على بعد آلاف الكيلومترات، وتحديدا فى قرية دوين داخل إقليم كردستان
العراق، وقف المخرج على بدرخان، الذى كان ضمن وفد فنى مصرى يزور الإقليم،
يتأمل فى جغرافيا المكان وكأنه يتذكر شيئا ما، وبعد دقائق من الصمت أبلغ
رفاقه بالوفد أن تلك القرية هى مسقط رأس القائد العظيم صلاح الدين الأيوبى،
ولسان حاله يقول «كم نحن فى حاجة إلى قائد مثله يوحد صفوفنا»... بدرخان
الذى يشعر بحنين خاص تجاه كردستان التى ينحدر منها أجداده، تحدث إلى
«الشروق» من قرية دوين عن السينما وحالها بكياناتها الكبرى التى أوشكت على
الاختفاء من المشهد فى ظل ثورة شبابية تصر على أن تصل أعمالها التى تحمل
أفكارها ورؤيتها للواقع والمستقبل، قبل أن يتطرق المخرج الكبير إلى ما
تعلمه من الفنان أحمد زكى والدرس الكبير الذى تلقنه من زوجته الراحلة سعاد
حسنى فى الفن والحياة، كما غاص كذلك فى رحلته الطويلة، ولم ينس أن يتحدث عن
مصير جيله من المخرجين.
كان المشهد المصرى حاضرا فى عقل ووجدان المخرج على بدرخان ونحن نقف
فوق أعلى تبة بمسقط رأس صلاح الدين وقال المخرج الكبير: رغم أزمة الوضع
الذى نمر به وحالة الاضطراب واللخبطة، إلا أن المشهد إيجابى للغاية، ومن
بين الإيجابيات التى لم يستطع النظام ولا حكومته استيعابها، هى أنها لا
تستطيع أن تفرض علينا وضعا، فالشعب لم يعد يشتغل عندهم، بل هم الذين يجب أن
يدركوا أنهم يشتغلون عند الشعب، وأن هذا الشعب يملك أن «يشيلك» كما يريد
إذا كنت لست على قدر المسئولية.. هم لم يفهموا ما الذى يحدث ولم يستوعبوا
أن هناك ثورة.
·
وهنا سألته، هل نحن بحاجة لصلاح
الدين آخر؟
ـ نحن نحتاج لقيادة، فشباب الثورة فى حاجة ماسة الآن لقيادة يفرزونها
بأنفسهم ويلتفون حولها، حتى يحققوا هدفهم، ويضعون أولويات؛ لأن هناك خشية
من أن تسود الفرقة، إذا كانت الأحزاب التى بلا قيمة لها قائد ومتحدث، أتمنى
أن تسير الثورة فى الطريق الصحيح بدلا من العشوائية.
·
ترى ما هى مواصفات هذا القائد؟
ـ أن يتقن هدفه، لديه من الأخلاقيات ما يؤهله لأن يكون إنسانا محترما
يتسم بالقيادة والحسم والحزم، لديه أصول دين، يعرف كيف يتعامل مع الخصم،
يؤمن بعقيدة مليئة بحقوق الانسان مثل صلاح الدين الذى لم يكن ماشيست الجبار
ولا هرقل، وللأسف نحن مبهورون بالغرب وياليتنا نفهمه، مثلما يفهمنا هو، نحن
لا نريد أن نلعب سياسة، عايزين نلعب ثورة لا سياسة، وألا تحيد بالثورة فى
سكة السياسة.
·
فى رأيك الثورة طالت السينما
المصرية أم لا؟
ـ سوف تطولها رغم أنف أى أحد، فالشباب بدأ اليوم يفكر بشكل مختلف فى
الموضوع والانتاج، وكما تعرف أن رأس المال جبان وتراجع للخلف بالفعل، وهنا
لجأ الشباب للبحث عن حلول جديدة بدلا من الاحتياج للكيانات الاحتكارية
السابقة والتى لا نريدها أصلا.
·
لكن هذه الكيانات الاحتكارية ما
زالت موجودة ومسيطرة ولم تعط الفرصة للشباب لعرض أفلامه؟
ـ هذا المفهوم انتهى، فاليوم تُعرض الأفلام على اليوتيوب وفى الشارع..
فقد عرفنا طريق الميادين والشوارع.. عرفنا كيف نصل للناس.. فالشباب ليس
هدفه أن يكون مليونيرات، لكن أن يعبر عن نفسه وكيانه.. لكن الآخر الذى لا
يهمه سوى تكويش فلوس.. الشباب هدفه أن يرى الناس كيف يفكر ورؤيته للحياة
والحكم.
·
لكن أليست هذه الأفكار فى حاجة
لدور عرض كى تصل لشرائح المتفرجين؟
ـ لا، بل هى فى الحقيقة فى حاجة إلى الشارع وإلى الثورة، فالفن هو
الآخر فى حاجة إلى أن يتفجر بطريقة ثورية وليست بطريقة رأسمالية مؤسسية
احتكارية، لأنها ضد فكرة الثورة.
·
كيف يكون ذلك، والأعمال التى
يصنعها المخرجون الشباب الجديد عيونهم دائما على المهرجانات الخارجية وليس
الجمهور المحلى؟
ـ لا يهم، فإذا كان الكبار يفعلون ذلك، فالشباب يفكر بطريقة مختلفة،
فالأفضل من الجوائز أن تصل للناس، فالمهرجانات ما هى إلا شيء تجميلى،
فالعمل الناجح هو الذى يصل للناس.
·
لكن طريق الوصول للناس له مشكلات
كعدم وجود موزع يمنحهم الفرصة، كما أن أفكار هذا الجيل لا تصل إلى المشاهد؟
ـ كل هذا يمكن تجاوزه، ويجب على أى مخرج ألا يستنسخ نجاح الآخرين،
والروشتة الحقيقية هى: فكر بجدية.. فكر فى قضية تشعرك بالقلق، ابرز إحساسا
جميلا وأهلا وسهلا بك فى عالم الإبداع، وإننى أصف ما نعيشه الآن بالمراهقة
السياسية والفنية، هذه ليست سينما، والبطل اليوم مفهوم مختلف، رغم أنه لا
يزال ما يسيطر على الأذهان حتى الآن هو البطل الأمريكانى، والمواطن الذى
يشقى طول اليوم ويجرى وراء الأتوبيس بحثا عن توفير الطعام لأسرته، هذا هو
البطل اليوم، الإنسان البسيط هو البطل، وأنت كفنان يجب أن تكون ملتزما
بالبساطة والسهولة لتوصل رؤيتك السياسية.
