ساعات قليلة وتبدأ في مدينة "كان" الساحلية فعاليات الدورة
الـ76 لـ"مهرجان كان السينمائي الدولي" (16 – 27 أيار/ مايو). الموعد الذي
يتجدد سنويًا، منذ عقود، في شهر أيار/ مايو تحديدًا، تنتظره الغالبية
العظمى من المهتمين بالشأن السينمائي والفني والثقافي في أنحاء العالم.
بسببه، تكتظ مدينة "كان" الصغيرة، من حيث المساحة والتعداد السكاني، بضعف
حجم سكانها. وهو ما لا تشهده المدينة السياحية كثيرًا، رغم العديد من
الفعاليات والتظاهرات والمؤتمرات، التي تقعد فيها على امتداد العام.
يظن البعض أن جميع فعاليات المهرجان تعقد جميعها في "قصر
المهرجانات" الضخم، الكائن في شارع "لا كروازيت". وهذا ليس صحيحًا. فعليًا،
يحتضن القصر أهم الفعاليات، حفلي الافتتاح والختام، و"المسابقة الرئيسية"،
ومسابقة "نظرة ما"، التالية في الأهمية لـ "المسابقة الرئيسية"، والمهتمة
بالتجارب الأولى أو الثانية للمخرجين والمخرجات، وبرامج فرعية أخرى. وفي
الطوابق السفلية من القصر تعقد أغلب فعاليات "سوق الفيلم"، وهو الأكبر من
نوعه على مستوى العالم.
كان المهرجان يقام سابقًا، منذ عام 1949 في القصر القديم،
أو ما يُعرف بـ "قصر الكروازيت"، الذي صممه المعماري السير هوبير بينيت.
وموقعه جد قريب من مكان القصر الحالي، في شارع لا كروازيت، أيضًا. في نهاية
عام 1982، كان فيلم "إي تي" لستيفن سبيلبرغ هو العرض الأخير في "قصر
الكروازيت" القديم، الذي هُدِمَ كليًا في عام 1988، وحل محله الآن فندق "جي
دبليو ماريوت". حيث باتت تُعرض، في سينما موجودة أسفل المبنى، تظاهرة "نصف
شهر المخرجين" أو "أسبوعا المخرجين"، التي بدأت عام 1969 تحت إشراف نقابة
المخرجين الفرنسيين. باستقلال تام، إداريًا وماليًا، عن مهرجان "كان".
وعرفت بهذا الاسم لأنها دُشِنت وقت أن كان المهرجان يمتد لـ14 يومًا.
في نسختها الـ55 هذا العام، تشهد التظاهرة عرض 10 أفلام
قصيرة، و20 فيلمًا طويلًا، على مدى 10 أيام، ابتداءً من 17 وحتى 26 مايو.
وتفتتح بالفيلم الفرنسي "قضية جولدمان" لسيدريك كان. وتُختتم بالفيلم
الكوري "في يومنا" لهونج سانج- سو. وفي إطار الاحتفال بالمخرج الإسباني
الراحل مانويل دي أوليفيرا، ومرور ثلاثين عامًا على عرض فيلمه "وادي
أبراهام" (1993) في التظاهرة لأول مرة، سيُعاد عرض الفيلم. وبهذه المناسبة،
أيضًا، تصدرت صورة بطلة الفيلم الإسبانية ليونور سيلفيرا الملصق الرسمي
للتظاهرة.
أما التظاهرة الفرعية الأقدم، فهي "أسبوع النقاد". وتخضع
بالكامل لإشراف وتنظيم نقابة نقاد السينما الفرنسيين، وتأسست عام 1962.
تعقد فعالياتها في قاعة فندق "قصر ميرامار"، على بعد أمتار قليلة من مكان
انعقاد تظاهرة "أسبوعا المخرجين". وقد أعلن القائمون على التظاهرة، في
دورتها الـ62، (17 – 25 مايو)، عن 7 أفلام تتنافس على "جائزة النقاد"،
لمخرجين من فرنسا وكوريا الجنوبية وبلجيكا والبرازيل وكرواتيا وماليزيا
والأردن. إضافة إلى أفلام فرنسية قصيرة وطويلة، خارج المسابقة كـ"عروض
خاصة"، للتنويه عن المواهب الجديدة في السينما الفرنسية.
