بين قصّة شقيقتين تعيشان مسارات حياتية مختلفة ومتناقضة، وحكاية قاتل
مافياوي يواجه تحدّياً إنسانياً غير مسبوق في مسيرته العنفية، تُقام النسخة
اللبنانية السابعة لـ«أسبوع النقد»، إحدى المسابقات الرئيسة في مهرجان
«كانّ» السينمائي الدولي. بين فضاء معقود على شغف ما بحياة يومية، وارتباك
عيشها وسط تبدّلات وتفاصيل معلّقة، وعالم مفتوح على أسئلة وجودية مطروحة
على قاتل محترف، يُمكن لـ«سينيفيليين» عديدين متابعة وقائع النسخة
اللبنانية السابعة هذه للدورة الـ52 لـ«أسبوع النقد»، التي شهدتها المدينة
الفرنسية «كانّ» بين 15 و26 أيار 2013. وإذا بدا الـ«أسبوع» وفياً لالتزامه
الإبداعي والثقافي، المتمثّل بإتاحة فرص جمّة لسينمائيين قادمين بجديدهم
إلى شاطئ الـ«كروازيت» لتقديم ما لديهم من جماليات وأسئلة فنية ودرامية،
فإن النسخة اللبنانية، التي تُنظّمها «جمعية متروبوليس» في بيروت و«المعهد
الفرنسي في لبنان» بين 1 و11 تموز 2013 في صالة سينما «متروبوليس» (مركز
صوفيل، الأشرفية)، تؤكّد مجدّداً حرص منظّميها على إشاعة مناخ قابل
لمُشاهدة ومناقشة وتواصل، بعد أسابيع قليلة على انتهاء الدورة الـ52 تلك.
10
أفلام روائية طويلة و11 فيلماً قصيراً تُشكّل مساحة حرّة من
المُشاهدة السينمائية. الأفلام حديثة الإنتاج (2013). لم تُعرض سابقاً في
حفلات جماهيرية عريضة. تنويعات لا شكّ في أنها قادرة على منح المهتمّ جرعة
إبداعية ما، وإن لم تكن الأفلام كلّها ذات سوية جمالية واحدة. الاختبار
حاضرٌ بدوره. حفلة خاصّة (8 مساء الاثنين في 8 تموز المقبل) تكشف اختباراً
سينمائياً خاضه ثلاثة مخرجين بحثاً في تقنية «الأبعاد الثلاثة» (3D)،
في إطار سينمائي يُراد له أن يكون خطوة ما في فهم دلالات التقنيات الحديثة،
ومدى قدرة سينمائيين كبار، أمثال بيتر غرينواي وجان ـ لوك غودار وإدغار
بيرا، على تطويع الحداثة التقنية هذه لمصلحة رؤاهم الجمالية، أو ربما قدرة
هؤلاء على إخضاع حقول اختباراتهم السابقة لمصلحة هذه التقنية الحديثة.
لهذا، تُعتبر الأمسية المذكورة (يُعرض الفيلم في صالة «سينما سيتي» في نهر
الموت) دعوة إلى لقاء هؤلاء السينمائيين، عبر فيلمهم المشترك 3X3D،
أو بالأحرى عبر أفلامهم الثلاثة القصيرة (70 د. مجتمعةً) المنشغلة كلّها
بمسألتين أساسيتين: اكتشاف المخرجين الثلاثة التقنية الحديثة تلك، وتطوّرها
في عالم السينما. وكيف تؤثّر تقنية «الأبعاد الثلاثة» على المُشاهدين وعلى
إدراكهم ووعيهم. أما الأفلام الثلاثة فهي:
Just In Time
لغرينواي، و
Les Trois Desastres
لغودار، و
Cinesapiens
لبيرا.
أما قصّة الشقيقتين، التي تفتح النسخة اللبنانية السابعة، فمروية في
«سوزان» (90 د.) لكاتيل كيلّيفيري، التي تلتقي المشاهدين لتقديم فيلمها
الثاني هذا. في حين أن حكاية القاتل المافياوي الصقليّ مسرودة في «سالفو»
(103 د.، «الجائزة الكبرى ـ نيسبريسّو» الخاصّة بـ«أسبوع النقد»، وجائزة «ريفيلاسيون
ـ فرانس 4») لفابيو غراسّادونيا وأنتونيو بيازّا، علماً أن الممثل
الفلسطيني صالح بكري يؤدّي فيه دوراً رئيساً (يُعرض في ختام النسخة
اللبنانية الجديدة هذه).
يُذكر أن الأفلام القصيرة تُعرض يومياً قبل الأفلام الطويلة، باستثناء
مساء السبت في 6 تموز المقبل، إذ تمّ تخصيص الأمسية بثلاثة أفلام قصيرة: Come And Play (ألمانيا،
30 د.) لداريا بيلوفا، و Agit Pop (فرنسا،
31 د.) لنيكولا باريزي، و
Ocean (فرنسا، 31 د.) لإيمانويل لابوري: «اتّخذ تقديم الأفلام القصيرة في هذه
النسخة اللبنانية السابعة شكلين اثنين: الأول متمثّل بتجربة المخرجين
الثلاثة غرينواي وغودار وبيرا، والثاني دعوة إلى مُشاهدة الخطوات الأولى
لسينمائيين واعدين».
تُعرض الأفلام كلّها بدءاً من الـ8 مساء، علماً أن سعر بطاقة الدخول
هو 6 آلاف ليرة لبنانية، باستثناء 3X3D،
إذ يبلغ سعرها 10 آلاف.
يُمكن الاطّلاع على المعلومات كافة عبر الموقعين:
اwww.metropoliscinema.net،
www.institutfrancais-liban.com
السفير اللبنانية في
29/06/2013
«متعـب وشاديـة»..
العـودة البائســة لأفـــلام المقـــاولات
محمود عبدالشكور
ينطبق على فيلم «متعب وشادية» الذى أخرجه «أحمد شاهين» فى أولى تجاربه
نفس ملامح سينما المقاولات التى وصلت بالسينما المصرية إلى الحضيض فى فترة
الثمانينيات من القرن العشرين أنها أعمال صغيرة وضعيفة الإنتاج، تفتقد الحد
الأدنى من الإتقان الفنى، تخلو من نجوم الصف الأول، وتمتلئ بالركاكة
والعشوائية والمشاهد المسلوقة، شىء أقرب إلى شغل الهواة الذين يفتقرون إلى
أصول الحرفة والصنعة. «متعب وشادية» نطلق عليه مصطلح «فيلم» من باب المجاز
ليس إلا، ولكنه فى حقيقته مجرد مشاهد متتابعة حصلت على تصريح الرقابة،
ويمكن استخدامها فى تعذيب المساجين.
أنتجت الفيلم وكتبت قصته وقامت ببطولته «علياء الكيبالى»، وهى اسم
أسمع عنه للمرة الأولى، طبعا من حق أى شخص أن يصنع فيلما بفلوسه لكى يبرز
مواهبه التى نعرفها، ولكن ليس من حقه بالتأكيد أن يقدم عملا رديئا إلى هذا
الحد الذى يجعلك تترحم على إبداعات السبكية، يدهشك أن تعود سينما المقاولات
الركيكة التى تشبه المسلسلات الفقيرة بهذه السرعة، قد يخلو فيلم من النجوم،
وقد تكوم ميزانيته ضئيلة، وتم تنفيذه بإمكانيات متواضعة، ولكنه يعوض ذلك
بالإبــداع الفنــى، وبالرؤيــــة المختلفة، وبطزاجة المعالجة، أما «متعب
وشادية» فهو صورة باهتة ومتواضعة لكل ما هو تقليدى، وخال من الابتكار
والمعنى، بل إن مسلسلات التليفزيون تبدو أكثر تسويقا ونجاحا فى جذب المتفرج
بالمقارنة به.
فى حارة تقليدية نتعرف على المنتجة البطلة «علياء» التى تلعب دور
شادية بائعة الشاى، بينما يلعب دور متعب سائق الميكروباص الممثل «أشرف
مصيلحى»، لا تفعل شادية طوال زمن الثرثرة التى نشاهدها سوى ضرب وسب من
لايعجبها، ورفض الزواج من متعب مع أول بادرة شك فيه، أما الأخ متعب فهو
أيضا لايفعل سوى طلب الزواج من شادية، وضرب الآخرين فى معارك تذكرك بمعارك
الطوخى وفرقته فى أفلام السبعينيات من القرن العشرين.
شـادية تعيش مــع أبيهــا (سعيد صالح) الذى يدعى التوهان للهروب من
مسئوليتها هى وأختها غير الشقيقة فخرية التى لم تتزوج رغم تقدمها فى السن،
ومعها طفل متأخر عقليا اسمه «سكر»، يظهر ويختفى أحد جيران «شادية» الذى
يتلصص عليها فتضربه بما فى رجلها «منير مكرم»، وتقوم شادية بتبديل فساتينها
بحيث لاتظهر فى مشهدين متتاليين بنفس الفستان، وفى الموقف شخصيات متعددة
مثل بائع السجائر الطيب (أحمد صيام)، وسائق الميكروباص الطيب أيضا (صبرى
عبد المنعم)، ومتعب يروح ويجىء بالسيارة، يُسخره ضابط الشرطة باستخدام
سيارته فى الكمائن، بل نشاهد متعب وهو يمسك بأحد المطلوبين لصالح الشرطة،
ونراه أيضا وهو ينقذ رجلا من عملية سطو فى الشارع، وفى كل مرة تغضب منه
الست «شادية» لسبب مختلف، مرة لعلاقة توهمتها بين متعب والعاهرة أفكار (تاتيانا)،
ومرة لأنها ظنت أن متعب يتعاطى الأقراص المخدرة فيما هو يشترى الدواء
لأبيها، حالة مزعجة من اللت والعجن تجعلك تنام فى مقعدك، وعندما تستيقظ
تظهر شخصيات الجانب الشرير فى الفيلم، وعلى رأسها أبو عمر (أحمد بدير) مالك
سيارات الميكروباص، والذى ينافس متعب على قلب شادية، واستطرادا لهذا الخط،
تظهـر «أسرار» (عايدة رياض) صاحبة الملهى الليلى الغريب الذى يقدم الشيشة
لزبائنه(!!)، وهناك نشاهد المعلم حنفى (سعيد طرابيك) الخارج توا من السجن،
والذى يريد استعادة علاقته مع أسرار فى هذه السن.
