حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

حوارٌ مع الناقد السينمائي "محمد رُضا" حول "دليل السينما العربية، والعالمية"

أجراه صلاح سرميني ـ باريس

 

في مُدونته "ظلال، وأشباح" الثرية، والمُتجددة دائماً (أفضل مدونة سينمائية عربية على الإطلاق)، كتب الناقد اللبناني "محمد رُضا" :

ـ لمن يسأل عن "دليل السينما العربية، والعالمية، ومتى سيُوزّع، سأكون شجاعاً، وأعلن أن الناشر "عبد الله الشاعر"، وأنا تكبّدنا إلى الآن متاعب جمّـة في سبيل تأمين توزيعه، تفاوض الناشر مع عدد من الموزّعين المعروفين في المنطقة العربية، فإذا بشروطهم من نوع التعجيز. معظم شركات التوزيع هي بدورها سارقة جهود، يريدونك أن تدفع 40 إلى 50 بالمئة من التوزيع (أيّ سوف يردّون إليك نصف ما قبضوه من بيع الكتاب)، وفوق ذلك الشحن، بالنتيجة دخل الناشر من الكتاب يتراوح ما بين 30 إلى 25 بالمئة، وهي لا تغطّـي تكلفة النشر، وبالتالي لا أرباح له، ولا للمؤلّـف، لكن أنا لستُ سائلاً، لأني سأموت فقيراً كما حييت، لكن ما ذنبه هو؟

ـ زيادةً على ذلك، ترفض شركات التوزيع إعلامك بالأعداد الفعلية لما تمّ بيعه من الكتاب، رُبما تبيع 500 نسخة في مصر في الأشهر الثلاث الأولى، أو 1000 نسخة في السعودية، لكنها ستعود إليك لتقول بعنا 100، أو 150 فقط… أيّ سيأكلونك حيّـاً، يفصلون الدين عن الدنيا لمصلحتهم، ويربطون الدين بالدنيا حين يكون ذلك مفيداً لهم، كيف تربح جولتك مع مثل هؤلاء؟

ـ بالنتيجة، تحارب لصوص النقد، ولصوص النشر، وإنجح يا فالح في مراميك لترفع من قيمة الثقافة، والثقافة السينمائية، إذاً لقراء "محمد رُضا"، والراغبين في الحصول على نسخة من الكتاب، هناك موقع سيعلن عنه قريباً بإسم The Book Of Cinema سيمكنه بيع الكتاب لمن يطلبه، وأعتقد أن هذه ستكون الطريقة الوحيدة لاقتنائه للأسف، وسأتابع معكم تطوّرات هذا الموقع الذي سيكون شاملاً، وليس حكراً على "كتاب السينما" فقط.

ـ هناك نقاد كتبوا، وصحافيون كتبوا، ونقاد قرروا أنهم لا يريدون الكتابة، حين تهدي نسخة لأحد لا يجب أن تربط الهدية بمساومة، أهديك نسخة شرط أن تكتب عنها، لكن هؤلاء النقاد الذين لم يكتبوا يجب أن يذكروا سبب إحتجابهم عن الكتابة في رسائل خاصّـة، أنا لا أطلب من أحد أن يكتب عنه سلباً، أو إيجاباً، لكني أحب أن أعرف سبب عدم كتابته، ليست نهاية الدنيا إذا قرر أنه لا يريد أن يكتب، لكنه موقف، والموقف متعلّـق بي.

ـ هل تصدّقون أن واحداً من الزملاء قال أن الكتاب لم يعجبه، حين سألته السبب قال : "هناك أخطاء عديدة في أسماء المخرجين"، سألته عن مثل، فأجاب أنه لاحظ ذلك حين ذكرت إسم مخرج فرنسي مرّة بالهمزة، ومرّة بدون همزة، "صحيح ؟ أهذا هو سبب قرارك بعدم الكتابة؟" الكتاب أكثر من 300 صفحة، وكل همّـه هو أن الهمزة طارت من فوق، أو تحت إسم ما.

ـ أحد الزملاء الذي أقدّرهم كتب ضد كلمة إستخدام "دليل" عوض "كتاب السينما" كما كان إسم كتبي السابقة، هذا من بعد أن سألني، وأخبرته أنه قانونياً في دولة المنشأ (الإمارات العربية المتحدة) كان علينا تسميته بالدليل، لأنه حمل بعض الإعلانات، وذلك حسب توصية المسؤولين. لكنه رغم ذلك يكتب أن التسمية خطأ، هو وآخرون أعابوا على أن عدد الأفلام العربية في الكتاب أقل من الأفلام الأجنبية، طبعاً هو أقل لأن هذا هو معظم ما شاهدته من أفلام عربية، العدد الإجمالي بلغ 81 فيلماً عربياً، هل هناك كتاب نقدي حديث فيه أكثر من ذلك؟ لا، إلى هذه الحقيقة هناك مسألة أن عدد الأفلام الأجنبية التي نقدتها في محيط الـ 260 فيلم، وهذا طبيعي، الأفلام الأجنبية قادمة من عشرات الدول، الأفلام العربية من عشرة.

ـ موضعي حيال كل ذلك هو موضع المخرج الذي يصنع فيلماً فإذا به : ممنوع من التوزيع، منتقد لأشياء ليست صحيحة، أو غير كاملة الإستيعاب، والجمهور لا زال بعيداً عنه، هل سأكتب كتاباً آخر؟

***

في هذا الحوار المُتبادل مع الناقد السينمائي اللبناني "محمد رُضا" إجاباتٌ على كلّ التساؤلات التي تدور حول "دليل السينما العربية، والعالمية".

