يعتبر بعض الصحفيين السينمائيين العرب أن مجرد اختيار مهرجانات
السينما الدولية أفلاماً عربية، إماراتية أو لبنانية أو مصرية أو تونسية أو
مغربية، هو دليل على أن السينما العربية تعيش عصر إنجازات واضحة .
والواقع أن الناظر إلى المهرجانات الدولية الثلاثة في دوراتها الماضية
يجد أن بعض هذا الاعتبار له سببه الوجيه: ألم يختبر مهرجان “كان” فيلم يسري
نصرالله “بعد الموقعة” للمسابقة؟ ألم يختبر مهرجان “فينيسيا” عرض فيلم
“وجدة” السعودي لجانب أفلام عربية أخرى في أقسام خارج المسابقة الرسمية؟
و”برلين” الذي انتهت أعماله مؤخراً، ألم يحيي السينما العربية بعرضه فيلمين
حديثين من أعمالها هما “الخروج للنهار” لهالة لطفي و”عالم ليس لنا” لمهدي
فليفل . إذاً، يجد البعض نفسه منساقاً للاعتقاد بأن السينما العربية بخير
وها هي تُعرض في أمّهات المهرجانات الدولية .
الحقيقة أن عرضها في مهرجانات دولية ليس أمراً يميّزها كثيراً .
المخرج محمد كريم مثّل السينما المصرية سنة 1946 في “كان” بفيلم “دنيا”
والمخرج صلاح أبوسيف قدّم “مغامرات عنتر وعبلة” في دورة سنة 1949 وتبعه بعد
ذلك أفلام مصرية ولبنانية ومغربية، قبل أن تنشط العملية في الستينات
والسبعينات من القرن العشرين فتتوالى اشتراكات تلك الدول وفوقها الجزائرية
والتونسية والفلسطينية لاحقاً . في الواقع، المضي إلى هذا التاريخ البعيد
يكشف عكس ما يتوخّاه إعلام النظرة السائدة من نتيجة، فهو يؤكد أن السينما
العربية لم تتقدّم نوعياً ولا كعدد أفلام تصلح للتقديم في واحدة من
المسابقات العالمية تقدّماً كبيراً عما كانت عليه في ذلك الحين .
إلى ذلك، فإن السبب الأول وراء عملية لفت الانتباه إلى السينما
العربية التي أقدمت عليه هذه المهرجانات وفوقها مهرجانات تورنتو وروتردام
ولندن من بين أخرى، هو ترويج لسينما اعتمدت التعليق على الأحداث التي وقعت
في بعض دول العالم العربي منذ عامين ولا تزال .
من ناحيتها، لم تستطع السينما العربية أن تبقى بعيدة عن طرح أعمال
تتناول “الثورات” و”المتغيّرات” و”الإرادات الشعبية المطالبة بإسقاط نظام
ما” . ومن ناحيتها، كانت مهرجانات السينما الغربية موكلة بتشجيع هذا التيار
من الأفلام وعرض ما تحتويه من مواضيع وتجارب على روّادها .
وكما هو معروف، فإن الوضع الحالي في عدد من الدول التي تعاني
الإضطرابات والصراعات السياسية والحزبية فيها، أثمر تصوير عدد من المخرجين
بتصوير أفلام جماعية مثل “التحرير: الطيب والشرير والسياسي” و”18 يوماً”
ولكنها ليست سياسية التحليل، أولاً بسبب عدم احتوائها على عناصر التحليل
الضرورية، وثانياً لأنها كانت، بكل وضوح، ضروريات تطلّبتها الأحداث وسمحت
بها التطوّرات التقنية التي جعلت المادّة المصوّرة ممكنة بأدوات أكثر ليونة
وسهولة وأقل كلفة .
بالتأكيد ليس كل فيلم لا يتعامل والوضع السياسي تحليلاً غير سياسي في
كيانه . في الفيلم القصير لعلي أحمد حريز “آدم” (2011) الذي هو كناية عن
مشاهد لرجل يجول في ساحات القاهرة وميادينها ثم يقف ليطلق صرخة مدوّية،
الكثير من التعبير عن حاجة الإنسان المصري للتغيير . كذلك أسهمت بعض
الأفلام المصرية الأخيرة التي أنتجت قبل ثورة يناير بوضع المسألة على المحك
. ومن بينها “678” لمحمد دياب . في واقعه هو أكثر من مجرّد فيلم واقعي
النفس يحذّر من حالة اختناق وفقدان وعي ويدور حول قضايا نسوية في الوقت
ذاته . والحال ليس وقفاً على الأفلام التي تتعامل وثورة ميدان التحرير
للتخلّص من حكم مبارك ووضعها الحالي للتخلّص من استبداد النظام الذي جاء
بديلاً، بل ينتشر ليشمل معظم الدول التي تتعرّض لأحداث مشابهة، فدائماً
هناك من يحمل الكاميراً سريعاً لكي ينقلها ويتحدّث فيها ويسهم، حسب تصوّره
على الأقل، في عرضها على المشاهدين .
بعض هذه الأفلام تمحورت حول الوضع السوري وكان من بينها “كما لو أننا
نمسك بالكوبرا” لهالة العبد الله، الذي انطلق في الواقع كفيلم تسجيلي عن
رسّامي الكاريكاتير المصريين لكن خلال تصويره أدركت مخرجته أنها لا تستطيع
أن تترك الثورة السورية من دون أن تدلو بدلوها فيه فوضعت مشاهد تتعامل وتلك
الثورة . طبعاً لا غُبار على الموقف وعلى حريّة المبدع ورسالته، لكن نتيجة
القطع واللصق أن الفيلم لا شيء كبير . ساعتان مليئتان بالحوار الذي يتكرر
من مشهد طويل إلى مشهد طويل آخر .
مشكلة السينما العربية التي أمّت هذا الجانب من الأحداث تتوزّع في
نواح بالغة الأهمية من دون أن تتجاوزها، وفي المقدّمة حقيقة أن لا شيء مما
تستطيع الكاميرا السينمائية تسجيله في غمار الفيلم التسجيلي لم يسبق لأفلام
الإنترنت ولكاميرات التلفزيون أن صوّرته . هذا أقرب إلى حكم بالقضاء على أي
مشروع يريد الدخول في هذا المضمار كما حاولت الأفلام التسجيلية الكثيرة
التي تداولت الوضع في مصر .