فى السيناريو الذى كتبه «مصطفى سالم» يتوارى الصراع بين «متعب» و«أبو
عمر» فى أجزاء طويلة من الفيلم ليحل محله سوء الفهم بين متعب وشادية،
وافتعال مذهل وسخيف لدرجة أنها تشك فى أنه أخوها فى الرضاعة، لولا أن
السيدة العجوز التى ربتهما (تلعب دورها زيزى البدراوى) تنفى هذه الفرية،
ولفترة طويلة يسود الصراع بين شادية وأختها غير الشقيقة العانس «فخرية»، ثم
تجد عريسا فى النهاية هو مساعد أبو عمر، وفى كل الأحوال فإن كل حيل شخصية
أبو عمر ساذجة، ولا تتجاوز محاولة تأديب متعب أو ضربه، وندخل فى حكاية أخرى
عجيبة هى مقتل أسرار، واتهام متعب بقتلها، ومحاولة الاعتراف على نفسه
لإنقاذ «شادية» على طريقة أفلام الخمسينيات، فوضى شاملة واضطراب درامى لا
تجده فى أكثر الأفلام بدائية، كل ذلك لكى تتزوج «شادية» من «متعب» فى
النهاية، ولكى تقول له كلمتين عن الناس «اللى بتموت من الجوع» والناس «اللى
بتموت من الشبع»، فيرد عليها بحكمة مقابلة وهى أن « المليان لازم يكب على
الفاضى»، والحقيقة أنه لايوجد فى هذا الفيلم أى شىء مليان، فالبطلة التى
تريد أن تكون مزيجا من نادية الجندى ودينا تفتقد الموهبة والحضور رغم أنها
تظهر فى كل مشاهد الفيلم تقريبا، وأشرف مصيلحى جامد الملامح ويبدو كما لو
أنه يقوم بتسميع الحوار، ولايبدو لائقا فى مشاهد الأكشن التى تحتاج إلى
مرونة يفتقدها، وممثلو الأمس مثل أحمد بدير وعايدة رياض وسعيد صالح،
يستعيدون ما قدموه فى أفلام المقاولات فى الثمانينيات بأداء مسلسلاتى بائس
مع كليشيهات الحارة المصرية مثلما شاهدتها فى عشرات الأعمـــال، ولدينا
مونتاج بدائى يقص المشهد ويبتره،وأغنيات تقتحم الفيلم لحجازى متقال ولآخرين
لا أعرفهم من نجوم الغناء الشعبى، ومن الكباريه إلى الحارة، ومن متعب إلى
شادية، ينتهى أحد أسخف أفلام العام الهزيلة فى موسم سينمائى يبدو أنه سيكون
قاتما وفاشلا.!
أكتوبر المصرية في
30/06/2013
تجارب مع مارون بغدادي
حمزة نصر الله: جمع العبقرية بالموهبة والعلم
بيروت- من نقولا طعمة
على أبواب العالمية، رحل المخرج السينمائي اللبناني مارون بغدادي. كان
مشروعا عالميا واعدا، فأجهضه القدر. لكنه في تجربة قصيرة استطاع أن يتطور
ويصبح اسما معروفا في الوسط السينمائي في العالم الغربي. وفي تجربته عاصر
كثيرين إن من أصدقائه الذين عمل معهم في البدايات، أم من عاملين في النطاق
الفني السينمائي.
في ذكرى رحيله العشرين، يفتح باب تجديد الكتابة والبحث عن مارون
بغدادي. كتب عنه الكثير، ووضعت كتب لفنه وتاريخه الفني، لكن ما أظهرته
"أيام مارون بغدادي السينمائية" التي جرت فعالياتها أواسط الجاري، من عروض
وندوات وخلفيات الأفلام يشير إلى أن ما كشف عنه لا يزال في البداية، وثمة
إرث يعتبر المغمور منه أكبر بكثير من المكشوف، وهو ينتظر أن يماط اللثام
عنه بالتدريج.
ولأن بغدادي رحل مبكرا، فلا يزال كثيرون من معارفه، والذين عايشوه في
أعماله، وواكبوه بها، أحياء يرزقون، يكتنز كل منهم الكثير من جوانب من
مارون، كل من زاويته.
من الذين عملوا معه في آخر سبع سنوات من حياته وعمله، وتفاعلوا معه عن
كثب، المخرج الفني، والممثل حمزة نصر الله الذي يدرس مادة الإخراج في معهد
الفنون في الجامعة اللبنانية بعد أن أضاف على تجربته العملانية تخصصا
جامعيا في جامعات بريطانيا.
لا يزال حمزة نصرالله يتذكر أيام بغدادي بحنين قاس، يمزج السعادة
بتذكره، والحديث عنه والألم والحزن لفقدانه. يصف نصر الله بغدادي بالشخصية
المركبة من المخرج البارع والعبقري الفذ في الفن، والصديق الشخصي الذي لم
يفصل بين الصداقة والعمل، إلى الشخصية الصادقة المتواضعة. وفي لقاء معه،
يذكر نصر الله أنه تعرف على مارون أواسط الثمانينات عن طريق صديق مشترك هو
حسن بدر الدين، وهو مدير انتاج سينمائي، ومن مؤسسي فرقة كركلا. وهو مخضرم
بالمهنة، وكان صديقا لمارون، وصديقا أيضا لنصر الله منذ الطفولة.
يروي حمزة أنه "عن طريق حسن تعرفت على مارون"، متابعا، "وقبل أن أشارك
معه في الفيلم الأول "لبنان بلد العسل والبخور" الذي جرى تصويره في اليونان
سنة 1987، التقيت معه قبل ذلك في فيلم "حروب صغيرة" واقتصرت مشاركتي معه
على أمور ثانوية، وكان يطلب حسن هذه الأشياء وانا أؤمنها له لكي يستخدمها
في الفيلم. لكن الفيلم كان نقطة انطلاق للتعرف على مارون فحسب”.
ويقول أن "مارون يوصف بالمبدع السينمائي، وأستطيع أن أقول ذلك بكل ثقة
من خلال تجربتين كبيرتين اشتركت فيهما معه وهما فيلما "لبنان بلد العسل
والبخور" و"خارج الحياة"، وهما من أهم أفلامه، والثاني يعتبر فيلما عالميا
ونال على جائزة في "كان"، وأنا أعتبره فيلما هوليووديا لضخامته. بالتالي
معرفتي به كانت وثيقة، وكنت مقربا منه، والسبب أن شخصيته محببة جدا لدى
الناس، فما إن تعرفت عليه حتى شعرت أنه قريب جدا مني، وقد زالت الحواجز
بيننا في أيام قليلة”.
في فيلم "لبنان بلد العسل والبخور" 1987، جرى
تصويره في اليونان، كان حمزة من ضمن فريق الإدارة الفنية للفيلم التي أوكلت
أساسا لمديرة بريطانية. يتحدث كيف كان "علينا تصوير الفيلم في اليونان بسبب
الأحداث الأمنية في لبنان، وكان دوري أن أساهم في خلق بيئة ومناخ وطبيعة
وألوان تظهر وكأنها لبنانية. في البداية، لم تستطع المديرة البريطانية
إيفاء المشاهد حقها من ناحية الديكور، رغم أنها مديرة بارعة، وكان تحويل
المواقع اليونانية إلى مواقع لبنانية صعبا عليها. فطلب مني مارون أن أقود
الدفة من هذه الناحية، وأدى ذلك إلى أن تنمو العلاقة مع مارون، وتتعمق،
خاصة أنني استطعت أن ألبي متطلباته”.
ويتابع: "أذكر أن مارون أعجب بما نفذته له، وقد استأجر لي شقة لتنفيذ
الرسومات، مثل صور الزعماء وتعليقها في الشوارع ليظهر المكان كأنه في
لبنان. كان مارون معجبا بالعمل، وكان متدخلا دائما عند الضرورة. فمثلا، ثمة
مشهد كان يجب أن يصور، وهو خطف لصحافي من قبل مسلحين، وهذه الساحة التي
اختيرت كانت تشبه الأحياء الداخلية اللبنانية، وبما أن مارون كان مولعا
ب"الغرافيتي"، فكان يتدخل ليضيف على المشاهد عبارات من عنده. كانت عنده
متعة لأن يعمل بيده. وعندما كان يعاينني وأنا أرسم الشعارات على الجدران،
كان يمسك بقنينة البويا (السبراي)، وبكل روح مرحة أقرب إلى لهو الطفولة نفذ
"الغرافيتي" التي أحب على الجدران مستخدما الفكاهة والتسلية مما جعل العمل
متعة. لم نشعر أننا كنا ننفذ أعمالا كأننا مجبورون أن ننفذها. أذكره
يناديني: أعطني واحدة حمراء، أو واحدة خضراء" ثم ينكب على رش البويا،
وكتابة ما يطيب له بكل فرح، طالبا جملة قد تغيب عن ذهنه. وأحيانا كان يشارك
باختيار الشعار الذي يراه أفضل. كان قريبا من القلب جدا، ومتواضعا”.