التظاهرتان تبعدان عن مكان "قصر المهرجان" قرابة الكيلومتر.
وللتظاهرتين نظامان مُختلفان ماليًا وإدرايًا، ولجان اختيار وإدارة وتحكيم
وجداول عروض وملصقات ومطبوعات مُستقلة تمامًا. فعليًا، تُعتبران بمثابة
مهرجانين منفصلين عن مهرجان "كان". وللأسف الشديد، في أغلب الأحيان، تتقاطع
عروضهما مع عروض المهرجان. ما يسبب الكثير من الحيرة والارتباك والضيق،
لاستحالة الملاحقة أو المتابعة. سيما وأنهما، في العادة، تعرضان الكثير من
الأفلام الرائعة، وتحرصان دائمًا على تقديم الوجوه الجديدة اللافتة
للانتباه. وأحيانًا، تتفوق اختياراتهما على الأفلام المعروضة في "المسابقة
الرئيسية" للمهرجان.
في عام 1979، ونظرًا لزيادة الأنشطة في المدينة وأعداد رواد
المهرجان وغيرهم، بدأت أعمال البناء فيما يُعرف بـ "قصر المهرجانات وقاعة
مؤتمرات مدينة كان". القصر الجديد من تصميم فرانسوا درويه. وانتهت أعمال
البناء فيه، وافتتح عام 1982. تبلغ مساحة القصر 30 ألف متر مربع تقريبًا،
ومقسم إلى 6 طوابق. ويضم 5 قاعات متفاوتة الحجم، من 150 إلى 2300 مقعد
تقريبًا. ومساحة شاسعة بالطابق الأرضي، وحول القصر، حيث تقام فعاليات وعروض
"سوق الفيلم". وقد جرى تدشين المبنى في العام التالي، بعرض فيلم "ملك
الكوميديا" (1983) لمارتن سكورسيزي، وذلك في أول دورة "كانية" تقام في
القصر الجديد. ومنذ ذلك الحين، وجميع الفعاليات الرئيسية الرسمية للمهرجان
تعقد فيه.
ورغم التوسعة التي أدخلت على القصر عام 1999، وإضافة 10
آلاف متر مربع إلى مساحته السابقة، لكنه خضع، عام 2010، لأعمال صيانة
وتطوير وتوسعة ضخمة. وذلك على مدى 3 سنوات، من 2013 إلى 2015. كان القسم
الأكبر منها من نصيب قاعته الكبرى، صالة "مسرح لوميير الكبير". ما زاد من
سعتها إلى 2309 مقاعد. وهي الأكبر بين صالات القصر. وشاشتها من بين أكبر
الشاشات على مستوى العالم. تستأثر القاعة بانتباه واهتمام وسائل الإعلام
لأنها المكان الرئيسي لعروض الافتتاح والختام وتوزيع الجوائز. ويصعد على
درجاتها الـ24 أهم وأشهر المخرجين والنجوم، وتلتقط على مسرحها أهم الصور
التذكارية.
تلي صالة "مسرح لوميير الكبير" أهمية ومساحة، صالة "مسرح
كلود ديبوسي"- 1068 مقعدًا، وصالة "لوي بونويل"- 452 مقعدًا، و"أندريه
بازان"- 280 مقعدًا. وفي إحدى جنبات القصر، تنصب منذ عام 2007، خيمة "صالة
الـ60". تتسع الخيمة الضخمة، التي يتم تركيبها قبيل المهرجان والمُجهزة
بأحدث التجهيزات، لقرابة 500 مقعد. وقد تم تغيير اسمها مؤخرًا لتحمل اسم
المخرجة الفرنسية الراحلة أنيس فاردا، وتحتضن إعادات أغلب أفلام المهرجان.
