كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

الخليج في مهرجان كان السينمائي الدولي... (1)

"ملينغ" الفرنسي يزيح حرب النجوم" عن الافتتاح

كان - محمّد رضا

مهرجان كان السينمائي الدولي الثامن والخمسون

   
 
 
 
 

قرارات مدير مهرجان كان السينمائي الدولي -الذي يبدأ فعاليات دورته الجديدة اليوم- تييري فريمو لا تقبل الجدل. إذا أراد إدخال فيلم رسوم متحركة في المسابقة فعل. إذا رأى أن فيلم مايكل مور السياسي “فهرنهايت” يجب أن ينضم الى قائمة المتنافسين في لعبة الجوائز لم يتردد. قد يستمع الى آراء المستشارين، فهؤلاء في نهاية الأمر يقبضون آلاف الدولارات شهرياً لمثل هذه الغاية، الا أن رأيه هو الذي يبت الأمر سواء أكان رأي الآخرين معه او ضده.

هذا العام تعرّض مسيو فريمو لموضوع بالغ الأهمية يتعرّض له في كل دورة وهو أي فيلم سيختاره لافتتاح الدورة الثامنة والخمسين؟ وحين تم وضع القائمة التي تكوّنت من خمسة أفلام مرشّحة للافتتاح أشرف نفسه على تقليصها حتى وصلت الى ثلاثة أفلام: الأمريكي “نقطة التلاقي” لوودي ألن بطولته وسكارلت جوهانسن، والأمريكي “حرب النجوم” لجورج لوكاس مع لفيف من النجوم، والفرنسي لمينغ لدومينيك مول وبطولة لورا لوكاس وشارلوت رامبلينغ.

من بين الثلاثة كان لا يزال مطلوباً اختيار فيلم واحد. في منتصف الشهر الماضي (نيسان/ إبريل) كان احتمال اختيار الجزء السادس من حرب النجوم (الثالث في المسلسل الجديد منه) لا يزال قوياً. مع نهاية الشهر وضرورة الخروج بجدول زمني تبيّن أن المهرجان يفضل الافتتاح بفيلم لمينغ.

بذلك انتقل من فيلم إخراج جورج لوكاس الى فيلم بطولة لورا لوكاس ولا علاقة عائلية بين الاثنين، ولا بين الفيلمين المتباعدين جداً كبعد كل قطب عن الآخر. الفيلم الفرنسي “ملينغ” إنتاج فرنسي (مائة بالمائة كما تقول اللائحة الرسمية وهو تعريف جديد يلازم الانتاجات الجديدة فيحدد نسبة التمويل الفرنسي لها) بميزانية لا تتجاوز السبعة ملايين دولار، اما حرب النجوم: انتقام سث فهو إنتاج هوليوودي كبير.

“ملينغ” فيلم صغير وحميم حول مهندس انتقل حديثاً للعيش في مدينة جديدة مع زوجته ويدعوان الى العشاء في منزلهما الجديد رئيسه في العمل وزوجته. والفيلم من هنا قائم على تحليل تبعات هذا اللقاء الذي ينقلب الى مواجهة بين أربع شخصيات مختلفة، بالإضافة الى جثة يتم اكتشافها مدفونة في المطبخ. النتيجة ان النظام الذي كان يعيش فيه كل من هؤلاء تغيّر تماماً كما لو أن العشاء الهادئ انقلب عاصفة.

في المقابل حرب النجوم: انتقام سث هو كل ما استطاع جورج لوكاس حشره في ساعتين من قصص رئيسية وجانبية عليها أن تؤدي الى الأحداث التي وردت في الجزء الأول تماماً سنة . لا شيء حميمي هنا، ولا حتى مطروح على بساط بحث إجتماعي او نفسي او درامي. مغامرة من المؤثرات الخاصة والتقنيات المرتفعة مزوّدة ببعض التعريض لجوانب شخصية لأجل أن لا يُقال إن المخرج فقد القدرة على توفير طروحات إنسانية. سرقته الآلة التي تتولى بطولة أعماله.

السبب في أن القرار انتهى الى تفضيل الفيلم الصغير على الفيلم الكبير يعود الى ناحيتين: كل عام هناك نقد يواجهه المهرجان مفاده إنه تحوّل الى ذراع هوليوودية في أوروبا. الذي ينقص المهرجان هذا العام هو البدء بفيلم أمريكي- ومن حجم حرب النجوم.

الناحية الثانية لا تقل أهمية وهي أن المهرجان اختار جورج لوكاس لمنحه وسام شرف هذا العام. يكفيه إذاً ذلك على أن يُعرض فيلمه قريبا من منتصف الدورة.

جورج لوكاس، بصرف النظر عن رأي المرء فيما حققه من نجاح عبر هذه السلسلة الفانتازية، يدخل كان كدخول المخرجين الكبار من قبله. ليس ضرورياً، في سينما اليوم، أن تكون كلمة مخرج كبير عائدة الى سلسلة من الإبداعات الفنية المهمة.

لوكاس، على أي حال، من الأسماء المعروفة التي حشدها المهرجان هذه السنة. وفي حين أن فيلمه ليس من الأفلام المتسابقة فإن العديد من تلك التي تسعى للفوز بسعفة كان الذهبية هي لمخرجين سبق لهم أن فازوا بها. هناك فيم فندرز، المخرج الألماني الذي فاز بها سنة عن فيلمه باريس تكساس. والدنماركي لارس فون تراير الذي نالها سنة عن راقصة في الظلام. والأمريكي غس فان سانت الذي فاز بها عن فيل سنة الى جانب جمع كبير من المخرجين الذين سعوا إليها ولم يحصلوا عليها وإن فازوا بما هو أقل منها قيمة بقليل. من هؤلاء أتوم إيغويان، وجيم يارموش، وميشيل هنيكي وديفيد كروننبيرغ وهاو سيا-سيين.

الخليج الإماراتية في

11.05.2005

 
 

مساء اليوم افتتاح الدورة 58 لمهرجان «كان» السينمائي...

نجوم بالجملة وأفلام كثيرة وفي الجعبة قضيتانا الكبيرتان

كان - إبراهيم العريس

مدينة «كان» الجنوبية الفرنسية الهادئة عادة، تستعيد مساء اليوم صخبها السينمائي بصورة رسمية، بعدما كانت استعادته، عملياً، في اليومين السابقين. فالليلة ليلة افتتاح الدورة الثامنة والخمسين لـ«عيد» كان السينمائي، الذي يعتبر الأكبر من نوعه في العالم، وان كانت مدن أوروبية أخرى مثل البندقية وبرلين بدأت «تشاغب» جدياً على فرادة كان وتميزها، بعدما كان ثمة نوع من التكامل مع كان في مجال استيعاب جديد السينما العالمية.

الافتتاح، سيكون صاخباً بالتأكيد، ليس بفضل الأفلام المشاركة... وخصوصاً ليس بفضل فيلم الافتتاح («ليمنغ» للفرنسي - الألماني دومينيك مول)، بل بفضل كثرة النجوم الكبار الذين بدأوا يتوافدون على مدينة تعتبر خارج أيام المهرجان «مدينة العجائز والكلاب المدللة»، بحيث لم يبق مكان شاغر في شقة أو فندق لأي متأخر، لا في «كان» ولا في جوارها على رقعة تمتد عشرات الكيلومترات. ومنذ أيام بدأ «المعتادون» يملأون الشوارع والأزقة ورمال الشاطئ والحانات، بسخريتهم ومحاولتهم لفت الأنظار، بضجيج موسيقاهم وحتى بأساليبهم المبتكرة في التسوّل. ذلك أن «كان» تصبح عاصمة عالم معين وعلى شاكلته طوال أسبوعين على الأقل.

اذاً، النجوم قادمون بكثرة... لكن الأفلام أيضاً قادمة بكثرة أيضاً، ومعظمها جديد لا يعرف عنه أحد شيئاً حتى اللحظة. لكن التوقعات كبيرة، لا سيما ان «أبناء كان» - أي المخرجين المرتبطين عادة بالمهرجان - حاضرون بقوة، من لاس فون تراير، الى وودي آلن، ومن فيم فندرز الى دافيد كروننبرغ... الى عشرات غيرهم، بعضهم يحمل طموحاته والبعض الآخر خجله وتواضعه والبعض الثالث قضايا العالم. أما سيد الحفل هذه المرة فهو، كما بتنا نعرف، البوسنوي امير كوستوريتسا، الذي سبق أن فاز في «كان» بسعفتين وجائزة كبرى ثالثة. هو الآن رئيس لجنة التحكيم، ولأن واجباته تفرض عليه أن يظل صامتاً حتى نهاية اللعبة، فهو لا يدلي بأي تصريح، لكنه بنظراته يعد باختيار الأفضل، فمن يكون الأفضل هذا العام، سؤال ليس مطروحاً منذ الآن. لكن محبي السينما والعارفين بالأمور لا يخفون توقعاتهم بأن تكون دورة هذا العام استثنائية، من ناحية نوعية الأفلام، وان كانت الأنظار شاخصة نحو ثلاثة مخرجين: الأميركي غاس فان سانت بفيلمه «ايام اخيرة» عن حياة مغني فريق «نرفانا» المنتحر كورث كوبن. والدنماركي لارس فون تراير، بشريطه عن اضطهاد زنوج أميركا، كجزء ثان من ثلاثيته الجديدة «يو إس آي». والمكسيكي - الأميركي آلان روبرتو رودريغز بفيلمه الذي بات معروفاً «مدينة الخطيئة». وطبعاً هذا ليس كل شيء. فالزوادة كبيرة وممتعة هذه المرة، طالما ان «كان» يريد التعويض على دورتين سابقتين أتيتا أكثر تواضعاً.

أما بالنسبة الينا نحن العرب، فعلينا أن نكتفي بقضيتينا الرئيسيتين اللتين تثاران: قضية العراق من خلال فيلم «كيلومتر صفر» للكردي العراقي المقيم في فرنسا هاينر سليم، وقضية فلسطين من خلال فيلم عاموس غيتاي الجديد «منطقة حرة»، وغيتاي اعتاد أن يغيظ الاسرائيليين بأفلامه إذ يقدم نفسه أحياناً كمنشق عنهم. فهل يفعل هذه المرة، من خلال شريط يرسم فيه لقاء، عند الحدود، بين فلسطينية واسرائيلية وأميركية؟

اليوم، اذاً، تبدأ الاجابات على أسئلة بدأت تزدحم منذ أسابيع. اليوم يبدأ «كان» بعرض أفلام، من الواضح أنها ستظل حديث أهل السينما ومحبيها طوال شهور. أوليست هذه المهمة الأولى لأي مهرجان؟

الحياة اللبنانية في

11.05.2005

 
 

كان بادارة امير كوستوريتسا

كان: (اف ب) من بوريس باشورز - افتتحت الدورة الثامنة والخمسون لمهرجان كان السينمائي مساء الاربعاء بادارة المخرج الصربي امير كوستوريتسا رئيس لجنة التحكيم الذي هيمنت شخصيته على حفل الافتتاح التقليدي. وافتتح اشهر مهرجان سينمائي في العالم الممثلة الهندية اشواريا راي والمخرج الاميركي الكسندر باين، في لقاء يرمز الى اجتماع كل القارات في هذا المهرجان. ولم يكشف عن اسميهما حتى اللحظة الاخيرة. واعلن مخرج فيلم "سايد ويز" وملكة جمال العالم للعام 1994 "افتتاح الدورة الثامنة والخمسين من مهرجان كان. الا ان شخصية رئيس لجنة التحكيم هيمنت على حفل افتتاح المهرجان الذي يختتم في الثاني والعشرين من ايار/مايو.

