فعاليات الإسكندرية السينمائى فى دورته الـ«٤٠»:
إيزابيل أدريانى: شاهدت أفلام عمر الشريف وعادل إمام
كتب: سعيد
خالد
تواصلت فعاليات الدورة الـ٤٠ مهرجان الإسكندرية السينمائى
لأفلام دول البحر المتوسط، وشهدت الفعاليات ندوة للفنانة الفرنسية آن
باريو، التى تم تكريمها خلال حفل افتتاح المهرجان برئاسة الناقد الأمير
أباظة، وكشفت «آن» عن تفاصيل دخولها عالم الفن، وذلك خلال ندوة أقيمت ضمن
فعاليات المهرجان وأدارتها الإعلامية غادة شاهين.
وأعربت «آن» عن سعادتها الكبيرة بوجودها فى الإسكندرية لأول
مرة، وبمشاركتها فى المهرجان، وقالت: «سبق لى زيارة القاهرة وقمت بجولة فى
الأهرامات، وكانت تجربة فريدة، ولكن هذه هى أول زيارة لى للإسكندرية.»
وأوضحت «آن» أن فيلم «La
Femme Nikita»
الذى قدمته فى عام ١٩٩٠ كان بداية تحولها الفنى، حيث أدت دور مجرمة حكم
عليها بالسجن مدى الحياة لقتلها رجال شرطة أثناء عملية سطو مسلح، ولكن
تتغير حياتها حين تقوم الحكومة بتزوير وفاتها وتجنيدها كقاتلة محترفة، بعد
تدريب مكثف، تبدأ مسيرتها الجديدة كقاتلة، وتكافح لتحقيق التوازن بين
حياتها العملية والشخصية.
وتحدثت «آن» عن هذه التجربة: «أحببت هذه القصة بشدة، واتبعت
تدريبات خاصة للتحكم بوزنى، بالإضافة إلى نظام غذائى محدد لضمان ظهور
الشخصية بالشكل المثالى، كما عملت على إعطاء الشخصية عمقًا نفسيًا معقدًا».
وأكدت أنها كانت محظوظة بالعمل مع النجم الفرنسى الكبير
ألان ديلون فى بداية مسيرتها، وقالت: «التعاون مع ديلون كان بمثابة مدرسة،
فهو يهتم بالوجودية ومشاعر الشخصية، ويجيد رسم التفاصيل التى تجعل الجمهور
يتفاعل مع العمل. تعلمت منه أصول الأداء الفنى الجيد».
كما أشارت إلى أن ديلون عاش طفولة مليئة بالصعوبات
والتحديات، مما أكسبه خبرات كبيرة انعكست فى أعماله الفنية، وكان دائم
السعى لتحقيق أهدافه، مما جعله أحد أهم الممثلين الفرنسيين الذين يُحتفى
بهم.
وفيما يخص عملها فى السينما الأمريكية، أوضحت باريو: «الفرق
بين السينما الأمريكية والفرنسية ليس كبيرًا، فالإحساس بالتمثيل واحد، لكن
أساليب العرض تختلف».
واختتمت حديثها بالإشارة إلى أنها درست الباليه فى فرنسا،
وشاركت فى أول أفلامها «L’hôtel
de la plage»
للمخرج ميشيل لانج عام ١٩٧٨ عندما كانت فى السادسة عشرة من عمرها.
كما عُقدت ندوة للنجمة الإيطالية إيزابيل أدريانى ضمن
فعاليات مهرجان الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط، برئاسة الناقد
الأمير أباظة، رئيس جمعية كتاب ونقاد السينما ورئيس المهرجان، وأدارت
الندوة الناقدة لورا عادل.
وأعربت إيزابيل أدريانى عن سعادتها بتكريم مهرجان
الإسكندرية، وخاصة بوجودها فى مصر، التى تعتبرها ذات مكانة خاصة بالنسبة
لها، وقد شاركت فى عدد من الأعمال مع نجوم مثل جورج كلونى، وهى متأثرة
كثيرًا بالتاريخ الفرعونى، وتعتبر التاريخ المصرى حبها الأول.
وأضافت إيزابيل: «شاهدت العديد من الأفلام المصرية، منها
أفلام عمر الشريف وعادل إمام، وأكثر ما يجذبنى فى الأفلام المصرية هو أنها
تؤرخ للتاريخ المصرى القديم». وأوضحت «إيزابيل»: «أحب جميع الفنون التى
أقدمها، سواء ككاتبة أو ممثلة أو مخرجة، لأننى أحب سرد القصص مثل سندريلا،
وهو أمر ممتع بالنسبة لى، وأنا حاليًا بصدد إخراج فيلمى الخامس، وهو قصة
خيالية، وأتمنى تقديم عمل عن مصر أو الإسكندرية».