الناحية الثانية، هو أنه لتقديم سينما أفضل على المخرج أن يبتعد عن
الرغبة في نقل الأحداث على شاشته . ليس فقط لأن المتداول الآني سبقه إلى
ذلك، بل أيضاً لأنه بوضع مسافة فنيّة فاصلة، يقترب الفيلم ومخرجه أكثر من
الموضوع المراد التعبير عنه . والثالثة هي أن المخرج بحاجة للخروج من
التفكير داخل الصندوق لأجل طرح نفسه كبديل فني لما هو قائم .
فيلمان مصريان أقدما على ذلك في الوقت الصحيح: “الشتا اللي فات”
لإبراهيم البطوط الذي يتعرّض جانبياً لمساويء الحكم السابق و”الخروج
للنهار” لهالة لطفي الذي لا يحمل كلمة سياسية واحدة، لكنه مجبول بالواقع
السياسي والاجتماعي لأبعد حدود .
مثل هذين الفيلمين ما تحتاجه السينما العربية (مصرية وسواها) للخروج
من وضع يقرن الجاد بمدى حديثه عن “الثورة” . وهي ما تحتاجه لتغيير ذلك
الوجود “الديكوراتي” للسينما العربية في المهرجانات الدولية .
أسماء في تاريخ الفن السابع
سوزان ساراندون
ثمانية وثمانون فيلماً هو رصيد هذه الممثلة التي بدأت التمثيل شابّة
ولا تزال مطلوبة وقد بلغت السادسة والستين من العمر . فازت بالأوسكار مرّة
واحدة (عن “مسيرة الرجل الميّت” سنة 1995) لكنها رشحت خمس مرّات وبعض
الأفلام التي رشحّت عنها هي من بين أفضل ما مثلت: “أتلانتيك سيتي” سنة 1982
و”ثلما ولويس” (1991) و”زيت لورنزو” (1992) .
مع العمر لم تنتف الحاجة إليها، ففي العامين الأخيرين فقط شاهدناها في
سبعة أفلام بينها “كلاود أطلس” و”الشركة التي تحتفظ بها” و”مراجحة”
و-حالياً- “خطف” .
شاشة الناقد
لص هوية
*
Identity Thief
إخراج: سث غوردون ـ تمثيل: ماليسا مكارثي، جاسون بايتمان، جو فافرو ـ
كوميدي ـ الولايات المتحدة 2013
معظم ما نتلقّفه من أفلام تحت بند “الكوميديا” هو أوضاع وأفكار وحبكات
تبحث عن بلورة كوميدية صحيحة تكتسبها . وغالباً، كما الحال مع هذا الفيلم
الجديد، لا تحقق ما تصبو إليه ما يجعل الفيلم يبدو مثل نبتة غريبة تم زرعها
في غير تربتها . تموت واقفة .
ثانية المشاكل هي أن كتّاب السيناريو ما عادوا معنيين بتقديم شخصيات
تثير التعاطف . لا رغبة من أحد في صياغة تلك الشخصية التي تستطيع أن تستلهم
من الواقع الخاص بها ما هو كفيل بتأييد الجمهور لها وتفهّمه لها . هذا
الغياب، وإبراز العامل البدني بحد ذاته، يجعلان فيلم “لصّ هوية” واحداً من
أسوأ الأعمال الكوميدية التي مرّت على الشاشة منذ فترة ليست بالبعيدة .
ماليسا مكارثي ممثلة كوميدية تلفزيونية وسينمائية لكنها كانت اكتفت في
معظم ما أدته من أعمال للشاشة الكبيرة، بأدوار مساندة . هنا يتاح لها تقديم
دور بطولي . إنها لصّة بطاقات مصرفية وهويّات شخصية ترتكب الخطأ تلو الآخر
وتتبجّح خلال ذلك من دون شعور حقيقي بالذنب حتى من بعد وصول آخر ضحاياها
(موظّف في شركة جديدة مهدد بالصرف منها إن لم يستعد بطاقاته المسروقة
ويؤديه جاسون باتمان) إليها وإجبارها على رحلة طريق في سيّارته للعودة بها
إلى مقر شركته أو إلى شرطة الولاية . طبعاً كل ما نراه كان يمكن أن لا يحدث
. الخيط الرفيع الذي اختاره المخرج (الرديء سث غوردون) هو أوهن الخيوط ولا
مبرر لتقديمه سوى أنه اختاره عنوة عن كل الاحتمالات الأخرى .
ماليسا مكارثي ممثلة بدينة، والمسألة ليست في أن البدينات يجب أن لا
يمثلن، بل في أنهن لا يجب أن يقبلن أدواراً نمطية تسخر من بدانتهن، لكن هذا
الدور هو بطولة إن رفضته ماليسا فإنه من الأرجح أنه آخر فرصة بطولة . وإذا
ما وافقت عليه، كما فعلت، فإنه من الممكن جداً أن يكون بداية بطولات . كيف
ستكترث لأن تقدّم شخصية متوازنة ومدروسة تختلف عن تلك المرسومة لها هنا .
مع بدء المشاهد الأولى يعتقد المرء أن دراسة جادّة سوف تتسلل من خلال
أوضاع هزلية، لكن ما أن يلتقي بطلا الفيلم حتى يغرق في كل تنميط ممكن .
خلال الساعة ونصف الساعة اللاحقة هناك صراع بين الشخصيّتين مفاده من يمسك
بزمام الفيلم: المرأة أم الرجل . ومع أن الفيلم مكتوب لهما معاً ويحاول أن
يوفّرهما للمشاهد كثنائي فريد، إلا أن ماليسا هي التي تسرق لا هوية شريكها
فقط، بل الفيلم بأسره، وذلك عبر مشاهد متوالية تفتقر للهزل الجيّد وتعوّض
فقدانه بمشاهد هزيلة .
أسوأ ما فيه مثالية وضعه: لا هي ستبقى على حالها ولا هو كذلك . كل
سيفيد الآخر من حيث لم يعتقد. سيؤثر في الآخر ويمنحه ما كان ينقصه . هذا هو
التنميط السهل الذي تؤمن الكوميديات بأنها تحتاجه في النهاية حتى تمنح
السذّج النهاية السعيدة .
