رغم أن الفيلم مأخوذ عن (الرواية المستحيلة)
لغادة السمان، إلا أن المخرج سمير ذكرى يعده بمنزلة محاولة سردية خامسة لم
تكتبها
غادة، على اعتبار أن كتابها يتضمن أربع «محاولات سردية»، فالفيلم كما يصفه
ذكرى
«يحمل
روح الرواية وفهم الكاتبة، لكنه ينطوي على بنائه الدرامي الخاص».. هنا يبدو
الرهان على الفكرة أكبر بكثير مما نسميه تقنيات سينمائية محترفة ومقنعة
قادرة على
إدهاش العين أو جذبها عبر الاشتغال على موضوع الذائقة البصرية
ومهارة الكاميرا حتى
تتمكن هي من رفع الفكرة وتقديمها إلى المشاهد وليس العكس!.
في «حراس الصمت» الشيء
الكثير من تلك الحالات التي لا تبدأ بالرهان على الفكرة المطروقة مراراً في
السابق،
ولا تنتهي بمشكلات الغرافيك والمونتاج والإضاءة التي دفعت بالمتابع لصناعة
ما يشبه
الكلمات المتقاطعة من أجل البحث عن علاقات بين بعض المشاهد المتنافرة التي
لا رابط
منطقياً بينها، أو تقنيات الغرافيك المثيرة للشفقة التي فعلت
فعلها هي الأخرى فجعلت
المشاهد يتخيل أنه يرى حلقة من المسلسل الكرتوني الشهير (ساندي بل)!.
رغم أننا في عصر التقنيات
الهائلة والمحكمة عبر برامج الكمبيوتر، إلا أن مشاهد الغرافيك
مثل طيران الأم
باتجاه السماء منفردة أو على ظهر الحصان، أو هبوط النسر من أعلى واختطاف
(هند)
بمخالبه ثم الطيران بها، لم تكن سوى مشاهد
بسيطة من أفلام كرتون كان بالإمكان
الاستغناء عنها مادامت أنها ستبدو نافرة عن السياق العام بهذا الشكل!.
فالفيلم رغم
أنه يتناول عائلة دمشقية في خمسينيات القرن الماضي، إلا أن تقنيات القرن
الواحد
والعشرين قد خذلته خاصة عندما كررها المخرج أو أصرّ عليها، مع
أنها كانت منفذة
بطريقة غير حرفية وغير ناجحة كما يفترض!. هنا يمكن الحديث عن مطب هام أوقع
الفيلم
بما يشبه السذاجة التقنية من جهة الغرافيك، ولا أدري إن كانت المشكلة تتعلق
بالقدرة
على الاستفادة من التكنولوجيا أم في عدم توفر تلك التكنولوجيا، لكن ومهما
يكن
فتغريد تلك اللقطات خارج السرب ظهر واضحاً تماماً للعيان، وإنه
لمن الغريب أن يبقي
عليها المخرج مع أن حذفها أو تعديلها أو الاستغناء عن الغرافيك فيها لم يكن
مستحيلاً من جهة، ولم يكن ليؤثر على فحوى الفيلم بشكل عام!.
على الجانب الآخر، فإن ما
فعله المونتاج، لم يكن أقل كارثية من الغرافيك، فتتالي اللقطات
بين الزمن الماضي
والحاضر، كان ينطوي على العديد من المفارقات بين المشاهد لدرجة انعدام
الرابط
المنطقي بينها، أو لدرجة أن المتابع يشعر بأن هناك خطأ ما قد حدث أثناء
الربط بين
اللقطات التي بدت متناثرة، حتى إن حذف بعضها لم يكن ليؤثر هو
الآخر على الفحوى أو
التصور الكلي الذي توصل إليه متابع الفيلم، ومثال ذلك مشهد قيادة (زين)
للطائرة
وإصابة المدرب بالإغماء أو ربما موته، يتخللها فوراً لقطة من الماضي يؤكد
فيها مدرب
السباحة أنه سيعلمها السباحة خلال فترة قصيرة!. وعلى شاكلة هذا
الربط يمكننا التقاط
أكثر من مثال، ففي المشهد الأول حيث يقوم محمد حداقي (معزز) برمي (هند) من
أعلى
السطح عندما كانت تنشر الغسيل، فتسقط في الحارة حيث تبدو ممددة وشعرها
الطويل منثور
حولها، لكنها تظهر قصيرة الشعر على السرير بعد أن يتم
إسعافها!. حتى إن (معزز)
اختفى هو الآخر ولم يظهر بأي لقطة أخرى في الفيلم، وبالنسبة إلي شخصياً لم
أعرف من
يكون أو ماهو موقعه من العائلة!.
