كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

جوائز"كان"..اليوم

لجنة التحّيم في امتحان صعب

رسالة مهرجان كان من سمير فريد

مهرجان كان السينمائي الدولي الثامن والخمسون

   
 
 
 
 

تنتهي اليوم دورة من أحسن دورات مهرجان كان. وهي الدورة التي تؤكد نجاح المدير الفني "الجديد" تيري فيرمو. وجدارته بمكانه في أكبر مهرجانات السينما الدولية في العالم. تواجه لجنة التحكيم التي يرأسها فنان السينما البوسني أمير كو ستورتيش. وتشترك في عضويتها الكاتبة الأمريكية توني موريسون "نوبل للآداب" والمخرجة الفرنسية أنييس فارادا "امتحان صعب" لوجود العديد من الروائع في المسابقة.

أكتب هذه الرسالة بعد مشاهدة 19 فيلماً من أفلام المسابقة ال 21 "بقي فيلم فيم فيندرز وهو هيساو هيسين وهي من أساتذة السينما المعاصرة". الأفلام التي تستحق الفوز بالسعفة الذهبية "مخبأ" اخراج ميشيل هانكي و"تاريخ للعنف" إخراج دافيد كروتنبرج و"ماندولاي" إخراج لارس نون ترير و"مدينة خاطئة" إخراج فرانك ميلن وروبرت رودريجز. و"أيام أخيرة" إخراج جوس فان سانت. وللجائزة الكبري "أحلام شانغهاي" إخراج وانج زيا شواي و"زهور محطمة" إخراج جيم جارموش. و"الطفل" إخراج جان بييير ولوك دارديني. والأفلام التي تستحق أن تذكر اليوم علي مسرح الختام إلي جانب الأفلام المذكورة "نقطة الصفر" إخراج هينر سالم. و"معركة في السماء" إخراج كارلوس ريجاديس. أي أن هناك عشرة أفلام حتي الآن تتنافس علي الجوائز. وهو عدد كبير جداً أعاد المهرجان إلي عصره الذهبي. وأزال كل آثار دورة العام الماضي بأفلامها وجوائزها.

جائزة أحسن ممثل تكاد تكون محصورة بين دانييل أوتوي في "مخبأ". وبيل موراي في "زهور محطة". وفيجو مورتينسن في "تاريخ للعنف". ولا يوجد دور نسائي لامع. ولكن الممثلات الأفضل نسبياً بيرس دالاس هوارد في "ماتدرلاي" وديبورا فرنسوا في "الطفل". ويوانيوان جاو في "أحلام شانغهاي". وهناك أيضا الممثلة الكبيرة شارلوت رامبلنج في "اللاموس".

لا يزال "مخبأ" يتمتع بالمرتبة الأولي في استفتاءات النقاد. ولكن لا أحد يستطيع أن يتوقع جوائز لجنة يرأسها الفنان السينمائي صاحب المخيلة الفذة أميركو ستوريتش. وقد قام منذ يومين بالعزف حتي الصباح مع فرقته الموسيقية "نو سموكنج" مختارات من موسيقي الغجر الجوائز في تقديري. وليس في توقعاتي:

·         السعفة الذهبية مخبأ

·         الجائزة الكبري مدينة خاطئة

·         الإخراج تاريخ للعنف

·         أحسن ممثلة يوانيوان جاو في "أحلام شانغهاي"

·         أحسن ممثل بيل موراي في "زهور محطمة"

·         لجنة التحكيم نقطة الصفر

·         أحسن إسهام فني معركة في السماء

وقد استبعدت في تقديراتي الخاصة أفلام المبدعين الذين سبق وفازوا بالسعفة الذهبية "لارس فوي تريد وجوس فان سانت وجان بيير ولوك دارديني وفيم فيندرز أيا كان مستوي فيلمه والأرجح أن يكون معه الروائع بدوره" لأنه إذا كان نجاح إدارة المهرجان في عرض أكبر كمية من الأفلام الهامة وقت انعقاده. فإن نجاح لجنة التحكيم يكون في إضافة المزيد من الفنانين الذهبيين وتسليط الأضواء علي أسماء جديدة تصنع المستقبل.

الجمهورية المصرية في

21.05.2005

 
 

فيلمان من اسرائيل حملا في "كان" عبء القضية الفلسطينية...

المنشقّان آفي مغربي وعاموس غيتاي: تحديث أساطير يهودية والتباس الجلاد والضحية

كان - ابراهيم العريس

كما تمثل «الحدث العراقي» في مهرجان «كان» هذا العام في فيلمين على الأقل، احدهما عن مخطوفة في العراق تعود الى ديارها لتلقى احتقار أبناء جلدتها، فتفضل العودة الى الشرق الأوسط، والثاني «كيلومتر صفر» للكردي العراقي هاينر سليم، هناك أيضاً «حدث فلسطيني» في المهرجان. لكن اللافت أن «الحدث» كان من صنع مخرجين اسرائيليين، نال فيلماهما تصفيقاً يستحقانه، من الناحية السياسية على الأقل. ذلك ان الفيلمين أتيا مناهضين للفكر والسياسة السائدين في اسرائيل، مما يجعل كلاً من مخرجيهما منشقاً على طريقته.

الفيلم الأول «ما عدا واحدة من عينيّ» لآفي مغربي. والثاني «منطقة حرة» لعاموس غيتاي. واذا كان غيتاي معروفاً في أوساط السينما العالمية، وعُهد عنه نوع من الالتباس في اقترابه من القضية الفلسطينية، فإن آفي مغربي أقل شهرة، لكنه أكثر راديكالية وعداء للصهيونية. من هنا جاء فيلمه أشد ادانة للسلطات الاسرائيلية، بل أكثر خطورة على الفكر الصهيوني، كما قال هو نفسه.

فيلم آفي مغربي، تسجيلي، يستند أصلاً الى محادثات هاتفية تدور، منذ ثلاث سنوات، بينه وبين صديق له فلسطيني يعيش في الضفة الغربية، ويبدو لنا يائساً متشائماً من كل شيء. ومغربي يسجل كل هذا، في ادانة واضحة وصريحة للسلطات القمعية الاسرائيلية، من خلال دمج حديثه مع صديقه بمشاهد يومية من حياة الفلسطينيين في ظل الاحتلال والقمع: «أطفال لا يستطيعون استكمال دراستهم، أمهات منحصرات في البيوت، حواجز تنغص على الناس عيشهم وتمنعهم من الحركة. اقتصاد منهار وآفاق مستقبلية معتمة». كل هذا يصوره فيلم «ما عدا واحدة من عينيّ»، ولكن، انطلاقاً من اعادة استخدام الفكر الأسطوري اليهودي لتطبيقه هذه المرة على الفلسطينيين. وفي أساس هذا حكاية شمشون الذي، اذ رفض الذلّ والاذعان، فضّل أن يهدم المعبد عليه وعلى أعدائه.

واليوم، بعد شمشون بمئات السنين، وبعد المأساة (الانتحار الجماعي) التي يفخر بها اليهود، ها هو مغربي يحلّ الفلسطينيين محلهم، طارحاً سؤالاً شائكاً على الضمير اليهودي والضمير العالمي، سؤالاً من أجل فلسطين ندر أن طرحه مخرج اسرائيلي بهذه الحدة من قبل.

أسئلة أخرى حول فلسطين وقضيتها، أو شعبها بالأحرى أكثر من قضيتها، يطرحها فيلم «منطقة حرة» لعاموس غيتاي. لكن أسئلة غيتاي أقل حدة ومشاكسة من أسئلة مغربي. فهو يضع اللوم في نهاية الأمر على الجانبين معاً، من دون أن يفوته تقديم شخصيات فيلمه بصورة تبرز - بكل وضوح - تفضيلاته. انه أقرب الى الجانب الفلسطيني منه الى الجانب العربي، ولكن، وسط قدر كبير من الالتباس، ووسط تراجع لافت في مستوى اللغة السينمائية التي كنا اعتدنا عليها في أفلام سابقة له مثل «قادوش» و«كيبور» و«قدماً».

