شدّد المخرج السينمائي نوري بوزيد على أن اتهامه بالبولسة والخيانة في
حركة آفاق هي محاربة لليسار، وأكد ان حمّة الهمامي وراء هذا الاتهام. كما
عبّر بوزيد عن خيبة أمله من حركة النهضة ومن زملائه وخاصة حمة الهمامي.
جاء ذلك في حوار مطوّل جمعنا به مؤخرا للحديث عن هذه الاتهامات وعن
اختيار هذا التوقيت لعرض فيلمه الاخير «مانموتش» في أكثر من قاعة سينما
بتونس.
محدثنا تكلّم بكل تلقائية ودون قيود وأجاب عن كل الأسئلة حتى
الاستفزازية منها التفاصيل تقرؤونها في الحوار التالي:
·
لماذا تأخر عرض فيلمك «مانموتش»
بقاعات السينما رغم جاهزيته منذ الدورة الفارطة لأيام قرطاج السينمائية؟
في الواقع هذا التأخير كان نتيجة للأوضاع أو الظروف التي تمر بها
البلاد، فقد عادت حالة الطوارئ وخاصة بعد اغتيال الشهيد شكري بلعيد، فضلا
على ان عديد القاعات لها برمجتها الخاصة بالأطفال، خاصة وأننا كنا نود عرض
الفيلم مع بداية العطلة الحالية. كل هذه العوامل حالت دون عرض الفيلم
بالاضافة الى الصعوبات المادية لترويج الفيلم من توفير النسخ وطبع المعلقات.
·
وما الذي حدث بالضبط بخصوص عرض
فيلمك في أيام قرطاج السينمائية؟
حسب رأيي ثمة فرق بين ردّة فعل الجمهور وردود فعل وسائل الاعلام وخاصة
منها المرئية وكأنهم قاموا بانتقاء الاشخاص الذين لم يعجبهم الفيلم.
·
لا أقصد بسؤالي ما حدث اعلاميا،
وانما تأجيل عرض الفيلم؟
ما حدث في أيام قرطاج السينمائي، اكتشفته بعد نصف شهر، لأن ما ذهبوا
اليه بخصوص نسخة الفيلم لم يكن صحيحا، فالنسخة كانت جيدة وجاهزة للبث ولا
يوجد أي اشكال تقني، لكن يبدو ان المهرجان بعد ان طلب الفيلم في المسابقة
لم يعد لديه رغبة في عرضه، فكثرت «الصابوتاجات» مع لجنة التحكيم التي لم
تتمكن من مشاهدة الفيلم كما يجب، وعبث المهرجان بفيلمي دون أسباب واضحة
ومعلومة والحال أنني كنت أود عرضه في الافتتاح ولم أفكر في التتويج أصلا.
·
وهل فعلا وصلتك تهديدات بخصوص
هذا الفيلم قبل تصويره، كما صرّحت سابقا؟
نعم تحدثت عن تهديدات مفادها أنني سأحاكم اذا أنجزت هذا الفيلم،
ولكنني صوّرته مباشرة بعد نتائج الانتخابات.
·
وهل كانت هذه التهديدات هي سبب
اختيارك للعنوان «مانموتش»؟
أجل، وبالمناسبة أريد القول بأنه اذا كان انجاز فيلم يصل الى التهديد
بالقتل، فكيف يمكن لي أن أثق في السلطة الحاكمة على أمن البلاد. لكني في
الفترة الاخيرة لم تصلني تهديدات.
·
وما حكايتك مع «بسيكو. آم»؟
أنا لا أعرفه مسبقا لكن زمن بن علي (قبل الثورة) أصدر «بسيكو. آم»
أغنية ثلبني فيها صحبة كل من سوسن معالج وريم البنّة وعلى ما أتذكر 6 أسماء
أخرى، واعتبرنا كفّارا، وبعد ان اتفق هؤلاء وطلبوا مني ان نرفع جميعنا شكوى
ضده رفضت لأنه حسب رؤيتي الخاصة هو متعسّف عليه من النظام السابق، واعتبرت
أنه فنان عبّر عن موقفه، وهذا يدخل في باب حرية التعبير. الشيء الذي أغضب
المجموعة التي ثلبها معي.
·
هذا أمر طبيعي لكن الأمر أخذ
أكثر من حجمه على ما يبدو؟
ـ المشكل انه رغم موقفي الذي يمكن اعتباره شهما تجاه «بسيكو آم» فإن
هذا الأخير بعد الثورة ثلبني أنا فقط، ولم يذكر البقية!
ثم يوم 17 أفريل 2011 في حفل نظمته حركة النهضة وأحياه «بسيكو آم»
الذي اكتشفت لاحقا انتماءه لحزب التحرير طالب في أغنيته بقتلي، وأجابه
الجمهور مردّدا: «الله أكبر الله أكبر» وبعد ثلاثة أيام تم الاعتداء عليّ
بالضرب.
·
هل كنت فعلا من الأسماء المرفوضة
والمقلقة في عهد بن علي؟
ـ ظهوري كسينمائي تزامن مع ظهور بن علي وحصلت مشاكل في فيلمي «صفايح
من ذهب» (الفيلم الثاني للنوري بوزيد بعد فيلم «ريح السد» وكان ذلك سنة
1988) وساندوني آنذاك جمعية «سينما وحرية» بحملة شنوّها لأجل الفيلم مما
جعل بن علي يطلب من وزير الثقافة آنذاك أحمد خالد إيجاد حل للمشكل، كما
حصلت لنا مشاكل في فيلم «آخر فيلم» مع النظام السابق وكان ممنوعا من العرض
وهذا الفيلم يحكي عمّا يحدث بخصوص الشباب الذين يذهبون الى سوريا.
وعموما عندما تمسّ الأفلام، المشاغل الحقيقية فإنها تقلق الساسة.
·
لكنك كنت تزور المساجين في
السجون التونسية في عهد بن علي لإرشادهم ووعظهم؟
ـ نعم، تسع مرات هي التي زرت فيها 6 سجون تونسية بعد ان اتصلوا بي عن
طريق محمد محفوظ، وبحكم أنني كنت حديث الخروج من السجن رحبت بفكرة الرجوع
اليه وتحدثت آنذاك مع أبي الروحي نور الدين بن خذر الذي سجن معي في نفس
الفترة وأعجبته الفكرة ثم فيما بعد اكتشفت ان النظام كان يقوم بعملية تأهيل
المساجين لأنه ينوي اطلاق سراحهم.
·
ولماذا طلب منك النظام أنت
بالذات تأهيل المساجين؟
ـ لا لست الوحيد، النظام قام بتوجيه الدعوة لي وكذلك للمين النهدي وقد
لبىّ رغبة المساجين لا رغبته هو، لأن المساجين هم من طلبوا لمين
النهدي والنوري بوزيد.
·
هل يمكن القول بأن لكل نظام
وعّاضه خاصة ان الوعظ الحالي بالسجون التونسية مختلف عما هو معكم في
السابق؟
ـ ثمة فرق بيني وبين بشير بلحسن الذي تقصده، فأنا لست واعضا ومرشدا .
أنا كنت أعرض أفلامي وأناقشها مع المساجين، وقد تعاملت مع الاسلاميين لما
كانوا في السجون وكنت عندما أزورهم أقول لهم منذ البداية: «أنا ضد تواجدكم
بالسجن لأجل أفكاركم لكنني لا أوافقكم في أفكاركم» وهذا مسجل في وثائق لأنه
كان هناك شخص يسجّل كل ما يدور من حديث مع المساجين.