·
هل أبطال الجيل الجديد من أفلام
الشباب ليسوا هم أبطال الشارع المصرى الذين تقصدهم؟
ـ لا، ولكن من الممكن أن ترى نموذجا مثل اللمبى فى الحياة، ولكن ليس
هذا هو النموذج الوحيد فى المجتمع، نحن نريد أن نضحك وأن يكون أيضا هناك
فارس، فيكون هناك ضحك معقول ومقبول، فيلم لا تخجل أن تراه الأسرة، فالفن
رقة ومشاعر.
·
إذن هل ترى أن السينما المصرية
تفتقد الآن إلى نموذج المواطن العادى؟
ـ نعم، هذا النموذج قليل جدا والسبب فى ذلك أن الدخلاء على الفن
أصبحوا كثيرين، يتعاملون مع السينما كسبوبة، والسينما من وجهة نظرهم مهنة
لا تتطلب الكثير من الكفاءات.
·
هل معنى حديثك أنك استسلمت لألا
تكمل المشوار؟
ـ لا، من قال ذلك، أن أعمل على «تفريخ» أجيال جديدة ولكن أنا لا أنتج،
وليس لى إنتاج والسوق فرضت مفاهيم غريبة، وكمخرج له تاريخ احترم نفسى،
وربما تكون ظروفى أجمل من غيرى، فأنا قادر على تغطية احتياجاتى، لكن غيرى
ليس قادرا، أنا بطل للظروف التى تساعدنى، لكن غيرى يكافح ليفتح بيته ولن
أنكر أننى متضايق لعدم تواجدى على الساحة ولعدم وجود أعمال لى يشاهدها
الجمهور.
·
وما هو شكل المشاريع التى ما زلت
تحلم أن تقدمها للناس؟
ـ هناك مشاريع كثيرة، لكنها وقفت إنتاجيا، والمشاريع كل يوم تتغير
بأفكارها جراء تجدد الظروف والموضوعات والقضايا.
·
وما هى حكاية مشروع فيلم «الملا
مصطفى»؟ وهل ترى أن وقته مناسب؟
ـ هو مناسب جدا لأن يؤرخ لنضال شعب مقهور يروى حكاية الأحرار فى كل
مكان، النضال الذى لا ينتهى، وهذا العمل يشحن المشاهد ويبعد عنه روح
الإتكالية والأنانية والكسل، به عبرة للمستقبل، فهذا العمل تأريخ لفترة
مهمة من الممكن أن تكون دراستها عنصرا فاعلا فى تغيير أشكال المعادلة، وهى
أيضا قضية تخص الشعب الكردى مجهولة لدى الكثيرين، وحماسى لهذا الفيلم ينبع
من كونى أنتمى لأصول كردية.
·
ولماذا وقفت الخطوات العملية
لتنفيذ هذا الفيلم؟
ـ لا أعرف، ربما الظروف الإنتاجية، والتى أتمنى أن تجد طريقها لتقديم
هذا العمل وقد وعدنى حكم إقليم كردستان بإعادة النظر فى الموضوع وهو يعتبره
مهما للغاية.
·
بمنتهى الصراحة.. هل عرض عليك
أحد فى مصر «شغل»؟
ـ ابتسم ثم قال: واحد قال لى «أنا عايزك تتطور عشان تشتغل»، احنا
بصراحة لا نستطيع أن نعمل الفيلم إللى نريده، لكننا لا نستسلم.
·
عندما يسيطر على الساحة
الإنتاجية السينمائية شخص واحد مثل السبكى ما الذى يدور بينك وبين نفسك؟
ـ الحقيقة أنه هو المنتج الوحيد الأكثر إيجابية وحبا للسينما وقدرة
على المغامرة.
·
رأيك مفاجئ بالنسبة لى؟
ـ لماذا، هذا هو الواقع هناك من يخاف ويدارى ويعيب على الآخر، ويقول
ده بتاع لحمة، لا، هو الآن بتاع سينما.. وأسأل الآخرين: آنتم بتوع إيه؟!.
·
لو عرض عليك السبكى فيلما.. هل
ستعمله، وبمواصفاتك؟
ـ هو أحسن منتج فى مصر، ويعرف أننى لن أحقق له ما يريد.
·
لكن أكيد بداخلك حلم بصناعة فيلم
الآن، موضوعه جاهز أم ستنتظر وضوح صورة المشهد بكل جوانبه؟
ـ ممكن يكون لدى موضوع فيلم، لكن لا أعرف أعمله ولا المنتج، لأنك
مرتبط بنظام سوق من مواصفات نجوم محددين أمامك فى المشهد، افرض أن بطلك
كبير فى السن أو طفل صغير، فهذا يكون صعبا إنتاجيا، هناك مفاهيم وقواعد
أفرزتها السوق ولا أن تفعل شيئا يأتى الناس إليها.
·
أنت طوال رحلتك تتحدى السوق?
ـ مش قوى، لو معاك أسماء كبيرة، المنتج سيجرى وراءك، فهو يريد نجم
الشباك.
·
من تراهم نجوما اليوم؟
ـ أحمد حلمى، ومكى وهنيدى وعادل إمام ويسرا.
·
ممكن تشتغل مع نجوم الكوميديا؟
ـ هم فنانون جامدون، لكن ربما يأتى إليهم سيناريوهات تعبانة.. هم
يؤدون مهمتهم جيدا، ويتحملون كل أعباء مفردات العمل حتى لو ضعيف ويعدون بها.
·
لو فكرت فى عمل فيلم يرصد فى
خلفيته المشهد الإخوانى فى السياسة.. ما تكون مواصفاته؟
ـ لابد أن أستوعبهم أولا، لأننى لم أفهمهم، وقد قرأت كتابا اسمه «جنة
الإخوان» لسامح فايز، يروى تجربته الشخصية مع الجماعة، منذ أن كان عمره 8
سنوات، وهو كتاب به نقطة مهمة، وهى أنت جزء من جماعة شخصيتك تتوه فيهم، لو
فكرت فى شخصيتك بمفردك ستكون خارج الجماعة، وأنت لا تستطيع أن تخرج لأنك
جزء منهم، حيث ستشعر بالغربة والانعزال، وبالتالى ستحتاج للجماعة.. هذه
رؤية مختلفة تصلح لعمل سينمائى لكننى لا أعرف كيف سيتم عمله.
·
كيف ترى فيلم «الجوع»؟
ـ أكثر الأفلام التى عملت عن الحرافيش وعبرت عنهم بحق، فقد عملت
الرواية وأنا ملم جيد بعالمها، وحافظت على الفكرة الأساسية.
·
وأهل القمة؟
ـ كان استشرافا بالمستقبل.
