أجوبة
الناقد بيتر ترافرز):
1-
أن تكون
ناقدا سينمائيا يعني أن تأخذ على عاتقك مسئولية التفكير في
الفيلم وفي حث القراء
على التفكير ايضا، هذا وضع مرغوب فيه ومثير للتحدي، ينبغي على الناقد الجيد
أن يوفر
المعلومة، ويؤول، وينشط حب الاستطلاع، ويقدم منظورا تاريخيا (من السينما
ومن فنون
اخرى) ويطرح اسئلة تحفز استجابات معينة، كما ينبغي أن يكون
النقد ممتعا، لماذا أكتب
النقد السينمائي؟ لأنه بالنسبة لي أمر حتمي، النقد يقتضي حماسة، ليس
بالضرورة
للافلام نفسها بما أن النجاح الفني نادر الحدوث في السوق التي تهيمن عليها
التسوية
التجارية، لكن لأنها المهنة المتاحة، العديد من نقاد السينما
اليوم يكتبون كما لو
كانوا محكومين بالوظيفة. من خلال مهنتي أريد أن أقول للقراء بأن هناك عالما
من
الافلام خارج حدود هوليود، من الافلام الامريكية ذات الانتاج المستقل الى
السينما
المزدهرة في ايران وأن هناك عناصر فنية غير النجوم - مثل المخرج وكاتب
السيناريو
ومدير التصوير والمونتير ومصمم المناظر - يساهمون في نجاح
الفيلم أو اخفاقه، وأن
هناك ما هو أكثر أهمية وقيمة من ايرادات شباك التذاكر.
2-
التركيز على الاوجه
السلبية في نقد الفيلم ينزع الى لفت الانتباه ونيل الاهتمام
وكل ناقد صادق يعرف ان
اظهار الايجابيات اصعب بكثير، النقد الملفت هو الذي يوصل مشاعر الناقد
ومعايير
احكامه ايضا، ثمة مفهوم يرى بأن الناقد الحقيقي ينبغي ان يظل مثالا
للموضوعية، دون
أن يتأثر عاطفيا، شخصيا اعتبر هذا المفهوم سخيفا على الناقد أن
يكون متقدا، غاضبا
متحمسا، متفاعلا مع ما يحدث على الشاشة.
3-
صناعة الفيلم، متمثلة في السلطة
التنفيذية في هوليود، تنظر الى النقاد بوصفهم قتلة متأهبين
للفتك بأطفالهم -
افلامهم المدللة، الحساسة، السريعة التأثر بالنقد، النقاد، الذين هم انفسهم
اطفال
حساسون ومدللون، ينظرون الى رجال الصناعة بوصفهم اشخاصا ماديين، مستعدين
لنهب
انتقاداتهم من اجل توظيف بعض الجمل - التي غالبا ما يحرفون
معناها - في حملات
التسويق والترويج لاعمالهم.
(أجوبة الناقد موريس ديكشتاين):
1-
أكتب
النقد السينمائى لتوصيل ما أشعره من اثارة عالية واستبصار بشأن
الافلام، والتي
تأثيرها عميق الى حد انها قادرة بسهولة تجاوز العقل لتحولنا الى متفرجين
سلبيين
ومتلصصين بوقاحة، نحن جميعا لدينا تلك المتع والرغبات السرية التي يرافقها
احساس
بالذنب، والكتابة عن الافلام هي وسيلة لتفسير ذلك لانفسنا،
ولعقلنة ردود أفعالنا
البدائية.
2-
من الصعب كتابة مقالة نقدية جيدة وهناك
موعد نهائي صارم لتسليم
مقالتك، الافلام بخلاف الروايات، تنطلق بسرعة فائقة بعيدا عنا، ونحن نحتاج
الى
الامساك بها من اجنحتها، وان ندرك كيفية تركيبها معا، افضل النقاد هم الذين
يرون
ويسمعون على نحو افضل من الآخرين ويصفون ذلك بطرق تخلق لدينا
صدمة ادراك عميقة،
النقد الجيد هو الذي يعتمد على الحس السينمائي الحقيقي، الفن السيء ضرب من
التلوث
الذهني الذي له تأثيرر خانق على ثقافتنا العامة، وينبغي ان يثير فينا السخط
والغضب،
على النقد ان يحاول - على الاقل - تنقية الهواء.
3-
لسوء الحظ، سلطة ونفوذ نقاد
السينما هي اقل حتى من نقاد الادب او المسرح، ان آلية الدعاية للافلام
التجارية
(اللقطات
الاعلانية المضللة، اللقاءات التلفزيونية، القصص المبتذلة) هي مصممة
ومرسومة لخلق ضجيج يجعل من النقد شيئا هامشيا غير متصل بالموضوع، ينبغي على
النقاد
الاحتفاظ بمسافة بينهم وبين صناعة السينما، اذا لم يمتلك
الناقد اي احساس بالنداء
الباطني، اي ايمان بالهدف، فمن الممكن شراؤه بالقليل جدا: وليمة هنا، رحلة
هناك..
حتى دون ان يعلم بذلك.
