ملفات خاصة

 
 
 

رئيسة مهرجان الإسماعيلية تقدم كشف حساب عن الدورة 26:

هالة جلال: من حق السينمائيين الذين لم تتم دعوتهم للمهرجان أن يغضبوا

الإسماعيلية: هبة محمد على

الإسماعيلية السينمائي

السادس والعشرون

   
 
 
 
 
 
 

ليلة الثلاثاء الماضى، أسدل الستار على الدورة الـ 26 من مهرجان الإسماعيلية الدولى للأفلام التسجيلية والقصيرة، وخلف هذا الستار كثير من الكواليس، بعضها محمودٌ بفضل فريق عمل شاب واصل الليل بالنهار من أجل إتمام مهمته على أكمل وجه، وبعضها الآخر كان مثارًا للانتقاد الذى وصل فى أحيان كثيرة إلى الهجوم على رئيسة المهرجان المخرجة «هالة جلال»، التى تترأس المهرجان لأول مرة.. وفى حوارنا معها، وضعنا على طاولتها كل ما أحاط هذه الدورة من سلبيات، واستمعنا إلى رأيها فيما وجّه إليها من انتقادات، وقد جاءت إجاباتها صادقة، وكاشفة، فى حوار هو الأجرأ منذ توليها هذا المنصب.

فى البداية؛ ما هو تقييمك لهذه الدورة من مهرجان الإسماعيلية، هل نفذت كما خططت لها؟ أمْ أن هناك مخططات لم تتمكنى من تنفيذها؟

- لا يمكننى أن أقيّم عملى، وفى العادة أحلامى وطموحاتى فى أى عمل أقوم به تكون بلا حدود، ودائمًا ما أتطلع للمزيد، وكثير مما خططت له قبل بدء المهرجان تمكنت من تنفيذه، وهناك أمور أيضًا لم أتمكن من تنفيذها.

 ما هى أبرز الأمور التى خططت لها ولم تتمكنى من تنفيذها؟

- كنت أتمنى أن أتمكن من دعوة كل صناع الأفلام والسينمائيين والنقاد والصحفيين المهتمين بالفن لحضور فعاليات المهرجان، فقد بذلت وفريقى مجهودًا كبيرًا فى جلب أفلام مهمة، ودعوة سينمائيين بارزين من المنطقة العربية والعالم، وكنت أتمنى أن يشاهد أكبر قدر من المهتمين كل هذا المجهود، لكن تقليص الميزانية يفرض علينا الاختيار، والاستبعاد، والمفاضلة بين أسماء المدعوين وهو أسوأ ما يتعرّض له صانع القرار فى أى مهرجان.

 حديثك هذا يدل على أنه قد وصل إليك غضب بعض السينمائيين الذين اعتادوا حضور المهرجان بسبب عدم دعوتهم أمثال مديرى التصوير «محسن أحمد، وسمير فرج» وآخرين، فهل هذا صحيح؟

- لم يصلنى، لكن فى رأيى أن من حقهم أن يغضبوا، وأقول لهم إن عدم دعوة أى شخص اعتاد على حضور المهرجان وحريص على حضوره (حاجة توجع القلب) ليس بالنسبة للمدعو لكن لمنظم المهرجان أيضًا، الذى يسعى لأن يرى منجزه كل الناس؛ خصوصًا المهتمين، لكن كما قلت سابقًا، حرصى على دعوة كل فرق الأفلام المشاركة فرض علىّ تقليل عدد المدعوين، ورغم لجوئى إلى حل نصف المدة، لدعوة أكبر عدد ممكن من المهتمين؛ فإن الميزانية المحدودة جدًا، تسببت فى عدم تمكنى من دعوة الجميع، وهو أمرٌ خارج عن إرادتى.

