حول الموقعخارطة الموقعجديد الموقعما كـتـبـتـهسينما الدنيااشتعال الحوارأرشيف الموقع 

المخرج الفلسطيني "ميشال خليفي" لـ "التونسية":

العربي يعيش في داخله "حربا أهلية"

 

- لا أخاف الاحتلال بل الفكر الإيديولوجي المتطرف

 - لا تطبيع قبل إرجاع حقوق الفلسطينيين

- ما يحدث في سوريا انتكاس لنا كعرب

شاء له عشقه لفلسطين أن  يوظف كاميراه لخدمة القضية الفلسطينية  بعيدا عن  ألاعيب «البروباغندا»  التسويقية .  فاهتم  بجوهر القضية واحتفى بذاكرة الإنسان والمكان والزمان  في غناء للحرية...لقب برائد السينما الفلسطينية المستقلة واعتبر واحدا من أبرز أعلام الأفلام  الوثائقية. إنه المخرج والمنتج السينمائي الفلسطيني ميشال خليفي صاحب الفيلم الشهير «الذاكرة الخصبة» أول فيلم فلسطيني يتم تصويره في الأراضي المحتلة .وهو شريط حصد  كما غيره من أفلام الخليفي  على غرار «عرس الجليل» و«الزنديق» عديد الجوائز العالمية . ميشال خليفي حط الرحال هذه الأيام  في تونس كضيف على تظاهرة  أيام سينما الحقـــوق والحريات.

 «التونسية» التقته في حديث عن السينما وفلسطين وثورات  الربيع العربي فكان معه الحوار التالي:

·     المخرج ميشال  خليفي في تونس مجددا  بعد عشر سنوات بالتمام والكمال من الغياب ... لماذا هذه القطيعة ؟

ـ(مبتسما في أسف) هي إرادة الله... لكني أبدا لم أختر هذا الغياب.فأنا أحب تونس لأنها كانت أول بلد عربي أزوره, وأول عرض لفيلمي « الذاكرة الخصبة»  كان في مهرجان قرطاج  حيث تم تتويجي بجائزة التانيت الذهبي في عام 1988 . فبدايتي السينمائية انطلقت من تونس وتونس جزء من تجربتي الإبداعية...لكن بعدها تغيرت الأشياء وتبدلت الظروف فلم تعد توجه إلي دعوات للحضور في المناسبات الثقافية التونسية...

·     في زيارتك هذه يعرض لأول مرة في تونس آخر أعمالك السينمائية الحائز مؤخرا على جائزة المهر العربي, فأي موضوع يعالجه فيلم «الزنديق»؟

ـ «الزنديق» هو فيلم شخصي أكثر منه معالجة جماعية للقضية الفلسطينية  وهويتحدث عن مخرج سينمائي - ربما يكون بطله توأمي لكنه لا يشبهني- عاد إلى فلسطين ليخرج فيلما وثائقيا عن نكبة 1984.   وكان هذا المخرج في جمعه للشهادات يطرح سؤالا مخالفا  للمفترض أن يكون إذ  لا يلقي أسئلته  على اللاجئين الفلسطينيين الذين رحلوا أواجبروا على الرحيل عن منازلهم عام 84 بل على  من بقوا في بيوتهم قائلا: «لماذا بقيتم، لماذا لم ترحلوا، أريد أن اعرف ماذا جرى معكم؟» 

وتشاء الأقدار أن يقتل ابن شقيق هذا المخرج احدهم فتصبح العائلة مطلوبة للثأر وهنا يعيش هذا العائد حديثا إلى مسقط رأسه صراعا داخليا يمزقه بين خيارين اثنين ,فإما أن يختار العودة على أعقابه والهروب من فلسطين وإما البقاء مع الأسرة والوقوف معها في محنتها ...وقد قصدت أساسا من وراء فيلم «الزنديق» تقديم رؤية عن فلسطين ,عن الإنسان العربي إجمالا الذي تتحرك في داخله عديد التناقضات والخلافات ,والذي بدوره يعيش في داخله «حربا أهلية». فالمأساة الحقيقية في العالم العربي أن حربا أهلية حدثت داخل الإنسان العربي، ومن هنا تنبع أهمية الحرية التي ينادي بها أهل الفن.

·        ما هي أقرب أعمالك إليك؟

ـ في الحقيقة كل أعمالي هم أبنائي, ولا اقدر أن أفضل احدهم على الأخر وأحبهم   كلهم على حد سواء في قوتهم وضعفهم ,في ثقلهم وخفة دمهم...ثم إن  كل تجربة سينمائية تختلف عن الأخرى, ففيلمي «الذاكرة الخصبة» يختلف عن «عرس الجليل «و فيلمي «الجواهر الثلاث» يختلف عن «معلول تحتفل بذكرى تدميرها»...  فثمة سياق ثقافي وتاريخي متغير يضبط خصوصية  كل عمل من أعمالي ويجعله مميزا عن الآخر ...

·     ما ردك على من يقول   أنّ السينما الفلسطينية سقطت في التشابه وتكرار الكليشيهات والرموز من حضور للماء وللعصفور وللزيتون...؟

ـ (ضاحكا) لدينا  مثل شعبي يقول «احترنا يا قرعة منين نبوسك» ,فلما نبتعد عن توظيف الرموز في أفلامنا يقولون لنا اننا همشنا جوهر القضية ولما نحاكي هذه القضية  بطريقة  أوبأخرى يقولون إننا سقطنا في تكرار الكليشيهات ...واعتقد أن هذه الأحكام غير صحيحة ونابعة عن كسل ثقافي وكسل نقدي وكسل فني لأنه من المستحيل ان تتشابه السينما وتصبح مجرد قوالب جاهزة ...

·     كيف تتشكل لحظة الإبداع السينمائي لدى ميشال خليفي؟ هل هي لحظة وجع وانكسار أم تحد ورغبة في الانتصار؟

ـلحظة الإبداع عندي هي شوق للتعبير عن نفسي، عن الأخر ,عن القضية  من خلال موضوع معين أو حاجة معينة  ...لكن في بعض الأحيان أجد نفسي محتاجا لكثير من الإيمان بالفكرة  ولكثير من قوة الرغبة في العمل لكسر أغلال الخوف وقطع الطريق إلى نهايته...