·
كنت ناشطا سياسيا في حركة «آفاق» (Prespective)،
أليس كذلك؟
بل في تلك الفترة انسحبت من حركة آفاق وكوّن حمة الهمامي حركة أخرى
وسبب انسحابي اكتشافي انني سياسي فاشل، لأن السياسة علم ولا تتماشى مع شخصي
الذي يريد أن يفعل ما يشاء، ويتصرف على طبيعته.
·
إذن طلقت السياسة الى الأبد؟
ـ لا أرغب في ممارسة السياسة، بقدر رغبتي في ممارسة الفن، لكنني
اكتشفت سياسيين مهمين وأفرح عندما أرى سياسيين على قدر من المعرفة
والثقافة، ولا أخفيكم سرّا حين أقول إنه يعجبني لزهر العكرمي وفوزي بن مراد
ومؤخرا اكتشفت ان كمال مرجان انسان رصين ويمكن ان يكون سياسيا ناجحا. وفرحت
لما سمعت فاضل الجزيري يتحدث عن السياسة، وجدته يمثلني وكذلك عبدالناصر
العويني وجوهر بن مبارك.
·
والباجي قائد السبسي؟
ـ السبسي بالنسبة اليّ ليس جديدا لكن إضافته تكمن في ايصال تونس خلال
المرحلة الانتقالية الى الانتخابات وكان في مستوى التطلعات لكن تونس في
حاجة لشبابها وللجيل الجديد. وأنا أحبّ كثيرا محسن مرزوق وشكري بلعيد فهو
إنسان خطيب خسرناه وبالمناسبة لا يمكن المقارنة بينه وبين حمة الهمامي.
·
سنعود الى موقفك من تصريحك بإحدى
الصحف بأنه كفرت بالماركسية وبأنه على اليسار أن يراجع مواقفه، أغضب رفاق
الأمس فاتهمك أحدهم بأنك وشيت بأصدقائك في أول صفعة تلقيتها. ما ردّكم؟
ـ أولا لم أصرّح بكوني كفرت بالماركسية، بل قلت إنني لم أعد لينينيا،
وأن الماركسية لم يبق لي فيها الا المادية الجدلية كفلسفة. وبخصوص النصف
الثاني من السؤال من قال هذا لا يعرفني، لأنني تعذبت ليال وليالي ولم أبع
يوما رفيقا لي لأن جميعهم سجنوا قبلي، بل هم من باعني، وأذكر أن «هشام
عصمان» فسّرلي أن أحدهم أعطى رقم سيارتي الذي لا أعرفه رغم اني صاحبها...
وإلا لماذا قبعت بالسجن ثم نقلت الى الإقامة الجبرية لو كنت واشيا أو خائنا
أو بوليسا كما وصفني البعض.
·
إذن لماذا كل هذا التحامل عليك
لو كان الأمر كما تقول؟
قبل كل شيء، أنا في فيلمي «صفايح ذهب» لم أصور إلا العذاب الذي تعرضت
له شخصيا، ومن يتهمني بالخيانة والبولسة هو يسب اليسار. الخطأ كان من رؤوف
العيادي حين كتب نصّا بعنوان: «Debloquant la jonction»
وعندما عدت من باريس وحاولت اقناعهم بعدم توزيع المناشير، أبعدوني من
القيادة ووزعوا مناشيرهم ثم قبض عليهم وقبض عليّ معهم فاتهموني بالخيانة
والبولسة، والحال ان رؤوف العيادي كتب بعد ذلك رسالة عفو للرئيس حبيب
بورقيبة آنذاك. وماذا فعلت أنا؟!.. بقيت في السجن، والحال أنني الوحيد من
بينهم، الذي لم يكن معروفا، وقضيت أربع سنوات وخمسة أشهر كاملة بالسجن،
وحقا «كرّهوني في السياسة».
·
ومن يقف وراء تسريب هذه التهم
إلى شخصك حسب رأيك؟
حكاية الخيانة كان وراءها حمة الهمامي، الذي لم يعترف أنه مخطئ في حقي
إلى الآن رغم اعتراف محمد الكيلاني، وقد كتب عبد المجيد بوقرة في كتابه عن
حركة «آفاق» انني كنت «بوليسا» ولما قال له أحمد كرعود أنه مخطئ فيما كتب
وفسر له ذلك، أصلح ما جاء في كتابه.
·
أنت أيضا ممّن كرههم بن علي!
أنا التقيت بن علي مرة واحدة في حياتي، عندما تسلمت جائزة عن فيلمي
الممنوع آنذاك «صفايح ذهب»، وعندها كان أغلب الشعب التونسي سعيد ببن علي
فهو مازال جديدا في الحكم بعد فترة بورقيبية متزعزعة في نهايتها، ومع النص
الذي كتبه الوزير الهادي البكوش آنذاك زادت سعادة الشعب فحتى راشد الغنوشي
نفسه قال: «ثمة ربي لفوق وبن علي لوطة» لكن بعد سنتين انقلب كل شيء، وبان
بن علي على حقيقته.
·
لاحظنا من خلال تصريحاتك
وإجاباتك، تكرارك لاسم حمة الهمامي، ما موقفك منه؟
لم أفهم معنى أني بوليس.. (عاد للحديث باستياء شديد عن هذا الموضوع)
أنا كنت أتحرك كثيرا ولما عزلوني لم يتحملوا مسؤوليتهم ولكي يبرّروا
أخطاءهم اتهموني بالوشاية، إذا كنت بوليسا لماذا لم يقوموا بقتلي؟
حمة الهمامي وأحمد بن عثمان الرداوي (توفي في المغرب على اثر حادث
مرور منذ فترة) هما من سربا هذا الخبر الخاطئ.. حتى أفلامي ليست أفلام
«بوليس».. أنا أستغرب مواقف حمة الهمامي فكلها لصالح النهضة «فحمة» «غفّاص»
في التحليل.. وباختصار شديد أصبت بخيبة أمل من رفاقي وخاصة حمة الهمامي
وأصبت بخيبة أمل في النهضة.
·
في الانتخابات القادمة لمن سيعطي
النوري بوزيد صوته؟
حاليا بالقلب، يمثلني نداء تونس وكنت في القطب الحداثي، وقريب من
المسار، والآن أشعر وكأن من يحكمنا أجنبي، ففي زمن بورقيبة حاكمنا أقوى
منّا، وفي زمن بن علي حاكمنا أقل منّا ومع النهضة حاكمنا يكرهنا.
السبت 23 مارس 2013 الساعة 10:54:11 بتوقيت تونس العاصمة
نوري بوزيد يدعو السبسي لمشاهد فيلم «مانموتش»
يقدم كل من المخرج السينمائي النوري بوزيد، والمنتج عبد العزيز بن
ملوكة، العرض الأول لعملهما السينمائي الجديد «مانموتش» خارج إطار
المسابقات وذلك مساء يوم 26 مارس الجاري بقاعة الحمراء (الزفير) بالمرسى.
وأكدت مصادر مطلعة لـ «الشروق» أن منتج الفيلم وجه دعوة لعديد
السينمائيين، وكذلك بعض الوجوه السياسة على غرار رئيس الحكومة السابق فؤاد
المبزع ورئيس الحكومة السابق الباجي قائد السبسي.