واذا كان كثر صفقوا لفيلم غيتاي عند نهايته فإن التصفيق أتى مكافأة، بالتأكيد، لذلك الموقف المقترب أكثر فأكثر من فهم الفلسطينيين وقضيتهم. هؤلاء الذين في غياب سينماهم هذه المرة، حضروا من طريق سينما «الأعداء»، تماماً كما حدث في العام الماضي حين وقفت الاسرائيلية يدايا، بعد فوزها عن فيلم «يا كنزي» مطالبة العالم بحماية الفلسطينيين من القمع الاسرائيلي، وأيضاً بحماية اليهود من تحولهم الى جلادين، في هبوط الى الجحيم يصوره اليوم جيداً فيلما غيتاي ومغربي.

الحياة اللبنانية في

21.05.2005

 
 

الخليج في مهرجان "كان" السينمائي الدولي (9)

“انتقم لواحدة من عيني” فيلم “اسرائيلي” يظهر بشاعة شارون

“كان” - محمّد رضا

آفي مغربي مثقف ومخرج تسجيلي “إسرائيلي” سبق لي مشاهدة فيلم سابق له عنوانه “عيد ميلاد سعيد يا إسرائيل” خلال عرضه في مهرجان برلين قبل نحو خمس سنوات. إنه عنوان ساخر إذ همّ المخرج إظهار كيف أن احتفالات الدولة العبرية بإنشاء دولة “إسرائيل” سنة 1948 تتماشى مع قضم المزيد من الأراضي والقضاء على الأمل الفلسطيني بإقامة دولة مستقلة.

هذا العام نرى له على شاشة مهرجان “كان” فيلماً جديداً عنوانه “انتقم لواحدة من عيني”، وهي عبارة تتردد في الفيلم عن لسان شمشوم الذي حارب الأعداء الى حين مماته. واستخدامها في الفيلم يرد على لسان متحدّثين يهود يخطبون في جماعاتهم متحدّثين عن تاريخ صراع اليهود مع أعدائهم من الكنعانيين ثم من قبل جيش امبراطورية روما. ومن ثم كيف انتصارهم على الاثنين. والعبارة- العنوان تتردد في أغنية روك أند رول عبرية تدعو المنشدين والجمهور المحتشد -وكلهم من المتطرفين المتشددين- الى الانتقام.

يقطع المغربي بين هذه المشاهد التي يفتح عليها كاميرته ملتزماً نوعا من الصمت المنتقد الى مشاهد فلسطينية ناتجة عن إقامة ذلك الجدار العازل الذي فصل بين القرى الفلسطينية وجعل العبور بينها مستحيلاً.

رد المخرج “الإسرائيلي” التقدّمي على تلك المجموعات الصهيونية داخل بلاده هي -في النصف الأول من الفيلم- إظهار البؤس الذي يعيشه الفلسطينيون تحت وطأة وتعسّف الإجراءات “الإسرائيلية”. لكن في النصف الثاني وبعد تقديمه لحثالة المتشددين وهم يرقصون كرقص النازيين الجدد على أنغام موسيقى “هارد روك أند رول” يعلو غضبه ويهاجم القوّات “الإسرائيلية” التي تحاول منعه من التصوير بقدر ما تحاول منع سيارة إسعاف من نقل مريضة فلسطينية الى المستشفى، وبقدر ما تحاول منع امرأة عجوز جلست أربع ساعات بانتظار أن يفتحوا لها الباب لتزور ابنتها. وبقدر ما صدّت الباب أمام أولاد المدارس للعودة من مدرستهم في قطاع الى بيوتهم في قطاع آخر. يصرخ المخرج في وجه ذلك المسؤول الغبي: “عوض أن تخبرني أن كاميرتي تزعجك، افتح البوابة لكي يعبر الأطفال الى بيوتهم” ويعلو صراخه حين يقول لأفراد الدورية: “أنظروا الى أنفسكم... من أنتم... هل أنتم فخورون بما تقومون به؟”.

هذا أعنف وأهم هجوم “إسرائيلي” على المتطرفين والجيش “الإسرائيلي” وارم محاولات أموس غيتاي، المحتفى به في الصحف العربية كمخرج يساري، في البحر الأزرق. ولأن هذا الفيلم جيد في موقفه تجاه الفلسطينيين عليه أن يجد طريقه للعروض العربية لأنه سيعلّم المشاهدين العرب مواقف ويوفر لهم معلومات لا تتوافر في ذلك السيل الروتيني من المشاهد الفلسطينية كما توفرها النشرات الإخبارية على شاشة التلفزيون. للفيلم، أي فيلم جيّد، حسّه وإيقاعه الحياتيان المنسابان وفترته الزمنية التي توغل في البال لتقديم الحياة كما هي ومن دون أن نعيش، في بيوتنا المرفهة، مع هذه الحياة كما هي لن ندرك عمق المأساة الفلسطينية. الأخبار تخدّرنا. لكن أعتقد أن تخديرنا صار مطلباً. بينما نشاهد التلفزيون ثم نأوي الى الفراش لننهض في صبيحة اليوم التالي في تكرار لما زاولناه بالأمس، يتعرض الفلسطينيون الى الأمرّين في شؤون لا تستطيع كاميرات التلفزيون تصويرها لأنها لا تستطيع ترك ما تعتقده أهم لتجول بين الأهم فعلاً: حياة الناس العاديين. هل كنت تعلم مثلاً أن واحداً من سبل العقاب لمن يخالف قوانين العبور بين جزأي فلسطين هو إيقافه فوق حجر صغير ممنوع عليه النزول عنه لأن الوقوف على حجر صغير يتعبه أكثر من الوقوف والتحرك فوق الأرض ذاتها؟

جرّبها في المرة المقبلة التي تذهب فيها الى الخلاء. اختر حجراً لا يزيد على حجم قدميك وقف عليه... قف عليه خمس دقائق إذا كنت تستطيع... هذا الفلسطيني يقف عليه بالساعات. إذا نزل عنه أضيفت الى العقوبة ساعات أخرى. قف عليه خمس دقائق واكتب لي رأيك. أخبرني إذا كنت تجد في هذه الملهاة الإعلامية الكبرى سبيلاً لحل أزمة شعب. أزمة امرأة عجوز وطفل لا يرى أملاً يحضّره الاحتلال لكي يكون استشهادياً في المستقبل وليدينه.

ومع نهاية الفيلم تتضح حقيقة نيات المخرج من إظهار مشاهد المتعصّبين الذين يكررون كيف انتصروا على أعدائهم. الذي يحل محل الصور المذكورة هي صور المعاناة الفلسطينية كما لو أن طغاة اليوم من اليهود هم طغاة الأمس من الرومان وكما هُزم الرومان سيُهزم اليهود. ولن يكون ذلك بفعل كاميرات التلفزيون العربية وهي تبدي كم تقدّمت إعلامياً بنقل مقابلة مع سياسي “اسرائيلي”. كم أصبحت، في عرفها، حضارية لكونها تقيم حواراً بين صهيوني متزمّت وشخصية سياسية عربية تبثّها للناس على نحو تقاتلوا على شاشاتنا.. هذا مجاز!

لو كنت موزعاً لاشتريت “انتقم لواحدة من عيني” وعرضته في كل مكان أستطيع عرضه فيه بالمجّان. السينما وحدها هي التي تفتح العين على الحقيقة التي لا تبحث عن شركة إعلانات “ترعاها”، ولذلك هي مُحاربة من قبل الجهات المتصطرّفة كلها إسلامية ومسيحية ويهودية. ومحاربة من قبل أكثر من جهة إعلامية رسمية. وعليها أن تتحمل عدوّا ثالثاً هم الذين يسيّرونها فقط للأغراض التجارية وحدها.

هل وجدت حجراً تقف عليه؟ كلنا يجب أن نقف على الحجارة كل يوم لكي نستوعب ونشارك الفلسطيني مأساة الحياة... ما دمنا مكتوفي الأيدي عن فعل أي شيء آخر. 

تحقيق ... توقعات الأيام الأخيرة من المهرجان  

قد يكون مهرجان “كان” فرنسياً، لكن الصورة هذا العام مشبعة دوماً بأمريكا. إنها امريكا العنيفة في “سن سيتي” وأمريكا المُدانة في “ماندرلاي” وأمريكا البحث عن الماضي الذائب في “زهور مكسورة” ثم امريكا العودة الى الماضي لإصلاح خلل فيه في “تاريخ العنف” ثم امريكا المجرّدة من كل هذه الطروحات ومن أي طرح آخر في “لا تدخل قارعاً”.

