المخرج الأمريكى ستيف جيمس: فخور بوجودى فى مصر للمرة
الثانية
فعاليات الدورة الـ25 لمهرجان الإسماعيلية للسينما
التسجيلية
كتب: سعيد
خالد
تتواصل فعاليات الدورة الـ25 لمهرجان الإسماعيلية الدولى
للأفلام التسجيلية والقصيرة، والذى يقيمه المركز القومى للسينما برئاسة
مدير التصوير د. حسين بكر، ويحتفى هذا العام بالدورة 25، وتستمر فعالياته
حتى يوم ٥ مارس الجارى بعدما انطلق حفل الافتتاح الأربعاء الماضى، وأقيمت
ندوة لتكريم الفنانة سلوى محمد على فى اليوم التالى.
وشهدت الفعاليات ندوة تكريم للمخرج الأمريكى ستيف جيمس،
أدارها الكاتب والناقد مروان عمارة، وقال ستيف جيمس: سعيد وفخور بوجودى فى
مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة، وهذه لم تكن
الزيارة الأولى لى فى مصر والوطن العربى بشكل عام، وسعدت أيضًا بحصولى على
درع تكريم من قبل إدارة مهرجان الإسماعيلية.
وأضاف ستيف: كنت أتمنى مشاهدة أفلام مصرية أكثر، ولكن شاهدت
عددًا من الأفلام فى مهرجان إدفا، وأتمنى أن أشاهد أفلامًا أكثر فى المرحلة
المقبلة لأتعرف أكثر على المنطقة العربية من خلال الأفلام التسجيلية
والروائية القصيرة.
وأوضح جيمس: عندما تلقيت الدعوة كنت فى حيرة بسبب ما يحدث
فى غزة، ولكن كنت أرى أن الإعلام الغربى يصدر معلومات مغلوطة عما يحدث
بفلسطين، وسألت أحد أصدقائى الذين يعيشون فى مصر ما يقرب من 30 عامًا،
وطمأننى كثيرًا على الوضع بمصر وأنه أمان، وليس هناك ما يصوره الغرب.
وأشار ستيف إلى أن صناعة الفيلم التسجيلى تطورت فى آخر 20
عامًا وهناك أنواع كثيرة منها المحايد ومنها الأقرب إلى الفيلم الروائى،
وأرى أن صناع الفيلم التسجيلى قادرون على الإبداع أكثر من أى نوع آخر من
الأفلام، وأتصور أنهم لديهم القدرة على التعبير، وهى وجهات نظر فى النهاية.
وعما إذا كانت هناك فرصة له لتقديم فيلم عن غزة قال ستيف:
لست متأكدًا من قدرتى على تقديم عمل عن غزة وما يحدث من الصراع العربى
الإسرائيلى، وإننى قدمت سلسلة من الأفلام منها قصة فتاة فلسطينية اتجهت إلى
أمريكا وتعرضت إلى بعض الصعاب فى شيكاغو.
وأوضح جيمس: هناك فى أمريكا عدد من الأفلام التسجيلية التى
تعرض فى دور العرض الأمريكية وتحقق نجاحًا كبيرًا، ولكن لا يمكن أن تقارن
بالأفلام الروائية الطويلة والتى تستحوذ على نصيب الأسد، وتحقق مشاهدة
أكبر.
وتحدث ستيف: كنت مغرمًا بالفيلم التسجيلى عن صناعة الأفلام
الروائية الطويلة، ولا أعلم إذا قمت بصناعة فيلم روائى طويل سيلقى نجاحًا
أم لا، ولكن أرى أن الفيلم التسجيلى تطور، وأصبح يحتوى على جانب كبير من
الإبداع، وهو ما يجذبنى أكثر إلى صناعة الفيلم الروائى.