وقال كوستوريتسا الذي ينتمي الى دائرة من المخرجين القلائل الذين منحوا السعفة الذهبية للمهرجان مرتين (في 1985 و1995) "اصبحت القائد. انني سعيد جدا هذا المساء". وكان كوستوريتسا محاطا باعضاء لجنة التحكيم الثمانية الآخرين، التي يرئسها وبينهم الممثل الاسباني خافيير بارديم والكاتبة الاميركية توني موريسون والممثلة المكسيكية سلمى حايك التي ظهرت في ثوب بنفسجي مطرز.

الا ان كان رفضت ان تحصر نشاطاتها هذا العام بالسينما، وهو ما تدل عليه صور الصحافية الفرنسية فلورانس اوبنا ومترجمها حسين حنون المخطوفين في العراق، وانغريد بيتانكور التي يحتجزها متمردون في كولومبيا عند المدخل التقليدي لقصر المهرجانات. وقد وضع دومينيك مول مخرج الفيلم الفرنسي "ليمينغ" الذي افتتح مساء الاربعاء المسابقة للسعفة الذهبية، شارة تحمل صورة اوبنا وحنون على بزته.

واحاط بالمخرج البالغ من العمر 42 عاما ابطال الفيلم شارلوت غانسبور وشارلوت رامبلينغ واندريه دوسولييه ولوران لوكا.. الذين يقومون بادوار زوجين ينتهي عشاؤهم في وضع غريب عندما يكتشفون وجود حيوان من القوارض هو اللاموس في حوض سد مجرى المياه فيه. وهو احد ثلاثة افلام فرنسية طويلة تتنافس على السعفة الذهبية. اما الفيلمان الآخران فهما "الرسم او ممارسة الحب" لارنو وجان ماري لاريو و"مختبىء" (كاشيه) لمايكل هانيكي. ويتنافس 21 فيلما طويلا في المجموع على السعفة الذهبية.

وقال دومينيك مول ان شرف افتتاح العروض "روعه".. وموقفه هذا مفهوم اذ ان فيلما لوودي آلن "ماتش بوينت" سيعرض اليوم الخميس وآخر لعملاق هوليود جورج لوكاس "انتقام السيث" الجزء الاخير من سلسلة افلامه "حرب النجوم" التي احدثت ثورة في صناعة السينما، سيعرض الاحد. وخارج صالات العرض سيعبر النجوم كما في كل سنة بالعشرات السجادة الحمراء امام فرحة المعجبين والمصورين. ومن النجوم يشارك خصوصا الممثلون فال كيلمر وايوان ماكغريغور وسامويل جاكسون وداني غلوفر وفيغو مورتسن وبيل مرواي وبروس ويليس وبينيسيو ديل تور. اما من نجمات السينما فتشارك جان مورو وناتالي بورتمان وشارون ستون وسكارليت جوهانسون وجيسيكا لانغ... ولا يقتصر المهرجان على المسابقة الرسمية. فهو يشمل ايضا "نظرة ما" ومسابقات موازية اخرى (اسبوع المخرجين واسبوع النقاد الدولي) ما يسمح بعرض صورة عالمية للسينما. ويعقد على هامش المهرجان سوق الافلام الذي يلتقي فيه خبراء هذا المجال. وفي كواليس هذا المهرجان سيقوم نحو الف شرطي بمساعدة اكثر من مئة كاميرا للمراقبة الامنية، بضمان امن نحو ستين الف سينمائي ومئتي الف زائر. اما الفنادق الفخمة المطلة على الكورنيش الشهير فهي تزخر بالحركة. وقد تضاعف عدد العاملين في اشهر هذه الفنادق مثل "ماجيستيك" و"مارتينيز" و"كارلتون"..

مايك كوليت وايت (رويترز): افتتح مهرجان كان السينمائي يوم الاربعاء بعرض فيلم يحوي مشاهد قتل وانتحار مما يعد بمجموعة مختارة من الافلام ذات الاجواء القاتمة تتنافس للفوز بالسعفة الذهبية. وفيلم (اللاموس) ..وهو نوع من القوارض القطبية.. للمخرج الفرنسي دومينيك مول ينتمي الى نوعية افلام الاثارة وهو من بطولة لورينت لوكاس وتشارلوت رامبلينج.

ويحكي الفيلم قصة رجلين وامراتين تتسارع الاحداث في حياتهم لتخرج عن نطاق السيطرة وتبين كيف يمكن للمأساه والخوف أن يكمنا تحت السطح مباشرة. وفيلم (اللاموس) واحد من 21 فيلما تتنافس في المسابقة الرئيسية في الوقت الذي استعد فيه منتجع الريفييرا الفرنسي حيث تنتشر خيام الضيافة على امتداد الشاطيء وترسو الزوارق الفاخرة لوصول الاف الرواد والصحفيين والنجوم من جميع انحاء العالم حتى يشاهدوا ويعطوا الفرصة للاخرين ان يشاهدوهم. ويسير كبار نجوم هوليوود على البساط الاحمر خلال الاثني عشر يوما المقبلة لتلتقط وسائل الاعلام العالمية صورهم ويوم الاحد المقبل يقام العرض الاول للجزء السادس والاخير من سلسلة افلام (حرب النجوم) التي لاقت نجاحا هائلا للمخرج جورج لوكاس. وسلم مول بان فيلم (اللاموس) يتسم بالقتامة ولكنه قال انه يتضمن مواقف طريفة للتخفيف من هذه الاجواء. وبعد العاصفة التي أحاطت بالفائز العام الماضي بدا المنظمون قانعين بعدم اثارة اي جدال هذا العام حيث يخوض المسابقة مخرجون مخضرمون بينهم أربعة من الحاصلين على اكبر جوائز المهرجان وهي جائزة السعفة الذهبية. 

وفي عام 2004 فاز فيلم (11-9 فهرنهايت) للمخرج مايكل مور بالجائزة. وانتقد مور في فيلمه الرئيس الامريكي جورج بوش بشدة. واقترن حصوله على الجائزة بالغضب الذي اجتاح اوروبا بسبب غزو العراق وحرب الولايات المتحدة على الارهاب بوجه عام مما أضفى على المهرجان صبغة سياسية. لكن هذا لا يعني أن الافلام البالغ عددها 21 المشاركة في المسابقة الرسمية لا تعكس بعضا من اكثر قضايا الوقت الراهن سخونة. ويعرض في وقت لاحق اليوم فيلم (الكيلومتر صفر) للمخرج العراقي الكردي هينر سليم وتدور أحداثه حول التوترات العرقية بين الاكراد والعرب خلال فترة الحرب العراقية الايرانية.

وتبرز أفكار الابوة والعنف كما في افلام اسيا التي تشارك بخمسة افلام في المسابقة الرئيسية لمخرجين من الصين وهونج كونج وكوريا الجنوبية واليابان. ومن بين المخرجين الحاصلين على جائزة السعفة الذهبية المخرج الالماني فيم فندرز الذي يجسد فيلمه (لا تطرق الباب) بطلا غربيا يائسا يبحث عن التوبة والمخرج الامريكي جوس فان سانت الذي يعود بفيلم (الايام الاخيرة).

اما الامريكي جيم جارموش فيجمع في فيلمه (زهور محطمة) نخبة من المع النجوم من بينهم بيل موراي وشارون ستون وجيسيكا لانج وتدور أحداثه حول دون الاعزب الذي يبحث عن ابن له لم يكن يعلم بوجوده. ومن بين الافلام الاخرى القوية فيلم (تاريخ من العنف) للمخرج الكندي ديفيد كرونينبرج وفيلم (ماندرلاي) للمخرج الدنمركي لارس فون ترير وفيلم (منطقة حرة) للمخرج الاسرائيلي عاموس جيتاي وفيلم (خفي) للمخرج الالماني المولد مايكل هانيكي.

ويتوقع وصول الممثل والمخرج الامريكي المخضرم وودي الين الى كان يوم الخميس ليقدم فيلمه (نقطة الفوز) الذي تدور أحداثه حول الطبقة الراقية الانجليزية وتلعب بطولته سكارليت يوهانسون.

موقع "إيلاف" في

11.05.2005

 
 

«كان» في دورته الـ 58

أسماء مكرّرة.. وحضور أميركي ساحق وغياب عربي

«كان» ـ مسعود أمرالله آل علي

في جولة خاطفة في شوارع كان، وعلى امتداد «الكروسيت»، تبدو الاستعدادات ملتهبة لاستقبال حفل افتتاح مهرجان «كان» السينمائي في دورته الـ 58، لافتات وبوسترات أفلام بطول المباني، شركات توزيع، مسارح رقص وغناء على ضفاف البحر اللازوردي، أناس يذهبون جيئة وذهاباً، إما في انتظار الحدث.

وإما للوقوف على قارعة الطريق في استقبال النجوم والأسماء المشهورة. شعارات المهرجان تغطي المطاعم والمحلات التجارية، السعفة الذهبية تكاد تفقأ الأعين من حدّة اللون بانعكاسها في الشمس، بينما السعفة الطبيعية ـ أشجار النخيل ـ تُزيّن الطريق الطويلة إلى قصر المهرجان.

لا تهدأ مدينة كان في شهر مايو، تبقى ساهرة منذ الليلة وحتى الختام في 22، ومثل كل سنة، تبدأ بتوقعات وأحلام كبيرة، ثم لا تلبث أن تنطفئ في الليلة الأخيرة. لا تبدو هذه الدورة مغايرة عن سابقتها، نفس الأسماء تُعيد وتُكرّر ذاتها، بل أصبح الحضور الأميركي يطغى مرّة تلو الأخرى، والحضور العربي ينحسر تباعاً.

ستة أفلام ناطقة باللغة الإنجليزية من أميركا الشمالية وحدها في المسابقة الرسمية. نصف المخرجين المتسابقين ـ من أصل عشرين فيلماً ـ سبق وأن عرضوا أفلامهم في المسابقة، بينما أربعة منهم فازوا بالسعفة الذهبية، هم: غاس فان سانت عن «فيل»، لارس فون تراير عن «راقصة في الظلام»، لوك وجان-بيير داردينيه عن «روزيتا»، وفيم فيندرز عن «باريس، تكساس».

الحضور الأميركي يتواصل مع أوّل إخراج للممثل تومي لي جونز بفيلم «الثلاث مقابر لميلكويدس إسترادا»، وفيلم «زهور مهشّمة» للمخرج جيم جارموش، وفيلم «مدينة الخطيئة» للمخرجين روبرت رودريغز وفرانك ميللر.

من كندا، يأتي ديفيد كرونينبرغ بفيلم «تاريخ العنف»، كما يأتي مواطنه أتوم إيغويان بفيلم «أينما تُوجد الحقيقة». ومن ألمانيا، فيلم فيم فيندرز الناطق بالإنجليزية «لا تأتي متجوّلاً».

