أخطأت
الصحافة وصححت نقابة الصحفيين الخطأ في سابقة اتصور
انها تحدث لأول مرة اعجبني موقف نقيب الصحفيين الكاتب الكبير مكرم محمد
أحمد عندما
اجتمع مع مجلس الادارة وقرر تقديم اعتذار لأسرة الضحيتين هبة
ونادين التين لم تبرد
دماؤهما بعد مرور ٠٤ يوما علي مقتلهما في الشيخ زايد ورغم ذلك ازدادت سخونة
الشائعات التي شوهت الفتاتين بسبب الحرص علي التقاط الخبر المثير حتي اننا
شاهدنا
وتأسفنا عندما رأينا والد
»نادين« وهو سعيد أن النيابة اثبتت عذرية ابنته
متناسيا
انه يعيش مأساة رحيلها عنه ولكن ما الذي يملكه الرجل أمام ترسانة الأسلحة
التي استخدمتها الكثير - مع الأسف - من الصحف اقيمت دعوات فضائية علي أكثر
من
٠٢
مطبوعة ولأول مرة تلعب النقابة دور البطولة ليس في الزود عن حرية الصحافة
ولكن
قبل ذلك
في الزود عن حرية المجتمع وحقه في أن يعيش أفراده في أمان .أصدرت النقابة
بيان اعتذار وتم سحب الدعاوي القضائية بعد هذا الاعتذار ويبقي الدرس الذي
ينبغي أن
نتعلمه جميعا واستطيع أن أقول لكم بحكم عملي بالصحافة علي مدي
٥٢
عاما أن ٠٧٪
علي الاقل مما كتب عن تلك الاخبار الكاذبة تم بحسن نية ولم يكن هناك تعمد
للتشهير بقدر ما هو استسلام للخبر المثير وهذا لا اعتبره دفاعا عن الزملاء
بقدر ما
هو إقرار دافع فهو عذر اقبح من ذنب لانه يؤكد استسهال الصحافة
وأن البعض لا يدرك
أهمية القلم الذي يمسكه بين يديه لقد تردد أن بعض هذه الاخبار جاءت من ضباط
الشرطة
من
أجل تضليل الجاني الحقيقي قبل الامساك به حتي لو كان هذا صحيحا فان الصحفي
عليه
أن يميز بين الخبر الصحيح والمصدر الذي يقدم له المعلومة
الصحيحة والمصدر الذي
يمنحه الخبر للكاتب لكي يستخدمه لصالحه هو..
إن هناك
صحفيين من أجل العثور علي
الخبر الحقيقي تنكروا في زي بوابين وشحاذين ومارسوا كل المهن لكي يعثروا
علي الخبر
واذكر علي سبيل المثال الكاتب الصحفي الراحل عبدالعاطي حامد في جريدة
الاخبار الذي
استطاع بالاتفاق مع الكاتب الكبير مصطفي أمين أن يقتحم الكثير
من الممنوعات في
الحياة ودخل الي مناطق شائكة ليقدم الحقيقة ..المراسلون
الحربيون الذين نراهم
داخل المعارك يمسكون بالقلم والكاميرا مع الجنود ليوثقوا ما يجري علي خطوط
النار..
أن
هناك بالفعل صحفيين يدفعون من دمائهم من أجل الوصول للحقيقة إلا أن هناك
أيضا
اخطاء حدثت الي المهنة وشاركنا في الخطأ..
ولم تسلم ليس فقط الصحافة من اللهاث
وراء
الخبر المثير ولكن الفضائيات وقعت أيضا في المصيدة وتسرب
C.D
وصل إلي
أكثر
من
محطة تليفزيونية وجريدة صحفية المفروض أن ال
C.D
يتناول
بأسلوب خادع
»هبة«
وهي تتهم زوجها بأنه هو الذي اعتدي عليها ووجدنا مثلا أن برنامج العاشرة
مساء يرفض عرض هذا ال
C.D
بينما تورط برنامج البيت بيتك وأذاعه ..صحيح انه
ترك مساحة من التشكيك الا أن حتي ذلك التشكيك لا يعتبر مبررا
يتيح لصاحبه أن يعرضه
لأن الشريط أسهم في تضليل الرأي العام والتشهير أيضا باناس شرفاء..
