ضمن
منشورات المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت، ووزارة الثقافة والتراث
الوطني في مملكة البحرين، صدر مؤخراً كتاب جديد بعنوان: "محمد خان.. سينما
الشخصيات والتفاصيل الصغيرة"، من تأليف الناقد والكاتب والباحث في السينما
"حسن حداد".
ومن
الجدير بالذكر أن حسن حداد كاتب متخصص في النقد السينمائي، وهو من مواليد
مدينة المحرق بالبحرين عام 1958، وعضو في نادي البحرين للسينما ويشرف على
صفحتي "سينما" في مجلة "هنا البحرين".
وفي
هذا الكتاب الجديد "محمد خان.. سينما الشخصيات والتفاصيل الصغيرة". نجد
المؤلف يضيء لنا أبرز جوانب حياة المخرج السينمائي المعروف محمد خان، كما
يقف على أسلوبه ومضامينه وأفكاره في العمل السينمائي.
يقع
الكتاب في (150) صفحة، ويضم جملة من العناوين، مثل: ثقافة سينمائية غربية
وأفلام مصرية مغايرة، ومن لندن إلى القاهرة.. بيروت، كما نجد المؤلف يقوم
باستعراض كامل وموسع لمجمل أفلام "محمد خان"، بحيث يبدأ بذكر اسم الفيلم،
ثم ما تعلق به من ممثلين وموسيقى، وإنتاج ومونتاج، وما إلى ذلك.
ويضم
الكتاب ملحقاً بالصور، منها ما هي صور شخصية لمحمد خان، ومنها ما هي لقطات
لبعض أفلام محمد خان. ومن العناوين التي يبحث فيها هذا الكتاب: الصورة هي
الإصل، المتفرج وحرية الفنان، الكاميرا في الشارع، السينما لا تبحث في
الحلول.. وغير ذلك.
يبدأ
حسن حداد كتابه بالحديث عن أهمية الخيال، وفي ذلك يقول: الفنان عليه أن
يطلق العنان لخياله، ويحرر طاقاته الفنية الخلاقة من كل القيود، وذلك إذا
أراد استحداث وابتكار أشكال فنية جديدة.
ويخبرنا المؤلف أن محمد خان من مخرجي الثمانينيات والتسعينيات الذي تمردوا
على ما هو سائد، فهو يمثل تجربة سينمائية خاصة بالنسبة للسينما المصرية..
وهذا المخرج يفاجئنا دائماً، مع كل فيلم يقدمه، بطرح فكري وفني متميز،
ورؤية سينمائية ذات أسلوب خاص ومبتكر، لا علاقة لتلك الرؤية بالأسلوب
التقليدي الذي اعتاد عليه معظم المخرجين المصريين.
محمد
خان ـ كما يقول المؤلف ـ هو أحد أبرز الذي أثروا في السينما المصرية في جهة
التجديد، فهو يعيش في بحث دائم عن إطار وشكل جديد لأفلامه، يميزها عن بقية
ما أنتجته وتنتجه السينما السائدة، فهو فنان يعشق السينما ويمارسها كما
يتنفس الهواء.
بعد
ذلك يخبرنا المؤلف بأن محمد خان ولد بالقاهرة عام 1942، ونشأ في منزل مجاور
لدار سينما، وكان حريصاً على جمع إعلانات الأفلام من الصحف، وشراء مجموعات
صور الأفلام. وعلى الرغم من ذلك لم يكن يحلم يوماً بأن يصبح مخرجاً
سينمائياً، فقد كانت الهندسة المعمارية هي حلم طفولته، وتحقيقاً لهذا الحلم
سافر في عام 1956 إلى إنجلترا لدراسة الهندسة، غير أن الصدفة جمعت له بشاب
سويسري يدرس السينما هناك.
وكانت
تلك اللحظة بمثابة لحظة الولادة لمخرج سيساهم في زيادة بريق السينما
العربية، فترك الهندسة والتحق بمعهد السينما في لندن.
ويوضح
لنا المؤلف بأن محمد خان عاش فترة طويلة في إنجلترا دامت سبع سنوات، حيث
أنهى دراسته في معهد السينما عام 1962، عاد بعدها إلى القاهرة، وعمل في
الشركة العامة للإنتاج السينمائي العربي.
يتمتع
محمد خان ـ برأي المؤلف ـ بأسلوب عمل مختلف، فهو صارم وشديد الحساسية في آن
واحد أثناء التصوير، فعلى الرغم من أنه يكتب قصص أفلامه، ويشارك في صياغة
السيناريو لها، فإنه يرفض الإستماع لآراء الآخرين أثناء التصوير، بل ويرفض
حضور أي شخص لعروض الفيلم أثناء العمل، كما أن له فلسفة ورأياً خاصاً
بالنسبة للسيناريو، فهو يرى بأن هناك مخرجاً منفذا للسيناريو، ومخرجاً
مؤلفاً أو خالقاً، له فكره الخاص، والنوع الثاني يتعامل مع كاتب السيناريو
كشخص مطلوب منه أن يحقق لهذا المخرج بعض أفكاره، إلى جانب أفكار الكاتب
نفسه. والاثنان يندمجان لتقديم العمل. وهو بالتالي يرى بأن السينما أساساً
هي سينما المخرج مائة بالمائة، حيث يُنسب الفيلم لمخرجه ويكون مسؤولاً عنه
مسؤولية كاملة.