·
والكرنك؟
ـ نقلة مهمة فى حياتى، وهذا الفيلم كان له تداعى سياسى على أرض
الواقع، فصلاح نصر قام برفع قضية على الفيلم، والمحكمة أحضرت قضاة ليناقشوا
الفيلم، وهو أول عمل من نوعيته يظل فترة طويلة فى دور العرض، وكان به
مجموعة كبيرة من الفنانين أحبهم كثيرا.
·
راض بنسبة كام فى المائة عن
رحلتك؟
ـ أنا لا انظر ورائى، ما حدث كان لا بد أن يحدث كما هو، أنا لم أقصر،
لكن الظروف التى أنت بها فى الوضع الراهن تحتم عليك واقعك.
كثيرون قالوا لى «أنت محبكها قوى.. كان زمانك مليونير»، وقلت لهم ما
قدمته مقتنع به تماما.
·
من أكثر ممثل أحببته؟
ـ أحمد زكى، كان هناك تفاهم كبير بيننا، وهو تفاهم مهم، هو يعنى أن
تكون تعرف أحاسيسه وخلفياته، وأن تتحدث معه فى أمور يستحضرها من حياته، هو
كان يعرف من العين ما الذى تريده، أحمد حقق لى كل هذه المعادلة فى أعمالنا
معا، كان يقترح حاجات كثيرة وجميلة فى الأداء وأعطيه الفرصة، فهو وسيلتى
كمخرج.
·
وسعاد حسنى؟
ـ صمت طويلا ثم أجاب: نفس الحكاية بالفعل، فقد تعلمت من خلالها كيف
أتفاعل مع الممثل، وقد تحملتنى كثيرا، لأننى إنسان صعب، وخلال وجودنا معا
بدأت أراعى هذه الحكاية، وأدركت وأنا معها كيف أعطى لكل ممثل الفرصة
والطبيعة الخاصة به، وأن احترم الوقت الخاص الذى يأخذه الممثل فى التحضير
لشخصيته بينه وبين نفسه.. وإذا كان يحتاج أن يعمل شيئا قبل التصوير، هناك
لأن يصمت فترة ويجلس مع نفسه.. وسعاد حسنى كان طبيعتها أن تدخل البلاتوه
وتتحرك بين مفرداته.. تلمس الأشياء.. تعيش مع الأركان تتلمس الحوائط
والجدران والاكسسوارات لكى تكون ألفة معها، وكنت أتركها تعيش بعد أن
استوعبت أنها بذلك كانت تشتغل وعرفت كيف يدخل الممثل فى مودة، وألا أقلقه
أو أحبطه.
·
هذا الدرس الذى تعلمته من سعاد
حسنى فى الفن..ماذا عن درس الحياة؟
ـ هنا صمت المخرج الكبير وشرد طويلا نحو ساحة رحبة بين جبال وسماء..
وانتظرت إجابته ولم يرد
!!
الشروق المصرية في
02/07/2013
ماجدة واصف:
لا توجد أموال لتمويل مهرجان الأقصر حتى الآن
كتب ــ أحمد فاروق:
أكدت ماجدة واصف رئيس مهرجان الاقصر للسينما الأوروبية انها مستمرة فى
التجهيز للمهرجان الذى من المقرر ان ينطلق فى الفترة من 21 إلى 28 سبتمبر
القادم.
وقالت واصفت لـ«الشروق» إنه لا يوجد اى تمويل للمهرجان حتى هذه اللحظة
وهى عملية مزعجة، لكننا لا نستطيع ان نتوقف حتى تأتى الاموال ثم نبدأ، فنحن
نعمل على أمل أن تتحسن الاوضاع ويصل الدعم للمهرجان
وعما اذا كان صناع الافلام يتخوفون ارسالها إلى مصر بسبب عدم
الاستقرار فى الشارع المصرى أكدت رئيس المهرجان أن وسائل التكنولوجيا
الحديثة سهلت ارسال الافلام عبر الانترنت فى المشاهدات الأولية، وبالفعل
لجنة المشاهدة اقتربت على الانتهاء من أعمالها، وهناك قسم كامل اكتمل
بالفعل وهو الخاص بتكريم السينما الألمانية الجديدة التى اختيرت ضيف شرف
المهرجان هذا العام.
وعن لقائها وزير الثقافة الجديد علاء عبدالعزيز الذى اثار ضجة كبيرة
خاصة أن معظم المثقفين يرفضون وجوده قالت واصف ما لا يفهمه الكثيرون أن
مقابلة الوزير كانت قبل ان يبدأ المثقفون اعتصامهم، وحدث هذا اللقاء بناء
على طلب تم تقديمه من ادارة المهرجان لوزير الثقافة السابق محمد صابر عرب
لتقديم الدعم للمهرجان وظل هذا الطلب مرفوضا حتى جاء وزير الثقافة الجديد
واستجاب لهذا الطلب وحول بالفعل ملف المهرجان إلى صندوق التنمية الثقافية
وتم صرف 100 الف جنيه فقط لتسديد الديون المتراكمة على المهرجان من العام
الماضى والتى تصل إلى 500 الف تقريبا.
وكشفت أن المركز القومى للسينما وافق بتاريخ 2 مارس 2013 على تنفيذ
الدورة الثانية لمهرجان الاقصر للسينما الأوربية بميزانية تقديرية تتراوح
ما بين 3 إلى 4 ملايين.
وكشفت واصف أن قيمة الدعم التى وصلت المهرجان من وزارة الثقافة للدولة
الماضية 800 الف تقريبا، رغم أن الاتفاق كان حصول المهرجان على تمويل 2
مليون جنيه.
وطالبت واصف وزارة الثقافة بأن تعلن عن موقفها مبكرا ولا ترجئ قرار
تمويل المهرجان إلى اللحظات الاخيرة، واوضحت أن قيمة الدعم التى تريدها من
الوزارة مليونا و200 الف جنيه، وربطت واصف بين موقف مهرجان الاقصر والهجوم
على رئيس مهرجان القاهرة الجديد أمير العمرى، وقالت: السينمائيون المصريون
معترضون على تعيين وزير الثقافة لرئيس القاهرة السينمائى، فعلوا ذلك رغم أن
وزراء الثقافة السابقين ايضا هم من كانوا يقومون بتعيين رؤساء المهرجان.
وأؤكد للنقابات وجبهة الابداع التى تريد تنظيم القاهرة السينمائى أن
هذا المهرجان ليس له كيان قانونى، لأنه ليس جمعية ولا مؤسسة ولا هو ايضا
احد قطاعات وزارة الثقافة.
وشددت واصف على أن مهرجان القاهرة حاليا مهدد بفقدان شرعيته الدولية
وشطب عضويته فى الاتحاد الدولى للمنتجين خاصة بعد الهجوم على رئيسه الجديد،
وارسال مذكرة من بعض المعارضين إلى رئيس الاتحاد الدولى يقولون فيها إنهم
لا يعترفون به.
