الدورة الـ76 لمهرجان «كان».. ضحك وجد وسينما
«أمير المصرى» نجم عربى يحلق فى سماء السينما العربية بـ«Club
Zero»
كتب: ريهام
جودة
إحدى أكبر ميزات مهرجان كان السينمائى الدولى أنه يستقبل كل
الأطياف الفنية وحتى السياسية، كل الألوان والأعراق، وبدا لافتا خلال
الدورة الـ76 للمهرجان - المنعقد حاليا، ويختتم غدا 27 مايو الجارى -
اجتذاب المهرجان، فعلى الريد كاربت تألق الإفريقيون وذوو الأصول الهندية
والآسيويون والكوريون بجانب نجوم هوليوود وبوليوود ومشاهير السينما
العالمية والعربية، الذين كان لهم حضور طاغ فى دورة هذا العام، وتمثيل كبير
فى جميع أقسام المهرجان، ومنهم هاريسون فورد الذى تلقى «سعفة» تكريم مفاجئة
تزامنًا مع عرض الجزء الجديد من سلسلة «إنديانا جونز»، وكالعادة لفتت
القضية الأوكرانية الأنظار من خلال رسالة حملتها متظاهرة أوكرانية اقتحمت
السجادة الحمراء، وارتدت فستانا بلونى علم أوكرانيا الأزرق والأصفر، ووضعت
سائلا أحمر على جسدها، للدلالة على الدماء التى سالت خلال الحرب الروسية
على أوكرانيا.
وإذا كانت الريد كاربت هى الأكثر جاذبية للمصورين، وتشهد
الكثير من الأحداث المهمة وحضور النجوم وأصحاب الأفكار والقضايا، فأيضا
جلسات التصوير النهارية التى يحرص المهرجان على إقامتها خلال المؤتمرات
الصحفية لصناع الأفلام وأبطالها.
«عيسى» مهاجر إفريقى فى مصر يسابق الوقت
حظى فيلم «عيسى» للمخرج مراد مصطفى بعرض كامل العدد فى إطار
منافسته بأسبوع النقاد، وسط احتفاء نقدى وردود أفعال إيجابية للجمهور، وجاء
هذا بالتزامن مع اختيار مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فيلم عيسى
للمنافسة فى مسابقة الأفلام القصيرة وذلك فى الدورة الـ 45 من المهرجان
والمقرر إقامتها فى الفترة ما بين 15 وحتى 24 نوفمبر المقبل. ويستكمل فيلم
«عيسى» عروضه فى مهرجان كان السينمائى، حيث يعرض اليوم الجمعة 26 مايو فى
الساعة 8:30 مساءً فى قاعة سينما فالبون.
ويتتبع «عيسى» قصة مهاجر إفريقى فى مصر يبلغ من العمر 17
عامًا، يحاول أن يسابق الوقت بعد حادث عنيف لإنقاذ أحبائه مهما كلفه الأمر،
ويقوم ببطولة الفيلم كينى مارسيلينو وكنزى محمد، مدير تصوير مصطفى الكاشف،
مونتاج محمد ممدوح، سيناريو مراد مصطفى وسوسن يوسف، ومن إخراج مراد مصطفى.
هند صبرى مع «بنات أُلفة» فى رحلة الأمل والتمرد
تألقت النجمة التونسية هند صبرى، مع أسرة فيلمها «بنات
ألفة» للمخرجة كوثر بن هنيّة، ويشارك فى بطولته مجد مستورة فى حضور عربى
قوى للفيلم الذى ينافس فى المسابقة الرسمية، ويدور حول «ألفة» - هند صبرى -
السيدة التونسية التى تواجه مصيرا مجهولا لبناتها الأربع، وللتعويض عن
غيابهنّ استعانت المخرجة كوثر بن هنية بممثلات متميّزات وابتكرت أسلوباً
فنيّاً مميزا، إذ يأخذنا فيلم «بنات ألفة» فى رحلة مُفعمةٍ بالحميمية،
بالأمل، بالتمرد، العنف وبالتآخى، ويضع أسس مجتمعاتنا القائمة موضع النقاش.
بطلات الفيلم وصانعاته بدين فى لحظات من البهجة والثقة مع
«فوتو كال» أو جلسات التصوير التى تسبق المؤتمر الصحفى وعروض الأفلام فى
المهرجان، وبدا لافتا تنوعات ملابس بطلات وصانعات الفيلم بين الحجاب وبين
الملابس المتحررة والمعتدلة.
أمير المصرى مدرس الباليه فى «Club
Zero»
استقبل مهرجان كان السينمائى أيضا فيلم
Club
Zero
للمخرجة جاسيكا هاونسر، والذى ينافس به فى المسابقة الرسمية بالدورة 76،
ويجسد خلاله الفنان أمير المصرى دور مدرس باليه فى المشاركة الثانية له فى
مهرجان كان، حيث شارك مسبقًا بفيلم «Limbo»،
والذى حظى بنجاح واسع وردود نقدية إيجابية، قبل أن ينطلق فى جولاته
بمهرجانات سينمائية دولية كان أهمها مهرجان لندن، القاهرة، ميونخ السينمائى
الدولى.