 مع ذلك كانت هناك أزمة واضحة فى عملية تسكين الضيوف داخل الفندق، لدرجة أن بعض الضيوف مكثوا فى بهو الفندق لمدة تزيد على 6 ساعات حتى تمكنوا من الصعود إلى غرفهم، وقد فسّر البعض ذلك بسبب دعوة الضيوف من دون حساب، وقيل إن هناك قائمتين للدعوات؛ قائمة تخص المركز القومى للسينما وقائمة أخرى تخص هالة جلال، ما ردّك على ذلك؟

- كل ما يتردّد بخصوص هذا الأمر غير صحيح، فمشاكل التسكين التى واجهت بعض الضيوف خطأ تنظيمى، ولا يعنى أبدًا أننى دعوت الضيوف من دون حساب، والدليل أنهم تمكنوا من السكن فى النهاية، فهل بنى لهم الفندق غرفًا جديدة؟! بالطبع لا، كل ما فى الأمر أنه كان هناك خطأ فى التنظيم لا أتحمل مسئوليته، وقد تم تداركه.

 دعينا نعود إلى حفل الافتتاح الذى بدا للحضور هزيلاً؛ خصوصًا بعد عدم حضور وزير الثقافة أو ممثل عنه، وبالتالى عدم حضور المحافظ الذى أرسل السكرتير لينوب عنه، فهل بلغت بهذه الاعتذارات من قبل؟

- لم أُبَلّغ، وتفاجأت بها مثل الجمهور.

 كثرة التكريمات، والعشوائية فى تسليم شهادات التكريم للمكرمين أو ذويهم على المسرح أفقدت الافتتاح بريقه؛ خصوصًا أن مقدمة الحفل كانت تذكر اسم المُكرّم وتنتظر بضع دقائق دون أن تعرف هل هناك من حضر ليستلم التكريم أمْ لا، لماذا لم يتم الإعداد لهذه المسألة جيدًا قبل الحفل؟

- دعينا نتحدث أولاً عن مسألة كثرة التكريمات؛ حيث كان لدينا خطة نفذناها من خلال برنامج (نظرة على التاريخ) الذى استحدثناه لعرض أعمال هؤلاء المكرمين، وربطها بالأرشيف، وقد يشعر الجالس فى الصالة بنوع من المَلل بسبب كثرة الأسماء التى تمّت دعوتها على المسرح للتكريم، لكن الأمر يختلف تمامًا بالنسبة للمكرمين وأسرهم؛ حيث يشعرون بالتقدير والسعادة، وهذا كان هدفًا لى، حتى أن المخرجة «تهانى راشد» قد أبلغتنى بعدم قدرتها على الحضور بسبب وعكة صحية ألمّت بها، وعدم قدرتها على إرسال من ينوب عنها، ومع ذلك لم ألغِ تكريمها؛ لأنها تستحقه، أمّا بالنسبة للمكرمين الذين لم يحضروا لاستلام تكريمهم وتمّت دعوتهم على المسرح فقد اتصلنا بهم جميعًا وأكدوا الحضور، ولم أكن أعلم عدم وجودهم فى القاعة.

 كانت موضوعات الندوات من ضمن المآخذ على هذه الدورة؛ حيث جاءت أكاديمية ومتخصّصة، وليست جاذبة لجمهور المهرجان العريض الذى اعتاد حضور ندوات تبرز جوانب مختلفة عن المكرمين أو عن عَلم من أعلام السينما التسجيلية، فما رأيك فى هذا الأمر؟

- مَن يتبنى هذه النظرة مخطئ تمامًا، فالموضوعات التى تمّت مناقشتها فى الندوات تشغل بال السينمائيين، مثل السينما التسجيلية الذاتية، والذاكرة والأرشيف وغيرها من الموضوعات.

 وماذا عن غياب المترجمين عن بعض ندوات الأفلام، وغياب الترجمة من على الشاشة فى بعض الأفلام؟!

- بالنسبة للمترجمين هم مجموعة من المتطوعين الذين يبذلون مجهودًا فى حدود المتاح لهم، والأصل فى عملية ترجمة الندوات هو أن يكون هناك كبائن يجلس فيها مترجمون فوريون، وسماعات توزع على الحضور، وليس ترك الأمر لمسألة التطوع، لكن الميزانية فرضت على هذا الأمر، أمّا بالنسبة لترجمة الأفلام فقد اجتهدنا لترجمة كل أفلام المسابقة الرسمية، أمّا الأفلام التى عرضت خارج المسابقة فلم تتم ترجمتها، وبالمناسبة؛ فقد دخلنا فى مفاوضات «مهولة» مع الموزعين ليسمحوا لنا بالعرض فى مقابل إهدائهم نسخة من فيلمهم مترجمة بالعربية، دون أن ندفع مليمًا واحدًا.