أوراق ومشاهد
شريف ولكن (2011) ** إنسان
شريف
أحد الأفلام اللبنانية التي خرجت حديثاً هو “إنسان شريف” للمخرج
اللبناني جان-كلود قدسي . في فيلمه الروائي الثاني (بعد “آن الأوان” سنة
1994) يضع هذا المخرج الذي بدأ العمل في السينما التسجيلية، أمام المشاهدين
حكاية تتبلور جيّداً كمادة روائية ومعالجة بتنفيذ تقني لافت، لكنها قاصرة
على صعيد المعالجة فنيّاً وسردياً وتحمل من الطموح ما لا يتحقق في نهاية
الأمر .
إنه أحد الأفلام اللبنانية التي لم تصنع للزخرفة، لكن ذلك لا يعني أن
عناصر الطبيعية والمبسّطة ضمنت لها إجادة في جوانب العمل المختلفة . نعم
التمثيل جيّد والجهد الذاتي لتحقيق عمل عن الشرف والجرائم المرتكبة باسمه
واضح، لكن الفيلم كان يحتاج لما هو أكثر من ذلك .
حكاية رجل أردني (مجدي مشموشي) يعيش في لبنان منذ عشرين سنة حينما هرب
بعد أن اتهم بجريمة شرف . يلتقي ذات مرّة بليلى (كارولين حاتم) شقيقة زوجته
. إنه ليس بريئاً من التهمة ولو أن ذلك ليس واضحاً طوال الخط . لا هذه
النقطة ولا تعدد المفارقات التي وقعت قبل عشرين سنة والتي يعود إبراهيم إلى
الأردن ليكشف اللثام عنها . في حبكته، يقرر المخرج أن الماضي يعيش في بطله
العاجز عن التحرر منه ومن ذكرياته وما عايشه من مشاكل، لكنه لا ينسى أيضاً
نقد مفهوم الثأر لقضايا الشرف التي لازال الأردن يعانيها، أكثر من سواه كما
يقول المخرج الذي صوّر فيلمه هناك .
يقود المخرج فيلمه على هذين الخطّين ضمن حلقات ومواقف مستجدّة وناتجة
عما يواجهه بطله حين يعود كاشفاً على أنه، وعكس المشاع، لا يزال حيّاً . من
ناحية دراية المخرج بقوّة السينما الكلاسيكية على جذب الباحث عن فيلم-
موضوع وحالات إنسانية لا يمكن تجاهله، لكن ما يؤثر سلباً هو أن الحكاية
بأسرها موضوعة ضمن معالجة سردية يبحث فيها المرء عن نواح ذاتية، جوانب
فنيّة، وليس فقط تنفيذية حسنة التقديم، فلا يجد . لمصلحة العمل أن ممثليه
مقنعون (دور جيّد للمخضرم وغير المقدّر حق قدره محمود سعيد) . في نهاية
المطاف، وإذ ينتقد الفيلم مفهوم الثأر يتركه عالقاً . بطله الذي شاع أنه
مات يظهر من جديد وظهوره يقلب أوضاعاً ويفتح صفحات مطوية ويؤلّب عليه
شخصيات عدّة . هنا قوّة الفيلم . ضعفه في أن المعالجة بقيت ضحلة قياساً
بأهمية ما هو مطروح .
م .ر
Merci4404@earthlink.net
الخليج الإماراتية في
03/03/2013
فيلم «الحفلة» . .
ألعاب مجانية للتسلية الساذجة!
محمود عبدالشكور
يواصل المؤلف والمنتج « وائل عبدالله» فى فيلمه الجديد الحفلة، الذى
أخرجه «أحمد علاء الدين»، تقديم دراما الغموض والجريمة والتشويق، ولكن
بدرجة أقل إتقاناً بكثير من أفلامه السابقة المميزة مثل «ملاكى إسكندرية،
«الشبح» .
مشكلة الحفلة الذى قام ببطولته أحمد عز ومحمد رجب، فى أنه يقدم
ألعابًا مجانية دون أى مضمون، وهى ألعاب مليئة وحافلة بالثغرات من كل شكل
ولون، ولعل من أخطر مشكلات الفيلم، التى تتركز فى السيناريو أن مؤلفه قام
بإخراج المتفرج بعيدًا عن قواعد اللعبة تمامًا، وبدا فى الربع الأخير من
الفيلم وكأنه يقوم بتأليف فيلم آخر جديد، انهارت اللعبة وأصبحت غير مقنعة،
وحافلة بالافتعال والسذاجة والادعاء.
بطل الفيلم أحمد عز ذهب ذات يوم مع زوجته إلى أحد المولات التجارية
الضخمة، تركها للتسوق من دون أن تفهم لماذا يتركها أصلًا خاصة أنها حامل،
وبعد أن تأخرت عنه لمدة ساعة، يذهب إلى مدير المكان يحاول أن يسأل العمال
عما حدث للزوجة سارة (روبى) يتصل بأم الزوجة نهاد (مها أبو عوف)، وبزوج
الأم رجل الأعمال الثرى مراد (تميم عبده)، يصبح من الواضح أن الزوجة قد تم
اختطافها خصوصًا أن الأحداث بعد الانفلات الأمنى، ورغم أننا لم نشاهد
الزوجة أثناء وداع شريف لها أمام المول، مما يثير الشك فى الزوج من أول
لقطة، ورغم أنه من الغريب أن يترك زوجته الحامل للتسوق بمفردها دون أى
مبرر، إلا أن الطريقة التى تم بها تركيب مشاهد البداية مونتاجيًا جيدة
ومتماسكة للغاية،كما أن موسيقى عمرو إسماعيل نجحت فى خلق الترقب والاهتمام.
مع اختيار الضابط فاروق (محمد رجب) كلمة اكتشاف لغز اختفاء الزوجة،
يبدأ الصراع المحورى، وإن كان وائل عبدالله يثير الشبهات من جديد، ونحن نرى
الزوج يذهب للتشاجر مع خطيب زوجته الأسبق حسام ( تامر هجرس). بحجة غريبة
وهى اكتشاف الأسرة التى صدمتها سارة قديمًا فى حادث انتهى بالتراضية ولكن
فاروق، بأداء محمد رجب شديد الحضور والحيوية، يأخذ الفيلم إلى طوفان من
المعلومات والشخصيات التى تستهدف نشر دائرة الشك على أوسع نطاق ممكن،
ويدهشنا أن محور المعلومات ستكون مستعادة من حفلة اقامتها نانسى (جومانا
مراد)، جارة الزوجة، موضع الدهشة أن الضابط، خفيف الظل، سيأخذ كلام الذين
حضروا الحفلة بما يقترب من المسلمات رغم أن معظم المعلومات التى قالوها
تدخل تحت باب النميمة والثرثرة، ولكن المشكلة الأكبر فى معلومات الحلفة
أنها لن ترتبط عضويا بحل لغز الفيلم، كما سيتضح من النهاية العجيبة
الساذجة.
