بانوراما الحضور السينمائي العربي الإفريقي: أفلام ووقائع باريس/ صلاح هاشم |
حضرت سينمات الجنوب بقوة, ومن ضمنها سينماتنا العربية والإفريقية, في مهرجان كان الدولي الثامن والخمسين, وتوزع هذا الحضور علي عدة محاور, استقطبت إليها جمورا كبيرا.أولا: محور المسابقة والتظاهرات الموازية: شارك العديد من أفلام سينمات الجنوب في أقسام المهرجان الرسمية ومسابقته, حيث انضم الفيلم العراقي " الكيلومتر صفر" للمخرج الكردي هينر سليم إلي مسابقة المهرجان, في أول مشاركة من نوعها للعراق, ونجح في أن يقدم صورة لعذابات الشعب الكردي في الثمانينيات, أثناء الحرب العراقية الإيرانية, والأهوال التي تعرض لها في ظل نظام صدام حسين الديكتاتوري الدموي , لكننا اعتبرنا ان هينر سليم لم يقدم جديدا, وبدا لنا فيلمه موجها لتحقيق هدف معين, ربما كان سب وشتيمة العرب, ووضعهم جميعا في سلة البربرية والهمجية والتوحش مع صدام حسين, ولذلك تحول الي بروباجندا ودعاية كردية صارخة رخيصة, لا تخدم قضية الأكراد , كما خدمتها مثلا تلك الشهادات الحية المؤلمة المؤثرة وعلي لسان الأكراد أنفسهم في فيلم " بغداد أون- أوف " للمخرج العراقي سعد سلمان. هذا فيلم جاء متأخرا عن زمنه, كما ان المساعدات المادية التي حصل عليها الفيلم من المؤسسات الأمريكية والأوروبية أثارت التساؤلات والريبة بشأنه, وجعلته ينضم الي قائمة الأفلام العربية المشبوهة.. لا أن العراق حضر مرة ثانية, ولكن بصورة مشرفة, أي من دون جعجعة وحروب وطحن وزعيق كما في الفيلم العراقي. حضر بصورة أكثر فنية, مثل أنشودة سينمائية عذبة, في الفيلم الياباني " ضرب " BASHING اخراج كوباياشي ماساهيرو الذي يحكي عن " أسيرة " يابانية, عادت بعد إطلاق سراحها بفدية الي وطنها, فإذا بها تعامل مثل مذنب أجرب, فيهجرها خطيبها, ويعتدي عليها بالضرب في الطريق العام , وتطرد من عملها , ويعاقبها المجتمع الياباني علي انسانيتها ومشاطرتها اهل العراق محنتهم, فيشهر بها وبعملها الإنساني, الذي يعتبره اخرقا وغير مسئولا, حيث لايتصور اليابانيون, او بالاحري لاتقبل العقلية اليايانية الاقطاعية المتخلفة , ان يعبر الانسان حدود بلاده, ويترك أهله, لكي يتضامن مع المعذبين والبؤساء المهانين المظلومين في العالم , وتعتبر ذلك عارا لابد من عقاب صاحبه, الي ان تقرر الشابة الرقيقة اليابانية, من فرط القمع الواقع عليها, وتلك الاهانات البالغة التي تشقي بها طوال الفيلم, وبخاصة بعد انتحار والدها , تقرران تشتري تذكرة سفر, وتذهب لتعيش مع هؤلاء العراقيين والعرب البسطاء الذين أحبتهم في الاردن والعراق , وخالطتهم, وعشقت أسلوب حياتهم , وليذهب اليابان وعقليته الرجعية المتحجرة الي الجحيم. وينتهي هذا الفيلم الياباني الهاديء الواقعي البسيط العميق العذب, ونحن نتساءل لماذا لا نستطيع أن نصنع في بلادنا أفلاما بسيطة كهذا الفيلم, ولماذا يجب أن يكون في كل فيلم عربي, الف حكاية وحكاية, حتي تصبح معظم أفلامنا العربية في النهاية,لت وعجن وثرثارات إذاعية لاتنتهي, وتخبط كفا بكف. ينتهي فيلم " ضرب "BASSHING بأغنية علي مشهد الطائرة اليابانية الراحلة ببطلة فيلمنا " يوكو " إلي بلاد الشرق, أغنية تحكي عن ذلك القطار الذي يرحل بنا عن وطن يلفظنا الي عالم آخر, يفتح لنا ذراعيه كي