تحدث الناقد الأمير أباظة، رئيس مهرجان الإسكندرية
السينمائى، عن تفاصيل الدورة الـ٤٠ للمهرجان، التى تنطلق مساء اليوم
الثلاثاء، وتحمل اسم النجمة نيللى، تحت شعار «السينما تصنع الحب»، ولفت إلى
الاستفتاءات النوعية الخاصة بتاريخ السينما المصرية، التى يجريها المهرجان،
وبدأت بأهم ١٠٠ فيلم كوميدى، مرورًا باستفتاء السينما الاستعراضية، وهذا
العام «السينما الرومانسية»، ولفت إلى أنها بهدف دق ناقوس الخطر لصنّاع
السينما، فمنذ بداية الألفية، يعانى الفن السابع فى مصر من أزمات، وحجم
الإنتاج ضعيف جدًا، ولفت «أباظة» إلى فيلم الافتتاح «يومين»، إخراج باسل
الخطيب، وبطولة دريد لحام، الذى جاء اختياره لتناوله موضوعًا إنسانيًا
كوميديًا، كما كشف لـ«المصرى اليوم» عن عودة مسابقة الفيلم العربى بعد توقف
سنوات، وتحدث أيضًا عن فيلم «لعل الله يرانى» بطولة سهر الصايغ، الذى ينافس
على جوائز مسابقة أحمد الحضرى لأفضل فيلم مصرى قصير يُناقش القضايا
الإنسانية، مؤكدًا أنه لطيف وبسيط دون مشاكل، لكن «عنوانه يخض»، بحسب وصفه،
وهو ما أثار الجدل مؤخرًا، وإلى نص الحوار:
■ لنبدأ من الأرقام فى الدورة ٤٠ من مهرجان الإسكندرية، كم
عدد الأفلام؟، الدول المشاركة؟، عدد المسابقات؟، عدد الضيوف والضيوف
الأجانب، المكرمين؟
- ٤٥ عامًا مضت على تاريخ انطلاق مهرجان الإسكندرية، هذا
العام نحتفل بالعيد الأربعين لدورات المهرجان، رغم الميزانية الضعيفة،
التضخم فى أسعار تذاكر الطيران وحجز الفنادق، تقدم للمنافسة على جوائزها
قرابة ٤٠٠ فيلم، وقع الاختيار على ١٤٠ فيلمًا فقط من جانب لجان المشاهدة،
قرابة ٤٠٠ فيلم تقدم صناعها لمسابقة شباب مصر، تمت تصفيتها واختيار ٥٠
فيلما، جائزة الفيلم الإنسانى التى تحمل اسم الناقد أحمد الحضرى، لأفضل
فيلم يتناول ويرصد قضية إنسانية، تقدم لها ١٧ فيلما، تمت تصفيتها لـ ٨
أفلام فقط، يشارك فيها أفلام من ٢٦ دولة، ٧ مكرمين، بعد اعتذار أيمن زيدان،
و٦٠ ضيفًا عربيًا وأجنبيًا، وقرابة ٥٠ ضيفًا مصريًا، وهو رقم ضعيف مقابل
٢٧٠ ضيفًا فى الدورة ٣٩.
■ وماذا عن مسابقات المهرجان فى دورته الجديدة؟
- المهرجان يضم ٦ مسابقات، هى مسابقة الفيلم المتوسطى
الطويل، والقصير، والفيلم العربى (نور الشريف)، مسابقة أفلام الأطفال،
مسابقة شباب مصر، مسابقة السيناريو (ممدوح الليثى).
■ لماذا قررت عودة مسابقة الفيلم العربى بعد توقف لسنوات؟
- توقف مسابقة الفيلم العربى كان سببه أنها ترهق الميزانية،
وتحتاج لاستضافة عدد كبير من الضيوف، وهو ما حدث مثلًا حينما شارك الفيلم
«دمشق- حلب»، للمخرج باسل الخطيب، بطولة دريد لحام، فى الدورة ٣٤ من
المهرجان، وحضر وقتها ٧ من أبطال الفيلم، وبعد توقف لسنوات قررنا عودتها فى
الدورة الـ٤٠، وتضم ٨ أفلام.