* الأسماء الجديدة في المسابقة الرسمية تنحصر في الكردي ـ العراقي هونر سليم بفيلم «صفر كيلومتر»، والصينيين جوني تو، ووانغ زياوشواي بفيلمي «انتخاب»، و«أحلام شنغهاي»، والياباني ماساهيرو كوباياشي بفيلم «باشينج».

* شاهدت لجان الاختيار المختلفة 1540 فيلماً طويلاً تقدّمت للمسابقة والأقسام الأخرى، وهو ضعف الرقم التي تقدّمت إلى كان قبل خمس سنوات.

* سيسيل دي فرانس

ستكون «سيسيل دي فرانس» مقدِّمة حفل الافتتاح هذه الليلة، مرحبة بلجنة التحكيم برئاسة أمير كوستوريزا على مسرح قصر المهرجان، كما ستقدّم مراسم الاختتام وحفل الجوائز يوم السبت 21 مايو، والذي سيُذَاع على الهواء مباشرة على قناة «كنال بلوس».

* «لاموس».. فيلم الافتتاح

يأتي فيلم الافتتاح من فرنسا، وهو بعنوان «ليمينغ»، ومن إخراج دومينيك مول. (لورينت لوكاس) و(شارلوت غينسبورغ) زوجان معاصران يعيشان حديثاً في ضاحية تولوز حيث يتعرضان لأحداث غامضة.

* أفلام المسابقة الرسمية:

باشينج (اليابان)، إخراج: ماساهيرو كوباياشي: يعود «يوكو» إلى بلده اليابان بعد أن كان أسيراً في الشرق الأوسط. بعد ستة أشهر، يتلقى «يوكو» تهديدات، ومكالمات هاتفية مجهولة، كل هذا بسبب إصرار «يوكو» للعودة إلى الشرق الأوسط.

معركة في السماء (المكسيك)، إخراج: كارلوس ريغاداس: ثلاث أرواح ضائعة ومتناقضة، تتصارع في مدينة مكسيكو، حيث أي تصرّف أو سلوك يصبح أخلاقياً بحتاً.

أخرج كارلوس مسبقاً فيلم «يابان» الذي حاز على جوائز كثيرة، منها: الكاميرا الذهبية في كان، أفضل مخرج في مهرجان أدنبره، وسالونيكا في اليونان.

زهور مهشّمة (أميركا)، إخراج: جيم جارموش.

«متوارٍ» (فرنسا)، إخراج: مايكل هانيكه: يتلقى «جورج» ـ مقدِّم برنامج تلفزيوني أدبي ـ شريط فيديو مصوّر بسرّية من الشارع، الفيلم من بطولة: دانييل أوتوال وجولييت بينوش.

لا تأتي متجولاً (ألمانيا)، إخراج: فيم فيندرز: يعاني «سام شيبارد» من مشكلة في تقمّص الشخصية التي يجسّدها أثناء تصوير فيلم، يقرّر ترك الفريق وراءه والذهاب في رحلة بحث عن الذات.

انتخاب (هونغ كونغ)، إخراج: جوني تو: لقد آن الأوان، كما يحدث كل سنتين، للأعضاء الرئيسيين في أقدم عصابة في هونغ كونغ لانتخاب رئيس جديد لهم. يحتدم التنافس بين مرشّحَين مؤهّلَين: «لوك» الأكثر احتراماً وحظوة بالفوز، و«بيغ دي» الذي لا يدّخر فعلاً لأجل إيقاف الأوّل، حتى وإن وقف ضد العادات المتوارثة للعصابة، أو بالتأثير على التصويت بالمال والعنف.

منطقة حرّة (إسرائيل)، إخراج: عاموس غيتاي: فيلم طريق حول ثلاث نساء في الشرق الأوسط. تلتقي اثنتان صدفة «ربيكا»، تؤدي دورها (ناتالي بورتمان)، التي تترك عملها في الفندق الفخم بسبب خلاف حاد مع حماتها (كارمن ماورا) وتستقل سيارة أجرة تقودها (هانا لازلو) لتبدأ من بعدها رحلة طريق مليئة بالمؤامرات السياسية.

تاريخ العنف (أميركا)، إخراج: ديفيد كرونينبرغ: الفيلم مقتبس عن رواية لجون واغنر وفينس لوكيه. تُدفع عائلة متوسطة إلى دائرة الضوء بعد أن يرتكب الأب (فيغو مورتينسن) جريمة دفاعاً عن النفس في مطعمه.صفر كيلومتر (فرنسا/أرمينيا)، إخراج: هونر سليم: الفيلم الوحيد في المسابقة الرسمية لمخرج كردي/عراقي.

نهارات أخيرة (أميركا)، إخراج: غاس فان سانت: موسيقي (مايكل بيت) يعيش ساعاته الأخيرة تحت وطأة الشهرة، والالتزامات المهنية، والشعور المتعاظم بالعزلة. يعود فان سانت إلى المسابقة الرسمية بعد فوزه قبل سنتين بالسعفة الذهبية عن «فيل» بفيلم يخلط الصورة بالصوت ليخلق عملاً ديناميكياً حول الروح في تحولاتها المختلفة.

الطفل (بلجيكا)، إخراج: لوك وجان ـ بيير داردينيه: يولد «جيمي» حديثاً من أبوين مراهقين، حيث تعوّل الأم على إعانة بسيطة من الحكومة، والأب لص لا يفكّر إلاّ بيومه. أية حياة يتوقّعها الطفل؟ سبق وأن حاز المخرجين على جائزة السعفة الذهبية عن فيلم «روزيتا» عام 1999.

ماندرلاي (الدنمارك/السويد)، إخراج: لارس فون تراير: تقع أحداث الفيلم في ثلاثينيات الجنوب الأميركي، حول العبودية، وهو الجزء الثاني من ثلاثية المخرج فان تراير بعنوان: «الولايات المتحدة: أرض الفرص»، وكان الجزء الأوّل بعنوان «دوغفيل»، والثالث «واشنطن».

إصبغ أو مارس الحب (فرنسا)، إخراج: أرنو لاريو وجان-ماري لاريو: الفيلم من تمثيل سابين أزيما، دانييل أوتوال، وأميرة قصّار.

بمجرّد ولادتك، لا يمكنك الاختباء (إيطاليا)، إخراج: ماركو توليو جيوردانا: يعود جيوردانا إلى كان، ولكن في المسابقة الرسمية هذه المرّة بعد أن حاز على الجائزة الكبرى في عام 2003 في تظاهرة «نظرة ما» عن فيلمه الطويل جداً (6 ساعات): «أفضل الصبا».

أحلام شنغهاي (الصين)، إخراج: وانغ زياوشواي: يصوِّر الفيلم قصة حب تراجيدية تقع في بداية الثمانينات، مع إحساس قوي بالنوستالجيا.

مدينة الخطيئة (أميركا)، إخراج: روبرت رودريغيز، وفرانك ميللر: مدينة عنيفة، حيث إدارة الشرطة فاسدة كما الشوارع مميتة. الفيلم مقتبس عن مجموعة قصص لفرانك ميللر، حيث يلاحق «مارف» (ميكي رورك) قتلة امرأة جميلة (جيمي كينغ) كانت نائمة معه يوماً ما. الفيلم من بطولة: بروس ويليس، جيسيكا ألبا، كلايف أون، بينيسيو ديل تورو.

الثلاث مقابر لميلكويدس إسترادا (أميركا)، إخراج: تومي لي حونز: يُقتل ويُدفن رجل في صحراء في غرب تكساس. يُعثر على الجثة، ويُعاد دفنها في مقبرة بلدة «فان هورن». يَختطف المزارع «بيت بيركنز» (تومي لي جزنز) شرطي حدود ويرغمه على نبش الجثة. كان «بيت» قد تعهّد دفن الجثة في المكسيك حسبما وعد صديقه المقتول «ميلكويدس».

أفضل أوقاتنا (تايوان)، إخراج: هو هيساو-هسين: يُعاد سرد الحكاية في ثلاثة أزمنة مختلفة، وستؤدي «شو كي» دور البطلة في كل مرّة: فتاة «الغيشا» في حكم «كينغ»، والمرأة الفائزة في صالة البلياردو، وعارضة الأزياء التي تعاني من فقدان الشهية.

أينما تُوجد الحقيقة (كندا)، إخراج: أتوم إيغويان: صحافية تحاول كشف الحقيقة حول ما حدث عندما عثر ثنائي فريق كوميدي على فتاة ميتة في غرفة فندقهما، وكان لكل منهما حجته القوية في التملّص من التهمة، غير أن الحادثة قضت على مستقبلهما في التمثيل.

* أفلام تظاهرة «نظرة ما» مدينة أدنى (البرازيل)، إخراج: سيرجيو ماشادو

سينما، أسبرين ونسور (البرازيل)، إخراج: مارتشيلو غوميز: فيلم طريق حول رجل ألماني ذهب إلى الشمال الشرقي من البرازيل لبيع زالأسبرينس في العام 1942. ديلوندي (انهض وارحل)، (بوركينا فاسو)، إخراج:

إس بيير ياميغو نزولاً في الوادي (أميركا)، إخراج: ديفيد جاكوبسون: حكاية شاب مُضلَّل (إدوارد نورتون)، يعتقد أنه «كاوبوي»، وبينما يتخبّط في رحلة البحث عن الذات، يقابل فتاة مراهقة وواثقة من نفسها تماماً (إيفان راشيل وود). يُشكّل الاثنان اتحاداً متناقضاً ما يُسبّب مشاكل معنوية لوالدها ولوالدته.

ضعف شخصية (ألمانيا)، إخراج: كريستوف هوكسلر: «أرمين» يبلغ من العمر 18 عاماً، خرّيج جديد، يُحاصر بطيئاً من قبل نوايا والدته الحسنة، وبين توقعات والده العالية. يشرع في افتعال مطالبات عشوائية ومجهولة ضد حوادث يشهد عليها، وجرائم يقرأ عنها. تبدأ كلعبة، وسرعان ما تنقلب إلى هاجس.

القوس (كوريا الجنوبية)، إخراج: كيم كي-دوك: في جزيرة صغيرة ومعزولة، يقع رجل ستيني في غرام فتاة في السادسة عشر، مخططاً الزواج منها في عيد ميلادها السابع عشر.

فتى يهودي (أستراليا)، إخراج: توني كرافيتز: شاب يبحث عن وضعه في الحياة، وعن عائلته وقدره؛ فبعد وفاة والده، يعود «يوري» من «إسرائيل» إلى طائفة «شاسيديك» في سيدني، متخلياً عن ديانته اليهودية، ورافضاً صديقته السابقة «ريفكا»، عاملاً سائق أجرة، وتائهاً في المدينة.

جوانا، إخراج: كورنيل موندروزو

الملك (أميركا)، إخراج: جيمس مارش: يُسرَّح شاب مزعج من وظيفته في البحرية، فيُقرّر العودة إلى منزل طفولته في تكساس، ويلم شمله مع أبيه الذي لم يلتقيه بتاتاً.

رجل الأفلام (فرنسا)، إخراج: آلان كافاليه: «صُوِّرت أوّل لقطة في 1994، وآخر لقطة في 2005، أكثر من عشر سنوات من حياتي اختُصرت في مئة دقيقة عرض. أوّل فيلم عن سيرة حياتي (هذه الماكينة لا تقبل رسائل) تحقّق في 1978، ظهرتُ في الفيلم معصوب الرأس، وعملتُ مع مدير تصوير، ومهندس صوت. ثاني فيلم تحقّق في 1996، صنعته لوحدي.