الشروق المصرية في
02/07/2013
هوليوود تدفع بـ10 أفلام لكبار نجومها فى موسم سينمائى
مشتعل
كتبت ــ رشا عبد الحميد
يشهد موسم الصيف السينمائى فى أمريكا منافسة شرسة بين عدد من كبار
النجوم الذين يتسابقون على تصدر إيرادات شباك التذاكر وهو ما دفع بعض
النقاد لوصفه بالموسم الأكثر سخونة منذ سنوات حيث دفعت هوليوود بـ10 أفلام
لكبار نجومها فضلا عن أفلام أخرى لممثلين أقل نجومية. وتحمل قائمة
المتنافسين أسماء من العيار الثقيل، وبعضهم يحمل أرقاما قياسية فى حصيلة
الإيرادات بأفلام تتميز أغلبها بالانتاج الضخم.
ويغلب على أفلام هذا الموسم اتجاه الأكشن والأعمال ذات الطابع المثير
والملىء بالمغامرات والمطارادت سواء كان ذلك فى إطار خيالى أو علمى أو
واقعى، ومن هذه الأفلام فيلم «رجل من حديد» الذى يعود به الممثل هنرى كافيل
الى شاشة السينما هذا الموسم، وهو من إخراج زاك سنيدر، ويدور حول قصة البطل
الأسطورى سوبرمان الذى يتخفى ويخفى أسراره خلف شخصية الصحفى الهادئ المسالم
الى أن تاتى اللحظة التى يحاول فيها إنقاذ الأرض من بنى جنسه، ووصلت
التكلفة الانتاجية للفيلم 225 مليون دولار، ويشارك فى بطولته النجم راسل
كرو والممثلة ايمى ادامز.
وينافس وبقوة هذا الموسم النجم الأمريكى براد بيت بفيلمه «الحرب
العالمية» إخراج مارك فورستر وهو أيضا فيلم مثير وملىء بالمغامرات، وتدور
أحداثه حول محاولة موظف الأمم المتحدة جيرى لين وسباقه مع الزمن لإنقاذ
العالم ووقف الزومبى الذى أسقط الجيوش والحكومات ويهدد بهلاك وتدمير
البشرية نفسها ووصلت تكلفته الانتاجية إلى 250 مليون دولار.
كما يعرض فيلم «حلقة الجواهر» للمخرجة صوفيا كوبولا والذى شارك فى
فعاليات مهرجان «كان» بدورته الأخيرة، ويروى قصة حقيقية عن مجموعة من
المراهقات والمراهقين يبحثون عن الثراء بطرق غير مشروعة، فاختاروا سرقة
منازل مشاهير هوليوود أثناء غيابهم عن منازلهم من خلال عصابة صغيرة.
ومع ازدياد سخونة فصل الصيف فى يوليو ، يعرض فيلم «الحارس الوحيد»
للمخرج جورى فيربينسكى والذى يدور حول «تونتو» أحد المحاربين الأمريكيين
الاصليين ويلعب دوره الممثل جونى ديب، الذى يروى القصص والروايات التى حولت
«جون ريد» أو ما يطلق عليه «الحارس الوحيد» ويلعب دوره «ارمى هامر» من رجل
قانون الى أسطورة العدالة، وفى هذا الفيلم سيكمل البطلان مهمتهما ــ والتى
بدأت منذ عشر سنوات تقريبا من خلال تقديمها فى الكثير من الأعمال
السينمائية ــ فى محاربة الجشع والفساد.
ويعود الممثل بروس ويلز هذا الموسم بالجزء الثانى من فيلم «أحمر»،
والذى يدور حول العميل السابق فى وكالة المخابرات المركزية فرانك موسى الذى
يعيد توحيد فريقه للقيام بمهمة خطيرة وهى تعقب جهاز نووى مفقود. ويشارك فى
البطولة الممثل المخضرم انتونى هوبكنز وهيلين ميرين وكاثرين زيتا جونز،
والفيلم إخراج ديان باريسوت، وسيبدأ عرض الفيلم فى الثامن عشر من شهر يوليو
. ويشارك الممثل دينزل واشنطن والممثل مارك ويلبرج فى الموسم الصيفى أيضا
بفيلمهما «2 بندقية» والذى يدور حول وكيل فى إدارة مكافحة المخدرات وضابط
مخابرات فى البحرية يكتشفان أنه تم الايقاع بهما بواسطة عصابة.
ويعرض فيلم «الجنة» للممثل مات دامون والممثلة جودى فوستر بداية شهر
اغسطس، وتدور أحداثه فى عام 2154 حيث يعيش الأثرياء فى محطة فضائية من صنع
الإنسان.
ومن أفلام شهر سبتمبر «العائلة» ويدور حول عائلة مانزونى التى تنتقل
الى فرنسا فى إطار برنامج حماية الشهود، والفيلم بطولة روبرت دى نيرو
وميشيل فايفر وتومى لى جونز وإخراج لوك بيسون. ويشارك الممثل سيلفستر
ستالون والممثل أرنولد شوارزنجر فى بطولة فيلم «خطة الهروب» الذى سيعرض فى
شهر أكتوبر.
الشروق المصرية في
02/07/2013
مخرج «جلد حى»:
دافع شخصى وراء تحويل الفيلم التسجيلى إلى روائى
كتب ــ محمود زهيرى
«نعمل على الفيلم منذ 3 سنوات وهو وقت ليس بالكثير فى صناعة هذا النوع
من الأفلام المعتمد فى تمويله على المنح الإنتاجية، حيث حصل على عدد من
المنح الإنتاجية والآن لديه منتج مشارك من فرنسا» هكذا علق فوزى صالح مخرج
فيلم «جلد حى» عن تحويل العمل التسجيلى إلى فيلم طويل، وأشار إلى أنه خلال
هذا الوقت يعمل على تطوير السيناريو، كما بدأ العمل على الصورة البصرية
للفيلم مع الفنان التشكيلى عادل السيوى المشرف الفنى على الفيلم.
وأضاف أن رواية «ورود سامة لصقر» للكاتب أحمد زغلول الشيطى، هو مشروع
تخرجه من معهد السينما فى العام 2009 كسيناريو، قائلا: «قرأت الرواية وأنا
فى السادسة عشرة من عمرى فوقعت فى غرامها وحلمت بأن أكون سينمائى ﻷجلها،
لكن من الصعب أن أجد منتجين وممولين لمثل هذا العمل، لذا وكنصيحة من المخرج
الفلسطينى رشيد مشهراوى شرعت فى العمل على الفيلم الوثائقى جلد حى المأخوذ
من الرواية لتقديم نفسى ومشروعى للعالم».
