ملفات خاصة

 
 
 

بوب ديلان يفتن جمهور برلين بفيلم "مجهول تماما"

الموسيقي والمغني والشاعر سعى إلى أقصى حرية الذات والفن الجديد

هوفيك حبشيان

برلين السينمائي

الدورة الخامسة والسبعون

   
 
 
 
 
 
 

ملخص

غداة الافتتاح الذي حمل سمات مأسوية شاهدنا في مهرجان برلين السينمائي من الـ13 حتى الـ23 من فبراير (شباط) الجاري فيلم "مجهول تماماً" للأميركي جيمس منغولد المعروض في قسم "خاص برليناله".

فيلم "مجهول تماماً" فصل من سيرة المغني والشاعر الأميركي الأسطورة بوب ديلان (83 سنة حالياً)، وهو المغني وكاتب الأغاني الوحيد الذي نال جائزة "نوبل للآداب". نتابع رحلة صعود فنان استثنائي يتعذر تصنيفه إلى المجد والشهرة وتفاصيل عاطفية وشخصية مرتبطة بهذه الرحلة.

مشاهدة فيلم كهذا في مهرجان سينمائي كثيراً ما يميل إلى الأعمال التي تنهل من المشكلات والأزمات كانت أشبه بنسمة هواء منعش تهب علينا. خرجنا من الصالة مع رغبة عارمة في الرقص والغناء، ولو تحت الثلج. الفيلم مرشح لثماني جوائز "أوسكار"، وهو الثاني لمنغولد عن مُغنٍّ شهير، باعتبار أن فيلمه "ووك ذا لاين" كان عن جوني كاش (1932 - 2003)، أسطورة غنائية أخرى تطل في الفيلم الجديد مراراً وبقوة إلى جانب ديلان.

وعلى سبيل التذكير فإن المخرج الأميركي تود هاينز الذي يشغل حالياً منصب رئيس لجنة التحكيم في المهرجان كان أنجز في عام 2007 فيلماً عن ديلان في عنوان "لست هناك" تضطلع فيه كيت بلانشينت بأحد الوجوه السبعة التي نكتشفها لديلان. عمل منغولد يقارب الشخصية وسيرتها بمزيد من الكلاسيكية، ولكنها مقاربة فعالة، متقنة، تخرج بحصيلة محترمة، وتصل إلى الهدف المنشود من دون لف ودوران. يقف السيناريو على الحد الفاصل بين الاحتفاء بديلان وتعريته. 

تبدأ الأحداث من نيويورك مع بداية الستينيات على ضوء مشهد موسيقي ينبض بالحياة. فجأةً يبرز موسيقي شاب يدعى بوب ديلان (تيموتي شالاميه) ابن الـ19. يأتي من مينيسوتا، متأبطاً قيثارته وطموحاته الكبيرة. لن يحتاج إلى أكثر من موهبته، صوته وحبه للشعر والتلحين، ليحدث تغييراً في مسار الموسيقى الأميركية التي كانت شديدة المحافظة في تلك الفترة، يهيمن عليها إلفيس براسلي بأغانيه الرومنطيقية البريئة. احتكاكه ببعض رموز الغناء في حي غرينويتش أسهم في صعوده السريع، ليصل إلى الذروة في السنوات القليلة اللاحقة، وصولاً إلى تحوله في غضون فترة قصيرة لا تتجاوز السنوات الأربع إلى أيقونة الروك. أغنيته الشهيرة "تطاير في الريح" (1962) كرسته، لتصبح رمزاً من رموز المرحلة التي سيواكبها.

الأغنية ذات طابع احتجاجي، ينظر إليها اليوم كنداء للتغيير الاجتماعي. يسأل فيها ديلان كم من الوقت يحتاج العالم بعد لتحقيق السلام والمساواة. أسلوبه الشعري التقط روح الستينيات الثائرة، فأصبح نوعاً ما ناطقاً باسم حركة الحقوق المدنية وجهود مناهضة الحرب. لكن، كما مع أي فنان امتلك هذا التأثير الثقافي، لن تقتصر مهمة المخرج على استعراض عظمته، بل ينبش ما خلف السيرة، لأن الحقيقة والحقائق دائماً في أماكن أخرى، ولأن لكل شخص هواجس ونقاط ضعف وأسراراً.

ليس الفيلم عن ديلان وحده، ولو أنه أصل الحكاية، إنما يضمن بطولة جماعية لمجموعة من الذين صنعوا الحركة الموسيقية في مطلع الستينيات. روح الفريق هذه مع ما تتخللها من خصومات هي أساس في الفيلم. هذا كله يجري في جو خاص جداً، جو الستينيات التأسيسية يوم كانت الولايات المتحدة تعاني هاجس إعادة اختراع ذاتها، وتشهد دينامية اجتماعية، في ظل تحولات ثقافية عميقة تخرج من رحم حركات الاحتجاج ضد الحرب.

الأغنية هي كل شيء في الفيلم، وهي البطلة المطلقة، إلى درجة أن الأشخاص مهماً عظم شأنهم، يختفون خلفها ويصبحون أدوات لتجسيدها ونقلها. يصور منغولد عالماً، حيث التواصل يجري من خلال الموسيقى، وما أجمله من عالم هذا الذي يشهد على صراعات ومناكفات وخلافات أساسها الفن. هذا كله يوصلنا إلى نصف الساعة الأخير، حين اللحظات الأجمل سينمائياً وموسيقياً: حفلة نيوبورت الشهير التي أقيمت في عام 1965. هذا الفصل من الفيلم في غاية الأهمية لفهم رغبة ديلان في التحرر مبكراً من سطوة اللون الموسيقي الواحد الذي حاصره فيه جمهوره.

وكان لا بد من اللجوء إلى العناد والتعنت والإصرار لتحقيق ذلك، إذ إنه يومها واجه بشراسة شديدة الجمهور الذي عبر عن استيائه وخيبته من انتقال ديلان إلى نوع غنائي مختلف، مطالباً إياه بإلقاء الأغاني التي جذبت إليه الشهرة. هذه الحادثة أرادها منغولد خاتمة للفيلم، ليقول من خلالها الكثير عن ارتباط الفن بالحرية، فمحاصرة الفنان نفسه في إطار ما يجيده تعني موتاً محتماً. وهذا ما رفضه ديلان، على رغم الكثير من الضغوط التي مورست عليه، لكونه منذ البداية أن الفن ما هو سوى مغامرة واستكشاف وخروج من حيز الأمان. أساساً، الفيلم مقتبس من كتاب عنوانه "ديلان يتحول إلى الموسيقى الإلكترونية! نيوبورت، سيغر، ديلان، والليلة التي أحدثت شرخاً في الستينيات" لإليجا والد، فهي لحظة ثورية من الصعب الغياب عنها عند الحديث عن هذا الملك من ملوك الغناء!

