* هالني أن يقوم مهرجان سينمائي عن الأفلام الرومانسية وأفلام
الحب في بلجيكا.. وبدلا من أن يحتفل المهرجان الأوروبي بشكسبير مثلا
ومسرحيته الخالدة "روميو وجوليت" التي ألهمت السينمائيين في كل أنحاء
العالم. أو برواد التشكيليين أمثال: ليوناردو دافنشي وتحفته الغامضة "الموناليزا"
أو جوبا الأسباني أو رينولدز الإنجليزي ومنافسة موريللو في رسم ملائكية
الأطفال أو فان جوخ أشهر من رسم الزهور أو بوشيه أو مانيه أو رينو.. أو حتي
بكلاسيكيات السينما الرومانسية بتقديم "ذهب مع الريح" أو "كازابلانكا" أو
"صوت الموسيقي" أو "أضواء المدينة" أو "سيدتي الجميلة" أو "سابرينا".. راح
المهرجان الذي يقام في قلب أوروبا فجأة بالاحتفال بتأسيس دولة إسرائيل وفي
عيد الحب!! وإعلان تعاطف المهرجان "السينمائي" مع قتلة الأطفال والنساء
وتجويع شعب بأكمله وحصاره في علبة سردين أو إطلاقه علي جيرانه.. وكأنهم
يردون علي "أبوتريكة" في تعاطفه مع المظلومين والمقهورين!!
* في نفس الوقت تطلق الدانمارك قنبلتها الخايبة بإعادة نشر
الرسوم المسيئة للرسول مرة أخري.. بل وإقامة جناح لها في متحفها القومي
باعتبارها كانت مؤثرة علي مليار ونصف المليار من البشر. ويقولون سنتابع
تأثير ذلك علي سفاراتنا!!
* ما هذا الغيظ القارح.. وهذا الأسلوب المنحط في التعامل مع
البشرية في القرن الواحد والعشرين.. ومنذ متي والفنون سلاحا قذرا لغيظ
البشر.. بدلا من الارتقاء به والسعي نحو حياة أفضل من التسامح والإنسانية؟!
* ماذا حدث لأوروبا رائدة التنوير في العالم الحديث.. وماذا لو
تم إحياء روادها العظام في الفنون. ورأوها وهي تتخلي عن ثقافتها لتلعق
أحذية الهمج الذين أطلوا علينا من قرون االظلام والجاهلية وهم يمارسون
القتل العشوائي كل يوم. والاغتيالات التي تتسم بالغدر والخسة. ولا تستطيع
أن تشير إلي ذلك خوفا ورعبا من السفاحين الطغاة.. كيف تحول أحفاد شكسبير
ودافنشي ونيتشه وبريخت إلي عبيد للبطش والجبروت وخدام للفحش والطغيان؟!
* إن النفس البشرية غالية ولا يوجد أثمن منها علي وجه الأرض
هكذا خلقها الله. وقتلها وشرب دماءها يعيدنا إلي عصور التخلف والهمجية مهما
كانت الأسباب والمبررات.. وشتم وسب وإهانة الديانات والأنبياء لهو الانحطاط
بعينه لأنه ضد حرية العقيدة وحرية الاختيار.. وأوروبا بالذات كان تقدمها
قائما علي هذه الحريات.. فكيف تحولت رائدة الثقافة والفنون إلي التعصب
والعنصرية؟!
* إن هذا الانبطاح الغريب لغريزة القتل وشرب دماء البشر وسلخ
وحرق لحمه وكأنه شيش كباب. ومن عواصم الفكر والثقافة والتنوير لهو قمة
الشذوذ والتخلف الفكري والنفسي.. ويبدو أنهم مازالوا رغم تقدمهم يحتاجون
إلي دروس في الرحمة والإنسانية والحقوق والواجبات. وحتي تعليمات دينية من
نوعية: لاتقتل.. لا تسرق.. لاتزني.. الخ!
* يبدو أن "الشرق" الذي يلطشونة كل حين مكتوب عليه عبء التنوير
مرة أخري.. مثلما حدث في الماضي بتحمل عبء نزول الديانات وانطلاق أنبياؤه
لهداية العالم.. ثم بأهدائه علماء ومفكرين ومبدعين من أمثال: ابن الهيثم
وابن رشد والإدريسي وابن بطوطة وابن حيان وابن خلكان والخوارزمي والخيام
والقائمة طويلة لرواد التحضر والرقي وعلو شأن الإنسان والإنسانية!