■ ماذا عن شعار الدورة الجديدة للمهرجان؟
- الدورة الـ٤٠ تنطلق تحت شعار «السينما تصنع الحب»، منذ ٣
سنوات بدأنا فكرة الإقدام على عمل استفتاءات تخص تاريخ السينما المصرية،
بهدف دق ناقوس الخطر لصنّاع السينما، منذ بداية الألفية الفن السابع فى مصر
يعانى من أزمات، حجم الإنتاج ضعيف جدًا، ٢٥ عملًا فى السنة فقط، ونوعية
الأفلام حتى لا ترقى لأن يتم ترشيحها لجوائز الأوسكار، فكرة وجود فيلم
ينافس على جوائز فى المهرجانات المصرية حتى بات أمرًا صعبًا، وترك الصناعة
فى يد المنتجين المعنيين فقط بتحقيق الأرباح، نادرًا ما تجد منتجًا فى حجم
هشام عبدالخالق يتصدى لفيلم مثل «الممر»، وزاد الأمر سوءًا بعد غياب دعم
السينما، وعدم التخطيط لما تقدمه، ولهذا لجأت لفكرة الاستفتاءات النوعية
وبدأت بأهم ١٠٠ فيلم كوميدى، مرورًا باستفتاء السينما الاستعراضية، وهذا
العام فى السينما الرومانسية، وكانت المفاجأة عدم وجود أفلام حديثة نهائيًا
ضمن كل الاستفتاءات، ولهذا تعتبر الاستفتاءات ناقوس خطر نحو المخاطر التى
تعيشها السينما، بغض النظر عن الآراء حول الاستفتاء هناك من سيتفق معه أو
يختلف، المهم هو تحليل النتيجة إلى رؤية، مثلًا قائمة استفتاء السينما
الرومانسية تضم فيلمًا واحدًا فقط بطولة الفنان نور الشريف وسط ١٠٠ فيلم فى
المركز الأول، وهو «حبيبى دائمًا».
■ ماذا عن تحليل المضمون والمحتوى التى خرج بها الاستفتاء؟
- مثلًا فى استفتاء أفضل فيلم رومانسى، وجدنا أن مدير
التصوير وحيد فريد لديه ٣٠ فيلمًا، فاتن حمامة لديها ١٨ فيلما، سعاد حسنى
لديها ١٣ فيلما، على إسماعيل لديه ١٢ فيلما، رغم أنه رقم ١ فى الاستعراض.
■ الدورة عنوانها الرومانسية، كان من المفترض أن تحمل اسم
نجمة صاحبة خلفية رومانسية وليست استعراضية «نيللى»؟
- بدأنا التخطيط للمهرجان بعد انتهاء الاستفتاء بالفعل،
وعرضنا التكريم على الفنانة القديرة بوسى، وكنا نتمنى وجودها، لكنها اعتذرت
دون الكشف عن أسباب، وفكرة الربط بين شعار المهرجان وخلفية النجم الذى تحمل
الدورة اسمه ليست ضمن حساباتى، العام الماضى كان عنوان الدورة الاستعراض،
وكرمنا الفنان محمود حميدة، أحرص على التنوع حتى فى اختيارات الضيوف.
* رأيك فى أزمة تكريم نيللى، وكيف تحمل الدورة اسمها ويتم
تكريمها فى ٥ أيام مرتين؟
- نيللى لم تنتبه لفكرة الربط بين المهرجانين، ليس لأى سبب
آخر.
■ ماذا عن برنامج الأفلام الفرنسية الذى تم استحداثه؟
- هو برنامج يضم قرابة ٥٢ فيلما من أهم أفلام الأطفال،
قصيرة ما بين دقيقتين لـ ٣ دقائق، إخراج الفرنسى باتريك جورج، المقرر أن
ينظم ورشة لعدد من طلاب المدارس الفرنسية فى مصر من سن ٧-١٤ سنة، وسوف يشكل
لجنة تحكيم من هؤلاء الأطفال، يختارون فيلمًا ليتم تصويره بأطفال مصريين
يعرض فى حفل الختام، وبعدها يعرض فى باريس.
■ اكشف لنا تفاصيل حفل الافتتاح؟
- الحفل ينطلق ٨ مساءً فى مكتبة الإسكندرية، وستكون
الرومانسية سائدة عليه، المخرج محمد مرسى يعمل على تقديم استعراض ضخم،
وبعدها يتم تكريم النجمة نيللى وتتسلم علم الدورة، وكذلك تكرم منة شلبى،
ولطفى لبيب، ومن الوطن العربى العراقى مهدى عباس، وهو أحد أهم النقاد فى
الوطن العربى، نعم أنا ملتزم بصنّاع السينما من البحر المتوسط، ولكننى
لدىَّ نظرة خارجه، ومهدى عباس يستحق التكريم فهو لديه ٥٠ كتابا تضم دراسات
وأبحاثا عن الفيلم العربى، ونكرم أيضًا فى الافتتاح المغربية سعاد خويى،
وكان من المقرر تكريم النجم أيمن زيدان بمنحه وسام البحر المتوسط، لكنه
اعتذر بسبب تأثره بأحداث لبنان وفلسطين.