الشيء الغريب في الفيلم، أن
تقوم الشخصيات بشرح موقفها للمشاهد عبر التحديق بالكاميرا
والحديث المباشر إليه!.
فإذا كان سمير ذكرى قد قال في أكثر من مكان إن على المشاهد أن يقرأ ما بين
السطور
في الفيلم، فإن المفارقة هنا أن يجعل الشخصية تقوم بالتوصيف والشرح كأننا
في فيلم
وثائقي مثلاً، مع أن المعروف هنا أن تتكفل الكاميرا والحوار
وتفاعل الأحداث بإيصال
كل هذه التفاصيل التي يمكن تسميتها الفحوى أو الخلاصات!. هل لأن المخرج
انشغل هنا
بالفكرة وضرورات إيصالها أكثر مما انشغل بتقديم فيلم سينمائي يستخدم تقنيات
السينما
وأدواتها، ولا يفترض أن الجمهور بسيط إلى درجة يحتاج فيها
للشرح!.
إذا تركنا موضوع التقنيات
التي تميز العمل السينمائي، وقبلنا موضوع النقاش بالفكرة التي
يبدو أن صناع الفيلم
يضعونها في المرتبة الأولى، فإن الجدّة التي نحصل عليها تبدو غائبة في عمل
شاء أن
يعود إلى دمشق الخمسينيات رغم الصورة المختلفة التي يعرضها الفيلم لهذه
المدينة عما
شهدناه في باب الحارة مثلا، لكن عدم راهنية الموضوع إذا ما
أضيفت إلى كل العناصر
التي ذكرناها تبدو متعثرة هي الأخرى!. فالأعمال الفنية التي باتت تعيد
موضوع دمشق
منتصف القرن الماضي أصبحت أكثر من أن تحصى، وربما يصبح هذا الأمر مبرراً لو
حصلنا
على حجم كبير من الذائقة البصرية العالية والتقنيات المحكمة في السينما،
وإلا نكون
كمن يعيد القصة للمرة المليون!.
من النقاط التي تسجل لذكرى،
تعاونه مع وجوه جديدة أهمها بطلة الفيلم (نجلاء الخمري) التي
تمكنت من تقديم أداء
مدهش يعد بولادة نجمة متميزة منذ الدور الرئيسي الأول ولاشك سوف نرى
أعمالها خلال
الفترات المقبلة.. هكذا يمكننا أن نتحدث عن الأداء الجميل للممثلين الذين
قدموا
جهداً يستحقون عليه الشكر بالتأكيد!. في جميع الأحوال فإن
الحديث عن الرهان على
الفكرة، وضرورات الحرفية أو توافر مفردات السينما بشكلها المدهش أو الجذاب
والناضج،
كل ذلك يبدو مهماً في السينما السورية، هذه السينما التي مازالت تبحث عن
بصمة
مختلفة حتى الآن!.
zkatreeb@yahoo.com
تشرين السورية في
14/11/2010
فيلم «المطر
الأسود» للمخرج ريدلي سكوت..