 أثار عدم منح الرقابة لفيلم (أحلى من الأرض) للمخرج «شريف البندارى» تصريحًا للعرض فى المهرجان ضجة كبرى؛ خصوصًا فى ظل عدم وجود تقرير رسمى يشرح حيثيات الرفض، والاكتفاء بالمنع الشفهى، ما كواليس منع هذا الفيلم من العرض، وهل رفضت الرقابة منح التصريح لأفلام أخرى؟

- هذا الفيلم تقدَّم للعرض فى مهرجانَىّ القاهرة والجونة ولم يحصل على تصريح الرقابة، وهو ما حدث فى الإسماعيلية أيضًا، وقد رفضت الرقابة أيضًا منحه تصريحًا للعرض على الصحفيين والنقاد، وقد تكرّر هذا الأمر مع فيلمين مصريين آخرَيْن، من بينهما فيلم سمحت الرقابة بعرضه على الصحفيين والنقاد، لكن مخرجته فضّلت أن تسحبه من المهرجان، وبالتالى أصبح العدد فيلمين فقط، قررنا استمرار مشاركتهما فى المنافسة بعد مشاهدة لجنة التحكيم لهما، فإذا كان القائم بأعمال الرقيب قد ارتأى أن الشعب المصرى ليس مؤهلاً لرؤية بعض الأفلام فى تقديره؛ فأنا كمواطنة مصرية فى منصب المسئول لا بُدّ أن أحترم القانون.

 لماذا لم تستمر عروض الأفلام فى فايد وقنطرة شرق سوى ليوم واحد فقط؟

- حلم حياتى أن أتمكن من عرض البرنامج كاملاً فى كل مدن القناة، وألا أضطر أن أختار أفلامًا بعينها من أجل عرضها فى يوم واحد، لكنها فى ظنى محاولات محمودة لجذب الجمهور، وأتمنى أن تأتى بثمارها.

هل عدم وجود رئيس للمركز القومى للسينما وضع على عاتقك مهام إضافية؟

- بالطبع؛ فرئيس المركز القومى للسينما يتحمل المهام المالية والإدارية فى مهرجان الإسماعيلية، وبقاء هذا المنصب شاغرًا تسبب فى غياب ضلع أساسى من المنظومة، وعلى الأقل كان سيحمل عنى عبء التسكين وغيرها من الأمور اللوجستية.

 ما هى الأخطاء التى ستتفادينها إذا ما قدّر الله لك الاستمرار فى منصبك كرئيسة للمهرجان؟

- ألاّ أعمل فى وقت قصير، فقد تعطلت كثيرًا فى انتظار قرار التكليف الرسمى، وأنجزت هذه الدورة فى 4 شهور فقط، وهى مدة قصيرة للغاية.

 هل لديك شعور بأن أحدًا ما يحاربك من أجل إزاحتك عن منصبك؟

- ربما، لكنى اعتدت ألاّ التفت.

 

مجلة روز اليوسف في

16.02.2025

 
 
 
 
 

المخرج الكاميروني جان ماري تينو: أفلام الأفارقة أكثر أصالة من «هوليوود»

قال لـ«الشرق الأوسط» إن الفن السابع يحمل في جوهره طابعاً سياسياً

القاهرةانتصار دردير

قال المخرج الكاميروني، جان ماري تينو، إن المخرجين العرب والأفارقة قدموا أفلاماً وثائقية أكثر أصالة من أفلام هوليوود، مؤكداً في حواره مع «الشرق الأوسط» أن مخرجين مثل كوثر بن هنية وأسماء المدير ومحمد صيام قدموا أعمالاً تبقى في الذاكرة، لافتاً إلى أن السينما التسجيلية تُصنع من الخيال رغم ارتباطها بالواقع، مشيراً إلى أنه لم يتأثر في أفلامه إلا بذاته.

وأخرج تينو نحو 15 فيلماً وثائقياً من بينها «الأماكن المقدسة»، و«سوء الفهم الاستعماري»، و«أفريقيا سأسلبك»، و«الرحلة الأخيرة»، وتناول في أعماله قضايا العِرق والهوية والتاريخ الأفريقي خلال الحقبة الاستعمارية وما بعدها، ونالت أفلامه جوائز في مهرجانات عالمية، كما حظيَ بمكانة أكاديمية مرموقة تُوجت بعضويته في لجنة تحكيم الأوسكار منذ عام 2017.