·     تفتتحُ الدليل بقراءةٍ صادمة بعنوان "عامٌ في السينما العربية، وقائع سينما مهددة"، لا ينقصها التشاؤم، ألا تمنحكَ ثورات الربيع العربي قدراً ضئيلاً من التفاؤل بمستقبلٍ "ثوريّ" للسينما العربية تجعلها تصل إلى أكبر المهرجانات العالمية، وتنافس أعظم المخرجين،...؟

ـ إستندتُ في قراءتي تلك إلى ما تمرّ به صناعة السينما في العالم العربي، لا يهمّ كثيراً، في رأييّ وفي هذا الصدد، كم فيلم يتمّ صنعه هنا، وهناك، وكيف يجهد المخرجون العرب بحثاً عن التمويل، ثم بحثاً عن فرص العروض، ولا حتى كم من الأفلام المُنتجة يصل إلى المهرجانات، وكم منها لا يصل، ما يهمّ هو التركيبة الإنتاجية/ الصناعية/ التسويقية ذاتها… إذا لم تكن هذه بخير، فإنّ السينما ليست بخير، بل هي- في أحسن الظروف- تمرّ بفترةٍ تنشط عاماً، وتتراجع في عام آخر، خصوصاً إذا ما نظرنا إلى الجيّـد، والمُميّـز فعلاً بين كلّ ما يتمّ إنتاجه.

الإنتفاضات الشعبية التي انطلقت مشكّلة ما تمّ تسميته بـ"الربيع العربي" لم تعش طويلاً لتشهد إنتصاراتها، استولت عليها الجماعات التي تحارب لأجندات خاصّة ليس منها ما هو "شعبيّ"، ولا هو تعبير عن إنتفاضة ضدّ الرئاسات الدكتاتورية، وهذه الجماعات لا تكنّ للسينما إلاَ العداء، لأنّ كلّ شيءٍ في بالها عورة، وحرام، وللجنّـة باباً واحداً هو الباب الذي يعتقد أفراد هذه الجماعات أنه سيُخصص لهم.

مبروك عليهم هذا الإعتقاد، لكن يقيني أنّ الباب الذي سيدلفون منه هو باب آخر يدفعون فيه ثمن الضحايا الأبرياء الذين تسببوا بهلاكهم، وهناك، على الغالب، سيلتقون بمن كانوا يحاربونهم، ويشتركون معهم في المصير نفسه.

وشخصياً، لا أعرف كيف أتفاءل، ولا كيف أتشاءم، أنظر إلى الحياة بعينيّن واقعيّتين، وهذا يكفيني

·     أعرفُ بأنك لا ترتبط بأيّ علاقة مصالح مع المشهد السينمائي في دول الخليج، وفي الدليل تًصرّح بأنّ مؤشرات التفاؤل تأتي من هناك، وخاصةً الإمارات العربية المتحدة، هل لكَ أن تفسر لنا هذا الغزل المُبطن رُبما ببعض المكاسب، والمنافع الشخصية، والإحترافية ؟

طبيعياً، أُنظر إلى باقي الخريطة العربية، هل تجد اهتماما بالثقافة، والفنون أكثر مما هو ممارس فعلاً في دولة الإمارات العربية المتحدة، وبعض دول الخليج الأخرى؟ 

·        هل تجد إهتماماً حقيقياً بتنشيط، وتفعيل العمل السينمائي في أيّ دولة أخرى؟ 

لكن في سؤالك تناقض، ثمّ اهتمام، أولاً : تنفي عني أن لديّ إرتباطاتٍ مصلحية، ثم تتساءل عن تفسير لهذا "الغزل المُبطّـن رُبما ببعض المكاسب، والمنافع الشخصية"، هل لي أن أمارس الجانبين في وقتٍ واحد، فأكون بلا مصالح، وبمصالح معاً ؟ 

أترك لكَ قناعاتك، أما قناعتي، فهي أنه إذا ما كان هناك حركة سينمائية قابلة لتطوّر صحيح في المنطقة العربية، فهي هناك لدى القوم الذين يسعون للوصول بالسينما ثقافة، وصناعة إلى مستوى يحقق طموحاتٍ وطنية، وفي هذا السبيل تمّ تأسيس مهرجاناتٍ لها ورش عمل، وأسواق، وتظاهرات، وتجمع حولها المواهب، وتعرضها على متخصصين، وتمّ إنشاء مؤسساتٍ تعمل في هذا الإتجاه، طبعاً ليست كلّ الخطوات إنجازية، وهناك تقصير، وثغرات، لكن الرحلة بدأت، وإلى الآن متواصلة.

·     القراءة التي كتبتها تحت عنوانٍ شامل "عامٌ في السينما العالمية"، هي، في الحقيقة، تخصّ السينما الأمريكية حصراً ؟

هذا خطأٌ أعترف به، ولو أنّ لديّ مبرراتي، كنتُ كتبتُ "عامٌ في السينما العالمية" حين كان من المُقرر للكتاب أن يصدر قبل أشهرٍ من صدوره، وانتبهتُ حين اقترب موعد الصدور أن المعلومات التي وضعتها أصبحت قديمة ما اضطرني إلى حذف الكثير من دون أن يكون لديّ الوقت الكافي لإستبدالها، تعلم أن إحصاء الإتجاهات، والتيارات، والإنتاجات حول العالم أمرٌ يتطلّب وقتاً، وهذا ما لم أملكه.

