فى ظل حالة التراجع المستمرة لنجومية الكبار على شاشة السينما، ظل النجم أحمد زكى هو الفنان الوحيد القادر على منافسة الشباب ونجوم الكوميديا فى شباك التذاكر بمن فيهم عادل إمام. النجم الوحيد القادر على تحقيق أعلى إيرادات، دون تهريج أو إسفاف أو استجداء للضحكات. النجم الوحيد الذى يبدأ كُتاب السينما بالتفكير فيه عند إقدامهم على فيلم جاد، ويرحب المنتجون بأى ميزانية يطلبها للعمل، ويذهب الجمهور إلى دور العرض لمجرد رؤية اسمه على الأفيشات. هذه النجومية التى صعد إليها اسم أحمد زكى لم تكن وليدة الصدفة، أو ضربة حظ مفاجئة كما يحدث فى أغلب الأحوال، ولم تخضع لقوانين النجومية المعروفة لدى جميع العاملين فى الحقل الفني، فسوف يظل هو الاستثناء الوحيد لأهم قواعدها، باعتباره الوحيد الذى يجمع بين النجومية وبين عبقرية الأداء التمثيلى والحضور الفني، الاستثناء الوحيد لقاعدة أن النجم ليس بالضرورة ممثلا جيدا، فكثير من النجوم الآن لا يستطيعون أداء أى أدوار تسند إليهم، وإذا خرجوا من الإطار المرسوم لهم تتهافت الهالة المحيطة بهم وينكشف قناع النجومية الزائف عن لا شيء، هو الوحيد الذى كسر حاجز الوسامة وبياض البشرة كشرط أول للنجومية، فكان أول نجم أسمر تعشقه القلوب وتصافحه العيون على شريط السينما المصرية، والوحيد الذى يملك القدرة على التعبير فى كل الأوضاع، حتى قيل إنه الممثل الوحيد الذى يمكنه التمثيل بظهره، وتستطيع أن ترى تعبيرات وجهه وانفعالاته عندما يعطى ظهره للكاميرا. هذه النجومية والمحبة التى تحيط الفتى الأسمر فى مشواره الصعب هى نتاج العديد من الخبرات والمواقف التى مرت به، والدروس التى تعلمها طوال مشواره ممن حرص على الاستماع إليهم وفهم أسرار محبتهم للحياة. وقبل صعوده سلم الطائرة المغادرة إلى باريس ظهر الخميس، الخامس من فبراير الجاري، كان النجم أحمد زكى يغالب العديد من المشاعر المتباينة التى تصارعت بداخله، القلق على وجهه، والأمل فى عينيه، وابتسامة حزينة تتوج شفتيه امتنانا لكل من أصابهم القلق عليه وأحاطه دعاؤهم له بالشفاء والعودة سالما إلى أرض الوطن. رحلة طويلة مع الفن وحب الحياة مرت على ذهنه المجهد فى لحظات عابرة، رأى خلالها كل من أحبهم وأحبوه، وقدم واجب الحب والعرفان لكل من ساندوه فى رقصته مع الحياة وصنعوا منه ذلك النجم العنيد، صاحب المدرسة الخاصة فى الأداء التمثيلي، والحضور الفذ فى بلاتوهات التصوير، الطفل الذى تغالبه الدموع إذا ما شاهد عينا حزينة، وتجلل الفرحة قسمات وجهه إذا ما صفا له وجه الزمان، يشاكس الدنيا ويهزمها بالضحك والسخرية من أحوالها كما علمه صلاح جاهين أستاذه الأول فى الرقص مع الحياة، والرجل الذى احتضنه عندما كان شابا صغيرا يحبو بخطوات حثيثة على سلم النجومية، فعاش فى منزله سنوات طويلة، كواحد من أبنائه، لم يبخل عليه بأى شيء، منحه رحيق رحلته الطويلة مع الإبداع والفن وأحوال الدنيا، وترك له العديد من أسرار المحبة والقدرة على اكتساب القلوب وكشف أغوارها. ولد الفتى الأسمر احمد زكى عبد