حين ينقلب المصير الشخصي إلى مصير عام في محاربة
الفساد
دمشق
/ متابعة: هدى قدور
ضمن تظاهرة أفلام المخرج البريطاني ريدلي سكوت في
مهرجان دمشق السينمائي الثامن عشر، عرض في صالة الدراما- دار الأسد للثقافة
والفنون
الفيلم الروائي الطويل (المطر الأسود) من سيناريو (كريغ
بولوتين- وارن لويس) للمخرج
ريدلي سكوت الذي استطاع أن يثبت مجددا بأنه فنان الإثارة والتشويق بكل معنى
الكلمة
فما ان يذكر اسمه حتى تصبح المشاهدة مبررة لأن حضوره صار ضمانة للجودة في
عالم
السينما وها هو من جديد، يدخلنا في فيلمه (المطر الأسود) على
مدار ساعتين من الزمن
لعالم مليء بالإثارة والمتعة منذ اللحظة الأولى التي يبدأ فيها بتصوير
مشهده الأول
لسباق الدراجات التي يقودها أفراد عناصر الشرطة في طريقهم لمركز الأمن
الجنائي
البريطاني..
ينطلق الفيلم الذي تدور
أحداثه عن الشرطي نيك كونكلين (مايكل دوغلاس) التابع لدائرة
الأمن الجنائي في
نيويورك والذي يخضع إلى مراقبة وتدقيق رؤسائه للاشتباه بتورطه في استغلال
أموال
المخدرات المصادرة في الوقت الذي تحاول فيه زوجته السابقة ابتزاز نفقتها
منه من دون
أي رحمة أو تعاطف..ويبدأ التحقيق حول تورطه مع تلك المجموعة..
فينصحه صديق يدعى تشارلي
فنسنت (آندي غارسيا) يعمل معه في الدائرة نفسها بألا يتوانى عن
موعد الجلسة التي
ستقرر مصيره المهني..! وفجأة يحظى كونكلين بفرصة لاستعادة اعتباره المهني
عندما
يكون مع تشارلي في مطعم ليشهدا أمام أعينهما جريمة تحصل في المطعم نفسه حيث
يُقبل
رجل يدعى ساتو (يوساكو ماتسودا) إلى طعن أحد أفراد عصابة مافيا
يابانية وذلك لعدم
حصوله على صندوق فيه صفيحة ذهبية تخصه.. ومن هنا يبدأ «نيكي» بمطاردة
المجرم (ساتو)
ليتم القبض عليه ويسلمه إلى الأمن
الجنائي.. وحين يحقق مع ساتو يتضح بانه يعمل لدى
السفارة اليابانية التي ترتئي ترحيله إلى اليابان فيُكلف مع
زميله تشارلوت بمهمة
مرافقة زعيم العصابات الياباني ساتو إلى بلده ليخضع للمحاكمة.
عند وصول كونكلين وزميله
الشرطي تشارلي إلى أوساكا- اليابان، يتعرضان لخديعة تجعلهما
يطلقان سراح سجينهما،
لأفراد العصابة التي تتنكر بلباس الشرطة لتحرر ساتو منهما، فيقبض عليهما
لإهمالهما
في تسليم المجرم.. من هنا تنطلق سلطات الأمن اليابانية مع الشرطيين
الأمريكيين
للعثور على ساتو.. في حين يكلف مدير الأمن الياباني شرطياً
يدعى (ماسا) بمرافقة
نيكي وتشارلوت بعد أن يأخذ منهما سلاحهما ويشترط عليهما بألا يستخدما أي
سلاح خلال
مدة إقامتهما في اليابان..
ما يميز الفيلم هو أداء
الشخصيات الثلاث الذين لعبوا الدور الرئيس في بلورة أحداث
الفيلم الذي ترتكز حول
التنافس غير المتكافىء بينهم وبين أفراد العصابة وعلى رأسهم (ساتو).