نعرف من خلال ما يرويه الذين حضروا الحفلة بعض الجوانب العامة عن
الشخصيات: زوج الأم مراد الذى يرتبط بعلاقة حب مع سكرتيرته الحسناء نرمين،
الجار ممدوح وزوجته غادة اللذين تسود علاقتهما حالة غامضة من الشك والحب،
الجارة نانسى التى اشتهرت بالزواج من الرجال الأغنياء، تندهش أكثر أن يقوم
الشهود بالفضفضة من أول لقاء للضابط بكلام يمّس حياتهم الخاصة، ونستغرب أن
الروايات المزدوجة ساهمت فى زيادة الغموض، وليس فى تقديم مفاتيح اللعبة، لم
نعرف حتى نهاية الفيلم طبيعة العلاقة بين سارة وشريف رغم أنها محور
الأحداث، فى مشهد تبدو وكأنها تشك فى إخلاصه لها، وفى مشهد آخر تبدو وكأن
الأمر لا يعنيها على الإطلاق.
تتكدس المعلومات، وتزيد الثغرات خاصة عندما يتصل المختطف بالزوج
طالبًا 10ملايين جنيه، نرتاب أكثر فى الزوج عندما يبالغ فى جمع المبلغ رغم
إصرار زوج الأم على دفعه، يزيد الشك فى الزوج عندما يترك مبلغ الفدية فى
إحدى عربات المترو بناء على تعليمات المختطف التليفونية، كان واضحًا أن
هناك نوعًا من التصنّع فى شكوكه، ثم أصبح شريف على رأس القائمة عندما اكتشف
فاروق أن الزوج يعرف نرمين سكرتيرة رجل الأعمال مراد، والغريب فى كل هذه
العلاقات أن الضابط فاروق، الذى أثبت ذكاءه أكثر من مرة، لم يتوقف أبدًا
عند طبيعة العلاقة بين شريف وحسام، خطيب زوجته السابقة.
يقوم وائل عبدالله بإنهاء اللعبة فجأة، اكتشاف جثة الزوجة سارة رغم
دفع مبلغ الفدية، ثم باكتشاف المبلغ عند الخطيب السابق حسام، وهكذا يستنتج
المؤلف بسذاجة أن حسام هو القاتل رغم عدم وجود أى دافع لذلك، المشكلة أن
هذا الاكتشاف جعل كل المعلومات السابقة مجرد ألعاب مجانية، وصولًا إلى
مفاجأة الفيلم الكبرى وهى أن شريف هو الذى دبّر قتل زوجته سارة، وإلصاق
التهمة بخطيبها السابق الذى يكرهه، لماذا فعل ذلك؟
يقول المؤلف فى معلومة جديدة خالص لم يتم التلميح لها من قبل إن الزوج
شريف غير قادر على الإنجاب، وإعلان الزوج عن الحمل معناه ببساطة أنها قامت
بخيانته، ولكن السؤال الذى لم يجب عنه الفيلم هو لماذا قامت بالإنجاب من
رجل آخر مادامت هى قادرة على الانفصال عن زوجها الحالى؟ لماذا تورطت فى
خداع شريف الذى لا تعرف طبيعة علاقته بها؟ الطريف أن شريف سيسأل سارة وهو
يقتلها عن سبب ما فعلته دون أن تجد هى الجواب، لأن الحكاية كلها لعبة
للتسلية تقوم بها شخوص أخرى أقرب إلى قطع الشطرنج، لمجرد أن المؤلف عايز
كدة، وبمقتضى اللعبة، سيتواطأ شريف مع سكرتيرة رجل الأعمال مراد، لمجرد أن
الاثنين يكرهان تلك الأسرة الملعونة، يظل هذا الجزء الأخير تجسيدًا لأرتباك
كل الخيوط، ولخروج المتفرج من اللعبة، لأن كل المعلومات فى الأجزاء الأولى
لا علاقة لها بلغز الفيلم الأهّم، وهو عدم قدرة شريف أصلًا على الإنجاب، لم
يتم التلميح ولو حتى فى لقطة غامضة إلى أهم مفاتيح الفيلم فأصبحنا بالضرورة
خارج الحكاية.
رغم كل هذه الثغرات الواسعة فى فيلم «الحفلة»، فإن الموضوعية تقتضى
منا الإشارة إلى عناصره الفنية شديدة التميز وخصوصًا فى الموسيقىلـ (عمرو
إسماعيل)، والديكور لـ (باسل حسام)، والمونتاج لـ (أحمد حافظ)، كما أن
المخرج أحمد علاء الدين ظل حتى النهاية ممتلكًا لأدواته، وقادرًا على
توظيفها، وهو ما ظهر أيضًا فى فيلمه الأول «بدل فاقد» مع أحمد عز أيضًا،
ولو عثر هذا المخرج على سيناريوهات أكثر إحكامًا، فإنه سيحقق نجاحًا أكبر،
ربما زادت قليلًا مشاهد تكرار لقطات قصيرة من الحفلة فى مشاهد الفلاش باك،
ولكن صورة أحمد مرسى، وبناء المونتاج، وإضافة الموسيقى كان بارعًا وموفقًا
فى معظم أجزاء الفيلم، أما عن الممثلين، فقد خطف محمد رجب الأضواء من
الجميع، ملأ الفيلم حضورًا، وكان واثقًا ومستمتعًا بالشخصية، فى حين بدا
أحمد عز وجومانة مراد فى حالة من الامتلاء الجسدى الذى أثر على ملامح
الوجوه، لدرجة اننا اعتقدنا أن الفيلم من بطولة ممثلين لا نعرفهم من قبل.