·        أتقصد الخوف من مضايقات المحتل  و«تحرشه» بحريتك في تصوير أفلامك؟ 

ـ طبعا عملي كمخرج لأفلام عن فلسطين وبالتالي فضح بشاعة الاحتلال ولا عدالته  , يعرضني إلى شتى المضايقات لكني أعرف كيف  أتخلص منها  . لكن المشكل ليس في مضايقة المحتل بل أن يأتيك الخوف من داخل مجتمعك لما يمتنع هذا المجتمع عن الاعتراف بحريتك ولما يتوقف عن الإيمان بأن التعدد ايجابي لأنه يصنع ديناميكية الحداثة وأسس المواطنة,فكل الخوف من الفكر الإيديولوجي  المتطرف...

·     ما هي الإضافة التي تعتقد انك قدمتها للسينما الفلسطينية وما هي البصمة التي يمكن أن تتركها في تاريخ السينما الوثائقية ؟ 

ـ شخصيا أنا لست ناقدا ولا استطيع أن أقيم أفلامي أوأفلام غيري. ولكني اعتقد أن فلسطين كموضوع وكهاجس أساسي وكلغة قائمة بذاتها  كانت قاعدتها الأولى موجودة في أفلامي . فأنا كنت دوما أريد  أن اخرج  فيلما لفلسطين وليس عن فلسطين ، للمرأة وليس عن المرأة ,للطفل وليس عن الطفل... وهذا علمني أن أتواضع أمام الواقع، أن أتواضع أمام المرأة، أن أتواضع أمام فلسطين... فلم تعد فلسطين هي التي تخدمني بل أصبحت أنا الذي أخدمها ، وهذه كانت  فكرتي  الأولى في  تكوين رؤيتي السينمائية.والسينما دورها هو طرح التساؤلات لذلك هدفي  من خلال مشروعي الفني هوطرح التساؤلات ما بين الروائي والذهني والرؤية والحلم والوثائقي والواقعي.

·        كيف وجدت فيلم «مملكة النمل» للمخرج التونسي شوقي الماجري ؟

ـلم أشاهد هذا الفيلم.

·        لماذا ؟

ـ لم تتوفر لي فرصة مشاهدته ولم تتم دعوتي إلى ذلك ,ولكني لو أجد هذا الفيلم محملا على «دي في دي» سأشتريه طبعا.

·     إلى أي مدى يمكن للسينما أن تكون رمحا مشهرا في وجه الاحتلال  وسلاحا موجها إلى فوهة دباباته؟

ـ كثير من الأفلام نجحت في التعريف بالقضية الفلسطينية  وبرهنت على أننا قادرون على استرجاع هامش من حريتنا غصبا عن انف المحتل ... والسينما بالنسبة لي  بحث عن الحقيقة وليست ضد أحد. والسينما هي دوما مع الحياة,والحياة دوما نتصورها بعيون الحب... 

·     هل  غيرت ثورات الربيع العربي شيئا من موقف الحكومات العربية في تعاملها مع ملف القضية الفلسطينية؟ 

ـ لا اعرف (يصمت مفكرا)...ما استطيع قوله إن القضية الفلسطينية جزء من القضية العربية وانعكاس لصورة العالم العربي, فالقضية الفلسطينية مقسمة وهذا العالم مقسم ...وبالتالي يلزمنا مشروع موحد يجمعنا ولا يفرق شملنا

·        وماهي قراءتك  لمسار «الثورة» السورية؟

ـ شخصيا كل أفلامي  ضد العنف داخل المجتمعات وضد الحروب الأهلية  .وأنا  ضد أن يصبح السوريون كلعبة «فوتبول» بين فريقين...والخطير أن هناك من يسعى إلى تأجيج هذا الصراع بهدف تفكيك العالم العربي وشرذمته. واعتقد أن هناك عدم قدرة على بناء حوار يدافع عن سوريا  سواء من المعارضة أومن النظام وللأسف سقطنا في مطبات الحرب الاهلية وأني متأسف لكل دم سوري يسيل لأنه في النهاية دمنا ولكل بيت يدمر ولكل شجرة تقتلع ...  وكل هذا انتكاس لنا كعرب.

·        هل كنت تتمنى أن ينص دستور تونس ما بعد الثورة على منع التطبيع مع الكيان الصهيوني؟

ـ ثمة مسلمات لا يجب التنازل عنها  ولا تقبل المساومة ,فلا تطبيع قبل إرجاع حقوق الفلسطينيين. وانتم لستم مثلنا تحت الاحتلال وبالتالي لديكم الإمكانية لإبراز موقف محدد  من إسرائيل ولو استنادا على ما ينص عليه القانون الدولي ولم يمتثل اليه المحتل من عام  النكبة  الى اليوم. فمنع التطبيع مع اسرائيل هو موقف  أخلاقي قبل أن يكون قانونيا أو تضامنيا

·        بماذا تحلم لفلسطين؟

ـ مازال المشوار طويلا والتحديات كثيرة وموازين القوى  ليست في صالحنا.لكن الشيء المهم أنه  مادامت هناك حياة  فنحن موجودون لنناضل وطالما  يوجد أناس يدافعون عن فلسطين فلن تموت القضية.