يحتضننا, ونحن نأمل يوما, في ان نعود الي الوطن الحبيب, وشموسه الساطعة, فنعانق من جديد, كل المخلوقات والموجودات, ونتصالح مع أنفسنا والعالم من حولنا. وحقق الفيلم المعادلة الصعبة بصنع فيلم فني جيد, والدعاية لفكرة فلسفية, فكرة ان الانتماء الحقيقي لايكون ابدا لأرض, فالعالم كله أرضنا, بل لمبدأ وقضية.. روميو جولييت في الدار البيضاء كما شارك الفيلم المغربي " ماروك" MA ROCK للمخرجة ليلي مراكشي الذي أعجبنا لجرأته في تظاهرة " نظرة خاصة " وهي التظاهرة المرافقة للمسابقة الرسمية , وتعتبر ملحقا لها يستوعب الأفلام التي لاتدخل المسابقة, لكنها تحقق فنيا الحد الادني من شروطها, ويحكي عن فترة الثمانينيات في المغرب من خلال فتاة مراهقة تنتمي إلي أسرة ثرية, وتدرس في احدي المدارس الفرنسية الخاصة التي يتردد عليها أبناء الطبقات الحاكمة المرفهة من اصحاب المصانع وغيرهم, وتدور إحداث الفيلم في مدينة الدار البيضاء التي تفرض حضورها كشخصية أساسية في الفيلم, وتقع البنت المغربية المسلمة التي تعيش حياتها علي الطريقة الاوروبية, وتطالب بحريتها, وتكشف في الفيلم عن طبائع وتقاليد, زيف وادعاء ونفاق الطبقة التي تنتمي اليها, تقع في حب شاب يهودي مغربي يفكر في الفيلم مع اسرته , بسبب حرب الخليج كما يقول ان يهاجر من المغرب الي كندا, وينجح الفيلم في تصوير ذكريات مخرجتنا ليلي مراكشي التي عاشتها هي نفسها بالفعل, وتنتهي قصة الحب بين روميو اليهودي و جولييت المراهقة المغربية المسلمة, بحادث يقع له ويودي بحياته , وتقرر بطلة الفيلم ان تسافر لتكملة دراستها في باريس علي عادة ابناء هذه الطبقة, وينتهي الفيلم بحضور صديقاتها لتوديعها في المطار, ثم نشاهد في آخر لقطة طائرة تغادر الدار البيضاء وتحلق بعيدا عن اسطح بيوتات المدينة التي شهدت جلسات البنات في الهواء الطلق, جلساتهن علي الاسطح والتحليق مع الطيور السابحات و الاحلام السعيدة والحنين الي ذكريات الماضي الجميل. ونجحت مخرجتنا في ان تصنع فيلما شبابيا جميلا, يناقش ايضا قضية نبيلة هي قضية الحرية وعلاقتنا بالآخر , ويدعو الي التفاهم وعدم الانغلاق والتعصب , والانفتاح اكثر علي الآخر والحياة, وهو يتساءل إن بحق الله لماذا لايمكن او لايجب ان تحب عربية مسلمة يهوديا من بولندا او هولندا او مصر او المغرب او اسرائيل. ماذا يمنع. ومن يقدر علي الحب ؟ .تحية الي ليلي مراكشي علي فيلمها الجميل الجريء الذي يحارب عقلية المتطرفين في كل دين وجنس وملة, ويتصدى لأفكارهم وتخلفهم وسمومهم.. كما عرض المهرجان الكبير في تظاهرة " سينمات العالم " التي استحدثت هذا العام, عرض مجموعة كبيرة من الأفلام الروائية والتسجيلية المغربية, الطويلة والقصيرة, في اليوم المخصص لسينما المغرب من ضمنها فيلم " الذاكرة المعتقلة " للمخرج المغربي الكبير جيلالي فرحاتي الحاصل علي جائزة مهرجان تطوان الكبري, وجائزة احسن سيناريو في مهرجان القاهرة السينمائي, ويحكي عن سجين سياسي يرحل بعد إطلاقه من الحبس في أنحاء المغرب, في محاولة للملمة أشتات ذاكرته المفقودة, وهو فيلم عن الذاكرة وضد النسيان, ونعتبره بمثابة تحية الي كل المناضلين الذين ضحوا بحياتهم وحياة اسرهم من اجل الدفاع عن حقوق الإنسان في المغرب, و شهادة للاجيال القادمة وذاكرة المغرب وتاريخه, كما