الرحمن فى الثامن عشر من نوفمبر عام 1949فى مدينة الزقازيق.. تربى وعاش فى رعاية جده بعد وفاة والده وزواج والدته، وفى مدرسة الصنايع كان هناك من حسن حظه مدير محب للفنون، شجعه على التمثيل المسرحي، بعدها التحق بمعهد الفنون المسرحية بناء على تشجيع من والده الثانى صلاح جاهين، ليتخرج عام 1973 الأول على دفعته، ليشارك بعدها فى أكثر من عمل ناجح. فى هذه الفترة كان الجميع يعرفونه بأحمد الشاعر، اللقب الذى حصل عليه من مسرحية "مدرسة المشاغبين" ووضع من خلاله أولى بصمات تميزه بين ذلك الجيل من النجوم. ولكن الفتى الأسمر يقابل الكثير من المواقف الصعبة، بعضها كانت كفيلة بألا يكمل المشوار، منها عندما رشح لبطولة فيلم "الكرنك" أمام الفنانة سعاد حسنى ورفضه المنتج لسمرة بشرته، وبعد ذلك رشح لفيلم "شفيقة ومتولي" مع المخرج على بدرخان وتعطل التصوير لأكثر من مرة، ولولا تشجيع الأب الروحى له صلاح جاهين، ومساندته له لما استطاع أن يكمل الحلم الذى كان قد بدأ رسم أولى خطواته بنجاح كبير، فبدأ يقدم بعض الأدوار الثانوية والثانية حتى رشح لمسلسل "الأيام"، والذى حقق من خلاله نجاحات على المستوى النقدى والجماهيري. ودارت الأيام بعد تلك النجاحات حتى جاءه نفس الموزع الذى رفضه فى بداية حياته يطلب منه الموافقة على بطولة أحد أفلامه، فقد انتقل أحمد زكى من لقب "أحمد الشاعر" إلى لقب آخر هو "الترمومتر". أصبح أحمد زكى هو ترمومتر الأداء الدرامى فى العشرين عاما الأخيرة، أصبح مقياسا للجودة، ومثلما كان رشدى أباظة مثالا للنجومية الطاغية رغم تعدد النجوم فى جيله، أصبح أحمد زكى هو مقياس الأداء رغم تعدد الموهوبين فى جيله. ولأن شأنه شأن كل النجوم، لا تلمع موهبتهم إلا إذا كان هناك دور يفجر هذه الطاقة ويستفزها، فعندما يعثر على فيلم مثل "البريء" أو "الحب فوق هضبة الهرم" أو "طائر على الطريق" أو "اضحك الصورة تطلع حلوة" تنشط خلايا الإبداع وتتلبسه الشخصية الدرامية التى يؤديها، ولهذا يعتبر اليوم أبرز نجوم السينما المصرية لما قدمه من أفلام متميزة. مجلة العربي المصرية بتاريخ 15 فبراير 2004 |
رئيس جمهورية التمثيل: أحمد زكي الذي كسر كل القواعد عبد الوهاب داود |
عزمي والباز وهيكل وسفير الصين يزورون أحمد زكي 3 مارس 2004 الفنان أحمد زكي قال أنه سيبدأ السبت المقبل في الجرعة الثالثة من العلاج الكيميائي الذي يخضع له منذ عودته من باريس. وزاره أمس في مستشفي دار الفؤاد د.زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية ود.أسامة الباز المستشار السياسي لرئيس الجمهورية والكاتب الكبير محمد حسنين هيكل. كما قد زاره أمس الأول ووسيكا سفير الصين بالقاهرة وقرينته وأبلغه تحيات واهتمام الرئيس الصيني بحالته الصحية وسلم له خلال الزيارة التي حضرها د.شريف عبد الفتاح نائب المدير الطبي علاجا صينيا( أعشاب) تساعد علي تقوية المناعة وهو علاج مساعد وتكميلي للعلاج الكيميائي. واعتذر أحمد زكي بشكل نهائي عن القيام ببطولة فيلم( رسائل بحر) للمخرج داود عبد السيد.
|