·     يبدو بأنّ تقريرك عن مهرجانات السينما العربية 2012 منقوصاً، حيث اكتفيتَ بالبعض منها، وتفاديتَ الحديث عن أخرى.

تسأل كما لو أنّ هذا الكتاب كان لديه مراسلون، ونقاد في كلّ منطقة عربية أمّوا كلّ المهرجانات المهمّة، ونصف المهمّة، لكنه اختزل كلّ هذا الجهد في حفنة من المهرجانات التي وجدت طريقها للنشر، كيف أكتب إنطباعي عن مهرجان لم أحضره لا في دورته الأخيرة، ولا قبلها ؟ هل أنقل عن الإنترنت كما يفعل الآخرون ؟

·     هل حققت المهرجانات العربية في الدول الغربية طموحاتها ؟ في هذه القراءة تشير إلى مهرجاناتٍ معينة، وتُغفل أخرى، وأجد هذا السؤال الكبير يحتاج إلى إجابةٍ مُعمّقة

للإجابة على هذا السؤال، وعلى نحوٍّ مُعمّـق، لابدّ من النظر إلى المقصود بعينه حينما يقرر شخص، أو فريق إقامة مهرجان عربي في بلد غير عربي :

هل يريد أن يُنجز ذلك حبّـاً بالسينما، أو بالسينما العربية على وجه التحديد، أو بنفسه، ورغبة منه في أن يقدّم نفسه للعالم بأنه صاحب مهرجان؟

·        ماذا كان يعرف عن السينما من قبل ؟ ما هي بالنسبة إليه ؟

ثمّ كيف حدث أنّ معظم من أقاموا المهرجانات العربية في الخارج لم يكترثوا للتميّـز، بل انساقوا في تناسخ تامّ، فإذا بحفنة الأفلام العربية تنتقل من بلدٍ لآخر كما لو أنها حقائب تائهة.

المهرجان الوحيد الذي كانت لديه أجندة جيّدة، وهوية تصلح لأن تستمر كان "بينالي السينما العربية" في باريس الذي أوجده الناقد الراحل "غسان عبد الخالق"، وورثته الناقدة الزميلة "ماجدة واصف"، وهي بالفعل نجحت في تطويره لسبب مهم : هي واحدة من المديرين القليلين جدّاً في مهرجاناتنا العربية (داخل، وخارج) الآتين من مهنة النقد السينمائي، تلك المدرسة التي لو استطاع مدراء مهرجانات كثيرون الإستغناء عنها لفعلوا، سابقاً ما حاول منتجون، ومخرجون أكثر عدداً تهميش النقد السينمائي، وفشلوا.

هل كان ينقص السويد مجموعةً من الأفلام العربية التي تُعرض فيها ؟

·     هل استطاع روتردام إثراء ثقافة المشاهد الهولندي إلى حيث بات يعرف الآن أكثر مما يعرفه فيما لو جلس إلى شاشة التلفزيون؟ ثمّ هل هي، وأمثالها مهرجانات، أم تظاهرات ؟

للنجاح هناك قواعد، ولا أرى ما يكفي من القواعد الفعلية تستطيع إنجاح أيّ تجربة من هذا النوع.

لقد اخترتَ العنوان "دليل السينما العربية، والعالمية"، ولكننا لن نعثر على معلومات عن عموم الأفلام العربيّة، والأجنبيّة التي تمّ إنتاجها في عام 2012، بينما العنوان "كتاب السينما" هو الأنسب، لأنه يتضمّن تلك التي شاهدتها خلال فترة محددة.

مرّةً أخرى تتحدّث كما لو أنّ الجهد المبذول ليس جيّداً، لأنه ليس شاملاً، عدم الشمول نقص، ولا علاقة له بجودة المنشور، والسؤال مكرر، لذا ستكون الإجابة عليه متكررة، الأفضل العودة إلى السؤال الرابع.

إلى ذلك إختيار كلمة دليل، وقد سبق لي أن ذكرت ذلك في واحدة من محادثاتنا الهاتفية، تمّ بناءَ على قانون المطبوعات التي تساءلت عن كيف يمكن لـ"كتاب" سينما أن يحتوي إعلانات، وطلبت تغييره إلى "دليل"، هذه أعتقد ثالث مرّة أخبرك ذلك، لكنك تُعاند، لديك هواية غريبة في تكرار المشهد الذي في بالك رُبما تأثراً منك بالسينما الهندية.

في تقريركَ عن "المهرجانات العربية، رفاق، ومتنافسون"، تُشير إلى أكثر المهرجانات شهرةً، وتًسجل جوائزها، هناك مهرجانات تابعتها بنفسكَ، وأخرى قرأتَ عنها، وأعتقد، بأنّ "دليلاً ما" يجب أن يتضمن كلّ المهرجانات العربية التي انعقدت خلال عام، أو على الأقلّ، إدراجها وُفق تاريخ انعقادها.
لقد حددتُ قبل تناول كلّ مهرجان على حدة بأنّ العدد هو خمسة عشر مهرجاناً، هذا يضع القاريء أمام إعلانٍ صريح بأنّ باقي الـ  3985 ليست موجودة، ثم أن هناك نوعين من المراجعات، واحدٌ شاملٌ إلى حدٍ بعيد، وآخر يردّ على أساس قائمة.