وكان لافتا مشاركة النجم المصرى الذى بدأ مشواره بأعمال
كوميدية فى مصر مثل «رمضان مبروك أبوالعلمين حمودة» بين أسرة فيلمه وتوقيعه
للأوتوجرافات بين معجبين اصطفوا لتحيته وتحية النجوم المشاركين معه.
على طريقة شيرين عبدالوهاب.. جونى ديب يخرج لسانه للمصورين
أحد المشاهد الملفتة من حضور النجم الأمريكى جونى ديب وبطل
فيلم الافتتاح «جان دو بارى» كان استعادته لبريقه، وإن بدا «ديب» - الذى
يجسد دور الملك لويس الخامس عشر فى الفيلم - جانحا إلى لفت أنظار الكاميرات
والمصورين، وظهر فى مؤتمر صحفى مع أسرة فيلمه وهو يخرج لسانه للمصورين،
بشكل ملفت، ذكر المتابع العربى للجمهور بالصورة الشهيرة التى التقطت
للفنانة المصرية شيرين عبدالوهاب خلال إحيائها حفلا لها فى دبى، والذى
تعثرت خلاله على المسرح، فأخرجت لسانها لتغيظ المصورين وتمازح جمهورها،
عرضتها الصورة لانتقادات بين الجمهور العربى، لكن الجمهور فى «كان»
استقبلها بترحاب لـ«جونى ديب»، نجم هوليوود بعد سنوات من المقاطعة بسبب
قضيته الشهيرة مع طليقته آمبر هيرد، واتهامها له بتعنيفها والاعتداء عليها،
وهى القضية التى انتهت لصالح «ديب» واستعاد بعدها نجوميته.
«وداعا جوليا» أول فيلم سودانى يسرق الأضواء.. و10 دقائق
تصفيقًا
لم يكتف فيلم «وداعًا جوليا» للمخرج محمد كردفانى بالتمثيل
المشرف الذى حققه بكونه أول فيلم سودانى يشارك فى مهرجان كان السينمائى
الدولى، حيث ينافس الفيلم فى قسم «نظرة ما»، بل نجح فى اقتناص إشادات
النقاد وخطف قلب الجمهور، فالنقاد فى أهم المواقع العالمية مثل «سكرين
دايلى وهوليوود ريبورتز» أشادوا بالفيلم بعبارات طويلة من المديح، ولم
يستطع الجمهور كبت مشاعره بالإعجاب بعد عرض الفيلم بـ10 دقائق من التصفيق،
إذ تنطلق أحداث «وداعًا جوليا» فى الخرطوم قبيل انفصال الجنوب، حيث تتسبب
«منى» المرأة الشمالية التى تعيش مع زوجها «أكرم» بمقتل رجل جنوبى، ثم تقوم
بتعيين زوجته جوليا التى تبحث عنه كخادمة فى منزلها ومساعدتها سعياً للتطهر
من الإحساس بالذنب.
قاعة العرض امتلأت عن آخرها فى عرضه الأول الذى شهد حضور
أبطاله وصُناعه، كما أقيم له 4 عروض خلال فعاليات المهرجان، وقال المخرج
بعد العرض «لا العسكر ولا الإسلاميين ولا الميليشيات يمكنهم السيطرة على
السودان، والنصر للشعب لا محالة»، واستقبل الجمهور هذه العبارات بجولة
تصفيق أخرى.
كما تم عمل لافتة إعلانية كبيرة للفيلم فى مدينة «كان» ضمن
حملة الترويج له، وعبر موقع «هوليوود ريبورترز» العالمى كتبت الناقدة لوفيا
جياركى «يبث فيلم وداعًا جوليا الحياة فى المشكلات السودانية أمام
الجماهير، توازن موهبة كردفانى الإخراجية بين الأطوار المتعددة للفيلم، إذ
يعد فيلما دراميا مع درجات من التشويق ونوع متفرد من الحديث السياسى يخص
الفيلم وحده، وعبر أسلوبه الكلاسيكى السهل، سيقدم الفيلم المزيد من الدعم
لصناعة السينما السودانية».
الناقدة ليزا نيلسون عبر موقع «سكرين دايلى» قالت إنه رغم
أن أحداث الفيلم قبل 15 عامًا تقريبًا إلا أنها لاتزال واقعًا حاضرا حتى
الآن وقد يكون أزلىا، وأضافت: «نجد فى الفيلم العديد من الآفات المجتمعية
منغمسة فى الحياة اليومية السودانية بشكل اعتيادى ومترسخ، مثل العنصرية
والتمييز الجنسى، وهناك مناقشة مبهرة عن حكم الإسلام فى العبودية وعلاقة
ذلك بكيفية التعامل مع الجنوبيين كمواطنين درجة ثانية، هذه كلها شخصيات
مثيرة للاهتمام تثقلها المآزق المعقدة فى الحياة». |