نظرًا للزحام الشديد، والطوابير التي كانت تمتد بنا لساعات
طويلة قبل عروض الأفلام، وأحيانًا عدم التمكن من الدخول أصلًا، أو الدخول
والجلوس على السلالم لفرط التكدس، أقامت مدينة "كان" المجمع السينمائي
الضخم "سينيوم"، الذي افتتح قبل 3 سنوات
مؤخرًا، ونظرًا للزحام الشديد، والطوابير التي كانت تمتد
بنا لساعات طويلة قبل عروض الأفلام، وأحيانًا عدم التمكن من الدخول أصلًا،
أو الدخول والجلوس على السلالم لفرط التكدس، أقامت مدينة "كان" المجمع
السينمائي الضخم "سينيوم"، الذي افتتح قبل 3 سنوات. وبه 12 قاعة مجهزة
بأحدث التجهيزات، وتتسع لأكثر من 2450 مقعدًا. ليتكامل المجمع ومجموعة
السينمات الكائنة بوسط المدينة، وسعتها 2133 مقعدًا، تقريبًا. يتميز المبنى
بهندسته معمارية عصرية فريدة، بمساحة 9400 متر مربع. وتكسوه خرسانة بيضاء
ذات أشكال مثلثية شبكية، شديدة الشبه بالنماذج الكعبية. المبنى من تصميم
المعماري رودي يكيوتي، المعروف بتصميماته الثقافية الفريدة، مثل متحف "جان
كوكتو"، في مدينة "مونتون". وأيضًا، "مصنع أزياء شانيل"، في باريس.
مع بنية تحتية سينمائية كهذه، سواء أماكن العرض أو المشاهدة
أو الخدمات الصحافية وغيرها، يستطيع المهرجان خدمة أكثر من 4500 صحافي
وناقد خلال فترة انعقاده. وهي أكبر تغطية إعلامية يحظى بها حدث على مستوى
العالم، بعد الأوليمبيات، بحسب الإحصائيات. تستوعب هذه البنية عشرات الآلاف
من النجوم، وصناع السينما، ورواد سوق الفيلم، وغيرهم من الجمهور والهواة.
رغم قلة عدد جمهور "كان"، مقارنة بغيره من المهرجانات، "برلين" مثلًا. إذ
يختص مهرجان "كان" بالأساس بأهل الصناعة، ولا يعتبر مهرجانًا مفتوحًا
للجمهور، والعروض الجماهيرية، ولا يستهدف بيع وشراء التذاكر، وتحقيق
الأرباح أو أرقام مشاهدات قياسية... إلخ.
من هنا، باتت مدينة كان، والضواحي والأطراف المحيطة بها،
تحظى بالترتيب الثاني بين المدن الفرنسية، بعد باريس، في اجتذابها لأعداد
هائلة من المؤتمرين، وأصحاب الفعاليات والأنشطة الثقافية أو السياحية أو
التجارية. وأغلبها تعقد داخل أروقة قصر المهرجانات، وليس خارجه. من يطالع
أجندة القصر على موقع شبكة الإنترنت، يدهش من حجم الأنشطة التي لا تتوقف
على امتداد العام. بداية من العروض الموسيقية أو المسرحية على مدى يوم أو
يومين. ومرورًا بالمؤتمرات، وورشات العمل، والمعارض الفنية الممتدة لفترات
أطول. مثلا، بخلاف "مهرجان كان السينمائي"، يحتضن القصر "مهرجان كان ليونز
الدولي للإبداع". وأهم معارض العقارات، والسياحة، واليخوت، والطعام،
والتسويق الفندقي. ومؤخرًا، انضمت إلى القائمة، "مهرجان كان للمسلسلات"،
الذي انعقدت دورته الأولى عام 2018.