هذا الأخير من إخراج الألماني فيم فندرز الذي يختار موضوعاً امريكياً (بعد أن حاز السعفة عن فيلمه “الامريكي” السابق “باريس، تكساس”) كما فعل لارس فون ترير في “ماندرلاي”، لكنه على عكس المخرج الدنماركي لا يخشى فندرز ركوب الطائرات ولا يمانع في تصوير أفلامه التي تدور أحداثها الامريكية في امريكا. على عكسه أيضاً لا يكترث المخرج بتقديم أي قراءة سياسية ولا بطرح أي قضية نقدية. في الواقع، لا يقدم أي طرح ذي أبعاد في هذا الفيلم (وفي عديد من أفلامه السابقة) مما يجعلنا نتساءل أيهما أفضل: فيلم يطرح قضاياه على نحو فني قاصر او فيلم لا يطرح أي قضية على الإطلاق؟ ربما كل منهما أسوأ من الآخر.

كلاهما حظي ببعض التقدير وسط النقاد الفرنسيين. ربما نصفهم على الأقل منحوهما تقديرات عالية والنصف الثاني تقديرات أقل من متوسطة. الأسباب تبقى في ملك كل ناقد على حدة. ما هو مؤكد أن لجنة التحكيم قد تعمد الى قراءة هذه التقديرات لكن القرار النهائي لا يتصل بها.

في الحقيقة هناك رأي سائد بين النقاد غير الفرنسيين، استقيناه من اسئلتنا لعدد من نقاد بريطانيا وإسبانيا وإيطاليا وألمانيا أنه من الصعب التكهّن بكيف سيتّجه رئيس لجنة التحكيم أمير كوستاريتزا بمركب الجوائز هذا العام. وكان سابقاً ما تدخّل لمنع دخول فيلم صربي في المسابقة مهدداً أنه إذا ما تم قبول ذلك الفيلم انسحب من رئاسة لجنة التحكيم. إدارة كان لم تشأ إغضابه فعدلت عن استقبال الفيلم.

في المرّات السابقة شابت مسائل من نوع المصالح الفردية المستترة او الغايات السياسية قرارات لجنة التحكيم. في العامين الأخيرين مثلاً تم ارتكاب مثل هذا الخطأ مرّتين: في العام 2003 منحت لجنة التحكيم التي قادها الامريكي ديفيد لينش السعفة الذهبية لفيلم “فيل” لغس فان سانت وتبيّن أن منتج “فيل” الفرنسي لديه عقد مع المخرج لينش الذي بالفعل أنجز مؤخراً فيلمه الجديد لمصلحة ذلك المنتج.

في عام 2004 منحت لجنة التحكيم التي قادها الامريكي كونتين تارانتينو الجائزة الى فيلم “فهرنهايت 11/9” لمايكل مور نظراً لتأييد تارانتينو وجهة نظر المخرج فيما يتعلّق بالموضوع العراقي.

هذا العام مع وجود كوستاريتزا، فإن الجائزة قد لا تذهب الى فيلم امريكي كما يتوقع البعض (وأفضل الأفلام الامريكية المرشّحة هو “زهور مكسورة” لجيم يارموش) بل لفيلم أوروبي. والناقد ديريك مالكلولم يذهب الى أبعد من هذا حين يقول:

“على صعوبة التوقعات أعتقد أن كوستاريتزا لن يمنح الجائزة لأي مخرج قد يهدّده من موقع صلاته مع فرنسا...” وهذا -إذا صح الرأي- قد يستبعد مخرجين فرنسيين أيضاَ.

المشكلة الأبدية هي أن الحكم على الفيلم من خلال مواصفاته الفنية والأسلوبية والإنتاجية وكذلك طروحاته وكيف وصلت (او لم تصل) بات من النادر حدوثه. ما يقع هو وجهة نظر يتبنّاها رئيس لجنة التحكيم وعدد من أعضاء أسرته وهي التي تفرض نفسها في نهاية الأمر.

لو أن الحكم الفني وحده هو الذي سيسود لكان من الأجدر منح الجائزة الأولى (السعفة الذهبية) الى واحد من فيلمين: الفرنسي “مخبوء” لميشيل هاناكي والامريكي “زهور مكسورة” لجيم يارموش.

لو أن الحكم الفني لا يتعرّض للمصالح الذاتية لوجب منح بيل موراي جائزة أفضل ممثل علماً بأنه من الصعب اختيار أفضل ممثلة. من بين كل ما شاهدناه ليس هناك أداء نسائي بارز، لذلك فإن اختيار الفائزة بهذه الجائزة لن يكون صراعاً بين أطراف بقدر ما سيكون وسيلة مقايضة. إذا تم اعتماد الممثل امريكيا والفيلم كذلك، فإن الممثلة ستكون غير امريكية. والعكس صحيح.

أزمة

في الساعات القليلة الماضية تم تقديم فيلمين لا يخلوان من مشاكل فنية حقيقية. الفيلم الفرنسي “الرسم ام فعل الحب” لأنو وجان ماري لوريو والألماني- الفرنسي- البريطاني- الامريكي “لا تأتي قارعا” لفيم فندرز.

“الرسم أم فعل الحب” هو فيلم تقليدي تماماً في فكرته كما في اختياراته من مواقع تصوير وشخصيات وأحداث. إنه ما يفعله زواج انتقل من نشوته الى غفوته في العلاقة بين الزوجين. كيف أن المرأة (سابين أزيما) تمل إيقاع حياتها فتلجأ الى الفن بينما تشدّها رغباتها العاطفية ربما الى الخيانة. هذا كله وسط حياة ريفية جميلة يعتقد المرء أن السينما باتت المكان الوحيد الذي يمكن مشاهدة مثل هذه الوداعة فيها.

هناك لمسات فردية من قبل المخرجين لكنها لا تحمل الفيلم الى مستوى أعلى مما هو عليه، بل تمر مبعثرة وقليلة التأثير. وهذا ما يمكن قوله أيضاً في “لا تأتي قارعاً”، قصة ممثل أفلام “وسترن” (سام شبرد) يهرب من التصوير في الصحراء على صهوة حصان ويلجأ الى بيت أمه التي لم يرها منذ سنوات عديدة. هناك تخبره والدته بأن امرأة أسمها دارين زارتها وأخبرتها إنها أنجبت منه ابناً قبل سنوات عديدة. يترك بيت أمه ويبحث عن دارين ويجدها ويجد ابنه وبل يجد فتاة تدعي أيضا أنها ابنته.  في حين سأترك نقد هذا الفيلم وأفلام أخرى الى الرسالة المقبلة، فإن الموضوع قد يشي بأزمة يواجهها الكثير من المخرجين المعروفين: شهرتهم تتجاوز قدراتهم الفعلية. والأزمة المقابلة أن المهرجان بحاجة الى نفخ الأبواق الدعائية وفي ضحالة الإبداعات الحقيقية الآتية من أي مكان من العالم، لا يستطيع الا أن يشترك في صياغة وهم أن كل شيء لا يزال على ما يرام.

الخليج الإماراتية في

21.05.2005

 
 

الدورة الـ ‏58‏ وخلط الأوراق بين الفن والتجارة

أوروبيون يهربون إلي أمريكا معها وضدها والعراق في فيلمين

كان‏-‏ محمد رضا

جون ميلار قفز من القرية الاسكتلندية حيث يعيش والتي لا يتجاوز عدد سكانها الألفي نسمة إلي مدينة كان التي يرتفع عدد سكانها علي‏50‏ ألف نسمة حاليا ليوم واحد يقبض عنه نحو‏3000‏ دولار يدير فيه تصوير لقاءات صحافية حول فيلم جديد بعنوان أرض الموتي‏-‏ الأحياء‏:‏

بعد ذلك أعود إلي عزلتي المحببة بعيدا عن هذا الجو المشحون إلي أن يطلب مني إنجاز عمل آخر له علاقة بهذا الفيلم أو بغيره‏.‏

جون ميلار ملحق صحافي‏-‏ إعلامي متخصص وهو واحد من الخمسين ألف نسمة وحين يترك المدينة سعيدا‏,‏ يأتي غيره‏.‏ والفيلم الذي يمثله ليس سوي واحد من‏700‏ فيلم إذا ما جمعت إلي حصيلة الأفلام المشتركة في المسابقة وخارجها في نطاق التظاهرات الرسمية الأخري الأفلام التي تعرض في التظاهرات غير الرسمية ‏(‏ مثل نصف شهر المخرجين‏)‏ أو في السوق التجاري الضخم المقام علي الهامش‏.