·     في القراءة عن المهرجانات الدولية، تُشير أيضاً إلى دزينةٍ منها، ورُبما كان من الأفضل أن تتحدثَ عن تلك التي تابعتها بنفسك ؟

(ملاحظة : يبدو بأنّ الناقد محمد رُضا نسي الإجابة على هذا السؤال، أو طار في زحمة المراجعة)

·     هل هناك ضرورة ما في إدراج جوائز المناسبات العالمية، وأعياد السينما بعد شهورٍ من معرفة نتائجها، وهي متوفرة دائماً في صفحات الأنترنت ؟

يا ريتك لم تشتري الكتاب، ويا ريتك لم تُعلّـق عليه من الأساس، أنتَ تطالب بدليلٍ أكثر شمولاً ثم تتساءل عن السبب في إيراد جوائز، ونتائج متوفرة على صفحات الإنترنت، وهل هناك ما هو غير متوفر على الإنترنت ؟ لو كنتُ سأفكر بما هو متوفر، وبما هو ليس متوفراً لما كان للكتاب كله ضرورة.

وجدتُ فصل "السينما العربية" بأنه الأكثر هشاشةً في الدليل، حيث يتضمّن ملاحظاتٍ لم تصل إلى مستوى تلك القراءات التي خصصتها للأفلام الأجنبية.

·     لا أستطيع أن أناقش هذا الموضوع، لأنّ السؤال غير واضح، هل لديك تحديداً لما هو هش ؟ هل  ـ مثلاً ـ النقد الوارد عن فيلم "أسماء" هشّ، أو عن  "أياد خشنة" ؟ هل الهشاشة هي تقسيم الأفلام إلى تسجيلي، وروائي عوض دمجهما ؟ 

هناك أفلام تكتب عنها مساحة أكثر من أفلام أخرى، وهذا طبيعي، فهل هذا التفاوت يعني هشاشة؟

·     ـ لقد شاهدتَ ما توفرَ لكَ من الأفلام العربية في مناسباتٍ محددة، وتبدو قليلة العدد (31 فيلما روائياً طويلاً، 18 فيلماً تسجيلياً، و15 فيلماً روائياً قصيراً) بينما وصلت حصيلة مشاهداتكَ من السينما العالمية إلى (186 فيلماً روائياً طويلاً، 10 أفلام تسجيلية، و8 أفلام رسوم متحركة) وكانت تقاريرك عنها أكثر تحليلاً، دقة، واهتماماً.

هناك 301 فيلم روائيّ أجنبي، وعشرة تسجيلي، وتسعة أنيماشن، هناك نحو 40 فيلم آخر من إنتاج 2012 لم يتسن لي الوقت للكتابة عنها، كلّ ذلك طبيعي، السينما العربية هي المُقصّـرة في وصولها لا إلى الناقد فقط بل إلى الجمهور ذاته، وهي معذورة لأنّ المشكلة ليست في صانعيها بل في التركيبة الإنتاجية - التسويقية ذاتها حيث طريق الأفلام العربية الجيّدة الوحيد هو إما عروض محليّة، أو مهرجانات، في الكتب المُقبلة سيكون هذا التفاوت موجوداً، ليس لأيّ سبب آخر إلا لأن عدد ما أشاهده من الأفلام العربية أقلّ بالطبع مما أشاهده من أفلام عالمية، هناك أربعة عشر دولة عربية تنتج أفلاماً (وبعضها فيلماً واحداً كلّ عامين)، و80 دولة عالمية في موازاتها، طبيعي أن يكون هذا التفاوت موجوداً.

·     في الفصل الرابع "المًفكرة"، وتحت عنوان "شاشات الأمس"، كتبتَ ملاحظاتٍ عن أفلام عربية، وأجنبية شاهدتها خلال عام 2012 ، وعلى حدّ علمي، أنتَ تشاهد أفلاماً أكثر بكثير لم نجدها في هذه "المفكرة" التي احتوت على 11 فيلماً طويلاً فقط ؟

مقدمه هذا الفصل توضح بأنّ المرغوب هنا هو تقديم فيلم من كلّ عقد، لذلك هي إحدى عشر عقداً، وإحدى عشر فيلماً، أكثر من ذلك يعني كتاباً منفصلاً بلا ريب.

·        لا أجد جدوى من إدراج قائمة بإصدارات أفلام في أقراص مدمجة، وتخصيص بعض الصفحات لها.

هذه طريقتي لأحشر أفلاماً أخرى، تعلم إنه لم يتسنى لي إصدار هذا الكتاب منذ أربع سنوات، لذلك حاولت تعويض بعض الغياب بهذا القسم.

·        الفصل الذي تخيرتَ له عنوان "الوداع الطويل، العرب، والأجانب"، وجدته نهاية كئيبة للدليل .

هؤلاء ماتوا، ..تبكي، ..تفرح،..تعتبر أن وجودهم نوع من ردّ المعروف، وذكرى جميلة، أو تكتئب أمر يعود إليك، لا أتصور  أنّ الغاية وراءه ليست واضحة، لو أستطعت إحصاء كلّ شيء سينما، ووضعه في كتاب كلّ سنة لن أتأخر، وهذا الفصل عندي مهم من حيث أنه يأتي لاستكمال الرصد قدر المُستطاع.