وينتقل نصر الله ليتحدث عن اهتمام بغدادي بإنجاز الفيلم، فيقول: "كان
مخرجا يعرف ما يريد. اشتغلت مع مخرجين كثر بعده، والآن أقول بعد كل الخبرة
التي اكتسبتها، أن هناك مخرجين يعرفون ماذا يريدون، وآخرون لا يعرفون. لكن
مارون كان يعرف كل ما يريد، المشاهد وخلفياتها، وكل العناصر التي يحتاجها
الفيلم. وهذا يتميز به مارون دون بقية المخرجين. وهو يعتبر جزءا من عبقريته
الفنية. كنت ايضا معجبا بإدارته للممثل، ففي فيلم "لبنان بلد العسل
والبخور" لم أكن ممثلا، وكان علي أن أعمل تقنيا من وراء الكاميرا. لكن
مارون لمس لدي قدرة على التمثيل فأعطاني 4 أو 5 أدوار صغيرة. ومنذ ذلك
الحين نصحني بالتوجه إلى التمثيل. وكان يرتجل الأدوار لي، وببداهته، استطاع
أن يكتشف موهبة لدي، ولم يتردد في إعطائي عدة أدوار مختلفة في فيلم واحد”.
ثم يتناول جانبا آخر من شخصية بغدادي الفنية، فيقول عنه أنه "كان
جريئا في اختيار المشهد وتدريب الممثل عليه. فمثلا، أنا لم أحمل قطعة سلاح
ولا مرة في حياتي، لكنه طلب مني لعب هذا الدور في تنقل لسيارة "فان" تقل
جريحا، وذلك كمشهد من مشاهد الحرب. وكان دوري أن أحمل البندقية، وأطلق
النار منها في الهواء، مع العلم أنني لم أكن أجيد استخدام السلاح، لكن
مارون كان على ثقة بنجاح الدور”.
وعن كيفية مساعدة العاملين معه على تطوير قدراتهم، يقول: "كان يتلمس
المهارة لدى العاملين معه، فيعرف أي دور يمكن أن يلعبوه. كان لديه حدس في
تلمس قدرة العاملين معه، ويعرف بسرعة بداهة أي دور يمكن أن ينجح الواحد
منهم فيه، فكان يشجعني كثيرا مما دفعني إلى تطوير قدراتي على تنفيذ
الأشياء. أستطيع القول أن مارون كان الأساس في تطوير قدراتي، ولو عملت مع
مخرجين غيره، خصوصا بعد أن اختبرت العديد منهم، لما تمكنت من أداء الأدوار
العديدة التي أوكلها لي. السبب حسن إدارته للممثل”.
وكيف ذلك؟ يقول:
"في فيلم "خارج الحياة" أوكل لي دورا هاما، وذات مرة كنت شديد الإرهاق،
ولم أستطع أداء دوري، فأبقاني معه في فترة الغداء، وكنا معا لوحدنا، وعاد
من الصفر يدربني على المشهد إلى أن تمكنت منه. الفضل بذلك يعود له ولحسن
إدارته، وقد تمكنت من تصوير المشهد بعد هذا التدريب المختصر، بلقطة واحدة.
كان علي أن أقلد روبيرت دونيرو ودربني مارون عليه، وكان ذلك في منزله. أتى
بفيلم "سائق التاكسي" لروبرت دونيرو وتركني اشاهده، وطلب مني أداءه لكن
بشخصيتي الخاصة. قال لي أنك ستضحك العالم بينما أنت جدي. شربني التجربة
والدور بالملعقة، فقدمته بأحسن ما يكون. بينما مخرجون آخرون يعرقلون
الممثلين غالبا، حتى أن العديد منهم يحبط الممثل البارع والموهوب”.
ويفصل رؤيته لبغدادي على أكثر من مستوى، فقال: "مارون بغدادي كان
يلعبها بالعكس، فإذا لم تكن لدى الممثل موهبة، خلقها لديه، وتركه يؤديها
بطريقته. كان يتدخل بكل تفاصيل الفيلم من التمثيل للتقنيات، ولكل عناصره،
وكان موهوبا وجامعا بين الأكاديمية والخبرة والموهبة. وكان صديقا للعاملين
معه، ويجمع الناس الذين يعرفهم للعمل في الفيلم. وعند وجود سيناريو علينا
تلاوته، كان يطلب من الممثلين أن يقرأوا النص، ويعيدوا كتابته ليؤدوه وفق
ما يناسب كلا منهم. كان يعطي الممثل حقه، فالممثل عندما يؤدي إحساسه يكون
المخرج حقيقيا في عمله. كما تميز بأنه ابن الأرض، أي أنه أحب الأشياء كما
هي ولم يكن "يتفذلك”. ففي مشهد في "لبنان بلد العسل والبخور" كان هناك صراخ
نتيجة إصابة الناس بقذائف، فكان يذكرنا بالتعابير الشعبية المستخدمة في
الشارع التي يجب أن نضمنها للدور. وهو أصلا كان يحب لغة الشارع، ومتحسسا
لنبضه”.
عن مشاركته في بقية الأفلام، قال: "كان يفترض أن أمثل معه في الفيلم
الذي لم يكتمل وهو "زوايا"، نص حسن داود، 1993، وكنا نتباحث في الفيلم في
مقهى الروضة على البحر، إلى أن وقعت الحادثة”.
عن موقفه من الحرب، وانحيازه، يصفه بأنه "كره الحرب"، وذكر أنه "لم
يشعر بانحيازه لطرف دون آخر رغم ما عرف من ميوله السياسية اليسارية. كان
يكره الجميع بسبب الحرب. يئس من الشعارات التي رفعت بسبب الحرب وبشاعتها
والابتعاد عن أهدافها التي كانت معلنة”.
وتابع: "اشتغلت معه سبع سنوات منذ ال1986 وحتى وفاته. عنده تنوع في
الأفلام من الوثائقي إلى الدراما، وفي مختلف أفلامه التي كان بعضها فرنسي
الهوية، كان طابع الفيلم لبنانيا. لكن في افلام أخرى ك"فتاة الهواء"
و"داما" كانت فرنسية بالكامل لكن نفس مارون كان موجودا فيها. شاهدته في
الأفلام التي شاركت بها، وفي الأفلام التي لم اشاركه بها.
فيلم "فتاة الهروب" كان فيلم "أكشن" ظهر فيه جانب آخر من مارون، وهي
"السمة العالمية في بصمات الفيلم، وفيه عناصر سينما عالمية. ولم أجد أنه
يختلف عن أفلام الأكشن العادية التي نالت نجاحا باهرا. في أي فيلم هوليوودي
فيه مطاردة وعنف، وأداء جيد وإنتاج كبير، وكاستينغ جيد، وكان ذلك موجودا في
أفلامه "فتاة الهواء" و"مارا” وسواها”.
ويعود للتذكر من تجارب أكثر قدما تعود إلى سنة 1989: "كنت ذاهبا إلى
أميركا، ومررت ببيته لقضاء ليلة، أخبرني أن عروضا عديدة أتته من هوليوود،
وأتصور أن فيلمه الذي أنتج 1990 كان قيد البحث، ولو كتبت له الحياة ولم
يحدث معه ما حدث، لأصبح مخرجا عالميا مشهورا، وهو في الحقيقة يعتبر مخرج
عالمي. لكن كانت هوليوود تنتظره. ذكر أمامي إمكانية التعاون مع ممثلة
أميركية مشهورة هي جيسيكا لانج، واسما مشهورا آخر، كما شاهدت عنده مشروع
فيلم أميركي أيضا”.
وكيف استفاد من تجاربه السابقة، يقول حمزة: "تعلم مارون من ثغرات
أفلامه السابقة، وكان دائما يقول لنا، مثلا، أن هذه ثغرة وقعت في فيلم
سابق، ويجب أن نتلافاها. لكنه لم يندم على أعماله، ولو كان بعض الأحيان
يعبر عن رضى أقل عن بعض أفلامه السابقة. كما كنا نلتقي غالبا في منزله لبحث
شؤون عملنا الفني المشترك، وهذا يدل على مدى الحميمية في علاقاته المهنية،
وبالتالي يأخذ النقاش منحى أكثر صدقية ووضوحا، وكنا نجري مقارنات مع أفلامه
السابقة لتلافي ثغراتها".
وعن جانب آخر من عبقريته السينمائية أنه "تميز أيضا بمعرفته القاطعة
بما يريد. لذلك كان يصور اللقطات مرة واحدة، بينما نجد أن المخرجين الباقين
يأخذون لقطات متعددة للمشهد عينه لكي يتم اختيار الأنسب لاحقا، أو إخضاع
المشهد للمونتاج. عند مارون لم يكن هناك هدر بالانتاج. واذكر على سبيل
المثال وفي هذا النطاق مشهد الفرس الذي عليه أن يعبر خط التماس في "خارج
الحياة". التقط المشهد من لقطة واحدة وبكاميرا واحدة للفرس، وعرض المشهد
كما التقطه بالتمام”.