نبذة عن السعفة
تاريخيًا، لم تكن "السعفة الذهبية"، أرفع جائزة يمنحها
المهرجان، على النحو الذي نعرفه الآن. إذ مرت الجائزة بالكثير من التطورات
والتصميمات والأشكال، المُنبتة الصلة بالتصميم الحالي. وإن كانت السعفة،
كشعار أو كرمز، لم تتغير. في عام 1975 فقط، أعيد تصميم "السعفة الذهبية"،
وأصبحت الرمز الدائم للمهرجان وشعاره الرسمي. وباتت تقدم في علبة من الجلد
المغربي الأحمر الخالص الفاخر، والمُبطن بجلد سويدي أبيض. في الثمانينيات،
أعيد تصميم الشكل الدائري، ثم الهرمي للسعفة، وجعلها ثمينة، وأكثر ثقلا
وبريقًا. وتعزيز حواف ساقها وأوراقها الإبرية، وصياغتها على شكل قلب.
وكذلك، تصميم قاعدتها المصنوعة من الكريستال، المصقول يدويًا. وكانت تصنع
من النحاس الذهبي، ثم النحاس الأحمر، ثم الفضة المطلية بالذهب.
في عام 1998، كان اليوناني ثيو أنجيلوبولوس أول مخرج يفوز
بـ "السعفة الذهبية" بشكلها المعروف الآن. ويبلغ طول جذع السعفة 18 سم،
وتحمل على جانبيها 19 ورقة إبرية. وتصنعها شركة الساعات والمجوهرات
السويسرية "شوبارد"، التي تتبرع بها كل عام. إذ تغادر السعفة الورشة في
جنيف إلى الكروازيت قبيل المهرجان، حيث تحفظ في مكان سري قبل منحها.
سابقًا، كانت السعفة تصنع من الذهب عيار 18 قيراطًا. وتتكون
من 75% ذهب خالص، و2% فضة. الآن، تصنع من ذهب عيار 24 قيراطًا، يتم
استخراجه بواسطة عمال مناجم الذهب الكولومبيين، على عمق 300 متر في لا
لانادا، وهي بلدة صغيرة تقع شمال جبال الأنديز، في كولومبيا. بعد ذلك، توضع
فوق قطعة من الكريستال الصخري الصافي المصقول، المستخرج من جبال سويسرا
وألمانيا، فتبدو كأنها ماسة من الزمرد. ثم توضع في علبة من الجلد المغربي
الملكي الأزرق الفاخر.
في عام 2011، وبعد أن أسقط المخرج الدانمركي لارس فون تراير
السعفة، بينما كان يلوح بها بحماس شديد، جرت إضافة آلية أمان إلى العلبة
لتأمين وتثبيت السعفة في مكانها. وفي عام 2013، لأول مرة في التاريخ، مُنحت
السعفة الذهبية لثلاثة، المخرج عبد اللطيف كشيش، والممثلتان ليا سيدو وأديل
إكساركوبولوس، عن "الأزرق أكثر الألوان دفئًا". عادة، يُحتفظ دائمًا بسعفة
ثانية احتياطية في حالة حدوث أي أضرار مادية أو خلافه، أو في حالة تقاسم
الجائزة أو منحها مُناصفة. تلك السنة، كان لا بد من صنع سعفة ثالثة. فصنعت
على عجل، وجرى تسليمها في اللحظة الأخيرة لإدارة المهرجان، قبيل ساعات من
حفل الختام. في عام 2017، في الدورة الـ70، أدخلت بعض التحسينات والإضافات
على السعفة، والبلورة الكريستالية الخاصة بها، وكسوتها بماسات صغيرة على
أوراقها وساقها. ومنذ ذلك الحين، لم يطرأ على تصميمها أي تغيير.
تأمين المدينة وتزيينها
نظرًا لاضطرابات الشارع الفرنسي في الأسابيع الأخيرة، تصاحب
فعاليات هذا العام إجراءات أمنية مشددة جدًا. إذ ينتشر نحو ألف من عناصر
الشرطة وشركات الأمن الخاصة، للحيلولة دون أي شيء من شأنه تعكير الصفو.
