أكد الكاتب محمد السيد عيد أن المسلسل الأخير
'علي مبارك' قدمه للإذاعة والتلفزيون منذ عشرين سنة،
وهو من الأعمال التي تؤرخ لمرحلة زمنية معينة من خلال شخصية عاشت هذه
الفترة وبرزت
في مجال معين فتبين من خلال تناول الشخصية الظروف الثقافية والسياسية
والاجتماعية
التي كانت سائدة وقتها.
أضاف: 'علي مبارك' واحد من عدة مسلسلات أريد أن أقدمها،
فأجهز مشروعا لعرض تاريخنا الحديث من خلال الدراما التلفزيونية، من خلال
تأثري
بالرافعي الذي قدم تاريخ مصر الحديث من خلال الكتب، وقدمته في
هذا المشروع حتى الآن
في مسلسلي 'علي مبارك' و'قاسم أمين'، ويتبقى لي مسلسل عن الدكتور 'مصطفى
مشرفة'
لأكون بذلك قد تناولت الفترة من عام 1850
حتى 1950.
أوضح محمد السيد عيد أنه
يكتب الدراما ليشاهدها الناس على شاشات الفضائيات، أما نشرها من خلال كتاب
فلن يفيد
إلا طلاب المعاهد الفنية أو هـــواة القراءة، وهناك فكرة تراوده في استكمال
نشر
السيناريوهات التي يقدمها كاعمال تلفزيونية في كتاب يصدر قريبا
بعنوان 'في كتابة
السيناريو'.
عن وجود الرواية السياسية على الساحة حاليا وهل الواقع يتطلب وجودها
قال: الرواية السياسية موجودة بالفعل ونراها عند الكتاب علاء الأسواني
ويوسف
القعيد، ولم تختف كما يردد البعض، لكنها بحاجة الى عمق أكثر
وانتشار أوسع.
حول
ابتعاده عن الأعمال السينمائية قال عيد: اعمالي غير مرغوبة في السينما
لأنها جادة
وبها اتجاه تاريخي وهذا غير مرغوب فيه بالسينما، لديّ فيلم عن حرب أكتوبر
حصلت به
على جائزة الدولة التشجيعية عام 1997، ووافقت عليه الجهات
المعنية الرسمية ولم أجد
أي اهتمام من الجهات الانتاجية، وقابلت انس الفقي وزير الإعلام المصري
وعرضت عليه
الموضوع فأحاله الى قطاع الانتاج الذي حصل على السيناريو ومازال بالأدراج.
عن
رأيه في الأفلام السائدة قال: اتجاه الناس لمشاهدة الأفلام الكوميدية
الخالية من
المضمون يرتبط بالحالة النفسية التي يعيشونها، وهو رأيناه أيام نكسة 1967
التي
أفرزت اعمال إذاعية وسينمائية مثل 'العتبة جزاز' و'شنبو في
المصيدة' وأعمال طرحت
الضحك لمجرد الخروج من الإحساس بالهموم، ولعل الاختلاف ما بين سينما اليوم
وسينما
النكسة ظهر فيما اطلقوا عليه افلام (أكشن)، وننتظر عودة السينما المعتدلة
وتقدم
اعمالا جيدة تعبر عن المجتمع العربي.
بالنسبة لابتعاد السينما عن الأدب قال محمد
السيد عيد: السينما بدأت مع الأدب فأول عمل سينمائي هو 'زينب' مأخوذ عن
رواية د،
هيكل، كما قدمت السينما أعمال كثيرة عن روائع أدبية مثل 'رصاصة
في القلب' لتوفيق
الحكيم، وثلاثية نجيب محفوظ، وروايات طه حسين ويحيى حقي، فهي أعمال تفخر
بها
السينما المصرية والعربية، ولابد من الاعتراف أن السينما ساهمت في بقاء هذه
الروايات بأذهان الجمهور، ولقد تراجع هذا الاتجاه في فترات
معينة ارتبطت بانحدار
السينما؟ وهناك بعض الأعمال الأدبية التي كتبت خصيصا للسينما وكانت ذات
مستوى رفيع
مثل 'المومياء' وأعمال يوسف شاهين، ولكن المؤسف أن بعض جهات الانتاج تشتري
عملا
لكاتب كبير ولا تلتزم بتقديمه كما كتبه ولذا نجد أفلاما هزيلة
لا تعبر بالقدر
الكافي عن الروائع المأخوذة عنها.
وأكد الكاتب محمد السيد عيد أن ارتباط الأدب
بالسينما والتلفزيون دائما ما ينتج عنه طفرة فنية وحركة
ايجابية تساهم في إشباع
الفن بالثقافة وهو ما ينعكس على المشاهد.
القدس العربي في
18/02/2009 |