ثم تحدث عن تجربة أخرى له مع مارون، و"كنت اشتغل في فيلم "خارج
الحياة" محل ثلاثة اشخاص، واللافت أن مارون كان يقدر الموقف. كنت أقيم في
أوتيل حجز لي في فرنسا، وكان هناك وسائل نقل خاصة للمشاركين في الفيلم، لكن
مارون كان يمر بي من منزله إلى الأوتيل ليأخذني معه حيث نتداول بما يجب أن
نعمله لدى وصولنا إلى موقع التصوير. وعندما نصل إلى الموقع، كان يطلب مني
أن آتي بفطور لي وله، وكانت ترويقتنا معا مشتركة. كان محبوبا ومحبا ويفضل
الحميمية على المهنية، وأعتبر غيابه خسارة كبيرة”.
وخلص نصر
الله إلى أن بغدادي "جمع بين الموهبة والعبقرية والعلم السينمائي، وكانت
انطلاقته نحو العالمية سريعة، واختير بين عشرات المخرجين الفرنسيين لبعض
أفلامه، ولم يكن بمتناول اي مخرج أن يفرض نفسه على الصناعة السينمائية
الفرنسية. وفي آخر أيامه كان يتحضر ليكون عالميا، وهوليووديا. لقد رحل في
بداية انطلاقته العالمية، فأجهض مشروعا سينمائيا لبنانيا عالمي الطابع”.
الجزيرة الوثائقية في
30/06/2013
التحرير: غرافيتي وأحلام مُعَلقة
أمستردام – محمد موسى
لا تكاد كاميرات مخرجي الأفلام التسجيلية تغادر ميدان التحرير في
القاهرة، كما إن هذا الأخير، لم يَنّعَم منذ الثورة المصرية قبل عامين، بأي
هدوء او فرص طويلة لإلتقاط الأنفاس ومراجعة الأحداث الجسيمة والمتسارعة،
التي كان شاهداً عليها، فمفجري ثورة الخامس والعشرين من يناير، عادوا بعد
أسابيع قليلة فقط من سقوط النظام المصري السابق الى الميدان بغضب مختلف،
مع رغبة التغيير ذاتها، وإنضم إليهم مصريين جدد، فيما فَضَلَ مصريون عديدون،
من الذين شاركوا في ثورة يناير، العودة الى بيوتهم، ولأسباب مختلفة،
وتناوبت أحزاب وحركات دينية وإجتماعية قديمة وحديثة الهيمنة على "التحرير"،
ويكاد التصادم المتواصل بين هذه القوى أن يحدث شروخاً عميقة في المجتمع
المصري،كما يُخشى أن يقود هذا الإنقسام الى عنف مسلح، وفشلت كل محاولات
القوى الأمنية والجيش في العامين الأخيرين لإخلاء الميدان، فهو يعود
ويمتليء بناس وخيّم وشعارات جديدة، كرد فعل عفويّ، وأحيانا وحيد، على خيبات
الواقع المصري المريرة، وعدم الرضا الكبير على نتائج الثورة المصرية.
تعيش المراسلة التلفزيونية الهولندية إيسمرلدا دي بون على بعد أمتار
قليلة فقط من ميدان التحرير، هي إنتقلت الى هناك بعد الثورة، لتكون قريبة
على موقع ولادة الحدث المصري، وبعد أن غطته طوال الثورة المصرية لصالح
التلفزيون الهولندي الرسمي، وهي المؤسسة الإعلامية ذاتها التي تقف وراء
الثلاثية التسجيلية الجديدة "حريّة التحرير" للمراسلة الهولندية. تحاول
إيسمرلدا دي بون في برنامجها التسجيلي الجديد هذا، أن ترافق الثورة المصرية
وتأثيراتها في الحياة اليومية، عبر التركيز على شخصيات مصرية، كانت قد
تعرفت عليها أثناء تغطياتها التلفزيونية للثورة المصرية قبل عامين، كما
ستقدم شخصيات جديدة، بتجارب ورؤى مختلفة، بعضها تَشّكل ونضج في العامين
الأخيرين فقط، وبسبب تأثيرات "الحريّة" التي شَرّعها "التحرير" عند
المصريين، كما ستتجه إيسمرلدا دي بون الى سيناء، المنطقة المهملة إعلاميا،
لتبحث في أثار الثورة المصرية على ناس المنطقة، والذين بدوا بهموم وتركيبة
إجتماعية مختلفة عن تلك لأبناء المَدَنيّة المصرية.
يَنطلق الفيلم التسجيلي الأول من السلسلة، والتي عرضت على شاشة القناة
الهولندية الرسمية الثانية، من قصص الحب التي نشأت في ميدان التحرير في زمن
الثورة، مسجلاً أحوال البلد عبر تجارب اولئك الشباب والشابات. الفيلم الذي
يحمل إسم " أمل وحب" يعود الى العشاق الذين تعرفت عليهم المراسلة أثناء
عملها اليومي وقتها، هم الآن متزوجون، وبعضهم أنجب اطفالاً. سيستعيد هؤلاء
قصص حبهم وقصص الثورة، وكيف تشابكت تفاصيل الحب والثورة في ذاكرتهم. واحدة
من القصص عن حب وزواج بين مسلم ومسيحية، وكيف إن قصة الحب، والتي بدت وقتها
كبشارة على تعايش وإندماج مصريين، تعاني اليوم من تَردي العلاقة وتوترها
وتأزمها بين مسلمين وأقباط. لم يَنسحب أغلب أبطال الحلقة من الحياة العامة،
بعضهم وجد في الفن الملآذ الذي يعوضه عن "وقفة" التحرير، وخاصة فن "الغرافيتي"،
والذي شهد نضوجاً غير مسبوق في مصر، اذ تحولت عديد من شوراع وسط القاهرة
الى متاحف عامة لهذا الفن. تتدرج أنواع التعبير ضمن لوحات الغرافيتي تلك،
من الجمال الشديد الهشاشة، الى لوحات التمرد الغاضبة. الأعمال الفنية تلك،
هي ساحة حروب جديدة بين التيارات المتصارعة، وبعضها تحول لكولاج للخطابات
السياسية لهؤلاء، فعمل فني ينتقد الرئيس المصري السابق، جرى تحويره بجهد
قليل ليتجه لنقد الرئيس المصري الجديد، وبجهد آخر تحولت بعض الرسوم الى
شعارات للهزء من قوى المعارضة المصرية، مخالفة بذلك القصد الأصلي لأصحابها.
يَستكمل الفيلم الثالث من السلسلة، والذي يَحمل عنوان "ثورة الشباب "،
في جزء منه، ما بدءه الجزء الأول، في التعريف بفنون الحياة المصرية
الجديدة، فيُقدم تجارب غير شعبية للرقص والغناء الحديثين، إنتعشت بعد
التغيير في مصر، لكن الفيلم الثالث هو في معظمه عن تجربة شابة هولندية من
أصل مصري، ورحلتها في بلد والدها. تترك الصحفية الهولندية إيسمرلدا دي بون
مواطنتها مونيك صموئيل لكي تحدد مسّار الفيلم الثالث من السلسلة. هاجر والد
" مونيك " القبطي المصري منذ عقود الى هولندا، بالكاد تتحدث إبنته الشابة
اللغة العربية، لكنها تحولت في السنين الأخيرة الى إحدى الوجوه الإعلامية
المتخصصة في الشأن المصري في هولندا، وخاصة بعد ثورة يناير عام 2011.
تُوليّ مونيك صموئيل في الفيلم الثالث موضوعة الأقباط إهتماماً شخصياً
خاصاَ، هذا لا يبدو مستغرباً على الاطلاق، فجدتها وجزء كبير من عائلتها
مازالت تعيش في مصر، البلد الذي يتجه الى الإنغلاق، كما يَصف بعض الذين
تحدثوا للفيلم. الجدة المتقدمة بالعمر تُفضل أن تتذكر أيام اللحمّة
الإجتماعية المؤثرة وقت الثورة، " شَكّل المسلمون والمسيحيون لِجّان
مُشتركة للدفاع عن الحي ضد البلطجية" تتذكر الجدة المسنة، "كانت أيام
جميلة" تُكمل بإبتسامة حنونة.
مصر التي تظهر في السلسلة التسجيلية الهولندية في لحظة تَرقب جديدة،
لِحدث كبير قادم، فالثورة التي هزت بنيّة المجتمع المصري، كانت بداية فقط،
لتغييرات جوهريّة قادمة، البرنامج التسجيلي يَقبض على ما يمكن تسميته سُكون
ما قبل العاصفة القادمة، والذي أكده المصريين الذين تحدثوا للكاميرا
الهولندية، البرنامج يُسجل في مشاهد ملفوفة بالحزن شوارع مصرية في لحظات
هدوءها. شوارع يرتفع على جدرانها صور شهداء، من اؤلئك الذين قتلوا في
الثورة المصرية الأخيرة، او الذين ذهبوا ضحية الأهمال الحكومي والأمني.
البرنامج التسجيلي "حرية التحرير"، هو جزء من خطة التلفزيون الهولندي
في تسجيل الحياة في مصر في لحظاتهاً الأقل صخباً، وتكريس لتقليد جديد لعمل
المراسل التلفزيوني في سنوات الثورة الإعلامية التكنولوجية، في البحث عن
زوايا مقاربة مختلفة، لتميز عمله، عن فيضان المعلومات المتدفق علينا من كل
إتجاه، عبر وسائط الإعلام المختلفة والمتعددة. فإيسمرلدا دي بون، والتي
درست اللغة العربية في مصر، لا تريد أن تكتفي بالقصص الإخبارية الكبيرة، هي
مثلاً وبإتجاها لمنطقة سيناء في الحلقة الثانية، التي حملت عنوان "خارج
القاهرة"، تسعى الى تسجيل صدى أحداث العاصمة على الأطراف. في سيناء ستواصل
المراسلة الهولندية إسلوبها نفسه، بمزج المقابلات المباشرة مع حركة متواصلة
للكاميرا، الباحثة عن صور غير شائعة من اليومي المصري، والتي ستتدرج في
الأفلام من الفاحشة الجمال الى الشديدة القسوة، كالمشاهد الطويلة المّفصلة
لرعاة من سيناء وهم يفتشون في النفايات التي ترميها فنادق السياح الفخمة،
عن طعام وبلاستيك لبيعه.