لن أعيش فى جلباب زوجى وعائلة أديب
محمد الدوى
أكدت الفنانة منال سلامة أنها لم تعتمد فى يوم من الأيام على زوجها
المخرج والمنتج عادل أديب، أو اسم عائلته وعلاقات وثقل شقيقيه عماد وعمرو
أديب، مشيرة إلى أنها تفضل دائماً الاعتماد على موهبتها وعملها، خاصة أنها
بدأت المشوار من تحت الصفر.
وقالت منال: «أنا من شبرا.. نحن عصاميون..تعبنا كثيراً وما زلنا نتعب
لنكوّن أنفسنا كما يجب فنياً وحياتياً..
وأذكر أننى أيام عرض مسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى» كنت أركب الأتوبيس
والميكروباص.. كنت أرتدى نظارة وأضع «كاسكيت» على رأسى وأدفع ثمن تذكرتين
قرب السائق لئلا يضايقنى أحد، وما إن أفتح فمى حتى يعرفوننى ويقولون «إنتى
ممثلة».
واستطردت، قائلة:»مسلسل ليالى الحلمية، عرض بنجاح هائل لسنوات وما زال
يحقق نجاحاً كبيراً عند إعادة عرضه، وقد ضم أكبر عدد من الفنانين الممتازين
الذين قد يستحيل جمعهم فى عمل آخر الآن، وأكثرهم لم يكن نجماً منفرداً ولا
ممن يتم التوزيع بأسمائهم أو يتقاضون الملايين ولا من نجوم السينما الذين
يحققون أعلى الإيرادات.. لكنهم جميعاً كانوا ممتازين وفى أنسب وأفضل
الأدوار.. وساهم ليالى الحلمية فى إفراز نجوم كبار وكذلك فعلت مسلسلات
زيزينيا، الشهد والدموع وذئاب الجبل ومعظم أعمال الكاتب الكبير الراحل
أسامة أنور عكاشة.
وأضافت منال: البعض قد يرانى عبيطة، فالمفترض أن أتمنى البطولة
المطلقة وأسعى نحو النجومية بدلاً مما أقوله لكم الآن، لكن العمل الجيد
أفضل بكثير من البطولة فى أعمال أقل جودة.
لكن الدراما المصرية تدهورت عندما صارت النجومية والبطولة والأهمية
للنجم الأوحد الذى يستحوذ على النسبة الأكبر من الميزانية ويتم تفصيل العمل
الفنى من أجله ويتدخل فى كل شىء.
أنا موسوسة جداً فى عملى، وأبى المخرج المسرحى الراحل حسن سلامة علمنى
الالتزام الشديد. وقد تعودت على ذلك فى المسرح بالذات،حيث إننى أعمل كل شىء
يمكننى عمله وأتابع خشبة المسرح والإضاءة والتصوير إذا كنا سوف نصور
المسرحية مثلاً. أنا هكذا فى التليفزيون أيضاً وربما يكون التصوير فى
الثانية عشرة فأكون جاهزة تماماً قبله بنصف ساعة بملابسى وماكياجى وكل شىء
رغم أننى أعرف أنه قد لا يبدأ إلا فى العاشرة مساء أحياناً.
إيرادات أفلام هوليوود تتفوق عالميا ومصريا !
ريهام السهلي
تقدم فيلم
A Good Day to Die Hard
من المرتبة الرابعة ليحتل المرتبة الأولى على شباك التذاكر العالمى، محققا
مبلغ 60.6 مليون دولار ليصبح مجموع إيراداته 79.1 مليون دولار. تراجع فيلم
Django Unchained
من المرتبة الأولى إلى الثانية، حيث جمع 13.8 مليون دولار، كما تراجع أيضاً
فيلم
Wreck-It-Ralph إلى المرتبة الثالثة محققا 11.5 مليون دولار، فى الوقت الذى عاد فيلم
Les Miserabes
الى المرتبة الرابعة مع 10 ملايين دولار. أما فيلم
Hansel &
Gretel: Witch Hunters فتراجع إلى المرتبة الخامسة مع 9.4 مليون دولار.
فى أمريكا، تمكن فيلم
A Good
Day to Die Hard من الدخول مباشرة فى المرتبة الأولى محققا 29.3 مليون دولار فى أربعة
أيام وهذا المبلغ متواضع بالنسبة لفيلم أكشن من بطولة «بروس ويليس» وتراجع
فيلم
Identity Thief
إلى المرتبة الثانية مع 27.8 مليون دولار. وسجّل دخول فيلم
Safe Haven مباشرة فى المرتبة الثالثة وفيلم
Escape From Planet Earth فى المرتبة الرابعة، حيث حصد الأول 25.1 مليون
دولار والثانى 21 مليون دولار، فى الوقت الذى تراجع فيه فيلم
Warm Bodies من المرتبة الثانية إلى المرتبة الخامسة مع 10.2
مليون دولار.
أما فى مصر فسجّل أيضاً دخول أربعة أفلام جديدة فى المراتب الخمس
الأول، حيث دخل فيلم
A Good Day to Die Hard
مباشرة فى المرتبة الأولى مع 15484 مشاهدا، كما دخل فيلم
Safe Haven فى المرتبة الثانية مع 3906 مشاهدا وفيلم
Gambit فى المرتبة الثالثة مع 29037 مشاهدا وفيلم
Beautiful Creatures دخل مباشرة فى المرتبة الرابعة حيث شاهده 2348 شخصا. أما فيلم
Broken City
فتراجع من المرتبة الثانية إلى الخامسة مع 2223 مشاهدا.
تداعيــــات الثــــــورة وغــــــــول الإعلانــــات
محمد رفعت
إعلانات التليفزيون أكلت الدراما والبرامج.. وتحولت إلى ديناصور ضخم
يفسد على الناس متعتهم بالمشاهدة، ويقطع تسلسل الأحداث ويمنع التواصل مع
العمل الفنى.. وهذا ما دفع كوميديانا كبيرا مثل محمد صبحى لأن يشترط عدم
قطع مسلسلاته عند عرضها سواء فى التليفزيون المصرى أو الفضائيات بإعلانات
الزيت والسمن.. وجعل قنوات تبشر المشاهدين بيوم معين تعرض فيه الأفلام
والمسلسلات بدون إعلانات.. وأوحى لشركة ذكية باستغلال الموقف وإغراء
المشاهدين بمشاهدة حلقات أحد المسلسلات ملخصاً، مقابل 4 جنيهات
للرسالة..كما جعل بعض المشاهدين ينصرفون عن مشاهدة مسلسلهم أو برنامجهم
المفضل على التليفزيون ويفضلون متابعته على قناة «اليوتيوب» بدون إعلانات!