ليس من العدل الحديث عن الفيلم من دون الثناء على أداء تيموتي شالاميه وقدرته على تجسيد شخصية ديلان، من دون أي محاولة تجميل، ومن دون الوقوع في كل ما وقع فيه طاهر رحيم أخيراً وهو يجسد شارل أزنافور. شالاميه لا يقلد ديلان بل يضع فيه من نفسه، بعدما تدرب على الموسيقى في دورات مكثفة لمدة خمس سنوات، مما مكنه من صقل المهارات المطلوبة. الفيلم يدين له بالكثير. نجاح منغولد بدأ منذ لحظة اختياره له.

 

الـ The Independent  في

15.02.2025

 
 
 
 
 

"الضوء" فيلم افتتاح "البرليناله" 75: المخرج الألماني يحاكم ذاته!

هوفيك حبشيان - المصدربرلين - النهار

تغمر الثلوج برلين منذ ثلاثة أيام. أقدام الواصلين إلى البرليناله في دورته الخامسة والسبعين سرعان ما حوّلت البياض الناصع إلى وحل. ذاب الثلج في بقع معينة وبان المرج. حذار الانزلاق على الجليد والانتهاء في الفراش لبقية أيام المهرجان. نحن الذين نزور العاصمة الألمانية مرة كلّ عام، لم نشهد رداء بهذا البياض منذ 15 عاماً. آخر دورة عُقدت تحت الثلج كانت في العام 2010. الاحتباس الحراري ليس اسطورة. أما الحرارة داخل الصالات، فتلك حكاية أخرى.

لمرة جديدة، افتتح فيلم للمخرج الألماني توم تيكفر المهرجان. انه "الضوء" (خارج المسابقة)، نصّ اشكالي سيثير نقاشاً، أقله في ألمانيا، البلد المعني به مباشرةً. يطرح تيكفر مواضيع مهمة، ساخراً من بعض المسلّمات والأفكار الراسخة والمتداولة. هناك العديد من المسائل ضمن السيناريو تأتي متجانسة بعضها مع بعض، ولو ان عدداً من هذه المسائل يبقى حضوره عابراً ومعالجته خجولة: الواقع الافتراضي، التغير المناخي، انهيار المجتمع الأوروبي المحتمل، اللجوء، انتهازية المنظّمات غير الحكومية، العلاقة بين الشمال والجنوب، استبدال الرجل الأبيض في سوق العمل باسم التنوع والانفتاح على الوافد. قد يسأل القارئ: أهذا كله في فيلم واحد؟ نعم. هذا كله وربما أكثر، في فيلم يكاد يصل إلى الثلاث ساعات. فيلم متشعّب، مسيس إلى أقصى درجات التسييس، يحمل في داخله انشغالات لا تنتهي، يأتي معظمها من حاجة المخرج إلى التعبير عن الحد الفاصل بين الممكن وغير الممكن في المجتمع الألماني المعاصر

"الضوء" شيء أشبه بورشة مفتوحة. استفزازي، معارض، محمّل غضباً وسخطاً. وشاءت المصادفة ان يتزامن مع الانتخابات التشريعية المبكرة التي ستُقام بعد عشرة أيام وسيتحدد لون الائتلاف الذي سيحكم ألمانيا طوال السنوات الأربع المقبلة. كما ان عرضه تزامن أيضاً، وللأسف، مع حادثة دهس بالسيارة في ميونيخ أقدم عليها لاجئ أفغاني وذهب ضحيتها 28 شخصاً. لماذا نذكر أشياء كهذه في سياق الحديث عن الفيلم؟ لسبب بسيط هو ان الفيلم يتحدّث عن هذا كلّه، يستمد فكرته من واقع ألمانيا اليوم، معجون به، لكن ليس من دون ان يهضمه جيداً. فنحن حيال فيلم يحاول توثيق الجو والمناخ العام السائدين في ألمانيا الراهنة، مبدياً رأياً فيهما، خصوصاً في ظلّ اللجوء السوري وأنواع أخرى من اللجوء. باختصار، يعرف تيكفر عمّا يتحدّث، و"الضوء" يمكن ادراجه من ضمن أعماله الشخصية.  

المختلف في العمل هو انه كلّ ما يقدّمه، يفعله بطريقته الخاصة جداً، صانعاً هوية انطباعية لنفسه. وسواء أحببناه أم لا، استمتعنا بمشاهدته أم نفرنا منه، قدّرنا مجهوده الجبّار أم لم نكترث له، فتوم تيكفر لا يحوّل القضايا التي يتناولها إلى عمل مرتهن، رخيص، استغلالي، ممجوج، كحال الكثير من الأعمال ذات النَفَس النضالي، بل يخرج من هذا الصراع بقطعة فنية، وذلك رغم كلّ العيوب التي تعتري شغله، وهي كثيرة، رغم انها لا تمنع الاشعاع الفنّي من الانتقال من صاحب العمل إلى العمل نفسه. فيلمه ينبع من صدق معين. والأهم انه لا يعامل المأساة بمأساة، بل يبث فيها ما يخفّف حدّتها، وهنا أشير إلى بعض الفواصل الغنائية التي تحمل الفيلم إلى مستوى آخر من الابتكار والخروج عن أطر الاستهلاك المعتادة

ندخل في هذه الملحمة الأسرية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية بإرباك شديد يشبه ارباك الشخص الذي يتناول وجبة طعام ضخمة لا يعرف من أين يبدأ بالتهامها. والارباك هو إرباك الصانع مثلما هو إرباك المتلقّي. كم من المعلومات يسقط علينا من كلّ حدب وصوب، بوتيرة سريعة متعبة أحياناً، خصوصاً ان الفيلم ثرثار في بعض جوانبه. هذا كله قبل ان يهدأ الإيقاع ونبدأ فهم علاقة الأشياء بعضها ببعض وما يربط هذا الشخص بذاك. وكلّما تقدم الفيلم إلى الأمام أدركنا أكثر، ولكن في الوقت نفسه أصبح كلّ شيء تعبيرياً ومجرداً. تتعمّق الأسئلة أكثر فأكثر، وتبتعد النهايات عن البدايات

