تساءل السيناريست والكاتب محمود الطوخي اين كتاب سيناريو
السينما؟ الكل توقف من الكتابة فالراحل شيخ كتاب السيناريو عبدالحي أديب
قبل وفاته زهق وان آخر أفلامه الذي يصور حاليا "البيبي دول" الذي ينتجه
أولاده عرفانا بجميله وبكونه من أعظم كتاب السيناريو في السينما المصرية
سيجد النور من خلالهم وان عددا كبيرا من كتاب السيناريو توقف ومنهم محمود
أبوزيد وأحمد صالح ورءوف توفيق وغيرهم بسبب احوال السينما التي اصبحت تعتمد
اعتمادا كبيرا علي انتاج افلام جمهورها زائف يسعي وراءها وهو غير فاكر لها
لان الواقع ان ازمة الشقق المفروشة جعلته يسعي وراء البحث عن ساعتين ضلمة
ورغم هذا اننا نجد الامل من خلال السيناريست ناصر عبدالرحمن وافلامه "هي
فوضي" اخراج يوسف شاهين وحين ميسرة اخراج خالد يوسف وأن السينما المصرية لو
كان هذا هو الطريق الذي ستسير فيه يجعلني أعيد النظر في الكتابة لها. ويضيف
الطوخي: قدمت للسينما فيلم "الاوباش" الذي اصبح بعد عشرين عاما مسلسل "قضية
رأي عام" ونحن ككتاب سيناريو كان لنا السبق في التحدث عن الحاضر وهذا ما
اكده الكثير من الاعمال السينمائية التي كتبها كتاب السيناريو العظام
والامر يتم اعادته سواء في صورة فيلم سينمائي أو مسلسل.
وأنا لي أربعة افلام في جهاز السينما منها فيلم منذ عام 98 وهو
"ابن شوارع" وتدور أحداثه حول قضية التوربيني قبل ما تعرف التوربيني
واحداثه تمت كتابتها عن خلال حادثة حقيقية من "أمن الدولة" حيث استغل
الارهاب طفلا يتم تدريبه ليصبح ارهابيا وهو في سن العاشرة من عمره حيث ان
هذا الطفل يستطيع ان يتسلل ويضع قنبلة في أحد الاماكن الهامة بالإضافة إلي
التعرض الي السلبيات التي يعاني منها أولاد الشوارع وحياتهم وهذا من اكثر
من تسع سنوات والآن نجد أن الكثير من افلام السينما تدور حول هذا الموضوع.
وإن كتاب السينما من جيلي كان يهمهم مشاكل الناس وقضاياهم.
أما الآن ما نراه بلف عبيط فمثلا افلام الحركة والاكشن التي
نراها ما هي الا نسخة بالكربون من بعضها نفس الحارات بمدينة الانتاج
الاعلامي كما أن المتخصصين في عمل هذه المشاهد هم نفس المجموعة التي تقوم
بعملها في كل الافلام المصرية ولهذا تجدها متشابهة وهذه المشاهد هي اساس
الفيلم ويتم بناء الحدوتة عليه.. فكل السيارات التي تنقلب والحوادث التي
نراها ليس بها جديد.
ويؤكد محمود الطوخي علي ان الانتاج هو سبب ما نحن فيه فمنذ ان
تخلت الدولة عن الانتاج السينمائي واصبح الشباك والتشويق هما اللذين يفرضان
نفسيهما علي السينما المصرية.
الجمهورية المصرية في 30
يناير 2008
|