المعالم السياحية والأثرية فى بلدنا، بالإضافة إلى
مشاهدة الأفلام والربط بين ثقافات الشعوب المختلفة.
وأضاف أنه من وجهة نظره أن التوقيت المناسب لإقامة
المهرجانات هو فترتين على مدار العام وهما فترتا الشتاء والخريف اللذان
يكملان بعضهما، حيث يكون الجو مناسبا فى كافة أرجاء مصر، متعجبا فى الوقت
نفسه من إقامة بعض المهرجانات فى فصل الصيف بمحافظات حارة للغاية، خاصة
أننا لن نقيد الضيوف فى أماكن الإقامة طوال فترة المهرجان، فلابد أن
يتنزهوا ويشاهدون أهم المعالم الخاصة بالمحافظة التى يقام المهرجان على
أرضها، ولذلك أرى ضرورة إقامة المهرجانات بما يتناسب مع طقس كل محافظة خلال
الفصول المختلفة.
وفيما يخص تعجل إقامة بعض المهرجانات قبل انتهاء السنة
المالية، قال إنه إذا ما تم ضبط مواعيد المهرجانات فى الأربعة أشهر فى
بداية العام ستؤخذ من ميزانية السنة المالية التى تنتهى فى 30 يونيو، بينما
باقى المهرجانات تكون ميزانيتها فى الأربعة أشهر فى نهاية العام لتكون من
ميزانية السنة المالية الجديدة وسيكون ذلك حل أفضل للجميع، بدلا من تكدس كل
المهرجانات فى وقت واحد، وسنضمن بذلك استمتاع الضيوف الأجانب والمحليين
أيضا، فعلى سبيل المثال اختار موعد مهرجان الإسكندرية السينمائى فى توقيت
شهر سبتمبر أو أكتوبر لأنه لائق يتناسب مع طقس المحافظة، حيث يستطيع الضيف
أن يتنزه ويزور معالم الإسكندرية الأثرية، مشددا على ضرورة أن تعقد لجنة
المهرجانات اجتماعين أحدهما فى شهر يناير وآخر فى يونيو حتى يتم تحديد
الأولويات، ولا يجوز أن يقرر كل رئيس مهرجان موعد مهرجانه من وجهة نظره دون
الاهتمام بشئون الآخرين.
بينما قال الناقد عصام زكريا رئيس مهرجان الإسماعيلية
السينمائى للأفلام التسجيلية والقصيرة إن المهرجانات السينمائية كانت تقام
فى مواعيد محددة كل عام حيث كان يتم تأخيرها أو تبكيرها أياما قليلة، قبل
أن يتعرض العالم لظروف فيروس كورونا المستجد والذى تسبب فى تأجيل عدد كبير
من المهرجانات فى كل أنحاء العالم لمدة عام، وعندما عادت الحياة تدريجيا
تغيرت المواعيد على حسب قرارات رئاسة الوزراء والالتزام بها، فعلى سبيل
المثال بالنسبة لمهرجان الإسماعيلية كان موعده الدائم فى شهر أبريل قبل أن
يؤجل العام الماضى، بينما كان من المفترض أن يقام هذا العام فى موعده أيضا
ولكن مع دخول الموجة الثالثة من كورونا وتوقف الأنشطة الفنية والثقافية على
الرغم من انتهائنا من تحديد الدول والأفلام المشاركة فى الدورة الـ22
وتحديد المكرمين إلا إننا اضطررنا للتأجيل وعندما عادت الحياة مرة أخرى
تقرر إقامته فى 16 يونيو الماضى، مع إقامة الاحتفالات وعرض الأفلام فى
الأماكن المفتوحة.
وأضاف أنه تم الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وتعقيم أماكن
العرض، وأماكن الإقامة حفاظا على الضيوف، مع ارتداء الكمامات، موضحا أنه من
الممكن أن يتم ضبط مواعيد المهرجانات كما كانت مع انتهاء الكورونا وعودة
الحياة بشكل كامل وطبيعى.
وأوضح أن اللجنة العليا للمهرجانات تحاول ترتيب المواعيد
هذا العام حتى لا تتداخل المواعيد ويتم تكدسها فى وقت واحد، لأننا نريد
الاستفادة أيضا من المهرجانات ومشاهدة الأفلام، وفى الوقت نفسه نريد
التماشى مع السنة المالية للحصول على الدعم الخاص لكل مهرجان، على أن يتم
ضبط الأمور بعد ذلك.
وقال الناقد طارق الشناوى عضو اللجنة العليا للمهرجانات، إن
اللجنة لم تجتمع حتى الآن، خاصة أن قرار رئيس الوزراء بإلغاء كل الأنشطة
الفنية والثقافية خلال الفترة الماضية والذى انتهى يوم 1 يونيو الحالى،
وقبل الانتهاء من هذه الفترة أكدنا للمهرجانات ألا يعلن أحد عن موعد
مهرجانه حتى يتم التنسيق لأننا لا نعلم القرارات فى الفترة المقبلة والتى
من الممكن أن تتغير فى لحظة، وبالتالى وجدنا أن رئيس مهرجان قرر موعدا دون
العودة لنا رغم أنه المفترض أن تجتمع اللجنة لأننا فى ظرف استثنائى ولكن لم
يتم الاجتماع حتى نقرر ما هو الموعد، مؤكدا أن المهرجانات كانت تتسابق حتى
تلحق الدعم قبل انتهاء السنة المالية نهاية شهر يونيو، وهنا السؤال يطرح
نفسه هل هذه المهرجانات التى تتسابق لإقامتها هل هى جاهزة بالفعل؟، أم تريد
فقط اللحاق بالدعم ولذلك فى انتظار قرارات اللجنة.
وتابع:"إن اللجنة حتى تجتمع وتصدر قرارات لابد أن تتأكد من
الجدية فى المهرجانات وتحديد الفعاليات، ولذلك لا استطيع البت فى ذلك لأننا
لم نطلع على أوراق بعد"، مشيرا إلى أن هناك أخبارا تداولت بمواعيد مهرجانات
وقت الحظر دون الرجوع لقرارات الدولة بالموافقة على عودة الأنشطة، خاصة أنه
كان من الممكن أن يمتد الحظر.
وأضاف أن هناك حالة تخبط جزء منه فى المهرجانات العالمية
لأننا خاضعين لظروف فيروس كورونا، فعلى سبيل المثال مهرجان كان السينمائى
الذى من المفترض أن يعقد فى 6 يوليو المقبل من الممكن أن تقوم فرنسا بإصدار
قرارات فجأة تغير الموازين من ناحية المهرجانات، خاصة أنه لا يوجد أى
ضمانات وهذا على المستوى العالمى، أما فى المهرجانات المصرية فلا نعتمد فقط
على ظروف كورونا ولكن هناك مشكلة أخرى وهى السنة المالية ومواعيد انتهائها،
وهل هم مستعدون لفعاليات تليق بمصر؟.
وأوضح أنه عندما تعقد اللجنة العليا للمهرجانات مواعيد
المهرجانات سيتم إعلانها حتى نتفادى أى تخبط أو تكدس فى وقت واحد، حتى
نستفيد من المعنى الهادف الذى يقام المهرجانات بسببه، وهو تنشيط السياحة
وتحديد فعاليات وعرض أفلام مهمة تبث روح الفن، مؤكدا أن موعد الاجتماع لم
يتحدد بعد، وإذا ما تم الإعلان سنعلن فى الحال ما وصلنا إليه. |