ليلى

موقع "التونسية" في

27/03/2013

 

مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية يطارد الأزمات

كتب:مشير عبدالله 

أخيرا وبعد العديد من المشاكل التي واجهته أسدل الستار الأحد الماضي عن الدورة الثانية لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية‏.‏

وقد مر المهرجان بكثير من الأزمات هدد ظهوره للنور والمتمثلة بشكل أساسي في الدعم المالي سواء من وزارة الثقافة أو السياحة, أو حتي الشباب, حتي انه قد تم تأجيله من شهر فبراير ميعاده الرسمي إلي آخر مارس.. فقد كانت ميزانية الدورة الأولي أكثر من ثلاثين مليون جنيه مقسمة إلي مليون و700 ألف جنيه نقدي, والباقي في صورة خدمات قدمت منها وزارة السياحة مليون جنية في شكل خدمات.. أما الدورة الحالية فقد قدمت الدولة وبعد الكثير من الصراعات فقط560 ألف جنيه نقدي أي أقل من النصف للدورة السابقة.. ووزارة السياحة قدمت نصف مليون في شكل خدمات, فنادق إلي آخره, وقد جاءت هذه الخدمات والدعم النقدي متأخرة من حيث الوقت, مما جعل الكثير يشكك في ظهور المهرجان حتي الضيوف.. حتي وزارة الشاب التي وفرت للمهرجان في دورته السابقة مباني لاقامة فريق العمل والفرق التليفزيونية ودار عرض رائعة تم سحبها هذه الدورة, رغم أن المهرجان به الكثير من الشباب المشاركين في ورش شباب السينمائيين القادمين من أكثر من71 دولة افريقية ويشرف عليها المخرج العالمي الكبير الاثيوبي هايلي جريما والتي قامت بعمل عشرة أفلام قصيرة مابين روائية وتسجيلية خلال فترة المهرجان والتي تم عرضها في حفل الختام وهي ورش في الاخراج والتصوير والمونتاج والرسوم المتحركة والنقد السينمائي تحت اشراف الناقد الفرنسي أوليفيه بارليه بالاشتراك مع اسيفا وكلية الفنون الجميلة بالأقصر وبالطبع نظرا لضغط المصروفات تم تقليل عدد الضيوف إلي70 ضيفا مقابل100 ضيف في الدورة السابقة, بالاضافة إلي10 ضيوف من خارج افريقيا, حيث إن انتاج الأفلام غالبا ما يكون أوروبيا.. ويعد مهرجان الاقصر من أهم المؤثرات للتقرب إلي افريقيا وجعل مصر منبرا ثقافيا افريقيا, بالاضافة إلي تنشيط السياحة وبه العديد من الايجابيات أولاها سينمائي, حيث يجعل التواصل مع السينما الافريقية التي وصلت إلي العالمية دون المرور علي مصر حدثا مؤثرا ومعرفة هذه السينما البكر التي تعاملت بحرفية مع المقولة الشهيرة إذا أردت أن تصل إلي العالمية فعليك بالاغراق في المحلية وهو ما تفعله هذه السينما.. أيضا من ايجابيات هذه الدورة إقامة عدد من الندوات والمتمثلة في ندوة المخرج المالي الكبير سليمان سيسه الذي تحدث عن مصر وذكرياته مع الأفلام الأبيض والأسود التي كانت تعرض هناك سابقا كما أعلن عن موقفه السياسي من الموافقة علي تدخل فرنسا للدفاع عن مالي من التيار الاسلامي.. أيضا مناقشة كتاب السينما في جنوب افريقيا وهو أحد الكتب الثلاثة التي قام المهرجان بطباعتها بجانب كتابين آخرين هما السينما الافريقية في الألفية الثالثة وكتاب سينما التحريك في افريقيا, والتي تكلفت82 ألف جنيه طباعة و60 ألف جنيه ما بين ترجمة واعداد.. حتي ان هناك عجزا في ميزانية المهرجان ما بين250 و300 ألف جنيه.. ولكن أهم الندوات كانت بعنوان ملتقي اتصال بالاقصر والتي أعلن فيها عن تقديم أفكار جديدة حول كيفية تقديم المساعدة للقارة بنية مساعدة الفيلم الافريقي, والتي أعلن فيها عن بيع الأفلام الافريقية الفائزة لقناة دريم الفضائية كما تم الاتفاق مع التليفزيون المصري للوصول إلي اتفاق مع أصحاب الأفلام الافريقية المشاركة لشراء عرض12 فيلما لمرة واحدة علي مدار العام وفي النهاية يجب اهداء التحية إلي كل من قام وشارك في اقامة هذه الدورة من المهرجان.

ليلة بلا نوم في مهرجان أسطنبول‏!‏

رسالة أسطنبول‏:‏سيد عبدالمجيد 

بعد غد‏,‏ يتجدد اللقاء مع عشاق الفن السابع‏,‏ وذلك ببدء الدورة الثانية والثلاثين‏,‏ لمهرجان اسطنبول السينمائي‏,‏ الحدث الأهم في عموم الأناضول العتيد والذي يعتبره أهل الفكر فرصة لتعزيز ثقافة السينما في تركيا‏‏.

وسيكون فيلم الافتتاح هو آخر أعمال الإسباني بيدرو المودوفار كابيلليرو والمعنون بـ متشوق للغاية.

وعلي مدي أسبوعين من المنتظر أن يعرض أكثر من002 فيلم موزعة علي عشرين قسما هي إجمالي أقسام الفاعلية السينمائية هذا العام, يتصدرها في المقدمة المسابقتان الدولية والمحلية, ففي الأولي, والتي يترأس لجنة تحكيمها الاستراليrieWreteP وتشارك في عضويتها الممثلة الايرانية فاطيما معتمد, والبولندية مالجوسكا سيزموسكا, يتنافس21 فيلما علي الجائزة الكبري, زهرة التوليب الذهبية, منها كاميل كلوديل للفرنسي برونو ديمون, وسبق وشارك في برلين خلال فبراير الماضي, وقامت ببطولته جيوليت بيونشيه, والتركي حلم الفراشة ليلماظ اردوغان وبطولة الشهير كيفانتش تاتليتوغ المعروف في مصر باسم مهند, وأوروبا الميتة للمخرج الاسترالي توني كوارتز, والدنمركي فقط الحب لـ سوزانا بيير وكابيتال للمخضرم الشهير اليوناني الاصل كوستا جافراس صاحب فيلم زد في سبعينيات القرن المنصرم, وأخيرا الشريط العربي الوحيد المهاجم للبناني لزايد دويري صاحب غرب بيروت عام8991, وهو انتاج لبناني مصري قطري بلجيكي.

أما الثانية فمحلية تقتصر علي السينما التركية ويرأسها تايفون بيرسليم أوغلو وفيها يتسابق علي الجائزة الكبري وتبلغ قيمتها051 ألف ليرة أي ما يعادل58 ألف دولار تقريبا01 أفلام في مقدمتها بارد لاغور يوجيل, معذرة لجميل أغا اولو وقرنفل لجان كليش أوغلو.

