بطاقة الفيلم
تمثيل: ألكسندر
أنتونوف + فلاديمر بارسكاي كومدر+ جريجوري اليكساندروف + ميخايل
غورونوروف + ليفتشينكو + ريبنيكوفا + ماروسوف
- إخراج: سيرجي
آيزينشتاين
ـ سيناريو: سيرجي
آيزينشتاين، نينا أجادزانوفا شوتكو ـ تصوير: إدوارد
تيسس، في. بوبوف ـ موسيقى: إدموند
ميسيل ـ مونتاج: سيرجي
آيزينشتاين ـ إنتاج: جاكوب
بليوخ ـ روسيا
مسكين هو المتفرج البحريني.. حين يعتقد أو يتوهم بأنه من
المتابعين الجيدين لما تنتجه السينما العالمية من أفلام، ومن
المطلعين على أهم النتاجات والتجارب السينمائية العالمية، وذلك
لأنه ـ أي المتفرج البحريني ـ معتمداً اعتمادا كليا على ما تجلبه
شركة البحرين للسينما ومحلات الفيديو التجارية، واعتماده هذا لا
يتيح له بالطبع إلا مشاهدة ما تنتجه استوديوهات هوليوود وفروعها
الأخرى في القاهرة وبومباي. ومن الطبيعي ألا نطالب هذا المتفرج أن
يكون لديه قدر كبير من التذوق الفني للفن السينمائي، وذلك لأنه
يجهل الكثير عن التجارب والتيارات العالمية السينمائية، هذا إضافة
إلى جهله لأسماء عمالقة المبدعين في عالم والسينما والاطلاع على
نتاجاتهم السينمائية.
كما أن هوليوود وبومباي والقاهرة قد عودت المتفرج البحريني على نمط
معين وأسلوب وحيد للإنتاج، ليس من السهل التخلص عن قيوده. لذلك
يمكن ملاحظة رد الفعل المتحفظ لهذا المتفرج منذ الوهلة الأولى
عندما تسنح له الفرصة للاطلاع على أساليب أخرى لمخرجين كبار أمثال
بيرغمان وفلليني وتاركوفسكي وغيرهم كثيرين. لذلك يمكن القول بأن من
حق المتفرج البحريني أن يتعرف من قريب على التجارب السينمائية
العالمية والتطورات الفنية المصاحبة لها. ويشاهد أفلام لا تنحصر
ضمن نتاج جنسيات محددة، بل تتجاوز هذا لكي تشمل كل بقاع العالم..
خلاصة القول هو أننا في البحرين لا نشاهد سينما.
ومناسبة هذا الحديث هو مشاهدتنا مؤخراً لفيلم يعد من أفضل ما
أنتجته السينما العالمية، ألا وهو فيلم (المدمرة
بوتيمكين)
للمخرج السوفييتي المبدع "سيرجي
آيزينشتاين".
فلم يحظ فيلم في تاريخ السينما بما حظي به هذا الفيلم من مجد. إنه
يتصدر على الدوام قائمة أفضل أفلام العالم، لدرجة حصوله على لقب
(فيلم كل الأزمنة وكل الشعوب). ففي عام 1958 اجتمع في بروكسل
ببلجيكا 118 ناقداً سينمائياً ينتمون إلى 26 بلداً، واختاروا
(المدمرة
بوتيمكين)
كأعظم فيلم في تاريخ السينما. كذلك في عام 1972 أجرت مجلة "سايت
أند ساوند) البريطانية استفتاء ضم نقاداً عالميين اختاروا نفس
الفيلم ضمن أعظم عشرة أفلام أخرجت حتى ذلك العام. وفي عام 1986
احتفلت الأوساط الفنية السوفييتية بالذكرى الستين على إنتاج هذا
الفيلم.
إنه حقاً.. فيلم سيظل خالداً كتحفة فنية عظيمة، حيث لا تزال
السبعين دقيقة من عمر السينما السوفييتية (مدة عرض الفيلم) لا تزال
أصدائها تتردد في أوساط كل المهتمين بالسينما الجادة، في الوقت
الذي لا تزال فيه الرسائل من المهتمين تصل إلى صناع السينما
بالاتحاد السوفييتي لتزودهم بنسخ من الفيلم.
