فيما تستعد تستعد هيئة الأفلام السعودية لتنظيم النسخة
الثانية من مؤتمر النقد السينمائي في الرياض تحت عنوان "الصوت في السينما"،
والذي سيركز على إثراء مجال النقد السينمائي محليات ودوليا عبر استعراض
نطاق واسع من مفاهيمه وتطبيقاته بحضور المتخصصين والمهتمين بالنقد
السينمائي والثقافة السينمائية حول العالم لتبادل الخبرات، والذي سيكون بعد
جولة في عدة مدن سعودية يشاركون في الأوراق البحثية التي تركز على النقد
السينمائي، ومتحدثين رئيسيين مهمين في مجال النقد، بالإضافة إلى ذلك،
سيناقشون ويحللون ما سيثري الندوات وجلسات الحوار، مع تنظم الهيئة برامج
الطفل والأسرة ، بما في ذلك ورش العمل التدريبية التفاعلية.
سيركز المؤتمر الثاني على مجموعة من المواضيع الإبداعية
وسيتضمن حلقات نقاشية حول قضايا نقدية تتعمق في مفهوم الصوت في الفيلم
وتأثيره على تجربة المشاهد، وعروضاً حول وجهات نظر جديدة ومقاربات مبتكرة
في النقد السينمائي، و ورش عمل تفاعلية لتوسيع وجهات النظر حول الصوت في
الأفلام وتطوير المهارات في النقد والتحليل، وعروض لأفلام مختارة ومناقشات
في ركن النقاد.
في العصر الرقمي الجميع ناقدون، وهذا أمر ريما صحي وغير
صحي، لقد قدم لنا الإنترنت أداة ديمقراطية حيث يمكن لأي شخص لديه إمكانية
الوصول إلى الإنترنت اليوم لمشاركة في مناقشة مع مجتمع افتراضي من
المشاهدين.
ترتبط مشاركة الرأي ارتباطا وثيقا بالمشاهدة حيث أصبح نشر
وجهات نظرنا جزءا لا يتجزأ من التجربة. بالإضافة إلى ذلك يمكن للمشاهدين
الوصول إلى تفسيرات صانعي الأفلام لنا عن معاني المشاهد الرئيسية وتقديم
ثروة معلوماتية بصورة سهلة، مع السؤال هل لا يزال هناك أدوار اخرى للنقاد
الخبراء حول العالم، مع تخصصات أكثر ووعي في التعامل مع جمهور واعي ومثقف
وملم بالنقد.
من هنا نجد أهمية تقديم مؤتمر النقد السينمائي التي تقدمه
هيئة الأفلام السعودية ضمن جهودها التي تمتد على مدار العام لرفع وعي جميع
من يحب الأفلام من مشاهدين ومتخصصين وعمال وبالطبع النقاد.
يجتمع صناع الأفلام وعشاق السينما في الرياض هذا العام بعد
النجاح الكبير لمؤتمر النقد السينمائي الذي تنظمه الهيئة مجددا مع قضايا
جديدة تخدم صناع الأفلام والمهتمين بأكبر تجمع نقدي متخصص في العالم
العربي، خصوصا واننا في حاجة ماسة لهذه التجمعات مثل ما أكده العام الماضي
الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام عبدالله ال عياف في افتتاح الحدث: "نحن
بحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى حركة نقد توازي تطور السينما، حركة
ترفع وعي الجمهور من جهة، وتدعم صناع الأفلام وتمكنهم من تصور أعمالهم من
منظور مختلف من جهة أخرى، في الوقت الذي يتراجع فيه النقد السينمائي في
المنطقة العربية وخارجها، برزت الحاجة إلى المبادرة إلى هذا المؤتمر
ومخرجاته لخلق التوازن وإيجاد مكان يحتضن المشهد السينمائي وأيديولوجياته
وأشكاله الفنية، من خلال التفكيك والتحليل والمقارنة“.