وكما هي عادته واستمرارا لتحقيق وعوده للجمهور, من المتوقع أن يشاهد الرواد عددا من روائع الأفلام الكلاسيكية التي تشكل علامات في مسيرة الشاشة الفضية, اضافة إلي مجموعة كبيرة من الأفلام الروائية الجديدة التي انتجت عامي2102 و3102, وحصل معظمها علي جوائز في المهرجانات العالمية, بدءا من كان الفرنسي مرورا بفينسيا الإيطالي, وأخيرا برلين الالماني, واتساقا مع احتفالات العالم باليوم العالمي للمرأة ومشاركة في الزخم الحالي المدافع عن نصف سكان المعمورة حرص القائمون علي ابتكار قسم جديد بعنوان قصص عن النساء, وفي هذه الدورة سيعود قسم من الأدب إلي الشاشة الفضية بعد فترة انقطاع دام أكثر من عشر سنوات. وفي واحدة من اللمسات الفنية, وكسابقة ربما هي الأولي, تصدي المخرج التركي البارز نوري بليجي جيلان, الذي سبق وحصل علي ثلاث جوائز من كان, لتصميم أفيش مهرجان العام الحالي, واختار له عنوان ليلة بلا نوم وفيها صورة لأب عجوز يتدثر في فراشه وعينه بعيدة تحاول جاهدة التشبث بضوء الفيلم.

ولآن الأتراك يعتبرون, بلادهم جسرا بين الشرق والغرب, وفي اشارة إلي اسطنبول, يتواصل وللمرة الثامنة علي التوالي لقاء صانعي الأفلام من القارة الأوروبية العجوز وتركيا, والذي يهدف إلي دعم انجاز محبي صناعة السينما, وتحت العنوان العريض اجتماعات علي الجسر يتم التقدم بالعروض الدولية الأولي لشرائط روائية ووثائقية أو تلك الرؤي التي لاتزال في مرحلة الإعداد أو ما بعد الإنتاج.

بعد‏11‏ عاما‏:‏ خيري بشارة يخرج موندوغ

كتبت:صافيناز حشمت 

لم تكن بداياته السينمائية تقليدية‏,‏ فقد كسر كل القواعد والتابوهات المتعارف عليها آنذاك انه المخرج المبدع خيري بشارة ابن حي شبرا المسيحي المسلم كما يحلو له ان يطلق علي نفسه‏.

نستعرض أفلامه العوامة07, الأقدار الدامية, الطوق والأسورة, يوم حلو ويوم مر, أحلام هند وكاميليا, كابوريا, ايس كريم في جليم, حرب الفراولة, أمريكا شيكا بيكا, أفلام صنعت لتعيش وترفض الواقع بكل أشكاله, أفلام ترفض القيود والتقاليد البالية وتنادي بالحرية, افلام تصرخ بحب الحياة وإن امتلأت بالكآبة.. بعد احد عشر عاما قرر خيري ان تخرج تجربة فيلمه( موندوغ) إلي النور.. ليثير حالة من الجدل ما بين مؤيد ومعارض, عن هذه التجربة يحدثنا المخرج خيري بشارة قائلا: بدأت هذه التجربة عام0002 ولم يكن مرتبا لها كم من الوقت ستستغرق فهي ذات طبيعة خاصة بدأت بأحداث حقيقية ثم أخذتني لمسار آخر, وكانت الكتابة تحدث أثناء العمل. الفيلم يدور حول مخرج هو أنا أتحول إلي كلب, تدور أحداث الفيلم حولي انا وعائلتي, ويمر بتجربة زواجي والعيش بالولايات المتحدة, ويلعب روبرت الابن دورا مهما يختفي الأب في ظروف غامضة ليحل محله الكلب الأسود الضخم الذي ينتقل من مالك إلي مالك بمستويات اجتماعية مختلفة وبين كل مالك ومالك العديد من المشاهد بتعليق صوتي يشرح لنا فيما يفكر الكلب, ساعتان وثلث الساعة هي عمر هذا العمل, الكلب اختياري المفضل لوفائه وإخلاصه ولوجوده بالفعل داخل الكثير من البيوت, أما الاسم فهو كلب القمر ومعناه وإخلاصه صعاليك الشوارع, خلال الاحد عشر عاما مرت التكنولوجيا بمراحل مختلفة ولذا قمت باستخدام العديد من الكاميرات بدءا باليدوية, مما أعطي العمل سحر خاصا من الناحية الجمالية, لم اكن أريد إرسال أي رسائل من خلال الفيلم سوي رصد الحالة. انتهي كلام المخرج خيري بشارة وبقيت كلمات مدير مهرجان دبي السينمائي الدولي مسعود أمر الله إن الفيلم يعد بمثابة محاكمة خيري بشارة لكل من حوله ولنفسه أيضا, وأن خيري يحدد في هذا الفيلم علاقته مع عائلته ويحاول أن يجيب علي السؤال هل تطغي السينما علي الحياة أم العكس؟ وهنا يصور نفسه بهذا الشكل, في موندوغ بشارة يرجع إلي عائلته ويحاكم المجتمع المصري بقسوة.. الفيلم محاكمة للوطن وللذات, كما أنه يجرب ادوات جديدة من المهم ان تكون موجودة في السينما العربية.