في البدء، هناك عائلة من خمسة أفراد. يعمل الزوج تيم (لارس أيدينغر) في مجال الإعلانات ويبدو انه يسيطر تماماً على المجال الذي يبرع فيه، إلى أن… (هناك دائماً "إلى أن…" في الفيلم). أما زوجته ميلينا (نيكوليت كريبيتز) فتحاول الحصول على تمويل لإقامة مشروع ثقافي في كينيا. الابنة ذات السبعة عشر عاماً، تتعاطى المخدرات وتخوض مغامرات من شأنها ان ترفع مستوى الأدرينالين. الابن لا يهمّه من هذه الحياة شيء سوى الواقع الافتراضي. لا حاجة إلى القول ان العلاقات بين أفراد العائلة تحتاج إلى اعادة نظر، كي تعود إلى طبيعتها

تزامناً مع تعرفنا الى العائلة، ينقل الفيلم أجواء لاجئات سوريات يتشاركن شقة، وستبرز من بينهن واحدة اسمها فرح (تالا الدين) ستعمل لاحقاً في منزل العائلة. ولكم ان تتخيلوا التتمة. أو بالأحرى لن يتخيل أحد ما سيفضي اليه هذا اللقاء من تفاصيل توثّق التعايش بين الألمان والوافدين إلى ألمانيا. يحرص تيكفر على عدم إلقاء اللوم على أحد أو الانحياز إلى طرف على حساب آخر. فيلمه يتجاوز هذا المستوى رصداً لحقيقة أخرى، بل مجموعة حقائق لا ينفع معها إطلاق أحكام قيمية متسرعة. اذ يضع الكلّ في سفينة مهددة بالغرق، فما الفائدة من الخناقة على متنها. هذا لا يعني ان لا نقد في الفيلم، بل هناك نقد لاذع جداً، للمنظومة العالمية التي لا تفعل سوى اختراع نفسها من ركامها كي تبقى وتستمر، منتجةً دائماً منظومات مشابهة، مهما تغيرت الشعارات والمشاريع.

فنياً، لا يحتاج توم تيكفر إلى أدلّة على قدرته على صناعة سينما تستوفي كلّ الشروط الفنية. فيمله يتمحور بشكل أساسي على عناصر طبيعية من ماء وضوء. معظم الأحداث تحت سماء برلين الماطرة باستمرار، لكن في النهاية، ستتغير دلالات الماء، فينتقل من كونه مطهرا إلى شيء أكثر خطورةً.

ليس "الضوء" فيلماً تقليدياً عن اللجوء. لا يحسم فيه تيكفر موقفاً. لا يدعو إلى شيء ولا يحمل اصلاحاً. ما يشرح شعور الخذلان عند بعض المشاهدين في نهاية العرض المخصص للصحافة، اذ لا يتماشى الفيلم مع توقّعاتهم. يتركنا الفيلم مع كمّ من اللبس والأسئلة، خصوصاً في ما يتعلّق بشخصية اللاجئة السورية ونياتها. ماذا تعني مثلاً الدقائق الأخيرة التي تضعنا في الفانتازيا مع خليط من الموت والذنب والخلاص؟!

صحيح ان "الضوء" يضم الكثير من كلّ شيء، لكن كلّ قضية من هذه القضايا ستصب في مصب واحد: في عالم يسير بخطى واثقة إلى الأسوأ، وما من أحد يفعل شيئاً، إلى درجة لا يعود القفز من السفينة للخلاص الفردي خياراً. ما يتحدّث في الفيلم هو ضمير مخرج يقول انه يعيش نتيجة عقود من اللامبالاة لم يحرك فيها ساكناً، وها انها تنتهي الآن. انها محاكمة للذات أكثر من أي شيء آخر بالنسبة لتوم تيكفر!

 

النهار اللبنانية في

15.02.2025

 
 
 
 
 

«القاهرة السينمائي الـ 46» يُعلن إدارته الفنية الجديدة من مهرجان برلين

برلين ـ «سينماتوغراف»

أعلن رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الفنان حسين فهمي، عن تولي الناقد والمبرمج السينمائي محمد طارق الإدارة الفنية للدورة الـ46 للمهرجان، وذلك خلال مشاركتهما في فعاليات مهرجان برلين السينمائي الدولي.

وصرح فهمي بأن هذه الخطوة تأتي ضمن الاستعدادات المبكرة للدورة الجديدة، حيث تعد هذه أول مهمة رسمية لطارق بعد تعيينه مديرًا فنيًا، وذلك في إطار خطة تطوير تهدف إلى تقديم نسخة متميزة من المهرجان تواكب تطورات السينما العالمية وتعزز مكانته بين الفعاليات السينمائية الكبرى.

يعمل محمد طارق ناقدًا سينمائيًا ومبرمج مهرجانات ومديرًا ثقافيًا، حيث شغل منصب المستشار الفني لمهرجان القاهرة في دورته الماضية، كما كان نائبًا للمدير الفني في الدورة الـ44.

وهو أيضًا مبرمج لسينما عقيل ومبرمج للأفلام القصيرة بمهرجان دبلن السينمائي الدولي، ومدير مشروع "السينما من أجل التنمية" بجمعية النهضة العلمية والثقافية (جيزويت القاهرة).

عمل سابقًا كمبرمج أفلام في مهرجان الجونة السينمائي، وعضو لجنة الاختيار في سوق ديربان لمحتوى الأفلام، ومستشار في "ميدفيست مصر" ومعهد جوته.

كما أنه خريج أكاديمية لوكارنو للصناعة في بيروت، وبرنامج "مواهب ديربان"، وعضو جمعية نقاد السينما المصريين.

يُعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي تأسس عام 1976، واحدًا من أعرق المهرجانات السينمائية في المنطقة، وهو الوحيد في العالم العربي وأفريقيا المعتمد من الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام.

 

####

 

يشارك فيلمها Dreams في مسابقة مهرجان برلين ..

جيسيكا شاستين تتحدث عن الحرية الفنية مع المخرج المكسيكي ميشيل فرانكو

برلين ـ «سينماتوغراف»

وصل المخرج المكسيكي ميشيل فرانكو إلى العاصمة الألمانية ليعرض فيلمه الروائي الأخير، Dreams، في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي لهذا العام.

الفيلم من بطولة الفائزة بجائزة الأوسكار جيسيكا شاستين، التي انضمت إلى المخرج الغزير الإنتاج بعد ظهر اليوم في مؤتمر صحفي للفيلم.