عرض فيلم " باديس " للمخضرم عبد الرحمن التازي, و فيلم " الطفل النائم " لياسمين قصاري, بالاضافة الي اكثر من اربعين فيلما مغربيا قصيرا. واقيم بجناح " سينما الجنوب " CINEMAS DU SUD في المهرجان الذي تحول الي خلية نحل للسينمائيين الجنوبيين, لقاء مع مدير المركز السينمائي المغربي نور الدين صايل, وبعض المخرجين المتواجدين في المهرجان مع افلامهم, للتعريف بواقع السينما المغربية الناهض, بعدما صارت في مقدمة وطليعة سينماتنا العربية , من خلال افلامها المتوهجة في أعمال محمد عسلي" فوق الدار البيضاء الملائكمة لاتحلق, وداود اولاد سيد " طرفاية " ونبيل عيوش " مكتوب " وفوزي بن سعيدي " الف شهر وشهر " وغيرهم, واصبحت تقدم العديد من التسهيلات الفنية للمخرجين المغربيين و الافريقيين, ولاشك ان الفضاء المغربي بمناظره الطبيعية الساحرة الذي صورت علي ارضه العديد من الأفلام العالمية, مثل " مملكة السماء " لريدلي سكوت, يمثل عامل جذب استراتيجي, يمكن استثماره ايضا من اجل تطويرالسينما المغربية, بالاضافة الي انه يشكل خلفية جذابة, للعديد من المهرجانات السينمائية الناشئة مثل مهرجان مراكش, وتسعي جميعها للنهوض بتلك الصناعة , و تنمية الوعي بالسينما ونشرالثقافة السينمائية في المغرب. وعلي الرغم من وجود عدد كبير من المخرجين والسينمائيين العرب في المهرجان, مثل التونسي محمد زرن الذي عرض فيلمه الجديد " الأمير " في سوق الفيلم, والمخرج المصري يسري نصر الله " باب الشمس " الذي شارك في لجنة تحكيم مسابقة " مؤسسة كان " لأفلام المدارس والمعاهد السينمائية, وهي تكشف عن المواهب السينمائية الناشئة الصاعدة , وتقوم بدعم مشروعاتها, ودفعها الي إنجاز فيلمها الروائي الطويل الأول, ومشاركة المخرجين الفلسطيني توفيق أبو وائل, والمصري عاطف حتاتة , والتشادي محمد هارون في " ورشة المهرجان ", ATELIER DU FESTIVALالتي تساعد أيضا المخرجين الجدد علي طرح مشروعاتهم علي المنتجين في المهرجان الكبير ومناقشتها والعثور علي ممول, وقام احد الممثلين في المهرجان في جلسات خاصة, بقراءة مقاطع من سيناريوهات أفلام هؤلاء , مثل سيناريو فيلم " المنفي " للمخرج المصري الصاعد عاطف حتاتة, وبحضوره. كما ظهر الناقد السينمائي المصري سمير فريد في جناح التنمية الثقافية, جناح السينما المصرية في سوق الفيلم الذي وجدنا فيه بعض المطبوعات بالإنجليزية للتعريف بالسينما في مصر, ونشرات لمهرجاني القاهرة السينمائي الدولي, ومهرجان الإسكندرية لسينمات البحر الأبيض المتوسط, وراح سمير فريد يوزع علي الصحفيين كتابه الجديد عن السينما في الاتحاد الأوروبي الصادر في 4 أجزاء, غير انه الرغم من هذا الحضور الكبير لهؤلاء المخرجين والسينمائيين العرب, تألقت السينما العربية في كان هذه المرة من خلال ذلك الحضور السينمائي المغربي الساحق وحده و شمخ بأفلامه, كما وزع المركز السينمائي الوطني المغربي بالمناسبة دليلا مهما للأفلام المغربية الطويلة وفيلموغرافيا لها منذ عام 1958 وحتي 2004.. أبطال إفريقيا التاريخيون علي الشاشة كما برزت السينما الأفريقية في إطار " سينمات الجنوب " في المهرجان من خلال بعض الأفلام المهمة التي عرضت في بعض أقسام المهرجان وتظاهراته , مثل تظاهرة " أسبوع النقاد " التي عرضت بمناسبة الاحتفال