فيلم «مانموتش» يسجل حضوره بقوة خلال الأيام القادمة حيث سينطلق في
سلسلة عروضه للعموم يوم الاثنين 25 مارس 2013 بقاعات «أميلكار» بالمنار ،
«الحمراء» (الزفير) بالمرسى، والريو بالعاصمة بالإضافة إلى قاعة برناص التي
ستنطلق في عرض الفيلم الجديد للمخرج النوري بوزيد يوم 01 أفريل 2013.
وتجدر الإشارة إلى أن الشريط السينمائي الطويل «مانموتش» هو آخر أعمال
المخرج السينمائي النوري بوزيد،وتم عرضه لأول مرة في المسابقة الرسمية
للدورة المنقضية من أيام قرطاج السينمائية، في ظروف عرض أسالت حبرا كثيرا،
ولم يتوج الفيلم آنذاك في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية.
إلا أن «مانموتش» توّج مؤخرا بجائزة أفضل إخراج في مهرجان أبو ظبي ا
لسينمائي ويشارك الفيلم حاليا في مهرجان الأقصر للسينما الافريقية وكذلك في
مهرجان تطوان السينمائي بالمغرب.
وللتذكير فإن أدوار البطولة في الفيلم الجديد للنوري بوزيد، يتقاسمها
كل من سهير بن عمارة ونورة مزيو، ولطفي العبدلي ، وبهرام علوي، وفتحي
المسلماني، وصباح بوزويتة وحمدي حدة.
أبو يوسف
الشروق التونسية في
26/03/2013
قراءة في مهرجان مونز السينمائي الدولي لأفلام الحب الـ ٩٢
موعد مع الموت للمسافر
الوحيد
رســــالــة بلجيكا : نعمــــــة اللــه
حســــــــين
يا مسافر وحدك
وفايتني ..
ليه تبعد عني (وتقهرني)
رحل الشقيق الغالي ..
ابن العم
..
سافر لوحده.. وفاتني .. حزينة .. مقهورة .. مكسورة النفس والفؤاد.أكبر
منه أنا عمرا.. لكنني كنت أعتبره هو الكبير بطيبة قلبه وحنانه الفياض..
وحبه
الشديد لي.. ولزوجي.. وإخوتي.. لم نكن أبناء عمومة..
لكن إخوة وأصدقاء بكل
ما تحمله هذه الكلمة من معانٍ.
سافر (حسن
بنه)
بعيدا..
دون رجعة للحياة الملوثة..
وغدر الدنيا الذي نعيشه..
قلبه
المرهف لم يتحمل الهموم والحسرة والألم علي ما آلت إليه الأحوال في بر
المحروسة..
التي لم تعد بالتأكيد محروسة.
كان (حسن
بنه)
دائما سباقا في كل شيء..
لم يستثن الموت..
فسابقنا إليه ورحل بعيدا
عنا..
كان مريضا لكنه كان
(يخبي) علي محاولا مداراة آلامه وهو يسأل عني يوميا
وأنا أرقد وحيدة في المستشفي الأمريكي بباريس في الغرفة (٧٠١).. وحيدة كنت
أدعو
الله أن تكون أنفاسي الأخيرة التي ألفظها في بلدي..
وأن أموت علي أرض مصر..
وأدفن في ترابها.
كان يواسيني..
ولم يخطر في بالي أبدا أن أرثيه..
وإنه سيسبقني إلي الموت..
رحل حسن بنه بعد
أن أخذ معه البهجة والفرح..
وصوته يرن في أذني (اطمني
عليّ).. وأنا فعلا
مطمئنة عليه الآن بعد أن أصبح في رعاية ربه..
وبجوار أبويه..
راقدا في سلام..
بينما نحن قد حرمنا منه.
إن حقيقة الموت
شديدة الإيلام علي النفس والإنسان..
يصبرنا عليها قوة الإيمان والاستسلام إلي
القدر الذي لا مفر منه ولا هروب..
ورغم أن الأعمار بيد الله..
ولكل أجل كتاب..
إلا أن الموت المفاجئ يسبب للأهل والأحباب صدمة مروعة..
بينما المرض والمعاناة
الجسدية تؤهل من كان حول المريض لانتظار الموت الذي يكون فيه راحة (وستر)
لكل
من الطرفين.
> > >
وفي مهرجان
مونز السينمائي الدولي لأفلام الحب..
كانت هناك أفلام تتحدث عن الموت والحب ولعل
أجملها لأنه كان صادقا..
وترجمة حقيقية لواقع عاشته مخرجته الشابة الصغيرة (جوستين مال)
ابنة المخرج الفرنسي الكبير (لوي مال)..
الذي كان يعد من أبرز
الوجوه في السينما الفرنسية..
وقدم العديد من الأفلام التي تعد علامة بارزة
فيها.
وقد أطلقت
(جوستين)
علي فيلمها (شباب).. وبالمناسبة هو الفيلم الأول لها..
وقد تأثر
جميع الحضور من صدق وجمال هذا الفيلم..
فكان طبيعيا أن تجد الجميع بعد الانتهاء
من عرضه غارقين في دموعهم مبللة وجوههم..
كان منهم من يبكي
(مال) نفسه وما
آلت إليه أحواله الصحية في عامه الأخير..
والكثيرون يبكي كل منهم عزيزا
غاليا
عليه.. رحل بعد تجربة مرضية شديدة وقاسية.
في تجربة
(جوستين
مال) وحكايتها مع والدها الكثير من التشابه مع حكايتي مع أبي وأمي..
وكثيرون من أبناء جيلي فتح الله عليهم بكنز كبير يغترفون منه..
وهو رعاية
والديهم في أيامهما الأخيرة..
رحم الله الجميع.
في العام
الأخير من حياته تعرض المخرج الكبير (لوي مال)
لمحنة مرضية شديدة أصابته بالعجز
التام وعدم القدرة علي الحركة..
ولا أدري إذا كان من حسن حظه أو سوء حظه أن عقله
ظل واعيا يقظا.. بينما كل شيء في حواسه أصيب بالشلل والعجز..
وبقي في منزله
الريفي..
ترعاه زوجته الثانية وطفلته الصغيرة التي
لم يكن عمرها يتجاوز الثماني
سنوات.
في ذلك الوقت
كانت (جوستين) في العشرين من عمرها..
وكانت تستعد لامتحاناتها..
وبالتالي
لم تكن تتردد عليه كثيرا. وإن كانت في الأيام التي تذهب إليه لا تدخر وسعا
في
العناية به..
ورغم أنها الشقيقة الكبري إلا أن الصغيرة
التي كانت تلازمه تقريبا
طوال الوقت كانت تعلمها الكثير في طرق العناية به..
وقد أرادت أن تقدم جوستين هذا
الفيلم كنوع من الإعلان عن حبها الكبير لوالدها الراحل.. وأيضا نوع من
الاعتذار
من أنها لم لكن تملك الكثير من الوقت لتعطيه له..
وهو ما كان في أمس الحاجة
إليه.. كما أنها رسالة شكر لكل الأصدقاء الذين لم يتركوا (لوي
مال) في أيامه
الأخيرة وحيدا.. بل كانوا يترددون عليه للتخفيف عنه..
والترويح عن
نفسه.