ورغم أن الإعلانات ليست جديدة علينا، وبدأت مع عصر الانفتاح السداح
مداح، إلا أنها انتشرت وتوغلت وتحولت فى السنوات الأخيرة إلى غول يبتلع
دخول الناس المحدودة فى سلع استفزازية وأشياء لا معنى ولا لزوم لها..
والغريب أن كل شىء فى بلدنا تراجع وتأثر بعد ثورة يناير بسبب عدم الاستقرار
السياسى والكساد الاقتصادى وتدهور السياحة وتراجع حجم الإنتاج الفنى، إلا
الإعلانات خاصة التليفزيونية ، فهى الوحيدة التى لم تتأثر كثيراً بنتائج
وتداعيات الثورة، رغم أن المفروض أنها ترتبط ارتباطاً مباشراً بالحالة
الاقتصادية.
ولكن يبدو أنه هوس الاستهلاك، وعدوى عصر الاتصالات الذى يهدر فيه
البسطاء أموالهم فى الهواء، وينفقون نقوداً هم فى أمس الحاجة إليها على
الرنات والأدعية والمسابقات الساذجة التى يمتصون بها ما بقى من دماء
البلهاء.
وليتها كانت إعلانات استهلاكية واستفزازية وكفى.. إنما وهذا هو الأدهى
والأمر إعلانات لا أخلاقية تهدم القيم وتعبث بالثوابت وتستجدى النكتة
بسماجة واستظراف.. فالطفلة المعجزة ترفس الشاب الظريف لأنه حاول أن ينازعها
على كيس بطاطس ليسقط ومعه كرسيه المتحرك.. والرجل يفضل أن يتكلم بالليل على
أن ينقذ أمه المريضة.. والنجم الوسيم يدفع مطرباً فى النيل حتى لا يشرب
زجاجة مياهه الغازية.. فإعلاناتنا بلا قلب ولا ضمير، وأفكارها المخربة
تتسرب إلى عقول الناس برفق ولصوصية.. ولابد أن ننتبه جميعاً إلى هذا الوحش
الذى يفترس جيوب وعقول وأخلاق الناس.
أكتوبر المصرية في
03/03/2013
زوم
مئة سينمائي يهودي كيف
أصبحوا خالدين؟!
بقلم محمد حجازي
موقع IMDB
نشر لائحة تتضمّن مئة سينمائي من أصول يهودية، ولا ننكر أنّنا فوجئنا ببعض
الأسماء التي لم نكن نعرف فعلياً أنّها كذلك، كما صُدِمنا لحجم وأوزان
الأسماء على مدى تاريخ السينما.
إنّهم مشهورون كثيراً، ولهم أعمال ضخمة، واستطاعوا أنْ يثابروا
ويختطفوا بحضورهم وتواصلهم، وأنْ يفوزوا بأكبر قدر من المشاريع المميّزة
والكبيرة من منتجين يتصدّرون المشهد الثقافي السينمائي، ليحقّقوا نجاحات
نموذجية مع ميزانيات نموذجية في أرقامها.
الفُرص أُتيحت بشكل يسير لهم، وغطّت أخبارهم الصحافة، وعرف القيّمون
على الدعاية كيف يسوّقون نتاجهم، ويجعلونهم في صدارة الأحداث والأخبار..
فهل منّا مَنْ لم يتابع ما قدّمه وودي آلن من خلال سلسلة أفلامه الأولى، ثم
حين بدأ ينقل نتاجه تم التركيز على تركه زوجته ميا فارو والذهاب مع ابنته
الآسيوية بالتبنّي، كذلك عرفنا سيدني لوميت المخرج الذي أحبَّ نيويورك ورصد
مهمّات رجال البوليس فيها، وتم تناول بيلي وايلدر من خلال الحقبة التي عرف
فيها هتلر عام ١٩٢٩، ثم جاء صاحب البرتقالة الآلية «ستانلي كيوبريك»،
والتذكير بما استطاعه في «أوديسا الفضاء» بحيث صار الكلام عن سينما قادرة
على توقّع ما سيحصل لاحقاً من خلاله، وبعده مخرج «كازابلانكا» مايكل
كيرتيز، الذي قدّم أول نتاج له قبل مئة عام بالتمام.
وهل هناك مَنْ هو أكثر شهرة من صاحب «آماديوس» المخرج ميلوس فورمان
الذي عرفه العالم وصفّق لشريطه كما لسينماه لاحقاً، ثم عبارة To Be Or Not To Be
التي تحوّلت عنواناً مع إرنست لوبيتش، وباتت تتكرّر في التعاملات اليومية
كنوع من الترويج لنجاح الفيلم، وبعده مع سيد الإخراج فرتيز لانغ، وصولاً
إلى أشهر مخرج مُعاصِر ستيفن سبيلبرغ الذي أهدى شعبه: لائحة شندلر، عن
الألماني الذي ساعد اليهود (ليام نيسون لعب الدور) إبّان عهد هتلر، ومع
جوزيف مانكياوبكز الذي قال عام ١٩٢٨ «كل شيء عن حواء» ولم يكن تعدّى
التاسعة عشرة من عمره.
وبعد بوب رافلسون، الأخوان كوني، فجول داسان، إلى رومان بولانسكي،
مخيف لم يكثّف حضوره السينمائي، وانشغل العالم بقضية اعتدائه على قاصر التي
ظلّت تلاحقه حتى الأمس القريب، وحين نتحدّث عن الفانتازيا والابتكار نجد
أمامنا ديفيد كرونبنرغ الذي يحمل الجنسية الكندية، وصولاً إلى النمساوي
الهنغاري أوتوبريمنغر، ونتوقّف عند سام ريمي وإيفان ريتمان، إلى آرثر بن،
وهل من أحد يُشكِّك في شهرة وقيمة هؤلاء في عالم السينما.