* واضح أنه بغياب الثقافة والفنون وغياب الوجدانيات
والروحانيات.. يتحول العالم إلي فوضي لامثيل لها.. أرجعوا الاحترام لمشاعل
الحضارة والمدنية.. وعلي العرب أن يقوموا بدورهم القدري.. ويفوتوا عليهم
فرصة إعلاء قيم السفالة والفجر والانحطاط.. اعقلوا بقي!!
Salaheldin-g@Hotmail.com
الجمهورية المصرية في 21
فبراير 2008
صلاح
السعدني .. لــ "الأسبوعي" :
أنا عضو مجلس قيادة الثورة .. ومن الضباط الأحرار
ابني
"أحمد" يرفض العمل معي .. وأحفادي كل حياتي
يستكمل الفنان الكبير صلاح السعدني سلسلة الأعمال الدرامية
التي بدأها مع المخرج اسماعيل عبدالحافظ منذ 42 سنة حيث يلعب بطولة المسلسل
الجديد "عدي النهار" والذي يعتبر التعاون الخامس مع المؤلف محمد صفاء عامر
الذي يتجه تفكيره إلي تنفيذ المسلسل من خلال ثلاثة أجزاء الأول من الفترة
بين 1966 إلي مابعد النكسة ثم يبدأ الجزء الثاني مع تولي الرئيس السادات.
السعدني فتح قلبه لــ "الأسبوعي" قال إن الجزء الأول يمر
بمرحلة دقيقة من تاريخ مصر وألعب فيه شخصية ضابط من الأحرار وأحد قيادات
ثورة يوليو ولكنه من الصف الثاني بعيداً عن كبار قياداتها مثل جمال
عبدالناصر وعامر وصلاح سالم ولكنها شخصية مهمة لعبت دوراً هائلاً في
الأحداث أثناء تولي الثورة للحكم وتقعپمفاجآت كثيرة ستغير العديد من
المعلومات لدي البعض.
من مسلسله السابق "نقطة نظام" وماواجهه من انتقادات قال
السعدني إنني عملت هذا المسلسل بحرارة وحماس يوازي حجم الجريمة التي
ارتكبها الصهاينة بعد حرب 67 وقتلهم للجنود المصريين العزل من السلاح..
وإذا كان الإسرائيليون عرضوا فيلم "روح شاكيد" علي شاشاتهم.. فهل أنا
المصري يمكنني أن اتقاعس عن هذا العمل لأعرض تلك الجريمة علي العالم؟! وقد
بذلنا الجهد وتحمس المنتج وتولي المخرج العمل ومسئوليته أن يبدع.. لكن إذا
كان هناك نقد للمسلسل لوجود خطأ فليوضحه لنا من اكتشف ذلك الخطأ. وأنا
يشرفني أن اتصدي لتمثيل هذا المسلسل.
عن المسرح أكد السعدني أنه يشتاق للعودة إلي خشبته مرة أخري
وهناك بالفعل محادثات مع المخرج الكبير جلال الشرقاوي لتنفيذ مسرحية "تاجر
البندقية" ولكن الفترة الماضية كانت حالتي النفسية في غاية السوء إما لوفاة
أحد المقربين أو الأصدقاء أو مرض شخص عزيز علي قلبي أو لسماع أخبار حزينة.
حول اشتراكه مع ابنه "أحمد" في عمل قادم قال إن "أحمد" يرفض
واتخذ قراراً منذ أن كان طالباً في الصف الثالث بمعهد الفنون المسرحية بأن
يعتمد علي نفسه وليس علي اسم والده وعمل معي في "رجل في زمن العولمة"
كتقديم له فقط وقال لي انه لن يعمل معي إلا عندما أصبح عجوزاً وهو فنان
كبير وأعمل معه.. وهذا شيء يسعدني جداً.
عن برنامجه اليومي أوضح السعدني أنه إذا لم يكن مشغولاً بتصوير
أو قراءة عمل يتفرغ تماماً في المنزل بالشيخ زايد لأحفاده الثلاثة أدهم
وسيف ابني ابنته و"عبدالله" ابن أحمد حيث أقضي معهم معظم وقتي.
الجمهورية المصرية في 21
فبراير 2008
|