وتدريجيا ينتقل بنا المخرج
سكوت إلى أرجاء اليابان في لياليها الباردة وأمطارها الغزيرة
حيث تأخذنا صوره
الإخراجية المبهرة إلى ناطحات السحاب وأضواء المدينة وذلك في محاولة لتسليط
الضوء
على تفاصيل تتعلق بتقاليد وطبيعة المجتمع الياباني، ومن هنا يتبع الفيلم
تقاليد (الإثارة البوليسية) التي تحمل بصمات سكوت
المعروفة لينتقل بها إلى النوادي الليلية
حيث تجمع العصابات ورجال المافيا والاتجار بالممنوعات وذلك
للكشف عن الجانب الخفي
لهذه الشخصيات.. وتتناوب المشاهد بين ملاحقة الشرطيين الأمريكيين للمجرم من
جهة
وكذلك محاولة عناصر الأمن الياباني للقبض عليه من جهة أخرى وتتوالى الأحداث
ليتعانق
العام بالخاص وتحصل مكيدة لشارلوت -الشرطي الخلوق- حين يستدرجه أحد أفراد
عصابة
ساتو إلى مكان تجمع أفراد العصابة فيقتل تشارلي أمام ناظري
نيكي الذي يعجز للوصول
إليه والدفاع عنه.. ومن هنا يفقد صوابه ويشعر بالاستياء الشديد لفقدانه
زميله
المخلص ويصر على الظفر من ساتو والقضاء عليه..فيحاول ماسا –الشرطي الياباني
إعطاءه
مسدسا كي يدافع عن نفسه الأمر الذي يتسبب بطرد ماسا من عمله
وبترحيل نيكي إلى
بلاده، لكنه ينجح بالفرار من الطائرة ومن ثم اللجوء لاحقا للتعامل مع (الياكوزا)،
وهي المنظمة الموازية للمافيا، من أجل استرداد ساتو الهارب.. والقبض عليه..
وبالرغم
من تعذيبه الشديد ينجح في إقناعهم للنيل من ساتو الذي بدأ يستفزهم بخصوص
الصندوق
الذي بحوزته (تزوير العملة)..
لقد حمل هذا العمل
السينمائي ما بين طياته عدة جوانب إيجابية، ولعل من أبرزها ذلك المشهد الذي
يتمحور
حول عنوان الفيلم والذي يقصد به سطوة النفوذ الأميركي على الثقافة
اليابانية بعد
الحرب العالمية الثانية من قبل قوات الاحتلال الأمريكي وهو
الموقف الذي تناوله
المخرج سكوت بالإشارة إليه بالشكل السلبي من جانب زعيم ياكوزا.. حين يتحدث
إلى نيكي
كيف استطاعت أمريكا صناعة صنف جديد من الشباب اليابانيين، ومنهم المجرم
ساتو ويوضح
له بأن اليابان كانت دائما تاريخيا هي بلد الصناعة وهذا قد ساعد بالتأكيد
في جعل
الصورة الأسطورية من اليابان تستخدم في الكشف عن الحرب
اليابانية في المطر الأسود،
الأمر الذي جعله يسعى للانتقام بما فعلته أميركا ببلده وذلك عن طريق نشر
ثقافة
زائفة ويلاحظ ذلك من تزييف الدولار الأمريكي من خلال الصندوق الذي يحتوي
قالب طباعة
العملة.
كما قدم سكوت في لوحة أخرى
لا تقل عمقا وأهمية عن ذاك المشهد والذي يحاول فيه نيكي اختراق
المكان الذي يجتمع
فيه كبار المافيا مع ساتو الذي يقرر فيما بعد التراجع عن قتل ساتو ليمنح
ماسا فرصة
العودة مجددا لمزاولة عمله الذي فقده بسببه.
تشرين السورية في
14/11/2010
مهرجان دمشق السينمائي في عيون الفنانين
دارين صالح
اختلفت الآراء وتنوعت حول مهرجان دمشق السينمائي.. فالبعض يجد بأن
المهرجان يوفر فرصة حقيقية ومهمة للتلاقي وتبادل الخبرات بين الفنانين
والنقاد والصحفيين، والبعض الآخر يجد أن المهرجان لا يمكن أن يقدم أو يؤخر
ولو أصبح كل ستة أشهر.. منهم من يجد أن مشكلة المهرجان الأساسية في ضعف
التسويق.. إلا أنه لا يمكن لأحد أن ينكر أن مهرجان دمشق السينمائي تظاهرة
ثقافية سنوية مهمة تجمع فنانين ونقاد وصحفيين من كل أنحاء العالم والجمهور
السوري الذي يتابع منتج سينمائي قد لا يتوافر له في الأيام العادية من
السنة.