وغريبة جدا هذه
النفس البشرية المعقدة التي ربما لاتجد الوقت وهي (حجة) الزمن التي يلجأ
إليها
الكثيرون.. ويتحججون بها.. ليعلنوا لمن يحبونهم
عن مقدار هذا الحب..
وعندما يفوت الأوان..
يحاولون بشتي الطرق أن يعتذروا..
ويرفعوا صوتهم
بالحب.
ومن حسن حظنا
أن الموت يأخذ كل شيء..
ولايبقي للميت سوي دعاء ابن صالح يدعو له
.. فبارك الله
في أبنائنا.. ورحم الله موتانا.
> > >
عفوا عزيزي
القارئ للحديث عن المرض والموت لكنه في عمري هذا أصبح مرادفا لسنوات
الحياة،،
فمعظم من أحببتهم تركوني بعد معاناة شديدة..
حمدت الله كثيرا أن أعطاني من الصحة
والقوة لأرعاهم وأقوم بكل واجباتي تجاههم ليس فقط أبي وأمي..
لكن أصدقاء
مقربون.. وأهل (عزاز) علي النفس كانوا في معزة الأب والأم.
وأنا في الستين
من العمر تقريبا..
يزداد إحساسي بفقداني أمي..
ويشتد احتياجي إليها..
ومرارة
اليتم عالقة بفمي مع غصة في القلب..
صورتها لاتفارق خيالي..
أدعو لها وأدعو
الله دائما أن تزورني في منامي..
والحق أنها لم تخلف لي ميعادا لا في الفرح ولا
في الحزن.. سبحان الله أجدها في منامي وأحلامي..
تارة فرحة تبتسم لي
.. وتارة
أخري تأخذني في أحضانها (تطمئنني)كما كانت تفعل دائما..
لأصحو من نومي مستمدة
منها القوة ومن أحضانها الدافئة..
سعيدة بفرحها ومشاركتها لي كل الأشياء الحلوة
ورغم مجيئها في (المنام)
دائما.. فإنني أقول لها »وحشتيني«
يا أمي
وأفتقدك كثيرا.
> > >
من أجل أمي وكل
أم أفعل أي شيء لإسعادها..
والحق أنه مهما كبرنا في العمر وتقدمنا نظل في نظر
أمهاتنا أطفالا صغارا نحتاج للرعاية والعناية.
ومن الأشياء
التي تسعد كل أم (لمة)
أولادها وأحفادها حولها..
فهذه هي السعادة الكبري
والفرحة في حياتها..
وهذا اللقاء يتحول إلي
(عيد) كبير في قلبها وحياتها..
ومن الأفلام الجميلة التي تعرضت لعلاقة الأم بأولادها وأحفادها (أنت تشرف
أمي)
وهو فيلم يوناني فرنسي للمخرجة بريجيت روان..
بطولة نيكول جارسيا هذه الفنانة
الفرنسية الرائعة القديرة..
وكل من (إيريك كارافاكا)..
(باتريك ميل).. وهذا
الفيلم يعد الرابع للمخرجة (بريجيت)
التي بدأت حياتها الفنية في عام
٠٩٩١
بفيلم وراء البحار.
(جو)
أو (نيكول جارسيا)
تزوجت وأنجبت أربعة أبناء..
أصبحوا اليوم رجالا فارعين
ناجحين..
لكنها اعتادت لسنوات طويلة أن تمضي شهر
(أغسطس) في إحدي جزر اليونان
وتقيم مهرجانا صغيرا مع عمدة المدينة يشبه الكرنفال.. وفي هذه السنة اجتمع
الأبناء جميعا وتلاقوا كالعادة لكن عند وصولهم يخبرهم العمدة إنه بسبب
(الأزمة)
العالمية لم تعد هناك ميزانية لهذا المهرجان..
وبالتالي تم إلغاؤه..
لكن أمام
إصرار (جو) تستطيع إقناع العمدة بالمشاركة بأقل جهد..
ويكون عليها أن تفتح
أحد المنازل المقفلة دون إذن أصحابه ويقوم الأبناء جميعا
بتهذيب الأرض وتنظيفها
ليقام الاحتفال كالمعتاد..
الفيلم تدور أحداثه في إطار كوميدي..
وقد استطاعت
مخرجته أن تلقي الضوء من خلال هذه الأسرة علي الكثير من المفارقات
الاجتماعية
وتأثيرها علي معظم الأسر اليوم..
كذلك ماتعاني منه معظم دول العالم من جراء
الأزمة الاقتصادية التي تشبه الطوفان.
وليبقي دائما
الحب الفطري للأم لأبنائها..
ومبادلتهم إياها..
وسعيد في الحياة من رضيت عنه
أمه.
كيف تقول وداعا
لشخص تحبه..
أو بمعني أدق كيف يكون الوداع لأحب وأعز الناس
(الأم).. أكيد
بالدعاء.. والصلاة.. ومحاولة تحقيق الأمنيات التي لم تتحقق ولأنهم أشخاص أو
أبناء لايتكلمون كثيرا..
ولايجيدون التعبير عن الحب بكلمات ولو بسيطة..
فقد
قرروا أن يترجموا هذا الحب الكبير للأم..
(لأمهم) بتحقيق رغبة قديمة مازالت
عالقة في الذهن..
رغم سنوات العمر الكثيرة التي مرت.
كانت الأم تعشق
أغاني مطرب شهير (ديف)..
وكانت تتغني بها لأبنائها عندما كانوا
صغارا..
ليناموا علي كلمات وألحان تلك الأغاني الجميلة..
والآن وقد أصبحت الأم مثل الطفل
الصغير.. راقدة في الفراش في استسلام للموت..
كان عليهم استدعاء هذا المطرب
الكبير ليشدو بألحانه وأغانيه لها وهي في
غيبوبتها قبل أن تغفو وتنام
(نومتها
الأخيرة) في سلام وكأنهم يهدهدونها..
كما دللتهم صغارا..
لترحل في سلام
والفرحة تملأ وجهها.. والسعادة تملأ قلوب أبنائها رغم الفراق..
فقد جاء من
أحبته أمهم كثيرا ليغني من أجلها أغنية خاصة لها قبل الرحيل.
الفيلم من
إخراج الفرنسي (جويل فرانكا)
وهو يعد فيلمه الروائي الأول الطويل..
وهو إنتاج
فرنسي بلجيكي.. وشارك في بطولته (سيلفي تستود)
باتريك تيمست وفاير
يزيو رو
نجيوني.
> > >
نحن نفرق في
أحزاننا.. نتمني لو مد أحد إلينا يده وألقي لنا بطوق نجاة ويجعلنا نطفو علي
سطح
الأحزان..
بالطبع لن ننساها..
لكنه يجب علينا أن (نتناساها)
ونتظاهر بذلك،
كي نستطيع الاستمرار في الحياة..
وماتبقي لنا في مشوارها واضعين أمام أعيننا أنه
من (اليأس يولد الأمل)
وبعد الضيق يأتي الفرج..
ومن الموت تكون
الحياة.
وهذا بالضبط
ماحدث لبطلة فيلمنا (استونية في باريس)
الذي عرض في الختام وهو الفيلم الثالث
لمخرجه (إلمار راج) وهو إنتاج كل من استونيا -
بلجيكا -
فرنسا.
