·
دخلــــت عالــم الفـــن من كواليــــس مســـــــرح
عرائـــــــس أبى
·
أحببت لقب فارس.. وفوجئت بترشيح ابنى فى مسلسل
لم ينس أبدا النجم أحمد السقا اللحظات الفارقة فى طفولته،
التى ساهمت فى تشكيله وبدأت من المنضدة التى كان يجلس إليها والده صلاح
السقا يشكل عليها عالمه من العرائس، ثم يمسك خيوطها ليحركها، وهى اللحظات
التى كان يشعر فيها السقا بأنه يمتلك العالم، وأن تلك المنضدة هى خشبة مسرح
كبرى يسرح معها.
وزاد سحر اللحظات عندما خطت قدماه المسرح مع والده وصارت الكواليس عالمه
المفضل، ورغم أنه تعلم من والده الفنان القدير هذا الفن، إلا أنه دائما ما
كان يحاول أن يشق طريقه منفردا، حتى لا يقال إنه دخل الفن بالواسطة، وبعد
أن أنهى دراسته بأكاديمية الفنون تخبط وأحبط فى البدايات وكان قراره بالسفر
إلى أمريكا، ولكن سرعان ما عاد ليواصل مشواره فى الفن خطوة خطوة ودون
استعجال، وعلى مدار 25 عاما قدم السقا العديد من التجارب السينمائية
الناجحة، وصار واحدا من أهم نجوم الحركة فى مصر بل إنه ساعد على تطوير
تكنيك وشكل تلك النوعية من الأفلام انطلاقا من هذا يكرم مهرجان الجونة
السينمائى فى دورته الخامسة «14 ــ 23 أكتوبر» السقا ومنحه جائزة الإنجاز
الإبداعى، السقا فى حواره مع الأهرام تحدث عن لحظة التكريم، وأهم المحطات
فى مشواره الفنى والنجوم الكبار التى تعلم منهم.
·
ما بين اللحظة التى تلقيت فيها خبر تكريمك من مهرجان الجونة
السينمائى ووقوفك على المسرح لاستلام الجائزة من هو الشخص الذى كنت تتمنى
رؤيته فى الصف الأمامى يقف ويصفق لك؟
بداية ألفت النظر إلى أن فكرة كسر «تابوه» تكريم الفنان بعد
بلوغه سنا معينة يعد شيئا مهما للغاية، ويحسب للمهرجان وغيره من المهرجانات
التى باتت تلتفت لهذا الأمر، وبالطبع لن أخفى سعادتى عندما استقبلت خبر
اختيارى من المهرجان الذى أبلغتنى به بشرى مديرة العمليات لمهرجان الجونة
السينمائى أنا وزوجتى مها الصغير، وكل ما كنت أحلم به هو أن أغمض عينى
وأفتحها لأجد والدى المخرج القدير ومؤسس مسرح العرائس صلاح السقا يقف وسط
الحضور ويصفق لى، وأنا على خشبة المسرح أتلقى التكريم، وكأننى هذا الطفل
الذى يحتاج إلى حضن والده باستمرار ليس ذلك فقط بل كنت أرغب فى أن أرى
سعادته بنجاحى وتكريمى من قبل مهرجان يأتى إليه صناع السينما من كل
العالم.. هذا المشهد هو ما كنت أتمناه.
·
رحلة ممتدة فى مشوارك الفنى بدأت بالظهور من خلال مشاهد
وأدوار مساعدة حتى صرت نجما من نجوم شباك التذاكر من هؤلاء الذين لا تنسى
فضلهم عليك؟
بعد الله سبحانه وتعالى وبعد كل المفاهيم وحبى للفن الذى
تعلمته من والدى أدين بالفضل للكثيرين من المخرجين والكتاب الذين ساهموا فى
تقديمى وتشكيلى فنيا والحقيقة إننى لا أستطيع أن أعدهم فهم كثيرون سواء فى
السينما أو الدراما ومنهم المخرج التليفزيونى المخضرم يحيى العلمى،ومحمد
فاضل، وجمال عبدالحميد، وعبدالعزيز السكرى، وأحمد شفيق، وأحمد خالد موسى،
ومحمد سامى، وعلى مستوى السينما أول شخص صدق فى موهبتى وقدمنى المنتج محمد
العدل، والدكتور مدحت العدل، والمنتجة والفنانة إسعاد يونس فى الحقيقة كنت
من المحظوظين الذين عملوا مع نجوم هذه المهنة فى مختلف الفروع الفنية.
·
26
عاما مرت على أول مشهد سينمائى لك فى فيلم «ليلة ساخنة» مع
المخرج عاطف الطيب ماذا عن البدايات وكواليس لقائك بعاطف الطيب؟
بالفعل فيلم «ليلة ساخنه 1995» كان أول خطوة فى مشوارى
الفنى ومن حسن حظى أنه كان مع مخرج بحجم وقيمة عاطف الطيب،ولكن بصراحة شديد
لم يرشحنى الطيب لهذا المشهد ولكن صاحب الترشيح هو المخرج محمد ياسين الذى
كان يعمل وقتها مساعدا للإخراج مع الطيب وأخذنى من يدى وقدمنى إليه.