طبعا نحن‏,‏ القادمون لمتابعة أعمال الدورة الـ‏58‏ الحالية‏,‏ نعتبر السوق هامشي‏,‏ لكن من يعمل في السوق من بائعي أفلام وموزعين ومنتجين يعتبرون السوق هو الأساس وأفلام الدورة الرسمية هي الهامش‏.‏ سليم رميا‏,‏ موزع لبناني يضع النقاط علي الحروف حين يقول‏:‏

لا نكترث كثيرا للفيلم الذي يعرض في المسابقة أو الذي يختاره المهرجان رسميا‏.‏ إذا كان فيلما أمريكيا فهو بالضرورة مأخوذ من قبلنا أو من قبل شركة توزيع أخري‏.‏ إن لم يكن ليس له حظ في العروض التجارية ولا تجد من يوزعه‏.‏

الفلسطيني‏-‏ الأمريكي جورج شامية يقول‏:‏

مبدأي ثابت‏:‏ أحضر أول عشر دقائق من أي فيلم أريد مشاهدته‏.‏ إذا كان جيدا تركته لأشتريه قبل غيري‏.‏ إذا لم يكن جيدا تركته لكي لا أضيع وقتي‏.‏ وطبعا معيار الجودة بالنسبة إلي مختلف عن معياره بالنسبة إليك‏.‏

لكن أليس هذا هو واحدا من الأسباب التي تعايش فيها العروض العربية تخمة الأفلام التجارية وحدها؟ ربما ذلك له مكان بحث آخر‏,‏ لكن الدورة الجديدة والمساحة الكبيرة التي تشغلها السينما فيها فنا وصناعة وتجارة تطرح السؤال بصورة حتمية‏.‏

تذاكر

لكن حتي الأفلام المنتخبة إلي المسابقة تريد أن تبيع‏.‏

ذهبت تلك الأيام التي يحمل فيها الفيلم إمارات الرغبة في شيء واحد‏...‏ هي صنعه كما هو‏:‏ عمل فني في كل ذرة منه‏.‏

وذهبت تلك الأيام التي كانت فيها بعض الدول‏(‏ وكانت أساسا دول أوروبا الشرقية‏)‏ تنتج الأفلام بعيدا عن طموحات السوق ومشاكله أو أثقاله‏.‏

ما هو حاصل منذ سنوات أن الفيلم عليه أن يخرج بأرباحه حتي ولو كان تعبيرا فنيا خالصا‏.‏ وهو لا يستطيع أن يكون خالصا إذا ما كانت الرغبة فيه تجارية‏.‏ حين يحقق عباس كياروستامي فيلما مثل عشرة أو مثل عشرة علي عشرة أو مثل خمسة‏(‏ هذه هي عناوين أفلامه الأخيرة‏)‏ فإن مبدأ شركة الإنتاج الفرنسية المشاركة في التمويل‏(‏ مهما كان صغيرا‏)‏ هو استرداد المبالغ وفوقها أرباحا وما تبيعه هو اسم عباس كياروستامي‏.‏

وحين يتوقف الاسم عن بيع التذاكر بين صفوف هواة الفيلم الفني‏,‏ يتوقف العمل مع المخرج‏,‏ وإذا ما استمر فإما علي منوال جديد أو علي نحو متباعد وهذا ما حدث مع المخرج يوسف شاهين بعد سقوط فيلمه الأخير الإسكندرية‏-‏ نيويورك تجاريا‏.‏ ربما مبدأ التعامل معه لا يزال واردا لكن الممولين سيدققون أكثر فيما سيعرضه المخرج المعروف عالميا عليهم‏.‏

باستعراض أفلام الدورة الحالية تطالعنا هذه القضية مطروحة في أكثر من صورة‏.

من هذه الصور إنه ليس فقط أن نسبة الأفلام الأمريكية‏(‏ التي تبيع تذاكر أكثر ويقصد مؤتمراتها الصحافية عدد أعلي من محطات التلفزيون والصحافة‏)‏ كبيرة‏,‏ بل نسبة الأفلام التي تتكلم الإنجليزية وهي ليست‏-‏ أساساي‏-‏ إنتاجا أمريكيا أو إنجليزيا أو كنديا‏.‏ وذلك كما الحال في إنتاجات ألمانية وفرنسية ودانماركية معروضة‏.‏

من هذه الصور أيضا أن كل فيلم معروض علي شاشة الدورة الرسمية‏(‏ نحو‏140‏ فيلما‏)‏ يحيط به جيش من العاملين في حقلي الترويج الإعلامي والبيع التسويقي‏.‏ والحفل الأول فاتح علي الآخر‏.‏ فمزيد من الإعلام حول فيلم ماندرلاي للدانماركي لارس فون تراير يؤدي إلي ارتفاع سعره‏.‏ جائزة بعد هذا الصبر والمكابدة‏,‏ ترفع سعره أكثر‏.‏ صحيح أن‏90‏ بالمئة من الجمهور الأمريكي لن يصرف دولارا واحدا علي فيلم نال سعفة كان الذهبية أو علي‏100‏ مقال نقدي رائع حول العالم‏,‏ لكن العشرة بالمئة الأخري هي هدف دسم بحد ذاته خصوصا إذا ما كانت كلفة الفيلم غير الأمريكي في حدود ثلاثة ملايين دولار يتوقع تحقيق أضعافها من السوق الأوروبي وحده‏.‏

عصافير كثيرة

ماندرلاي هو أكثر من نموذج علي ما يحدث في عالم السينما الفنية المتمحورة حول الدورة الحالية من مهرجان كان‏.‏

إنه فيلم دانماركي‏/‏ سويدي مع مساهمة فرنسية محدودة من إخراج لارس فون تراير الذي سبق وحظي بإعجاب النقاد الأوروبيين وحصدت بعض أعماله جوائز مختلفة من المهرجان‏.‏ عملا بعد عمل أصبح لارس فون تراير من كلاسيكيي المهرجان‏.‏ مخرج يختار هذه النافذة بالتحديد لعرض أعماله الجديدة‏.‏ وهو سبق وأن حقق من بين ما حقق‏,‏ يوروبا‏(1991)‏ وكسر الأمواج‏(1996)‏ وراقصة في الظلام‏(2000)‏ ودوغفيل‏(2003)‏ قبل وصوله إلي ماندرلاي‏:‏ قصة فتاة بيضاء‏(‏ برايس دالاس هوارد التي شوهدت في فيلم م‏.‏ نايت شايملان القرية‏)‏ تجول مع أبيها‏(‏ ويليم دافو‏)‏ مزارع الجنوب الأمريكي في الثلاثينيات عندما تكتشف مجموعة من المزارعين السود لا يزالون قابعين تحت سطوة لا التمييز العنصري وحده‏,‏ بل العبودية التي كانت منتشرة في تلك الأنحاء طوال القرن التاسع عشر حتي بعدما انتصر الشمال علي الجنوب‏,‏ وحرر السود من الرق‏.‏

حقيقة أن المخرج الدانماركي يترك شؤون بلاده ليتعرض لشؤون أميركية لا تتعارض مع حرية إختيار المخرج لما يريد تحقيقه‏.‏ لكن الناتج هو أن المخرج يصطاد عصافير كثيرة بنصف حجر‏.‏ أولاي يتيح له ذلك تحقيق أفلامه بالإنجليزية‏(‏ او الأمريكية إذا شئت‏)‏ ما يعزز احتمال توزيعها‏,‏ وهو يجلب لها ممثلون أمريكيين‏(‏ كما فعل مع نيكول كيدمان عندما قدمها في فيلمه السابق دوغفيل‏).‏ ثانيا‏,‏ كان المخرج قرر أنه ليس بحاجة للسفر إلي المواقع التي تقع في الأحداث لتصوير أعماله‏.‏ لن ينتقل بالجو أو بالبحر إلي الولايات المتحدة لكي يسبر غور الجنوب الأمريكي كما هو الآن أو ليستوحي ما كان عليه بالأمس‏.‏ يستطيع أن يفعل ذلك في بلده‏.‏