المسؤول الأمني في المدينة قال: "ستكون هناك مصادر حماية إضافية مقارنة
بالعام الفائت، برًا أو بحرًا أو جوًا. وعناصر شرطة من الأمن العام والدرك،
واستعانة بأربع شركات أمن، ونحو 200 من ضباط بلدية كان، ووحدة لكلاب الأثر،
ولواء فروسية، وسائقي دراجات نارية، حاضرين ليلاً ونهارًا. وبوابات
إلكترونية، ومناطق تفتيش، ومركز الحماية المُدنية التابع لشرطة البلدية،
ويضم 833 كاميرا مراقبة بالفيديو، وهي واحدة من أكثر الشبكات كثافة في
فرنسا". كما اتخذت التدابير البحرية أيضًا، استعانة بعناصر الشرطة البحرية،
لتجنب أي أعمال مخلة بالأمن أو انتهاكات من البحر. وأيضًا، سيحظر الطيران
موقتًا. وسوف تعزز المراقبة الجوية بمروحيات، وطائرات خاصة، وأنظمة مضادة
للطائرات المُسيرة. ما يتيح السيطرة على طائرات الدرون، وإعادتها إلى
قاعدتها. ثم، تحديد مكان الطيار المخالف، وتوقيفه.
بخلاف كل هذه الاحتياطات الأمنية المُعلنة، والتي لم تأت
على ذكر تواجد أفراد الجيش كما في السابق وقت وقوع الهجمات الإرهابية، فإن
المدينة مستقرة وهادئة، كعهدها، رغم الزحام والنشاط والحيوية في الشوارع.
وكالعادة، من عام إلى آخر، تُلاحظ أعمال الترميم والتجديد في المدينة، على
نحو مبهج. كذلك، التطوير والتجميل والتزيين في مختلف الأماكن، بلمسات
سينمائية رائعة، لافتة للعين. وذلك، إضافة إلى اللافتات المعهودة، وأغلبها
لقطات سينمائية أو صور فوتوغرافية، لنجوم ونجمات ومخرجين ومخرجات. أو تلك
المرسومة يدويًا على جدران وبنايات كثيرة جدًا في أرجاء مختلفة بالمدينة.
فيلم الافتتاح
يفتتح المهرجان بالفيلم الفرنسي التاريخي "جان دو باري"
للممثلة والمخرجة الفرنسية من أصول جزائرية مايوين. يتناول الفيلم، المعروض
خارج المسابقة الرئيسية، علاقة الملك لويس الخامس عشر بعشيقته المومس
الشابة جان دو باري. تلك اللعوب التي تسلقت السلم الاجتماعي بجمالها
وجاذبيتها وسحرها الأنثوي، هربًا من الفقر. ثم، اللقاء العاصف بينها وبين
لويس الخامس عشر. وحب النظرة الأولى. ثم ضمها إلى بلاط القصر كمحظية. ما
أثار الكثير من الجدال والاستهجان. الفيلم بطولة مايوين في دور جان دو
باري، والنجم الأميركي جوني ديب في دور الملك لويس الخامس عشر. وسوف يسبق
عرض الفيلم، وفي أثناء انعقاد مراسم حفل الافتتاح، تكريم النجم الأميركي
المعروف مايكل دوجلاس، 78 سنة، الذي اختارته إدارة المهرجان هذا العام
لمنحه، "السعفة الذهبية الفخرية"، كتحية تقدير وتكريم له على مسيرته
المهنية الرائعة، والطويلة، والتزامه بفن السينما وقضاياها.
المسابقة الرئيسية
تزخر "المسابقة الرئيسية"، ويُعرض فيها 21 فيلمًا، بعدد
ملحوظ من أفلام المخرجين الكبار. سواء من المكرسين أو المخضرمين في تاريخ
السينما. أو الحاصلين من المهرجان على "سعفة ذهبية" واحدة. مثل الألماني
فيم فيندرز، والإيطالي ناني موريتي. أو الحاصلين عليها مرتين، والطامحين في
الثالثة، مثل البريطاني كين لوتش (17 مشاركة سابقة في المسابقة). والتركي
نوري بيلج جيلان (7 مشاركات في المسابقة).