كانت الجلسة ذات توجه سياسي، حيث وجهت معظم الأسئلة إلى شاستين.

وفي وقت مبكر، تم سؤالها عن الشؤون السياسية في بلدها الأصلي الولايات المتحدة، وكانت إجابتها حاسمة.

قالت شاستين: "أقيم في الولايات المتحدة لأنني شخص متفائل. أعتقد أنه يجب عليك المشاركة لخلق البيئة والثقافة والمجتمع الذي تريده. لن أتخلى عن بلدي. "لذا نعم، أود أن أقول إن هناك الكثير منا هناك لا يزالون متفائلين للغاية رغم كل ما يحدث، ونحن نخوض المعركة الطيبة".

في فيلم Dreams، تلعب شاستين دور الاشتراكية الثرية والمحبة للخير جينيفر من سان فرانسيسكو. عندما يظهر حبيبها المكسيكي الأصغر سنًا فرناندو - وهو راقص التقت به من خلال برنامج مدرسة الرقص الذي تديره مؤسسة عائلتها في المكسيك - في منزلها في سان فرانسيسكو بعد القيام برحلة غير قانونية محفوفة بالمخاطر عبر الحدود، تصبح قصة حبهما معقدة.

وأضافت شاستين إن موضوع الفيلم يجعل الفيلم "سياسيًا بلا شك" من خلال استكشافه للعلاقة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك.

الفيلم هو التعاون الثاني لـ شاستين مع فرانكو بعد فيلم Memory لعام 2023. وقالت الممثلة إنها تستجيب لعمل ميشيل "لأنه يستفز ويخوض في قضايا لا يرغب الكثير من صناع الأفلام في استكشافها".

وتابعت شاستين: "إنه لا يقول ما هو الصواب والخطأ، لكن ما يفعله هو إثارة الفكر والمناقشة".

وأشادت شاستين لاحقًا بالشخصيات النسائية في أفلام فرانكو، ووصفتها بأنها صعبة وأكثر واقعية من الكثير من الأعمال التي تُعطى تقليديًا للنساء على الشاشة.

وتابعت: "الطريقة الأولى التي تمحو بها إنسانية شخص ما هي محو زلاته وأخطائه. لسنوات، كنت أدافع عن الأدوار النسائية المعقدة، وخاصة في الولايات المتحدة حيث كانت الشخصيات النسائية داعمة فقط، مثل الشهداء أو القديسين".

وأضافت : "لقد جعلت من رغبتي لعب شخصيات ترتكب الكثير من الأخطاء والزلات. لا يهمني ما إذا كانت محبوبة أو مقبولة، لكنني أريد من الناس التحدث عنها. وأريد أن أشعر أنها حقيقية وإنسانية. نحن جميعًا قادرون على أشياء كثيرة، أشياء عظيمة وصحية ورائعة وجميلة، بالإضافة إلى السلوك المدمر الرهيب".

وعندما سُئلت عن المكان الذي ترى فيه حياتها المهنية حاليًا كممثلة في هوليوود، قالت شاستين إنها رسخت مستوى معينًا من الحرية بمساعدة عملها مع مخرجين مثل فرانكو.

وقالت: "العمل مع صناع أفلام مثل ميشيل والعمل في أفلام بميزانيات منخفضة للغاية وتحمل المزيد من الحرية". "أعيش في نيويورك، وأعمل مع الفنانين الذين أريد العمل معهم. أشعر بالحماس للذهاب إلى العمل. أشعر بالسعادة حقًا لوجودي في الصناعة، ولا أقوم بشيء لا يثير حماسي. أشعر وكأنني لا أستطيع في الواقع عمل ستة أفلام في العام الآن إذا لم أرغب في ذلك. أعمل فقط عندما أريد ذلك".

وفي مكان آخر من الجلسة، أشادت شاستين بموسم الجوائز السينمائية لهذا العام وشجعت كل من يشاهد الفيلم على البحث عن فيلم محمد رسولوف "بذرة التين المقدس".

وقالت: "إنه فيلم عبقري، ولا يحظى بالاهتمام الكافي. يجب على الجميع مشاهدة هذا الفيلم".

تشارك راقصة الباليه المكسيكية الشهيرة إسحاق هيرنانديز، التي تعمل حاليًا راقصة رئيسية في مسرح الباليه الأمريكي، في بطولة الفيلم مع شاستين بدور فرناندو.

حضرت هيرنانديز المؤتمر الصحفي بعد ظهر اليوم إلى جانب تشاستين وروبرت فريند الذي يكمل فريق العمل بمارشال بيل وإيليجيو ميلينديز. المنتجون هم فرانكو وإيرينديرا نونيز لاريوس وألكسندر رودنيانسكي.

 

####

 

خلال مؤتمر صحفي في مهرجان برلين ..

روبرت باتينسون يصف بونغ جون هو مخرج فيلمه Mickey 17 بأنه «أستاذ»

برلين ـ «سينماتوغراف»

حضر الممثل روبرت باتينسون والمخرج بونغ جون هو وأعضاء فريق التمثيل العرض الأول لفيلمهم القادم، Mickey 17، في مهرجان برلين السينمائي لعام 2025.

ووصف الممثل المخرج بونغ جون هو بأنه "أستاذ" وشارك تجربته في العمل معه في الفيلم.

فيلم "Mickey 17" مقتبس من رواية الخيال العلمي "Mickey 7" التي كتبها إدوارد أشتون عام 2022، ويدور حول رجل بلا اتجاه يعيش لفترة قصيرة ويوقع على وظيفة "قابل للتصرف" أو يمكن التخلص منه حيث يتم إرساله في مهام خطيرة ويتجدد تلقائيًا إذا مات في الوظيفة.

في الفيلم، ينضم إليه الممثلون نعومي آكي وستيفن يون وتوني كوليت ومارك روفالو.

وفي مؤتمر صحفي في مهرجان برلين السينمائي، قال باتينسون إنه "من المذهل" العمل مع بونغ، الذي وصفه بأنه "أستاذ":

وأضاف: "بونغ هو مخرج جبل راشمور بالنسبة لي"، وقالت كوليت المرشحة لجائزة الأوسكار أنها كانت المرة الأولى في حياتها المهنية التي قالت فيها نعم لفيلم قبل حتى قراءة السيناريو.

"ميكي 17" هو أول فيلم روائي طويل للمخرج بونغ بعد فيلمه الحائز على جائزة الأوسكار "طفيلي" في عام 2019.