وكان المخرج الكاميروني قد تولى رئاسة تحكيم مسابقة الأفلام الطويلة بمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة خلال دورته الـ26، وألقى محاضرة قال فيها إن الفارق بين الفيلم الروائي والتسجيلي فارق وهمي وغير حقيقي، وإن الفن السابع يحمل في جوهره طابعاً سياسياً.

وحول رؤيته للأفلام التسجيلية العربية والأفريقية بحكم عضويته بالأوسكار، قال تينو: «بحسب الأفلام التي شاهدتها في دول شمال أفريقيا أو الدول العربية، أرى أنهم صانعو أفلام وثائقية عظماء، وهناك أسماء مرت عليّ لا يمكن نسيانها مثل التونسية كوثر بن هنية التي صعد فيلمها (بنات ألفة) لنهائيات الأوسكار وهي مخرجة رائعة ليس فقط لأنها تمكنت من التحدث عن الواقع من خلال الخيال والسرد، ولكن اتسم أسلوبها بالذكاء، وفيلمها مصنوع بشكل جميل للغاية، وقد طرحت من خلاله موضوعاً مهماً، وهناك المخرجة المغربية أسماء المدير وفيلمها (كذب أبيض)، فقد صنعت فيلماً رائعاً من الأكاذيب، وكذلك المخرج المصري محمد صيام الذي قدم فيلماً بديعاً بعنوان (أمل) وهو مخرج صغير السن وعضو بأكاديمية الأوسكار أيضاً».

ويرى تينو أن مخرج الأفلام الوثائقية يصنع خيالاً أيضاً وليس فقط الأفلام الروائية، ويضيف: «معظم الأفلام الوثائقية هي أيضاً خيال، وفي أفلامي يتم بناء كل شيء مثل الخيال، أبدأ في صناعة الفيلم وتحديد القصة، ثم بناء السرد، وبعدها أفكر في كيفية الاستفادة من التعليق الصوتي، وعنصر إعادة التمثيل، بعد كل هذا، يصبح كل شيء سينمائياً لأنه حينما أبدأ في تخيل الفيلم قبل صناعته، فهذا يعني أنني أصنع خيالاً بالفعل في ظل الواقع».

وفي سياق المقارنة بين الأفلام العربية والأفريقية وما تقدمه هوليوود، يقول تينو: «إن المقارنة ليست لصالح الغرب، فإنتاجات هوليوود ليست احترافية، نعم لديهم الكثير من المال، ويقومون بالكثير من الدعاية. ولكني أرى أنه من المفترض أن تكون الأفلام الوثائقية حقيقية، نحن أكثر أصالة لأننا لا نصنع الأفلام فقط بل نقوم بالتسويق، لكن الأفلام الوثائقية التي تأتي من هوليوود ليست دائماً حيوية».

وعُرضت أفلام المخرج الكاميروني بمهرجانات شهيرة في جميع أنحاء العالم، وهو ينظر إلى مشاركته بكل مهرجان على أنه فرصة، مثلما يقول: «كل مهرجان هو بمثابة فرصة؛ لذا عندما تتاح لي هذه الفرصة، أذهب إلى هناك لتحقيق أقصى استفادة منها».

وحول أفلامه يقول: «أخرجت 15 فيلماً وثائقياً وفيلمين روائيين، أحدهما روائي طويل والآخر روائي قصير، لكنها جميعاً مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالواقع».

ويرى تينو أن تمويل الأفلام ليس سهلاً في أي مكان باستثناء هوليوود بالطبع، ويستطرد: «حتى في هوليوود لا تعرفون أحياناً الثمن الذي يدفعه المخرج للحصول على دعم وتمويل لفيلمه، إنه صعب بالنسبة للجميع».

وعن المخرجين الذين تأثر بهم يقول بجدية شديدة: «أعرف واحداً منهم فقط، إنه جان ماري تينو (يقصد نفسه) الذي يترك دائماً أثراً عليّ في كل شيء ويدفعني لأعمل وأتعلم أكثر فأكثر، فلماذا أتأثر بآخرين أشاهد أفلامهم، فأنا من يستيقظ في الصباح، ويأخذ أموالي، ليبدأ في صنع فيلم، ويبذل كل الجهود، ولا ينام ولا يمنح نفسه عطلات. ربما ليس لدي منزل كبير، لكن كل أموالي تذهب إلى أفلامي وأستمتع بذلك».