بمرور خمسين عاما علي ميلاد السينما الإفريقية , فيلم " درم " أي طبل من اخراج زولا ماسيكو من جنوب افريقيا الذي يحكي عن صحفي اسود مناضل يدعي هنري مكسومالو حارب بكتاباته وتحقيقاته من خلال الجريدة اليومية المتعاطفة مع قضايا السود التي كان يعمل بها, وتسمي " درم " DRUMحارب نظام التمييز العنصري , حني تم اغتياله وإخراسه إلي الأبد, والفيلم يحكي بالفعل عما وقع لهذا الصحفي الأسود من جنوب إفريقيا الذي كان صديقا شخصيا لمانديلا , ويقوم احد الممثلين بأداء دوره, ويظهر مانديلا في ذلك الفيلم الذي نعتبره من أجمل الأفلام الإفريقية القوية المبهرة , المكتملة شكلا وموضوعا, التي عرضها المهرجان, وكان انتهي بالوقوف تحية الي المخرج وفيلمه وتصفيق حاد اهتزت له جدران قاعة " الميرامار "في كان, المخصصة لعرض أفلام أسبوع النقاد. وكان مخرجه نبه في الكلمة التي ألقاها قبل العرض, وبحضور المخرج السنغالي الكبير عثمان سمبان, إلي أهمية اعتماد المخرجين الأفارقة علي صنع أبطال من تاريخهم القومي وزمنهم, كما في حكاية البطل الصحفي من جنوب أفريقيا التي يحكيها لنا في فيلمه, بدلا من استيراد أبطالHEROES وسو برمانات ومصارعين من الخارج, عبر أفلام السينما الأمريكية التجارية التي تروج لتقاليد وعادات وقيم, جعلتنا من فرط استغراق البعض في تقليدها, نتحول إلي " مسخ " بلا هوية في بلادنا, وقد أن الآوان لكي نتعرف أكثر علي أبطال بلادنا ونعرض لحياتهم ونضالا تهم علي الشاشة, لان وظيفة السينما الاسمي هي محاربة الظلم, والوقوف ضد انتهاك حقوق الإنسان في كل مكان.. وفي إطار سينمات الجنوب ومتابعة أعمالها, سحرنا فيلم تركي في المهرجان بغنائيته ورقته وموسيقاه, وبقوة أسلوبه السينمائي التسجيلي, الذي نعتبره درسا في السينما التسجيلية, ونعني به فيلم " عبور الجسر. صوت اسطنبول " CROSSING THE BRIDGEللمخرج الألماني التركي فاتح آكين الذي شارك في لجنة تحكيم المهرجان برئاسة أمير كوستوريتسا, ويحكي الفيلم الذي عرض علي هامش أفلام المسابقة, يحكي عن موسيقار ألماني يحط في اسطنبول, ويقرر أن يمسك بصوت هذه المدينة, التي تمثل جسرا علي بحر مرمرة بين الشرق والغرب, وسحرته بروحها وتناقضاتها, فيروح يستكشف ذلك الصوت ويدونه, ويسجله في الفيلم, وهو ينتقل من فرقة موسيقية الي مغنية, ومن مغنية الي عازف و من عازف إلي ممثل , ويحكي عن تاريخ الموسيقي التركية وتاريخها, ويقدم أعلامها ويكشف عن تياراتها واتجاهاتها الشبابية الجديدة, ويجعلنا نسافر معه إلي ذلك الطرب الشرقي الأصيل العريق العميق الذي صنع وجداننا, وينجح في صنع فيلم تسجيلي باهر, كنا نريد من فرط إعجابنا به , بعد أن غسلنا من حلقة جهنم العنف في أفلام المسابقة ودمويتها, أن يأتي بالمزيد, ويمتد عرضه, ونحن نميل ونهتز طربا ولانشبع ابدا من بهجة السينما الفن, وحسناته.. وتوج "كان" السينمائي 58 سينمات الجنوب, بدرس الأستاذ المخرج السنغالي العملاق سمبان عثمان في السينما, وهو الدرس الذي يلقيه كل عام في المهرجان احد عملاقة الإخراج في السينما المعاصرة, وكان مخرجنا الكبير يوسف شاهين توارد عليه من قبل, وتكلم فيه عن تجربته في الإخراج والدروس المستفادة , وهكذا فعل سمبان عثمان في درسه, حيث أشار الي أهمية الالتفاف حول ثقافتنا الإفريقية