رحيل وخلود في ذكري العندليب

كتب:عصام سعد 

السبت القادم تمر الذكري الـ‏36‏ علي رحيل العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ الذي لايزال خالدا في وجداننا ووجدان المجتمعات العربية باغانيه العاطفية والوطنية‏..‏

عبدالحليم حافظ يعتبر نهضة موسيقية وغنائية حقيقية أعلت من شأن الإبداع الفني بكل فروعه وأشكاله فقد ارتبط اسمه بالمتغيرات السياسية للأمة العربية حيث كانت الأغنية الوطنية تلعب دورا رياديا في قيادة الشعوب من خلال اسهامها في إثراء الوعي الثقافي والسياسي فقد جسد عبدالحليم حافظ بصوته سيرة البطل الشعبي أدهم الشرقاوي في فيلم صور مناهضة أدهم للاحتلال الانجليزي وعملائه وهذا الفيلم لاقي قبولا من الطبقات الشعبية التي يمثلها أدهم الشرقاوي.. احتل عبدالحليم حافظ موقع الصدارة عندما نشطت السينما المصرية في اعقاب ثورة يوليو وكان اول افلامه لحن الوفاء مع حسين رياض وشادية عام1955 ليضع قدمه علي أول سلم المجد كممثل, ثم تعددت نجاحاته بعد ذلك في أعمال سينمائية كبري, وكان بطل أول فيلم سكوب ألوان في فيلم دليلة عام1956 كما قام عبدالحليم بالإنتاج السينمائي وكون مع الموسيقار محمد عبدالوهاب ووحيد فريد شركة صوت الفن.. في بداياته الاولي رفض عبدالحليم الغناء لكبارالمغنيين وأصر أن يغني الاغاني الخاصة به, فكانت أول أغنية غناها للإذاعة هي أغنية لقاء.. غني عبدالحليم حافظ حوالي300 أغنية تنوعت ما بين الموال والأغنية الخفيفة والقصيدة والأغنية الوطنية وتميز بأغنيات افلامه علي غرار عبدالوهاب وفريد, ولكن عبدالحليم لم يكن مغنيا فقط بل كان أيضا ممثلا لعدد من الأفلام الرومانسية التي بلغت17 فيلما أشهرها ايامنا الحلوة عام1955 والوسادة الخالية1956 وويوم من عمري1961 والخطايا1962 وأبي فوق الشجرة1969 ومعبودة الجماهير1967 وكان آخرها فيلم اغنية الوداع,1970 وقد شاركته بطولة افلامه كل من فاتن حمامة وشادية وصباح وسعاد حسني ونادية لطفي ومديحة يسري وإيمان وزينات صدقي وزهرة العلا ولبني عبدالعزيز ومريم فخر الدين وزبيدة ثروت, وكذلك شاركه الفنان أحمد رمزي البطولة في أربعة افلام وقام بالتمثيل مع عبدالسلام النابلسي وعمر الشريف ويوسف شعبان والفنان عماد حمدي.

لأول مرة في جمعية كتاب السينما‏:‏

قاعة عرض سينمائي للأفلام والندوات

كتبت:أميرة أنور عبدربه 

تأتي أهمية رئاسة جمعية نقاد السينما هذه الدورة إنها جاءت بعد انتخابات تتم للمرة الأولي في تاريخ الجمعية وهو ما يعطيها مذاقا خاصا.

وفق ما أكده الأمير أباظة رئيس الجمعية الذي لم يأت إلي المنصب بالباراشوت, وإنما جاء بعد ترشيح الأعضاء له خاصة أنه سكرتير الجمعية منذ سنوات عديدة, ويحمل رئيس الجمعية آمالا وطموحات يتمني أن حققها خلال فترة رئاسته للجمعية, فما هي تلك الطموحات والآمال؟

يقول الأمير أباظة: بالفعل المجلس لديه العديد من المشروعات والطموحات التي ننوي تحقيقها في الفترة القادمة, ونحن بالفعل بدأنا في إقامة احتفالية كبيرة بمناسبة مرور40 سنة علي اقامة الجمعية, وسوف تستمر تلك الاحتفالية طوال العام بدءا من25 أبريل عيد تحرير سيناء نهاية بـ18 أكتوبر1973 تاريخ تأسيس الجمعية.

ويضيف أباظة.. للمرة الأولي في تاريخ الجمعية سنؤسس قاعة عرض سينما ستكون خاصة لإقامة الأفلام والندوات, وسوف نطلق عليها اسم كمال الملاخ اعترافا منا بقيمة هذا الرجل ودوره في الجمعية منذ تأسيسها, وسوف نفتتح القاعة في25 أبريل القادم.

بالاضافة إلي اقامة ندوة اسبوعية لكل رواد الجمعية الذين أثروا بها مثل د. رفيق الصبان وصبحي شفيق وغيرهما ممن أكملوا المسيرة. أما الحفل الختامي للاحتفالية سنكرم فيه جميع النجوم الذين سبق وفازوا بجوائز في مهرجان الإسكندرية سواء كانوا فنانين أو كتاب سيناريو أو مخرجين.

وحول رؤيته لتطوير الجمعية والنهوض بها في الفترة القادمة.. أكد أنه سوف يتم اقامة ورش عمل بالاتفاق مع الاتحاد الأوروبي لتنمية مهارات السينمائيين الشباب علي مستوي النقد والتمثيل والكتابة والحوار.

وهناك أيضا اتفاقيات مع بلجيكا وفرنسا للتبادل الثقافي السينمائي بيننا.

وأضاف الأمير سيتم عمل كورسات للشباب المبتدئين في السيناريو والنقد والتمثيل.

كما سيتم اقامة اتحاد السينمائيات العربية خاصة أن جميع الدول العربية لديها اتحادات!.

ويؤكد رئيس الجمعية انه للمرة الأولي سيتم التعاون مع المجلس القومي للسكان لاقامة ندوات مع هذا الجهاز لكي يتم التفاعل مع الأسرة وكيف يمكن معالجة مشاكل الأسر, المصرية في الدراما والسينما.

ويستطرد قائلا؟ سنعمل أيضا علي وجود رؤية مختلفة لمهرجان الاسكندرية تعبر بنا إلي آفاق جديدة بعيدا عن المشاكل التي كانت تلازمه قبل ذلك باستثناء دورة عام2001 التي رأسها محمد صالح ودورة العام الماضي برئاسة د. وليد سيف.

وحول اختياره رئيسا للجمعية قال: أنا سعيد جدا بذلك لأن انتخابي لم يأت بالصدفة. فقد حصلت علي82 صوتا و هذا ما جعلني أشعر بمسئولية كبيرة تجاه هذا الترشيح وبعد حصولي علي تلك الأصوات قررت ألا أخذل كل من أعطاني صوته.

انتحال هوية فيلم اجتماعي في قالب كوميدي

كتبت:هناء نجيب 

يعد الفيلم الأمريكي انتحال هوية من نوعية الأفلام التي تعالج مشكلة هامة في المجتمع‏,‏ بطريقة كوميدية هادفةبعيدة عن الإبتذال والسطحية‏..‏

وهو من إخراج سيث جوردون وسيناريو كريج مازن, وبطولة جيسون بيتمن( ساندي) وميلسا مكارثي( ديانا).

