شكلت الكوميديا في الوسط الفني السوري إجمالاً، تجربة إخراجية أولى
لدى معظم المخرجين الشباب، لكنها تميزت في تجربة الشباب بالإسقاط
الاجتماعي. ولعل أبرزها كانت بتوقيع المخرج الليث حجو الذي قدم بالتعاون مع
الفنانين باسم ياخور وأيمن رضا تجربة اللوحات الكوميدية الاجتماعية الناقدة
(بقعة ضوء).
وبعد عامين، عاد المخرج حجو ليخرج (عالمكشوف) بالتعاون مع رافي وهبة
وآخرين ، وفي هذا العمل استكمل حجو ما بدأه في (بقعة ضوء)، وتالياً نفذ
اللوحات الناقدة (أمل ما في ) مع النجمين فايز قزق وبسام كوسا، قبل أن يخرج
مسلسل (ضيعة ضايعة) في العام 2008وانغمس المخرجون الشباب في المرحلة
التالية بلعبة الدراما الاجتماعية، ونلفت هنا إلى أن الحساسية بين جيل
المخرجين الشباب، تبدو واضحة لجهة المنافسة والسعي للنجاح . ولكن أعمالهم
عالجت قضايا أكثر التصاقاً بالمجتمع، وقد مالت في معظمها نحو طرح جريء
لقضايا اجتماعية عامة ساخنة وإشكالية في آن، كان أبرزها على الإطلاق قضايا
الفساد، فكان مسلسل (غزلان في غابة الذئاب) للمخرجة رشا شربتجي والسيناريست
فؤاد حميرة، الذي قدم لنا حكاية شخصيات متنفذة، استباحت كل شيء، من خلال
سيرة شخصية لواحد من كبار المسؤولين وممارسات عائلته.
هموم الشباب، قضاياهم، ثقافتهم، أحلامهم، همومهم ومشكلاتهم..جميعها
كانت مواضيع أثيرة لعدد كبير من المسلسلات، التي قدمها المخرجون الشباب،
وقد شكل مسلسل (أشواك ناعمة) الذي أخرجته رشا شربتجي عن نص رانيا البيطار،
بداية حقيقية في تناول قضايا حياتية تخص الشباب، البنات منهم تحديداً،
كمحور رئيسي للحكاية.
بعد (أشواك ناعمة) سنشهد تجارب عديدة لمقاربة هموم الشباب وقضاياهم،
منها (وشاء الهوى) لزهير قنوع، و(فسحة سماوية) لسيف الدين سبيعي، و (فجر
آخر) لفراس دهني. الهم الإنساني البسيط، ولاسيما حكايا الحب، كانت محور
بارزاً أيضاً، قدمه المخرجون الشباب الجدد، في مسلسلات (أهل الغرام)،
و(سيرة الحب)، و(هيك تجوزنا)، و(اسأل روحك).
تجارب شبابية بامتياز
ولا يمكن الوقوف على تجربة المخرجين الشباب في الدراما السورية من دون
الحديث عن الشراكات الفنية التي جمعتهم مع كتاب شباب من أبناء جيلهم. وجاء
عدد من المسلسلات التي أخرجها المخرجون الشباب، نتيجة شراكات مع كتاب شباب
أبرزهم الكاتبة يم مشهدي، التي قدمت مسلسلي (وشاء الهوى) و(يوم ممطر آخر)،
و فادي قوشقجي الذي كتب مسلسلي (فجر آخر) و(ليس سراباً).
كما أن المخرجين الشباب عملوا مع بعضهم البعض بصفة التعاون الفني، كما
فعل المخرج سامر برقاوي حين عمل بصفة متعاون فني مع الليث حجو في مسلسل
(بقعة ضوء) في أجزائه الأولى، وكان المخرج الليث حجو قد تعاون لاحقاً مع
سامر برقاوي، عندما قام هذا الأخير بإخراج الجزء السادس من (بقعة ضوء).
البيان الإماراتية في
23/02/2009 |