عندما يموت الامبراطور الذي حكم دولة الفن بعبقرية وأدارها بموهبة فذة، يصاب الشعب كله بالهلع لا لأن الامبراطور مات·· فالموت حق لكن لأن هذا الامبراطور ليس له ولي عهد يملأ فراغه على العرش الواسع·· ليس له بديل يحكم دولة الفن بنفس العبقرية وذات الأداء والموهبة·· فالامبراطور أحمد زكي لا يتكرر وليس له في مملكة الفن ولي عهد·· وتلك هي فاجعة رحيله الحقيقية·· إنه شهاب برق ولمع قليلا ثم انطفأ·· ولأن ضوءه كان باهرا فإن الظلام بعده انطفائه صار دامسا·· انه اليتيم الذي نشأ وحيدا·· لكنه بالموهبة والاصرار صار دنيا بأكملها·· وعندما رحل اصاب مملكة الفن في مقتل وصارت بعد يتيمة·· فقد كان الراعي لكل النساء والرجال في دولة الفن وكان ''البيه البواب'' الذي بيده مفتاح بوابة الفن·· كنا نبكي بإشارة من أصبعه·· ونضحك بنظرة من عينيه·· وفي كل الاحوال سواء بكينا أو ضحكنا كانت الصورة تطلع حلوة·· كان الرجل المهم الذي حلمت كل فتاة بأن تكون زوجته·· كان عميدا للأدب والفن عندما بدأ رحلة الانطلاق مع أيام طه حسين·· كان النمر الأسود الذي حطم القفص الحديدي الخانق وانطلق يفترس كل العقبات والعراقيل والحواجز·· وكان زعيما لا يشق له غبار مع ناصر 65 ومع أيام السادات· ياله من كف غريب عندما يمد لك النجم الاسمر احمد زكي يده لتقرأ له هذا الكف·· لن تستطيع مقاومة الدموع وانت تتابع خط العمر·· فتراه قصيرا في عدد السنين اذ لم يمتد سوى ستة وخمسين عاما أو أقل بثمانية شهور·· لكنه عمر مديد·· بحجم النجاحات والانجازات·· وبحجم المرارات والآلام والنكبات والمعاناة والدموع·· ياله من كف غريب وانت تطالع الخطوط فيسيطر عليك احساس بانك تقرأ كف عندليب الغناء العربي عبدالحليم حافظ·· وتزول دهشتك حين تدرك السر الكامن وراء اصرار أحمد زكي على أن يكون آخر مشواره مع الدنيا والفن فيلما عن عبدالحليم حافظ·· وهو فيلم ''حليم'' الذي خطف الموت أحمد زكي قبل أن يكمل المشاهد القليلة المتبقية منه·· ولعل مشهد النهاية في الفيلم سيكون لجنازتي عبدالحليم وأحمد زكي·هل يمكن أن يكون التشابه بين كفين الى حد التطابق؟ لقد كان ميلاد أحمد زكي وعبدالحليم في نفس الشهر·· وبينهما عشرون عاما·· فقد ولد حليم في نوفمبر عام 9291 وولد أحمد زكي في الثامن عشر من نوفمبر عام 9491· خط العمر ونمضي مع هذا التطابق العجيب فقد كان خط العمر في كف العندليب يمتد ثمانية وأربعين عاما حيث مات حليم عام ·7791 بينما امتد خط العمر عند النجم الأسمر ستة وخمسين عاما الا شهورا··وياله من عمر حافل بالعبقرية والموهبة والتألق لدى النجمين·· ويالها من نهاية درامية كان الموعد معها لدى النجمين هو شهر مارس·· بل بالتحديد نهاية مارس·· فقد مات العندليب والامبراطور في ربيع العمر·· وفي شهر الربيع ايضا·· وكانت الرحلة واحدة ايضا·· بدأها النجمان من الزقازيق بمحافظة الشرقية·· ثم قطعا نفس رحلة العلاج في أوروبا·· حيث كان حليم يعالج في لندن·· بينما عُولج أحمد زكي في باريس·· وكان الكبد هو العضو الذي أعلن الموت فيه وجوده لدى النجمين·· ولعلها