واعترف المخرج بحبه للسينما وقال إنه يهدف إلى إخراج أفلام من جميع الأنواع.

"أريد أن أصنع أفلامًا من جميع الأنواع. هذا هو هدف حياتي.. حتى لو كنت خائفًا بعض الشيء من الإصدارات الموسيقية. أستمد إلهامي من العديد من المصادر. حتى بالنظر إلى وجوهكم، أحصل على العديد من الأفكار. بصفتي كاتبًا ومخرجًا، فأنا أكتب باستمرار ما في رأسي".

سيتم إطلاق فيلم Mickey 17 في دور العرض في كوريا 28 فبراير، وفي الولايات المتحدة ودولياً يوم 7 مارس.

وفي الوقت نفسه، سيبدأ تصوير فيلم The Batman Part II بطولة الممثل روبرت باتينسون في نهاية عام 2025.

وقال باتينسون إنه لا يستطيع مشاركة تفاصيل الحبكة حول الفيلم المرتقب؛ ومع ذلك، أكد أنه سيكون "رائعًا".

كما ناقش باتينسون تأخير الفيلم، مشيرًا إلى أن "كل شيء يبدو حالياً في طريق التنفيذ، بعدما مر وقت طويل لأن كوفيد محى للتو ثلاث سنوات".

ويأتي تأكيد باتينسون بعد تأجيل موعد إصدار الفيلم من 2 أكتوبر 2026 إلى 1 أكتوبر 2027 من قبل شركة وارنر براذرز.

 

####

 

المخرج الكوري الجنوبي بونغ جون هو :

شخصية الشرير في فيلم «ميكي 17» لم تُستلهم من القادة الحاليين

برلين ـ «سينماتوغراف»

قال المخرج الكوري الجنوبي بونغ جون هو إن شخصية الشرير في فيلم "ميكي 17" التي جسدها السياسي الديماغوجي مارك روفالو مستوحاة من الحكام المستبدين السابقين، لكن ربما تبدو مألوفة للمشاهدين لأن "التاريخ يعيد نفسه دائمًا"، حسبما قال الفائز بجائزة الأوسكار في برلين اليوم.

حقق بونغ تاريخًا في حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2020 عندما أصبح فيلمه "طفيلي"، وهو فيلم ساخر اجتماعي مظلم عن الفجوة بين الأغنياء والفقراء في سيول الحديثة، أول فيلم غير ناطق باللغة الإنجليزية يفوز بجائزة أفضل فيلم، وهي أعلى جائزة في صناعة السينما.

يعرض فيلمه الجديد وهو من أفلام الخيال العلمي الكوميدية السوداء بطولة روبرت باتينسون في قسم غير مسابقات خاص بالمهرجان.

وقال بونغ : "لقد استلهمت هذه الشخصية من الماضي، وبما أن التاريخ يكرر نفسه دائمًا، فقد يبدو الأمر وكأنني أشير إلى شخص ما في الحاضر".

استنادًا إلى رواية "ميكي 7" لإدوارد أشتون، يتتبع الفيلم باتينسون في دور ميكي بارنز من الطبقة العاملة، الذي يتطوع دون علم لكسب رزقه بالموت مرارًا وتكرارًا.

وأضاف بونغ: "على الرغم من أنها قصة مستقبلية، إلا أنها تبدو وكأنها قصة يمكن أن تحدث في الحاضر أو الماضي".

وأضاف المخرج أن "ميكي 17" هي أول قصة حب له، وأن هدف حياته كان ولايزال صنع أفلام من جميع الأنواع.

 

####

 

مراجعة | Mickey 17 لبونغ جون هو كوميديا ممزوجة بالخيال العلمي المخيف

برلين ـ خاص «سينماتوغراف»

الفيلم الأول لبونغ جون هو منذ "باراسيت" هو مزيج صاخب وغريب من الخيال العلمي والكوميديا، ويضم روبرت باتينسون في الدورين الرئيسيين - مباشرة من مهرجان برلين السينمائي الدولي الخامس والسبعين (ضمن عروض خاصة، خارج المسابقة).

ميكي (روبرت باتينسون) هو عامل فقير يعمل لصالح شركة أدوية كبيرة. هو "قابل للتكرار". تتكون وظيفته من الموت عدة مرات حتى يتمكن أصحاب العمل غير الأخلاقيين من اختبار لقاحات وأدوية مختلفة عليه.

في كل مرة يموت فيها، يتم تخزين ذكرياته على شريحة بيانات ثم تُدرج في نسخة جديدة من جسده.

يخرج ميكي الجديد عارياً، مرتعشاً ومبللاً من "طابعة بشرية"، جهاز يشبه ماسح IRM. هو الآن في عقده السابع عشر من الحياة (ومن هنا جاء عنوان الفيلم). ربما بسبب الطبيعة غير الأخلاقية والسرية للتجارة، تتم العمليات على كوكب في مجرة بعيدة.

العمل شاق. مهما كانت عدد المرات التي يموت فيها، لا يتعود ميكي أبداً على ذلك. إنها معضلة مألوفة لأي شخص مضطر إلى وظيفة مملة ومكررة بشكل مؤلم. فبدلاً من "أتمنى لك يومًا سعيدًا"، فإنه يستخدم عبارة "أتمنى لك موتًا سعيدًا" التي تتكرر في روتينه.

حتى جاء يوم حدث فيه شيء خاطئ. يفشل ميكي 17 في الموت، وعليه أن يتعامل مع نسخة أكثر ثقة وعدوانية من نفسه، ميكي 18 (الذي يلعبه باتينسون أيضاً). كلا الشخصيتين تحملان ميزات ميكي وذكريات الماضي، ومع ذلك فإن 17 هو الذي يجسد وعيه. المشكلة هي أن "النسخ المتعددة" تمثل انتهاكاً خطيراً.

تشارك الشخصيات 17 و18 في معركة الخير ضد الشر، حيث يقوم باتينسون بأداء جيد جداً في تجسيد الشخصية الرئيسية وكذلك "التوأم" المعاكس لها.

لكن النجم الحقيقي في فيلم ميكي 17 هو نعومي آكي، التي تلعب دور صديقة ميكي الجشعة ناشا. المرأة في غاية السعادة بفكرة وجود كلا الرجلين معها في آن واحد. إنها تتخيل بصوت عالٍ حفلة شواء. يتبع ذلك علاقة ثلاثية، مدفوعة بمخدر ترفيهي يسمى (أوكسيزوفول). ناشا مقنعة جداً لدرجة أنها تنجح في النهاية في جعل العدوين يتعاونان ويقاتلان ضد أصحاب العمل الجشعين .