إضافة إلى هؤلاء، يشارك الإيطالي المخضرم ماركو بيللوكيو
(83 سنة) للمرة الثامنة في المسابقة. ومن أميركا، يشارك ويس أندرسون لثالث
مرة، وتود هاينز للمرة الرابعة. كما يعود الفنلندي أكي كوريسماكي، بعد غياب
12 عامًا. كما يحضر الياباني هيروكازو كوريدا، الحاصل على السعفة الذهبية
2018، للعام الثاني على التوالي ضمن المسابقة. ومن بريطانيا يشارك جوناثان
جلايزر لأول مرة في المهرجان. وينافس البرازيلي الجزائري الأصل كريم عينوز،
لأول مرة في المسابقة، بأول فيلم له بالإنكليزية.
المُشاركة النسائية
للمخرجات حضورهن المُعتبر في المهرجان، بصفة عامة، وفي
المسابقة الرئيسية بشكل لافت، بإجمالي 7 أفلام. الغلبة للمشاركات
الفرنسيات، مقارنة بغيرهن. إذ تنافس الروائية والمخرجة كاترين بريا للمرة
الثانية، وجوستين ترييه، في مشاركتها الثانية. وكاترين كورسيني، وكانت
مشاركتها الأخيرة قبل عامين. كما تشارك المخرجة والممثلة الإيطالية أليس
رورفاخر، للمرة الثالثة. كما تعود النمساوية جيسيكا هاوزنر، بعد آخر مشاركة
عام 2019. كما تشهد المسابقة عرض الفيلم العربي الوحيد للتونسية كوثر بن
هنية، في أول مشاركة لها. وأخيرًا، تنافس السنغالية راماتا- تولاي سي، بأول
فيلم لها كمخرجة. وذلك في سابقة غير معهودة كثيرًا، إذ نادرًا ما يختار
المهرجان الأفلام الأولى للمخرجين في المسابقة الرئيسية.
عودة سكورسيزي
يعتبر فيلم "قتلة زهرة القمرة" للكبير مارتن سكورسيزي،
الحدث السينمائي الأكثر انتظارًا وترقبًا في دورة هذا العام. وذلك على أكثر
من مستوى. رغم أن الفيلم غير مشارك في "المسابقة الرئيسية". إذ بسبب "قتلة
زهرة القمر"، يعود المخرج إلى المهرجان بعد 37 سنة على آخر مشاركة له.
وكانت في "المسابقة"، بفيلم الكوميديا القاتمة "بعد ساعات العمل" (1986).
كان سكورسيزي، وهو في الثمانين من عمره الآن، قد فاز بـ "السعفة الذهبية"
عام 1976 عن رائعته "سائق التاكسي". وقد ترأس "لجنة التحكيم الرئيسية" عام
1998.
حضور استثنائي لألمودوفار
كما أعلن المهرجان عن عرض جديد المخرج الإسباني بيير
ألمودوفار، "طريقة غريبة للحياة"، ضمن "عروض خاصة". "طريقة غريبة للحياة"،
فيلم قصير، 40 دقيقة. ناطق بالإنكليزية لأول مرة في مسيرة المخرج. ومن
المقرر أن يحضر ألمودوفار مع أبطال الفيلم، إيثان هوك وبيدرو باسكال
وأنتوني فاكاريلو، والفيلم من نوعية أفلام الويسترن.
إنديانا جونز
من الأفلام المنتظرة، أيضًا، والتي يأمل القائمون على
المهرجان في أن تجذب أنظار الشباب، وغيرهم من محبي هذه النوعية، الفيلم
الهوليوودي الجديد "إنديانا جونز واتصال القدر" لجيمس مانجولد. وهو الفيلم
الأحدث ضمن أفلام هذه السلسلة. ومن المنتظر حضور أبطال الفيلم ونجومه
هاريسون فورد، وأنطونيو بانديراس، وتوبي جونز، ومادس ميكلسن. |