تدور أحداثه حول( ساندي) الذي ينتمي إلي طبقه اجتماعية متوسطة, متزوج وله ابنتان وزوجته حامل في الطفل الثالث, يعمل بمكان مرموق في إحدي الشركات ولكن تنقلب حياته رأسا علي عقب عندما يعلم بسرقة بطاقته الائتمانية, وأن السارق يقوم بأنفاقة كل ثروته, علي الجانب الآخر تعيش( ديانا) حياة مرفهة بعد أن سمحت لها الأموال التي سرقتها بواسطة هذه البطاقة مستغلة ازدواج اسمه للذكر والأنثي, ولكن بسببها وجد( ساندي) نفسه مفلسا بل مطاردا من الشرطة لإرتكابه سلسلة جرائم رغم أنه لم يفعلها, ولكن عليه وأن يثبت براءته خلال أسبوع واحد حتي يستعيد عمله ولا يفقد وظيفته بعد أن حامت حوله الشبهات.وجد( ساندي)أن الحل الوحيد هو ملاحقة( ديانا) في الولاية التي تقوم فيها بإنفاق أمواله ويعيدها إلي شرطة ولايته..ومن هنا تبدأ الرحلة المليئة بالمواقف والمفارقات الضاحكة بينهما.

بالرغم من أن الفيلم كوميدي إلا أنه بالفعل يعالج مشكلة هامة جدا وهي سرقة البطاقات الائتمانية عبر الانترنت,وهي سرقات جديدة انتشرت في العالم كله بصفة عامة وفي الولايات المتحدة الأمريكية بصفة خاصة.

لم يكتف المخرج جوردون بتقديم المواقف الضاحكة, ولكنه أدخل أيضا الجانب الإنساني وهو التوغل في نفس الشخصية(ديانا) وكشف سبب لجوئها إلي السرقة التي اعتادت عليها منذ فترة طويلة,وكان ذلك نتيجة أنها نشأت وحيدة,متخبطة, لا تجد من يوجهها,حتي اسمها لم تعرفه,فكان عليها اختراع اسماء مستعارة, لذا نجد أن المتفرج قد تعاطف معها بل يرغب في أن تتغير لتصبح امرأة صالحة, بالفعل كانت الفنانة ميلسا هي الأصلح لتقديم هذه الشخصية نظرا لخفة دمها بالإضافة الي وزنها الزائد الذي ساعد علي إضافة روح الفكاهة,كما أنها تفاعلت تماما مع الممثل( جيسون) الذي نجح في تقديم الشخصية المتزنة وفي نفس الوقت تحتل في ثناياها روح المداعبة.

كان لمدير التصوير( شيفر فرانكل) دور كبير في هذا الفيلم, لان الأحداث تدور خلال رحلة واحدة طويلة لشخصين فقط, ومعظم المشاهد داخل سيارة, فكان تركيزه قويا ليأخذ الفيلم الطابع الكوميدي في هذا المكان الضيق الصغير..قدم السيناريست( كريج مازن) حوارا مضحكا بين الشخصيات.

في النهاية نجد أننا أمام فيلم متوسط بصفة عامة, رغم توافر عناصر النجاح؟.

الأهرام اليومي في

27/03/2013

 

فى الذكرى الثامنة لرحيل "النمر الاسود" أحمد زكى أسطورة لن تغيب

اعد الملف : سهير عبدالحميد 

استطاع النجم أحمد زكى أن يحافظ على مكانته لدى جمهوره وزملائه وبالرغم من غياب روحه عن عالمنا إلا أن أعماله الخالدة وعبقريته الفنية جعلت منه رمزا وقدوة وحلمًا للكثيرين.. وبالرغم من الصعوبات التى واجهته فى بداية حياته الفنية حيث عانى من العنصرية والاضطهاد بسبب لونه الأسمر إلا أنه استطاع أن يغير المقاييس والتى يتم اختيار النجم على أساسها وتغيرت من الوسامة إلى القوة والجاذبية ونجح فى أن يفرض نجوميته على أجيال سبقته ونجوم لمعت بعد رحيله.

شهيرة: فقد بصره فى آخر أيامه وبنيت له قبره

على الرغم من انها لم يجمعها اى عمل فنى بالراحل أحمد زكى الا ان الفنانة المعتزلة  شهيرة واحدة من اهم الشخصيات المؤثرة فى حياته منذ قدومه من الزقازيق مسقط رأسه واحترافه التمثيل فى اواخر الستينيات وحتى وفاته فى 2005 .

شهيرة فى حوارها التالى كشفت عن طبيعة علاقتها بأحمد زكى وذكرياتها معه وتفاصيل ترويها لأول مرة عن مشروعات زواجه التى لم تتم  وسر اقامته فى الفنادق فى آخر 10 سنوات من حياته واشياء اخرى ترويها السطور القادمة

كيف بدأت علاقتك بأحمد زكى ؟

- بحزن شديد اجابت : أحمد زكى  كان عشرة عمر فعلاقتى به عمرها أكثر من 35 سنة بدأت من مدينة الزقازيق مسقط رأسى انا وهو عرضت على احمد يأتى للقاهرة ويجرب حظه لانى كنت مؤمنة بموهبته وبالفعل اقتنع بالفكرة ونقل اقامته وقمت بنفسى بتقديم اوراقه فى معهد الفنون المسرحية واثناء دراسته فى المعهد شارك فى مسرحية «هالو شلبى» التى كانت فتحة خير عليه وانطلق بعدها سينمائيا.

ولماذا لم يجمعك به اى اعمال سينمائية ؟

- هناك فيلمان كان من المفترض ان يشاركنى بطولتهما وكان اشرف فهمى  هو المخرج لكنه اختلف مع احمد وكانا من نصيب نور الشريف بعد ذلك ومنهما فيلم «وصمة عار».