وقت للرحيل (فرنسا)، إخراج: فرانسوا أوزون: يدرك «رومين» ـ ثلاثين عاماً ـ أنه مُصاب بمرض عضال، وأمامه فترة شهرين للعيش. يحاول استثمار الوقت المتبقي لعلاج علاقاته السابقة لمستقبلٍ أفضل.

ماروك (المغرب/فرنسا)، إخراج: ليلى مراكشي: الفيلم العربي الوحيد في كان 2005 من تمثيل: مرجانة العلوي، رزيقة سي مزراق، فطيم لعياشي.

موت السيد لازاريسكو (رومانيا)، إخراج: كريستي بويو: بعد عرض فيلمه «قماش وعجين» في قسم «نصف شهر المخرجين» في كان 2001، يعود المخرج كريستي بهذا الفيلم الذي يُعتبر جزءاً أوّل من مشروع ستة أفلام بعنوان: «ست حكايات من ضواحي بوخارست»، تشمل نهاية رجال عجائز يعانون من المرض والوحدة، وهنا قصة عاشق للقط والخمرة الذي أصبح ضحية التهاون الصحي، واللامبالاة البشرية.

شمال شرق (الأرجنتين/فرنسا)، إخراج: خوان سولاناس

سانغري (المكسيك)، إخراج: أمات إسكلانتي: «دييغو» بوّاب لمبنى حكومي ضخم، تنقلب حياته الروتينية عندما تزوره ابنته الغريبة زكاريناس طالبة رضاه.

سكليفر (النمسا/ألمانيا)، إخراج: بنجامين هاينسبرغ أرض مجهولة (فرنسا)، إخراج: فيموكتي جاياسوندارا.

حصان أسود (الدنمارك)، إخراج: داغور كاري: كوميديا حول رسام الغرافيتي الفوضوي «دانييل»، الذي يقيم في كوبنهاجن، ويعتاش من رسومات ـ تحت الطلب ـ على حوائط المدينة. «دانييل» هارب باستمرار من مخالفات مواقف السيارات، وتعاطي الحبوب، والشرطة، لكنه لا يزال باستطاعته إدارة حياة حرّة، إلى أن يقع في حب الفوضوية والفاتنة «فران».

ليلة واحدة (إيران)، إخراج: نيكي كريمي: فتاة شجاعة، تقرّر أن تزور الأصدقاء، لكنها لا تجدهم، ولا تجد حلاً سوى تمضية الليل في شوارع طهران.

رجل أصفر (أستراليا)، إخراج: إيفان سن: رحلة طولها 6000 كيلومتر عبر أستراليا الشمالية مع توم إي لويس، الذي لعب دور البطولة في فيلم فريد شيبيسي «أنشودة جيمي بلاكسميث» عام 1978، والذي عُرض في المسابقة الرسمية لمهرجان كان حينها. (وثائقي).

زيم وشريكه (فرنسا)، إخراج: بيير جوليفت

* «كروموفوبيا».. فيلم الختام

الفيلم البريطاني «كرموموفوبيا» من إخراج مارثا فاينز سيكون مسك ختام المهرجان. فيلم يسبر الحياة المحيّرة في لندن المعاصرة، حيث الصدق والوفاء أصبحتا من الفضائل البالية، واستُبدلتا بأخلاق جديدة قوامها النجاح والشهرة، هي حكاية تهاوي عائلة برجوازية، مؤلفة من: بينولوبي كروز، رالف فاينز، كريستن سكوت ثوماس، إيان هولم، وبن شابلن. يُذكر أن أحد منتجي الفيلم هو التونسي طارق بن عمّار.

* لجان التحكيم

عندما أختير أمير كوستاريزا (وُلد في البوسنة عام 1954) للمرّة الأولى للمشاركة في كان في عام 1985، فاز بالسعفة الذهبية عن فيلم «عندما كان أب بعيدًا للعمل»، عاد في عام 1989 بفيلم «زمن الغجر»، وحاز على جائزة أفضل مخرج، في عام 1995، خطف السفة الذهبية عن فيلم «تحت الأرض»، وانضم إلى المجموعة القليلة من المخرجين الذين حصلوا على السعفة الذهبية مرّتين.

بعد نجاح فيلمه الأخير «الحياة معجزة» في عام 2004، قَبل كوستاريزا رئاسة لجنة تحكيم هذه السنة. هو الذي قال ذات مرّة: «لقد وُلدت عدّة مرّات، ومتأكّد تماماً أن إحداها كانت في مهرجان كان».

بقيّة أعضاء لجنة التحكيم تتألّف من: توني موريسون (كاتبة، الولايات المتحدة)، نانديتا داس (ممثلة، الهند)، سلمى حايك (ممثلة، المكسيك)، آغنيس فاردا (مخرجة، فرنسا)، جون وو (مخرج، الصين)، فاتح آكن (مخرج، ألمانيا)، خافيير بادم (ممثل، إسبانيا)، بنوا جاكو (مخرج، فرنسا).

... والإيراني عباس كياروستامي رئيساً لجائزة «الكاميرا الذهبية»

في عام 1992 جاء عباس كياروستمي (وُلد في طهران 1940) للمرّة الأولى إلى كان بفيلم «وتستمر الحياة» في قسم «نظرة ما». في عام 1994، جاء مع «تحت أشجار الزيتون» في المسابقة الرسمية.

وفي عام 1997، أتى مع «طعم الكرز»؛ وحاز على السعفة الذهبية. ابن كان المدلّل عرض فيلم «عشرة» في عام 2002، و فيلم «عشرة على عشرة» و«خمسة» في عام 2004، وبينهما «إيه بي سي أفريقيا». عباس يوازن بين الطريقة التسجيلية، وأسلوب السرد القصصي في أفلامه، وقد ساهم بشكلٍ أساسي في تقديم السينما الإيرانية إلى العالم.

... والأميركي الكساندر باين رئيساً لقسم «نظرة ما»

يُعتبر قسم «نظرة ما» من أهم أقسام المسابقات الرسمية في كان، وقد تم اختيار المخرج الأميركي الكساندر باين رئيساً للجنة التحكيم.

بقية أعضاء لجنة التحكيم تتألّف من: بتسي بلير (ممثلة، الولايات المتحدة)، ساندرا دين هامر (مديرة مهرجان روتردام السينمائي، هولندا)، كاتيا شابوتير (صحافية، كندا)، جنيف ويلكوم (صحافية، فرنسا)، جيل مارشاند (مخرج ومؤلّف، فرنسا)، إدواردو أتن (كاتب وناقد، الأرجنتين).

... التايواني إدوارد ياتغ رئيساً للفيلم القصير، ويسري نصرالله عضواً بعد نيكيتا ميخالكوف، ومارتن سكورسيزي، ولوك داردين، وثوماس فينتينبرغ، يرأس التايواني إدوارد يانغ ـ الذي يُعد أحد المؤسيين الرئيسيين في حركة الموجة الجديدة في تايوان- لجنة التحكيم الخاصة بـ «سيني فاونديشن» والأفلام القصيرة. حصل يانغ على جائزة أفضل مخرج من مهرجان كان عام 2000 عن فيلم «يي يي»، كما شارك في عام 2004 بفيلم «مؤمن، مؤمن».

بقيّة لجنة التحكيم تتألّف من: شانتال أكريمان (مخرجة، فرنسا)، سيلفي تيستود (ممثلة، فرنسا)، يسري نصرالله (مخرج، مصر)، كولين ماكابي (ناقدة وكاتبة، إيرلندا).

* سينمات العالم... المغرب أولاً

سينصب تركيز مهرجان كان في عام 2005 على «سينمات العالم»، إنه برنامج جديد مخصّص للتعريف ببلاد مختارة، حيث سيتم التركيز على عروض متنوّعة لإبداعها وغناها السينمائي، وقوة مواهبها الشابة، وستقدِّم البلاد المدعوة تشكيلة من الأفلام التي تعكس هويتها الثقافية وتميز تعبيرها.

هذه الدورة، سيتم الاحتفال بالدول التالية: المغرب، جنوب أفريقيا، المكسيك، بيرو، سري لانكا، والفلبين.من المغرب، سيتم عرض مجموعة من الأفلام الطويلة والقصيرة يوم السبت 14 مايو: «باديس» للمخرج محمد عبدالرحمن التازي، و«الطفل النائم» للمخرجة ياسمين قصاري، وفيلماً للمخرج جيلالي فرحاتي.

* مبادرة جديدة لتشجيع الابتكار

من جهة أخرى، سيَفتتح مهرجان كان «ايتيله المهرجان أو محترف المهرجان«، وهو عبارة عن برنامج يهدف إلى مساعدة مخرجين جدّد في تحقيق مشاريع أفلامهم .وقد عهد المهرجان إلى «سيني فونديشن أو مؤسسة السينما» تنظيم هذا البرنامج، واختيار المشاريع المقدَّمة من العالم ولفت انتباه المنتجين إليها وفق السياق الفريد للمهرجان. 18 مخرجاً تمّ اخيارهم:

فاتمير كوتشي، ألبانيا ـ ألريك فون ريبيك، ألمانيا ـ ليساندرو ألونسو، الأرجنتين - جواكيم لافوس، بلجيكا - عايدا بيجيك، البوسنة - يانج تشاو، الصين ـ سيليا جالان جولف، أسبانيا ـ ديفيد لامبرت، فرنسا ـ إيمونجا إيفانجا، الغابون ـ ناريمان تريبييف، كازاخستان ـ سوم أوك سوثيفونه، لاوس ـ جيراردو نارانجو، المكسيك ـ توفيق أبو وائل، فلسطين ـ إنسينا باز، باراجواي ـ خوسيه منديز، بيرو ـ فلاديمير بيرسيتش، صربيا، محمد صالح هارون، تشاد ـ ريان إسلينجر، الولايات المتحدة.

* ... وللأطفال حصتهم

يَفتح قصر المهرجان أبوابه إلى الجيل الصغير، وتَعتير إدراة المهرجان أن إيقاظ فضول الأطفال وتنمية ذوقهم السينمائي هو أحد أهدافها الهامة، لذلك تمّ تخصيص «عروض الأطفال». سيفتتح ميشيل أوسيلوت، مخرج فيلم «كيريكوو» الحدث في الثالث عشر من مايو في القاعة الكبرى (لوميير)، وفي قلب المنافسة بعرض محجوز للأطفال فقط.

اختار ميشيل أوسيلوت تقديم فيلمه في أوّل عرضٍ عالمي له في كان، حول حكاية مقتبسة عن «كيريكوو» مغامرات جديدة لبطل إفريقي صغير، قبل بدء عرضه التجاري في نهاية السنة، وذلك بمشاركة 2000 طفل تتراوح أعمارهم بين 8 و12 سنة.

* حفل استقبال لمهرجان دبي السينمائي

تحت رعاية الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم - الرئيس الفخري لمهرجان دبي السينمائي الدولي، يُقام حفل استقبال يوم الثلاثاء 17 مايو بين الساعة السادسة والثامنة مساءً في فندق «كارلتون بيتش»، حيث سيتم الإعلان عن الدورة الثانية من المهرجان، والذي تحدّد في الفترة ما بين 11 إلى 17 ديسمبر .