والفيلم يمزج بين ممثلين كبار كالفنان محمود حميدة وجدد مثل محمد
بريقع وهواة ومن سكان الحى، وسيتم تصويره بالأماكن الحقيقية بدون بناء أى
ديكورات وهو ما يتطلب مجهودا كبيرا من فريق العمل.
وأوضح صالح أن الفيلم الطويل سوف يحكى عن صقر عامل المدابغ الضائع بين
عالمين الأول عالم المدابغ الذى يعيش فيه مع أخته التى تحبه بجنون وعالم
حبيبته البورجوازية ليظهر الفيلم التناقضات الطبقية التى تأكل الروح.
ويقول فوزى صالح أن السبب وراء اتجاهه لهذا العمل من البداية هو دافع
شخصى، قائلا: «كنت طفلا عاملا ــ عملت منذ سن العاشرة ــ وأكل سوق العمل
طفولتى لذا أقف بشدة ضد عمالة الأطفال، لذا فإن «جلد حى» فيلم ذاتى، أتحدث
فيه عن نفسى مسترجعا شقاء طفولتى من خلال الأطفال الذين يظهرون بالفيلم؛
محاولا البحث عن الأسباب التى تدفع بهؤلاء إلى سوق العمل».
وأشار إلى أنه أثناء عمله مع المخرج الفلسطينى رشيد مشهراوى فى صيف
العام 2008 كباحث ومساعد مخرج فى فيلمه التسجيلى «الأيادى الصغيرة»، عرض
عليه التصوير مع الأطفال العاملين بالمدابغ، وبالفعل عاين المكان لكنه
وجهه لصنع فيلما عن هؤلاء الاطفال خاصة لأنه عاش بالمكان لمدة عام حيث كان
يعمل بائعا بإحدى المحال التى تبيع مادة الغراء التى تنتج من عملية
الدباغة، وتعرف صالح خلال هذا العام على الأوضاع المأساوية التى يحياها
سكان المنطقة، ولكنه كان يؤرقه صعوبة توفير تمويلا لإنتاج فيلم كهذا، ومن
ناحية أخرى كونه مخرجا مبتدئا لم يسبق له تقديم فيلم طويل من قبل، فساعده
المخرج الفلسطينى للبحث عن تمويل باتصالات شخصية مع منتجين من خارج مصر أو
بالتقديم للحصول على منح انتاجية.
وعن الجوائز التى حصدها العمل يقول فوزى صالح أن الفيلم حصل على خمس
جوائز أولاها هى جائزة خاصة من لجنة تحكيم مهرجان أبوظبى، وهى الأغلى
والأعز والأقرب إلى قلبه ليس لأنها جائزته الأولى بل لأنها جاءت من سينمائى
كـ«إيليا سليمان»، إلى جانب الجوائز حصلت عدة محطات تلفزة اوربية على حقوق
عرضه اهمها بى بى سى البريطانية وتليفزيون كتالونيا الإسبانى.
الشروق المصرية في
02/07/2013
موسى حداد يعود بـ"حراقة بلوز"
ضـاوية خـليفـة – الجـزائـر
الحديث عن الضفة الأخرى والهجرة بحثا عن حياة أفضل ومستقبل أحسن بدأ
من كنيسة السيدة الإفريقية ( كاتدرائية كاثوليكية تأسست سنة 1872) الواقعة
بأعالي العاصمة الجزائر والمطلة على الواجهة البحرية لها كلقطة أولى استفتح
بها "موسى حداد" آخر أفلامه والذي اختار له اسم "حرا?ة بلوز"، العمل
السينمائي المطول الذي قدم عرضه الوطني الأول بالعاصمة الجزائر بعد أن أخذ
من الجهد أربع سنوات ومن الميزانية 70 مليون دينار جزائري، وهو ما اعتبرته
كاتبة السيناريو "أمينة بجاوي حداد" ميزانية متواضعة... -كتواضع العمل-
الذي عرض على الجمهور الجزائري بعد طول انتظار لكنه في حقيقة الأمر لم يكن
متواضعا بقدر ما كان ضعيفا على أكثر من مستوى ولا يعكس مكانة واسم المخرج
"موسى حداد" الذي اشتغل مساعدا للإيطالي "جيلو بونتيكورفو" في الفيلم
الشهير "معركة الجزائر" سنة 1966، وفي رصيده العديد من الأعمال الناجحة.
حب، هجرة و قيم إنسانية
موسى حداد عقب العرض المخصص للصحافة والذي لم يحض بتغطية إعلامية
كبيرة مثل العروض السينمائية السابقة ربما لتزامنه واللقاءات السينمائية
لبجاية والعديد من التظاهرات الثقافية الأخرى، قال إنه لم يكن يريد التركيز
على الهجرة غير الشرعية بقدر ما كان يرغب في ترجمة بعض الأحاسيس، والقيم
الإنسانية والأحلام الشبابية وتقديم متعة سينمائية للمشاهد بعد أن غاب عنه
لعشرية كاملة تقريبا، فقد كان الحب والهجرة الحلقة التي تشكل وتكون منها
الفيلم (110 دقيقة) غير أنه هذه المرة اختار أن يكون بطل فيلمه (الحرا? أو
المهاجر الغير شرعي) من عائلة ميسورة الحال لديه أساسيات الحياة لكنه يبحث
عن كمالياتها، وهو ما ميز الشخصية الرئيسة مقارنة بأفلام أخرى تناولت نفس
الموضوع كفيلم "حرا?ة" ل"مرزاق علواش" وأظهرت أن من يلقي بنفسه في عرض
البحر ويسبق أحلامه التي تتحول إلى كوابيس يكون دائما من عائلة فقيرة عكس "الزين"
(كريم حمزاوي) الوجه الجديد الذي اقترحه حداد على الجمهور والذي بدا مقنعا
في أدائه، فقد كان يملك هذا الأخير سيارة وعملا مما يوحي بأن حالته المادية
لا بأس بها ولكنه رغم ذلك يريد الذهاب إلى اسبانيا (وهنا لم يظهر المخرج
الأسباب التي تجعل بطله يقدم على هذه الخطوة) ليعود إلى بلده والزواج من
حبيبته زولا (موني بوعلام) خريجة مسرح قسنطينة الجهوي والتي غلب على أدائها
التمثيل المسرحي، لكن رياح البحر وأمواجه تعيد الناقم على وضعه إلى دياره
بعد توقف القارب المستأجر من إحدى العصابات قبالة السواحل الاسبانية،
فيعيده ورفاقه حراس السواحل إلى السلطات الجزائرية أحياء بعد نجاتهم من
الموت الأكيد، لكن المخرج كاتب السيناريو في نفس الوقت لم يقنع المشاهد
بمدى خطورة الوضع والمحاولة معا، وهو ما استدركته فعلا ملامح الممثل
وأصدقاؤه الذين يمثلون نماذج مختلفة لشباب الجزائر بين متدين وفنان وبطال
وما إلى ذلك، وهنا تجدر الإشارة إلى أن بعض المشاهد حملت رسائل حول الوضعية
التي يعيشها الفنان بالجزائر، وبعد فشل محاولة الهروب بحرا إلى الضفة
الأخرى يقرر "الزين" عدم التفكير في تكرار المحاولة ثانية.