(أجوبة الناقد جوناثان روزنبوم):
1-
أن اكون
ناقدا يعني حيازة منبر للكتابة عن اشياء تهمني كثيرا، وآمل ان
اصل الى افراد اخرين
يهتمون بالاشياء ذاتها بنفس القدر من الشغف والعناية، ليس ضروريا ان نتفق،
بل
يسعدني كثيرا ان يستخدمني القراء للانتقال الى مكان يحددونه بأنفسهم،
فالحوار افضل
من المنولوج، خصوصا اذا كان يشتمل على وجهات نظر متعددة، التقييمات غالبا
ما تكون
المظهر الاقل اهمية في النقد.
2-
النقد السينمائى الملفت هو الذي يتضمن
الاستفزاز والجدية والمعرفة والالتزام والاحساس بآداب المهنة
والتأثير الايديولوجي
والاستبصار والعناية بالتفاصيل والدعابة والنثر الجيد والطاقة والشعور بما
يمارسه
الفيلم وانت تشاهده.
يكمن قصور النقد اليساري في امريكا الى محاولاته لفصل مظاهر
الفيلم الاجتماعية والسياسية عن خاصياته السينمائية وقيمته كفن
وترفيه، ثمة حساسية
وتزمت تجاه الشكل تجعل من هؤلاء محافظين جماليا ان لم يكن فكريا.
3-
أغلب من
يعتبرون انفسهم نقادا هم تحت سيطرة صناعة الفيلم، في الصحافة
السائدة معظم ما يكتب
عن الافلام عبارة عن دعاية متنكرة، بصورة أو بأخرى، في صيغة انباء وموعد
تسليم
المادة واختيار الافلام للكتابة عنها، اما في البرامج التلفزيونية عن
السينما
فينبغي عليك ان تتعلم كيف تصمت وتدع لقطات الفيلم تتولى الحديث.
4 -
أعتبر نفسي
محظوظا في الكتابة في جريدة تفرض القليل من القيود فيما يتصل
بالخبر.
5-
النقد
السينمائي الافضل ينبثق دائما من وجود الجماعة النقدية، اي
مجموعة تشكل وحدة
متماسكة تجتمع معا وتتناقش حول الافلام وتقرأ لبعضها البعض، في الماضي،
العديد من
النقاد عكسوا الروح الجماعية التي انبثقوا منها او تربوا عليها.
(أجوبة
الناقد اندرو ساريس):
1-
النقد السينمائي هو ما أمارسه الآن وما كنت
أفعله لمدة 46
سنة.. اي منذ 1955، في البداية المال لم يكن دافعي لممارسة النقد، كنت
مغمورا
لذلك لم أتعرض لاغواءات صناعة السينما، كنت احب الافلام والحديث عنها
والكتابة
عنها.
2-
النقد البارز يمكن ان يتناول الفيلم من
ناحية ايجابية او سلبية، كل
الافلام، حتى تلك الهروبية البعيدة عن قضايا الواقع ذات مظاهر اجتماعية
وسياسية.
3-
العلاقة بين النقاد ورجال الصناعة هي
متفاوتة. شخصيا، حافظت على
مسافة بيني وبينها ولا اعتقد ان من واجب النقاد أن يكونوا مؤثرين في صانعي
الافلام،
واجبهم الاول هو تجاه قرائهم.
4-
لا أتذكر أي عقبات واجهتها مع الصحافة، لكن
كان
علي ان أجعل رؤساء التحرير والناشرين سعداء من اجل ان احافظ على وظيفتي،
المساحة
دائما محدودة، مواعيد تسليم المادة دائما مرهقة.. تلك هي لعنة الصحافة.
5-
لقد
تجاوزت السبعين، وقد فات الاوان على التذمر والشكوى بشأن اي
شيء، نصيحتي للناقد:
حاول أن تكون منصفا وعادلا دون تحيز، وان تتحلى بالمصداقية قبل كل
شيء.
(أجوبة الناقد روجر إلبرت):
1-
أريد أن يقاسمني القراء حماستي
وخيبة أملي، أحاول أن احثهم على النظر أبعد مما تقوله الاعلانات التجارية،
وأشجعهم
على البحث عن أفلام معينة قد يجدونها مثيرة للاهتمام.
2-
ينبغي أن يكون النقد
مقروءا لذاته، بصرف النظر عن موضوعه، ينبغي توظيف الفيلم
لابداء ملاحظات لا عن
الفيلم فقط انما عن الوسط والحياة احيانا، كل فيلم يملي على النقد اسلوبه
وطابعه.
3-
صناعة السينما لا تهتم بالنقاد الا
باعتبارهم ادوات تسويق، العديد من
النقاد يشعرون بسعادة اكثر عندما تغازلهم الصناعة وتقتبس بعض ما يكتبونه عن
الفيلم
في ترويجه مقابل دعوة الى مأدبة أو حفلة ما، لا ينبغي
أن تكون هناك علاقة مع صناعة
السينما بل مع الشكل الفني، غالبية من يكتبون عن السينما ليسوا نقادا بل
صحفيين.
4-
الجريدة تفرض موعدا محددا لتسليم المادة
وتعطيك حيزا محدودا.. تلك هي
شروط الصحافة غير اني استطيع ان اكتب عن اي فيلم يثير اهتمامي..
5-
أعرف ان بعض
الزملاء في المهنة مطالبون، عبر قرارات ادارية، بضرورة أن تعكس
مقالاتهم أذواق
الجمهور، هذا يحول الناقد الى دمية تجلس على ركبة الجمهور.
حريدة الأيام
في 31 أكتوبر 2004