وكانت إيسمرلدا دي بون، قد عادت الى بلدان الربيع العربي ، في
برنامجها التسجيلي "ماراء الربيع العربي" ، والذي عرض العام الماضي، والذي
تتبعت فيه بعض القصص والشخصيات، التي غطتها وتعرفت عليها أثناء عملها
الميداني لصالح التلفزيون الهولندي، أثناء الثورات العربية، فزارت مرة اخرى
بلدان: تونس، ليبيا، اليمن بالاضافة الى مصر، التي تستقر فيها منذ أعوام.
اما زميلتها الصحفية والكاتبة والناشطة السياسية مونيك صموئيل، فهي تحولت
خلال بضعة أعوام قليلة الى أكثر خبراء مصر والشرق الأوسط شعبية، اذ تحضر
بشكل دوري في برامج الحوار التلفزيونية الهولندية، كما تكتب أعمدة ومقالات
لأهم الصحف الهولندية. أصدرت مونيك صموئيل قبل عامين كتابها " فسيفساء من
الثورة" عن تجربتها مع الثورة المصرية، والذي ركزت فيه على دور الشباب
المصري فيها.
الجزيرة الوثائقية في
30/06/2013
علا الشافعى تكتب:
أغلقوا القنوات..وعلقوا المشانق إحنا الشعب وتحيا مصر
أغلقوا الفضائيات، علقوا المشانق للإعلاميين، واصلوا إرسال الإنذارات،
هددوا الآمنين، وروعوهم، لم يعد كل ذلك يعنى شيئا، قضى الأمر، لن يخشى شريف
وعمرو وخيرى ولميس ووائل ويسرى ومحمود سعد وعيسى وصلاح، والحسينى والقرموطى
ولبنى وغيرهم من كل إعلاميى مصر من تهديداتكم، سيطلون علينا من خلال ترددات
أخرى، ومناطق إعلامية أخرى فى الدول العربية، صموا آذانكم وأغلقوا عيونكم
صوت الحق أقوى بكثير والشعب المصرى هو صاحب الكلمة الأولى والأخيرة فى كل
ما يحدث، هو من سيقرر مصيره ويختار من يحكمه، هو من سيصرخ من ألم الجوع، هو
من يطالب بالحرية، والإعلام ناقل لكل رغباته، ومعبر عنها، كاميرات القنوات
الفضائية تنقل ما يدور فى الشارع من صور رافضه لواقع سياسى واجتماعى مرير،
وكل ما يفعله هؤلاء الإعلاميون وقنواتهم هو التعبير عن رغبة هذا الشعب فى
التحرر والتخلص من حكم جماعة بعينها لا يدرك أى نفر من داخلها قيمة الوطن،
هل يعتقد مرسى وجماعته وأتباعه أنه بتهديد القنوات الفضائية وتسويد شاشتها
سيحكم مصر، هل سيهدأ بال بديع وخيرت وكل أعضاء مكتب الإرشاد، وسيجعلهم هذا
يحكمون سيطرتهم على البلاد، ويعلنون دولة الخلافة، ويبدأون فى تنفيذ مخططهم
بغض النظر عن معنى وقيمة الوطن وأهمية مصر والاستهانة بها وبشعبها، ألم
يفكر هؤلاء الجالسون على مقاعد الحكم أن تهديد القنوات الفضائية وإنذاراها
بالغلق مخالف للدستور وتحديدا فى مادتيه 45 و48 واللتين تنصان على أنه لا
يجوز إغلاق القنوات ومصادرة الصحف إلا بحكم قضائى؟ ـ الدستور الذى وضعوه
بأنفسهم واغتصبوا به الوطن اغتصابا فى جريمة مكتملة الأركان يجرم ما فعلوه
ـ وبعيدا عن الدستور والقانون واحترام مؤسسات الدولة فهى كلمات لا يعرفها
قاموس مكتب الإرشاد، وصانعو القرار، هل تساءلوا عن آلاف الأسر من المصريين
والذين يعملون بهذه القنوات، ماذا سيحدث فى حالة إغلاقها؟ ألا يدرك من يقول
إنه الرئيس وجاء بالصندوق ويطالبنا باحترام الشرعية أنه بمثل هذه القرارات
يشرد شعبه ويزيد من أعداد العاطلين عن العمل، ولكن يبدو أن من جاء بالصندوق
لا يعنيه الشعب فى شىء فالمهم والأهم بالنسبة له هو كرسى السلطة، لا يهم
الوطن ولا أبنائه، وأمنهم السياسى والاجتماعى، ولا أمن الوطن القومى، ولا
حقوق الإنسان ولا حق المواطنة ولا احترام الأقليات، والتهديد بإغلاق
الفضائيات، وحصار الإعلام، يؤكد بشكل واضح أننا أمام نظام يرتعد، يخشى صوت
شعبه فيطلق نفيره العام ويحشد مؤيديه من مغيبى العقول، والذين يصدقون أوهام
سادتهم الذين يجلسون فى بروج عاجية، لن يصمت الشعب ولن يهدد الإعلام وسنسمع
ونرى كل ما يرغب الشعب فى قوله، وسنسمع تحيا مصر من كل الميادين، ومن كل
شارع وحارة وقرية، ويطل علينا إعلاميو مصر من أستوديوهاتهم بالقاهرة أو دبى
أو بيروت، أو الأردن ستصرخ كل العواصم هنا القاهرة وتحيا مصر وسيخبو نفيركم
العام... ارحلوا أنتم فشلة وستذهبون أنتم وخادميكم الذين ينفذون سياساتكم
وقراراتكم إلى مزبلة التاريخ.. ومصر هى الأبقى.
اليوم السابع المصرية في
30/06/2013
بعد تهديدات مرسى..
الإطاحة بالنهار وcbc
ودريم من مجلس المنطقة الإعلامية الحرة
كتبت علا الشافعى
يبدو أن تهديدات الرئيس محمد مرسى للإعلاميين فى خطابه أمس وانتقاده
لأسماء بعينها، منها محمد الأمين مالك قنوات
CBC، وتلميحه وإشاراته لبعض الأسماء الإعلامية، جعل
المسئولين فى حكومة هشام قنديل يسارعون باتخاذ إجراءات تمهيداً لإغلاق بعض
القنوات الفضائية وحصار الأخرى والتضييق على بعض الإعلاميين.
وعلم اليوم السابع، أنه تم اتخاذ قرار بإعادة تشكيل مجلس إدارة
المنطقة الإعلامية الحرة، التى تقوم بمنح تصاريح وتراخيص إصدار القنوات أو
إغلاقها، وهو المجلس المشكل من رئيس هيئة الاستثمار والمنطقة الحرة، وممثل
النايل سات واتحاد الإذاعة والتليفزيون و5 مقاعد للقنوات الفضائية، كانت
تشغلها "دريم وcbc
والنهار والمحور ومصر 25"، لكن فجأة وبدون مقدمات تم استبعاد
دريم والنهار وcbc
مع الإبقاء على المحور ومصر25، ولم يتم تحديد من
سوف يشغل الأماكن الشاغرة، ويبدو أنه سوف تكون من نصيب القنوات الدينية،
تمهيداً لاتخاذ قرارات بالإجماع ضد أى قناة أو إعلامى يهاجم سياسة مرسى أو
هشام قنديل.
اليوم السابع المصرية في
27/06/2013
أحمد ماهر:
تمرد أعادت الشرعية للشعب
كتب:
انتصار صالح
قال الفنان أحمد ماهر: إنه سيشارك اليوم في المظاهرات؛ لأن الإخوان
استبدلوا الحزب الوطني بجماعتهم، ولا يمكن قبول سيطرة طيف واحد على السياسة
في مصر.
وقال لـ"البديل": إن الإخوان قضوا على أي فرصة للحوار؛ لأن خطاب مرسي
الأخير لم يكشف عن نوايا لتصحيح المسار، فيما تسير البلد من سيئ إلى أسوأ،
مضيفا أنه واثق من أن الضغط الشعبي سيحقق مطالب الثورة، وأن هذه الجولة من
الثورة أكثر نضجا مما كانت عليه في ثورة 25 يناير.
وأضاف أن الحالة التي خلقتها تمرد تمثل محاكاة للتجربة المهمة في
تاريخنا، حين جمع حزب الوفد القديم توكيلات الشعب لتفويض الزعيم سعد زغلول
للتحدث باسمه في مواجهة الاحتلال الإنجليزي، واليوم شباب تمرد أعادوا
الشرعية إلى أصحابها الأصليين - الشعب المصري، فلا محل لما تتقول به سلطة
الإخوان عن الشرعية.
أحمد راتب:
نازل اليوم مع أبنائي وأحفادي للخلاص من الاستعمار الإخواني
كتب:
انتصار صالح
قال الفنان أحمد راتب: إنه سينزل اليوم الأحد في مظاهرات 30 يونيو مع
أبنائه وأحفاده حاملين علم مصر، هاتفين: ارحل مع كل المصريين؛ لأنه لم يعد
هناك مجال للحوار مع ما أسماه الاستعمار الاخواني.