·     في الدليل تنتقل من قراءةٍ عن السينما العربية، إلى أخرى عن السينما العالمية، يتبعها تقارير تتضمّن معلوماتٍ خبرية/توثيقية تجاوزها الكتاب، ويمنح القارئ المُتخصص الانطباع بأنّك تتعامل مع مطبوعتك كدليل، كتاب، ومجلة.... على سبيل المثال، لن يعود القارئ إلى الكتاب لمعرفة جوائز المهرجانات، وسوف يتوجه مباشرة إلى محركات البحث في الأنترنت كي يحصل عليها فوراً بدون معاناة البحث في مكتبته الورقية.

ـ أعتقد أن هذا مردود عليه عبر الجواب على سؤالك الثامن.

(ملاحظة : يُرجى العودة إلى الإجابة عن السؤال الثامن).

·     يتماشى تقريرك عن المهرجانات العربية في الدول الغربية مع خطةٍ تحريرية لمجلة شهرية، أو موقع متخصص.

رُبما

·     يمكن إزاحة تقرير "عامٌ  في السينما العربية" كي يصبح مقدمة الفصل الثاني "السينما العربية"، وبالمُقابل، يمكن نقل تقرير "عامٌ في السينما العالمية"، ويصبح مقدمة الفصل الثالث "السينما العالمية"، بينما يمكن وضع تقرير "المهرجانات العربية.." في ملحقٍ خاصّ نهاية الدليل، يلحقها تقرير "هل حققت المهرجانات العربية في الدول الغربية طموحاتها"، وجوائز المهرجانات، وأيّ تقرير توثيقيّ آخر، مارأيك 

أشكرك على هذه الأفكار، سأعود إليها لأدرسها حين أستعد لإصدار العدد المقبل (إذا ما وجدت التمويل مرّة أخرى). أعتقد أن الكثير من التغييرات ستتم. حضّـر إسئلتك منذ الآن.

هوامش :

أسئلة بدون أجوبة

ـ وجدتُ إجاباتكَ أطول من أسئلتي، ما رأيك بأن نطلب من إدارة موقع الجزيرة الوثائقية إقتسام المكافأة ؟

ـ ......

ـ بعد هذه الأسئلة الإستفزازية، والأجوبة الأكثر إستفزازاً، مارأيك بأن يعلن واحدنا الحرب على الآخر ؟

ـ .......

للقراءة أيضاً :

دليل السينما العربية، والعالمية للناقد محمد رضا 

http://doc.aljazeera.net/followup/2013/02/201322682922768625.html

دليل السينما العربية، والعالمية، القراءة من كلّ الاتجاهات

http://doc.aljazeera.net/followup/2013/03/20133581840267720.html

الكلاسيكي التسجيلي" بريد الليل"

إعداد عدنان مدانات

يعتبر الفيلم التسجيلي الكلاسيكي" بريد الليل"( عام1936)، من أول الأفلام التسجيلية التي سعت لتطبيق مفهوم المخرج البريطاني جون غريريسون المتعلق بوصف السينما التسجيلية بأنها المعالجة الخلاقة للواقع ومن أكثر الافلام التسجيلية تمثيلا لرؤيته. كان مفهوم جون غريرسون يستند إلى رؤيته الفلسفية التي تهدف إلى مزج السينما ذات المضمون و التوجه الاجتماعي مع منجزات الفن السينمائي. فيلم" بريد الليل" الذي  يصور رحلة قطار البريد الملكي الليلية من لندن إلى سكوتلاندا أحد أكثر أفلام "حركة الفيلم التسجيلي البريطاني" تقديرا من قبل النقاد، وهي الحركة التي أسسها جون غريرسون، و إضافة إلى ذلك كان الفيلم من بين أكثر الأفلام التسجيلية نجاحا من الناحية التجارية.

يتحدث فيلم" بريد الليل" عن خدمات مكتب توزيع  البريد وكيف يتم تجميع الرسائل و توضيبها ونقلها بواسطة القطار، ويصور الفيلم انطلاق قطار البريد و توقفه عند مختلف المحطات لاستلام و تسليم البريد ويصور الفيلم العربة داخل القطار حيث يجري توزيع الرسائل في الصناديق وفق مكان إرسالها، ففي حين يكون الناس نائمين يكون عمال البريد في حالة انشغال.

بدأت فكرة الفيلم كمشروع طرأ على بال جون غريرسون وطرحه على المخرجين بازيل رايت و هاري وات وكان الهدف من الفيلم تعريف عامة الناس بكيف تجري عملية توزيع البريد عبر البلاد وكان مطلوبا من الفيلم بالتالي أن يحتفل بنجاعة النظام البريدي و بالأشخاص الذين يعملون فيه. كان الهدف من وراء إنتاج هذا الفيلم موزعا بين الرغبة في تصوير فيلم واقعي نمطي يروج لمكتب الخدمات البريدية وهدف آخر أكثر طموحا يتضمن محاولة تجريبية في مجال استخدام الصوت وخاصة صوت الراوي و الأسلوب الفني وتقنيات المونتاج.