وشارك في
بطولته كل من العبقرية (جين مورر) و(ليز ماجي).. وباتريك بينو .. وكورانتان
لوبيه. وهو عن سيناريو شارك في كتابته المخرج إلمار راج.. وكل من آنياس
فوفر
وليز ما شبوف.
كانت (آن)
ابنة وفية بارة بأمها..
تركت كل شيء في الحياة لرعايتها بعد أن أصيبت بالشلل
وباتت في حاجة لمرافق دائم..
تركت (آن) زوجها الذي لم يتحمل رعايتها لأمها..
وظلت تراعي أبناءها الذين انحازوا لصفها..
بل يقومون بمساعدتها في رعاية
الجدة.. كانت (آن) تبيع المنتجات الصوفية..
وتصنع المربي لتجني من ثمن
البيع ما يكفيها علي الحياة..
التي كانت تخلو بالطبع من كل متع سوي رعاية الأم
المريضة وبعد وفاتها كان عليها أن ترحل بعيدا عن هذا المنزل
الذي ظلت حبيسة به
سنوات طوالا.. وجاءت الفرصة عرض عمل لرعاية سيدة عجوز مسنة في
باريس.
فرحت (آن)
فها هي سوف تذهب لزيارة المدينة الجميلة..
لكنها لم تعرف أبدا أنها سوف تقوم
برعاية عجوز.. عنيدة ترفض الغرباء طباعها شديدة السوء من الصعب إرضاؤها..
ومابين اكتشاف المدينة الجميلة..
بكل سحرها.. تستطيع أيضا بصبرها وذكائها أن
تكتشف آلام وأحزان هذه السيدة التي تجعلها منعزلة رافضة الحياة.. وبعد أن
كانت »فريدة«
رافضة تماما لـ (آن)
إلا أنها في النهاية تقبلها وتعتبرها
كابنتها.. خاصة بعد أن استطاعت أن تقنع (سنبنان)
الذي يصغر فريدة بسنوات
طويلة بأنها تحبه.. وأنه الوحيد القادر علي إسعاد هذه العجوز في أيامها
الأخيرة.
وعجبا لك أيها
الحب الساحر الذي لايعرف عمرا ولا زمنا..
وبقدر ما يسبب السعادة الكبيرة والأمل
للبعض.. فإنه قد يكون سببا لأحزان كثيرة لاتفارقنا.
وكان الثمن
باهظا.. دفعه رجل متزن عاقل زوج..
ورب أسرة سعيد عندما خضع لنزوة أطاحت بحياته
كلها.. فقد عرفت زوجته بخيانته ورفضت الاستمرار معه..
وبالتالي كان عليه الخروج
من المنزل.. ليجد نفسه في الشارع..
مثله مثل (الشحاذين)
فمرتبه لايكفي
النفقة ومصاريف الأولاد ..
والحياة بمفرده.
شهور عديدة عاش
فيها حياة التشرد والملاجئ جعلته يفكر في الانتحار بإلقاء نفسه علي قضبان
القطار..
لكن يتم إنقاذه في آخر وقت وفي نفس اللحظة يتلقي اتصالا من زوجته بعد أن
اقنعتها
الابنة بأنه لابد أن تغفر له..
فلكل منا خطاياه وعلينا أن نعرف كيف نسامح بعضنا
البعض ففي الغفران صفاء للنفس والروح.
والغريب أنه كم
من الأسر السعيدة أمام نزوات الزوج تتعرض للانهيار.. معتمدا كثيرا علي أن
الزوجة
لابد أن تغفر وتسامح من أجل أبنائها لأنه في بلدنا الزوجة تخشي الكثير عند
الطلاق..
بينما القوانين في الخارج تحمي الطفل
والزوجة..
وعلي الرجل أن يعلم أن
هناك ثمنا كبيرا يجب دفعه لنزواته.
هاني رمزي:
لا أعرف الخوف ... والإهانات طالت عائلتي !
محمـــد
إســماعيــل
أفلامه جريئة
...
لا يخاف النقد ولكن يحترمه ...
أثبت للجميع أنه بالذكاء والحكمة يستطيع أن
يجتاز كل الحدود ...
ولكن وبعد ثورة
25 يناير وتولي الإخوان للسلطة قرر أن
يخوض تحديا من نوع جديد وذلك من خلال تقديم برنامج جريء في إطار كوميدي
ساخر أثار
به العديد من القضايا وتعرض لهجوم شرس ...إنه النجم الكوميدي هاني
رمزي.
في البداية يؤكد هاني رمزي بأنه
يحاول من خلال برنامجه أن يتناول قضايا ومشاكل المجتمع ولكن في إطار ساخر
والهدف في
النهاية هو الوصول إلي مراده في إلقاء الضوء علي المشاكل دون
أن يشعر الضيف بأنه في
محاكمة أو أنه يتعرض للضيق من سيل الاتهامات ولذلك فإن كل حلقاته خرجت
بسلام دون
مشاكل... وعن رفض بعض الضيوف للظهور في برنامجه يقول هاني رمزي بأن معظم
الضيوف
رحبوا بأن يحلوا ضيوفا علي برنامجه ما عدا اثنين فقط
- رفض ذكر أسمائهما -
أحدهما كان يسعي لأن يكون مرشحا لرئاسة الجمهورية ولكنه اعتذر لأن أسلوب
وشكل
البرنامج في الضحك واللعب وتقليد الضيوف وتلقائية هاني رمزي نفسها تتعارض
مع هيبته
والتي يسعي للحفاظ عليها وعلي "بريستيجه"أما الضيف الآخر فقد إعتذر عن الحضور
وأكد بأنه شرف له بالظهور مع هاني في البرنامج ولكن الحزب الذي ينتمي إليه
هو الذي
رفض وهي صراحة احترمتها فيه جدا.
ونفي هاني رمزي
ما تردد عن ضيق كل من حازم صلاح أبو اسماعيل وعمرو موسي من تقليدهما في
البرنامج
وأكد بأن هذا الكلام تردد فقط ولكنه ليس صحيحا فحازم صلاح أبو اسماعيل
علاقتي
بأبنائه طيبة جدا منذ فترة طويلة وكنت أريد استضافته في
البرنامج ولكن ضيق وقته
وانشغاله بتأسيس حزبه حالت دون ذلك ولكني علي وعد منه بالظهور في البرنامج
في أقرب
فرصة أما عمرو موسي فسيحل ضيفا علي البرنامج في وقت قريب وهو عكس ما تردد
نهائيا..
واعتذر هاني رمزي للشعب المصري عن الحلقات التي أذيعت في غير وقتها مثل حلقة سعد
الصغير والتي كان يسودها الضحك واللعب والهزار والغناء وغيرها
وكان التوقيت غير
مناسب علي الإطلاق حيث أذيعت في نفس توقيت حادث القطار وحاول هاني رمزي عدم
إذاعتها
ولكن محاولاته باءت بالفشل خاصة وأن برنامجه مسجل وليس مباشر.
