قاموس المخرجات العربيات
بقلم: محمود عبدالشكور
أتابع بكثير من التقدير والاعجاب جهد الناقد والمؤرخ
العراقي الصديق العزيز مهدي عباس في المحافظة على
ذاكرة السينما العربية عموما، وقد أهداني في زيارته
الأخيرة للقاهرة هذا الكتاب الهام والقيم بعنوان "
قاموس المخرجات العربيات" ، ويتناول فيه سيرة ومسيرة
وأفلام 145 مخرجة عربية على مدى 95 عاما في الفترة من
العام 1927 الى العام 2022، قدمن أفلاما روائية طويلة،
حتى لو كانت تلك الأفلام من انتاج التليفزيون كالمخرجة
المصرية علوية زكي، وحتى لو كانت الأفلام لم تعرض في
دور العرض مثل أفلام المخرجة المصرية مها عرام.
جهد معتبر ومميز يعطي الرائدات حقهن من فاطمة رشدي
وعزيزة أمير الى بهيجة حافظ وأمينة محمد، ويرصد بصمات
مخرجات لامعات من العالم العربي من مفيدة تلاتلي الى
نادين لبكي ومي المصري، ويقدم حصرا شاملا بالأرقام
تتصدره المخرجات المصريات برصيد 32 مخرجة ثم مخرجات
المغرب ( 23 مخرجة) ومخرجات لبنان (19 مخرجة) ومخرجات
الجزائر ( 19 مخرجة) ومخرجات تونس ( 18 مخجة) ، أما
رصيد العراق فهو 4 مخرجات، وفي نهاية القائمة اليمن (
مخرجة واحدة)، وما زالت ايناس الدغيدي تتصدر القائمة
كأكثر مخرجة عربية قدمت أفلاما روائية طويلة برصيد 16
فيلما تليها نادية حمزة (12 فيلما) ثم ساندرا نشأت ( 8
أفلام)
.
ما زال الباب مفتوحا لأجيال قادمة من المخرجات
المميزات، و لو أصدر المؤرخ الكبير كتابا لمخرجات
السينما التسجيلية أيضا لاكتشفنا ابداعات عظيمة، كما
أن هذه الموسوعة، الصادرة عن دار جلجاميش العراقية
وبدعم من نقابة الفنانيين العراقيين، تتيح للباحث فرصة
أن يحلل سمات محددة في التجارب الهامة للمخرجات، وتتيح
أيضا دراسة لموضوعات أفلامهن، وعلاقة هذه الأعمال
بالتغيرات السياسية والاجتماعية في العالم العربي،
ودلالة تزايد اعداد المخرجات منذ سنوات الثمانينيات في
القرن العشرين، وتتيح الفرصة أيضا لاكتشاف أنماط
الانتاج والدعم اللازمين لاستمرار ابداعهن.
أتمنى ان يواصل مهدي عباس هذا الجهد الكبير، وشكرا له
مرة أخرى على شغفه الذي يترجمه كتبا باقية، تحافظ على
الذاكرة الخصبة للسينما العربية . |