يبدأ الفيلم بصوت بوق ثم يليه سرد جاف مفصل للحقائق حول كم من الرسائل يحملها القطار و كيف يجري ترتيبها في هذا الفيلم. استعراض العمل اليومي يصور بطريقة واقعية تتخللها لقطات شعرية ومعبرة للقطار الذي نتابع سيره بالتوازي مع أسلاك التليغراف وخطوط سكة الحديد. هناك لقطات من الأعلى مصحوبة بصوت المعلق الذي تشبه نبرة صوته نبرة صوت مذيع  نشرة الأخبار الذي ينظر للقطار من الأعلى مرافقا تقدم القطار.  بعدما بدأ العمل في الفيلم قرر غريرسون أن فيلم" بريد الليل" يفتقر إلى اللمسة الإنسانية لهذا طلب من الشاعر يو إتش أودلين،وهو أيضا كان مساعدا للمخرج، ن يؤلف قصيدة من أجل الفيلم تحكي عن أولئك الذين يكتبون الرسائل و أولئك الذين يستلمونها. وقد جرى مونتاج القصيدة بعد حذف مقاطع منها تلاءم الإيقاع البصري للموسيقى وحركة عجلات القطار، والنتيجة كانت تحفة سينمائية شعرية. عندما يقترب القطار من خط النهاية هناك المقطع الأكثر شهرة في الفيلم حيث نستمع إلى القصيدة التي كتبها أودين بمرافقة الموسيقى و على خلفية لقطات لحركة عجلات القطار حيث تزامنت قراءة القصيدة مع إيقاع الموسيقى و صوت عجلات القطار وكان إيقاع قراءة القصيدة يتسارع بالتوازي مع سرعة دوران عجلات القطار.

أهمية قصيدة أودين أنها، إضافة إلى الاستعمال الخلاق لقراءتها، جعلت الفيلم يبدو وكأنه فيلم عن الوحدة الإنسانية وعن أهمية الرفقة و الانسجام بين العمال وهو الانسجام الذي يصوره الفيلم عن طريق الأحاديث المتبادلة بين عمال البريد... دون نسيان الحديث عن استلام و تسليم البريد الذي يشكل المادة الرئيسية للفيلم. من الناحية البصرية لا يكتفي الفيلم بعرض سيرورة العمل الذي يجري داخل القطار بل يصور بالتفصيل الحركة الخارجية للقطار وعجلاته وخطوط سكة الحديد، بحيث يخلق الإحساس بالحركة المتواصلة خلال الفيلم كله وهناك لقطة مميزة في الفيلم من هذه الناحية تعرض كلبا ومجموعة أرانب تركض في الحقل بموازاة مرور القطار مما يعمق من الإحساس بالحركة، وساهم في ذلك تقنيات الصوت التي التقطت ببراعة إيقاع القطار وهو يتقدم او يتراجع عبر الشاشة. إن هذا التركيب بين الصوت والصورة يدفع المشاهدين للإحساس بأنهم مشاركون فعالون في الرحلة. ولأن لقطات القطار فعالة جدا فإن القطار يصبح مركز عملية السرد على الرغم من أن الهدف هو إبراز العنصر الإنساني الذي يجعل العمل يسير بصورة جيدة.

الجزيرة الوثائقية في

26/03/2013

 

خناقة بين شادية وعماد حمدي

ان فتى السينما الاول عماد حمدي  يجتاز ازمة مالية عنيفة يعرفها الناس، ويجتاز ايضا ازمة عاطفية اعنف لا  تعرفها الا شادية.. الزوجة الجميلة الشابة التي تهوى الفساتين العارية  الاكتاف!

والازمة المالية سببها تراكم اموال النفقة الشرعية التي يجب ان يدفعها عماد لزوجته السابقة فتحية شريف.. وقد وصلت الى الف جنيه.. صدر الحكم بها في وقت لا يملك فيه عماد ربع هذا المبلغ او اقل من الربع.. وصممت فتحية على الدفع. وجاهد عماد للحصول على المبلغ. حتى تعاقد مع المخرج طيب القلب حلمي رفله على فيلم، وجرت تسوية لدفع المبلغ، ولكن التسوية لم تتم حتى الان بصفة نهائية

وشادية ايضا تقول انها صرفت كل مذخراتها على فيلمها الاخير، وانها في انتظار عرضه لتعوض بعض ما صرفته

وقد حاولت عبثا الاقتصاد في مصاريف البيت والطباخ والسيارتين والسائق والملابس، ولكنها لم تستطع ان تنزل عن المستوى الذي اعتادت ان تحياه بعد زواجها من عماد

ولهذه الاسباب، بدأت المشاجرات تمتد بين عماد الزوج الذي علق كل امال حياته على الزوجة الصغيرة الضاحكة وبين شادية التي بدأت تتبرم بتكاليف الزواج وقيوده وازماته.. 

ولكن الازمات بين الزوجين لم تصل بعد الى الحد الذي يهدد مستقبل هذا الزواج تهديداً سريعاً.. 

فشادية تقول: صحيح ان عماد يكبرني سنا بحوالي 20 عاما.. ولكن عماد هو نجم السينما الاول في مصر، ولم ينزل بعد عن عرشه

.. ثم تظهر على وجهها دلالات الحيرة.. الحيرة امام المستقبل الغامض

واحدى شقيقات شادية.. تثير قصصا كثيرة حول الخلاف الذي بين شقيقتها وعماد.. وتصرح في المجالس العامة انها كانت غلطة من شادية وتسرعا تدفع هي الان ثمنهما.. 

