للسينما المكسيكية نكهتها الخاصة، وهناك مخرجون أصبحوا
أيقونات مشهورة في عالم الفن السابع، وأحد هؤلاء
المخرج المكسيكي أليخاندرو إيناريتو الذي قدم مجموعة
من الأفلام المؤثرة الناجحة التي تناولت الطبيعة
الإنسانية وأثر البيئة والنشأة على السلوك الإنساني
والغموض والتفنن في الأسلوب، وكلها أفلام استحقت
اهتمام النقاد والمتابعة لما تتسم به من جدية وصدق
ولما لها من أثر طويل الأجل مثل فيلم "العائد" وفيلم
"بابل" وفيلم "الرجل الطائر" الحائز على الأوسكار عام
2015، وفيلم "بيوتيفول" وغيرها من أفلام هذا المخرج
الذي أصبح واحدًا من أصحاب أروع أسلوب في هذا العصر.
كاتبنا وأديبنا الكبير أمين صالح لا يزال سخيًا في
إنتاجه ويحتل المرتبة الأولى فيما يقدمه للمكتبة
العربية من تراث سينمائي قديم ومتجدد ومؤلفات وترجمات
في غاية الجمال والإبداع، تترك آثار خطواتها ورصيدًا
فائضًا من التميز. وآخر نتاجه كتاب "أليخاندرو
إيناريتو.. وشعرية الصدفة" الذي تم تدشينه يوم أمس في
مهرجان أفلام السعودية الحادي عشر وضمن إصدارات
الموسوعة السعودية للسينما.
كتاب يقدم إلى القراء جرعة دسمة ستساهم بالتأكيد في
نشر الثقافة السينمائية وكذلك في اكتشاف الحكايات
والأسرار المجهولة للمخرج أليخاندرو إيناريتو، وينزل
بهم إلى أعماق بحاره عبر الحوارات التي أُجريت له
وترجمها أمين صالح الذي يبذل جهدًا مخلصًا يشبه عملية
بناء ضخمة وبحثًا استكشافيًا بتخصص وخبرة لا يضاهيه
فيها أحد. وأي مقعد شاغر في كتب السينما حتمًا سيشغله
أمين، بل إن السينما مستمرة في الاعتماد على أمين صالح
بصورة كبيرة وبكل إيحاءات الفن وهمساته وجماليّاته،
باعتباره قوة عظيمة مؤثرة في المكتبة العربية بثقافته
العميقة ومواهبه المتعددة التي تعادل
حركة الكون بأكمله. |