وأشارت «إيزابيل» إلى أن حبها للحكايات والقصص يظل قويًا
رغم الحروب التى تجرى حاليًا، وتعتقد أن من خلال حكايات سندريلا التى
تقدمها فى أعمالها، يمكن توحيد الثقافات والعالم. وأضافت أنها اكتشفت، من
خلال قراءة عدد من الكتب التاريخية، أن أصول قصة سندريلا مصرية، وقد أكدت
الحضارة الرومانية ذلك أيضًا.
وتحدثت إيزابيل عن السينما الإيطالية: «السينما الإيطالية
متراجعة بسبب الإمكانيات المادية للأفلام مقارنة بالأفلام الأمريكية،
وإيطاليا تهتم حاليًا بالسياحة والفنون الأخرى بعيدًا عن السينما».
أما عن المدرسه التمثيلية التى أنشأتها فى إيطاليا فقالت
إيزابيل: لدى مدرسة خاصة فى التمثيل، حيث أعلم الطلبة فنون التمثيل
المختلفة، وأتمنى أن انشئ نفس التجربة فى مصر، لأننى أرى أن مصر تتميز
بفنونها وحضارتها، كما أرى أن الفنان المصرى ليتسم بملامح تجعله من أهم
الممثلين فى العالم، ولديه القدرة على تجسيد عديد من الشخصيات المختلفة.
وكشفت إيزابيل عن أمنيتها تقديم فيلم مصرى مع المخرج مروان
حامد لأنه من المخرجين الذين يمتلكون موهبة وقدرات فنية كبيرة، ويمكن أن
يستفز ملكاتى الفنية ويقدمنى بشكل مختلف. من ناحية أخرى تضمنت الفعاليات
تقديم أعضاء لجان التحكيم بالمسابقات المختلفة، حيث يرأس لجنة تحكيم مسابقة
دول البحر المتوسط للأفلام الطويلة، المخرج يسرى نصر الله، وعضوية كل من:
«مهدى عباس، أنجيليك كافالارى، خالد الزدجالى، تاميلا كوليفا»، ويشارك
بالمسابقة ١٣ فيلمًا، كما تتولى رئاسة لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة،
الممثلة الفرنسية، ماريان بورجو، وعضوية كل من: «جيزى بيوميّ رؤى المدنى»،
وبالنسبة لمسابقة الفيلم العربى الطويل، والتى تحمل اسم «نور الشريف»،
يترأس لجنة تحكيمها، مدير التصوير، سمير فرج، وعضوية: «فايق جرادة، كلوديا
حنا». واستحدثت إدارة المهرجان مسابقة جديدة، وهى: «أفلام الطفل»، ويرأس
لجنة تحكيمها، سامح حسين، وعضوية كل من: «أليس كانتيريان، محمد علال»،
وتخضع مسابقتا: «أحمد الحضرى، لأفضل فيلم قصير، والذى يحمل رسالة إنسانية-
ومسابقة أفلام شباب مصر»، للجنة تحكيم واحدة، برئاسة الفنان، خالد سرحان،
وعضوية كل من: «نهى عابدين، رانيا محمود ياسين». بالإضافة إلى لجنة تحكيم،
«مسابقة ممدوح الليثى للسيناريو»، برئاسة المخرجة هالة خليل، وعضوية كل من
المؤلفين: «محمد الغيطى، أيمن سلامة».
وكان د. أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، والفريق أحمد خالد
حسن سعيد، محافظ الإسكندرية، قد افتتحا فعاليات الدورة الـ٤٠ لمهرجان
الإسكندرية السينمائى الدولى لدول البحر الأبيض المتوسط،، برئاسة الناقد
الأمير أباظة، الثلاثاء الماضى، والدورة تحمل اسم النجمة «نيللى»، حيث أقيم
حفل الافتتاح فى القاعة الكبرى، بمكتبة الإسكندرية، وسط حضور جماهيرى كبير،
وعدد من صناع السينما من النجوم المصريين والعرب والأجانب من بينهم الفنان
كمال أبورية، الفنانة سلوى محمد على، لطفى لبيب، أحمد وفيق، د. خالد
عبدالجليل رئيس جهاز الرقابة على المصنفات الفنية، الأمير أباظة رئيس
مهرجان الإسكندرية، رانيا محمود ياسين، محمد رياض، نهى عابدين، د حسين بن
بكر رئيس المركز القومى للسينما، د.غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون،
د.سمير فرج، رانيا فريد شوقى وزوجها تامر الصراف، خالد سرحان. وقال الدكتور
أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة: «من أرض الإسكندرية -حاضنة الفنون-، وعلى
ضفاف البحر المتوسط، ومن مكتبة الإسكندرية، -منارة الثقافة-، يُضيء مهرجان
الإسكندرية السينمائى لدول البحر المتوسط، شمعته الأربعين، ليؤكد مجددًا
دوره الرائد على خارطة المهرجانات الدولية، فبعد رحلة استمرت أربعة عقود،
أصبح هذا المهرجان ملتقى لإبداع السينمائيين الشباب، وبوتقةً للأفكار،
ومحفزًا للحوار بين الثقافات، وسفيرًا للسينما المصرية والعربية فى
العالم».