 

الشرق الأوسط في

16.02.2025

 
 
 
 
 

أبيض وأسود

جائزة للفيلم المصري في مهرجان الاسماعيلية

حسام حافظ

في مسابقة الافلام التسجيلية الطويلة بمهرجان الاسماعيلية الدولي فاز الفيلم المصري بجائزة الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية "الفيبريسي" وهو فيلم "وكان مساء وكان صباح يوما واحدا" اخراج يوحنا ناجي ابن الاسكندرية المتخصص في علم الانثربولوجي والذي أتجه للعمل في السينما التسجيلية ، وشارك قبل عامين في المسابقة الرسمية لمهرجان القاهرة السينمائي بفيلم "ولا حاجة ياناجي .. أقفل".
تكونت لجنة تحكيم جائزة الفيبريسي هذا العام من الناقدة البولندية أولا سلوا والمصور الصحفي الايطالي روبرتو بالداساري والناقد المصري الشاب أحمد زكريا بدوي وهو ليس غريبا على قراء "صفحة السينما" بالجمهورية فقد كتب العديد من المقالات في هذه الصفحة
.

ينتمي فيلم "وكان مساء .. " - 88 دقيقة - الى السينما الذاتية حيث يتحدث المخرج عن حياته الخاصة ويعود في رحلة فنية تجريبية الى الماضي البعيد في سنوات الطفولة ، ويكتشف المشاهد ذلك في الدقائق الأخيرة من الفيلم عندما يعرض المخرج لقطات من شريط فيديو لعيد ميلاده وهو طفل ويظهر خلاله أفراد من أسرته وبعض أصدقائه ، أما الجزء الأول من الفيلم فقد أستخدم فيه المخرج تقنية الذكاء الاصطناعي في الحديث عن العام الذي جاء فيه الى الحياة ، ثم قدم رؤية خاصة للقيم الانسانية التي تمنى أن تكون مؤثرة وموجودة في العالم بغض النظر عن الصراعات التي تملأ أرجاء المعمورة عبر التاريخ

أبتعد المخرج يوحنا ناجي عن السرد التقليدي رغم أنه قام بدور الراوي بتعليقه الصوتي المصاحب للصور المتدفقة على الشاشة ، وهو يحكي عن احساسه بالعالم الذي يعيش فيه ويجعل المشاهد يدرك من اللقطات الأولى في الفيلم أن الراوي لم يحقق ماكان يحلم به ، وهو يعاني من الاحباط الذي يرافق الطفل الانطوائي وسط أسرته الكبيرة

لم تعد السينما التسجيلية أسيرة طريقة وحيدة لتناول موضوعاتها ، حتى أن الفيلم التسجيلي أصبح يشتمل على حوارات وأداءا تمثيليا وكأننا نشاهد فيلما روائيا .. لذلك أصبحت المهرجانات الكبرى تعرض الأفلام التسجيلية الطويلة في المسابقة الرسمية وتنافس الأفلام الروائية على نفس الجوائز وهي ظاهرة لم تكن موجودة قبل عشر سنوات .. لقد أنتزع الفيلم التسجيلي مساحات جديدة من الحرية وأستخدم التحريك واللقطات التسجيلية من أجل أفضل تعبير عن مضمون الفيلم حتى يساهم في الوصول الى المشاهد بصدق وتلقائية .

أعادت جائزة الفيبريسي للفيلم المصري واحدا من التقاليد القديمة في منح الجوائز حيث تذهب جائزة النقاد للأفلام الفنية وفيلم "وكان مساء وكان صباح .. " من تلك النوعية الممتعة وهي ليست جماهيرية لكنها قادرة على البقاء طويلا في الذاكرة .. تستحق لجنة تحكيم الفيبريسي والمخرجة هالة جلال وطاقم العمل معها التهنئة على نجاح مهرجان الاسماعيلية العريق والذي بدأت دورته الأولى عام 1991 .

 

الجمهورية المصرية في

19.02.2025

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004