وأضاف هاني
رمزي قائلا بأن الفن بوجه عام تضرر من النظام السابق إلي حد كبير وبالنسبة
لأفلامه
فقد كان مقص الرقابة يلاحقه باستمرار في افلامة خاصة وأنها كانت أفلام من
نوعية
الكوميديا السياسية مثل الرجل الغامض بسلامتة وعايز حقي وظاظا
الذي واجه صعوبات مع
النظام في تصويره لأن النظام في ذلك الوقت رفض إصدار تصاريح للتصوير فكان
الأمراشبة
بالتصوير ك"الحرامية"
في كل أوردر تصوير كانت يتردد أنباء بان الداخلية
في طريقها
للوكيشن التصوير فسريعا نترك المكان حتي لا يتم القبض علينا وعندما ظهرت في
برامج
عديدة كنت أخفي حقيقة أحداث الفيلم خوفا من الرقابة وبطش النظام
السابق..
وعن الضغوط
والمخاطر التي يتعرض لها هاني رمزي منذ تقديمه للبرنامج والتي وصلت إلي حد
تهديده
بالقتل كما رددته مواقع الإنترنت يقول بأن الأمر لم يصل إلي حد التهديد
بالقتل
ولكنه يشعر بالأسي والضيق من الإهانات التي يتعرض لها منذ
تقديمه للبرنامج ليس من
ضيوفه علي الاطلاق ولكن من أنصارهم والذين تضايقوا من حلقاتي وتقليد الضيف
...
وأنه معتاد دائما علي مثل تلك المواقف سواء حاليا أو في افلامه لكنه مؤمن
بالله
ولا يخاف من أحد علي الاطلاق..
ولكن ما أحزنني....
والكلام علي لسان هاني
رمزي....
بأن الإساءة لم تصل إليه هو فقط وإنما وصل
التطاول عليه وعلي أسرته وعلي
أبيه رحمة الله عليه والتشكيك في وطنيتهم واتهامهم بمحاربة الإخوان بدعوي
أنهم
مسيحيون وهو كلام عار من الصحة فالمتابع للحلقات يجد أن الانتقاد يقصد
مواقف بعينها
وليس في شخصية الإخوان كحزب وهناك مواقف عديدة استضفت فيها أحد
رموز الإخوان
وتبادلنا الأدوار في الانتقاد والرد وسادت روح من المرح والضحك في تلك
الحلقة واذا
كانت هذه الانتقادات صحيحة كان الإخوان رفضوا استضافتهم في البرنامج
.
ســــيد زيــــان ..
فنان يكتشف نفسه من جديد
محمــــد
التــــلاوى
عاد للحياة بعد غياب لتسعة أعوام..
إنها قصة الفنان سيد زيان الذي منحه المرض فرصا لم يكن ليحلم
بها أبدا فقد لازم
الفراش قعيدا بالجلطة منذ عام
2003
ليبدأ في مشاهدة دراما ومفارقات الحياة وحده
بعيدا عن الشاشة ودون أن يمثل هو أو يمثل عليه الآخرون.. وها هو سيد زيان
الذي
طالما أبهج المصريين والعرب بخفة ظله وأدائه الخاص جدا يعود بعد رحلة تأمل
ومراجعة
للحسابات شخصا اخر أكثر حبا للآخرين وأقل إقبالا عليهم ..أصبح يحفظ القرآن الكريم
كما يحلم باستكمال علاجه في الخارج حتي يعود إلي جمهوره الذي
يعشقه مرة
أخري.
كان سيد
زيان هو أجمل ما في مسرح الثمانينات وحتي منتصف التسعينات وكان بهجة
الإسكندرية في
صيفها والخبر المفضل لشبابها وفتيانها حين يعرض أحد أعماله وآخرها العسكري
الأخضر
علي مسرح العبد بالإبراهيمية.
وكان يمر في
أحد شوارع مدينة الكويت العاصمة فيغلق المرور من الاتجاهين .. هو الممثل
المحبوب
المبهج وهو الرجل الذي وجد خلاصا واكتشف ذاته في لحظات المحنة ..سيد زيان
وبعد
عودته من شرم الشيخ في رحلة استجمام رافقته فيها ابنته سامية وأحفاده أجري
الاسبوع
الماضي عملية ناجحة لإزالة المياه البيضاء علي العين.
وتقول ابنته إيمان كان أبي
قد ظهرت في عينيه منذ حوالي
4 سنوات نسبة مياه بسيطة علي العين وبعد العملية
أصبح أفضل. وعن حالته الصحية أجابت إنه يشعر ببعض الآلام في يديه وقدمه
وذلك
نتيجة للاستجابة للعلاج الطبيعي وهو يتكلم بسيط وذلك نتيجة أن
الجلطة ضاغطة علي
مركز الكلام وإذا تحركت من مكانها سوف يتحدث بصورة طبيعية ولكن هذا يحتاج
إلي سفره
إلي الخارج لمعالجته لكن تكلفته باهظة وكل أمواله أصول ثابتة متمثلة في
عقارات
وبيعها صعب في هذه الأيام ولكننا نحاول قدر الإمكان في مسألة
سفره للخارج ليستكمل
علاجه وعن دور النقابة قالت إذا طلبت أي شيء من الفنان أشرف عبدالغفور نقيب
الممثلين فهو لايتأخر. وعن الفنانين الذين يسألون عنه قال الفنان مظهر أبو
النجا
دائم السؤال عنه وهو كان يزوره منذ أيام وكان معه مجموعة من
الفنانين كان من ضمنهم
الفنان محمد الصاوي.
وعن معنوياته أكدت أن حالته النفسية والمعنوية مرتفعة بشكل
كبير نتيجة استجابته للعلاج.
اسمه بالكامل
"سيد زيان عطية سليمان"،
ولد يوم 17 أغسطس عام 1942م في حي الزيتون
بالقاهرة، التحق بمعهد الطيران حيث تخصص في هندسة الطائرات ثم عمل بالقوات
الجوية
في القوات المسلحة المصرية.
بدأ "زيان"
مشواره مع الفن كممثل تراجيدي من خلال فرقة المسرح العسكري
التي قدمت العديد من
المسرحيات العالمية والعربية لكبار المؤلفين المصريين والعرب، ثم اكتشف
موهبته في
الكوميديا بعدها انضم إلي فرقة الهواة مع الفنان "عبد
الغني ناصر" الذي أسند
إليه أول دور كوميدي في مسرحية "إعلان جواز".
نتيجة للنجاح
الجماهيري الذي حققته تلك المسرحية أسند إليه المخرج نور الدمرداش دوراً
بارزاً
في مسرحية "حركة واحدة أضيعك"
حتي جاءت انطلاقته الحقيقية بعدما رشحه الفنان "فؤاد
المهندس" للمشاركة معه في مسرحية "سيدتي الجميلة"
حيث تعاقد بعد ذلك
للعمل مع فرقة الفنانين المتحدين في كل أعمالها التالية.
انتقل "سيد
زيان"
من فرقة الفنانين المتحدين إلي فرقة الريحاني التي عمل بها لمدة تسع سنوات
متواصلة، ومن ثم قام بالاشتراك في العديد من المسلسلات
التليفزيونية، كما
اختطفته السينما ليقدم البطولة المطلقة لأول مرة في أفلام "دورية نص الليل-
حظ
من السماء- كيف تسرق مليونيرا".
ومن أبرز
أعماله المسرحية: "بمبة كشر"
و"برغوت في العش الذهبي"
و"زنقة الستات"
و"قصة
الحي الغربي" و"مأساة جميلة"
و"المغفلين الثلاثة"
و"زقاق المدق"
و"سنة مع
الشغل اللذيذ"
و"أولاد علي بمبة"
و"يا حلوة ما تلعبيش بالكبريت"
و"زوربا
المصري" و"لعبة زواج"
و"القشـاش"
و"مين ما يحبش زوبة" و"باي باي كمبورة"
و"العسكري الأخضـر"
و"الفـهلـوي".