وأذكر أنه بعد انتهائى من تصوير المشهد وكان عبارة عن
مشاجرة ومن فرط إخلاصى أثناء التصوير تعرضت لجرح مازال له آثر بشفتى،
وبعدها أبلغنى ياسين أن الطيب يرغب فى رؤيتى فذهبت اليه، فقال لى «ابقى قول
الله يرحمه لو كنت ميت او الله يمسيه بالخير لو كنت عايش أنت هتبقى نجم
سينما كبير يلا روح، وسألنى هو أنت ابن صلاح السقا قولت له أيوه ابنه
فحملنى سلاما لوالدى»، والحقيقة إننى لم أعرف عاطف الطيب عن قرب ولكن
تفاصيل هذا اللقاء لم تمح من ذاكرتى، وكنت أتذكر كلمته وتشجيعه لى كلما
تعرضت لأى إحباط فى مشوارى الفنى.
·
لم تكن محظوظا فقط بالعمل مع كبار المخرجين سواء فى السينما
أو الدراما بل عملت مع عدد كبير من النجوم المخضرمين الراحلين ومنهم محمود
ياسين ومحمود عبدالعزيز ونور الشريف وأحمد زكى وأيضا النجم القدير يحيى
الفخرانى كيف كان هذا الأمر فارقا فى مشوارك؟
عندما أتذكر تلك التجارب المهمة مع نجومنا الكبار الذين لن
يعوضوا أبدا أحمد الله وأردد بينى وبين نفسى أن لدى ذكريات أرويها معهم ليس
ذلك فقط بل تعلمت منهم الكثير، ومن أوائل هؤلاء النجوم الذين عملت معهم
النجم الذهبى القدير محمود ياسين الذى التقيته فى فيلم «الجزيرة» للمخرج
شريف عرفة ويضحك السقا قائلا: «الحقيقة الأستاذ محمود ياسين عملى عقدة فى
حياتى عن نفسى أحب التواجد فى موقع التصوير مبكرا وقبل التصوير على الأقل
بساعتين مثلا لو الأوردر الساعة العاشرة صباحا أذهب فى الثامنة، وأفاجأ
بالأستاذ محمود متواجد قبل الكل ومع العمال، فأقول لنفسى ما يصحش كده لأزم
آجى بدرى شوية ده الأستاذ بنفسه موجود فأذهب فى اليوم التالى فى السابعة
صباحا لأجد النجم القدير موجود، فى اليوم الثالث ذهبت فى السادسة لأفاجأ به
أيضا فصحت وقولت له يا أستاذ محمود نفسى أنام»، لذلك كان أهم درس تعلمته
منه هو الانضباط وضرورة التواجد قبل موعد الكاميرا بوقت كاف لتشعر بالمكان
وتحس كل التفاصيل من حولك وهذا بالفعل يفرق فى أداء الممثل.
أما النجم الموهوب والعبقرى محمود عبدالعزيز الذى عملت معه
فى فيلم «إبراهيم الأبيض» من الأصل هو سبب حبى للسينما،منذ أن شاهدت فيلمه
«سيداتى آنساتى» للمخرج رأفت الميهى، وكانت تجربة العمل معه ممتعة ليس فقط
بسبب الأجواء التى كان يصنعها فى موقع التصوير بخفة دمه ولكن كانت هناك
متعة أكبر تتعلق بمشاهدة أدائه البسيط والفطرى.
والنجم نور الشريف اعتبره والدى الروحى،حيث استفدت منه
كثيرا ليس فى مهنة وحرفية التمثيل ولكن فى الحياة أيضا، فهو مثقف وصاحب وعى
ولا أنسى الرحلة التى سافرنا فيها إلى أمريكا معا ويومها جلست بجواره كل
منا يمسك بكتاب وبعد أن انتهينا منه فتح معى نقاشا مطولا حول ما قرأت،
بينما تعلمت من الدكتور يحيى الفخرانى مدرسة السهل الممتنع فى الأداء، أما
النجم أحمد زكى فهو بالنسبة لى ولغيرى موهبة لن تتكرر ويكفى أن تشاهده كيف
كان يدخل فى الشخصيات التى يقدمها ويتماهى معها. فى الحقيقة هم جيل يصعب
تكراره ومن حظى أننى عملت مع نجوم بحجمهم واقتربت منهم إنسانيا وفنيا.
·
رغم تعاونك مع عدد كبير من المخرجين ولكن هناك مخرجين
بعينهم تشعر بأن التناغم والتفاهم بينك وبينهم أفضل وهو ما ينعكس على
أدائك؟
أحترم وأقدر كل المخرجين الذين تعاملت معهم ومعظمهم أضاف لى
الكثير ولكن سيظل شريف عرفة، وأحمد نادرجلال، وطارق العريان هم الذين
يجمعنى بهم كيميا خاصة إضافة إلى أندرو ماكنزى مخرج الأكشن الخاص بى الذى
يعلم من نظرة عينى ما الذى أستطيع عمله وما الذى لا أستطيع.