معاداة

سنة‏2003‏ سأله أحد النقاد غير العرب‏:‏ كيف تبرر ذلك؟‏.‏ فقال له‏:‏ السينما الأميركية دائماي ما حققت أفلامها التي تدور في أفريقيا وآسيا وأوروبا في ستديوهاتها‏.‏ هذا ما يعطيني حق التعامل بالمثل‏.‏

هذا نصف صحيح يا لارس لأن هوليوود انتقلت مئات المرات إلي الدول التي صورت حكاياتها فيها‏.‏ لكن هذا ليس مهما‏.‏ المهم هنا هو أن لارس يقع في تناقض واضح حينما يتحمس لسينما أوروبية ويكتشف لها نظام الدوغما‏(‏ لا إبداع مجرد قوانين عمل‏)‏ ويحقق‏,‏ في نفس الوقت‏,‏ أعماله بالإنجليزية‏.‏ يهاجم الولايات المتحدة‏,‏ وهذا الناقد لا يكترث للدفاع أو للهجوم ولا للسياسة بأسرها‏,‏ لكن عينيه مفتوحتان باتساع علي سبل تحويل نفسه إلي أيقونة إخراجية تؤدي إلي تسويق أفلامها هناك‏.‏ إن لم يكن هذا صحيحا لم حاول ربط نيكول كيدمان بثلاثيته الحالية التي بدأت مع دوغفيل وتتوسط مع ماندرلاي وتنتهي باختياره جزءا ثالثا مقبلا؟

نيكول كيدمان وعت أن الأسلوب الفني لهذا المخرج بعيد عن حاجتها هي‏.‏ أنها ممثلة تقبل علي الأعمال المختلفة عن السائد‏,‏ لكنها ترددت كثيرا ثم أقلعت عن تمثيل هذا الجزء الثاني لسبب جوهري بالنسبة إليها‏:‏ شعرت أن النقد المعادي لأمريكا سيرسم من حولها هي موقعا غير لائق‏.‏ حين حاول المخرج ذاته الإستعانة بالممثل المعروف بأدواره المساندة جون س‏.‏ رايلي‏,‏ انسحب هذا قبل بدء التصوير بأيام مدركا أن الفيلم معاد لأمريكا علي نحو لا يستطيع‏-‏ وهو في نهاية الأمر مواطن الدولة ذاتها‏-‏ قبوله‏(‏ قبل بالدور ويليم دافو‏).‏

فيلم آخر في هذه المسابقة يلج أبواب شبيهة هو لا تأتي قارعا‏Don'tComeKnock‏ ي‏ng‏ هذه دراما أخري من المخرج الألماني فيم فندرز‏,‏ وهي كأفلامه السابقة ناطق بالإنجليزية‏.‏ هو أيضا لا يستطيع‏,‏ كما يبدو واضحا‏,‏ تجاهل السوق الأمريكية أو رغبته في إنجاز أفلامه بالإنجليزية‏.‏ من باريس‏,‏ تكساس إلي الصديقين الأمريكيين ومن هامت إلي نهاية العنف مرورا بأفلام أخري ووصولا إلي لا تأتي قارعا‏,‏ حافظ المخرج علي منواله من ابتعاد كامل عن طرح مواضيع ألمانية أو أوروبية والبحث عن مواضيع تقع في أمريكا مع ممثلين أمريكيين‏.‏ هذا الفيلم لا يختلف في هذا المنحي جالبا إليه كلا من جسيكا لانغ‏(‏ في عودة مطلوبة‏)‏ وسام شيبرد وتيم روث من بين آخرين‏.‏ الفارق بينه وبين لارس فون تراير إنه لا يهاجم بل لا يتعرض‏.‏ همه الحديث عن وجدان شخصيات بالنسبة إليه هي دائما ضائعة وفي بحث عن هوياتها‏.‏

كان الحالي يعرض نتاجات كثيرة مهمة تتجاوز هذه الطروحات‏.‏ بعضها القادم مثلا من جنوب شرق آسيا يطرح مسائل أكثر علاقة بعالمنا وباللغة الأصلية‏.‏ لكن عاما بعد عام يعكس المهرجان ارتباطا وثيقا بين ما هو فني وما هو تجاري فإذا بهما يطبعان كوجهي عملة واحدة‏.‏

الأفلام التي شوهدت للآن بلمحة

ياباني‏(‏ المسابقة‏)‏

إخراج‏:‏ ماساهيرو كوباياشي‏.‏

تحامل

هو فيلم جوهري بالنسبة لأفلام هذا المخرج المولود‏-‏ سينمائيا‏-‏ سنة‏1996‏ عندما قدم أول أعماله وقت الإغلاق‏.‏ إنه من بين أفضل أفلامه السبعة إلي اليوم والفيلم الأول‏-‏ تبعا لجدول العرض ونحن نكتب في اليوم الثالث من المهرجان‏-‏ الذي يستلهم من أحداث هذا العالم الآنية موضوعا له‏.‏ إنه حول إمرأة خطفتها إحدي المجموعات المناهضة للوجود الأمريكي وللحكومة العراقية الجديدة وهددت بقتلها إذا لم تتخل اليابان عن سياستها المؤيدة للولايات المتحدة في العراق‏.‏ هذا ما يحملنا إلي إدراك أن الفيلم مأخوذ عن واقعة ذات أساس حقيقي‏.‏ ما هو غير معروف هو إذا ما كانت الأحداث بعد ذلك هي ذاتها التي وقعت لليابانية التي كانت تعمل في نطاق الخدمات الإنسانية وخطفت بالفعل‏.‏ في الفيلم الإفراج عنها وعودتها إلي بلادها بداية أزمتها الحادة‏.‏ لقد تنكر الناس لها‏.‏ شعر المجتمع الياباني إزاءها بالخجل كونه اضطر لأن يتنازل من أجلها‏.‏ يتم طرد والدها من العمل وتتعرض للضرب في الشارع وللكثير من الإهانات في العمل والمناطق التي كانت توجد فيها‏,‏ وهي في النهاية تقول حزينة‏:‏ أنا يابانية لكني وجدت في العراق بيئة أكثر تفهما لي‏.‏

كردستان‏/‏ فرنسا‏(‏ المسابقة‏)‏

إخراج‏:‏ هاينر سليم‏.‏

كيلومتر صفر ثاني

فيلم للمخرج الكردي هاينر سليم يعرض في المهرجانات الدولية‏(‏ بعد فودكا ليمون قبل عامين‏)‏ وثالث فيلم له‏.‏ وجه جديد لكن خطواته متسارعة ولن أقول سريعة‏.‏ في فودكا ليمون كان قدم صورة هزلية وإنسانية في ذات الوقت حول وضع شخصيات ليس لديها الكثير مما تعيش من أجله سوي خطوط حب واهية‏.‏ صوره في أرمينيا عن شخصية أرمينية بعضها يعيش في وهم والآخر في حب متقطع التواصل‏.‏ في فيلمه الجديد هذا لا يزال هاينر يملك العين المثيرة المفتوحة علي الاكتشاف والمعالجة الساخرة والاهتمام بالقصص الصغيرة الساقطة بعيدا عن اهتمامات وكالات الأنباء‏.‏ هو أيضا يبحث في الوضع العراقي لكن في العام‏1988‏ بينما كانت الحرب العراقية‏-‏ الإيرانية مازالت مشتعلة‏.‏ أبطاله أكراد من الشمال يعيشون الوضع بمصاعبه وبأحلامه‏.‏ يحاول بعضهم التقاط براعم الحب بيده وسط حرائق الجبهات ويعيش البعض الآخر في أوهام السعادة التي لا تتحقق‏.‏ المشكلة الوحيدة تقريبا هنا هي أن المخرج إذ ينتقل إلي الأمام في وقت وجيز يعمد إلي الاستعارة من مشاهد ألهمته في الفيلم السابق‏.‏ المثل الأوضح السرير الذي يعيش عليه الرجل العجوز في العراء‏(‏ لا مكان لديه يذهب إليه‏)‏ والحصان الأبيض العابر في بعض المشاهد كما لو أنه ورد من فيلم للروسي برادجانوف‏.‏

