كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مدخل إلى السينما الكردية (1)

يوجد سينمائيون أكراد ولا توجد سينما كردية

بقلم: برهان شاوي

ملف السينما العراقية

   
 
 
 
 
  • يوجد سينمائيون أكراد لكن لا توجد سينما كوردية..!

  • علينا أن لا نبالغ في إد عاء (كوردية) أفلام يلماز كوناي..!

  • ليست السينما هي أفلام روائية فقط، وإنما هناك سينما وثائقية أيضاً!

يثير مصطلح (السينما الكوردية)، تساؤلات عديدة، ترتبط بالأساس بشرعية إطلاقه، وواقعية استخدامه، وحدوده الفنية. ويكمن مصدر اعتراضات كتلك، في عدم وجود دولة معترف بها عالمياً تحمل إسم دولة كوردستان..!

إن لهذا الاعتراض، جانباً شكلياً، حيث أن تاريخ السينما العالمية قدم لنا جملة أمثلة، ولا يزال، على خطل مثل هذا الاعتراض، فالسينما الجزائرية نشأت قبل الإستقلال وأثناء الحرب الشعبية ضد الإحتلال الفرنسي، ولم تكن هناك دولة رسمية معترف بها اسمها الجزائر، إذ كانت لقرن ونصف تقريباً مستعمرة فرنسية، لكن الجزائر، أرضاً وشعباً كانت موجودة، وحين انتزعت إستقلالها، كانت السينما الجزائرية، قد إمتلكت تجربة غنية ذات ملامح واضحة.

كذلك مرت السينما الكوبية بتجربة مماثلة تقريباً، وحالياً، يوجد مثال أشد سطوعاً، ألا وهو السينما الفلسطينية، فكيف يدور الحديث عنها، وتقام لها الأسابيع السينمائية، وتشارك في المهرجانات، مع عدم وجود دولة فلسطين رسمياً، لكن، المهم في الأمرهنا هو: هـل توجد (سينما كوردية) حقا؟؟

من البديهي أن لكل شعب أدبـه وفنـه، وبشكل عام ثقافته، بغض النظـر عن مستوى هذا الأدب أو الثقافة. والشعب الكوردي كغيره من شعوب الأرض يمتلك تاريخاً أدبياً وفنياً حافلاً.

يذكرالمستشرق الروسي فلاديمير مينورسكي في كتابه القيم (الأكراد- ملاحظات وإنطباعات): (إن الأدب الشعبي الكوردي غني جداً، ففيه حكايات غزيرة عن التقاليد القومية، وفيه الأغاني والملاحم، مثل ملحمة الدفاع عن قلعة(دمدم) التي غزاها الشاه عباس الفارسي، وأيضاً الملحمة القومية في الحب (مـم  ود زيـن) التي ألفـها الشاعر الكوردي العظيم أحمـد خـاني، كما هناك الفولـكلـور الكوردي والأمثـال الكوردية التي تشكل سجلاً خالداً للثقـافـة الكوردية العريقة).

ولكن كلما أوغلنا بعيداً في التاريخ الكوردي بحثاً عن الآثار الأدبية والفنية لوجدنا أن البحث التاريخي، للأسف يتوقف بعد عدة قرون، وهذا  يعود لعدم الاستقرار السياسي في كوردستان على مـر القرون، والذي كان سبباً رئيساً في إختفاء آثار أدبية عديدة، وكذلك بسبب طبيعة الحياة الخشنة والقاسية نفسها، ولتفشي الجهل والأمية بين أبناء الكورد، وللتداخل بينهم وبين الأقوام المجاورة لهم، بحيث كتبوا معظـم مؤلفـاتهم الإبداعية بلغات البلدان المجاورة التي تقاسمت أرض كوردستان، مثل اللغة الفارسية والتركية والعربية، بل إن الكتابة الأدبية بلغات هذه الشعوب المجاورة مستمرة عند البعض حتى الوقت الحاضر، وذلك بسبب التقسيم والاضطهاد القومي الذي دفـع بالبعض إلى الاغتراب الثقافي، أو بشكل أدق، الاغتراب اللغوي.