إذن دعونا نتعرف على هذا الفيلم عن كثب.. تكونت فكرة الفيلم في عام
1925، عندما عرض على إيزنشتاين تصوير فيلم يحكي عن ثورة 1905،
احتفالا بالذكرى العشرين لها. وقد رأى هذا المخرج الفذ، أن يركز
على حادثة حقيقية معينة بإمكانها أن تعطي صورة واضحة لتلك الثورة
بدلاً من تناولها من جميع الجوانب، وكانت بحق رؤية فنية عظيمة
عندما اختار انتفاضة البحارة فوق المدمرة الحربية
بوتيمكين، مصوراً بعد ذلك
تعاطف أهالي الأوديسا ومشاركتهم الفعلية مع البحارة في تلك
الانتفاضة.
ولا تكمن أهمية هذا الفيلم في موضوعه الثوري فحسب، وإنما في ذلك
الكمال الفني والدرامي المبتكر، في ذلك المونتاج الدقيق والمحكم
والمثير للحماس، حيث يخلق علاقة حميمية بينه وبين المتفرج، في تلك
التراجيديا الجماهيرية التي تهيمن على مشهد المجزرة الجماعية على
سلالم الأوديسا، حيث الجنود القوزاق يطلقون النار دون تمييز على
الأهالي المحتشدين على السلالم، في تلك الوحدة الثورية بين الماء
واليابسة بين البحارة المتمردين والكادحين المتعاطفين، في تلك
التفاصيل الدقيقة المبتكرة حيث السياق البنائي والمونتاج المتنامي.
كل هذا وغيره قد جعل من فيلم (المدمرة بوتيمكين) نموذجاً للكمال
الفني الملحمي، وأثراً فنياً كلاسيكياً عظيماً في القرن العشرين.
إن فيلم (المدمرة بوتيمكين)
يعتبر بحق فريداً من نوعه من حيث المضمون والشكل، كما تكمن جوانب
الروعة فيه من تلك المشاهد واللقطات التي جاءت على درجة كبيرة من
التناسق والتجانس، لدرجة أن جميع المدارس الفنية المتخصصة بتدريس
الإخراج قد عمدت إلى تدريس هذا الفيلم والتركيز عليه نظراً
لأهميته.
المدرعة
بوتيمكين
(1925)
Battleship Potemkin
روسيا
-
75
دقيقة - تاريخ العرض: 10 يونيو 2014
الفيلم يؤرخ الثورة العمالية في مدينة (سان بطرسبرج) عام 1905,
وتبدأ أحداثه في احتجاج عمال السفينة المدرعة بوتمكين على الأوضاع
المزرية، الأمر الذي يجعلهم عرضة للعقاب من الضباط، حينها يثور
العمال ضد الضباط ويسيطروا على السفينة، وعند عودتهم يستقبلهم
ثلاثة الآف من أهل سان بطرسبرج بالتحية والترحاب.
طاقم العمل:
ﺗﻤﺜﻴﻞ:
ألكساندر أنتونوف،
فلاديمير بارسكي،
جريجوري ألكساندروف،
إيفان بوبروف،
ميخائيل جوموروف،
ألكسندر ليفشين،
نينا بولتافتسيفا،
بروخورينكو،
ياتريس فيتولدي،
دانيل أنتونوفيتش،
سيرجي آيزنستاين،
أندري فايت،
فلاديمير أورالسكي،
إيونا بي برودسكي،
ألكسانتيري أهولا فالو
ﺗﺄﻟﻴﻒ:
نينا أجادزانوفا
(مؤلف)،
سيرجي آيزنستاين
(مؤلف)،
جريجوري ألكساندروف
(مؤلف)،
نيكولاي أسييف
(مؤلف)،
سيرجي تريتياكوف
(مؤلف)
ﺇﺧﺮاﺝ:
سيرجي آيزنستاين
(مخرج)
هوامش:
تم تصوير الفيلم بالكامل بعدة أماكن بأوكرانيا.