نفس الترعة في الزقازيق التي سبح فيها حليم وأحمد زكي ليصابا من خلالها بالبلهارسيا وكانت البلهارسيا هي بداية خط النهاية·ونفس التفاصيل·· نفس الحكايات·· نفس المعاناة·· والكل يعرف حكاية عبدالحليم·· والذين لا يعرفونها عليهم ان يقرأوا حكاية أحمد زكي· بداية ونهاية اسمه احمد زكي عبدالرحمن بدوي· حياته كانت مدهشة مثل موهبته وموته مخيفة مثل اعماقه، ودافئة مثل مشاعره، ومجنونة مثل تصرفاته وجريئة مثل افكاره، وعنيفه مثل احزانه·· فقد عاش عمره متمردا على حياته واحلامه وحيرته وعذابه - وحتى- على صداقاته·· عاش وحيدا ومن خلال هذه الوحدة سافر بخياله لحياة يريدها وامرأة يتمناها، وعلاقة تطمئنه وتقدير يرضيه· نظراته ترفض السكوت وصمته مشحون بالتأمل ومزاجه ليس له توقيت وبساطته تسكن ملامحه واعصابه تستقر فوق جلده وتوتره هواء يتنفسه وعقله لا يحصل على اجازة ودموعه لا تكف عن السقوط في قلبه· وكان يعيش دائما داخل منطقة الغام·· ولم تكن هناك لافتة تحذر من يقترب منها·· فالانفجار - قطعا - سيكون من نصيب اي محاولة للاقتراب من دنيا احمد زكي التي حرمته الحب وأعطته الموهبة وقدمت له النجاح وسرقت منه الاستقرار وخصمت منه السعادة ومنحته النجومية واعطته المتعة وسلبته الاحساس بها· لقد بدأ احمد زكي مشواره من تحت الصفر وصعد فوق القمة· بدأ بحقيبة تضم بيجامة وشبشبا وحلما صغيرا في ان يكون شيئا له قيمة· ومنذ اللحظة التي ترك فيها مدينة الزقازيق - حيث ولد وتربى وعاش - قرر في اعماقه ان يتحدى ايامه وظروفه وخوفه واحساسه باليتم واحلامه ايضا· وقبل كلمة النهاية على الفيلم الحزين قال أحمد زكي اجمل وأروع كلام عن محنة مرضه عندما عاد من رحلة العلاج الأولى في باريس·· وبمنتهى التلقائية والصدق قال: مرضي مجرد حالة فنية·· انه دور ألعبه رغم أنه دور سخيف·· فقد اعتدت ان اختار أدواري·· لكن الدور هذه المرة فُرض عليّ ويجب أن أؤديه الى النهاية·· ورغم أنه دور سيء لكني اكتشفت من خلاله حب الناس لي وتفاعلهم مع ادائي وبكاءهم من أجلي· بيوت كثيرة عندما توفي والد أحمد زكي ومازال النجم جنينا في بطن أمه·· ظهر النجم الأسمر في الدنيا بلا أب·· وسرعان ما أصبح بلا أم ايضا·· فقد تزوجت أمه رجلا آخر وكان عمر احمد زكي وقتها عامين·· وقد روى النجم الراحل تفاصيل تلك المرحلة الصعبة قائلا: في البداية عشت مع جدتي لأمي وعندما ماتت عشت في بيوت كثيرة لاقاربي·· مثل خالي وخالتي وعمتي·· وكنت غريبا بينهم·· وكل منهم مشغول بأبنائه·· وكانوا يوصون بعضهم بي: لا تحاولوا اغضاب أحمد لأنه يتيم·· وعندما انجح في المدرسة يقولون لي: مبروك·· واذا رسبت يقولون لي: ولا يهمك·· وفي كل الأحوال ابناؤهم أهم·· نجاحهم يعني البهجة والسرور ورسوبهم يعني الحزن والكآبة·· أما أنا فالمشاعر نحوي محايدة بلا لون ولا طعم ولا رائحة·· وهذه المشاعر كانت تعذبني·· وعندما كنت اشعر بآلام حادة في معدتي اسمع من يقول لي ببرود: سلامتك·· وكنت اعلم ان سلامتي لا تعنيهم في شيء·· لذلك اعتدت ان اكتم آلامي مهما كانت مبرحة·· ولم أعد أنتمي