ورغم ذلك، برز بين الأكراد شعراء كبار كتبوا باللغة الكوردية إلى جانب الفارسية والتركية والعربية، ومنهم، على سبيل المثال: بـابا طـاهر الهمـداني، الملقب بـ (العريان) (935 - 1010)، الذي كتب رباعياته الشهيرة بلهجة اللور(الفيلية)، وهو بالنسبة للكرد بمستوى عمر الخيام بالنسبة للفرس، وكذلك مـلا جـزيري، وهو من الشعراء البارزين في القرن الثاني عشر، والشاعر العبقري أحمــد خـاني (1650 - 1706)، الذي يُعد أعظم الأدباء الأكراد الكلاسيكيين، ومؤلف الملحمة الخالدة (مــم و زيــن)، والشاعر الصوفي والوجداني الكبير مــولوي (1815-1892)، والشاعر المرهف، الرقيق نــالي ( 1800 - 1856) والذي يقارنه المستشرق مينورسكي بالشاعر الروسي العظيم ألكسندر بـوشـكين، والشاعر كــووي، وصولاً إلى القرن العشرين، حيث برز بيره مـيـرد ( 1867 - 1950 )، أحمـد مختار( 1897 - 1935)،الشاعر بي كه سي ( 1905 - 1948)، عبداللـه كوران، جكرخـوين الذي توفي في السويد العم 1985،هـيمــن، الذي توفي في ايران العام  1986، هــزار، وغيرهم من الشعراء الأكراد المعاصرين الذين يكتبون باللغة الكوردية أمثال شيركو بي كه س، عبدالله بشيو، أنور قادر جاف، لطيف هلمت، رفيق صابر، أحمد الملا وموجود سامان وغيرهم من الأسماء التي لا يسعني هنا تعدادها. ومثلما يتألق الشعر الكوردي بأصالته، كذلك فان الرقص والغناء الكوردي متطوران وغنيان بالألحان والأشكال والقوالب الفنية، حتى أن الشعوب المجاورة قلدت الرقص الكوردي والألحان الكوردية ونسبتها لنفسها..!!! ولقد حاول بعض المؤرخين والمستشرقين تشخيص جوانب مختلفة من حياة الشعب الكوردي بالعودة إلى أغانيه الفولكلورية، لما تحويه من صدق  وقيمة تاريخية. ولكن مرة أخرى، أين السينما الكوردية من كل هـذا؟؟

الحقيقة أن الحديث عن السينما الكوردية صعب للغاية. فبسبب طبيعة المجتمع الكردي القبلية من الناحية الاجتماعية، والزراعية من الناحية الاقتصادية (بغض النظر عن التقسيم)، وبسبب تأثير العادات والتقاليد الدينية، لم تنشأ صناعة سينمائية في كوردستان، إذا لم نقل لم  ينشأ أي تطور صناعي سليم، بشكل عام، فيها. وهناك سبب آخر لا يقل اهمية، ألا وهو طبيعة وسمات شريحة المثقفين الكرد (لا سيما في بدايات القرن العشرين ومنتصفه)، فقد كانت هناك فئة من المثقفين من أبناء الطبقة الإقطاعية والبرجوازية، وقد حصل معظم هؤلاء على ثقافتهم في المدارس المحلية أو مدارس استنبول، وكان هَمُّ المتنورين من هؤلاء هو التوعية السياسية، أو الانتباه لوسائل الاتصال الجماهيري الأخرى كالصحافة والأدب، وليس السينما في كل الأحوال. أما الفئة الفقيرة من المثقفين، الذين درسوا في المساجد، وكان عدد هؤلاء كبير نسبياً، فقد برز من بينهم عدد من كبار الشعراء، لكنهم أيضاً صبوا كل جهدهم في تنمية الوعي الوطني لدى الأجيال الفتية، وبحكم دراستهم الدينية لم يفكروا بالسينما، وهكذا نجد أن شرائح المثقفين الكرد، بكل فئاتها الغنية والفقيرة، لم تقدم شيئا قومياً في مجال السينما. وإذا ما تمرد البعض من الشباب الكرد على التقاليد الاجتماعية، واختار خوض المجال السينمائي فانهم كانوا يدخلونه من بوابة الحركة السينمائية في البلدان التي توزعت بينها كوردستان!!.

إن السينما صناعة، تفترض الحد الأدنى من التطور الفني، والاجتماعي، فكيف يتم الحديث عن السينما إذا انعدم هذا الحد الأدنى؟؟  إذ لا يوجد في كوردستان بكل أجزائها، أي ستوديو سينمائي، أو مختبر لانجاز العمليات التكنيكية، كما أن دور العرض قليلة جداً في المدن الكوردية الكبيرة، فكيف في الأقضية والنواحي والقرى؟

السينما صناعة، وهذا يعني أنها تحتاج إلى رأسمال، وتقنية، وجمهور، ولأن الأغنياء الكرد كباقي الأغنياء في العالم الثالث لا يفكرون إلا بالربح السريع المضمون، من حيث أن (رأس المال) جبان ويخاف المغامرة، لذا لم يحاول أي منهم أن يوظف شيئاً من ماله في انتاج افلام سينمائية، وربما هم من ناحية اقتصادية محقون..! وهكذا كلما سعينا في دراسة طبيعة المجتمع الكوردي وتطوره الاقتصادي المشوه نتيجة التمزق والتجزؤ، سنواجه بحراجة الحديث عن السينما الكوردية.