البيان الإماراتية في

11.05.2005

 
 

الدلع كاد يحرم التازي من كان

أحمد نجيم

كاتالوغ جديد للسينما المغربية في كان 

الدار البيضاء: كاد المخرج عبد الرحمن التازي أن يلغي مشاركته إلى "كان" وحضور اليوم المغربي يوم 14 مايو المقبل في قسم "سينما العالم"، إذ بعث رسالة احتجاج يعلن فيها رفضه المشاركة ضمن الوفد، وأعاد إلى المركز السينمائي المغربي تذاكر الطائرة، السبب أنه طلب من المنظمين أن يخصصوا له غرفة في أحد فنادق المدينة، غير أنه سيتراجع في الأخير عن موقفه، ومن المتوقع أن يسافر رفقة الوفد المغربي صباح اليوم الجمعة من الدار البيضاء في اتجاه مدينة نيس، ترافقه في الرحلة زوجته، التي أدخلوها ضمن خانة الممثلات.

تجدر الإشارة إلى أن عبد الرحمن التازي  يمثل المغرب بفيلم "باديس" رفقة المخرجين جيلالي فرحاتي "ذاكرة معتقلة" وياسمين قصاري "الراكد" بالإضافة إلى سبعة أفلام قصيرة. وأعلن مخرجون ومنتجون عن مشاركتهم في هذه الرحلة، إذ تحمل عبد الحي العراقي وأحمد بولان ومنتجون سينمائيون كامل نفقات الرحلة لحضور المهرجان ضمن الوفد المغربي.

وأعد المركز السينمائي كاتالوغا بالمناسبة يضم كافة الأفلام المغربية المنتجة من العام 1958 إلى العام 2005 يتضمن ملخصا عن الأفلام وبطاقة فنية وأخرى تقنية باللغات الفرنسية والإنجليزية والعربية ثم صورة من الفيلم، كما أعد المركز قائمة بأسماء المشاركين في الوفد وهواتفهم وتاريخ إقامتهم لتسهيل التواصل داخل عاصمة السينما العالمية "كان".

موقع "إيلاف" في

12.05.2005

 
 

الخليج في مهرجان كان السينمائي الدولي... (2)

رئاسة صربي لجنة التحكيم تثير الأسئلة

اتجاه السعفة الذهبية لم يتحدد بعد

كان  محمد رضا

في العام الماضي، عرج المخرج أمير كوستاريتزا الى قاعة المؤتمرات بعد عرض فيلمه الجديد “الحياة معجزة” وراح يتحدّث عن أين يقف الآن من السينما بأسرها. تحدّث في الفن عموماً وركّز على التقدّم التقني وتناول ظاهرة الأفلام الهوليوودية التي تشبه المأكولات السريعة وتساءل ما إذا كانت ستلتهم الفن السينمائي؟ كان واضحاً أن المخرج كان يفضل الحديث عن رؤاه أكثر من الحديث عن الفيلم وكان لا يزال يتحدث عن أثر الأفلام السريعة في البنى الإنسانية كلها عندما وقف صحافي فرنسي مستغلاً لحظة صمت فيها المخرج وسأله:  لماذا لم تتخذ موقفاً ضد سلوبودان ميلوسفيتش، القائد الصربي الذي أودى بيوغسلافيا الى الدمار؟ كان سؤالا مفاجئاً للمخرج الذي فكّر قليلاً ثم قال: “لا أحد كامل”.

كوستاريتزا مخرج مسلم عاش معظم حياته في البوسنة والآن يعيش بين صربيا وفرنسا. وهذا العام هو رئيس لجنة التحكيم. كان نال جائزتين من مهرجان “كان” السابق. الأول عن فيلم يمثل نقداً معاداً لفترة حكم تيتو هو “عندما ذهب والدي في رحلة عمل” (1985) والثاني عن فيلم حمل فيه على السلام الهش لدول البلطيق واكتفى بملامح حزينة عمّا يقع في يوغوسلافيا اسمه “تحت الأرض” (1995). والثاني نال السعفة الذهبية.

وفي المرّات التي تحدّث فيها كوستاريتزا عن حاله وسينماه كرّر القول إنه يعتبر نفسه يوغوسلافيا وليس صربياً او بوسنياً. لكنه كان كمن يدّعي أنه توقف عن سن العشرين في حياته ولا يزال بعد عشرين سنة فوقها يشعر ويتنفس شباباً.

وجود أمير كوستاريتزا على رأس أعضاء لجنة التحكيم لا يخوّلنا معرفة إذا ما كانت ميول المهرجان يسارية أم يمينية، محافظة أم راديكالية. متحررة وليبرالية ام كلاسيكية متعصّبة. كل ما يخبرنا به وجوده هناك هو انه سيتولى معاينة الأفلام وفريقه من المحلّفين وسيختار الفيلم الذي يعتقد انه الأفضل.

لكن هذا ما تفعله كل لجان التحكيم كل عام بصرف النظر عمن يرأسها. رغم ذلك هناك ظواهر في الدورات السابقة، وفي هذه الدورة أيضاً، تجعل المرء يتساءل عن مكمن القلب بالنسبة للمهرجان الفرنسي.

حين اندلعت ثورة العام 1968 الشبابية في فرنسا، ووجه المهرجان بمظاهرة حاشدة أدّت لتوقفه بعد أيام قليلة من بدايته. ومع أن إيقافه كان -حينها- أمراً حتمياً بصرف النظر عن طبيعة المتظاهرين، الا أن مجرد قيام المتظاهرين بتقصّد “كان” يعني أن المهرجان اعتبر جزءاً من نظام بحاجة الى تغيير.  الدلالات لم تنته بعودة المهرجان الى النشاط في العام التالي والى اليوم. وهي دلالات تثير قدراً من الحيرة خصوصاً إذا ما تعذّرت القراءة بين السطور.

عرض المهرجان، على سبيل المثال، أفلام السوفييتي المنشق أندريه تاركوفسكي، الذي يعتبره نقاد عالميون كثيرون أهم مخرج أنجبته السينما الروسية في الخمسين سنة الأخيرة. رغم ذلك لم تمنحه أي جائزة أولى.  في العام 1974 قدّم المخرج الأمريكي فرنسيس فورد كوبولا فيلمه الرائع “المحادثة”، وهو فيلم يأتي على الطرف اليسار من خط الوسط، واستقبل نقدياً بترحيب كبير. لكن السعفة الذهبية لم تذهب اليه.

والأعوام الأخيرة كلها شهدت تجاذباً بين اتجاهين يتعلّقان بالسينما الأمريكية: تعرض أفلام من إنتاج هوليوودي وأفلام أمريكية مستقلة. ومع أن هذا وحده لا يحدد أي من النوعين أفضل من الآخر، الا أن المهرجان عامل هوليوود كما لو أن السينما المستقلة او البعيدة عنها هي -بالضرورة- أفضل، حتى ولو كان الفيلم الفائز أقل قيمة فنية من الفيلم الذي لم يفز. وآخر مثال على ذلك النتيجة التي توصّل إليها سنة 2003 عندما منح الجائزة لفيلم أمريكي مستقل ضحل فنياً وغير ذي أهمية سينمائية (بكلمات أخرى فيلم لم يعش حتى ليكمل الشهر في الصالات ولا أثار اكتراث غالبية النقاد) عنوانه “فيل” وحجبها عن الفيلم الرائع “ميستيك ريفر” الذي كان أفضل عملاً من كل نواحيه بما في ذلك إخراج كلينت ايستوود له الذي هو أكثر مخرجي أمريكا العاملين اليوم انتماء لنظام هوليوود، لكنه يصنع أفلامه بحس متقدّم ونقدي وبدرجة رائعة من الحرفة السينمائية الصحيحة. في العام الماضي زادت الملاحظة حدّة عندما منح المهرجان جائزته الأولى لفيلم “فهرنهايت 11/9” وذلك في زمن حرج سياسياً. للأمريكيين بدا ذلك معارضة سياسية واضحة لسياسة بوش. للفرنسيين ولمعظم الآخرين كان ذلك انعكاساً للموقف الفرنسي الرسمي من سياسة واشنطن الخارجية. بالنسبة للناقد الذي يلغي من باله اليسار واليمين أولاً ويضع قيمة الفيلم مكانهما، لم يكن الفيلم يستحق السعفة الذهبية بصرف النظر عن موقفه السياسي.

معارضة

في العام الماضي زادت الملاحظة حدّة عندما منح المهرجان جائزته الأولى لفيلم “فهرنهايت 11/9” وذلك في زمن حرج سياسياً. للأمريكيين بدا ذلك معارضة سياسية واضحة لسياسة بوش.

الخليج الإماراتية في

12.05.2005

 
 

انطلاقة مهرجان "كان" 58 بفيلم فرنسي مثير ومشوق أداء وإخراجا وتمثيلا

من صلاح هاشم موفد "إيلاف" الي كان

افتتح مهرجان "كان" السينمائي الدولي الثامن والخمسون أعماله مساء الأربعاء 11 مايو بحفل بسيط, وبحضور كوكبة من نجوم السينما الفرنسية والعالمية, ثم عرض فيلم "ليمينج"  الفرنسي المشارك في المسابقة الرسمية, اخراج دومينيك مول, وبطولة البريطانية شارلوت رامبلينج وشارلوت جانسبورج ولوران لوكاس, وهو فيلم غريب ومثير وشيق, اداء واخراجا وتمثيلا, وسنعود إليه لاحقا.ويستمر المهرجان, الذي يعتبر أهم حدث إعلامي دولي بعد الدورة الاوليمبية, ونهائيات كأس العالم في كرة القدم, ويستقطب إليه أكثر من 4 آلاف صحفي ومصور كل عام, ومئات المحطات التلفزيونية العالمية, يستمر بأفلامه وأحداثه حتى 22 مايو. ويترأس لجنة التحكيم المخرج الصربي المسلم أمير كوستوريكا( من مواليد البوسنة ) الذي فاز من قبل مرتين بجائزة السعفة الذهبية للمهرجان, مرة بفيلم " بابا في رحلة عمل " ومرة ثانية بفيلم " أندرجراوند "..

ويمثل كوستوريكا «أمير" سينما البلقان ", حلقة الوصل" بين مهرجان العام الماضي ومهرجان هذا العام, إذ كان أمير حضر إلي " كان " 57, وشارك بفيلمه الرائع " الحياة معجزة ", لكنه لم يفز بشيء, غير أن حضوره هذا العام في الدورة 58, وترأسه للجنة التحكيم, ربما كان يعني حرص إدارة " كان " ورئيسه جيل جاكوب   علي استمرارية دعم المهرجان ل " سينما المؤلف " , التي توظف السينما, خارج دائرة التيار الهوليوودي التجاري المهيمن السائد, لاستكشاف أزمات عصرنا, وتجعلها أداة تفكير في مشاكل الواقع, وترتفع بها من مستوي التسلية والترفيه ودغدغة الحواس , إلي مستوي التفكير والتأمل الفلسفي العميق, وتمتعنا وتثقفنا في آن..