هل صحيح انك اقترحت  عليه بناء قبر؟

- نعم هذا حدث فى احد المكالمات التليفونية التى دارت بينى وبينه وقلت له «احمد زكى بمكانته الكبيرة لا يملك قبر» وقتها اتخض من الفكرة لانه كان لا يحب سيرة الموت ثم اقتنع بعد ذلك وطلب منى ان اتولى هذا الموضوع بشرط ان المكان الذى سيتم بناء القبر فيه يكون بجوار القبر الخاص بأسرتى التى اشترته من جمعية فنانى واعلاميى الجيزة التى يرأسها زوجى محمود يس ولحسن الحظ ان سكرتير الجمعية الصحفى سيد فرغلى تنازل لاحمد عن القطعة التى كانت مخصصة له وكان اول شخص دفن فيها هو الفنان الراحل ممدوح وافى الذى اوصى بدفنه بقبر احمد زكى  وقد جعلنى الله ايضا سبباً فى ان يحج لبيت الله حيث كان يطوف مثل الطفل لذلك حرصت فى الكتيبات التى قمت بطباعتها له بعد وفاته كصدقة جارية ان اكتب فيها المرحوم الحاج احمد زكى

وكيف كان أحمد زكى يتعامل مع المرض ؟

- كان يتعامل معه بقوة وجبروت وهدفه دائما ان يهزم هذا العدو اللعين وبالفعل كان بدأ يهزمه بدليل ان المرض عاش معاه عامين لدرجة ان الاطباء كانوا متعجبين من حالة احمد زكى وكيفية تعامله  مع مرضه برضاء تام والشىء الذى تتعجبين منه ايضا والذى اذهلنا عندما علمناه هو ان أحمد زكى فقد بصره فى آخر اسبوعين من حياته ولم نعلم ونحن نزوره انه اصيب بالعمى الا عندما اخبرنا الطبيب المعالج له وفى هذا الوقت كان بيسخر من حالته قائلا « ممكن دلوقتى اعيد تقديم طه حسين وواثق انى سأقدمه افضل لانى اشعر الآن بنفس احساس الأعمى.

فى آخر عشر سنوات فى حياة أحمد زكى اختار ان يقيم فى فندق شهير على ضفاف النيل. فما السبب من وجهة نظرك؟

- السبب أنه كان بيكره الوحدة ويريد ان يعيش وسط الناس ويكون قريباً منهم لدرجة انى فى يوم قلت له «انت بتضيع كل فلوس شغلك على الاقامة فى الفنادق» فرد ضاحكا «اصل الادارة بتقدم لى خصم».

ظل احمد زكى وحيدا بعد طلاقه من الراحلة هالة فؤاد ورفض فكرة الارتباط. فهل حاولت اقناعه بالزواج؟

- هالة فؤاد رحمة الله عليها كانت الحب الكبير فى حياة احمد واكثر شخصية اثرت فى حياته حتى بعد انفصالهما وزواجها من شخص اخر حيث ظل يودها ووقف بجانبها فى محنة مرضها  وحزن جدا على وفاتها اما موضوع زواجه فقد عرضت عليه الفكرة مرات كثيرة وكان مقتنعاً جدا  وكان يشترط ان تكون فوق الاربعين سنة حتى يكون سنها مناسبا له وفى احدى المرات عرضت علية عروسة محجبة وكان على وشك الارتباط بها لكنه تراجع فى اخر لحظة حتى عندما جمعته قصة حب مع فنانة شهيرة وكان سيتزوجها جاء واستشارنى فى هذه الخطوة فنصحته ان يتراجع عن هذا الزواج لانى ارى انها غير مناسبة له خاصة ان طباعها ليست مناسبة له وبالفعل اقتنع برأيى.

وما آخر وصية طلبها منك قبل وفاته ؟

- هناك شخصان حرص ان يوصينى بهما فى اخر لقاء جمعنى به وهما سمير ابن خالته الذى رافقه مشواره ووقف بجواره فى مرضه وقد توفى منذ عامين اما الشخص الثانى فكان هيثم ابنه.

محمود قاسم: لم يكن له شلة فنية وأدوار الملاكم قربته من الشباب

يعتبر الناقد محمود قاسم أن تقديم أحمد زكى لشخصية الملاكم فى عدد من أفلامه والذى بدأها «بالنمر الأسود» ثم «مستر كارتيه» و«كابوريا» والبطل قد قربته أكثر من الشباب وجعلته يؤثر فيهم لدرجة أنهم كانوا يقلدوه فى مشيته ولبسه حتى قصة شعره وهذا سر من أسرار عبقريته.

وقال قاسم: أحمد زكى كان يعكس وجه المخرج الذى يعمل معه لذلك حرص على أن يتعاون مع مخرجين مختلفين فأدواره مع عاطف الطيب لا تشبه أدواره مع داود عبدالسيد أو محمد خان أو خيرى بشارة وهذه الأسماء بالتحديد هى التى صنعت نجوميته وأشار قاسم إلى أن أحمد زكى لم يكن له شلة فنية مثل عبدالحليم حافظ مثلاً حيث تعاون مع أجيال مختلفة من المخرجين حيث بدأ مع جيل الشباب مثل عاطف الطيب ودواد عبدالسيد وخيرى بشارة ومجدى أحمد على وفى نفس الوقت تعاون مع حسن الإمام وحسام الدين مصطفى وهذا أثرى تاريخه السينمائى.

وأكد قاسم أن أحمد زكى كان لا يحب التليفزيون ويعتبر السينما هى عالمه التى ولد وسيموت فيه وهذا جعل رصيده من الأعمال الدرامية بسيطاً وكان أبرزها «الأيام» و«هو وهى».

آثار الحكيم: جدع ويكره النميمة

ترى الفنانة آثار الحكيم والذى جمعتها بأحمد زكى ثلاثة أفلام سينمائية أنه يستحق عن جدارة لقب «فنان الشعب» لأنه خرج من وسط الناس وعبر عن همومهم ومشاكلهم حيث تقمص البواب والموظف والدجال والضابط والملاكم ورئيس الجمهورية وهذا جعل له قاعدة عريضة من الجماهير.