وعودة الى إشكالية المصطلح، فأنا أعتقد هنا أنه بالرغم من عدم وجود دولة رسمية باسم (كوردستان)، فان وطنا بهذا الاسم يوجد، ويعيش على أرضه شعب اسمه الشعب الكوردي، وإن هذا الشعب لم يأت إلى هذه البقعة من الأرض من بقاع أخرى واستقر فيها وادعاها لنفسه كوطن، وانما هو موجود منذ آلآف السنين على هذا الجزء من الأرض، لذا، ورغم التقسيم، فإن أي انجاز ثقافي وسياسي واجتماعي للكرد في أي جزء  من كوردستان يُعد انجازاً لمجموع الشعب الكوردي. وهنا ، وفي مجال السينما، فإن الفيلم الذي ينجز من قبل السينمائيين الأكراد في تركيا مثلا، رغم أنه يحسب ضمن انجازات السينما التركية، وهذا صحيح، إلا انه في الوقت ذاته، يُعد انجازاً ثقافياً كوردياً، وجزءاً من ثقافته القومية.

إن السينما الوطنية والقومية لأي شعب هي تلك السينما التي تتحدث عن ذلك الشعب وبلغته، ويقوم بها فريق سينمائي من أبناء ذلك الشعب وبرأسمال وطني. فهل والحال هذه يمكننا أن نتحدث عن سينما كوردية؟؟ الحديث عن السينما الكوردية هنا صعب للغاية، خاصة إذا ما أردنا تطبيق  الشروط العلمية،الأكاديمية، من حيث أن هناك ظروف استثنائية تحكم الانسان الكوردي بحكم واقع التقسيم. فالأكراد في تركيا مثلاً لا يسمح لهم التكلم رسمياً بالكوردية، لذا في مثل هذه الحال، علينا التوقف عن خصائص اللغة السينمائية، التي هي ليست لغة الحوار المنطوق فقط، أي يمكن للسينمائيين الأكراد في تركيا انجاز أفلام كوردية، حتى وإن لم تستوف الشروط كاملة، ولنا في (بعض) أفلام ( يلماز كوناي) المثال الساطع، رغم أن علينا ألا نبالغ في تلوين أفلامه بالصبغة الكوردية اندفاعاً مع المشاعر القومية، فهي جزء أساسي من تاريخ وواقع السينما في تركيا، قبل أن تكون أفلاماً كوردية.

ورغم ذلك فليس كل ما قام به السينمائيون الأكراد الذين عملوا مع سينمائيي البلدان المجاورة يدخل ضمن السينما الكوردية، من حيث أننا إذا ما تساهلنا قليلاً مع تجربة (يلماز كوناي) فيما يخص لغة الحوار المنطوق التي هي في أفلامه (اللغة التركية)، فان موضوعاته لها علاقة غير بعيدة  بوضع الأكراد في تركيا. أما بقية السينمائيين الأكراد الذين عملوا أفلاماً، ليست فقط باللغات الأخرى وإنما موضوعاتها ليست لها أية صلة بالكورد كشعب وواقع وتراث، ومثالنا هنا هو (كاميران حسني)، الذي يعتبر من مؤسسي السينما في العراق، فهل يمكننا اعتبار فيلم (سعيد أفندي) فيلماً كوردياً؟ إن هذا ليبعث على الضحك!! رغم أن هذا لا يمنع أبداً من التوقف عن جهود السينمائيين الأكراد في تاريخ سينما البلدان المجاورة، ولنا مع هذا المقام وقفة أخرى.

اليوم يمكننا القول بأنه يوجد سينمائيون أكراد، لكن لا توجد سينما كوردية..؛ وانما توجد حركة سينمائية كوردية ناشئة. لقد درس العديد من الشباب الكورد فن السينما في مختلف معاهد العالم، ومن مختلف أجزاء كوردستان، لكن هؤلاء لايمكنهم انشاء السينما الكوردية بالنوايا فقط، فالسينما كما أسلفنا هي صناعة وفن، تحتاج للأموال والأجهزة والكادر التقني. فوجود عدد من المخرجين لا يعني أنه باستطاعتهم أن يخرجوا الأفلام، فالسينما لا تقوم بوجود مخرج فقط، وإنما تحتاج لفريق فني كامل يبدأ من كاتب السيناريو، ثم المخرج، والمصور، وتقني الضوء، وتقني الاضاءة، والممثلين، سواء من الرجال أو النساء، وفيما يخص العنصر النسائي فتلك مشكلة المشاكل!! كما أن السينما لا تعني الأفلام الروائية فقط، بل يمكن انجاز سينما وثائقية متطورة، إعتماداً على ما تم تصويره خلال سنوات الثورة الكوردية، وما يمكن الحصول عليه من وثائق في أرشيفات السينما في العالم، ناهيك ان توفر على السينمائيين الكورد الكثير من المصاعب المادية والاجتماعية والتقنية.