"كان" 58 مولّد " طاقة " سينمائية خلاقة

ذلك أن المهرجان كما يلخصه الرئيس جيل جاكوب في كلمتين, هو عبارة عن مولد ومحرك ل" طاقة " سينمائية خلاقة متجددة ENERGY تتفجر في " كان " كل عام بألوان البهجة والابتكار والفرح, وتنطلق متدحرجة, كي تعلن عن مجد وعظمة هذا الفن, وتجدد حلم السينما, مثل "أحلام " المخرج الياباني العظيم أكيرا كيروساوا, حلمها في عالم أفضل, أكثر عدالة وإنسانية وتسامحا, وضد الظلم وقهر الإنسان في كل مكان. ويضيف جيل جاكوب الذي التقيناه في حوار طويل ل" إيلاف" ينشر لاحقا, يضيف قائلا: " أن السينما تطرح تساؤلات الوجود ألكبري, وتقول لنا بأفلامها وابتكاراتها وأحلامها, من إبداع المخيلة الإنسانية, إن كانت الحياة جديرة حقا بأن تعاش, وتجدد فينا الأمل.وسينما المؤلف بالذات, CINEMA D AUTEUR أي السينما التي يصنعها المخرج الفنان, مثل الصربي أمير كوستوريكا, رئيس لجنة التحكيم, أو الألماني فيم فندرز, أو التايواني هو سين, أو الأمريكي جيم جامروش, وغيرهم, بدءا من كتابة السيناريو وحتى الميزانسين, وإدارة الممثلين والإشراف علي المونتاج النهائي للفيلم, هي التي وضعت, من عند الأمريكي جون فورد, والألماني فريتز لانج, والبريطاني هتشكوك, والياباني ميتزوجوشي, والإيطالي فيلليني, وضعت السينما في مصاف الفنون الكبيرة, مثل الكتابة والأدب, والرسم والتشكيل, أي جعلتها فنا مستقلا ومحترما وشامخا, بعدما أخرجت السينما من دائرة "المسرح المصور" , وعروض الملاهي والموالد, وابتكرت لها " لغة " جديدة..

لجنة التحكيم الرسمية وأفلام المسابقة

ويشارك في لجنة تحكيم المهرجان التي يترأسها أمير كوستوريكا , الروائية الأمريكية طوني موريسون الحاصلة علي جائزة نوبل في الأدب, والمخرج الألماني فاتح آكن, والممثل الأسباني خافير بارديم, والمخرج الفرنسي بونوا جاكو, والممثلة الهندية مانديتا داس, والمخرجة الفرنسية أنياس فاردا, والمخرج الصيني من هونج كونج جون وو, والممثلة المكسيكية سلمي حايك..

وتشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان الأفلام التالية:

*فيلمA HISTORY OF VIOLENCE لدافيد كرونبرج. كندا

*فيلمBASHING لماساهيرو كوباياشي. اليابان

*فيلمBATTALLA EN EL CIELO لكارلوس ريجاداس. أسبانيا

*فيلمBROKEN FLOWERS لجيم جامروش.أمريكا

*فيلمCACHE لمايكل هانكه. النمسا

*فيلمDONT COME KNOCKIN لفيم فندرز. المانيا

*فيلمELECTION لجوني تو.

*فيلمL ENFANT لجان بيير ولوك داردن. بلجيكا

*فيلمFREE ZONE لآموس جيتاي. اسرائيل

*فيلمKILOMETRE ZERO لهينر سليم. العراق

*فيلمLAST DAYS لجوس فان سانت.أمريكا

*فيلمMANDERLAY للارس فون تريير. الدانمارك

*فيلمPEINDRE OU FAIRE L AMOUR لأرنو وجان ماري لاريو.فرنسا

*فيلمSHANGAHAI DREAMS لوانج اكسوشوا. الصين

*فيلم SIN CITY لفرانك ميلر وروبرت رودريجيز.أمريكا

*فيلمTHREE TIMESلهو سياو سين. تايوان

*فيلمTROIS ENTERREMENTSلتومي لي جونز.امريكا

*فيلمUNE FOIS QUE TU ES NE لماركو توليو جيوردانا.ايطاليا

*فيلمWHERE THE TRUTH LIES لاتوم اجويان.كندا

وتعرض الأفلام التالية خارج المسابقة:

*فيلمJOYEUX NOEL لكريستيان كارون

*فيلمMATCH POINT لوودي آلان

*فيلمSTAR WARS.EPISODE 3 لجورج لوكاش

وتعرض الأفلام التالية أيضا في "عروض منتصف الليل " :

*فيلمA BETTER SWEET LIFE لكيم جيوون

*فيلمKISS KISS BANG BANG لشان بلاك

*فيلمMIDNIGHT MOVIES لستيوارت صامويل

كما يعرض الفيلم التالي في حفل الختام, بعد توزيع الجوائز

*فيلمCHROMOPHOBIA لمارتا فينيس

بالإضافة إلي الأفلام التالية التي يعرضها المهرجان في قسم "عروض خاصة " :

*فيلمLES ARTISTES DU THEATRE BRULE لريتي بان

*فيلمC EST PAS TOUT A FAIT LA VIE
DONT JAVAIS REVE
لميشيل بيكولي

*فيلمCINDY لبرتراند بونيللو

*فيلمCROSSING THE BRIDGE لفاتح آكن

*فيلمPOUR UN SEUL DE MES DEUX YEUX لآفي مغربي

*فيلمPRINCESS RACCOON لسيجون سوزوكي

فيلمTHE POWER OF NIGHTMARES لآلان كيرتس

ويعرض المهرجان في قسم " كل سينمات العالم ", وهو قسم جديد استحث هذا العام " كان " 58, يعرض في اليوم المخصص للسينما المغربية ثلاثة أفلام هي: " باديس " لعبد الرحمن تازي و" الذاكرة المعتقلة " لجيلالي فرحاتي, و" الطفل النائم " لياسمين قصاري, كما يشارك لبنان لأول مرة في مهرجان " كان " 58 بجناح في القرية الدولية, من إعداد " مؤسسة سينما لبنان ", وبمشاركة وزارة السياحة اللبنانية, وتشارك مصر بجناح ل" صندوق التنمية الثقافية " في سوق الفيلم, وربما تعرض بعض الأفلام المصرية في السوق, كما يمثل السينما المصرية المخرج يسري نصر الله " باب الشمس ", الذي يشارك في لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير في المهرجان. وسنتوقف عند أهم وأبرز أفلام وأحداث "كان" السينمائي 58 في رسائل ل" إيلاف" من قلب المهرجان الدولي الكبير, والحدث الإعلامي الثقافي الأول الآن في فرنسا والعالم..

موقع "إيلاف" في

12.05.2005

 
 

كيلومتر صفر للكردي سالم هينر

قصي صالح الدرويش من كان

دخل مهرجان كان السينمائي الثامن والخمسون في حمأة أحداثه أو في قمة حرارته بعرض فيلم وودي آلان "نقطة مرجّحة" بالإضافة إلى برمجة الفيلم الأميركي الآخر "الأيام الأخيرة" لجاس فان سانتGus Van Saint  في العرض المسائي للصحافيين والذي يسبق عرضه الرسمي بيوم، وبوجود فيلمين لمخرجين كبيرين أولهما يرفض أن يشارك في أي عملية تنافس، حيث تعرض أفلامه كمجوهرات أو كتحف خاصة، والثاني كان مفاجأة المهرجان قبل عامين حين فاز فيلمه «الفيل» بجائزة السعفة الذهبية. وكان جمهور المهرجان قد شاهد وباهتمام الفيلم الكردي ـ الفرنسي "كيلومتر صفر» للمخرج هينر سالم ، ويتحدث فيه عن معاناة الأكراد في عهد صدام حسين، حيث يروي قصة الشاب أكرو الذي يحلم بالسفر إلى أوروبا بعيداً عن القمع اليومي للجيش العراقي وللعرب العراقيين، الذي يلون حياته وحياة الأكراد بالمرارة، لكن زوجته الجميلة سلمى ترفض هذه الفكرة، لأنها لا تستطيع أن تتخلى عن والدها العجوز المريض الذي لا يستطيع أن يغادر فراشه.