يتضمن المؤتمر دروسا رئيسية ومحادثات يقدمها صانعو الأفلام
وخبراء الصناعة من جميع أنحاء العالم.
ويأتي المؤتمر واللقاء في إطار جهود السلطات لدعم وتعزيز
الحركة السينمائية في المملكة والمنطقة، وإنشاء منصة لربط المبدعين والرواد
بالهواة والمعنيين وتطوير الثقافة السينمائية الإقليمية سنويا في أكبر تجمع
للنقد السينمائي في العالم خلال الفترة من 6 إلى 10 نوفمبر الجاري.
كيف تنتقد الأفلام
عندما تقرر أن تكتب عن فيلم شاهدته للتو، سواء كان جيدًا أو
سيئًا، يمتلئ ذهنك بالأشياء التي تريد أن تقولها حول ما شاهدته للتو. وهو
ليس موضوعاً معقداً كما قد تظن.
باختصار، النقد السينمائي هو شيئان معًا: التقييم والتحليل،
وأحيانًا أكثر من أحدهما أو الآخر، اعتمادًا على الزاوية التي يحاول كاتب
معين استكشافها.
أكثر أنواع النقد السينمائي شيوعًا هو النقد الذي يشارك فيه
معظم الناس. هذا هو أكثر أنواع الكتابة مباشرة. يشاهد الكاتب الفيلم، ويعطي
انطباعات عامة ويقيّم الجودة الإجمالية للموضوع، لكن الأمر متروك للكاتب
ليقرر أي العناصر يركز عليها - التمثيل، السيناريو، التصوير السينمائي،
إلخ.
عادة ما تكون المراجعات موجزة. هذا لأنه من غير المرغوب فيه
إفساد شيء جديد تمامًا للقارئ. المراجعة لا تجبر الكاتب على الموافقة على
رأيه الخاص. بل هي عبارة عن شرح ذكي لما يراه الكاتب أو الكاتبة من رأيه،
وما كان ناجحاً أو فاشلاً.
ثم هناك ما يعرف باسم ”الميزات الخاصة“. وهي عبارة عن كتابة
أطول وأشمل، وتحليل أكثر تعمقًا لموضوع أو نبرة أو استعارة ما. لا توجد
طريقة قياسية واحدة للقيام بهذا التحليل. في بعض الأحيان يأخذ هذا التحليل
شكل مقال شخصي يستكشف فيه الكاتب علاقته بوسيط معين وما يعنيه له أو لها.
كما يمكن أن يركز أيضًا على تاريخ الفيلم، على سبيل المثال، كما هو الحال
في دراسة تاريخ نوع معين أو تقنية سينمائية معينة. لا يتعلق الأمر ببساطة
بتحليل الجوانب الجيدة والسيئة في فيلم ما. إنه يتعلق بإجراء محادثة أكثر
ثراءً حول السينما وما يمكن أن نتعلمه من هذا التحليل.
هناك العديد من الزوايا ووجهات النظر المختلفة في النقد
السينمائي. يمكن أن تكون الطريقة التي يكتب بها شخص ما عن فيلم ما مستنيرة
بعمر الكاتب أو عرقه أو توجهه الجنسي أو هويته الجنسية أو تجربته الحياتية.
لا يوجد منظور أقل قيمة أو أهمية من منظور آخر. يمكنك الكتابة عن تفاصيل
الفيلم أو يمكنك تحليل الفيلم النهائي ككل.
النقد السينمائي موضوع واسع، وهذا الاتساع يؤدي إلى ثروة من
الأصوات التي يمكن أن تشارك بآرائها الفردية. ولكن مهما كان هذا الاتساع،
فإننا نحتاج دائمًا إلى الاستماع إلى أصوات أكثر وأحدث. يمكن لكل كاتب على
حدة أن يعلمنا شيئًا جديدًا ويفتح أعيننا لرؤية الفيلم بطريقة جديدة. |