يلعب موراك روفالو دور الرئيس الكبير كينيث مارشال بثقة، فيقدم شخصية شريرة مخيفة بضحكة جنونية . ويحظى بدعم زوجته ييفا (توني كوليت) التي لا تقل عنه شراسة وغروراً.

تلعب المخلوقات الأصلية للكوكب (المعروفة بلقب " الزاحفين") دوراً بارزاً في القصة. وتشبه إحدى الأمهات وعدد لا يحصى من الأطفال حيوان الأرماديلو بأسنان عملاقة بدلاً من بطونها، وتنتشر هذه الحيوانات على سطح البيئة الباردة غير المضيافة.

قد تبدو هذه الحيوانات مخيفة من بعيد، لكنها في الواقع لطيفة جدًا وحساسة. بل إنها واعية أيضًا. يجب عليهم تحمل وطأة وآلام طموحات مارشال. يتم استخدام مزيج من الدمى والتأثيرات البصرية لإنشاء شخصيات غريبة المحبة. تخيل مزيجًا من "المتاهة" (جيم هنسون، 1986) مع "الغريب" (ريدلي سكوت، 1979) مع "القصة التي لا تنتهي" (وولفغانغ بيترسن، 1984) وستكون في منتصف الطريق.

بمدة تزيد عن ساعتين وربع، يُعتبر فيلم بونغ جون هو الأول منذ "باراسايت" (2019) مسعى طموحًا للغاية. إنه مزيج صاخب وغير متردد من الخيال العلمي والكوميديا، مع لحظات مضحكة، وقذرة، ودافئة أيضًا. لكن هذا فيلم لا يصل أبدًا إلى كامل إمكانياته، ربما بسبب طموحه الصريح.

"ميكي 17" متكامل مثل "باراسايت"، مع العديد من الخيوط غير المحلولة (مثل طبيعة وظيفة ناشا، وتسلسل الشركة، وما إلى ذلك). بالإضافة إلى ذلك، تحتوي القصة على نهايات أكثر من "سوبر ماريو"، مع تحديات متزايدة تظهر من العدم دون تأثير يذكر، مما يؤدي في النهاية إلى تخفيف فعاليتها.

جون-سو ينطلق للسخرية من مؤسسات وأيديولوجيات مختلفة. "ميكي 17" هو نقد مضحك بشكل غامض ولكنه في الغالب غير مؤذٍ للفاشية والرأسمالية واقتصاد الوظائف المؤقتة والاستهلاكية وصناعة الأدوية وغيرها.

وهناك تعليقات دقيقة يحملها حوار الفيلم لن تفوت على المشاهدين، الأولى تتعلق بالهجرة والاستعمار: يُقال لمارشال إن البشر هم الغرباء وأن "الكريبيرز" هم السكان الأصليون للكوكب. الثانية قد تثير صدى في المنطقة العربية حينما يطالب مارشال بـ"الإبادة الكاملة" لشعب يتكون في غالبيته من الأطفال.

 

####

 

يشارك في مسابقة «برلين السينمائي الـ 75» ..

مراجعة | Dreams لـ ميشيل فرانكو جيسيكا شاستين أكثر قوة وجرأة

برلين ـ خاص «سينماتوغراف»

عُرض فيلم (أحلام، Dreams) لأول مرة ضمن المسابقة الرسمية للنسخة الخامسة والسبعين من مهرجان برلين السينمائي الدولي.

الإبداع الجديد للمخرج ميشيل فرانكو، حول مهاجر مكسيكي غير شرعي في الولايات المتحدة، أقل عنفًا، وأكثر نضجًا وتكاملًا من فيلمه "النظام الجديد، New Order" – لعام 2020.

الراقص الوسيم فرناندو (إسحاق هيرنانديز)، ذو البشرة الزيتونية اللامعة ووجه الملاك والجسد المنحوت بشكل مثالي مثل أدونيس، والفتاة الاجتماعية القوية جيسيكا (جيسيكا شاستين)، ذات الملابس الأنيقة والوجه الأنيق والجاذبية المثيرة، يلتقيان لأول مرة في مدينة مكسيكو.

تشارك عائلة جيسيكا الخيرية القوية مع فرقة الرقص التي ينتمي إليها فرناندو. ولكن في سان فرانسيسكو تزدهر علاقتهما، بعد أن عبر فرناندو الحدود بشكل غير قانوني داخل شاحنة، ونجا بأعجوبة من الموت.

تعتمد علاقتهما إلى حد كبير على القوة وألعاب العلاقة الحميمية. يتحديان بعضهما البعض بحيل فاحشة. ويظهر ذلك من خلال محادثة صريحة للغاية ومشهدين حميميين، يعكسان رهاب الجنس الذي أطلق العنان له في عالم السينما في السنوات القليلة الماضية (فيلم Babygirl للمخرجة رالينا رين، وهو فيلم عن الملذات النسائية صدر العام الماضي، لا يتضمن أي عُري على الإطلاق).

وهناك كيمياء حقيقية بين هيرنانديز وتشاستين. لديهما علاقة حب وكراهية عميقة تشكلها العلاقة الحميمية والانقسامات الطبقية. الجنس ليس دائمًا تجربة تحررية. يمكن أن يسجن أولئك الذين هم في وضع ضعيف، وهذا ما سيتعرف عليه فرناندو.

وتلعب عائلة جيسيكا دورًا أساسيًا في "حماية" السيدة الجميلة، مع ضمان استعدادها أيضًا لتولي زمام الأمور عند الضرورة. شقيقها جيك (روبرت فريند) هو رجل أعمال خيري مثالي وساخر وشقيق يقظ.

إن ميشيل فرانكو، البالغ من العمر خمسة وأربعين عاماً، وهو مخرج سينمائي مخضرم يتعامل بشكل روتيني مع قضايا الطبقة في موطنه المكسيك، والذي نجح الآن في حفر مكانة دائمة لنفسه على قائمة مشاهير السينما العالمية، يختار لغة سينمائية صارمة للغاية.

فالكاميرا شبه ثابتة بالكامل، والإضاءة الاصطناعية نادرة. والشخصيات مذمومة أخلاقياً، وذات مصداقية عالية. فجيسيكا هي المرأة الغنية المزعجة، وفيرناندو هو المهاجر البراجماتي الذي لا يبالي بالقواعد، وهما شخصان حقيقيان في الحياة الواقعية. وبهذا المعنى، ينسجم فرانكو مع سينما أولريش سيدل الخام. والفرق هو أنه يفتقر إلى إنسانية المخرج النمساوي، وينزلق أحياناً إلى الكليشيهات، ويفتقر غالباً إلى التعاطف مع شخصياته المعيبة.