الى مكان أو بيت وكان ارتباطي الوحيد بمدرستي وزملائي·· حتى عندما حصلت على الاعدادية بمجموع يؤهلني للالتحاق بالثانوية العامة فضلت ان التحق بالمدرسة الثانوية الصناعية لأن اقرب اصدقائي التحقوا بها·· وكنت ازور أمي في فترات متقطعة·· لكن تلك الزيارات انقطعت·· فقد كان يؤلمني ان اطرق الباب ويفتح لي رجل غريب هو زوج أمي·· وبعد أن كبرت وأدركت الأمور التمست العذر لأمي·· فهي فلاحة بسيطة وكانت ظروفها صعبة وكان لابد ان تتزوج وترتبط برجل·· يحميها· المشي على الاشواك بعد الثانوية الصناعية لملم الطالب احمد زكي اوراقه وتوجه الى القاهرة حيث معهد الفنون المسرحية وكان السؤال الذي يلح عليه طوال الطريق ·· هل سأنجح في اختبارات المعهد وانا الفتى الاسمر صاحب الشعر ''الاكرت''؟ والاجابة كانت سريعة·· لن أنجح!! ثم يأتي سؤال·· ولماذا لا أنجح؟ هل الممثل لابد ان يكون وسيما وشعره منسابا؟ ويجيب هو·· نعم، لكنها محاولة وامام لجنة الاختبار في معهد الفنون المسرحية وقف الفتى الاسمر متسمرا لا ينطق بحرف واحد ولم يستمع الى نداء اللجنة التي تشكلت من د· فوزي فهمي عميد المعهد في ذلك الوقت والمخرج جلال الشرقاوي والفنان سعد اردش، ماذا يقول الفتى وهو على يقين من أنه راسب لا محالة؟ وأفاق من شروده على صوت المخرج جلال الشرقاوي يناديه باسمه ويطلب منه ان يمثل، وبدأ يقدم مشاهد من مسرحية ''عُطيل'' ذلك الفتى الاسود الذي شك في سلوك زوجته ''ديدمونة'' فقتلها وهي التي أحبته وأخلصت له، وكأن احمد اراد ان يقول للجنة الاختبار انظروا اليّ من الداخل ولا تبالوا بلون بشرتي وانظروا الى ''ديدمونة'' جميلة الجميلات التي كانت ترد على من يعيرها بالزواج من ''عُطيل'' الاسود: ان في عقله الراجح نورا ينعكس على وجهه فيكون اكثر جاذبية واثارة·· ومن عُطيل انطلق الفتى الاسمر الى ''ماكبث'' ثم مسرحيات موليير ولزمت لجنة الاختبار الصمت ولم تطلب منه شيئا آخر وانصرف الفتى وهو على يقين من انه راسب لا محالة لأنه اسمر ولا تتوفر فيه مواصفات الممثل النجم ورغم اجادته وانبهار اللجنة به ودع المعهد وبعد أيام فوجيء احمد بنجاحه والتحق بالمعهد عام 0791 ولم يجد ما ينفقه على طعامه ولا الملابس المناسبة التي تضعه في مصاف زملائه لكنه كان على يقين من أنه يمتلك موهبة تفوق مواهب كل من حوله وكافح طوال فترة دراسته وكان يتردد على المسارح ربما يجد دورا صغيرا يفرغ من خلاله جزء من موهبته ويتقاضى أجرا ينفق منه على نفسه وظل وحيدا بين جدران غرفته اعلى السطوح يقرأ في أمهات الكتب وينفعل بالاحداث السياسية ويعاني نظرات كبار الفنانين له إذ كيف يمثل هذا الفتى الاسمر؟ واذا مثل فسيكون صاحب الادوار الثانوية·· وبينما كان يدرس في المعهد جاءته أول فرصة اعتبرها إنجازا كبيرا وهي مسرحية ''هالو شلبي'' دور يفجر من خلاله بعض طاقته التمثيلية وفي هذه المسرحية ظهرت براعة احمد زكي في تقليده لكبار النجوم وانتزع تصفيق الجمهور ورغم النجاح الذي حققه في هذا الدور الصغير فقد كان يعاني لأنه كان يشعر بانه وحيد رغم كثرة المحيطين به فقد كانت نظرات من حوله اليه قاسية وكانوا يعتبرونه دخيلا على الفن وغير مرغوب فيه· ويقول: كنت مقبولا في اطار لا يريد الاخرون لي الخروج منه لكن هذا الإطار رغم قسوته كان اقل قوة من الموهبة والاصرار والايمان العميق بالسير على الطريق الصحيح فأنا احب التمثيل وهذا هو الجوهر والاساس وحتى لو قدمت ادوارا ثانية أو ثالثة أو رابعة·· فالمهم ان يقول الدور شيئا بلغة احمد زكي ومفرداته· وبعد ''هالو شلبي'' شارك احمد زكي في مسرحية ''مدرسة المشاغبين'' التي يراها ظاهرة اجتماعية اكثر منها عملا مسرحيا، ويراها حتى لو اختلف حولها الناس مدرسة خرجت العديد من النجوم الذين لمعوا فيما بعد بفضل المسرحية وآخرون لمعوا رغم انف المسرحية· ولان الفتى الاسمر كان عليه ان يواصل المشوار تعامل مع شخصية ''احمد'' التي جسدها في المسرحية على انها الشخصية الوحيدة التي تحمل بعدا فنيا وهي في حاجة الى تمثيل حقيقي عكس باقي الادوار التي كانت مهمتها الاضحاك فقط· ويقول احمد زكي: لم يكن مسموحا لي بأن اخرج على النص في ''مدرسة المشاغبين'' لكن الباقين كان مسموحا لهم واتذكر جملة كنت اقولها في احد المشاهد امام سهير البابلي هي ''أنا سئمت يا أبلة'' ثم ادخل الكواليس وانا استمع لتصفيق الجمهور واسأل نفسي من الذي سئم احمد الشاعر المراهق في المسرحية أم احمد زكي الانسان؟ فرحة لم تتم بعد ''مدرسة المشاغبين'' بدأ أحمد زكي ينتقل من دور ثانوي الى اخر في المسلسلات والمسرحيات الى ان جاءته أول فرصة حقيقية في السينما، لقد رآه المخرج علي بدرخان في ''مدرسة المشاغبين'' واقنع ممدوح الليثي مؤلف فيلم ''الكرنك'' بضرورة اسناد دور البطولة لأحمد زكي امام سعاد حسني في الفيلم لانه وجه جديد والدور في حاجة إليه وامام مسكنه المتواضع لمح احمد زكي العائد من المسرح في وقت متأخر ورقة صغيرة مكتوبا عليها: عليك ان تتوجه الى مكتب ممدوح الليثي في العاشرة صباحا، وذهب الفتى ليوقع اول عقد بطولة مقابل مئتي جنيه، ولم يصدق نفسه ووقع العقد دون ان يقرأ الدور أو يعرف المخرج أو المنتج والبطلة، لكن الفرحة لم تستمر يوما واحدا فقد رفض منتج الفيلم ان يكون احمد زكي البطل امام سعاد حسني لان بشرته سمراء والسوق لها مواصفات واسند الدور الى الفنان نور الشريف اما احمد زكي فكان نصيبه دورا ثانويا ولعل هذه الواقعة الهبت فيه الحماس ولم تقصم ظهره واصر على ان يغير مواصفات النجم السينمائي ولو بعد حين، ونجح الشاب الاسمر في ذلك خاصة بعد أن اختاره المخرج يحيى العلمي ليجسد شخصية عميد الادب العربي طه حسين في مسلسل ''الايام'' وتوالت الاعمال بعد ذلك ليكون احمد زكي هو النجم الوحيد الذي ضرب بتقاليد السوق السينمائية عرض الحائط، واصبح الورقة الرابحة لدى المنتجين· وبعد مسلسل ''الايام'' انطلق احمد زكي ليترك بصمات في كل الافلام التي شارك فيها خلال سبعينيات القرن الماضي ومنها ''بدور وصانع النجوم والعمر لحظة ووراء الشمس وشفيقة ومتولي واسكندرية ليه والباطنية وعيون لا تنام'' ثم انطلق في مرحلة اخرى ليكون النجم الاوحد