وتابع: «فى هذه الدورة الاستثنائية، نحتفى بتراثنا
السينمائى الغنى، ونستشرف آفاقًا جديدة، فنحن لا نحتفل بالأفلام فحسب، بل
نحتفل أيضًا بالقصص التى تحكيها، والأحلام التى تحملها، والشعوب التى
تجمعها».
وأعرب عن تفاؤله بأن يظل المهرجان، فى خضم هذه التحديات،
صوتًا للعقلانية والحوار، يدعو إلى التسامح والتفاهم بين الشعوب والثقافات،
كونه بمثابة رسالة أمل نوجهها إلى العالم، بأن السينما قادرة على تغيير
العالم، وأن الحلم بواقع أفضل لا يزال ممكنًا.
من جانبه أكد محافظ الإسكندرية أن المهرجان يُعد أحد أبرز
المهرجانات السينمائية التى تهدف إلى تعزيز التبادل الثقافى والفنى بين دول
البحر المتوسط، باعتباره منصة جادة لتبادل المعرفة والثقافة السينمائية
والخبرات بين صناع السينما حول العالم.
وأوضح أن التنوع الثقافى الذى يتميز به مهرجان الإسكندرية
السينمائى يُعبر عن الطابع الذى تميزت به الإسكندرية عبر العصور المختلفة،
فهذه المدينة العريقة متعددة الثقافات نشأت على مبادئ التواصل وقبول الآخر
والتعايش بين كل الثقافات والحضارات والأديان، فأصبحت ملتقى لمختلف
الحضارات والثقافات، مثل الثقافات اليونانية والإيطالية والفرنسية، وانصهرت
تلك الثقافات لتخلق بيئة متفردة، ساعدت فى تشكيل وجدان العديد من الفنانين
السكندريين، الذين تركوا بصمة فى تاريخ الفن المصرى والعالمى، مثل: عمر
الشريف، ويوسف شاهين، وديميس روسوس، وفى الجيل الجديد، فرح الديبانى،
وغيرهم من المبدعين الذين حملوا ثقافة التعايش، وتقبل الآخر، ونقلوا صورة
مشرفة للعالم عن مدينتهم.
وأكد أن للفن دور كبير فى نشر الوعى لدى أفراد المجتمع
بمختلف ثقافاتهم وفئاتهم العمرية، حيث تُقدم الدولة المصرية كل الدعم،
وتسخر كل الإمكانات للأعمال الفنية الهادفة التى تساهم فى عرض وحل المشاكل
التى تشغل المجتمع، حيث إن الجمهورية الجديدة تسعى لبناء الإنسان المتزن
والمفيد لمجتمعه، ومن هنا كانت مبادرة «بداية» لبناء الإنسان التى نعمل
حاليًا من خلالها لنشر الوعى وتنمية ثقافة الشباب المصرى خاصة، والمجتمع
المصرى بشكل عام. وقال الأمير أباظة، رئيس المهرجان: «دورة تاريخية نكرم
خلالها نخبة من نجوم السينما العربية، ونحتفى باختيار أفضل ١٠٠ فيلم
رومانسى، كما احتفينا بالسينما الكوميدية سابقاً، فهذه الدورة مميزة
رقمياً، كتميزها على صعيد الجهود المبذولة لإقامتها، ونرحب بضيوفنا فى هذه
المدينة العزيزة على قلوبنا، ومرحباً بضيوفنا فى مصر، ووسط حضارة
الإسكندرية، عاصمة الفن والحب والجمال».
ووجه الشكر لكل من ساهم فى إنجاح هذه الدورة، وفى مقدمتهم،
وزير الثقافة، ورعاة المهرجان، وأكد على الترحيب بالسينما الإيطالية كضيف
شرف المهرجان. |