ولكن عماد متشبث بشادية الى اخر لحظة.. لن يكون هو المتخلي عنها تحت اية ظروف. قال انه سيضحي في سبيل حبه الى آخر قطرة من دمه.. لانه يعيش الان لهذا الحب وبه ومن اجله.. والكرة الان في قدم شادية.. تستطيع ان تتقدم بها، فتكسب المعركة، وتستطيع ان تضربها بلا وعي فتخسر المعركة!. 

الجيل/ أيلول- 1955

آمال .. تحلم برحلة حول العالم 

حصلت الوجه الجديد آمال فريد  هذا العام على شهادة التوجيهية وقدمت طلب الالتحاق بكلية الحقوق في الوقت  الذي تعمل فيه الان في ثاني افلامها وهو فيلم "ليالي الحب" بعد ان ظهرت  لاول مرة مع فاتن حمامة في فيلم "موعد مع السعادة".

وآمال.. امال لا تقف عند حد، فهي لا تريد ان تحصل على ليسانس الحقوق فقط بل تريد ان تدرس اكبر عدد ممكن من اللغات الاجنبية بجانب الانجليزية والفرنسية، لتقوم برحلة حول العالم

وآمال في الثامنة عشرة من عمرها فهي من مواليد 16 يونية عام 1937 وقد بدأت حياتها الفنية منذ طفولتها كنجمة في برامج بابا شارو

وكانت بحكم هذه النشاة الفنية تميل للسينما وتتمنى ان يلمع نجمها على الشاشة حتى جاءت بها الفرصة مصادفة اثناء زيارتها لاستديو نحاس لمشاهدة تصوير احد الافلام فرآها في ذلك الوقت رمسيس نجيب مدير الانتاج وقدمها للمخرج عز الدين حيث اظهرها لاول مرة في فيلم "موعد مع السعادة" ثم اتاح لها بعد ذلك حلمي رفلة الفرصة الثانية للقيام بدور البطولة لاول مرة في فيلمه الجديد

وآمال لم تجاوز الثامنة عشرة من عمرها، ولكن لها شخصية مبكرة، فهي تتحدث بلباقة وتسألها عن الممثلة التي تتخذها لها. مثلا اعلى فتقول انني لا اريد ان اكون نسخة مكررة من شخصية اخرى واكون انا نفسي

وتسألها هل اعترضت اسرتها المحافظة على ظهورها في السينما فتقول انها رضيت بعد اقناع، فان لكل فرد في الاسرة شخصية المستقلة

اما عن الزواج فتقول ان الزواج للفتاة امر طبيعي، ولكنه لا يشغل تفكيري الان فكل ما يشغلني هو دراسة اللغات والطواف حول العالم.

المدى العراقية في

26/03/2013

 

نظمها معهد "مسقط الدولية للإعلام" في سلطنة عمان

صناعة الأفلام في دورة قصيرة ومكثفة

مسقط - “الخليج

التعريف بالمخرج ومهامه ومراحل صناعة الفيلم من النص وحتى مرحلة التوزيع كان محور دورة تدريبية أقامها معهد “مسقط الدولية للإعلام” تحت إدارة المخرج المغربي محمد بن سودة، امتدت لخمسة أيام وقدمت للمشاركين تعريفاً بالمذاهب السينمائية وكيفية توظيفها من خلال تطبيقات نظرية وعملية . . المزيد عن هذه الدورة في هذا التقرير:

شملت الدورة التدريبية التي تمت بالتعاون مع جمعية السينما العمانية، محاور كثيرة ربما كان من الصعب إيفاؤها حقها في خمسة أيام، فقد شملت خريطة العمل وعملية التقطيع الفني واللقطات وأنواعها، وتطرقت كذلك إلى كيفية توظيف اللغة الجمالية في السينما العالمية مثل التعبيرية والواقعية وقام المشتركون في النهاية بكتابة نص سيناريو مشترك ثم قاموا بإخراجه عبر توزيع المهمات بينهم من تقطيع وتصوير ومونتاج .

تحدث المخرج محمد بن سودة عن إمكانية تلخيص صناعة الفيلم في خمسة أيام فقال: الدورة هي مدخل إلى دراسة الإخراج وماهيته والتعرف إلى المذاهب السينمائية وكيفية توظيفها في عملية الإخراج من خلال التطبيق النظري والعملي، ولأنّ الوقت ضيق جداً لا يتعدى 5 أيام لم يكن أمامي إلا أن أحاول القيام بتقديم عصارة تحتاج لتقديمها موسعة إلى ثلاث سنوات، وركزت على الأمور الأساسية والشاملة للتمكن من الإلمام العام بالإخراج وإمكانية التحدث بلغة المفردات السينمائية، فالإخراج ليس بعملية سهلة بل هي صعبة جداً، والمخرج عليه أن يكون متمكناً من جميع آليات الإخراج والوظائف المتعلقة به من حيث العلاقة الصحيحة مع فريق العمل، ويجب أن يتوفر لدى المخرج مساحة من الثقافة العامة والثقافة القانونية والنفسية والاجتماعية، فالمهم أن يلم المتدربون بكل هذه الجوانب ومن ثم في المراحل المتقدمة في دورات تالية كمرحلة أو مستوى متقدم سنقوم بالتعمق أكثر في الدراسة العملية لاحتراف الإخراج .