وهل نقول سيد: سيدتي الجميلة، جورج كوكور، والإنكليزي العالمي مايك
لانغ (أسرار وأكاذيب) ؤلى مايكل مان الذي جمع دو نيرو وآل باتشينو في Heat
إلى هال آشبي، وروب رايمر، وصولاً إلى سام مانديس (جمال أميركي) ميل بروكس،
إلى أوليفر ستون (وول ستريت سالفادور)، والوجه الذي لا يُنسى بول نيومان،
ومايك نيكولر، باري ليفنسون، جون فرانكنهايمر، صموئيل فولر، ويليام فراديكن
The exorcist
باري سوننفيلد (رجل الأسود) المطرب والمثل الفرنسي سيرج غينسبورغ،
وأوليفييه آساياس الذي عرضت له بيروت عدة أفلام خصوصاً آخرها: بعد أيار،
أوليفييه دهان (الذي ينجز اليوم غريس دو موناكو مع نيكول كيدمان، وكلود
زيدي سيد الأفلام الكوميدية في فرنسا، الممثل جيري لويس (لعب مع دو نيرو)
والمفاجئ هنا هو شون بن (زوج مادونا السابق)، الذي كان ممثلاً ومخرجاً في
آن، نانسي مايرز، وميشال هازانافيسيوس، الفائز العام المنصرم بعدد من
الأوسكارات عن فيلمه: الفنان.
هذه الأسماء هي ربع المئة سينمائي يهودي الذين وردت أسماؤهم والسؤال
الذي حاولنا الإجابة عليه: كيف دخلوا الوسط الفني؟، وكيف أُتيحت لهم الفُرص
المتكرّرة؟ كيف نجحوا وتابعوا وعرفوا الشهرة؟ والجواب: إنّ هؤلاء كانت لهم
حظوظ من شركات الإنتاج ودوائر التوزيع والترويج بشكل جعلهم على الدوام
حاضرين على المستوى الأول، ولهم احترامهم والمنابر التي أُعِدَّت من أجلهم
حتى يمارسوا مهنتهم من دون معوّقات.
ومن خلال هذه الماكينة المتميّزة ينجحون ببلوغ أذهان الإعلاميين
والناس وهم يحتلّون الصفحات والمواقع، ويرتاحون إلى المناخ السائد من حولهم
بطريقة تريحهم في عملية الابتكار لهذا الفن الجميل، وبالتالي تتهيّأ لهم كل
الأجواء كي يتحرّكوا براحة، وطمأنينة لأنّهم يدركون أنّ هناك من قلبه عليهم
وعلى نتاجهم ويضمن لهم الترويج حتى، وإن كانت المادة متواضعة نسبياً.
عروض
كيدهن عظيم حين تدخل المصلحة على العاطفة والجنس ويكون الفوز للأكثر
تماسكاً
أراد مقاضاتها ثم أصبح صديقاً لمعاناتها .. وجنوب إفريقيا غير آمنة...
باقة من الأفلام الجديدة موزّعة على صالاتنا، اخترنا منها ثلاثة
للإضاءة على مناخها، أما الباقية الممديدة فقد تناولناها سابقاً.
Side Effects
لـ ستيفن سودربرغ الذي قام أيضاً بمهمتَيْ إدارة التصوير والمونتاج،
عن نص لـ سكوت. ز. بيرنز الذي جاء على رأس منتجي الشريط مع لورنزو دي
بونافنتورا، وغريغوري جاكوبس، والنتيجة فيلم ذكي، متماسك، فيه خيوط متشعّبة
كثيرة، لكنه يمشي بثقة بينها مع أربعة ممثّلين مميزين في شخصيات فاعلة
ومتقلّبة.
-
روني مارا في الدور الرئيسي إيميلي تايلور، التي كادت أنْ
تتخلّى عن كل مَنْ حولها حتى عريسها الشاب مارتن (شانينغ تاتوم) من أجل
مصالحها المادية، بعدما اخترعت مرضاً نفسياً، كي تصل إلى مبتغاها وتقتل من
دون أي حساب فكان الضحية الأولى مارتن الخارج حديثاً من السجن، الذي تلقّى
عدداً من الطعنات من إيميلي التي شهدت بأنها لا تعرف ماذا حصل، ومن آذاه،
وتبين لاحقاً أنّ خطة مدبّرة اوصلت إلى هذه النتيجة.
-
كاثرين زيتا جونز في شخصية الدكتورة فيكتوريا سيبرت، ومتخصّصة
في الطب النفسي، وقعت في غرام إيميلي وباتت قابلة لأي فعل معها، ومن أجل
ذلك، ولتأمين عنصر الخلوة بينهما مهّدت لها بتخطيط عملية قتل مارتن الذي
مات رخيصاً.
-
الثالث في اللعبة الجهنمية هو الدكتور جوناثان بانكس (جود لو)
الذي لم يكن على وفاق جيّد مع زوجته جوان (ميشيل فيرغارامور) وتقرّب من
إيميلي التي ارتاحت أيضاً لمناخه وتواصلا معاً، لكن جاءت العلاقة على حساب
فيكتوريا التي وقعت في فخ إيميلي عندما جاءتها ولهانة بها فبادلتها شوقاً
بشوق، وكان معها جهاز تسجيل وقوة من البوليس تنتظرها عند الباب ٤ وتم
اعتقالها.
أجواء متداخلة، تبقى فيها المرأة العنصر المحرّك والأقوى في اللعبة
كلها، والحقيقة أنّ الممثلة مارا هي الرابحة الوحيدة في الفيلم، حيث برزت
كممثّلة متميّزة جداً، وعرف كيف يختارها مخرج في خبرة سودربرغ، مع موسيقى
لافتة جداً لـ توماس نيومان.
Identity Thief
لـ سيث غوردن عن سيناريو لـ غريغ مازين، وجيري آيتن مع سبعة مساعدي
مخرج، في بطولة وإنتاج لـ جايسون باتمان في دور ساندي باترسون الذي يشعل
منصب نائب مدير في إحدى الشركات الكبرى، والذي يُفاجأ بأنّ حسابه المصرفي
يقل، وتصله فواتير لا علم له بها، ويبدو متورّطاً في قضايا غير قانونية،
الأمر الذي يدفعه لمباشرة عملية مراقبة ما يدور حوله، ليعرف أنّ وراء كل
هذه الأجواء سيدة تعمل سائقة تكاسي، وهي قوية ومرتفعة الصوت وسمينة جداً.