وأضاف لـ"البديل" أنه يستبشر خيرًا وأننا نحتاج للصبر؛ لأنها صارت
مسألة وقت لتحقيق إرادة الناس وأن الشعب لن يعود إلى منازله إلَّا بعد زوال
الغمة والتخلص من الاستعمار الاخواني، قائلًا: إنه يقصد بذلك قادة الجماعة
الذين لا ينتمون للشعب المصري وليس القطيع التابع لهم الذين اعتبرهم
"مصريين غلابة مثلنا".
وتابع: إننا لم نرَ من قادتهم سوى النجاسة وبيع الوطن، ولن يرهب
الشعب وعيدهم وعملياتهم الإرهابية القذرة والسيارات المحملة بالأسلحة
والتهديدات، هذا أسلوبهم، مضيفًا أن كاتبنا الكبير نجيب محفوظ قالها: "لكي
نتخلص من الاخوان لابد أن نجربهم"، وها نحن جربناهم وآن آوان الخلاص منهم،
فلا مجال لحوار معهم؛ لأنهم منافقون وكذابون لا يوفون بعهد واختاروا ألَّا
يكونوا مصريين.
سميحة أيوب:
سأنزل إلى "التحرير" اليوم.. والثورة ستنتصر
كتب:
انتصار صالح
قالت سيدة المسرح الفنانة سميحة أيوب إنها ستنزل اليوم إلى ميدان
التحرير للمشاركة في التظاهرات الداعية لإسقاط حكم الرئيس محمد مرسي وجماعة
الإخوان المسلمين، معربة عن تفاؤلها في تحقيق الهدف من الثورة نظرا لأن كل
المصريين على قلب رجل واحد، والدليل تجميع أكثر من 22 مليون توقيع لسحب
الثقة من "مرسي".
وأضافت لـ"البديل" إن عدم تحقيق مطالب الشعب سيؤدي إلى إعلاء سقف
مطالبه وزيادة أعداد الرافضين لحكم الإخوان، مشيرة إلى أن ما يصوره النظام
من حشد بميدان رابعة العدوية هزلي ويعكس اضطراب الجماعة التي تطلق
التصريحات العنترية من باب "حلاوة الروح" .
البديل المصرية في
30/06/2013
"وفاء
الحكيم":
الفنان كشاف لمجتمعه.. وسننزل غدا لننال حقنا
كتب:
انتصار صالح
قالت الفنانة وفاء الحكيم: "كفاية، خروجنا غدا بداية النهاية لهذا
النظام، ود. مرسي نفسه قالها مرتين في خطابه الأخير "كفاية"، وأعتقد أن لكل
هفوة دلالة كما يقول علم النفس، وهو في خطابه كان مرتبكا جدا".
وأضافت للبديل أن المهم ليس ما عنده هو، وإنما ما عندنا نحن، فالدور
علينا الآن لنتماسك؛ لأن استمرار هذا النظام أكثر من ذلك يعني ضياع البلد،
وستكون هذه مسؤليتنا إن فرطنا، أما الرئيس الذي يحشد أنصاره من كل البلاد
فأقول له: إن كل مدن المحافظات ثائرة عليه، ولو كان حقا مؤمنا فطنا كيسا
كما يتطلب المعنى الحقيقي للإيمان، لأدرك الحقيقة.
ورغم أننا اعتبرنا في البداية أن تولي الإخوان الحكم يمثل حراكا
ديمقراطيا جيدا، إلا أن التجربة أثبتت أنهم كان من المفترض تأهيلهم سياسيا
أكثر من ذلك في حزب ومشاركة برلمانية قبل الحكم الذي تولوه فجأة بعد خروجهم
من السجون.
وأضافت "الحكيم" أن الفن كان سباقا، وأن ما يحدث اليوم هو ما قلناه في
مسرحية "كوميديا الأحزان" العام الماضي للكاتب إبراهيم الحسيني، والتي
ترجمت إلى ست لغات، واعتبرت أفضل مسرحية عبرت عن الربيع العربي، وفيها فند
الكاتب لماذا سيفشل نظام الحكم المتأسلم هذا في الحكم لأنه فاشل في
الإدارة، وفي مسرحية "زنزانة لكل مواطن" لنفس الكاتب حذرنا من تضييق الخناق
على الناس، ومن قبلهما في مسرحية "زمن الألف ليلة" حول الحاكم الذي اكتشف
أنه لا يعرف ما يحدث لشعبه فقرر ترك الحكم.
وأكدت أن الفنان كشاف، يملك الحدس، ولم يتخاذل أبدا عن قضايا الوطن،
وما تزال أفلام عاطف الطيب تثبت أن الفنان قائد لشعبه، وإذا كانت المهمة
الأسمي للفن هي أن يقول كلمته من خلال أعماله، فإن الفنانين اليوم ينزلون
للشارع لنأخذ حقنا بأيدينا مع باقي الشعب.
محمود مسعود:
الشعب قال كلمته قوية في التحرير
كتب:
انتصار صالح
قال الفنان محمود مسعود: إن كلمة الشعب واضحة وقوية، وتكفي نظرة واحدة
لميدان التحرير لإدراك أن الشعب قال كلمته، بأن هذا النظام لا يناسب مصر
التي لم تكن يومًا لونًا واحدًا فتناقضاتنا هي التي شكلت مصر.
وأكد للبديل أننا شعب نعرف ديننا بطبيعته السمحة، ورجل الدين القريب
من قلوبنا نقدره ونمزح معه بكل بساطة، ونعرف ربنا رحمن رحيم.
وأضاف أن من حشدهم الإخوان في رابعة العدوية لا يدافعون عن الدين كما
أوهموهم، وإنما عن آخر فرصة للإخوان بتاريخهم الأسود، ويتصورون أنهم
سيتمكنون من ترهيب الناس الذين خرجوا من فترة حكم مبارك منهكين، وتصور
الإخوان أنه يمكنهم السيطرة عليهم والهيمنة علي الدولة، لكن الشعب قرر أنه
لن يعوقه شيء عن الدفاع عن حقوقه، وسننزل جميعا يوم 30 يونيو لاستعادة
حقوقنا في وطننا.
البديل المصرية في
29/06/2013
مغامرة سينمائية كلفتها الإنتاجية «150» مليون دولار
«سقوط
البيت الأبيض».. أميركا تحصد العداء!
عبدالستار ناجي
ضمن عرض خاص دعانا إليه الشيخ دعيج الخليفة، عضو مجلس ادارة شركة
السينما الوطنية الكويتية «سنسكيب» ثم مشاهدة الفيلم الاميركي الجديد «سقوط
البيت الأبيض» والذي يمثل واحدا من أغلى نتاجات العام الحالي، حيث بلغت
ميزانيته 150 مليون دولار حسب تقرير نشر على موقع الفيلم على شبكة الانترنت.
منذ اللحظة الأولى يذهب بنا الفيلم الى حكاية جولة يقوم بها ضابط شرطة
يطمح في الحصول على وظيفة ضمن الحرس الرئاسي، ويرافقه في تلك الجولة ابنته
المغرمة بمعرفة جميع التفاصيل السياسية. وخلال تلك الجولة، تتم السيطرة على
البيت الابيض من قبل مجموعة ارهابية، نعلم جيدا ومن خلال احدى الجمل
العابرة في الحوار أنهم ليسوا من القاعدة. وتبدأ عملية فك الرموز والشفرات
في هذا الفيلم الذي رغم ايقاعه المتصاعد الا انه يظل دائما وفي كل
مشهد يمزق المغامرة بشيء من السخرية.. وبعض النكات العابرة على
الطريقة الاميركية. خلف العملية الارهابية والكر (جيمس وود) رئيس الحرس
الشخصي الرئاسي، والذي يصادف يوم العملية، يوم تقاعده لأنه يريد أن يأخذ
بثأره نتيجة اغتيال ابنه في احدى العمليات العسكرية في افغانستان، ويقوم
باستئجار وتكليف عدد من العناصر التي نعرف لاحقا ان كل منها ينطلق من هدفه
الشخصي، احدهم بحثا عن المال وآخر لأنه تم توريطه بعملية عسكرية وسجن في
افغانستان وهكذا بقية الشخصيات.
خلال تلك العملية المقرونة بكم من المصادفات يلتقي ذلك الضابط الشاب
مع الرئيس، ليقوم بحمايته وانقاذه بعد مغامرات معقدة، تجري جميع احداثها في
«البيت الابيض» ولهذا فإن أحد ابطال العمل هو «البيت الابيض» وقد يعتقد
المشاهد أن جميع الاحداث بالفيلم والمنشور على مواقع «سوني» و«مينلوجي
انترتيمنت 2» و«كونتر بوس انترتيمنت» و«ايرون هورس انترتيمنت» تؤكد على أنه
تم بناء نسخة قريبة الشبه من البيت الابيض (نقوم بنشر صورتها مع الموضوع)،
حيث تم بناء البيت الابيض في مدينة مونتريال، وخلف هذا الطلب المكلف كان
المخرج الألماني «رونالد امريش» الذي شاهدنا له العديد من الأفلام ومنها
«2012» و«اليوم بعد الغد» 2004 و«يوم الاستقلال» 1996و وفي هذا الفيلم
بالذات قام بعمل مجسم للبيت الابيض ونجره.. ولكنه هنا في هذا الفيلم طلب
وضه المواصفات الخاصة بالبيت الابيض بشكلها الحقيقي. معه في الفيلم النجم
الاميركي تشايننغ تاتوم بدور الضابط (جون كال) الذي يقوم بحماية الرئيس
الاميركي الممثل الأسمر «جيمي فوكس» من مجموعة من المرتزقة، وبشكل لافت
تظهر شخصية ابنة الضابط، الممثلة الشابة جوي كينغ بدور (ايميلي) المهووسة
بالسياسة وايضا لديها موقع على «اليوتيوب» تقوم من خلاله ببث صور مباشرة عن
عملية الاختطاف ومهاجمة البيت الابيض لتكون في نهاية الفيلم احدى الابطال
الرئيسيين، وهذه اشارة واضحة لاهتمام الفيلم بالشباب.. والاحداث على وجه
الخصوص.