الوطن التقت مجموعة من الفنانين وتعرفت إلى رأيهم بمهرجان دمشق
السينمائي بدورته الثامنة عشرة:
الفنان السوري أحمد المللي: المهرجان لا يحرك ساكناً..
افتتاح المهرجان كان راقياً وحضارياً مثل كل الافتتاحات السابقة
لمهرجان دمشق السينمائي، ففرقة إنانا قدمت عرضاً مميزاً وأخاذاً وفيه جهد
واضح..
وعن تحويل المهرجان من كل سنتين إلى كل سنة قال:
للأسف هذا التغيير لا يقدم ولا يؤخر ولو أصبح المهرجان كل ستة شهور أو
كل شهرين فالحديث عن السينما طويل، وإذا لم ترفد المؤسسة العامة للسينما
بإنتاج قطاع خاص فسنبقى مكانك راوح سينمائيا، فلابد من زيادة عدد الأفلام
سنويا، فالمهرجان لا يحرك ساكناً، وإنما يتيح للفنان السوري فرصة للتلاقي
مع فنانين ونقاد وصحفيين عرب وأجانب ليتبادل معهم الأحاديث والخبرات....
وفي أحيان كثيرة يوفر فرص عمل....
المخرج السينمائي سمير ذكرى: من الجميل أن نعطي جزءاً من فقرنا للفن
خلق احتفاليات ومناسبات للاحتفاء بالفن شيء جيد خصوصاً وسط الكثير من
الأزمات الاقتصادية والمادية التي نعيشها، فمن الجميل أن نعطي جزءاً من
فقرنا للفن... أنا سعيد وخاصة أني مشارك بفيلم في المهرجان الذي يخلق ظرفاً
جيداً جداً للعرض، لكن لابد أن نبحث عن كيفية التطوير... من الجيد أنهم
يحضرون أفلاما لا يمكن توافرها دائماً الأمر الذي يفسح مجالا لإطلاع الشباب
على أفلام حائزة جوائز عالمية، والأسعار مخفضة، وفي أحيان كثيرة تكون
المشاهدة مجانية... في هذه الدورة فيلمان سوريان الأول للمخرج عبد اللطيف
عبد الحميد وفيلم من إخراجي. وعن تحويل دورة المهرجان من كل سنتين إلى كل
سنة قال: هذا التغيير يحمس على زيادة الإنتاج وقد فكرنا كثيراً مع المرحوم
فتيح عقلة عرسان أحد مديري مؤسسة السينما بخلق هذا المهرجان بهدف الإنتاج
السينمائي، وهذا التحويل سيكون محرض لزيادة الإنتاج ولكنه بحاجة إلى تفريغ
لجان خاصة به وخلق مقر خاص ومدير خاص بالمهرجان لأن التنظيم بحاجة إلى تفرغ
وخاصة مع وجود مهمات ومتابعات على مدار السنة.
الناقد الأردني عدنان مدانات قال: لا أفلام متميزة
حضرت أفلام المهرجان وكانت مستوياتها متفاوتة وبالنسبة لي لا يوجد
أفلام متميزة بل يوجد أفلام جيدة ومادون... أكثر فيلم لفت نظري هو الفيلم
الروسي (ماذا فعلت هذا الصيف).
وأكثر ما لفت نظري العرض المميز الذي قدمته فرقة إنانا، فالشكل كان
متناسباً مع المضمون.
الموسيقي معن خليفة: يعاني المهرجان من سوء التسويق
أهم شيء بأي مهرجان هو التنوع الذي يفرز عدة أنواع ما يؤدي إلى زيادة
الجمهور السينمائي عموماً وزيادة التفردية بين الأشخاص.
المهرجان يطرح عدة أنواع من الأفلام وعدة مدارس بالإخراج وعدة مدارس
من بلدان معينة، مما يجعل الجمهور يزداد احترافية ويزداد معرفة بنوع
السينما التي يحبها.. ومع الزمن يولد جمهور مثقف سينمائيا وبالتالي زيادة
الجمهور وزيادة دور العرض.
