روزاليوسف .. وداعًا صلاح السعدنى.. السعدنية السيرة أطول
من العمر
«شحاذون
ونبلاء» و«أغنية على الممر» و«كراكيب» أفلام عكست شخصيته المثقفة..
80 فيلمـًا رسمت ملامح «السعدنى» سينمائيا
كتب
آية رفعت
حصد شهرة واسعة فى المجال الفنى بأنه الفنان المثقف الذى لم
يقبل بأى دور لا يتسق مع قناعته الشخصية، فهو «صلاح السعدنى» الذى وإن كان
لقب بـ(عمدة الدراما) فهو يمتلك رصيدا فنيا سينمائيا لا يقل أهمية عن رصيده
الدرامى.
وفى التقرير التالى تستعرض (روز اليوسف) أبرز أدوار النجم
الراحل التى طالما ارتبط بها جمهوره حتى وإن لم يكن يلعب خلالها دور
البطولة المطلقة
انطلاقة على الممر
كانت انطلاقة «السعدنى» السينمائية عام 1966 حيث استطاع أن
يثبت نفسه بدور ثانوى فى فيلم (شياطين الليل) مع الراحل «فريد شوقى» حيث
قدم دور أخيه مع المخرج الكبير «نيازى مصطفى» ورغم قلة حجم الدور فإنه
استطاع أن يجذب الأنظار وتتهافت عليه الأوار فقدم عددا من الأفلام الأخرى
منها (كيف تسرق مليونير) و(زوجة بلا رجل) و(الحب والثمن).. ثم تأتى محطة
أخرى من محطات «السعدني» السينمائية من خلال دور «علوانى» بفيلم (الأرض)
عام 1970.
وقد عرف «السعدنى» بأنه يقوم بانتقاء أدواره فمن بين أفلام
حرب أكتوبر والاستنزاف اختار فيلم (أغنية على الممر) والذى قدم من خلاله
دور المجند «مسعد» والذى أسر قلوب المشاهدين بأدائه، وأيضا وقع اختياره على
دور «رؤوف» فى فيلم (الرصاصة لا تزال فى جيبى) والذى قدمه عام 1974، ثم
شارك بعدد من الأفلام فى فترة السبعينيات منها (أعظم طفل فى العالم) و(كلام
في الحب) وأيضا فيلم (شهيرة)
أحلام الشباب
اهتم «السعدنى» فى فترة السبعينيات بتجسيد أحلام الشباب
والمشاكل التى تواجه المواطن العادى؛ حيث قدم فيلم (شقة فى وسط البلد) عام
1975 وقدم بعده عددا آخر من الأفلام التى عبرت عن مشاكل جيله ومنها: (بائعة
الحب) و(حكمتك يا رب) و(الحساب يا مودمازيل) و(هكذا الأيام).. بالإضافة إلى
فيلم (طائر الليل الحزين، وبدون زواج أفضل، وخلف أسوار الجامعة) وغيرها.
الثمانينيات والنضج السينمائى
تعتبر مرحلة الثمانينيات أكثر نضجا بتاريخ «السعدنى» ليس
دراميا فقط، بل على المستوى السينمائى، فرغم أنه أصبح بطلا مهما فى الكثير
من الأعمال الدرامية فإن فكرة البطولة المطلقة سينمائيا لم تكن تشغله، بل
ظل يقدم أدوارا ثانوية ولكنها مؤثرة فى أفلام تتسم بالنضج الشديد فى
اختياراته.
ومن تلك الأعمال فيلم (الغول) عام 1984 و(إنهم يقتلون
الشرفاء، وفتوة الناس الغلابة، والشيطان يغنى) عام 1984.. بينما قدم عام
1985 9 أفلاما مهمة ومنها: (فوزية البرجوازية، وقضية عم أحمد، والزمار،
وأولاد الأصول) كما قدم فى عام 1986 أفلام (ملف فى الآداب، ولمن يبتسم
القمر، واليوم السادس).
بينما يعتبر عام 1987 مرحلة فاصلة فى تاريخ «السعدنى»؛ حيث
قدم خلاله دوره الشهير العمدة «سليمان غانم» فى مسلسل (ليالى الحلمية) مما
جعله يعيد ترتيب اختياراته السينمائية بشكل مختلف، فقدم عام 1987 فيلم (زمن
حاتم زهران) مع الراحل «نور الشريف» وأيضا فيلم (لعدم كفاية الأدلة)
وفى عام 1989 استطاع «السعدنى» أن يقدم أول فيلم من إنتاجه،
وذلك نظرا لحماسه الشديد لفكرته وهو فيلم (كراكيب) والذى شاركته بطولته
الفنانة آثار الحكيم، ورغم أهمية القضية التى يناقشها الفيلم من خلال فكرة
التأمين على الحياة وحلم المواطن بحياة أفضل فإنه لم يحقق نجاحا ملحوظا وقت
عرضه بدور العرض، وكانت تلك التجربة الإنتاجية الوحيدة للسعدنى بالسينما.
شحاتون ونبلاء
انطلقت مرحلة التسعينايت لتشهد نضجا فنيا ونهاية الأعمال
السينمائية للراحل «صلاح السعدنى» فقد قام ببداية الحقبة بتقديم الرواية
الشهيرة «شحاذون ونبلاء» عام 1991 عن قصة لـ«ألبير قصيرى» وإخراج الراحلة
«أسماء البكرى».. حيث قدم دور المعلم «جوهر» الشخصية الرئيسية بالرواية
التى تدور أحداثها فى الحقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
ثم قم عدة أفلام متميزة ومنها: (العودة والعصفورة، وبنات فى
ورطة، وليه يا هرم، وأحلام صغيرة، وليه يا دنيا) وقد كان آخر ما قدم فى
الأعمال السينمائية فيلمى (المراكبى) عام 1995 والذى حقق نجاحا كبيرا بعد
عرضه على شاشات التليفزيون.. والآخر كان فيلم (كونتشرو فى درب سعادة) عام
1996.
وفى لقاءاته الصحفية قال «السعدنى» أنه لم يجد النص الذى
يخوض به البطولة السينمائية خاصة أنه معروف عنه الانتقاء الشديد، وكانت
أعماله الدرامية فى هذا الوقت مميزة للغاية مما جعله يبتعد عن السينما على
أمل العودة لها إذا وجد النص المطلوب. |