الملاحظة الأكثر حضورا هي روح السخرية التي كتب بها السيناريست جيمس
منذربيلت احداث الفيلم وحواراته.. وهي ذات الصيغة التي كتب بها عددا من
اعماله ومنها «زودياك» 2007 و«الخاسرون» 2010 و«سبايدرمان» 2012. كما يعمر
الفيلم بعدد من النجوم الكبار ومنهم «جيمس وود» وجيسون كلارك (بدور أحد
المرتزقة) وايضا «ريتشارد جانكنز» بدور احد زعماء المؤامرة. كما تلفت
الانتباه النجمة ماجي غاليتهال بدور المسؤولة الأمنية فينرتي.
أما المغامرات فحدث ولا حرج، ويكفي أن نشير الى أن مجموعة الحوار في
الفيلم لا يتجاوز النصف ساعة، بينما بقية المشاهد هي عبارة عن مغامرات على
طريقة المخرج رونالد امريش، الذي يعشق مشاهد المغامرة، ويتفنن في التفجيرات
واستخدام الاسلحة والقتل بجميع أنواعه. وهذا ما قفز بميزانية الفيلم الى
150 مليون دولار وهي تكاد تعادل ميزانية الانتاج السينمائي العربي لأكثر من
عشرة أعوام!
مدة الفيلم 131 دقيقة وقد تم اقتطاع مشاهد قليلة وهامشية. الفيلم
يشتغل على موضوع اساسي، وهو حصاد اميركا من العداء نتيجة ممارساتها، في
العديد من الدول، ففي الوقت الذي يشير به الفيلم الى وصول الرئيس الاميركي
الى اتفاقية امنية مع ايران، ولأنه لا صحة للمعلومات حول وجود اسلحة نووية
لديها، تبدأ الشركات الكبرى المصنعة للأسلحة دورها في محاولة اغتيال الرئيس
الأميركي كي تبقي مصانعها قائمة عبر تفجير حرب نووية مع ايران. فيلم يؤكد
أن حصاد الكراهية الذي يحيط بأميركا نتيجة عدد من التصرفات والأطماع
والأضغان توصلها الى محاولة «سقوط البيت الابيض» عبر مغامرة سينمائية..
لعلها الافضل فيما قدم عن «البيت الابيض».
ويبقى أن نقول.. انه الفيلم الثاني عن سقوط البيت الابيض خلال هذا
العام بعد فيلم «سقوط أولمبوس» (جيرارد باتلر ومورغان فريمان وارون ايكهارت)
وهذا العمل الجديد.. فإلى أي المؤشرات تذهب هوليوود.. هذا السؤال الذي يطرح
نفسه ونحن نشاهد هذه النوعية من الافلام.
anaji_kuwait@hotmail.com
النهار الكويتية في
30/06/2013
عرض في مهرجان «صيفي ثقافي»
«الحب
في حديقة الأسرار».. همس الثورة
شريف صالح
عرض الفيلم التركي «الحب في حديقة الأسرار» في الكويت أخيراً ضمن
أنشطة مهرجان «صيفي ثقافي 8» وبحسب ما فهمت من مخرجته زينب أوستنيبك فهذا
ثالث عرض له، وكان الأول في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بينما لم
يعرض بعد في تركيا نفسها!
الفيلم تقنياً أقرب إلى السينما الأوروبية، التي تتسم بجمال التكوين
والحس التشكيلي وثراء وعمق الصورة، والإيقاع المتأني، وليس السريع مثل
النمط الهوليوودي.
على مستوى النص فهو يذكرنا بفيلم «في بيتنا رجل» والذي قدم أواخر
الخمسينيات من القرن الماضي. وتناول هروب شاب ثوري «عمر الشريف» ومطاردة
البوليس له حيث يختبئ في شقة أسرة بسيطة ويقع في غرام ابنة الأسرة «زبيدة
ثروت» لكن ابن عمها وخطيب أختها «رشدي أباظة» يحاول الوشاية به إلى البوليس.
قريباً منه يبدأ الفيلم التركي بمطاردة البوليس لشاب في إحدى المناطق
الجبلية، دون كشف السبب.. يسقط الشاب إرتان «مراد شوكرا» في الغابة من
الإعياء فتعثر عليه فتاة جبلية اسمها «جنة» أو يرزين دينيز، وهي مولعة
بالأعشاب والطب الشعبي فتبدأ في علاجه من إصابته بالرصاص.
شيئاً فشيئاً ينجذب الاثنان إلى بعضهما البعض، لكنه يكذب عليها بشأن
مطاردة البوليس له، فيما تكذب عليه هي بشأن ابن عمها الذي يعاملها بصلف ولا
يتورع عن ضربها والإساءة إليها، والذي يكتشف الشاب المصاب في الغابة فيبلغ
عنه الشرطة.
في النهاية يتكشف ان ابن عمها هو زوجها ويخوض عراكاً مع الشاب الذي
يتضح أنه مناضل ثوري، اتتورط الفتاة الجبلية في قتل زوجها بمسدس الشاب الذي
يقرر أن يتنكر في هوية الزوج يورحلان من القرية، بعدما يتركان جثة الزوج
مشوهة في الغابة على أنها جثة «الثوري» المطلوب!
عولجت القصة بشاعرية ورمزية، حيث التركيز على علاقة الفتاة بروحيتها
وأنثوتها، وتماهيها مع الطبيعة الفطرية بوصفها الأم الأولى لنا جميعاً..
الأرض والوطن.. وحتى الحوار بينها وبين الشاب والمقارنة بين حياة الريف
وحياة المدينة، هو انتصار لقيم الطبيعة ومحاولة الإنصات إليها والاستمتاع
بها، بديلاً عن صخب وعنف واندفاع حياة المدينة.
هنا يأخذ الاحتفاء بالطبيعة بعداً رمزياً كمعادل للوطن في صورة
مستقلة، ونقية. من ناحية أخرى تشكل الطبيعة بفرادتها وموسيقاها الشجية فضاء
لتوترات قصة حب هامسة بين الشاب الثوري والفتاة، حيث يبدأ في تحريضها ورفض
قسوة ابن عمها والخنوع له. ما يكسب تلك العلاقة بعداً رمزياً، كأن الفتاة
رمز الشعب بأسره وعليها أن تتحرر من الاستبداد.
ومع مساحات الكشف الهادئة والمتأنية، يعترف لها أخيراً بأنه شاب ثوري
ولن يتوقف عن الدفاع عن أرضه وهو يمسك حفنة تراب، ورغم علو النبرة، لكن
المشهد يعيد تفسير الفيلم كله على مستوى آخر يتجاوز قصة الحب والاحتفاء
بالطبيعة، ويجعلنا أمام عمل سياسي وإن برؤية رمزية هامسة.
اتسم الإيقاع بالبطء نوعاً، أو لنقل التأني، فليس ثمة أحداث كثيرة، بل
مشاهد متكررة، حوارات طويلة أحياناً، وعدد قليل من الشخصيات، من أهمها
الأخت والجارة بطابعها الشعبي وعفويتها المؤثرة.
لكن كانت هناك عناية فائقة بتفاصيل المرأة واستكشاف جمال الطبيعة،
وإقامة علاقة حميميها بينهما، ورصد الانفعالات الداخلية التي لا يتم
التصريح بها. فهو فيلم عن الحب والمرأة والثورة.. عن أمنا بالطبيعة.. لكن
بلغة هامسة ، بما في ذلك الموسيقى، والتوترات الناعمة والمعادلات البصرية
وتكوين الكادر.
ومن الواضح تأثر المخرجة في فيلمها الروائي الأول بعملها في مجال
الأفلام الوثائقة، وتقديم حوالي 19 فيلماً وثائقياً، فقد قدمت لنا ما يشبه
دراسة عن الطبيعة الجبلية والتداوي بالأعشاب وفلسفة الطبيعة وأصوات
الكائنات فيها كالطيور وقأقأة الدجاج وخرير المياه. وكأنها تأخذنا في رحلة
بكل حواسنا للاستمتاع بالجمال البكر.
المذهل أنها اعتمدت على ممثلين أقرب إلى الهواة، ما أعطى للشخصيات
عفويتها وتلقائيتها، إضافة إلى أن الميزانية كلها لم تتجاوز كما ذكرت لنا
أكثر من عشرة آلاف دولار، وأنها قامت بتصويره بكاميرا بسيطة!
ورغم تواضع الإمكانات نجحت ـ إلى حد بعيد ـ في تقديم أقصى ما تستطيع
في شريطها السينمائي الذي صورته في ثلاثة أسابيع، وبأقل تكلفة.
Sherifsaleh2000@gmail.com
النهار الكويتية في
30/06/2013
محمّد الحميد في «فيلم قصير لكاميرا ضائعة»...