المشكلة الأساسية التي يواجهها المهرجان هي سوء التسويق فلابد من
إعادة النظر بمفهوم التسويق الحديث للاستفادة من عدد النجوم الموجودين في
البلد والاستفادة من زيادة عدد الجمهور الذي يحضر الأفلام.
الفنان زهير عبد الكريم: يوفر للمشاهد السوري أفلاماً
يكفي فيلم واحد لنقيم له مهرجاناً يخلق المهرجان حراكاً ثقافياً
بالبلد، وحالة من الحوار مع الآخر وبين الغرب والشرق وبين المختصين بالفن.
ولا يهم مهما كان عدد الأفلام السورية المشاركة فيكفي فيلم واحد لنقيم
له مهرجاناً ففي بعض البلدان يقيمون مهرجانات للخضار والأحذية والفواكه.
المهرجان يوجد فرصة للقاء ثقافي فني ويوفر للمشاهد السوري أفلام لا
يمكن الحصول عليها على دي في دي.
الوطن السورية في
14/11/2010
في مهرجان دمشق
السينمائي.. الفيلم المغربي «الجامع»:
فضح النفاق الاجتماعي واستغلال الدين لأهداف
شخصية!
دمشق
/ زيد قطريب
مشاركة عربية مهمة في المسابقة الرسمية الدولية
للأفلام الطويلة في مهرجان دمشق السينمائي الثامن عشر، يقدمها
الفيلم المغربي (الجامع)،
فهو لا يتفرد بقصته الجريئة فقط، إنما يقدم جهداً كبيراً على صعيد الصورة
والمشهد ومهارة الشخصيات، حيث يقدم صورة حقيقية للريف المغربي
النائي بكل ما يحتويه
من عادات ومفاهيم وطبيعة..
فأحداث الفيلم مستوحاة من
قرية (ورزازات) التي تبعد نحو مئتي كيلومتر جنوب غرب مراكش،
والمشهورة باستقطاب
السينمائيين العرب والأجانب من أجل تصوير أفلامهم بسبب طبيعتها الساحرة
والمناسبة
حيث يعمد الكثير من السكان هناك إلى تأجير أجزاء من أرضهم من أجل التصوير
وإقامة
الديكورات المناسبة للأفلام..
من هناك نشأت جذور القصة
الحقيقية للفيلم حيث صور مخرجه داوود أولاد السيد فيلمه السابق
وكان بعنوان (في
انتظار بازوليني) الذي تحول جزء من ديكوره وهو (الجامع) إلى مثار خلاف في
الفيلم
الجديد، حيث اعتقد السكان بعد انتهاء التصوير أن الجامع (الديكور) هو مكان
للعبادة
فعلاً أو إنه سيتحول إلى جامع حقيقي، ما سبب مشكلة لمالك الأرض الذي قام
بتأجيرها
فقط من أجل تصوير الفيلم!. من هنا نشأت القصة في محاولة لفضح
استغلال بعض رجال
الدين للدين من أجل تحقيق مطامع شخصية ومكاسب مستفيدين ما أمكن من تعاطف
الناس غير
المدركين عملياً لحقيقة الموضوع!.
أداء مميز
اللافت هو أداء الفنان عبد
الهادي توهراش، (موحا) بطل الفيلم، الذي كان كومبارساً في
الفيلم السابق (في انتظار
بازوليني).. فقد تمكن توهراش من الكشف عن إمكانات مميزة في التمثيل والأداء
رغم
تجربته المتأخرة أو غير الطويلة على صعيد الأدوار الرئيسية، وهي نقطة تحسب
للمخرج
الذي يسجل حضوراً مختلفاً على صعيد الفكرة والمعالجة وأسلوب
تناول الموضوع.. فرغم
اللهجة المغربية التي تتطلب جهداً من قبل المتابع السوري إلا أن بساطة
الفيلم
وانسيابيته تمكنت من إيصال الفكرة وبالتالي الإبقاء على ذلك الرابط بين
المشاهد
وأحداث الفيلم.. هكذا تظهر قصة الجامع (الديكور) وهي تتحول إلى
جامع حقيقي يصلى فيه
على الموتى وتقام فيه المناسبات وطقوس الصلاة بتحريك من شخص تمكن أن يصبح
إماماً
للجامع وبالتالي تحول الموضوع إلى أمر واقع حيث تم الاستيلاء على الأرض
مصدر عيش
(توحا)
وأسرته، بحيث أن كل الناس أو الفقهاء في المنطقة لم يتجرؤوا على الإفتاء
لصالحه على اعتبار أن المكان المقدس يثير في الجميع رهبة إذا ما فكروا في
إزالته..