لصالحه، يُعتبر فيلم "أحلام" نظرة أكثر نضجًا على الطبقية مقارنةً بفيلمه "النظام الجديد" الذي لاقى إشادة كبيرة. جيسيكا وفيرناندو أكثر تعددية الأبعاد وقابلية للتواصل من "الثوار" الذين يتميزون بالعبثية المفرطة والعنف غير المبرر وقلة الذكاء الملحوظة في أشهر أفلام فرانكو.

في "النظام الجديد"، معظم الشخصيات جميلة من الخارج، وقبيحة من الداخل. أما "أحلام" فهو أكثر دقة، وأقل وضوحًا بالأبيض والأسود. ورغم أن نهاية الفيلم ليست وردية، على الأقل يُتاح لهؤلاء الأشخاص فرصة وضع أنفسهم في مكان بعضهم البعض (مع نتائج كارثية، بالطبع).

وعلى الرغم من أن Dreams فيلم سياسي بشكل علني، إلا أنه ليس مصممًا لإرضاء الناشطين. لم يقترح فرانكو أبدًا أن الهجرة مفيدة لأي شخص سوى فرناندو.

لقد تم تصويره كمهاجر اقتصادي يدخل الولايات المتحدة على نزوة، لأنه كان بإمكانه البقاء في مدينة مكسيكو وملاحقة مهنة ناجحة هناك. ومع ذلك، فهو ليس مثير للاشمئزاز أبدًا.

إنه بلا شك الأكثر سحراً وكرامة من بين البطلين. ومثله كمثل أي شخص آخر على هذا الكوكب، يحق له أن يحلم. المشكلة هي أن آليات السلطة أصبحت معقدة للغاية بحيث يمكنها بسهولة إجهاض أي آمال وتطلعات.

 

موقع "سينماتوغراف" في

15.02.2025

 
 
 
 
 

مهرجان القاهرة السينمائي يعلن إدارته الفنية الجديدة من برلين

سلمى خالد

أعلن رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الفنان حسين فهمي، عن تولي الناقد والمبرمج السينمائي محمد طارق الإدارة الفنية للدورة الـ46 للمهرجان، وذلك خلال مشاركتهما في فعاليات مهرجان برلين السينمائي الدولي.

 وقال فهمي إن هذه الخطوة أول مهمة رسمية لطارق بعد تعيينه مديرًا فنيًا، وذلك في إطار خطة تطوير تهدف إلى تقديم نسخة متميزة من المهرجان تواكب تطورات السينما العالمية وتعزز مكانته بين الفعاليات السينمائية الكبرى.

ويعمل محمد طارق ناقدًا سينمائيًا ومبرمج مهرجانات ومديرًا ثقافيًا، حيث شغل منصب المستشار الفني لمهرجان القاهرة في دورته الماضية، كما كان نائبًا للمدير الفني في الدورة الـ44، وهو أيضًا مبرمج لسينما عقيل ومبرمج للأفلام القصيرة بمهرجان دبلن السينمائي الدولي، ومدير مشروع "السينما من أجل التنمية" بجمعية النهضة العلمية والثقافية (جيزويت القاهرة).

 وعمل سابقًا كمبرمج أفلام في مهرجان الجونة السينمائي، وعضو لجنة الاختيار في سوق ديربان لمحتوى الأفلام، ومستشار في "ميدفيست مصر" ومعهد جوته. كما أنه خريج أكاديمية لوكارنو للصناعة في بيروت، وبرنامج "مواهب ديربان"، وعضو جمعية نقاد السينما المصريين.

 

بوابة أخبار اليوم المصرية في

15.02.2025

 
 
 
 
 

مهرجان القاهرة يعلن إدارته الفنية الجديدة من برلين

كتب: محمود زكي

أعلن الفنان حسين فهمي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عن تولي الناقد والمبرمج السينمائي محمد طارق الإدارة الفنية للدورة الـ46 للمهرجان، وذلك خلال مشاركتهما في فعاليات مهرجان برلين السينمائي الدولي.

وصرح فهمي بأن هذه الخطوة تأتي ضمن الاستعدادات المبكرة للدورة الجديدة، حيث تعد هذه أول مهمة رسمية لطارق بعد تعيينه مديرًا فنيًا، وذلك في إطار خطة تطوير تهدف إلى تقديم نسخة متميزة من المهرجان تواكب تطورات السينما العالمية وتعزز مكانته بين الفعاليات السينمائية الكبرى.

يعمل محمد طارق ناقدًا سينمائيًا ومبرمج مهرجانات ومديرًا ثقافيًا، حيث شغل منصب المستشار الفني لمهرجان القاهرة في دورته الماضية، كما كان نائبًا للمدير الفني في الدورة الـ44. وهو أيضًا مبرمج لسينما عقيل ومبرمج للأفلام القصيرة بمهرجان دبلن السينمائي الدولي، ومدير مشروع "السينما من أجل التنمية" بجمعية النهضة العلمية والثقافية (جيزويت القاهرة). عمل سابقًا كمبرمج أفلام في مهرجان الجونة السينمائي، وعضو لجنة الاختيار في سوق ديربان لمحتوى الأفلام، ومستشار في "ميدفيست مصر" ومعهد جوته. كما أنه خريج أكاديمية لوكارنو للصناعة في بيروت، وبرنامج "مواهب ديربان"، وعضو جمعية نقاد السينما المصريين.

يُعد مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الذي تأسس عام 1976، واحدًا من أعرق المهرجانات السينمائية في المنطقة، وهو الوحيد في العالم العربي وأفريقيا المعتمد من الاتحاد الدولي لجمعيات منتجي الأفلام (FIAPF).

أما مهرجان برلين السينمائي الدولي، الذي تأسس عام 1951، فيُعد أحد أهم الفعاليات السينمائية العالمية، حيث يجمع سنويًا نخبة من صُنّاع السينما والنقاد من مختلف أنحاء العالم. ويشتهر المهرجان بتنوع برامجه السينمائية وانفتاحه على مختلف الثقافات، مما يجعله منصة رئيسية للترويج للأفلام وبحث سبل التعاون بين السينمائيين على مستوى دولي.