بريطانيا‏(‏ خارج المسابقة‏)‏

إخراج‏:‏ وودي ألن

حين سئل وودي ألن عن هذه النقلة التي يمثلها فيلم نقطة اللقاء من مانهاتن إلي لندن قال‏:‏ السينما الأمريكية لا تقدم لي ما لا أستطيع الحصول عليه من أماكن أخري‏.‏ هناك يقدمون لي حفنة من المال لكي أصنع فيلمي وأقدم لهم فيما بعد فيلما جاهزا‏.‏ وهذا المبدأ أستطيع نقله إلي حيث أشاء‏.‏ لكن المسألة هي أكبر من ذلك من حيث أن المخرج في فيلمه الجديد هذا يقدم ألن عملا يعكس روحا جديدة ومنعشة‏.‏ فيلمه الأمريكي الأخير مليندا ومليندا محبط من حيث إنه يغرق سريعا دون مستوي الإثارة العاطفية التي هي بيت قصيد التعامل مع إمرأة من زاويتين كوميدية وتراجيدية‏.‏ عمله الجديد هذا فيلم جاد ومرح في ذات الوقت معالج باندفاع صوب تحسين شروط سرد الحكاية التي لا تتغير شخصياتها كثيرا في أفلام ألن‏.‏ إنه لا يزال يطرح هنا المواقف الأخلاقية الناتجة عن انتقال القلب من حب لآخر علي حين غرة‏.‏ سكارلت جوهانسون جيدة‏(‏ والمخرج سيمثل أمامها فيلمه الثاني‏)‏ لكن السيء هو قدر من المغازلة للكاميرا يقوم بها الممثل الذي يواجهها جوناثان رايز مايرز‏.

الأهرام العربي في

21.05.2005

 
 

النقاد غير متحمسين للأفلام المتنافسة

مهرجان كان السينمائي يعلن جوائزه مساء اليوم

أكين يتألق في «عبور الجسر»

يختتم مهرجان كان السينمائي دورته الثامنة والخمسين مساء اليوم بعد 11 يوما كانت زاخرة بالحفلات وتوقيع العقود والتحديق في النجوم، أثناء مرورهم على البساط الأحمر.. لكن كل هذا لم يؤثر في النقاد الذين كان همهم الأول الأفلام.وينتهي المهرجان بإعلان النقاد الفائز بالسعفة الذهبية.

واختارت الصحافة التي لم تنبهر كثيراً بواحد وعشرين فيلماً مشاركة في مسابقة هذا العام حفنة قليلة على قائمة المتنافسين.جاء في المقدمة فيلم «تاريخ العنف» للمخرج الكندي ديفيد كروننبرغ و«المستودع» للنمساوي مايكل هانيك.وبناء على رد فعل المشاهدين أو «مؤشر التصفيق» في العروض الرسمية أو المخصصة للصحافة .

فان فيلم الألماني فيم فندرز «لا تأتي طارقا» قد يخطف الجائزة الكبرى في اللحظة الاخيرة بعد أن عرض في ساعة متأخرة من ليل الخميس الماضي.ومن بين الأفلام المنافسة فيلم الأميركي جيم جارموش «الزهور المسحوقة» بطولة بيل موراي وفيلم «الطفل» للأخوين البلجيكيين جان - بيير ولوك باردين.

وتميزت غالبية أفلام المسابقة بمشاهد مبالغ فيها للقتل والانتحار والاغتصاب والحروب.ويحكي فيلم كروننبرغ قصة عائلة أميركية تقاسي من عنف وحشي وفيه عدد قياسي من الموتى ولكن ليس كفيلم «مدينة الذنوب» الذي كان من أفضل الأفلام المشاركة تسويقا والمأخوذ عن رسوم فرانك ميلر الكاريكاتورية.

وتمثلت أول مشاركة عراقية في المسابقة بفيلم «الكيلومتر صفر» ووقعت احداثه 1988 أثناء الحرب العراقية الإيرانية.أما فيلم «اللاموس» وهو اسم نوع من القوارض للمخرج دومينيك مول فيحكي قصة انتحار وقتل.وتتكرر قضية الانتحار في فيلمي «ضربة قاضية» للياباني كوباياشي ماساهيرو و«المستودع» للمخرج النمساوي هانيك.

وفي فيلم «حيثما تكمن الحقيقة» للمخرج اتوم ايجويان يعثر على جثة فتاة، أما فيلم «الايام الاخيرة» فهو عن قصة وفاة المغني كورت كوباين.ويقول الان هنتر كبير النقاد في مؤسسة «سكرين انترناشونال» «لم يكتشف أحد فيلما رائعا». وشكلت هذه الأفلام تحولا عن مثيلاتها العام الماضي..

عندما فاز مايكل مور بالسعفة الذهبية عن الفيلم التسجيلي «فهرنهايت 9 ـ 11» الذي انتقد فيه الرئيس الأميركي جورج بوش.إلا أن الرئيس الأميركي وإدارته لم ينجيا تماماً من لعنة «كان». فقد لحق الجزء السادس والاخير من مجموعة أفلام «حرب النجوم» بالركب.

وفسر كثير من المشاهدين جملة ينطق بها أحد الممثلين على أنها إشارة لأسلوب «معنا أو ضدنا» الذي يستخدمه بوش في حربه على الإرهاب.تقول إحدى الشخصيات في الفيلم «إما انك معي أو عدوي.» وعرض الفيلم للمرة الأولى في المهرجان يوم الأحد الماضي إلا انه ليس ضمن المسابقة الرسمية.

رويترز

وسام و دموع

            تسلمت الممثلة الأميركية شارون ستون وسام «الفنون والآداب» الفرنسي من جيل جاكوب رئيس مهرجان كان السينمائي أمس.

####

مخرج ألماني من أصل تركي

أكين يتألق في «عبور الجسر» 

على الرغم من أن المخرج الألماني الحائز على جائزة السعفة الذهبية فيم فيندرز هو شخصية مشهورة في مهرجان كان السينمائي الدولي إلا أن الأضواء سلطت خلال دورة هذا العام الثامنة والخمسين على مخرج ألماني آخر ولكن من أصل تركي هو فاتح أكين.

ويعقد فيندرز أمالا عالية لفيلمه الأخير «لا تزعجوني» وهو الإنتاج الألماني الوحيد المشارك في المسابقة إلى جانب ثلاثة أفلام أخرى شاركت ألمانيا في إنتاجها.وحصل المخرج الألماني الشهير على السعفة الذهبية في سنة 1984 عن فيلمه الشهير «باريس تكساس» وهو فيلم درامي صور في الولايات المتحدة ويأمل في الحصول عليها أيضا خلال هذا العام.

ولكن فيلم المخرج التركي المولود في ألمانيا فاتح أكين الوثائقي الموسيقي الذي يعرض خارج إطار المسابقة «عبور الجسر صوت اسطنبول» لاقى استحسانا كبيرا عند عرضه الدولي في مهرجان «كان»، الامر الذي أسفر عن تغطية إعلامية واسعة بينها مقابلة مطولة مع المخرج في صحيفة هيرالد تريبيون الدولية احتلت نصف صفحة من قسمها الخاص بتغطية المهرجان.

كما حظي أكين بمساحة إعلامية إضافية بصفته عضوا في لجنة تحكيم المهرجان وهو ما يعد تكريما كبيرا للمخرج الشاب البالغ من العمر 31 عاماً.ومما لا شك فيه أن اختيار أكين عضوا في لجنة التحكيم جاء بشكل كبير بسبب نجاح فيلمه «ضد الحائط» من إنتاج سنة 2003 الذي فاز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي الدولي العام الماضي.