وعندما تصل الأمور إلى حد طرده من عمله، لأنّ المؤسسة ليست قادرة على
تحمّل كل هذه الإساءات، يطلب إعطاءه أسبوعاً واحداً يقوم خلاله بمعالجة هذا
الموضوع شخصياً، فيسافر إلى ولاية ثانية حيث تُجري المرأة كل عملياتها،
ويصل إليها من خلال التعقّب القريب، لكنها في البداية تنجح في الإفلات منه،
ثم يطاردها ويوقع بها.
وبعد أخذ ورد راحت تعترف له بما هو حاصل معها، خصوصاً أنّها تربّت في
حضانة أيتام، ولا إسم لها، ولا تعرف مَنْ أمها وأبوها، وبالتالي فهي تبحث
عن أي إسم يُطلق عليها، واستهواها إسم ساندي باترسون فاتخذته خاصاً بها،
وبحثت عن تولبع له حتى عرفت، رقم البطاقة الشخصية والائتمانية قبل أنْ
يتحرّك ساندي ويضبطها ثم يجبرها على العودة معه إلى منزله، على ان يصطحبها
معه إلى مكان عمله لتبرئة نفسه من أي أعمال مُخلّة، وفعلاً يعيدها معه ويضع
زوجته تريش (آماندا بيت) في صورة وضعها فتنام في منزله ليلة ليستيقظ ولا
يجدها في المنزل، ويذهب إلى مكتبه لإعلان فشله أمام رئيسه فيجيئه الجواب
بأنّ المرأة سبقتك إلى هنا، وها هي مع رجال البوليس توقّع إقراراً بأنها هي
وراء كل ما حصل لـ ساندي، وبالتالي يقودونها إلى السجن.
وآخر المشاهد للزوجين يزوران المرأة في سجنها وكأنما بات لهذه المرأة
أقارب وزُناس يحبونها ويريدون لها الخير.
شارك في التمثيل: جون فافرو تي آي، جينيس، رودريغز، موريس شاستنت، جون
شو، وروبرت باتريك.
Vehicle 19
-
شريط آكشن عادي جداً أخرجه عن نص له موكوندا مايكل سافران، عن
فكرة تروي حكاية مُحرَّر من السجن يُدعى مايكل وودز (بول والكر) الذي يكون
في عاصمة جنوب إفريقيا جوهانسبرغ، ويجد في انتظاره سيارة مسُتأجرة، وفيها
صبية جميلة تدعى راشيل شابانغو (نعيمة ماكلاين)، وفي كل لحظة تنشأ مسألة
جديدة أمامه، حيناً يعثر على مسدس، وأخرى حيث يلاحظ أنّ سيارات تطارده،
ويحاول مَنْ فيها قتله.
ويظل يقود السيارة، فتصاب راشيل برصاصة في صدرها.. وتظل اللعبة على
هذا المنوال حتى آخر لقطة في عمل بطيء لا يقول شيئاً مفيداً.
مع والكر، غيس دي فيلليه، ليلى ميدريان، تشيبو ماسيكو آندريان ماسيف،
ماغاليسو نغيما، وايرنس كوبابي.
اللواء اللبنانية في
04/03/2013
حقوق الإنسان في السينما الوثائقية
السينما الوثائقية في الكفاح من اجل حقوق الإنسان
الياس توما/ براغ:
تحولت العاصمة التشيكية براغ إلى عاصمة مؤقتة للسينما الوثائقية
المتخصصة بموضوع حقوق الإنسان من خلا ل استضافتها من جديد للدورة الخامسة
عشرة لمهرجانها السينمائي الدولي " عالم واحد " على مدى تسعة أيام.
وتشارك في مهرجان هذا العام 102 فيلما من 30 دولة تتحدث عن قضايا
إنسانية تمس 60 دولة أما الموضوع الرئيسي للمهرجان هذا العام فهو مظاهر
التعصب وعدم التسامح الأمر الذي تم اختياره حسب مديرة المهرجان هانا
كولهانوفا بسبب تزايد مشاكل العنصرية والكراهية والخوف من الآخرين في
العالم.
وتعرض الأفلام المشاركة في مهرجان هذا العام ضمن 12 تصنيفا تتضمن
المسابقة الرئيسية وتصنيف لكم الحق أن تعرفوا وتصنيف هل تخشون من التعصب ؟
وتصنيف قوة الإعلام وتصنيف التأثيرات الجانبية وتصنيف الطرق نحو الحرية كما
ستعرض الأفلام أيضا ضمن تصنيف " ما تسمى بالحضارة " وتصنيف بانوراما الذي
ستعرض في إطاره الأفلام التي تم تقديرها في المهرجانات السينمائية الدولية
الأخرى كما ستعرض بعض الأفلام ضمن تصنيف لماذا الفقر ؟ وتصنيف أفلام قصيرة
وتصنيف نظرة تشيكية إضافة إلى تصنيف يحمل عنوان عالم واحد للأطفال.
وقد انطلقت فعاليات مهرجان هذا العام بعرض فيلم القلب الشجاع لكاري
اني موي الذي يتحدث على خلفية الانتخابات الطلابية عن جوهر الساحة السياسية
في النرويج كما سيعرض في إطار المهرجان فيلم " المحافظة على الوجه " ضمن
تصنيف بانوراما وهو الفيلم الذي حصل على جائزة الاوسكار ويتطرق إلى قضية رش
المواد الحارقة على وجوه النساء في الباكستان.
وستستمر فعاليات المهرجان حتى الثالث عشر من هذا الشهر في براغ ثم
تنتقل عروضه إلى 40 مدينة تشيكية بعدها ستعرض في بروكسل وفي 10 مدن أخرى في
العالم.
وترافق عروض المهرجان ندوات وحوارات مع مخرجي هذه الأفلام حول القضايا
المعاصرة لأفلامهم ومشاكل القوميات والمجموعات والأشخاص التي تم تناولها في
أفلامهم.
يذكر أن هذا ا لمهرجان يعتبر المهرجان السينمائي الدولي الأكبر في
العالم الذي يتخصص بموضوع حقوق الإنسان ويشاهد عروضه أكثر من 100 ألف مشاهد
لأنه يعرض في المدارس أيضا إضافة إلى دور السينما بهدف زيادة الوعي لدى
الطلاب بموضوع حقوق الإنسان.
إيلاف في
04/03/2013 |