وقالت آثار: كل من يعرف أحمد زكى ويقترب منه يعرف أنه صديق وفى ومخلص لأبعد الحدود وكريم فلا أنسى وقوفه بجوار شريهان فى إحدى أزماتها مع رجل أعمال معروف والتى وصلت لساحات المحاكم حيث كان يحرص على النزول معها فى تحقيقات النيابة ومن الصفات الموجودة فيه أيضًا هو كرهه للنميمة وعدم التطرق لسيرة شخص فى غيابه سواء بالخير أو بالشر خاصة النساء، واضافت آثار الحكيم أنها كانت من المفترض أن تشاركه بطولة فيلم «الضربة الجوية» وكانت ستجسد فيه سوزان مبارك واتفقا أن ينفذانه بعد انتهائه من فيلم «حليم» لكن القدر لم يمهله.. وأشارت الحكيم إلى أن أحمد زكى كان دائما فى حالة ثورة على نفسه ويتحدى فشله فى العلاقات الإنسانية فى الحياة وذلك من خلال الشخصيات التى يجسدها على الشاشة وكان مبدأه هو «الحياة هى الكذب والتمثيل هو الحقيقة»، لذلك كان منطوياً على نفسه.. ورددت آثار بعض ذكرياتها أثناء تصوير فيلم «أنا لا أكذب ولكنى اتجمل» قائلة: من أصعب المشاهد التى واجهتنى أنا وأحمد زكى فى هذا العمل هى مشاهد المقابر التى أراه فيها وهو يساعد والده أثناء دفن الموتى حيث كان لدى أنا وهو رهبة هذا المكان.

رفيق الصبان: غير مواصفات النجم السينمائى

حلل الناقد رفيق الصبان شخصيته السينمائية مؤكدًا أنه اخترق الخطوط الحمراء والخاصة بمواصفات النجم أو «الجان» فقبل ظهوره كان أبطال الأفلام يعتمدون على جمال الشكل والوسامة بالدرجة الأولى حيث سار على هذا النهج من سبقوه مثل شكرى سرحان ورشدى أباظة وأحمد رمزى وكمال الشناوى ثم جاء حسين فهمى وأكمل هذا الطريق لكن أحمد زكى كان شيئًا مختلفًا فشكله لم يكن نمطيًا أو «دنجوان» ومع ذلك ثار على هذه المفاهيم واثبت أن الممثل هو مضمون قبل أن يكون شكلاً خارجيًا وهذا استغرق منه سنوات حتى يرسى هذه القاعدة ولا ننسى صدمته الكبرى التى تعرضه لها فى بداية حياته عندما تم استبعاده من فيلم «الكرنك» بسبب لونه مع سعاد حسنى وحل مكانه نور الشريف لكن أصر أن يتابع طريقه بنفس روح التمرد بل واتخذ من هذا الموقف قوة تزيد من تماسكه.

وأضاف الصبان أن أحمد زكى من أكثر الفنانين الذين كانوا يستطيعون أن يمسكوا بلب الشخصية والدخول فيها وهذا ساعده على التنوع فى الأدوار التى قدمها بداية من الوزير والضابط ورئيس الجمهورية والفنان والموظف والفلاح والصعيدى والبواب والدجال.. وروى الصبان واقعة شهيرة حدثت بينه وبين أحمد زكى عندما كتب أحد المقالات النقدية على أحد أفلامه وقال: فوجئت فى أحد الأيام أن أحمد زكى يتصل بى وإذا به يعنفنى بشكل كبير بسبب اختلافه معى حول المقال وكنت مندهشًا وقتها من الطريقة التى كان يتعامل معى بها وبعد ذلك عرفت أنه كان يصور فيلم «السادات» وكان متقمصا شخصيته ويتحدث بلهجته أثناء تصويرها.

معالى زايد: المنتجون تجاهلونه فى بداياته بسبب لونه

«الحاضر الغائب» بهذه الكلمات وصفت الفنانة معالى زايد الفنان الراحل مؤكدة افتقادها له فى حياته وقالت: أحمد زكى من الشخصيات التى من الصعب نسيانها فقد تجمعت فيه صفات عظيمة نفتقدها فى هذا الزمن الصعب الذى نعيش فيه مثل الاخلاص والكرم والحنان وخفة الدم والرجولة بمعنى الكلمة حيث كان يقول المثل «رجل أفعال لا أقوال».. وروت معالى بداية علاقتها به قائلة: التقيت أنا وأحمد زكى لأول مرة من خلال مسلسل «اصلاحية جبل الليمون» الذى قمنا بتصويره فى دبى فى منتصف السبعينيات وكان معنا سامح الصريطى وأحمد خليل وسناء جميل ومحمود الجندى وخلال فترة تصوير المسلسل كان يملأ الكواليس بالضحك والهزار والنكت وكان دائما يضحك معى ويقولى أنت تشبهينى جدا فى اللون الأسمر حيث خرج أحمد زكى بلونه الأسمر فى وقت ميز فيه كل أبطال السينما تقريبا بالبشرة الفاتحة مثل محمود عبد العزيز ونور الشريف وحسين فهمى وأنا كذلك خرجت فى جيل الهام شاهين وليلى علوى ويسرا وكنت أنا الوحيدة ذات البشرة السمراء وقد روى أحمد زكى لى أكثر من مرة تعرضه للاضطهاد فى بداية حياته من جانب المنتجين بسبب لونه الأسمر لكن استطاع أن يفرض شخصيته وحفر اسمه بحروف من ذهب فى تاريخ السينما المصرية.

وأشارت زايد إلى اعتزازها بتجربتين قدمتهما مع أحمد زكى فى السينما وهما «البيضة والحجر» و«أبو الدهب» وتعتبرهما من أفضل ما قدمت فى حياتها حيث كان حريصاً على أن يكون صورة الممثل الذى يشاركه أى عمل جيدة ويشعرك أنه فى مباراة بجانب أنه بفكره كان يسبق عصره وأن الجيل الحالى به شباب يحاولون تقليده.

وفى النهاية أكدت معالى زايد أن الوحيد القادر على تجسيد حياة أحمد زكى هو ابنه هيثم خاصة فى الشبه الذى يجمعهما سواء فى الشكل أو فى نظرة العين.

روز اليوسف اليومية في

27/03/2013

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2012)