■ وماذا عن فيلم الافتتاح؟
- عقب الحفل سيتم عرض فيلم «يومين»، إخراج باسل الخطيب،
وبطولة الفنان دريد لحام، يدور حول طفلين من أسرة فقيرة، يتوفى والداهما،
ويقرران الهرب من عمهما، حتى يلتقيان بـ«دريد»، ويفرضان نفسيهما عليه، فى
إطار إنسانى كوميدى، مدته ٩٠ دقيقة، وحينما شاهدته للمرة الأولى بكيت
بالدموع.
■ ما ردك على الانتقادات التى نالت فيلم «لعل الله يرانى»
بسبب اسمه؟
- فيلم «لعل الله يرانى» روائى قصير، بطولة سهر الصايغ،
إخراج محب وديع، ينافس على جوائز مسابقة أحمد الحضرى لأفضل فيلم مصرى قصير
يُناقش القضايا الإنسانية، تدور أحداثه حول «دينا» التى تعتقد أنها مجرد
رقم فى الحياة، تُشعر دائماً بأنها لا قيمة لها ولا أحد يهتم بها، وتدفعها
الضغوط النفسية الشديدة إلى تصرفات خاطئة، وقررت أن تقدم على فعل الخير لعل
الله يراها ويغير لها حياتها، عمل لطيف وبسيط دون مشاكل، لكن «عنوانه يخض»،
أشتغل دائمًا وفق المضمون وليس الشكل.
■ ماذا عن أهم ندوات المهرجان فى دروته الـ٤٠؟
- للمرة الأولى ستكون هناك ندوة عن استفتاء «أهم ١٠٠ فيلم
رومانسى»، وندوة تكريم للفنانة نيللى، منة شلبى، إزابيل أدريانى، العراقى
مهدى عباس، لطفى لبيب، ندوة «السينما تصنع الحب»، ندوة سعاد خويى.
■ ماذا عن ضعف الميزانية؟ ودعم وزارة الثقافة للمهرجان؟
- الميزانية ضعيفة جدًا فى ظل ارتفاع أسعار تذاكر الطيران،
وحجز الفنادق، رغم المساعدات التى تمنحها بعض الفنادق، ونحصل على دعم من
وزير الثقافة د.أحمد هنو ولكن فى حدود إمكانيات الوزارة المتاحة، الميزانية
تقريبًا ٢ مليون و٥٠٠ ألف جنيه فقط، وهى نفس ميزانية ٢٠١٦، كانت تقدر وقتها
بـ١٢٠ ألف دولار، والآن قيمتها الفعلية ٤٠ ألف دولار، هناك محاولات لتوفير
دعم لكنها تختفى وقت انطلاق المهرجان، مسعد فودة، نقيب المهن السينمائية،
يدعمنا، وأواجه صعوبة كذلك فى الحصول على الأفلام فى ظل منافسة قوية مع
مهرجانات ضخمة عربيًا.
■ قائمة التكريمات كبيرة تضم ٧ شخصيات، ألا يقلل ذلك من
قيمة التكريم بالنسبة لك؟
- نكرم الإيطالية إيزابيل أدريانى، آن باريلود الفرنسية، ٣
نجوم مصريين، ٢ من الوطن العربى، واستحدثت هذا العام حفلا خاصا لتكريم ٢٠
فنانا من الإسكندرية، بعضهم على قيد الحياة وآخرون رحلوا عن عالمنا، أشهرهم
عارفة عبدالرسول، باختيار لجنة عليا رشحت تلك الأسماء، وكذلك هناك تكريم
وحفل لفرقة فلسطينية فى مركز الإبداع بالإسكندرية، وسنمنح شهادات مشاركة
للأطفال المشاركين فى الورشة، ونحتفل بالدفعة الثانية لخريجى معهد السينما
بالإسكندرية.