وعن أهمية مثل هذه الدورات يرى بن سودة: “في ظل غياب المعاهد السينمائية عن سلطنة عمان، وباعتبار أن السلطنة تعتبر في بداياتها السينمائية التي تبشر بالكثير، في هكذا وضع فإن مثل هذه الدورات التدريبية ستؤسس لصناعة حقيقية تنقل العمل من مرحلة الهواة إلى مرحلة الاحتراف ويبدأ في المجتمع تحول تدريجي يصبح جذرياً في مرحلة لاحقة ويعمل على تكوين أدوات سينمائية حقيقية فتصبح لدينا سينما محلية يمكن تسويقها داخلياً وخارجياً، وتوفر فرص عمل أمام جيل من الموهوبين” .

الممثل القدير زكريا الزدجالي هو واحد من الوجوه المهمة محلياً فهو معروف كممثل ناجح وكمنتج أيضا، ولديه قائمة من الأعمال التي ساهم من خلالها في بالارتقاء بالدراما العمانية، وعن سبب مشاركته في هذه الدورة يقول: “إنه من الطبيعي أن يستفيد الفنان من جميع التخصصات الفنية، وبحكم كوني منتجاً فأنا أطمح إلى أن أكون على اطلاع فني على جميع التخصصات فربما أتوجه للإخراج مستقبلاً والله أعلم”، ويضيف: “لقد استفدت كثيراً من الدورة، خاصة وأن المحاضر اتبع أسلوباً ممتعاً وشيقاً يستوعبه المبتدئون في مجال الإخراج، وتعمق في التحدث عن أشهر الأفلام والمخرجين والمدارس السينمائية” .

ويؤكد الدكتور خالد بن سليمان الكندي وهو أستاذ مساعد في قسم اللغة العربية في جامعة السلطان قابوس أن شغفه بالعمل الروائي وإسهامه فيه بالتأليف كانا سببا وراء طموحه لأن يتوسع إلى مجال الإخراج، يقول: “أحببت أن أوسع أفق رؤيتي بالتعرف إلى المدارس الفنية للإخراج مثل المدرسة الواقعية الإيطالية، والموجة الجديدة الفرنسية، والمدرسة الإنجليزية؛ للوقوف على الفلسفات المختلفة التي تؤثر في اختيار الديكورات واللقطات والمشاهد ونحوها؛ ما يمنح الكاتب الروائي التفكير بروية قبل اختيار الموضوع ووصف ظروف الأحداث، لأن النص المتميز خطوة أولى للإخراج المتميز، مع علمنا بأن للمخرج الرؤيا المستقلة التي تبث روحاً أخرى إلى النص، خاصة أن كل هذا تحت إدارة مخرج عالمي كفء مثل محمد بن سودة”، وأكد الدكتور خالد أن المشاركة الواسعة والمتنوعة في الدورة والتي شملت فئة الممثلين والمنتجين والمصورين والقاصين إلى جانب الإعلاميين كان لها دور كبير في إنجاح هذه الدورة وفتح باب الاستفادة على مصراعيه من خلال تبادل الخبرات فيما بينهم .

ومن صلالة قدمت سهام محمد الجرادي وهي طالبة في كلية العلوم التطبيقية في صلالة، وقد دفعها حبها الكبير لإخراج الأفلام القصيرة إلى هذه المشاركة التي خرجت منها بفائدة كبيرة تقول: “أفادتني كثيراً هذه الدورة في صقل هوايتي واهتمامي بالإخراج، حيث إن المخرج محمد بن سودة قدم شرحاً أكاديمياً وافياً من خلال خبرته العالمية التي تقاسمها معنا، وهذا من حسن حظنا، فتطوير صناعة السينما في سلطنة عمان أمر مهم، ودورات تدريبية كهذه يمكن أن تساهم في ذلك من خلال التطبيق الأكاديمي والعملي الذي نخضع له، ونحن كمتدربين خرجنا بفائدة جيدة نأمل في أن نتمكن عبرها ومن خلال تكرار دورات كهذه في المستقبل من أن نفيد السينما العمانية ونطورها” .

وكان القاص والروائي محمود الرحبي من المشاركين لعدة أسباب يقول: “لأني بصدد كتابة قصة جديدة وأريد أن أتعرف جيداً إلى التمازج الحسي بين الصورة السردية والصورة السينمائية وخلق إبداع بين هذين الحقلين الممتزجين واللذين يرفد أحدهما الآخر، لا يمكن أن يكون هناك فيلم من دون وجود قصة تحول إلى سيناريو، والسيناريو هو الواسطة بين القصة والإخراج” .

وعن انطباعه عن الدورة يجيب بأنها كانت جيدة جداً لأنه تم اختيار مدرب متمكن ولديه إلمام بمختلف المدارس السينمائية وقد سبق له أن نال جوائز عديدة، ويختم حديثه بالقول: “إذاً هي فرصة مميزة لنا أن ننال التدريب منه” .

ولا يخفي المشاركون في الدورة سعادتهم الكبيرة بالفيلم القصير الذي أخرجوه معا من خلال عمل جماعي شهد تعاوناً كبيراً بينهم، ومن المتوقع أن يشارك الفيلم في ملتقى “صحار للأفلام القصيرة” المزمع إقامته خلال شهر إبريل/ نيسان المقبل، ويقول قيس الكندي أحد المتدربين: “نأمل وننتظر بفارغ الصبر موعد الملتقى لنرى إن كنا قد نجحنا في تقديم فيلم منافس أم لا” .

الخليج الإماراتية في

26/03/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)