تم منع عرض الفيلم لمدة وصلت إلى ثلاثين عام في الدول الأوربية
والعالمية مثل: فرنسا، اليابان وإيطاليا خوفا من قيام الثورات
المضادة للقادة بهذه الدول.
الفيلم عرض في سينما أوديون عام 2014 ضمن مبادرة زاوية.
Battleship Potemkin (1925)
Release date:
December 24, 1925 (Soviet Union)
–
Country of origin:
Soviet Union
Filming locations:
Sevastopol, Crimea, Ukraine(battleship
scenes)
Production company:
Mosfilm
عن
الفيلم:
يتكون الفيلم من خمسة مقاطع:
1.
الرجال والديدان:
يحتج البحارة على اضطرارهم إلى أكل اللحوم الفاسدة.
2.
دراما على سطح السفينة:
يتمرد البحارة ويقتل قائدهم «فاكولينشوك».
3.
رجل ميت يدعو إلى العدالة:
يشيع جسد «فاكولينشوك» ويرثيه شعب أوديسا.
4.
خطوات الأوديسا:
مجزرة الجنود الإمبراطوريين ضد شعب أوديسا.
5.
واحد ضد الجميع:
الأسطول المكلف باعتراض المدمرة بوتمكين يرفض الأوامر، وينزلون
أسلحتهم، ويهتف البحارة مع السفينة المتمردة وينضمون إلى التمرد.
كتب آيزنشتين الفيلم باعتباره فيلم دعاية ثوري.
واستخدمه أيضا لاختبار نظرياته في طريقة المونتاج.
كان المخرجون السوفياتيون الثوريون في مدرسة المخرج والمنظر «ليف
كوليشوف» لصناعة الأفلام يختبرون تأثير مونتاج الأفلام على
الجماهير. وحاول آيزنشتين في هذا الفيلم المونتاج بطريقة تستقطب
أكبر تفاعل عاطفي، بحيث يشعر المشاهد بالتعاطف مع المتمردين
البحارة على السفينة الحربية «بوتمكين» ويشعر بالبغضاء لقادة
السفينة.
كانت تجربة آيزنشتين نجاحا وإخفاقا معا؛ «كان الفيلم خيبة أمل
عندما فشل في جذب جماهير من المشاهدين»، ولكن حين تم إطلاق الفيلم
في عدد من المعارض الدولية، استجابت الجماهير بشكل إيجابي. في كل
من الاتحاد السوفياتي وباقي
العالم، صدم الفيلم الجماهير، ولكن ليس بمحتواه السياسي بقدر
استخدامه لمشاهد العنف، الذي اعتبر جريئا وفقا لمعايير ذلك الوقت.
وقد لاحظ وزير الدعاية النازي جوزيف غوبلز إلى
إمكانية الفيلم للتأثير على الفكر السياسي من خلال الاستجابة
العاطفية، ووصفه بأنه: «فيلم رائع ليس له نظير في السينما... أي
شخص ليس لديه قناعة سياسية راسخة يمكن أن يصبح بلشفيا بعد
مشاهدة الفيلم»، حتى أنه كان مهتما في إنتاج الألمان لفيلم مماثل.
إيزنشتين لم يكن متحمسا له وكتب رسالة عنيفة إلى غوبلز ذكر فيها أن
«الواقعية الاشتراكية الوطنية» ليست حقيقية ولا واقعية. لم يتم حظر
الفيلم في ألمانيا النازية، على الرغم من أن هيملر أصدر
توجيها يمنع أعضاء وحدة إس إس من
حضور العروض، حيث اعتبر الفيلم غير مناسب للقوات. تم حظر الفيلم في
بعض البلدان، بما في ذلك حظره في أوقات مختلفة في كل من الولايات
المتحدة وفرنسا،
وكذلك في الاتحاد السوفيتي بلد المنشأ. تم حظر الفيلم في بريطانيا لفترة
أطول من أي فيلم آخر في التاريخ البريطاني. |