ويعتبر «عبور الجسر» ثالث فيلم تنتجه شركة كورازون الدولية التي يملكها أكين بالاشتراك مع شركة «إنترفيستا ديجيتال ميديا».وخطرت فكرة تصوير فيلم وثائقي موسيقي لاكين بينما كان يصور فيلم «ضد الحائط».ولكي يوفر أكين المناخ التركي الاصيل لفيلمه «ضد الحائط» الذي يدور حول العائلات التركية في ألمانيا .

والمشاكل التي تعاني منها النساء المسلمات لجأ أكين وطاقم العمل معه إلى تصوير نحو 150 ساعة من المشهد الموسيقي في اسطنبول شمل الموسيقى الفلكلورية التركية إلى جانب بعض التأثيرات الأجنبية من الشرق والغرب. وأثمرت سبعة أشهر في غرفة المونتاج عن فيلم وثائقي مدته 87 دقيقة يعكس عنوانه المقولة التقليدية بأن اسطنبول هي الجسر بين الشرق والغرب.

وقال أكين ان المشروع عانى من صعوبات في البداية في الحصول على تمويل ولكن بعد فوز فيلم «ضد الحائط» بجائزة الدب الذهبي «استطعنا بثقة الذهاب في زيارات إلى الممولين».وشارك في تمويل الفيلم كل من صندوق تمويل أفلام هامبورغ ومحطة إن.دي.أر التلفزيونية وصندوق تمويل سينمائي آخر يحمل اسم نوردميديا.

وقال أكين لصحيفة فيلم «إيكو» المتخصصة في شؤون السينما إنه يعتبر دعوته للانضمام للجنة تحكيم المهرجان بمثابة ورشة عمل خاصة به. يذكر أن أكين ولد في سنة 1973 في هامبورغ لأسرة تركية متوسطة. عملت والدته مدرسة والده عاملا. وبدأ أكين مشواره الفني بالتخصص في مجال الاتصالات البصرية في أكاديمية هامبورغ للفنون الجميلة في سنة 1994.

د ب أ

البيان الإماراتية في

21.05.2005

 
 

فيلم الطفل) يفوز بجائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان

 من مايك كوليت وايت وايريك كيرشبوم

كان (فرنسا) (رويترز) - فاز فيلم (الطفل) L'Enfant للاخوين البلجيكيين لوك وجان بيير داردين بجائزة السعفة الذهبية لمهرجان كان يوم السبت بعد ست سنوات من حصولهما على نفس الجائزة عن فيلمهما (روزيتا) Rosetta.

وفي حفل باهر في منتجع الريفيرا الفرنسي اهدى الاخوان الجائزة للصحفية الفرنسية فلورنس اوبينا وسائقها حسين حنون السعدي اللذين خطفا في العراق في يناير كانون الثاني.

والطفل هي قصة مؤثرة لشاب وشابة يعيشان على الكفاف في مدينة لا روح ولا اسم لها.

وتبيع الشخصية المحورية برونو الذي يقوم بدوره جيرمي رنيينه وليده الجديد من اجل الحصول على الاموال ولكنه لا يلبث ان يندم على قراره ويحاول استعاده الطفل ثانية.

ويستخدم الفيلم كاميرات محمولة باليد في متابعة مأزقه واحتكاكاته مع القانون مما يخلق الانطباع بانه فيلم وثائقي.

واشاد النقاد بالفيلم وكان من بين اول الافلام المرشحة للحصول على جائزة السعفة الذهبية.

اما الفيلم الذي كان مفضلا فهو فيلم "الخبيئة" Cache الذي يسرد قصة النمساوي مايكل هانيكي المقلقة للتصالح مع الماضي على المستوى الشخصي والقومي والتي صدمت الجمهور بمشاهد دموية. وفاز بجائزة افضل مخرج.

اما الجائزة الكبرى ففاز بها فيلم "الزهور المحطمة" Broken Flowers من اخراج الامريكي جيم جارموش من بطولة بيل موراي وشارون ستون.

ويضع تسليم الجوائز حدا لاحد عشر يوما محمومة من عقد الصفقات والحفلات ومشاهدة النجوم ومشاهدة الافلام في كان.

وحصل فيلم توم لي جونز نجم هوليوود الذي يمثل اول تجربة اخراج له باسم "عمليات الدفن الثلاث لمليكياديس استرادا" The Three Burials of Melquiades Estrada على جائزة افضل ممثل كما حصلت على جائزة افضل ممثلة هانا لاسلو الاسرائيلية عن فيلم "المنطقة الحرة" Free Zone التي شاركت في بطولته ايضا ناتالي بورتمان.

وقالت في قاعة سينما جران لوميير المزدحمة حيث كان يوجد نجوم هوليوود والحاصلين على جوائز اوسكار هيلاري سوان ومورجان فريمان والاسبانية بنيلوب كروز "اريد ان اتقاسم هذ الجائزة مع والدتي التي تعد من الناجين من النازي."

واضافت "وايضا الضحايا في الجانب العربي والاسرائيلي" في اشارة الى الصراع في الشرق الاوسط الذي يمثل خلفية الفيلم الذي اخرجه اموس جياتي. واضافت "لقد ان الاوان لكي نجلس ونحل المشكلة."

وشملت الافلام الفائزة الاخرى "احلام شانغهاي" Shanghai Dreams وهو فيلم صيني فاز بجائزة لجنة التحكيم ليتوافق مع مئوية السينما هذا العام.

وقال المخرج وانج شياو شواي "اريد ان اشكر والداي..عندما كنت صغيرا كنت اكرههما..وانا الان اشعر بالامتنان لما فعلاه."

وفاز فيلم "عمليات الدفن الثلاث" الذي تقع احداثه على الحدود الامريكية المكسيكية بجائزة افضل سيناريو.

وقال الكاتب جيلرمو ارياجا "اريد ان اتقاسمها مع كل المكسيكيين ولا سيما المكسيكيين الذين يحاولون عبور الحدود بحثا عن حياة افضل."

موقع "رويتر" في

21.05.2005

 
 

المخرج الروماني كريستي بويو يفوز بجائزة "نظرة معينة" في مهرجان كان 

كان (فرنسا) (اف ب) - فاز فيلم "موت السيد لازارسكو" للمخرج الروماني كريستي بويو الجمعة بجائزة "نظرة معينة - جمعية غان للسينما" التي تمنحها لجنة تحكيم ترأسها هذه السنة المخرج الاميركي الكسندر باين.

و"موت السيد لازارسكو" اشبه بفيلم تجوال سوداوي يتابع الرحلة المجنونة لسيارة اسعاف تنقل السيد لازارسكو وهو رجل مسن في الثالثة والستين من العمر يعيش وحيدا في شقته مع ثلاثة قطط.

ونوهت لجنة التحكيم ب"السخرية السوداء" الملازمة للفيلم الذي يرسم "صورة سريرية وعاطفية عن آخر ساعات رجل لا يريده احد".

وقال كريستي بويو لوكالة فرانس برس بعد ان تلقى الجائزة التي اهداها الى زوجته "رسالتي الاولى هي انني انا نفسي اخشى الموت واخشى الموت وحيدا" مضيفا "آمل ان يوزع الفيلم وان ينتشر على الاقل في فرنسا".

تجري قصة الفيلم مساء يوم سبت حيث يشعر السيد لازارسكو انه متوعك فيستدعي سيارة اسعاف. وبما ان اقراص الدواء نفدت لديه يطلب مساعدة جاريه ساندو وميكي اللذين يقطعان اعمالهما المنزلية لمساعدته.

وحين تصل سيارة الاسعاف في نهاية الامر يبدأ الكابوس الحقيقي حيث تمضي سيارة الاسعاف الليل بكامله تجوب المدينة بحثا عن مستشفى يوافق على استقبال المريض فيما يتدهور وضعه الصحي تدريجيا وبشكل خطير.

كما منحت لجنة تحكيم قسم "نظرة معينة" جائزة الحميمية الى فيلم "لو فيلمور" (مصور الافلام) للمخرج الفرنسي الان كافالييه وجائزة الامل لفيلم "ديلوندي" (انهض وامشي) للمخرج بيار ياميوغو من بركينا فاسو.

واهدي قسم "نظرة معينة" الذي يندرج في اطار المسابقة الرسمية لمهرجان كان هذه السنة الى ذكرى المخرج الفرنسي جاك بواترونو الذي توفي اخيرا عن عمر يناهز الثانية والثمانين.