ومن أهم أعماله
السينمائية: "الطماعين" و"شبح الماضي"
و"العتبة جزاز"
و"أرملة ليلة
الزفاف" و"مدرسة المشاغبين"
و"العنيد"
و"شيء من الحب" و"اللعينة" و"آنسات
وسيدات" و"بنـت اسـمها محمود"
و"أريـد حلا"
و"بـدون زواج أفضل" و"وكـالة
البـلح" و"المتسـول" و"عفوا أيها القانون"
و"البيـه البـواب"
و"المزيكاتي"
و"الجراج".
بالإضافة إلي
العديد من الأعـمال التليفزيونية منها "أبيض
في أبيض" و"عماشة عكاشـة"
و"بيت
الدمية" و "اللعب في المضمون"
و"المال والبنون"
و"التـوأم" و"إحـنا نروح
القسـم" و"الفرسان" و"عمر بن عبد العزيز".
»الشـتا اللي فات«..
الأفــلام المستقلــــــــــة الإنقاذ الوحيد لصناعة
السينما
ماجـــدة
خـــيراللــه
معظم الذين يكتبون عن السينما،
أو
حتي الذين يصنعونها، لديهم حالة خوف وإحباط ، مماهو آت، وبعضهم يغالبه
اليأس ويبالغ في التشاؤم ويؤكد بثقة لا أعرف من أين أتي بها،
أن صناعة السينما
في مصر، تعاني سكرات الموت!نعم وصل التشاؤم إلي هذا الحد،
ولأن معظم هؤلاء
لايحسنون قراءة واقع الحاضر الملموس،
وليس لديهم النية في قراءة تاريخ الفن الذي
يسترزقون منه، فقد هرعوا إلي التليفزيون يصنعون مسلسلات رديئة حسب
الطلب.
ومن لم يلحق
الشعبطة في أي مسلسل رمضاني خدها من قصره واتجه إلي تقديم البرامج
التليفزيونية
الاستهلاكية السخيفة، أما تجار السينما الذين كنا نعتبرهم منتجين وأثبتت
التجربة
أنهم مجرد تجار شنطة،
فقد تخلوا عن السينما بعد أن حققوا منها ثروات،
خوفاً
من خسارة محتملة، الجميع في حالة انتظار تشييع جنازة السينما المصرية،
وتقبل
العزاء فيها من عمر مكرم، ولكن وسط هذا اليأس يظهر شعاع نور،
يأتي من آخر النفق
المظلم، إنه فيلم "الشتا اللي فات"
للمخرج إبراهيم بطوط!
أحد رواد السينما
المستقلة في مصر، وهو ضمن مجموعة يقل عددها عن أصابع اليد الواحدة،
سوف تكتب
أسماؤهم في صفحة إنقاذ السينما المصرية في أحلك ظروف تمر بها،
منذ سنوات هزيمة
يونية! محمد عبدالله مخرج ميكروفون، وهليوبوليس، والمخرج عمرو سلامة
"أسماء"، وإبراهيم البطوط مخرج
"عين شمس" وحاوي، وأخيرا "الشتا اللي
فات" الأكثر حظا بين أفلامه الروائية الثلاث!
فريق من عدد قليل من المخرجين
اعتادوا كتابة سيناريوهات أفلامهم وتنفيذها بحرفة فنية عالية، بعيدا عن
مقاييس
السوق وتعقيداته، فهم لايتشعبطون في اسم نجم شباك،
ولايتسولون رضاء شركة إنتاج
تفرض شروطها، ولاينتظرون مواسم سينمائية ساخنة لعرض أفلامهم،
أنهم يراهنون علي
الجودة، وأن الفن الجيد سوف يصل إلي مستحقيه مهما بلغت درجة بشاعة الواقع،
ورفض
العامة لكل ماهو حقيقي وجاد من الفنون الراقية، ومع ذلك فإن تلك الأفلام أصبحت
سفيرنا في معظم مهرجانات العالم، وهي التي تحفظ للسينما المصرية ماء وجهها
وتنقذها من الانهيار،
وفوق كل هذا هي الأمل والبداية لموجة اعتقد أنها سوف تزداد
ارتفاعا، وتأثيرا في السنوات القليلة القادمة.
بين عدد قليل
من الجمهور، ولكنه يعبر عن الصفوة وأصحاب الذوق الفني الخاص شاهدت فيلم »الشتا
اللي فات«، وكان واضحا أنه أفضل حظا من »الحاوي«
الذي عرض منذ عام ونصف
تقريبا، لنفس المخرج إبراهيم بطوط، حيث عُرض في إحدي دور السينما بمنطقة وسط
البلد، وعندما قررت مشاهدته كان قد تم رفعه بعد يومين
فقط من بداية عرضه،
واضطررت أن أشاهده في مكتب شركة الإنتاج!
واندهشت من إحجام الجماهير عن متابعته
فقد كان يتمتع بمستوي فني متميز ومشاعر إنسانية، جديرة بالاهتمام!
ولكن فيلم »الشتا اللي فات«،
يحميه إلي درجة ما اسم مخرجه الذي استطاع ان ينال ثقه فئة
من الجمهور لاتزال تبحث عن القيمة،
واسم بطل الفيلم عمرو وأكد،
مضافا إلي ذلك
مشاركته في أكثر من مهرجان منها مهرجان القاهرة حيث عرض في حفل
الافتتاح، كماعرض
في مهرجان دبي وحصل بطله علي جائزة تمثيل بالإضافة إلي مهرجان مونبيلييه،
ورغم أن
الجمهور المصري يتوجس خيفة من تلك الأفلام التي تلاحقها صفة المهرجانات،
ويعتبرونها تحديا لأذواقهم إلا أن الفيلم وجد طريقه إلي الناس
التي تحب السينما
وتسعي للجيد منها!
كنت قد مللت من
الإجابة عن السؤال الذي يلقيه معظم من ألتقي بهم من محرري الصفحات الفنية،
لماذا
لم تقدم السينما المصرية، أي موضوعات عن ثورة
٥٢
يناير،
وكنت أجد أن فيلم »بعد
الموقعة«، لايعبر عن روح الثورة، بقدر ما يعبر عن وجهة نظر الثورة
المضادة، رغم اسم مخرجه يسري نصر الله،
تلميذ يوسف شاهين الذي كانت أفلامه
الأخيرة تتنبأ باندلاع ثورة ضد الفساد والطغيان،
ولكن يبدو أن يسري نصر الله كان
في حالة ارتباك عندما سارع بتقديم هذا الفيلم وكأنه أراد أن يكون أول من
يقدم أحداث
الثورة في عمل سينمائي ولكنه بلاشك لم يكن الأكثر صدقا ولا موضوعية، فسقط
الفيلم
وسقط معه اسم مخرجه!
