افتتاح مهرجان كان وسط جدل حول حضور جوني ديب
(فرانس
برس)
حظي الممثل الأميركي جوني
ديب بترحيب
حار بين كوكبة من النجوم الكبار من أمثال أوما
ثورمان ومايكل
دوغلاس وكاترين
دونوف،
خلال افتتاح مهرجان
كان السينمائي مساء
الثلاثاء، رغم انتقادات جهات نسوية لهذا الاهتمام الممنوح لشخصية شكّلت
موضع ملاحقة قضائية بتهمة العنف الأسري.
ببزة سوداء وشعر مصفف على شكل ذيل حصان ونظارات شمسية،
استعاد نجم فيلم "بايرتس أوف ذي كاريبيين" طقوس المرور على السجادة
الحمراء، بعد منعه من تصوير الأفلام من جانب الاستوديوهات الهوليوودية منذ
المسلسل القضائي الذي تواجه فيه مع زوجته السابقة آمبر هيرد على خلفية
اتهامات بالتعنيف.
بعيداً عن الفضائح المتبادلة خلال المحاكمة التي حظيت
بمتابعة كبيرة، واتهامات العنف التي لم ينظر الحكم في أساسها ودأب الممثل
على نفيها، التقط جوني ديب سلسلة صور سيلفي ووقّع إهداءات على السجادة
الحمراء، قبل حضور حفلة الافتتاح التي قدّمتها الممثلة كيارا ماستروياني،
وبجانبه المخرجة والممثلة الفرنسية مايوين.
وقد اختارته هذه الأخيرة لأداء شخصية الملك لويس الخامس عشر
في فيلمها "جان دو باري" الذي عُرض في افتتاح المهرجان، ما أثار انتقاد
جهات نسوية.
ورداً على سؤال حول اختيار الفيلم لافتتاح الحدث، أكد
المندوب العام للمهرجان تييري فريمو اهتمامه بجوني ديب "كممثل"، واصفاً
أداءه في العمل بأنه "استثنائي". وقال: "لدي سلوك واحد فقط في الحياة هو
حرية التفكير والتعبير والعمل في إطار القانون".
وأكد فريمو أنه لم يتابع المسلسل القضائي، الذي حظي بتغطية
إعلامية كبيرة وانتهى بفوز ديب في محاكمة التشهير التي أُجريت في الولايات
المتحدة. وقد واجهت آمبر هيرد سيلاً من الهجمات التي اتّسمت بطابع ذكوري في
أحيان كثيرة. وغابت الممثلة مذاك عن المشهد العام، بعدما "فقدت الثقة في
النظام القضائي الأميركي".
شعور بالإفلات من العقاب
وعندما سألتها وكالة "فرانس برس" عن قرارها الاستعانة بجوني
ديب، أوضحت مايوين أنها صورت فيلمها "الصيف الماضي، بُعيد انتهاء محاكمته
الثانية". وقالت: "راودتني مخاوف كثيرة، وسألت نفسي: كيف ستصبح صورته؟".
وقد أعربت منظمات نسوية عدة الثلاثاء عن استيائها من
الاحتفاء بجوني ديب، بينها حركة
Osez le Feminisme
(تجرأوا على النسوية)، التي دعت إلى مقاطعة المهرجان. كما قالت مجموعات
نسوية مختلفة إن "الشعور بالإفلات من العقاب الذي ينشأ (من اختيار هذا
الفيلم لافتتاح المهرجان) يثير الاشمئزاز لدينا".
وقد انتقدت مجموعة من الممثلات والممثلين الفرنسيين
القائمين على مهرجان كان السينمائي الثلاثاء "إتاحة السجادة الحمراء لرجال
ونساء عنيفين"، في إشارة إلى الممثل جوني ديب والمخرجة مايوين التي تواجه
بدورها دعوى قضائية، بعدما هاجمت أخيراً رئيس شبكة "ميديابارت" الإعلامية
إدوي بلينيل داخل أحد المطاعم.
وفي مقالة نشرتها صحيفة ليبراسيون الفرنسية، كتب ممثلون
وممثلات فرنسيون، بينهم جولي غاييه ولوري كالامي: "نشعر بسخط كبير ونرفض
التزام الصمت إزاء مواقف للقائمين على مهرجان كان السينمائي".
وأضافت الرسالة: "من خلال إتاحة السجادة الحمراء لرجال
ونساء عنيفين، يبعث المهرجان برسالة مفادها أنه في بلدنا يمكننا الاستمرار
في ممارسة العنف مع الإفلات التام من العقاب، وأن العنف مقبول في المجالات
الإبداعية".
أوما ثورمان ومايكل دوغلاس
وتأتي هذه المواقف بعد حوالى ست سنوات على انطلاق حركة #مي_تو المناهضة
للاعتداءات الجنسية، فيما ترتسم ملامح بداية بطيئة لإعادة التوازن بين
الجنسين في قطاع يهيمن عليه الرجال تقليدياً.
وحرص المهرجان على اعتماد المناصفة بين النساء والرجال في
عضوية لجنة التحكيم (من دون احتساب رئيسها). وفي هذا العام، هناك عدد قياسي
من المخرجات مع سبع نساء يتنافسن على السعفة
الذهبية،
من إجمالي 21 فيلما في المنافسة.
عند سؤالها في مؤتمر صحافي حول حضور جوني ديب، تهربت بري
لارسون، عضو لجنة التحكيم، من الرد. وقد جرى التداول باسم هذه الممثلة
المنخرطة بقوة في حركة "مي تو"، على نطاق واسع عام 2017 بفعل رفضها التصفيق
للممثل كايسي أفليك، المتهم بالتحرش الجنسي، خلال حفلة أوسكار.
وهذه الأسئلة المحرجة في عالم السينما لم تطغ على بريق حفلة
افتتاح المهرجان التي شهدت المرور التقليدي للنجوم، لكن بأعداد أقل مقارنة
بالعام الماضي الذي أقيمت خلاله نسخة احتفالية باليوبيل الماسي للحدث
السينمائي العريق.
ومن بين نجوم حفلة الافتتاح: هيلين ميرين، بإطلالة باللون
الأزرق السماوي من الفستان إلى الشعر، والممثلة الصينية غونغ لي، بفستان
أسود مع ياقة دائرية، ومادس ميكلسن الذي يشارك في فيلم "إنديانا جونز"
الجديد، أبرز الأعمال المقدمة في المهرجان.
ووجه المهرجان تحية إلى أحد ألمع الأسماء في هوليوود،
الممثل مايكل
دوغلاس،
الذي حصل على سعفة ذهبية فخرية من يدي النجمة أوما ثورمان التي وصفته بأنه
"نجم أبدي وفنان لامع".
وجرى الإعلان بعدها رسمياً عن افتتاح هذه النسخة الـ76 من
المهرجان من جانب كاترين دونوف، إلى جانب ابنتها كيارا ماستروياني، بعد
إلقائها قصيدة دعماً للأوكرانيين. |