إنتهى المخرج الكردي مانو خليل من إنجاز فيلم وثائقي عن أهالي قلعة
نزاركي "زنزانة نزاركي" في محافظة دهوك في أقليم كردستان العراق الفيدرالي،
بإسم "زنزانتي، بيتي" "My
Prison, my
Home"، وفيه يسجل المخرج معاناة أهالي هذه
القلعة الذين كانوا مسجونين في تلك الزنازين ايام حكم نظام صدام حسين، وما
زالوا يعيشون في السجن نفسه حتى بعد زوال ذلك النظام.
يتحدث الفيلم عن ضحايا عمليات الأنفال عام (1988-1989) حيث قام الجيش
العراقي آنذاك بمساندة من قوات "الجحوش" الكردية التي كانت ميليشات مرتزقة
كردية تابعة لحزب البعث في العراق، وخلال تلك العمليات تم تهجير آلاف
القرويين الكرد بعد ان هدمت بيوتهم وارسلوا الى السجون والمعتقلات في كافة
أرجاء العراق وخاصة الى مناطق الصحارى الغربية، حيث لاقى الكثير منهم الموت
بسبب الجوع والعطش ووحشية معاملة الامن التابع للنظام العراقي وقتها.
فيلم "زنزانتي، بيتي" يسرد حياة ومصير بعض العوائل التي هُجِّرت من
قراها ورُميت في زنزانة "نزاركي" في مدينة دهوك في أقليم كردستان العراق،
حيث كانت تنتظر الموت. وعندما تحررت كردستان من سلطة نظام صدام حسين،
ارادت تلك العوائل العودة الى قراها ولكنها لم تجد سوى بقايا جدران مهدمة
وينابيع جامدة، فالحيوانات نفقت بسبب الغاز، والبيوت تهدمت واحترقت،
والآبار والينابيع طمرت، فلم يبقَ لديها حل آخر سوى العودة الى السجن
وتقاسم زنازينهم لتصبح بيوتهم فيما بعد.
هؤلاء البشر لا يزالون يعيشون في زنزاناتهم تلك التي حولوها الى بيوت
هناك، حيث كانت غرفاً للاعدام في عهد صدام، اصبحت اليوم غرف نوم في عهد
"الحرية"، وهناك حيث كانت غرفًا للتعذيب والترويع في عهد صدام، تحولت الى
غرف استقبال ومطابخ في العهد الجديد.
وفي تصريح خاص لايلاف أشار المخرج مانو خليل بأنه ارسل فيلمه الجديد
الى العديد من المهرجانات العالمية، كما صرح بأن الفيلم سيُعرض في 4 شباط
في مدينة برن السويسرية.
مانو خليل مخرج كردي من كردستان الغربية (كردستان سوريا)، يعيش في
سويسرا ويعمل في مجال السينما والتلفزيون، أنتج حتى الان عددًا من الافلام
الوثائقية، منها فيلم دافيد تولهيلدان الذي يتحدث عن قضية أكراد كردستان
الشمالية (كردستان تركيا)، والذي بذلن تركيا الكثير من المساعي لمنع عرض
الفيلم ، ونجحت في منعه في مهرجاني دبي 2007 وسنغافورة 2008.
Pasar82@yahoo.com
إيلاف في
18/02/2009 |