وكان للزين صديق مقرب يدعى ريان (زكريا رمضان) قاسمه دور البطولة عكس
من خلالهما شخصيته بعض القيم الإنسانية والصداقة القوية التي لا تتأثر بأي
رياح إلا لما يتعلق الأمر بالهجرة، الحلم المشترك لكلاهما لكنها تمر كسحابة
صيف عابرة، فقد جاءت شخصية ريان لتمثل الشباب الجزائري الطموح، المتخلف
والهادئ الذي لا يزال متمسكا بالكثير من المبادئ الإنسانية وتبين ذلك من
خلال العلاقة الجيدة التي تربطه بزوجة أبيه التي تضطر لإجراء عملية جراحية
ولا تجد المال الكافي لإجرائها، ليبادر ريان -الذي كان يتحضر ليلتها للهجرة
سرا إلى اسبانيا بعدما فشل صديقه في إقناعه بعدم القيام بذلك- على دفع
مستحقات العملية من ميراث والدته وفي ذلك تأكيد على تفوق الإنسانية على
المصلحة الشخصية للشباب، غير أن "زكريا رمضان" كان أقل تفوقا في أدائه
التمثيلي مقارنة بـ"كريم حمزاوي" الذي كشف عن طاقات جيدة إن وجدت من يؤطرها.
موسى حداد وقصة الوفاء
غاب عنصر المفاجأة والتشويق، وحضرت المشاهد الطويلة التي لم تخدم
العمل ولم تضف له أشياء كثيرة، أما بالنسبة لأداء بعض الممثلين الجدد الذين
منحهم موسى حداد فرصة الظهور لأول مرة فلم يكن موفقا مما أثر على مصداقية
المشاهد المطروحة أمام الجمهور خاصة وأن الفيلم يطرح قيم إنسانية وتجارب
تستوجب التمعن وأخذ العبر ودروس مهمة، خاصة للشباب الذي يعتقد أن القارب
الذي لا يصلح حتى لصيد الأسماك بإمكانه إيصالهم إلى بر الأمان، بينما كان
أداء الممثلين المحترفين كالفنانين القديرين "أحمد بن عيسى" و"حسن بن زراري"
وبشكل أخص "رانية سيروتي" أكثر صدقا وملامسة لمشاعر الجمهور، ويحسب للمخرج
أيضا سعيه التسويق لصورة جميلة عن الجزائر بمناطقها السياحية من خلال بعض
القطات الذكية التي أبرزت فعلا جمال الطبيعة الجزائرية، كما بدا مخرج
"أبناء نوفمبر" وفيا لبعض المشاهد التي كانت تتشابه إلى حد كبير بين آخر
أفلامه "ماد إين" و"حرا?ة بلوز"، إلا أن هذا لم يكن الشيء الوحيد الذي كان
وفيا له حداد فلو عدنا إلى الوراء 40 سنة تقريبا وبالضبط إلى شخصية المفتش
الطاهر ومساعده لابرانتي" وبين شخصية "ريان والزين" نجد أنه متمسك ووفي كل
الوفاء للصداقة التي تجمع صديقين اثنين بعيدا عن كل المصالح، ويواصل مخرج
أول فيديو كليب للفرقة الجزائرية الشهيرة "راينا راي" وفاءه حيث عاد مجددا
للتعاون مع عازف الفرقة الفنان "لطفي عطار" ما أثمر تعاون مهندس الصوت
والصورة توليفة موسيقية رائعة أضفت على العمل جمالية تتناسب والطرح الشبابي
المقدم، وسيتأكد الجمهور من ذلك وهو يتابع الفيلم خلال الجولة التي سيقوم
بها في حوالي 16 ولاية، وفي سياق ذي صلة قالت السيناريست وزوجة المخرج
"أمينة بجاوي حداد" أنها كانت تتمنى توسيع العروض لتصل إلى كل الجماهير
بالوطن لكن مشكل قاعات السينما حال دون ذلك.
بين المفتش الطاهر، أبناء نوفمبر و حرا?ة بلوز
العديد من المشاريع السينمائية اليوم سواء لمخرجين شباب أو مخضرمين
باتت تصاحبها ضجة واسعة النطاق توحي بأننا سنشاهد أفلام سينمائية كبيرة كبر
صنّاعها ومخرجيها، أحاديث تجعل معنوياتنا ترتفع على أمل أنها ستعيد للسينما
الجزائرية بريقها وتعيدها لمكانتها التي كانت عليها أيام موسى حداد، محمد
لخضر حمينة، أحمد راشدي وآخرون، لكننا سرعان ما نواجه الواقع ونصطدم بنتائج
مخيبة للآمال تجهض كل ما قيل عنها قبلا. كلام ينطبق على آخر أفلام المخرج
المخضرم موسى حداد الذي يعتبر من القامات السينمائية البارزة والتي لها
رصيد مشرّف جدا لا يزال محط اهتمام ومتابعة الجمهور الجزائري إلى غاية
يومنا هذا ولا أحد يعترض عن الكلام إن استشهدنا بـ"عطلة المفتش الطاهر"
المنتج سنة 1972 والذي لا يزال يحقق أكبر نسبة مشاهدة ونفس الصدى وكأنه
يشاهد لأول مرة، فمثل هذه القفزة في الإنتاج والنوعية الغير متوقعة من موسى
حداد الذي عمل مع كبار الممثلين، التقنيين والمصورين، لا ترقى أبدا إلى اسم
الرجل، وفي هذا المقام لا نتجرأ على القول بأنه أساء لاسمه ولتاريخه الفني
لأنه يبقى من أيقونات السينما الجزائرية التي لها بصمتها لكنه بفيلمه هذا
"حرا?ة بلوز" لم يكن عند تطلعات الكثيرين ولم يبل بلاء حسنا، وهذه النقطة
تجلب معها مجموعة من التساؤلات، فبعيدا عن كل المشاكل والعراقيل الحقيقية
كانت أم، مفتعلة يجب أن نواجه الواقع بمجموعة من الأسئلة وبكثير من
الشفافية والنقد البناء بغرض الوصول إلى الجواب الكافي انطلاقا من مبدأ
"لدينا كل شيء ولا نملك شيء" فالإرادة موجودة لدى الكثيرين، هناك طاقات
هائلة في التمثيل، الكتابة والإخراج، فلماذا أنجزنا روائع سينمائية بمقاييس
عالمية وبقليل من الإمكانيات ونجحنا فيها ؟ لماذا نسيء اليوم لتاريخنا
ولسينمانا بأعمال أنجزت بميزانيات ضخمة مقابل أخرى انطلقت من العدم وصنعت
أمجاد السينما الجزائرية بإرادة وعزيمة كبيرتين لكنها دخلت التاريخ ورفضت
الخروج منه إلا بالتتويج و التشريف والذكر في كل لحظة وحين ؟ لماذا منحنا
"كان" السعفة الذهبية واكتفينا بها ؟ وأسئلة أخرى تبحث عن جواب، أما نحن
بقي لنا احتمال واحد نعلق عليه كل الآمال هل فعلا ستأتي الكمية بالنوعية
...