الحياة متعدّدة وواحدة نحو اللاشيء أو كل شيء
كتب الخبر: قزحيا
ساسين
قد يخشى حامل القلم، على موهبة، أن تسقط الأسماء عن شرفة ذاكرته، فيلجأ إلى
إعادة تشكيل جغرافيّة وبشريّة على الورق كما يحلو لمزاجه الأدبي تحت وطأة
كثير من الوجدان والثقافة وكلّ ما يصنع الجانب غير المادّي من الإنسان.
في جديده {فيلم قصير لكاميرا ضائعة} يبدو الكاتب محمّد الحميد سائحاً
محاصراً بالوحدة ولعنة الزمن.
في {فيلم قصير لكاميرا ضائعة}، قد لا يكون الفيلم القصير سوى العمر
الموزّع على مَنافٍ، تختارنا أو نختارها لا فرق، وعليه فليست الكاميرا
الضائعة سوى صاحب العمر الحامل على كتفيه ذاكرة تظهر من خلال السّرد أنّها
شجرة على مشكلة ما مع جذورها: {ولن تتحسّر وأنت تسمع ثلاثين أستراليّاً
تحفر أصواتهم ثقوباً في صدرك، وأنت تحاول استماتة أن تخبرهم بأنّك تحنّ إلى
بلادهم وبلا خوف من أنّهم سيضحكون}. واللافت أنّ التكنولوجيا، لا سيّما في
مجال الاتصال والتواصل، حاضرة بقوّة {سمّاعة الآيبود، قناة فاشن، البلاك
بيري، الكيبورد...} وتكتسب بُعداً دلاليّاً رمزيّاً يفرّغ الإنسان من قدرته
على التواصل مع الإنسان في الآخر لا مع الآخر: {وشوبان – ينزل قدميه لماء
النافورة لأنّ الجوارب تركت بثوراً في قدمه. شوبان السعيد بالماء. وأنا
السعيد بالكيبورد نضحك من ليل وارسو والسيّاح الأستراليّين، ونفكّر في
أضرار الحنين}.
وقد يكون تعبير {أضرار الحنين} مفتاحاً ذهبيّاً يقودنا إلى قراءة نصوص
الكتاب في ضوئه فالحميد مريض بالحنين، غير أنّ كلامه لا يسترجع ماضياً ولا
يرجو زمناً أن يعود طفلاً على بساط الذاكرة إنّما هو كلام يتعاطى مع
الواقع، هو كلام كاميرا ترى وتنقل ويتدخّل حامِلُها حين تدعو الحاجة
وكثيراً ما دعت.
محمّد الحميد سائح يمضي في الخارج الواسع والبعيد والمتعدّد إلاّ أنّه
يقطع كلّ اتصال بينه وبين هذا الخارج، وهو يدير ظهره لليل الدنيا لائذاً
بليل يقيم فيه مرتاحاً لسواده، ويقف صنماً يهجّئ المدينة بعينين لا تريان
إلاّ خوفهما: {ولأنّ السائح مستعدّ للفرح بشكل دائم ويكره الجلوس في
الفندق. فإنّه يهرب من الليل إلى ليل في داخله. وأنا السائح أتوقّف كجمادات
المدينة في الزوايا... وأتخيّل أني جماد مؤقّت في المدينة...}.
ويمرّ الحميد بمشاهد ينقلها بإلحاح من الكاميرا ولو أنّها لا تقول
شيئاً للقارئ وكأنّ قيمتها هي أنّها مَشاهد فحسب. ومن الملاحظ أنّ كلّ
المشاهد على امتداد صفحات الكتاب تنتمي إلى مناخ واحد، وعلى رغم أنّ لكل
مشهد عنواناً فإنّ العناوين الواردة بالخطّ العريض لا تلغي وحدة ما مبنيّة
على أثر من قاسم مشترك بين النصوص.
استثمار المشهد
في أكثر من مكان يسعى الحميد إلى استثمار المشهد أو الحادثة المشهديّة
إذا جاز التعبير كما في نصّ {الرقّة أكثر من اللازم}. فالنزول من أعلى
الدرج الطويل والدائري يتحوّل مسألة علميّة وقد تكون ذات بُعد فلسفيّ لمن
يهمّه الأمر، وقد تستدعي أكثر من فيلسوف أو عالم، والكاتب التقى آينشتاين
على ذلك الدرج، وأنزل عمره معه درجة درجة: {فنظر إليه من الأسفل وأنت ترى
ثبات المركز، أنت وهو تتبادلان موقعاً هندسيّاً تلعب به النسبيّة. أنت لا
تعرف آينشتاين... وتفكّر كيف يمكن أن يمرّ العمر هكذا، كرجل كان بالأعلى
ثمّ هبط الدّرج}.
يريد الحميد من عالم سياحته ما لا يريده أيّ سائح، فهو يمارس هواية
القراءة ببُعد وجودي حزين يصنعه عقل حزين وقلب حزين أيضاً. وحين يقرأ يحاول
القبض على المتناقضات بسخرية قد تكون من الحياة بحدّ ذاتها، ومن الصّراع
الإنساني لأجل بقاء فكرة بيضاء أو سوداء. {ستالين الميت، ترك منارة كبيرة
يتردّد الألمان في إزاحتها. البرلمان الديمقراطي بأطيافه الأربعين ينظر
لجهة واحدة. للمكان الذي بناه عدوّه...}.
ولا يتأخّر القارئ بعد قراءة ما بعد هذا الكلام في نصّ {بلا سياسة}، ليكتشف
أنّه مدعوّ إلى وليمة سياسيّة ولكن ليست بشكلها ومعناها التقليديّين،
فالحميد، على سبيل المثال، لا يبارك ستالين ولا يلعن الديمقراطيّة غير أنّه
يلاحظ حصاراً ما يعيشه العالم اليوم بين حذاء ستالين وماكنة القهوة
الأميركيّة: {... أكره ستالين وأحبّ أن يهدم المعْلَم وأن يبنى مكانه مول
يقدّم القهوة الأميركيّة، والملابس التي بلا ذوق}...
وفي الانتقال من نصّ إلى آخر ينتبه القارئ إلى أنّ باستطاعته استخراج نصوص
قصيرة من النصوص تتمتّع بالمعنى التام الذي لا يحتاج إلى ما يسبقه أو يليه
من كلام: {الثلج لا يعني البياض ولا الاستماع إلى الفراغ، ربّما يعني
التسابق في الشعور، وتصحيح الحكم على ما تعرفه العين وتفشل به الحاسّة}...
ومثل هذه النصوص الصغيرة ترد في سياق سردي سابق ولاحق، وهي محطّات لا بدّ
منها للكاتب ليقول ما ليس من وظيفة الكاميرا أن تقوله. الكاميرا تنقل
المشهد والحميد يمدّ يده إلى معجن وجدانه وينجز قراءته الذاتيّة بقليل من
الكلام وكأنّه بذلك يحوّل المشهد إلى أكثر من صورة فوتوغرافيّة متحرّكة،
يحوّله إلى لوحة ذات مضمون عام غير أنّ التعليق عليها خاص جدّاً ولا ينجزه
إلاّ سائح يعرف أنّ ما في داخله عن الأمكنة وناسها وزمانها يفوق ما هو
فيها وذلك تحت تأثير تجربة الحياة بكل ما فيها من عوامل مؤثّرة دينيّاً
واجتماعيّاً، وسياسيّاً، وثقافيّاً...
فرح نادر
في فيلم محمّد الحميد يبدو الفرح نادراً وكأنّه هدف سياحة لم تجده
إلاّ في ما ندر، ووجوده على ارتباط وثيق بالمرأة: {كنا ملوّنين وهي تضحك
وفوق الشجرة لا يوجد سوى الطبيعة الساكنة وكلّما ضحكت اكتشفت بدوري أنّ
الحياة ليست مضجرة كما أتصوّر}... والكاتب يعرف الحبّ جيّداً ويتبنّى كلام
تشارلز بوكاوفسكي فيه: {الحبّ هو الضباب الذي تراه حين تستيقظ أوّل
الصّباح، ثمّ يحترق}... إنّ كاميرا الحميد متّهمة بالعبثيّة، وخبيرة في نقل
المشهد وتفريغه من سلامه ولو المفتَرَض، ومن إيقاع حياته الإيجابي ولو على
سبيل الافتراض أيضاً...
ويبقى السؤال: ماذا يريد محمّد الحميد من فيلمه القصير؟ والجواب، بكلّ
بساطة. يريد الحياة. يريد نقلها. يريد الاحتجاج عليها. يريد أن يكون في
صميمها وخارجها في الوقت نفسه أي: في ذاته، ساعياً إلى صناعة حياة بمنتهى
الخصوصيّة والحميميّة.
ولا نستطيع أن نتجاهل تجاهل الحميد لكثير من ذاكرته، من حياة مضت، من
أحداث قد تكون ساهمت في صناعته غير أنّه ليس مستعدّاً للمساهمة في صناعة
خلودها... لذلك نراه اتّجه نحو الغرب، بعيداً من دنيا العرب، ربّما لأنّ
الحياة تقيم هناك، وربّما ليفضح هشاشة الحياة هناك متقمّصاً السائح أو
مرتدياً إيّاه حقيقة.
جديد محمّد الحميد {فيلم قصير لكاميرا ضائعة} قليل الورق كثير
الجغرافيا والأسماء، وكثير الحياة المتعدّدة والواحدة في سيرها نحو
اللاشيء، أو نحو كلّ شيء محكوم بأن ينتهي كفيلم قصير يبكي كاميرا ضائعة.
الجريدة الكويتية في
30/06/2013 |