 

المصري اليوم في

15.02.2025

 
 
 
 
 

تظاهرة سياسية على المسرح في افتتاح مهرجان برلين

عين على السينما/ مهرجانات أجنبية

وضعت الممثلة تيلدا سوينتون الدورة الخامسة والسبعين من مهرجان برلين السينمائي تحت شعار مقاومة التطرف والقرارات الأولى للرئيس الأميركي دونالد ترامب، في مستهل الحدث السينمائي العريق الذي انطلق الخميس بعرض فيلم ألماني عن لاجئة سورية.

حصلت الممثلة البريطانية البالغة 64 عاما على جائزة الدب الذهبي الفخرية عن مجمل مسيرتها الفنية، وسط أجواء متوترة تشهدها العاصمة الألمانية: فقبل عشرة أيام من الانتخابات التشريعية الألمانية، يحلم اليمين المتطرف (حزب “البديل من أجل ألمانيا”) بتحقيق نتيجة تاريخية.

وفي وقت سابق الخميس، أدى هجوم دهس بسيارة إلى إصابة ثلاثين شخصا في ميونيخ بجنوب ألمانيا. وقد وجه مهرجان برلين تحية للمصابين في الهجوم.

وبعيدا عن السياق الألماني، نددت تيلدا سوينتون “بعمليات القتل الجماعي التي تنظمها الدول، والتي يُسمح بها على نطاق دولي، والتي تثير الرعب حاليا في أكثر من جزء من عالمنا”.

وقالت النجمة السينمائية التي أطلت خصوصا في أعمال بتوقيع ويس أندرسن أو بدرو ألمودوفار أخيرا “نشهد بأمّ العين ارتكابات لا إنسانية. وأنا حرة في أن أقول ذلك، من دون تردد أو شك في ذهني”.

وسخرت سوينتون خصوصا من خطة دونالد ترامب لتحويل قطاع غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”.

ويشكل مهرجان برلين السينمائي أول حدث رئيسي في العام بالنسبة لقطاع السينما، ولطالما اعتبره القائمون عليه مهرجانا تقدميا وسياسيا، لكنه مع ذلك لا يجذب قدرا كبيرا من الأضواء مثل مهرجاني كان أو البندقية، المقرر إقامتهما في وقت لاحق من العام.

وتأمل مديرة المهرجان الجديدة تريشا تاتل ألا تطغى السياسة على الأفلام، لكنها رسمت خريطة طريق للحدث في المؤتمر الصحافي للجنة التحكيم صباح الخميس قائلة إن “مهرجانا كهذا يمثل رفضا (…) لمختلف الأفكار التي تنشرها أحزاب يمينية متطرفة كثيرة”.

وقال رئيس لجنة التحكيم، الأميركي تود هاينز المعروف خصوصا بإخراجه “مياه داكنة” و”كارول”، “نشهد حاليا أزمة في الولايات المتحدة، ولكن أيضا في العالم أجمع”.

وأشار إلى أنه بعد “القلق والصدمة” التي أحدثتها الأسابيع الثلاثة الأولى من إدارة ترامب، فإن “الطريقة التي سنعتمدها للجمع بين مختلف أشكال المقاومة (…) لا تزال موضع تفكير بين الديموقراطيين”.

ويروي فيلم “الضوء” للمخرج الألماني توم تيكوير، والذي عُرض في افتتاح المهرجان مساء الخميس، قصة وصول مهاجرة سورية تصبح مدبرة منزل لدى عائلة ألمانية.

يعود تيكوير الذي اشتهر بفيلم “ران لولا ران” عام 1998، إلى ألمانيا المعاصرة، بعدما خصص عقدا لمسلسله “بابيلون برلين” الذي كان بمثابة خلفية لجمهورية فايمار وصعود النازية. وأكّد أن فيلم “ذي لايت” “يصوّر أناس اليوم الذين يواجهون صعوبة العصر الحالي”.

وأشار المخرج البالغ 59 عاما، في تصريحات لوسائل إعلام ألمانية، إلى أنّ هذه المرحلة تشهد “إعادة نظر بمفهوم الديموقراطية” من القوى السياسية التي ترغب في “الإقصاء والتهميش”.

تعيش عائلة إنغلز – تيم وميلينا وابناهما التوأمان المراهقان – كل واحد منهم في فقاعته الخاصة. ولكن عندما تدخل الشابة الغامضة فرح التي وصلت أخيرا من سوريا، إلى حياتهم، يبدأ التواصل بينهم ببطء.

وأوضح المخرج “لقد كانوا يدفنون رؤوسهم تحت الماء، إلى أن جاءت طاقة من الخارج وانتشلتهم من الماء، ما سمح لهم بالنظر إلى بعضهم البعض من جديد. نحن بحاجة إلى الاقتراب من بعضنا البعض مرة أخرى والتوقف عن عزل أنفسنا كثيرا”.

وحذر الممثل الألماني لارس إيدينغر الذي يؤدي إحدى الشخصيات الرئيسية في العمل، من الاستقطاب العمودي بين “الخير والشر” و”الأبيض والأسود”، معتبرا أن هذا المنحى الفكري يغذي صعود التطرف.

ويبدأ أعضاء لجنة التحكيم أعمالهم الجمعة، مع عرض أول الأفلام المرشحة لجائزة الدب الذهبي. ويتعين على اللجنة الاختيار بين 19 فيلما لخلافة الفيلم الوثائقي “داهومي” للمخرجة الفرنسية السنغالية ماتي ديوب.

ويتنافس على الجائزة الكبرى للمهرجان هذا العام خصوصا المخرج الأميركي ريتشارد لينكلاتر، والكوري الجنوبي هونغ سانغ سو، والمكسيكي ميشال فرانكو، والروماني رادو جود.

ومن بين النجوم المنتظر حضورهم على السجادة الحمراء تيموتيه شالاميه الذي سيواكب عرض فيلم “ايه كومبليت أنّون” المتمحور على بوب ديلان، والذي بدأ عرضه في عدد كبير من البلدان.

ومن بين النجوم الذين سيحضرون جيسيكا تشاستين وماريون كوتيار وروبرت باتينسون وإيثان هوك. ويشارك باتينسون في المهرجان لمناسبة عرض “ميكي 17” الذي يمثل عودة بونغ جون هو إلى السينما، بعد حصوله على السعفة الذهبية في مهرجان كان وفوزه بجائزة أوسكار عام 2019 عن فيلم “باراسايت”.

 

موقع "عين على السينما" في

15.02.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004