نبدة عن موسى حداد وأبرز أعماله
ولد موسى حداد في 21 ديمسبر 1937، وعمل في بداية مشواره كمساعد مخرج
بالتلفزيون الفرنسي وبالعديد من مؤسسات الإنتاج الخاصة، كما اشتغل أيضا
كمساعد مخرج في فيلم "معركة الجزائر" للمخرج الايطالي "جيلو بونتيكورفو"
سنة 1966، ومن أشهر أفلامه "عطلة المفتش الطاهر" (1973)، "قرب الصفصاف"
(1972) شريط روائي يعد من الأفلام المرجعية لناشطي الموجة السينماتوغرافية
فترة السبعينات، ومن روائعه أيضا "المفتش يقود التحقيق" (1967)، "سيجارة
علي" (1970)، "الفدائيون" (1971)، "أطفال نوفمبر" (1975)، "حسان طيرو في
الأدغال" (1978)، "ماد اين" (1998)، وأخرها حرا?ة بلوز (2012) سيناريو
وحوار موسى حداد وأمينة بجاوي حداد.
الجزيرة الوثائقية في
02/07/2013
تيرانس ماليك .. يتجاوز السينما
!
أسامة صفار
يعلمنا الأمريكي تيرانس ماليك أن مخرجي السينما ينقسمون الي نوعين الأول هو
ذلك المخرج الروائي للنوع المعروف والمنتشر في كل سينما بالعالم حيث يحتوي
علي قصة ويقدمها في صور متحركة علي الشاشة ويقدم خلالها مقولة فلسفية أو
أخلاقية " مورال " أما النوع الثاني والذي يكاد ماليك ينفرد به فهو "
المخرج الشاعر" ولكن الشاعر تيرانس ماليك لا يكتفي باختزال العالم في جمل
بصرية قصيرة فقط انما يتجول بعمق ورقة ورهافة تتحول معها الانشودة البصرية
التي يقدمها الي حالة من الشفافية الخالصة وتتوحد مع المعاني التي تقدمها
وتخرج بمشاهدها من عوالم السينما التقليدية الي عالم خاص جدا يمس جوهر
الأشياء
.
وقد ولد تيرانس ماليك في 30 نوفمبر 1943، في أوتاواالتابعة لولاية
إلينوي بالولايات المتحدة الأمريكية وهو من أصول لبنانية، يتحدر من أصول
أشورية ، وهو ابن إميل مالك الذي هاجر والده إلى الولايات المتحدة قبل قرن
من الزمان.
تخرج "تيرانس" من جامعة هارفارد بامتياز مع مرتبة الشرف بعد دراسة
الفلسفة عام 1965،وبدأ مشواره الفني بكتابة السيناريوهات ?عمال فنية
متنوعة، ثم تحول لمرحلة أخرى في مسيرته الفنية فبدأ إخراج سيناريوهاته منها
فيلم "Badlands"
عام1973 وفيلم "The Thin Red Line"
عام 1998، كما أنتج العديد من ا?فلام أيضا،ورشح ماليك لجائزة ا?وسكار
كأفضل مخرج وأفضل سيناريو عن فيلم
"The Thin Red Line"،
وحصل علي "السعفة الذهبية" من مهرجان " كان " عن فيلمه
" " Tree of life"
وتزوج مرتين كانت الأولى من "ميشيل موريت" عام 1985 وانفصلا فى 1998،
والثانية كانت "الكسندرا إيكي" التي تزوجها في عام 1998.
تيرانس ماليك، طالب الفلسفة ومدرسها في مقتبل شبابه، ومترجم بعض أعمال
الفيلسوف الألماني هايدجر، كان يعيش من إصلاح سيناريوهات أفلام متواضعة
يرفض أن يذكر عليها اسمه، وحققت أفلامه القليلة شهرة واسعة، لكنه أبى أن
يكون له في هذه الشهرة نصيب، فهو يفضل أن ينزوي ويختفي عن أنظار الصحافة
الفنية، وهو لا يحضر أبدا استلام أية جائزة تحصل عليها أفلامه
.
هذه الاختيارات الحياتية التي قررها ماليك لنفسه – وهي بالطبع لا تشبه
مناخ العمل السينمائي بشكل عام – لا تنفصل بأي حال عن تلك الاختيارات
الفنية التي قررها لابداعه وتظهر في أعماله القليلة عبر أكثر من خمسة
وأربعين عاما من العمل السينمائي , فالرجل ينفذ الي الحقائق بجرأة مدهشة
متجاوزا الحكاية التقليدية للفيلم بل والحوار والزوايا المعتادة لتصوير
المشاهد المتنوعة ويضرب عرض الحائط بموروث سينمائي أصبح شبه مقدس حتي عند
المبدعين من السينمائيين ليقدم زوايا تصوير مختلفة نبعت بالتأكيد من زاوية
رؤية للعالم و للمعاني الانسانية مختلفة أيضا .