هذا الدخول في عمق الفكرة، يصوره المخرج حتى بالنسبة للعامل العادي صاحب (الجرافة)
الذي يجلبه (توحا) من أجل إزالة ديكور
الجامع، فيرفض العامل تحمل تلك المسؤولية،
ليتحول الجامع (الديكور) إلى أمر واقع ما يعني خسارة الأرض
بشكل نهائي!.
إخراج مبهر
الطريف في الأمر، أن الشخص
الذي استولى على الجامع يستخدمه لأغراض شخصية ونفعية تتعلق في
الانتخابات والدعاية
لشخص متنفذ في القرية، حيث يعقد جلسات الدعاية الانتخابية مع الناس في حرم
الجامع
ويسمح للمترشح بالدعاية وإلقاء الخطب بهدف كسب تصويت الناس.. هنا يستخدم
المخرج
الكاميرا بشكل ماهر وينطوي على الكثير من المفارقات، حيث يركز
على وجوه الأهالي وهم
يستمعون إلى خطاب عن الديموقراطية بينما تظهر علامات التعب على تفاصيل
وجوههم التي
لفحتها الشمس جراء العمل الطويل في الأرض وشظف العيش.. فقد استطاعت
الكاميرا في
معظم مشاهد الفيلم أن تقدم خلاصات مهمة مكنتها من الاستغناء عن
الحوار، وهذا لا
يبين تمكن المخرج من معالجة الفكرة بشكل جيد فقط، بل الإلمام بتفاصيل
الموضوع بكثير
من البساطة والإجادة في الوقت نفسه.
خاتمة حزينة
خاتمة الفيلم الحزينة، تشير
بشكل واضح إلى شراسة المعركة مع المفاهيم البالية وإشكالية
وصول بعض الشخصيات إلى
أماكن تسهل عليهم استغلال الدين أو العادات والمفاهيم الاجتماعية الأخرى من
أجل
مكاسب شخصية، ففي المشاهد الأخيرة للفيلم تفشل جميع محاولات (موحا) في
استرداد أرضه
وتتكاتف عليه جميع القوى المحلية في البلدة ليتم نفيه أو القبض عليه ومن ثم
ترحيله
إلى خارج القرية أو إلى السجن، بعد أن فشلت جميع محاولاته في
استرداد الأرض.. تلك
النهاية المأساوية التي يحملها المشهد الأخير لـ(موحا) المقبوض عليه في
سيارة تشبه
الشاحنة وهو يجلس في الخلف يستعرض أطلال القرية وبيته الذي يرحل عنه رغماً
عن
إرادته، أرادها المخرج نهاية مفتوحة لواقع مرير يحمل الكثير من
الأبعاد الثقافية
والاجتماعية وربما يفسر تركيز المخرج على عيني (موحا) في نهاية الفيلم،
بمثابة دعوة
للتمسك بالحق والإصرار على خوض المعركة حتى نهاية المطاف رغم المخاطر
الكبيرة التي
تحدق بجميع من يحاول مواجهة المستفيدين من بساطة الناس ومن
التفسير الخاطىء
للمفاهيم!.
يشار إلى أن فيلم «الجامع»
حصل في أيلول الماضي على جائزة «سينما في حركة» المنظمة في إطار مهرجان سان
سيباستيان السينمائي الدولي، الذي احتضنت فعالياته مدينة سان سيباستيان
شمال
إسبانيا.
تشرين السورية في
13/11/2010
مصففة الشعر..
درس
في قيمة الإرادة
دمشق
/ مصطفى علوش
يحكي الفيلم الروائي الألماني (مصففة الشعر)
المشارك في مهرجان دمشق السينمائي الدولي الثامن عشر قصة: (سيدة بلغت خريف
العمر
وتبدأ حياة جديدة،.