■ العام الماضى مهرجان الجونة نظم المسابقة تحت عنوان
«المسافة صفر»، فى ٢٠٢٤ مهرجان الإسكندرية يكرر الفكرة لماذا؟
- فى ٢٠١٦ كان شعار المهرجان السينما والمقاومة، ونستمر فى
تقديم جائزة القدس حتى الآن، شعارت المهرجان على مدار السنوات الأخيرة كانت
لها علاقة بالحس والقضايا الوطنية والسينمائية، وهذا العام نقدم مجموعة
أفلام مختلفة فى برنامج تحت عنوان «فلسطين فى القلب»، أبحث دائمًا عن
التنوع حتى فى هذا البرنامج يضم الأفلام التسجيلية والقصيرة والتحريك،
ونستضيف العديد من صنّاع السينما من فلسطين أصحاب الأفلام القصيرة.
■ لمرة واحدة خرج المهرجان باسم مخرج، وهو على بدرخان،
لماذا لم تتكرر التجربة؟، وأين كتَّاب السينما؟
- بالتأكيد ستتكرر، ونحتفى بالمؤلفين فى المئويات، وهذا
العام نحتفى بمئوية عبدالمنعم إبراهيم وفؤاد المهندس، والعام المقبل سنحتفى
بمئوية الأستاذ سعد الدين وهبة، وفى ٢٠٢٦ سنحتفى بمئوية الأستاذ عمر
الحريرى، وقبل يومين التقيت السفير التركى والسفير السعودية فى مصر
لإخطارهما باختيار مهرجان الإسكندرية السينما التركية والسعودية ليكونا
ضيفى شرف الدورة ٤١.
■ المهرجان صاحب تاريخ عريض وتنظمه بصفتك رئيس جمعية نقاد
وكتَّاب السينما، لماذا لا تكرم النقاد من خلال جائزة للنقد؟
- نكرم اسم الناقد نادر عدلى بإطلاق اسمه على المركز الصحفى
للدورة ٤٠، التكريم له العديد من الأشكال، مثلًا اختيار هند صبرى على بوستر
المهرجان يعتبر تكريمًا.
■ لماذا تغير اسم مسابقة ممدوح الليثى لمسابقة عمرو الليثى؟
- كان مجرد خطأ فى الملف الصحفى، لكن المسابقة تحمل اسم
ممدوح الليثى كما هى.
■ فيلم «الماعز» عرض فى الجونة، لماذا يعرض هذا العام فى
المسابقة الرسمية، وكان من المفترض أن يتم ذلك العام الماضى؟
- فيلم «الماعز» هو الفيلم المصرى الوحيد المشارك فى الدورة
الـ ٤٠، تواصلت معى المخرجة عايدة شليفر مديرًا للمسابقة الرسمية للأفلام
الروائية وعرضت علىَّ الفيلم وقبلت مشاركته.
■ هل هناك جوائز مادية فى الدورة الجديدة؟
- هناك جوائز مادية تقدر بـ ٧٠ ألف جنيه لسينما الشباب،
بدعم من الفنان عاطف عبداللطيف.
■ برأيك.. متى يمكن للمهرجانات أن تستغنى عن دعم الدولة
وتعتمد على التمويل الذاتى؟
- مهرجان الإسكندرية ممثل للدولة المصرية، وضرورى أن تنفق
عليه مؤسسات الدولة، دون الحصول على دعم من دول أخرى مجاورة.
■ رتب لى المهرجانات فى مصر باستثناء القاهرة والجونة حسب
أهمية وجودها، مهرجان الإسكندرية يحتل أى مركز بينها؟
- مهرجان القاهرة هو الأب وممثل لمصر، لا يوجد تعارض بين
المهرجانات فى مصر، مهرجان الأقصر يخدم قضية معينة وله مكانته الإفريقية،
وكذلك مهرجان أسوان لسينما المرأة، هناك تكامل بين المهرجانات، الإسكندرية
السينمائى لا ينافس غيره، ولكننى مهموم بالاختلاف عن كل دورة سابقة.
■ لجان التحكيم تضم نجومًا أصحاب خبرات قليلة فى السينما،
مثل نهى عابدين وخالد سرحان ورانيا ياسين، على أى أساس تم اختيارهم؟
- هناك تنوع فى اللجان، لا اعتراض على يسرى نصر الله،
مسابقة الكوميديا تضم سامح حسين ما المشكلة؟، مسابقة الشباب تضم نهى عابدين
وخالد سرحان ورانيا ياسين، يجب أن نمنح الفرصة لهؤلاء النجوم فى التحكيم،
أعتبر مهرجان الإسكندرية مدرسة نربى فيها كوادر فى التحكيم والأداء
والتنظيم، من يعترض على ذلك «هو حر». |