شخصية تيرانس ماليك تظهر منذ أول أفلامه وهو وان كان يقدم العمل
الابداعي في اطار الحكاية السينمائية لكنه لا يقع أسيرا للشكل وانما يتجاوز
أدوات العمل السينمائي ليحول الكاميرا الي ريشة شديدة الحساسية وقلم جارح
بمشاهده التي يصلح كل منها للضغط علي زر يوقف جهاز العرض لتأمل المعاني
الغزيرة والثراء الذي يحتويه الكادر والمشهد ويكاد ماليك يكون بطل كل
أفلامه حيث يظهر جليا ذلك الصوت المتأمل بعمق ورقة وحساسية في صورة معلق
وهي تقنية وثائقية بالأساس لا يتخلي عنها " ماليك " في أفلامه وهو في ذلك
التعليق الصوتي المصاحب للعمل لا يحكي ولايشير الي حكمة فعل قام به البطل
فقط ولكنه يطرح الأسئلة العميقة الجارحة والتي يبدو فيها جليا أن هم "
المعلق " هو نفسه هم " صانع العمل و" ماليك " شخص شديد الحياء والزهد في
الوقوف أمام عدسات المصورين – لم تلتقط عدسة مصور فني له صورة واحدة لأكثر
من ثلاثين عاما – ولولا تلك الصفة لتحول الي بطل لكل أفلامه فثمة تشابه
بينه وبين كل من "يوسف شاهين "و"وودي آلان" اللذين امتلك كل منهما رؤية
أراد توصيلها عبر أفلامه ووجد في الأغلب أن وجوده وأداؤه في العمل قد يساعد
في توصيل هذه الرسالة أو الرؤية لذلك ظهر كل من "شاهين" و "آلان" في الكثير
من أفلامهما ورغم ذلك يبدو "ماليك"بعد نهاية كل عمل يقدمه أنه البطل الفعلي
رغم وجود العديد من كبار نجوم هوليوود في أعماله القليلة وخاصة فيلمه
" "The Thin Red Line"فالحساسية والرقة والعمق في التعليق الصوتي
تعلق بذهن المشاهد وتؤكد علي تساؤلات محيرة للمبدع نفسه .
نحن أمام مخرج مسكون بالجمال ومهووس به لكنه ليس ذلك الجمال الشكلي
لامرأة شقراء أو سمراء أو قوام رشيق لكنه مشغول بجمال اخر يلف الوجود
الانساني في صراعه مع الفناء ثم العودة للحياة مرة أخري باسم اخر وصورة
اخري وهو يشبه طفل بدائي الطبائع هو مشغول أكثر بتلك الثنائيات التي
نعايشها وبينما يجدها مفارقات ويغرق في الانشغال بها نجدها نحن عادية تماما
اذ تبقي اجراءا يوميا بالنسبة لنا وهي ثنائيات الموت والميلاد والهزيمة
والانتصار والحزن والفرح وهو يقف بين كل معني ونقيضه متأملا جمالياته
الشريرة أحيانا والطيبة أحيانا , الشرسة والهادئة , بحياد تام اذ يشغله
التناقض وليس الانتصار لطرف علي حساب اخر
.
في فيلمه الأول (الأراضي الوعرة) يتناول الفيلم قصة قاتل شرس وسادي
يعاني من أزمة في تفسير العنف المندفع في داخله والذي يجبره للصدام مع
العالم الخارجي بشكل وانتقامي. وتدور أحداث الفيلم في منتصف القرن الماضي
وهي الفترة التي دارت أحداث أغلب أفلامه خلالها – هي فترة شباب ماليك نفسه
– واحدي أهم ملامح اختلاف تيرانس ماليك عن غيره من مبدعي السينما في العالم
تتجلي بوضوح في طريقة معالجته لحالة القاتل حيث لا يستعرض تفاصيل هذا العنف
أو أسبابه وانما يبحر في مفهوم الغربة والعزلة وعدم الانتماء الي المجتمع
والتي يتحول بموجبها الشخص الطبيعثي الي قنبلة قابلة للانفجار والفتك
بالاخرين
وفي فيلم (أرض النعيم) يبحث عن الأصل في السلوك المتطرف والمتحلل من
كل القيود الاخلاق وغير الاخلاقية بعيدا عن المدرسة الفرويدية
أما فيلم (العالم الجديد) فقد قدم ماليك صورة للفردوس الأرضي أو
الطبيعة العذراءو هي الولايات المتحدة الأمريكية قبل اكتشاف امريجو
فيسبوتشي لها وهجرة الاوروبيين اليها ويستعرض كيفية التواصل معها روحيا
وعشائريا من خلال السكان الأصليين ، ثم يستكمل قصة تحولها الي أرض مشبعة
بدماء سكانها بعد الغزو الانجليزي لها في العام 1607 والذي تلوثت معه طهارة
الروح الحرة الطليقة هناك ودمرت الأسطورة التي أطلق الغزاة عليها الهنود
الحمر
وقدم ماليك في فيلمه الملحمي (خط أحمر رفيع) والذي يعد أعظم وثيقة
سردية سينمائية عن الحرب فلم يسبق أن تناول مخرج سينمائي الحرب بكل قبحها
بهذا العمق والشاعرية وبينما نالت المخرجة الأمريكية كاترين بيجلو الاوسكار
مرتين عن فيلمين تمجد خلالهما الجيش الأمريكي في حربه ضد عدو عراقي مرة و
ضد أسامة بن لادن مرة أخري فان ماليك الأعمق والأكثر انسانية وبلاغة يقدم
العدوين في الحرب باعتبارهما ضحايا للحرب ذاتها ويظهر مدي عبثيتها
.
وفي فيلمه (شجرة الحياة) يطرح ماليك فكرة الرباط المقدس بين الكائنات
الأرضية وبين الأكوان المحيطة بنا عبر استعراض لحزن أم علي فقد طفلها ونري
التناص واضحا بين النص العمل السينمائي بقصته حول أم حملت طفلا في رحمها
وبين أرض حملت بشرا في طبيعتها وبين كون يحمل أرضا في كينونته وتدور قصة
الفيلم حول أسرة أميركية في الخمسينيات من القرن الماضي، يتحول الابن مع
بداية الأربعين من العمر إلى رجل مليء بالتساؤلات الداخلية التي نبعت من
أسلوب تربيته الذي حمل تناقضا بين حنان الأم وقسوة الأب وجديته ومن ثم
يستعرض حال الأم حين رحل شقيقه الأصغر في سن المراهقة
وأخيرا فان " تيرانس ماليك " الذي يصور بسخاء ما يلفت نظره وقد يوقف برنامج
التصوير في منتصف اليوم اذا رأي ما يعتقد أنه يستحق ويبدأ في تصويره قدم
فيلما جديدا هو " نحو التساؤل
" to the wonder" "
ولكنه لم يهتم بتصويره كثيره فقد صوره سابقا من مادة فيلمه السابق " شجرة
الحياة " والذي كان ينبغي – طبقا لتصريحات من الشركة المنتجة – أن يكون
زمنه الدرامي ست ساعات ولكن هذا الأمر مستحيل تجاريا فقرر ماليك تقديم
فيلمه الخامس وان قرر أن ثمة ثلاثة أفلام أخري قد يقدمها بايقاع سريع جدا
.
الجزيرة الوثائقية في
02/07/2013 |