في كل افلامه السينمائية· ورغم روائعه السينمائية إلا ان مشهد فيلم ''الكرنك'' ظل عالقا في عقل ونفس احمد زكي وها هو الشاب الاسمر الذي لا تتوفر فيه مواصفات ''جان'' السينما يغير مقاييس الجان، وها هو ممدوح الليثي الذي اتى به الى مكتبه بورقة صغيرة وضعها امام بيته المتواضع يفرض حظر التجوال في طرقات ماسبيرو المؤدية الى مكتبه لان احمد زكي اخبره بأنه آت اليه، ويخرج ممدوح امام مكتبه عندما تخبره السكرتيرة احمد زكي وصل· ويطلب الليثي من احمد زكي تحديد اجره بنفسه ويقدم اليه العقد فيمسك احمد زكي بتليفون ليتصل بمحاميه حتى يعرف مدى قانونية العقد قبل التوقيع عليه ويوقع احمد زكي بعد تغييره لبعض البنود على بطولة فيلم ''ناصر 65'' وعندما يسأله البعض: هل نسيت واقعة فيلم ''الكرنك'' ومعاملة ممدوح الليثي لك؟ يقول: لا أكن ضغينة ولا مكان للكراهية في قلبي· اما فيلم ''ناصر 65'' فكان الحلم الذي طالما داعب خيال احمد زكي المحب لجمال عبدالناصر، ويذكر احمد زكي انه كاد يفقد حياته عندما تسلل إلى موكب لعبدالناصر واراد ان يلمس يده· كان احمد زكي يشعر بأنه ينتمي الى نفس الطبقة التي ينتمي اليها عبدالناصر، ذلك الشاب الفقير الذي جاء من القرية يحمل آمالا وطموحات كثيرة لكن مقوماته التي لا تتناسب ومقومات غيره في ذلك الوقت كانت تحول دون تحقيق طموحاته وظل جمال يكافح ويثابر كما يقول احمد زكي حتى وصل الى القمة وقاد شعبا بأكمله، ولان جمال عبدالناصر كان نصير البسطاء زاد حب احمد زكي له لانه هو الاخر خصص مرحلة من حياته لنفس الطبقة حيث قدم عددا من الافلام التي التقى فيها بالمخرج الراحل عاطف الطيب الذي ينتمي بدوره الى نفس الطبقة ووسعت هذه الافلام من قاعدة احمد زكي الجماهيرية حيث قدم افلام ''الحب فوق هضبة الهرم'' و''البريء'' و''الهروب'' و''ضد الحكومة'' وبعد هذه المرحلة اتجه احمد زكي الى لون سينمائي مختلف في ''احلام هند وكاميليا'' و''امرأة واحدة لا تكفي'' و''المخطوفة'' و''الراعي والنساء''· وفي المرحلة الاخيرة اتجه الى تجسيد شخصيات الزعماء· اما الاعمال التي كان احمد زكي ينوي تقديمها قبل الرحيل فهي ''حليم'' وسعد زغلول والضربة الجوية· الإتحاد الإماراتية بتاريخ 28 مارس 2005 |
القاهرة - جميل حسن |
علامات مضيئة قدم احمد زكي طوال مشواره الفني 25 فيلما هي ''الكرنك'' و''بدور'' و''ابناء الصمت'' و''صانع النجوم'' و''العمر لحظة'' و''وراء الشمس'' و''شفيقة ومتولي'' و''اسكندرية ليه'' و''الباطنية'' و''عيون لا تنام'' و''موعد على العشاء'' و''طائر على الطريق'' و''العوامة'' و''الاقدار الدامية'' و''درب الهوى'' و''الاحتياط واجب'' و''المدمن'' و''الليلة الموعودة'' و''الراقصة والطبال'' و''التخشيبة'' و''النمر الاسود'' و''البرنس'' و''سعد اليتيم'' و''شادر السمك'' و''الحب فوق هضبة الهرم'' و''البريء'' و''اربعة في مهمة رسمية'' و''البيه البواب'' و''زوجة رجل مهم'' و''احلام هند وكاميليا'' و''الدرجة الثالثة'' و''ولاد الاية'' و''امرأة واحدة لا تكفي'' و''البيضة