نال طاهر رحيم ، الممثل الفرنسي، سنة 2021 حظوة الانتماء
إلى لجنة تحكيم مهرجان "كان" السينمائي في دورته الـ 74. وبعد أزيد من سنة،
منحه المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بمعية أعضاء لجنة التحكيم، شرف تتويج
واحد من بين 14 فيلا متباريا في المسابقة المخصصة لاكتشاف سينمائيين من
مختلف أنحاء العالم، وذلك في الفترة الممتدة من 11 إلى 19 نونبر 2022.
ولد طاهر رحيم في 4 يوليوز 1981 في مدينة بلفور بفرنسا من
عائلة ترجع أصولها لمنطقة وهران بالجزائر.
ورغم أنه عاش طفولة رائعة، فإن رحيم كان يبحث في سن
المراهقة عما يساعده على التخلص من الملل ليجد ضالته في ارتياد القاعات
السينمائية ومشاهدة الأفلام.
طاهر
رحيم.. بحث عن الذات الفنية
كان طاهر ينبض بالحياة وروح المغامرة، ولم ترض مدينة بلفور
طموحاته، لذا شرع في تنمية شغفه بالتمثيل في عمر 15 سنة، عبر مشاهدة
الأفلام في القاعات السينمائية.
قرر رحيم مواصلة الحلم بالتحاقه بجامعة مونبليي، حيث درس
التمثيل، وبعد تخرجه وحصوله على الشهادة، اتجه صوب العاصمة الفرنسية باريس
باحثا عن مستقبل جديد وآفاق يسجل عبرها انطلاقته الفنية في عالم التمثيل،
والتي تحققت له عمليا من خلال دوره في فيلم "النبي".
النبي.. مفتاح الشهرة وبداية التتويجات العالمية
كان أول دور رئيسي تقمصه الممثل طاهر رحيم في مساره المهني،
هو "مالك الجبنة" في فيلم "النبي" للمخرج جاك أوديار سنة 2009.
دور استقبلته الصحافة الدولية والنقاد في مهرجان "كان" بشكل
إيجابي، بل واستحق عليه التتويج بالجائزة الكبرى لهذه الاحتفالية
السينمائية العريقة سنة 2009.
لم يخلف طاهر رحيم الموعد مع التتويج في السنة الموالية، إذ
حصل في النسخة 35 لمهرجان "سيزار" سنة 2010، على جائزتين: الأولى منحت له
باعتباره أفضل موهبة جديدة، والثانية لكونه أفضل ممثل.
طاهر رحيم.. رحلة التألق الدولي
واصل رحيم مسار تألقه الفني المشع دوليا، من خلال مشاركته
في أفلام "نسر الفيلق التاسع" للمخرج كيفن ماكدونالد سنة 2011، ثم "الحب
والكدمات" الذي أخرجه لو يي و"الذهب الأسود" للمخرج جون جاك أنو.
عاد طاهر رحيم سنة 2013 إلى مهرجان "كان" من خلال فيلم
"الماضي" للمخرج أصغر فرهادي، و"جراند سنترال" للمخرجة ريبيكا زلوتوسكي.
وبعدها عرض عليه الدور الرئيسي في فيلم "القطع" سنة 2014
للمخرج فاتح أكين، و"الأناركيون" سنة 2015 من إخراج إيلي واجمان، و"إصلاح
المعيشة" سنة 2016 من إخراج كاتيل كويلفيري، و"سر الغرفة المظلمة" سنة 2016
من إخراج كيوشي كوروساوا.
حاز رحيم اهتمام هوليود بعد ظهوره في عدة أفلام باللغة
الإنجليزية، لكنه لم يكن الاهتمام الذي يحقق شغفه بالسينما، لذا عاد إلى
فرنسا وعمل على تنمية موهبته تحت إشراف مجموعة من المخرجين الدوليين.
كما
تعلم رحيم اللغة الإنجليزية، ليسجل عودته للجمهور الأمريكي سنة 2018
بمشاركته في فيلم "النسر" الذي جسد فيه شخصية أمير عربي تحت إدارة المخرج
كيفين ماكدونالد، الذي اشتغل معه مرة أخرى في فيلم "مذنب" سنة 2021 جنبا
إلى جنب مع جودي فوستر وبنديكت كومبرباتش.
"الموريتاني"
يمنح طاهر رحيم لقب أفضل ممثل في غولدن غلوب 2021
كان من أبرز الأدوار التي أداها طاهر رحيم، محمدو ولد
صلاحي، السجين الموريتاني في غوانتنامو، والتي لبس عباءتها في فيلم
"الموريتاني"، إذ جسد ما عاشه الأخير على امتداد 14 سنة التي قضاها في
معتقل غوانتنامو دون أن يحاكم، منذ اعتقاله عام 2002 وإطلاق سراحه في
أكتوبر من عام 2016.
ولتميزه في هذا الدور، فإن رحيم منح لقب أفضل ممثل في فيلم
درامي لسنة 2021 ضمن جوائز "غولدن غلوب" الخاصة بالسنة ذاتها.
"الثعبان"
يرشح مجددا طاهر رحيم لغولدن غلوب 2022
برع رحيم في تقمص شخصية "تشارلز سوبراج" الهندي الفيتنامي
في سلسلة "الثعبان"، التي عرضت على "نتفليكس" وأخرجها توم شانكلاند وهانز
هيربوتس، لذا تم ترشيحه مجددا وللمرة الثانية لجائزة "الغولدن غلوب" برسم
سنة 2022.