يبدأ الفيلم في فرنسا حيث يوجد البطل في سيارة، تتحدث إذاعتها عن العراق ناقلة عن إحدى الشخصيات نقده للانتقادات التي تتحدث عن الدور الأميركي في العراق، قائلة : المسألة ليست إننا نريد الولايات المتحدة، ولكن هل حاولت أوروبا والدول الأوروبية تحرير العراق من نظام صدام حسين؟ ثم تنتقل الكاميرا إلى العراق، إلى ما قبل عملية تدمير حلبجة وقتل أبنائها. ففي شباط(فبراير) 1988 ووسط الحرب الإيرانية العراقية يقدم الفيلم نماذج من المعاملة السوريالية التي يقوم بها الضباط العرب العراقيون مع الأكراد والقرى الكردية، حيث لا يوفرون أي طريقة في إهانتهم، وضربهم، وقتلهم وبشكل عنيف وعنصري وغبي بالطبع. النماذج التي يقدمها الفيلم وعلى فظاعتها تبدو  اريكاتيرية؛ إذ إنها تخرج عن أي منطق سوى منطق العبث والجنون والظلم طبعا. ومن بين هذه النماذج نتعرف الى الشاب أكرو الذي ينجو من الموت، من دون أن ينجو من الإهانات المتكررة التي لا يجد أي تعليق عليها سوى «شكراً سيدي» وهو يخاطب الضابط العربي الذي يهينه. ومع فشل محاولاته المتكررة لإقناع زوجته بالسفر وترك والدها يواجه مصيره وحيدا، يجد نفسه مساقا إلى الجندية، إلى الجبهة الجنوبية بالقرب من البصرة، وهناك لا تختلف معاناته فالعنصرية والإهانات موجودة ومستمرة دائما معه ومع زملائه الأكراد المجندين في حرب تبدو عبثية، وخصوصا صديقيه الكرديين سامي وعدنان. وتختلط السوريالية بالكاريكاتيرية في المشاهد التي تتوالى ومن بينها رفض سامي الجري مع العسكر تنفيذا للأوامر، لأنهم سيعودون  من حيث بدأوا. أو حين ينحني أكرو في الخندق حين تشتد المعارك ويرفع رجله في الهواء لكي تصاب، ويحصل بذلك على تسريح طبي من الجيش• لكن همومه تتوقف فجأة حين يتلقى أمرا بمرافقة جثمان شهيد إلى أهله فينطلق مع سائق سيارة عربي وعلى ظهر السيارة الجثمان في رحلة غرائبية، تجمع بين الحرية بعيدا عن المعسكر والقيود التي تفرضها العسكريتارية على امتداد الحواجز التي تقفل، وتفتح طرق البلاد. في هذه الرحلة تتوازى وتتداخل علاقات أكرو سواء بين حريته المشروطة بتنفيذ مهمته والعودة خلال ثلاثة أيام، أو بينه وبين شريك رحلته السائق العربي الذي يكره الأكراد، أو بين زيه العسكري الذي لا يطيقه وبين مشاعر الغضب والكره والرغبة في التمرد، أو بينه وبين الجثمان الذي يرافقه وعدم الرغبة في إزعاج الأطفال (ربما أطفال الميت) الذين يلعبون في ساحة منزلهم، أو بين تعلقه بحلم السفر إلى أوروبا مع زوجته الجميلة وارتباطها المقيد بأبيها المريض. في سلسلة المتوازيات هذه يدور في فضاء لا نهاية له، متقاطعاً  أكثر من  مرة مع شاحنة كبيرة تحمل تمثالا ضخماً لصدام حسين. في هذا الفضاء حيث يتبادل مع سائق السيارة الكره المخبأ قبل أن يعلن عن نفسه في نقاش قصير محتدم، يتحول إلى عراك حياة أو موت قبل أن ينتهي إلى نوع من الهدوء والجدل؛ حيث يختبئ كل طرف منهما وراء قناعته الأولى. الحقيقة أن هذه الرحلة الواقعية ـ السوريالية كان يمكن أن تكون موضوعاً وإطاراً لتحفة فنية متميزة، لولا أن المخرج ظل أسير نظرة ضيقة حولت موقفه المعادي للعنصرية ضد الأكراد إلى موقف عنصري ضد العرب؛ فالعلاقة بين الجندي الكردي البائس والمتذمر وذلك السائق البائس بدوره والمتذمر كذلك من طبيعة وظروف الحياة كان يمكن أن تتحول من علاقة صراعية ميكانيكية إلى علاقة جدلية، يتحرر فيها كل منهما من ظروفه المركبة ليعود إلى وضعه الإنساني بكل الصفاء المتميز به، وهو ما كدنا نراه فعلا حين سأل السائق الجندي إذا كان عنده أولاد فآراه بطيبة وفخر صورة أولاده، وسأل الجندي بدوره السائق إن كان عنده أولاد فأراه صورة أولاده قبل أن يطلب منه عدم مشاهدة صورة زوجته لأن هذا لا يجوز. للأسف الشديد، هذه العلاقة لم تتطور في هذا الإطار مع أن كلا منهما محكوم بهمه وبحصار الحياة القاسي الذي لا يفرق بين عربي وكردي• فقد انتهت الرحلة بهروب السائق العربي بسيارته بعدما أنزلا الجثمان منها، بينما ظل أكرو يتخبط غضبا بالعلم العراقي، قبل أن يصل إلى قرار الهروب والعودة إلى منطقة قريبة من قريته، إلى قرية مهجورة بعد أن ضربتها الطائرات، ويقرر أن يستقر في هذه القرية بعد أن طلب من أحد معطوبي الحرب أن يذهب إلى قريته وأن يقتل والد زوجته مقابل ألف دينار، وأن يحضر له زوجته وابنه لكنه يفاجأ بالرجل يعود مع الزوجة والابن ومع والدها أيضا الذي حمل على سريره الذي ينام عليه• بين مشاعر الحب والجنس التي تشتغل بينه وبين زوجته الجميلة، وبين الحرية وشبه العزلة التي يجد نفسه فيها يقضي أكرو لحظات جميلة قبل أن تتكسر على ضرب القنابل التي تسقطها الطائرات العراقية على القرية. وقبل أن نجدهما أخيرا في باريس ومن وراء نافذة غرفة صغيرة تطل على الأسطح، غرفة يعبران فيها عن يأسهما الذي يتلخص بأن الماضي والحاضر بائسان وأنه ليس أمامهما مستقبل، قبل أن يعلن هذا المستقبل عن نفسه في نشرة الأخبار باسقاط نظام صدام حسين ما جعلهما يصرخان من النافذة وهما يكادان يطيران فرحاً، لقد أصبحنا أحراراً. المشكلة في الفيلم ليس أنه ركز الكاميرا على معاناة الأكراد، فقد كانت معاناة كبيرة بالتأكيد ولكن على تصوير المسألة بأنها قضية عنصرية، لا تقتصر على السلطة الحاكمة وضباط الجيش فقط، بل تشمل كل العرب العراقيين، وهو ما جعل المشاهد المبنية على منطق كاريكاتيري تبدو كأنها تعميم ميكانيكي يفتقد إلى الذكاء والدقة وبالتالي إلى الواقعية. والدليل على ذلك ما آلت إليه الأمور السياسية في العراق منذ ذلك الوقت، حيث انتخب للعراق رئيس كردي وحيث الأكراد ممثلون بقوة في الحكومة، وحيث تبدو علاقاتهم مع الأحزاب والقوى القائمة جيدة وجيدة جداً، على الرغم من بعض الإصرارات الكردية التي تبدو متطرفة نسبيا في نظر الآخرين. والحقيقة أنه بغض النظر عن هذا التناغم والتعايش السياسي ـ البشري، فإن المنظار الذي وضع فيه المخرج العلاقة الثنائية بين الجندي الكردي والسائق العربي هو منظار عنصري في النهاية، وكونه ينتقد عنصرية سابقة أو أخرى فإن ذلك لا يبرر عنصريته. من الناحية الفنية في الفيلم لقطات جميلة جداً لكن المخرج لم ينجح في إيصال رحلته إلى مستوى العمق الفلسفي الذي رأيناه في فيلم الإيراني عباس كياروستامي قبل سنوات، كما أن بداية الفيلم في فرنسا ونهايته الخطابية فيها قد أساء إلى المسار الدرامي والسياق الفني للفيلم دون أن يقدم سوى معلومات معروفة جدا ولا أهمية درامية لها. ما عدا ذلك كان التصوير جميلا وإيقاع التمثيل ممتازاً بإستثناء أن الممثلة التي أدت دور سلمى كانت تبدو مقطوعة عن العالم الذي تعيش فيه وكان أداؤها مصطنعا نسبياً على الرغم من جمالها الآخاذ. أما الممثل الذي أدى دور أكرو البطل فقد كان قوياً ومقنعاً وأثبت أنه ممثل من الطراز الأول الذي يسمح له بالتطلع إلى جائزة التمثيل• الاهتمام الذي أولاه جمهور النقاد للفيلم، لم ينته بالتصفيق المعتاد، وهذا يعني أنه كان لدى غالبية المشاهدين ملاحظات وعدم اقتناع كامل بأن عدالة القضية الكردية تسمح بالتصفيق لغزو  العراق.

موقع "إيلاف" في

12.05.2005

 
 

أول فيلم عراقي يخوض المسابقة في مهرجان كان

كان من مايك كوليت وايت 

كان (فرنسا) (رويترز) - احتاج المخرج الكردي العراقي هينر سليم الى تمثال لصدام حسين ليظهر في فيلمه لعام 2005 (الكيلومتر صفر).

ولم يوافق أي كردي على ان يصنع له التمثال ولذا فقد أقنع سليم في النهاية مَثالا عربيا بالسفر الى الشمال الكردي. وكانت المشكلة الوحيدة هي ان السلطات الكردية عندما اكتشفت تمثال الزعيم المخلوع وضعت الفنان في السجن.

وحاصرت مثل هذه المشاكل العملية أول فيلم عراقي يُعرض في المسابقة بمهرجان كان السنوي للافلام بما يعبر عن احد الموضوعات الرئيسية للفيلم وهو التوتر بين العرب والاكراد في العراق.

وقال سليم اليوم الخميس ان فيلم (الكيلومتر صفر) الذي تدور أحداثه قرب نهاية الحرب العراقية الايرانية في عام 1988 ليس فيلما سياسيا لكن تصويره لصدام والنظام الذي قمع الاكراد بوحشية والانقسامات العرقية الحالية في العراق تجعل منه فيلما متعلقا بالأحداث الجارية.

وقال سليم ان اسم (الكيلومتر صفر) "يشير الى حقيقة اننا ما زلنا في نفس المكان... فالعراق أُنشئ منذ نحو 80 عاما ولم تتخذ البلاد خطوة واحدة الى الامام."

وتتابع القصة الشاب اكو الذي اعتقلته القوات العراقية في قريته الكردية وساقته الى الجنوب حيث أُرغم على قتال الايرانيين.

ويحاول في الجبهة ان يعرض نفسه للاصابة بجرح صغير يكون بمثابة بطاقة عودة الى السلامة وتصدر له الأوامر باعادة جثة جندي الى عائلته في الشمال.

ومن خلال علاقة اكو بسائق عربي يستكشف سليم الكراهية والافكار الخاطئة التى تسود بين المجموعتين العرقيتين الرئيستين بالعراق والتي اججها صدام حسين خلال فترة حكمه.

وقال سليم الذي فر من العراق وهو في السابعة عشرة من عمره وعاد ليعمل هذا الفيلم "عندما سقط صدام حسين بكيت فرحا لرؤيتي مقدار سعادة الناس."

ويصل الفيلم الذي يتسم بالقتامة بوجه عام عن الحياة والموت وسط جحيم شمولي تحت نار شمس محرقة الى نهاية ايجابية عندما يحتفل اكو وزوجته التي هربت الى باريس بأنباء هزيمة صدام في عام 2003.

لكن حتى ذلك يشوبه تطور غير متوقع. فالمشاهد الختامية تحتوي على سطر مكتوب يقول "ماضينا كان سيئا وحاضرنا مأساوي لكن لحُسن الحظ ليس لنا مستقبل "

وقال سليم للصحفيين "الجزء الأخير من الحوار في الفيلم هو شىء كان جدي يردده وأعتقد انه ما زال صالحا جدا اليوم."

وأضاف انه سيكون من الصعب بناء عراق يعيش فيه العرب والاكراد والسنة والشيعة معا في سعادة لاسيما ان هذا ليس في مصلحة كل البلدان "وبدون ذلك ما علينا إلا ان ننتظر صدام حسين آخر".

وشعر الأكراد طويلا بالمرارة تجاه المعاملة التي لاقوها على أيدي العرب ويريدون المزيد من الاستقلال الذاتي الى الاستفادة من الثروة النفطية الضخمة في شمال البلاد.

وبعد البهجة التي أحاطت بسقوط صدام حسين سعى الاكراد الى شق طريقهم سياسيا في العراق مع ان العنف لم يستثن الشمال.

وعلى الرغم من الجو الكئيب للفيلم فقد استخدم سليم الفكاهة السوداء مثل المشهد الذي يقود فيه اكو سيارة الأجرة التي تحمل نعش الجندي قريبا جدا من قرية أخرى.

وعندما ترى امرأة ثكلى النعش ترفض ان تصدق ان الرجل الذي قتل في المعركة ليس زوجها.

وقال سليم "هذا الحس الفكاهي ساعدنا على البقاء."

وفيلم (الكيلومتر صفر) هو ثاني فيلم يصور في شمال العراق منذ انتهاء حرب 2003. وكان الفيلم الاول (السلاحف يمكن ان تطير) من اخراج الايراني بهمان غوبادي.