والحجر'' و''كابوريا'' و''الامبراطور'' و''المخطوفة'' و''الراعي والنساء'' و''ضد الحكومة'' و''مستر كاراتيه'' و''الباشا'' و''سواق الهانم'' و''الرجل الثالث'' و''استاكوزا'' و''ابوالدهب'' و''نزوة'' و''ناصر 65'' و''حسن اللول'' و''ارض الخوف'' و''ايام السادات'' و''معالي الوزير''· أعمال مسرحية وتليفزيونية قدم أحمد زكي عددا محدودا من المسرحيات، فبعد مسرحية ''هالو شلبي'' التي شارك فيها عندما كان طالبا في معهد الفنون المسرحية شارك في ''مدرسة المشاغبين'' و''العيال كبرت'' و''أولادنا في لندن'' وكانت اعماله التليفزيونية قليلة ايضا حيث قدم اول بطولة تليفزيونية له من خلال مسلسل ''الايام'' الذي جسد فيه شخصية عميد الادب العربي طه حسين ثم مسلسل ''هو وهي'' مع الراحلة سعاد حسني وله مسلسلان لم يعرضهما التليفزيون المصري حتى الان هما ''انهار الملح'' مع سميحة ايوب واخراج علوية زكي و''الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين'' مع شكري سرحان وجميل راتب واخراج ناجي انجلو، كما قدم للتليفزيون ايضا فيلمي ''انا لا اكذب ولكني اتجمل'' و''اضحك الصورة تطلع حلوه''· كلمات على الطريق كان النجم الراحل يروي قصته في كل مرة وكأنه يعيش كل الوقائع الان حيث يبدو عليه التأثر ويفشل في كبح دموعه وكانت له كلمات على الطريق تشبه الاقوال المأثورة: · عندما جئت الى القاهرة اول مرة رأيت الكذب في الوجوه والغش في القلوب والخداع في المشاعر·· وعانيت البهدلة والويل·· لكني حافظت على حلمي من البهدلة والضياع· · الموهبة مثل بئر البترول لا يستطيع أحد أن يمنع تفجره·· ولكنها تحتاج الى من يحميها·· والفقير ليس الذي لايملك الفلوس·· فهناك من يملكون الملايين لكنهم فقراء انسانيا واجتماعيا·· وهناك من لا يملكون المال لكنهم أغنياء بعزة النفس والكرامة· · حياتي كلها قلق·· وكلمة حلوة عابرة تريحني·· وكلمة سيئة عابرة تعذبني ولا أستطيع ان اكره لأنني لو كرهت فلن أرتاح ولن أنام· · ابني هيثم من الراحلة هالة فؤاد هو العلاقة الصادقة والجميلة الوحيدة في حياتي·· وعندما انفصلت عن امه تركته لها حتى ماتت لأنني حُرمت حنان الام ولم أشأ ان تتكرر مأساتي مع هيثم·· الذي يعيش عصرا مختلفا واحيانا اعتبره استاذي واتعلم منه اشياء كثيرة· · الراحل صلاح جاهين كان أهم انسان في حياتي وكان ابي وصديقي واستاذي وهو الوحيد الذي ربت على كتفي وكان دائم السؤال عني وعن الجميع رغم ان احدا لم يكن يسأل عنه ويربت على كتفه·· وقد مات صلاح جاهين حبا للوطن· امتلأ قلبه بالحب فلم يحتمل ومات·· أراد السعادة للجميع واحتفظ لنفسه بالدموع· · بعد وفاة أم ابني الفنانة الراحلة هالة فؤاد سمعت الخبر وأنا أصور أحد المشاهد فسقطت مغشيا علي ونقلوني الى المنزل منهارا وطلبت ممن معي ألا يخبروا أحدا بما حدث لي لأن هالة عندما توفيت كانت زوجة رجل آخر· · هناك رباعية لصلاح جاهين أرى فيها ملامحي ونفسي يقول فيها: مهبوش بخربوش الألم والضياع قلبي·· ومنزوع من الضلوع انتزاع يامرايتي ياللي بترسمي·· ضحكتي يا هل ترى ده وشي ولا قناع·
|