وأوضح ستيف: السبب الرئيسى فى عدم انتشار الفيلم التسجيلى،
والفرق الوحيد بينه وبين الفيلم الروائى يتمثلان فى فكرة التسويق، فالفيلم
التسجيلى يفتقد هذا الأمر كثيرًا، وفى حالة توافره يحقق نجاحًا كبيرًا،
والجمهور يقبل عليه خاصة أنه يتفاعل معه ويتأثر به، وأتصور أن النظرة بدأت
تتغير نوعًا ما من خلال إنتاج مزيد من الأفلام التسجيلية الجيدة فى الفترة
الأخيرة. وأوضح جيمس: السبب وراء إلقاء الضوء على المهمشين وصناعة أفلام ضد
العنصرية بأعمالى يرجع إلى نشأتى وتربيتى وسط هذا المجتمع الذى يعانى من
العنصرية، وهو أمر جعلنى أهتم أكثر بتقديم أعمال تعبر عن معاناتهم.
وتابع: قررت تقديم حلقات تسجيلية بسبب أن البعض يرى أفلامى
طويلة للغاية، وهو الأمر الذى دفعنى لتقديمها فى حلقات تسجيلية، خاصة أن
نوعية أفلامى لابد أن تكون طويلة لأعبر فيها عن كل ما أرغب فى تقديمه،
فضلًا عن أن الحلقات التسجيلية بها مساحة أكبر فى التسويق.
ووجه الناقد عصام زكريا، رئيس المهرجان، سؤالًا حول علاقة
الناقد وصانع الفيلم التسجيلى ورد «ستيف»: كل صناع الأفلام يذكرون فقط
المقال السلبى الذى يُكتب عن أعمال لهم ويتناسون النقد الإيجابى، وأرى أن
النقد أحد عناصر المعادلة الفنية المهمة، ولا بد من وجوده، وأمريكا شهدت
تدهورًا فى النقد السينمائى ولكن بعد ظهور المنصات الإلكترونية المختلفة
الجديدة بدأت فى تقديم نقد مختلف يعتمد على التحليل أكثر، وأتمنى من النقاد
أن يتحلوا بأمرين عند مشاهدة الفيلم الأول أن يكونوا على دراية كاملة بما
تمر به صناعة الفيلم ولا يحكموا فقط على ما يشاهدونه على الشاشة والأمر
الثانى أن يشاهد الناقد العمل من منظور ورؤية ما الذى يقدمه المبدع من
قضايا داخل العمل الفنى.
من ناحية أخرى افتتح الناقد عصام زكريا، رئيس المهرجان،
معرضًا للمصور الفوتوغرافى القدير محمد بكر بقصر ثقافة الإسماعيلية.
وخلال المعرض قام كل من الدكتور خالد عبدالجليل، مستشار
وزيرة الثقافة، والناقد السينمائى عصام زكريا بتسليم درع تكريم مهرجان
الإسماعيلية للمصور الكبير محمد بكر تقديرًا لمشواره الكبير.
ويضم المعرض صورًا متعددة من أرشيف المصور محمد بكر،
التقطها للمخرج الراحل شادى عبدالسلام أمام وخلف الكاميرا.
المصور محمد بكر، شيخ مصورى الفوتوغرافيا، عمل أكثر من 60
عامًا فى مهنة التصوير، وسجل بعدسته الفوتوغرافية أروع المشاهد السينمائية،
ويمتلك إرثًا ضخمًا من صور مشاهد السينما المصرية على مدار تاريخها من
الأفلام «الأبيض والأسود» وحتى الآن، سواء أمام عدسات السينما أو ما يدور
وراء الكواليس، كما عاصر العديد من نجوم الفن، والسياسة والثقافة والرياضة
والعلم، فى حين بدأ المخرج الراحل شادى عبدالسلام من مواليد 15 مارس عام
1930 حياته الفنية مصممًا للديكور وعمل مساعدًا للمهندس الفنى رمسيس واصف
عام 1957، ثم عمل مساعدًا للإخراج فى عدة أفلام كان أغلبها لمخرجين أجانب،
منها الفيلم البولندى «الفرعون» من إخراج كافليرو فيتش، وهى نقطة البداية
الحقيقية فى مشواره، وفيلم «واإسلاماه » إخراج أندرو مارتون، كما أخرج
المخرج الراحل فيلم «الفلاح الفصيح » عام 1970، الذى فاز بجائزة السيدالك
فى فينسيا.
أما فيلمه «المومياء.. يوم أن تحصى السنين» فهو علامة فارقة
ليس فقط فى تاريخه، بل فى تاريخ السينما المصرية والعالمية، فقد حصد عددًا
من الجوائز العالمية. |