وكالة رويتر في

13.05.2005

 
 

فيلم وودي ألن: البطل يصعد إجتماعيًا على حساب الأبرياء

البطل يصعد اجتماعيا على حساب الأبرياء يدفعون الثمن دائما

إبراهيم مصطفى من كان

للمرة الثامنة يشارك وودي آلن في مهرجان "كان" بدءاً من "مانهاتن" في العام 1979. وللمرة السابعة يصر وودي آلن على أن يعرض فيلمه خارج المسابقة، ربما يحتاج الأمر، كما هي الحال في معظم أفلام هذا النيويوركي الشاب دائما، إلى محلل نفسي لمعرفة سبب هذا الإرصار على عدم خوض المباراة. لكن هذا حقه بالتأكيد. الفارق هذه المرة هو أنه لو شارك في المسابقة، كان من شأنه أن يخرج بجائزة أو أكثر؛ إذ إن فيلمه الجديد، الذي عرض صبيحة ثاني أيام المهرجان ينتمي إلى سينما متميزة. وسيكون من الظلم لآلن أن نقول إن الفيلم متميز لأنه يخرج عن سياق الأفلام التي يحققها منذ سنوات عديدة، وتكاد تبدو كلها، للوهلة الأولى، متشابهة، لا تخلو من ثرثرة، ومفتعلة بعض الشيء. وذلك لأن آلن عرف،  حتى في هذه الأفلام الثانوية كيف يركّب ويعيد تركيب عناصر متشابهة ليطلع دائما بنتيجة مختلفة تحمل بصماته اللغوية• أما هذه المرة فالأمر مختلف، حتى إن كان عنوان الفيلم "ضربة المباراة"، يضعنا مباشرة داخل السينما المعهودة لوودي آلن. والأمر مختلف خاصة لأن هذا المخرج ـ الكاتب، بارح نيويورك ليحط رحاله في لندن حيث تدور أحداث فيلمه... لكنه بارح أيضا عوالمه السيكولوجية المستقاة عادة من تشيكوف وسترندبرغ وإنغمار برغمان؛ لينظر صوب الروسي فيدور دستوفسكي. لكن ما نحن في صدده هنا هو دوستويفسكي وقد «نقّح» من قبل هنري جيمس. ولنوضح، كي لا يبدو هذا الكلام لعبة كلمات متقاطعة: اعتاد وودي آلن أن تكون مراجعه السينمائية أدبية. أما إذا اقترب من مراجع سينمائية فإنه يقترب من سينمائيين كان الأدب مرجعهم بدورهم (لدى الحديث مثلا عن إنغمار برغمان يقفز إلى الذهن تشيكوف وإبسن وسترندبرغ، من كبار أدباء المسرح). وهو يقترب عادة من كتاب يسبرون دواخل شخصياتهم من منطلق الذهان المرضي. أما هنا فإن هذا الذهان يذهب إلى المستوى الثاني من الأهمية، كما عند هنري جيمس، لاسيما في رواياته التي تعالج الصدمة بين أميركا وأوروبا، على المستوى السلوكي والأخلاقي، وإلى حد ما كما لدى دوستويفسكي حين يتوغل في شخصياته وعواطفهم بحثا عن خلاص لهم، لا بحثا عن شفاء من الذهان. وهذا ما يسم، بالدرجة الأولى عالم «ضربة المباراة»، حتى إن كنا ـ دائما في مجال الحديث عن المرجعيات ـ نجدنا للحظة نفكر بمبدأ الصدفة، لا كما بُحث علميا، ولكن كما عبر عنه بول توماس أندرسون في فيلمه الشيق «ماغنوليان». غير أن وودي آلن لا يستخدم مبدأ الصدفة هنا إلا كي يقلبه رأسا على عقب في لعبة تضييع متعمد للخيوط، بحيث يترك متفرجه حابسا أنفاسه حتى اللحظات الأخيرة. الإيقاع المدهش

يبدأ «ضربة المباراة» تقريبا، بطابة تنس تتوقف فجأة فوق حافة الشبكة ليخبرنا صوت (وودي آلن) أن السر كله هنا. فإذا جعلت الصدفة الطابة تقع في هذه الناحية، خسر لاعبها المباراة، أما إذا وقعت في الناحية الثانية فإنه سوف يربحها• لاحقا، آخر الفيلم تقريبا، ثمة خاتم زواج يرميه القاتل نحو النهر للتخلص منه، خوف أن يكون دليل اتهام ضدة• يسير الخاتم ببطء ثم يصطدم بحافة سياج النهر ليرتمي في الناحية الغربية، ما يفترض أن الصدفة لعبت ضد القاتل، تبعا للمبدأ المذكور، غير أن الأمور سوف تجري في اتجاه آخر تماما. وطبعا لن نقول كيف كليلا نفسد على المتفرج لذة متابعة هذا الفيلم. ومع هذا لابد من الإشارة إلى أن وودي آلن لم ينتظر تلك النهاية كي يعطي متفرجه فيلما كبيرا يجد هذا لذة كبيرة ـ وربما مرارة أكبر ـ في متابعته، بل صاغه بشكل جيد، بل ـ ويا للعجب ـ بلغة سينمائية ذات نمط كلاسيكي يكاد يشبه، ولا ننسينّ إننا هنا في لندن، أسلوب السينما البريطانية الحرة في الستينات. فالكتابة هنا محكمة والإيقاع مضبوط إلى درجة مدهشة. وهذا الإيقاع مرسوم تماما على وتيرة الصعود الاجتماعي لبطل الفيلم، كريس، مدرب كرة المضرب الإيرلندي الشاب الذي يلتحق للعمل في ناد لندني للطبقة الراقية، ليبدأ هناك لعبة الصعود. منذ البداية لن تفوتنا انتهازية كريس وتعمده الوصول إلى الطبقة الأرستقراطية ليصبح واحدا منها. ولكننا في الوقت نفسه نُهيّأ من قبل وودي آلن ـ الذي لا يمثل في هذا الفيلم ـ لتوقع بعض ما يحدث؛ إذ إننا، في لقطة مبكرة وذات دلالة، نرى كريس يقرأ «الجريمة والعقاب» لدوستويفسكي، قبل أن ينتقل إلى كتاب يشرح أعمال دوستويفسكي ويحللها. هكذا يضعنا آلن مباشرة داخل أخلاقية كريس، وداخل دنوه من الكاتب الروسي الكبير. لكنه، بعد ذلك، ينسينا هذا كله ـ حتى إن كانت شخصية كلوي، ابنة العائلة الثرية التي سيتزوجها كريس مستقاة مباشرة من «أبله» دوستويفسكي، مثلها في هذا مثل الشخصية النسائية الثانية نولا رايس (الرائعة سكارليت جوهانسون) ـ. غير أن هذا يبدو هنا اكسسواريا• ذلك أن وودي آلن، إذ يجعل الفاتنة نولا رايس، أميركية تسعى في أوروبا (بريطانيا) للحصول على فرصتها، كممثلة، يضعنا مباشرة في أجواء هنري جيمس التي أشرنا إليها (كما، مثلا، في رواية «الكأس الذهبية»). ولكن هنا أيضا يرسم وودي آلن خيوطا ليضيع متفرجه فيها• لأن آلن إذ يستوعب عوالم الآخرين، يصبح همه في نهاية الأمر أن يدمج هذا كله في عالمه الخاص.

الأوبرا موسيقى تصويرية

بالنسبة إلى عالم وودي آلن الخاص، لابد أن نذكر أننا ننتظر ساعة ونصف الساعة قبل أن نطلق أول ضحكة مجلجلة جديرة بسينماه• ولكننا ـ ولن تقول هنا كيف ولماذا ـ سرعان ما سنكتشف أن ما ضحكنا من أجله كان بدوره خاطئاً، لأن آلن يعود بسرعة إلى مبدأ الصدفة وما هو ضدها ليتابع مسيرة فيلمه: مسيرة صعود بطله على حساب الآخرين. وهذا يتيح لآلن أن يرمي بين الفينة والفينة واحدة من عباراته المرتبطة مباشرة بما يحدث في العالم من حولنا، منها مثلا حين يقول كريس لشبح السيدة العجوز التي قتلها، لمجرد أن يصبح قتله لعشيقته، نولا، مبررا إن «هناك دائما أبرياء يُقتلون في سبيل القضايا الكبر» وهي منهم. والحال أن قتل كريس السيدة العجوز في محاكاة تامة لمقتل العجوز في «الجريمة والعقاب» لدوستويفسكي، هو محور أساسي في الفيلم، حتى إن كنا نعرف أن كريس لم يخطط لهذا. كان كل ما يريده كريس، هو «إنقاذ حياته العائلية» وبالتالي «صعوده الاجتماعي»، الذي بات الآن مهددا من عشيقته نولا، وعشيقته هذه هي الخطيبة السابقة لتوم الذي عن طريقه تسلل إلى عائلة هيولين الثرية ليتزوج ابنتها. وواضح منذ البداية أن كريس لم يحب كلوي، شقيقة توم. كما أنه واضح عدم حبه للأوبرا، ومع هذا كانت الأوبرا طريقه إلى وسط العائلة الغنية. ومن هنا استخدم وودي آلن في الفيلم مقاطع أوبرالية شديدة الدلالة، بدلا من الموسيقى التصويرية. فكنا في لحظات الحب المفعم نستمع إلى مقاطع من «أكسير الحب» لدونينريتي، ثم إلى مقطع من «لاترافياتا» لفردي. وحين تبدأ الأمور في التأزم نستمع إلى مقطع من «ويليام تل» لروسيني، وحين يسعى كريس إلى القتل كطريقة وحيدة لإنقاذ نفسه، نجدنا أمام أوبرا «ماكبث» لفردي.. وهكذا.

تجديد الشباب

من كل هذه العناصر، في اختصار شديد، صنع وودي آلن فيلمه هذا، مستعيدا فيه عالم سينماه الكبيرة، مؤكدا شبابا وتجديدا لا بأس من وصفه بأنه كلاسيكي، ولكن  دون أن يتخلى عن حواراته الحادة وتأكيداته حول الطابع المخادع للسلوك الإنساني. ويقينا أن هذا كله سوف يعيد إلى وودي آلن اهتمام جمهوره به، ناهيك عن جمهور جديد، من المؤكد سوف تجتذبه حيوية هذا الفيلم المتجددة : حيوية تنسب «ضربة المباراة» إلى نوع من كلاسيكية ـ ما ـ بعد ـ الحداثة• وطبعا، حتى دون أن ضطر صاحب «آني هال» و"مانهاتن» و»حنة وأخواتها» للاعتماد على الصحافة الفرنسية، التي، بعدما ساندته طوال القسم الأكبر من مساره السينمائي، تبدو اليوم معادية له بعض الشيء؛ إذ عبثا تبحث في المجلات، التي أصدرت أعدادا خاصة حول دورة «كان» لهذا العام، عن مقال عن وودي آلن، أو حوار معه• ويبدو هذه المرة أن السبب ليس تمنعه هو عن الإدلاء بتصريحات، بل موقف الصحافة الفرنسية منه بعد ما كان وجه إليها سهام الانتقاد في واحد من أفلامه السابقة «نهايات هوليوودية». المهم أن وودي آلن عاد، سينمائيا كبيرا، بفيلم مقنع يملك كل عناصر النجاح، لا سيما حفنة من ممثلين شبان، حلوا لديه، في هذا الفيلم، مكان الفريق المعتاد من المخضرمين والمكتهلين. إذ مع سكارليت جوهانسون (نولا) وجوناثان ريس مايرز (في دور كريس) وإميلي مورتيمر (في دور كلوي) وماثيو غود (في دور توم).. أمعن وودي آلن في تجديد شباب سينماه. والغريب الغريب أن هذا التجديد إنما تم بفضل كاتبين ينتميان إلى القرن التاسع عشر على الأقل.

موقع "إيلاف" في

13.05.2005

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)