الأصيلة, ومعرفة حكاياتها ولغاتها وأساطيرها , والانكباب علي دراسة تاريخنا وركائز حضارتنا, التي تصنع هويتنا الفريدة, قبل ان نتعلم أبجدية الكتابة السينمائية, ونصنع أفلامنا. فلنتعلم أولا, هكذا قال, كيف نكتب ونتكلم لغاتنا ونعبر بها عن أنفسنا. وكانت تظاهرة " نصف شهر المخرجين " منحت من قبل عميد المخرجين الأفارقة سمبان عثمان وبمناسبة الاحتفال بمرور خمسين عاما علي ميلاد السينما الإفريقية أيضا, منحته جائزتها " العربة الذهبية " لا كاروس دور , تحية وتكريما له علي مشواره الفني السينمائي الطويل,الذي حقق سمبان من خلاله للسنغال حضورا سينمائيا إفريقيا طاغيا, فجعل جورج سادول شيخ النقاد السينمائيين في فرنسا يقول عنه في موسوعته السينمائية العالمية : " إن سمبان عثمان وضع قارة أفريقيا السوداء علي خريطة السينما في العالم بأفلامه.. " .. ثلاث نساء من فلسطين ولأول مرة تحضر السينما اللبنانية في المهرجان الكبير خلال هذه الدورة , لا من خلال افلامها , بل من خلال " مؤسسة سينما لبنان ", التي استأجرت بمساعدة المكتب السياحي اللبناني في باريس جناحا, وعرّ فت في مؤتمر صحفي بمشروعاتها القيمة للنهوض بصناعة السينما في لبنان , بحضور عدد كبير من المخرجين اللبنانيين, مثل المخرجة جوزلين صعب, التي حملت مولودها الجديد فيلم " دنيا " بطولة المصري محمد منير والمصرية حنان نرك, وعرضته في سوق الفيلم, ومن المنتظر أن يعرض في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي القادم في نوفمبر. وبالإضافة الي المؤتمر الصحفي الذي عقدته ادارة مهرجان دبي السينمائي الدولي , وحضره اكثر من 570 مدعو وكان في استقبالهم نيل ستيفنسون مدير المهرجان وحضره الممثل الامريكي الاسود الكبير مورجان فريمان, وعرضت إدارة المهرجان فيلما تسجيليا عن فعاليات الدورة الفائتة بمشاركة 67 فيلما, كما أعلنت عن ابرز محاور الدورة القادمة الثانية لمهرجان دبي السينمائي الدولي التي تقام في الفترة من 11 الي 17 ديسمبر 2005.. كما حضرت القضية الفلسطينية في مهرجان" كان" 58 أيضا , ضمن سينمات الجنوب, في فيلم " منطقة حرة " للمخرج الإسرائيلي الكبير آموس جيتاي, بمشاركة الممثلة الفلسطينية هيام عباس, وفيه يتساءل آموس جيتاي إن مسلسل الرعب والحرب والدمار في المنطقة متي تتوقف عجلته, وتسأل الفلسطينية لماذا يتحدث الفلسطينيون اللغة العبرية, ولا يتحدث يهود إسرائيل اللغة العربية ؟ وألم تكن معرفة الإسرائيليين اليهود بلغة العرب, يمكن أن تساعدهم علي الاقتراب أكثر من الفلسطينيين, وفهم محنتهم, والتضامن معهم في قضيتهم, وحصولهم علي حقوقهم المشروعة ؟ . يدعو فيلم " منطقة حرة " بتورية إلي تحرير الأرض في فلسطين. وكانت لفتة رائعة من بطلة الفيلم الإسرائيلية حنا لاسلو, حين تسلمت جائزة أحسن ممثلة في" كان " , أن تنوه في كلمتها بعذابات الفلسطينيين, وشقائهم بالاحتلال, وتدعو إلي استمرارية الحوار من اجل إيجاد حل لمشكلتهم , وكانت لجنة تحكيم المهرجان, من خلال جوائزها, كما بيّنا, أكدت علي انحيازها إلي سينما الواقع, التي تشكل الملمح الأساسي في سينمات الجنوب, وهي تعكس للعالم في " كان " , وبحضور اكثر من 4 الآف صحفي ومصور, صورا تشبهنا, و تقترب أكثر من هموم المواطن الإنسان في بلادنا.. |
26 مايو 2005 |
|