·
قائمة أفلامك تضم الكثير من الأنواع ما بين الكوميدى
والرومانسى والتشويقى ولكنك أضفت الكثير لأفلام الحركة وتصنف واحدا من أهم
نجومها؟
انا لم أختر هذا الطريق ولكن ربنا سهل لى ووفقنى، وأذكر
إننى كنت أقدم أفلام حركة وأكشن وفى نفس الوقت كانت تتاح لى تجارب فنية
مختلفة منها ما يصنف إثارة وتشويقا أو رومانسا مثل «حرب إطاليا»، و«عن
العشق والهوى»، و«تيمور وشفيقة»، و«من 30 سنة»، ولكن فى حقيقة الأمر اكتشفت
أن الجمهور يفضلنى فى أفلام الحركة والأكشن كما أننى بينى وبين نفسى أدركت
أن هذه النوعية التى تميزت فيها سأتمكن من تقديمها من خلال مرحلة عمرية
محددة لذلك قلت لنفسى «بيد لا بيدى عمرو»، لذلك قررت أن ألعبها بمزاجى وبحب
لذلك قررت أن أقدم مشاهدى الخطرة بنفسى ودون الاستعانة بدوبلير وبدأت العمل
على نفسى وتطوير امكانياتى فى هذه المنطقة واستعنت بمتخصصين ومنهم أندرو
ماكنزى من جنوب افريقيا وأحد أهم مصممى المعارك ومشاهد الحركة فى العالم
وذلك لتحقيق مزيد من الاحترافية سواء على مستوى التكنيك أو الصورة، وهو ما
أدى لتحقيق طفرة فى هذه النوعية انعكست على شكل الصناعة بأكملها واستفاد
منه زملاء أخرون ويكفينى أن النجم أحمد عز اتصل ليشكرنى على تعريف الوسط
السينمائى المصرى بماكنزى، الذى طور وساعد الكثير من زملائى النجوم
والمخرجين فى تقديم أفلام حركة وأكشن بمستوى احترافى لافت للانتباه.
وبالتأكيد بعد هذه المرحلة من أفلام الأكشن سيكون متاحا
أمامى تقديم كل الأدوار فأنا ممثل وفى حدود الامكانيات التى ربنا منحها لى
سأنوع فى أدوارى.
·
توقفت لفترة لتراقب العديد من النجوم من حولك الذين نافسوا
أيضا بأفلام أكشن هل لا تزال ترى أنك سابق بخطوة؟
بالفعل وصلت لمرحلة أننى اتخذت قرارا بالتوقف لمدة عام
ومراقبة التجارب التى يقدمها زملائى وأصدقائى من حولى، وسأعود من خلال
فيلمين مختلفين فى الحبكة وهما «العنكبوت» الذى انتهيت من تصويره وأنتظر
تحديد موعد عرضه، و«السرب» الذى أصوره حاليا مع المخرج أحمد نادر جلال
ويتبقى لى أسبوعان وعنوان الفيلم يوحى بأنه حربى فقط ولكن الحقيقة أنه فيلم
ممتع وتجارى ويحمل الكثير من الرسائل الوطنية غير المباشرة وفى العملين
ستشاهدان مستوى التكنيك والأكشن وسأترك الحكم عليهما للجمهور، ولتتبين
النقلة النوعية الجديدة فى العملين.
على هامـش الحـوار
·
قلبى «مش ميت» كما يتردد عنى وأفضل أن أقول «قاعد وراسى
«باللغة الدارجه خصوصا وإننى لا اخاف إلا الله سبحانه وتعالى.
·
صحيح أنا نجم أكشن ولكن لا أحب المشاكل أو المشاجرات، وضعيف
أمام البشر الغلابة.
·
لا أتردد فى دعم الأصدقاء وفتح المجال أمامهم وهذا أهم درس
تعلمته من والدى طالما تستطيع ان تعطى فرصة لاحد لا تبخل بها وأسعد دائما
عندما يقال عنى وش السعد.
·
صحيح والدى علمنى تحريك الماريونت ولكن يصعب أن أكون مثله
ولا أملك الخبرة أو الدراسة التى تؤهلنى لذلك، فهو من الرواد فى هذا المجال
على مستوى العالم، وكان عبقريا فى تلك المنطقة.
·
فوجئت بابنى يقدم تجربته التمثلية الأولى وبالطبع هو حر فى
اختياراته ولكن أهم درس علمته له أن الفن «مافيهوش واسطة».
·
أحب الألقاب إلى قلبى فارس الذى ينادينى بيه اصدقائى او
ساموراى، خصوصا وأنها ألقاب مرتبطه بالنبل.
·
الفنان لا يشغل نفسه بالتصنيف واحد أو اثنين فلا يجوز ان
اكون الجلاد والقاضى، فانا راجل فى حالى أعمل بقوة وإخلاص شديدين، وربنا
ينجح الناس كلها.
·
اتمنى تقديم فيلم تاريخى، لكن الامر مكلف جدا وللأسف يصعب
على منتج واحد تحمل كلفته.