ولا تسمح لأي مخلوق أن يقف
حائلاً أمام تحقيق أحلامها في هذا الفيلم الكوميدي للمخرجة
الألمانية دوريس دوري.
بعد أن يتخلى زوج كاثي كوينغ (غابرييلا ماريا شميد) عنها ويطردها من
المنزل، تحاول
السيدة المسكينة أن تجمع شتات نفسها وتعود إلى مسقط رأسها في مارزان، إحدى
ضواحي
برلين. لكن كاثي باتت الآن بحاجة إلى عمل تعيل به نفسها
وابنتها المراهقة جوليا
(نتاشا
لويسزوس)، لذلك عندما تعلم بوجود وظيفة شاغرة في أحد صالونات الحلاقة في
المنطقة تكاد تطير من الفرحة، لاسيما أنها كانت تعمل مصففة شعر قبل الزواج.
تذهب
كاثي لإجراء المقابلة المخصصة للوظيفة الجديدة لكن مديرة
الصالون لا تتردد في
إخبارها صراحة أن بدانتها لا تساعدها على استقطاب الزبائن بالرغم من
خبرتها، فيجرح
بذلك مشاعر كاثي لأبعد الحدود. لذلك تقرر أن تفتتح صالوناً خاصاً بها وتصمم
على
النجاح بأية وسيلة ممكنة. وبما أن تنفيذ المشروع بحاجة إلى رأس
مال جيد، تضطر كاثي
إلى اتباع بعض الطرق الملتوية، بما فيها تهريب الوافدين الأجانب غير
النظاميين إلى
داخل البلاد.).
دوريس دوري تذهب نحو إظهار
الكثير من التفاصيل الحياتية الضرورية التي تخدم أحداث الفيلم
ومقولاته، وتذهب
الكاميرا لرصد البدانة التي تعاني منها كاثي.
تصالح مع الذات
الطريف في هذا الفيلم، أن
هذه السيدة متصالحة مع جسدها ولاتفكر إطلاقاً بإنقاص وزنها،
لابل نراها تتعامل مع
الطعام بتلذذ وشهية مفتوحة.
الفيلم بمجمله يشكل درساً
من دروس الإرادة والتصميم، فهذه السيدة التي تتعرض للضغوطات
والإحباط تصمم على
تذليل كل هذه الصعوبات، وفي مكان آخر يذهب الفيلم ليقول إن الجمال الحقيقي
يقع هنا،
أي في المنطقة الخاصة بالإرادة والتصميم فالبدانة التي تعاني منها هذه
السيدة لم
تقف عائقاً أمام حركتها، ولعل تصالحها مع ذاتها هو السر الذي
جعلها تنجح في النهاية
وتصل إلى مبتغاها وتتمكن من فتح صالون خاص بها.
عناية المخرجة دوريس دوري
بالتفاصيل الحياتية كان ضرورة درامية لرصد المعاناة المتعلقة
بالعمل ولرصد هذا
الإلحاح على تخطي كل الصعاب، ومتابعة الحياة كان يعني بالضرورة التقاط تلك
المفارقات الكوميدية التي تقع بها تلك، حيث تحتاج في نهوضها واستيقاظها إلى
حبل
مربوط بالنافذة، وحين يقترب منها ذلك العاشق الفيتنامي تقول له
نظهر وكأننا فيل
وكلب صيد!
الممثلون في هذا الفيلم:
جوسيب كولياك: صاحب الحانة، كاثرينا دير: باتسي،
ماتياس فريهوف: ميشا، أولا
غايجر: ساشبربيتران، كريستينا غروب: سيلك،
ماريا هابل: سنترليتيران،
إيل يونغ كيم: تيان، مارن كرويمان: فراو كرايجر،
كريستين كروجر: كندين،
نتاشا لويسزوس: جوليا، توبياس ليهمان: المصرفي،
هيكو بينكوفسكي: كلاوس،
بيير سانوسي بليس: نوتارتز.إنتاج 2010.
تشرين السورية في
13/11/2010 |