لا أريد أن أعقد الأمور، ولا أن أبث اليأس في النفوس، وإنما علينا أن نحدق بعيون مفتوحة، من أجل أن تكون الخطوات في هذا المجال مدروسة، وأعتقد أن الجزء المحرر من كوردستان، وأقصد هنا كوردستان العراق، يمكن له أن يكون الرحم الصحي والحقيقي لقيام حركة سينمائية سليمة وصحية ومعافاة، وهذا يتطلب انجاز البنى التحية الأساسية لقيام مثل هذه الحركة، والتي تتمثل في:

  • بناء أستوديوهات سينمائية وتلفزيونية جيدة، تحتوي على الأجهزة اللازمة مثل الكاميرات، وطاولات المونتاج، ومعامل التحميض، وقاعات التمثيل وبناء المشاهد، وكل ما له علاقة بالاستوديو السينمائي، ودعوة كل السينمائيين الأكراد الذين درسوا السينما في: روسيا، ولندن، وأميركا، وهولندا، وبولونيا، ورومانيا، وبلغاريا، وهلسنكي، وكوبنهاكن، وطهران، وبغداد، ودمشق، وأنقرة واستنبول، وباريس، والمانيا، ومصر، وغيرها من البلدان من اجل ان يوحدوا جهودهم، ويتعاونوا فيما بينهم، لانجاز أفلامهم ومشاريعهم المعطلة.
  • إنشاء معاهد فنية وسينمائية لإعداد الكوادر الفنية في مختلف مجالات الصناعة السينمائية، ومجالات الفن السينمائي، على أن يضم أقساماً للاخراج، والتصوير والتمثيل، والسيناريو، والانتاج، والديكور، ورسوم الاطفال، والنقد السينمائي، ويمكن هنا الاستعانة بالكوادر السينمائية الكوردية، أو بكوادر البلدان الاخرى، سواء من البلدان المجاورة، أو حتى الاوربية.
  • دعم الصحافة الفنية السينمائية، والتشجيع على إصدار المجلات التي تهتم  بالسينما والفن السينمائي الجاد والهادف، ونشر الوعي الاجتماعي والفني بين الكرد، لا سيما في تصحيح مفاهيمهم الأخلاقية حول السينما، والعاملين فيها، وبالتحديد فيما يخص العنصر النسوي، ويمكن هنا الاسترشاد بالسينما الايرانية، فهذه السينما خلقت لنفسها لغة خاصة، بل ونبرة خاصة بين سينمات العالم. فهي سينما بسيطة وهادفة ولاتعتمد على الاثارة الهوليودية، ولا تحتاج الى رؤوس اموال ضخمة، ولا تعتمد على الاغراء والاغواء، بل خلقت لنفسها جماليات خاصة، سميتها في مقالات سابقة لي في هذا المجال بـ(جماليات الحجاب).
  • فتح أرشيف الثورة الكوردية أمام السينمائيين الاكراد، ليتعرفوا على محتوياته، وما يمكنهم الاستفادة منه، لتحقيق مشاريع أفلام وثائقية.
  • الاستفادة من وسائل الاعلام الجماهيرية المتاحة في ترويج الثقافة البصرية بين ابناء الشعب الكوردي، من خلال  تخصيص برامج لفن السينما، ليس فقط من باب الترويج للأفلام وانما لتثقيف الناس بفن السينما، وتربية ذائقتهم الفنية من خلال تقديم روائع الأفلام السينمائية العالمية.
  • والترويج لفن الرسم والتصوير الفوتوغرافي، وبث البرامج عن المعارض الفنية، ومعارض التصوير الفوتوغرافي، والتأكيد على تداخل الفنون السمعية والبصرية، وجذب الفنانين من الرسامين والموسيقيين الى عالم السينما، الى جانب كتاب الرواية والقصة والشعر وتقريبهم من عالم السيناريو، والاستفادة القصوى من كل الجهود الفنية من أجل أن ترفد أي عمل سينمائي كوردي.
  • تشجيع ترجمة الكتب التي تخص السينما؛ صناعة وتاريخاً، وفناً، وجماليات، ومن جميع اللغات، بلا إستثناء، إلى اللغة الكوردية.
  • بناء دور السينما الحديثة في المدن والاقضية والنواحي الرئيسية في كوردستان، ودعم الجهود الفردية في هذا المجال، سواء من خلال منح القروض المالية، أو منح التسهيلات الآخرى لمن يقدم على انشاء مثل هده الدور. الى جانب بناء القاعات السينمائية في المراكز الثقافية في كوردستان.

نقلاً عن موقع "تيريز" (http://www.tirej.com/index0020.htm)

موقع تيريز / سينمائيون في

03.11.2003

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)