فيلم »الشتا
اللي فات«، سوف يصنف ضمن أهم الأفلام التي تناولت أحداث
ثورة يناير، بل هو
بالتأكيد أكثرها صدقا وتأثيرا وجمالا، إنه يدور حول ثلاث شخصيات عمرو وهو مهندس
كمبيوتر، يقوم برفع كليب
علي اليوتيوب، لشاب مصري تعرض للتعذيب علي يد رجال
أمن الدولة في السنوات الأخيرة من حكم مبارك، وبفعلته هذه يصبح في مرمي الخطر،
ويتم خطفه وتعذيبه وكسر أنفه وكبريائه حتي كاد يتحول إلي حطام رجل، ومذيعة
شابة
بالتليفزيون المصري "فرح يوسف"، وهي فتاة طموحة كانت ضمن فريق قرر أن يشتري
دماغة ولايعبأ بما يحدث في الشارع، لتنفذ وتنطق ما يقرره الإعلام الحكومي الفاسد
والمضلل، ولكن حدث ما يضعها في قلب المعمعة، لتري بعينيها وتدرك فداحة ما يصنعه
الزبانية في شباب قرر التمرد علي الفساد والمشاركة في مظاهرات سلمية، فقررت
أن
تنحاز للحق والحقيقة، والطرف الثالث في دراما فيلم »الشتا اللي فات«،
هو
ضابط أمن الدولة "صلاح الحنفي" الذي يحمل وجه لاعب بوكر، لاتتبين انفعالاته،
ولاتعرف إن كان غاضبا أم هادئا، لأنه اعتاد أن يلعب مع ضحاياه لعب القط بالفأر
الذي وقع في براثنه، يلهو به ويستمتع بعذابه قبل أن يجهز عليه، إنه آلة التعذيب
الجهنمية التي تغتال رجولة الشباب الثوري،
وتفتك بالمعارضين
للنظام، حتي
يعودوا للحظيرة،
نادمين، ولكن الأمور تفلت من بين يديه،
عندما تعلو موجات
الغضب ويتحول التظاهر السلمي إلي ثورة تطيح برأس النظام،
ولكن لم يقدم الفيلم
حالة زائفة من الأمل حيث بقي رجل أمن الدولة في مأمن من المساءلة والعقاب،
وعاد
إلي أسرته الهانئة يستمتع معها بإجازة يقضيها علي أحد شواطئنا الآمنة! يقدم
عمر
واكد مستوي بالغ الرقي من الأداء، حيث يعبر بنظرات الصمت عما يجيش في صدر شاب
مصري تعرض للمهانة والتعذيب،
بنظرات زائغة وملامح انكسار، ولكنها ملامح تدل
أيضا علي الإصرار رغم كل ماحل به من خسائر،
تدور معظم أحداث الفيلم داخل معتقل
كبير لأمن الدولة، وداخل شقة عمرو التي تطل شرفتها علي حائط سد،
لعمارة مجاورة
تحجب ضوء الشمس كأنه يعيش في معتقل دائم يحصاره الخوف واليأس من كل مكان،
الإضاءة
الليلية المعتمة تكاد تكون سائدة طوال مدة الفيلم، الذي يعود بالزمن إلي عام
٩٠٠٢
ثم يقفز إلي ١١٠٢ وينتهي بأحداث الثورة عندما يقرر أن ينتصر علي خوفه
ويشارك جماهير الميدان في الهتاف ضد الحاكم الفاسد ويطالب
برحيله، وقد استفاد
المخرج من تجاربه السابقة مع الأفلام الوثائقية وجمع في حرفية بالغة بين
مشاهد
الميدان الحقيقية واللقطات الروائية!
ومن أهم عناصر الجودة في الفيلم أغنية مات
الكلام لفريق كايروكي!
آخر ساعة المصرية في
26/03/2013
التلفزيون يذهب إلى السينما
بشار إبراهيم
أعلنت «قناة الجزيرة الوثائقية» تعاونها مع صالات «سينما فوكس» في كلّ
من دبي وأبو ظبي،
من أجل طرح عدد مُختار من الأفلام الوثائقية التي أنتجتها القناة، وتقديمها
للجمهور في الصالات في عروض أسبوعية (مساء كل ثلثاء)، على مدى الشهرين
المقبلين.
مبادرة نادرة، وربما تعدّ سابقة، لكنها تُفصح عن ذهنية تحاول تلبية
أسئلة مُلحّة من طراز: لماذا لا يجد الفيلم الوثائقي طريقه إلى صالات العرض
الجماهيري؟ بل لماذا يستنكف الموزّعون وأصحاب الصالات عن فسح المجال لعروض
جماهيرية لهذا النوع من الأفلام؟ ومتى تنتهي هذه القطيعة؟
ربما يكون من المُبالغة، الآن، الحُلم بذاك اليوم الذي فيه صالات عرض
جماهيري مُتخصّصة في عرض الأفلام الوثائقية، أو على الأقل تمنح حصةً من
أوقاتها لها، بالتالي نرى جمهوراً عربياً يترقّب الأفلام الوثائقية، ويذهب
إلى الصالات بُغية مشاهدتها؟ وإذا كان من المُعتاد أن تأتي السينما
بأفلامها إلى التلفزيون، وتعرضها على شاشته، فربما آن الأوان كي يذهب
التلفزيون إلى السينما، ويعرض أفلامه هناك!
لا شيء يمنع ذلك أبداً! فمن الناحية الشكلية، قطع الفيلم الوثائقي
شوطاً على صعيد الاستعانة بشتى الفنون السمعية البصرية، وما عاد محض تسجيل،
أو تقرير، أو بيان عن واقعة أو شخصيات حقيقية، بل هناك منها ما يمكن أن
نقول عنه فيلماً سينمائياً أصيلاً، وإبداعاً خالصاً، يتجاوز وهْم بعضهم في
أن الفيلم الوثائقي لا بد من أن يكون جافاً، غير ممتع ويثير النفور!
ومن الناحية المضمونية، الاكيد أن الأفلام الوثائقية، يمكنها أن تكون
أكثر اتصالاً مع هموم الجمهور وقضاياه وشؤونه، وأكثر قدرة على ملامسة آلامه
وآماله وأحلامه وتطلّعاته. يتعزّز هذا مع إدراك مشاهد اليوم الفارق العميق
بين الفيلم الروائي والفيلم الوثائقي، ومدى اتصال كل منهما بالواقع، مع
الانتباه إلى عناية وحرص غير فيلم روائي على الإشارة، منذ البداية، الى أنه
يستند إلى «قصة حقيقية»، ربما طمعاً بمزيد من اهتمام المشاهد.
هكذا يمكننا استخلاص أنه سواء على المستوى الفني والتقني، أو على صعيد
الموضوعات والمضامين، لا شيء يمنع الفيلم الوثائقي من الوصول إلى أوسع
قطاعات الجمهور؛ ليس فقط جمهور شاشة التلفزيون، أو الإنترنت... بل أيضاً،
وبالتوازي مع ذلك، جمهور صالات العرض السينمائي. وإذا انتبهنا إلى أن ذاك
الأمر أخذ خطوات متقدّمة في العالم الغربي، بخاصة أوروبا وشمال أميركا، إذ
ليس من النادر أن تجد هناك فيلماً وثائقياً يحقق إقبالاً جماهيرياً واسعاً،
أو ينال جائزة كبرى في مهرجانات عالية السمعة، أو أن تخصص صالات لعرض
الأفلام الوثائقية... فربما بات يمكن القول: وأخيراً... في عالمنا العربي،
صار ممكناً للتلفزيون أن يذهب إلى السينما!
الحياة اللندنية في
26/03/2013 |