أنا اعلم ان
الصراع شرس سواء في الصحافة المكتوبة أو المرئية من أجل الاستحواذ علي
الجمهور الا
أن كل ذلك لا يمكن أن يصبح مبررا أو مسوغا لتمرير الاخطاء التي
وقعت فيها الصحافة
وتورط فيها أيضا الاعلام لم يكتف نقيب الصحفيين بتوجيه اللوم الي الصحافة
التي
اخطأت لكنه خاطب أيضا وزير الداخلية اللواء حبيب العادلي من أجل أن يطلب من رجاله
أن
يتعاونوا أكثر مع الصحفيين بمنحهم الحقائق بدلا من أن يتركوهم نهبا لتصديق
الشائعات وبالطبع فإن الصحفي يستطيع أن يعرف بالضبط الخبر
الصادق وكيف يتجنب
الاخبار المشكوك في صحتها ويظل في النهاية
خطأ شاركت فيه الصحافة بكل أطيافها
قومية ومستقلة وحزبية وممارسة كل ذلك من أجل الاثارة والحقيقة أن اخطاء
المهنة زادت
في السنوات الاخيرة وهي ليست مقصورة فقط
علي صفحات الجريمة ولو تتبعت صفحات الفن
لاكتشفت أن هناك اختراقا للعديد من المعايير الصحفية المستقرة وبالطبع أنا
لا
اطالب النقيب بالتدخل ولكني اطالب زملائي بأن يعيدوا مرة أخري للصفحات
الفنية
بريقها بعد أن حدثت بعض التجاوزات تستطيع أن تراها مثلا وأنت تتابع عددا من
النجمات
والنجوم بعد أن صار لديهم صحفي ملاكي يمد الصحافة باخبارهم
وصورهم بل أكثر من ذلك
اقرأ أحاديث لصحفيين تنشر بأسمائهم وهم لم يلتقوا الفنان ولكن
المستشار الصحفي لهذا
الفنان هو الذي منحهم هذه الاحاديث ومع الاسف المسئولين علي صفحات الفن لا
يتدخلون لانقاذ الموقف وضبط المعايير الصحفية لكنهم تركوا الامر يزداد
خطورة أن هذا
النوع من الاحاديث تستطيع أن تكتشفه ببساطة فهو لا يقدم رأيا
جريئا وتجد فيه موقفا
ما
يعبر عنه الفنان ولا هناك ابتكار في الاسئلة ولا اجابة الفنان أيضا بها شيء
يشبه
أفكار هذا الفنان ولكنها أقرب الي المعلبات سابقة التجهيز لا شيء طازج ولا
شيء
يستحق القراءة ولكنها مع الاسف الشديد
ينتشر ان البعض يبرر ذلك بأن الفنان لم
يعد بحاجة
إلي الصحافة المكتوبة لان الفضائيات تلاحقه وتمنحه أيضا الاموال الباهظة
والحقيقة أن طوال التاريخ لا يمكن أن تتنحي بؤرة الاهتمام عن الكلمات المكتوبة
الاحاديث علي الهواء سواء الاذاعة أو التليفزيون لا تعني ولا
تستبدل بالصحافة
المكتوبة ولكن البعض بسبب الاستسهال صار يكتفي من الفنان بالحصول علي هذا
الحوار
الفاقد للحياة أنا ما ازال لا أطالب نقيب الصحفيين بالتدخل لا يمكن أن يحدث
ذلك
ولكن اطالب زملائي في الصفحات الفنية أن يعيدوا مرة أخري لتلك
الصفحات قيمتها
وللقلم مكانته أما الجانب المشرق في الصورة الصحفية فتستطيع مثلا أن تدركه
من كثرة
المطبوعات ان عدد المطبوعات في
٨٠٠٢
فقط التي
اضيفت للصحافة المصرية يؤكد علي أن
هناك انتعاشا قادما صحيح أن المأزق الذي تعاني منه الصحافة تستطيع أن تراه
في أن
عدد القراء لم يزد منذ الستينيات عن
٢ مليون
قاريء وكان تعداد مصر وقتها ٠٣
مليون مواطن والآن ٧٧ مليون والقراء لم يتغير عددهم تلك هي المشكلة لان
المطبوعات الجديدة لم تأت
بقراء جدد علي عكس ما حدث مثلا في السينما مثلا في عام
٧٩٩١
كان النجم عادل إمام يحقق الحد الأعلي في شباك التذاكر
٧ ملايين
جنيه وبعد
ذلك يلاحقه النجوم بايرادات
٥ أو ٦
ملايين علي أكثر تقدير وجاء فيلم اسماعيلية
رايح جاي
محققا ٥١ مليون جنيه أي أن هناك جمهورا جديدا دخل الي السينما.. هذا
الجمهور تحديدا أصبح بعد ذلك هو أيضا جمهور عادل إمام وليس فقط جمهور السقا
وحلمي
وسعد وكريم وهنيدي هذا هو ما انتظره أن تزداد رقعة ودائرة القراء في مصر
لأن الصراع
يزداد شراسة مادامت الدائرة ضيقه وعندما يتضاءل عدد القراء
يبدأ البعض في البحث عن
خبر مثير سواء كان حقيقيا أو مختلقا لجذب القراء المهنة تحتاج الي نقطة
نظام.
نعم اصدر
نقيب الصحفيين بيانا يستحق التحية ولكن علينا الصحفيين أن نبدأ
بأنفسنا ونواجه اخطاءنا لانه ليس ممكنا ولا هو أيضا
لائق أن تواصل النقابة
اصدار بيانات اعتذار مادام اخطأت الصحافة!
أخبار النجوم المصرية في
15
يناير 2009 |