وعرضت في اطار مسابقة "نظرة معينة" هذه السنة 24 فيلما تجسد مشهدا واسعا للسينما الراقية.

موقع الـ MSN في

21.05.2005

 
 

السعفة الذهبية للفيلم البلجيكي الطفل

أحمد نجيم من كان

أخطأت توقعات النقاد والصحافيين المواكبين للدورة 58 من مهرجان "كان" السينمائي، ونال السعفة الذهبية الفيلم البلجيكي "الطفل" للأخوين جان بيار ولوك داردن، أما الجائزة الكبرى فكانت من نصيب "ورود ممزقة" للمخرج الأميركي جيم جارموش، ونال الفيلم "ثلاث جنازات" للمخرج الأميركي تومي لي جونز جائزتين، الأولى جائزة أحسن سيناريو والثانية جائزة أحسن دور رجالي. وحققت السينما الإسرائيلية نتيجة مهمة بفوزها بجائزة أحسن دور نسائي للممثلة الإسرائيلية حنا لاسلو عن دورها الجميل في فيلم "منطقة حرة" للمخرج عاموس غيتاي، أما جائزة الإخراج فنالها المخرج ميشيل هانيكيه عن فيلمه "المخبأ" أما جائزة لجنة التحكيم فنالها الفيلم الصيني "حلم شنغاي".

وكانت التوقعات تباينت بخصوص أحقية السعفة الذهبية، إذ ذهبت إلى أن الفيلم الفرنسي النمساوي لمخرجه النمساوي ميشيل كانيكيه سيتنافس مع فيلم "ورود ممزقة" للمخرج الأميركي جيم جارموش.

وخرجت الإنتاجات السينمائية الضخمة خاوية الوفاض من هذه الدورة، فالفيلم الأميركي "سان سيتي" للمخرجين روبير رودريغيز وفرانك ميلر، لم ينل أي جائزة وكانت توقعات تتحدث عن حظوظه الوافرة في جائزة أحسن إخراج، كما خرج المخرج الدنماركي لارسن فان تريير بدون جوائز عن فيلمه "ماندرلاي"، وربما تحاشت لجنة التحكيم برئاسة إمير كورترسكا، إغضاب الأميركيين ومنح إحدى الجوائز، خاصة جائزة السيناريو إلى المخرج والسيناريست الدنماركي المشاغب. من مفاجآت جوائز الدورة 58 من مهرجان "كان" غياب فيلم "لا تطلق الباب علي" للمخرج الألماني فيم فاندريس عن الأفلام المتوجهة، وقدم فيندرس واحدا من أحسن أفلام الدورة الحالية من المهرجان.

هكذا اختارت لجنة التحكيم تتويج دراما اجتماعية ممثلة في فيلم "الطفل" للإخوين داردن ويتناول الفيلم موضوعا اجتماعيا عن المهمشين في بلجيكا، من خلال قصة الشاب برونو، 20 سنة وصديقته سونيا اللذين يرزقان بطفل صغير "جيمي"، يعيش برونو على السرقة بتعاون مع طفلين صغيرين، ورغم وضعيته المادية والاجتماعية يحاول أن يتعايش مع هذا الوضع، غير أنه سينهار ليقرر"بيع" مولوده لمن يتبناه ويدفع، هذا التصرف الطائش سينعكس على علاقته بصديقته أم "جيمي"، تسترد مولودها وتقطع علاقتها ببرونو. علاقة هذه الشخصية تظل موزعة بين النهب والسرقة للعيش، ولما ألقت الشرطة القبض على طفل من أحد معاونيه، سيتقدم  إلى الشرطة، بعد محاولة يائسة للقاء سونيا. الأجواء نفسها التي عرف بها المخرجان، حتى طريقة التصوير المعتمدة على اللقطات المكبرة التي وظفها المخرجان في "روزيتا" أعيد توظيفها في "الطفل".

بل إن بطلة الفيلم ديبورا فرنسوا، التي جسدت "سونيا"، لم يسبق لها أن وقفت أمام الكاميرا، شأن الفتاة التي جسدت "روزيتا" في آخر أفلام الإخوة داردن لتنال السعفة الذهبية لأحسن دور نسائي في العام 1999. لم يوظف المخرجان الموسيقى، بل اكتفيا بموسيقى الفضاء والأشياء.

سعفة الكلب

وكانت قد اعلنت جائزة (سعفة الكلب) وهي أرفع جائزة سينمائية تمنح للكلاب المشاركة في افلام. وكان الفائز بجائزة هذا العام كلب حراسة منغولي يستخدمه الرعاة مازال اسمه مجهولا.

وقال جيمس كريستوفر أحد أعضاء لجنة تحكيم الجائزة للصحافيين ان اختيار الفائز كان صعبا هذا العام. وأضاف يوم الجمعة "كان هذا العام صعبا للغاية لنا جميعا من الناحية العاطفية ومن نواح اخرى. ثار جدل شديد بيننا حول ما اذا كان يمكن لاحد حيوانات القوارض ان يخطف جائزة (سعفة الكلب) في مرحلة ما."

وكان كريستوفر يشير الى فيلم (حيوان اللاموس) Lemming الذي ينافس في المسابقة الرسمية للمهرجان والذي يتعرض فيه اللاموس الى محنة داخل أنابيب أسفل حوض مطبخ.

والفائز بجائزة (سعفة الكلب) لهذا العام ظهر في الفيلم المنغولي (كهف الكلب الاصفر) "The Cave of the Yellow Dog" لكنه لم يكن موجودا في كان لتسلم الجائزة وتسلمها بالنيابة عنه فولفرام شكوفرونيك شاير وهو الماني يروج للفيلم.

وقال "امل ان يكون الكلب مازال على قيد الحياة. هو في منغوليا وسنبذل قصارى جهدنا الى توصيل الجائزة اليه."

والتقط المصورون لقطات للكلب هاري مع رئيس لجنة التحكيم وهو يحفر في الرمال لاخراج الجائزة. وقال ديريك مالكولم وهو عضو اخر باللجنة "ازدحم مهرجان كان هذا العام بالكلاب حتى اني تعثرت في احداها وانا عائد الى الفندق الليلة الماضية." 

حنة لاسلو الفائزة بجائزة افضل ممثلة في كان تدعو الى حوار اسرائيلي فلسطيني 

كان (أ.ف.ب): دعت الممثلة الاسرائيلية حنة لاسلو التي فازت مساء اليوم السبت بجائزة افضل ممثلة عن دورها في فيلم "فري زون" (منطقة حرة) لمواطنها عاموس جيتاي في مهرجان كان السينمائي الثامن والخمسين، الى الحوار بين اسرائيل وفلسطين "من اجل حل المشاكل". وبعد تسلمها الجائزة التي قدمتها الى والدتها "الناجية من المحرقة" و"الناجية من اوشفيتز"، قالت "اتوجه ايضا الى الضحايا العرب والفلسطينيين. آن الاوان للقاء والحوار من اجل حل المشاكل". وتلعب حنة لاسلو دور امراة قوية في فيلم يروي مسيرة صعبة لثلاث نساء قررن تولي زمام الامور في حياتهن وهن: اسرائيلية (حنة لاسلو) وفلسطينية (هيام عباس) واميركية شابة من اصل يهودي (ناتالي بورتمان).

ويسوق الفيلم لفكرة ان التجارة والعلاقات اليومية والانسانية يمكن ان تقرب الشعوب اكثر من المبادرات الدبلوماسية. وتم تصوير الفيلم في الاردن، وهو يعكس حلم عاموس جيتاي بشرق اوسط تسقط فيه الحدود والحواجز الجغرافية والذهنية.

موقع "إيلاف" في

21.05.2005

 
 

أسماء كبيرة تكرر أعمالها وتسقط دماء وجرائم وانتحار تسيطر على مهرجان «كان»

كان ـ مسعود أمر الله آل علي

كان هذا العام متميزاً بحضور صاخب وأنوار ساطعة، والأسماء اللامعة، ولكن الأفلام جاءت باهتة كما كان متوقعاً، فالمشكلة في تكرار الأسماء ذاتها في المسابقة الرسمية. أسماء يبدو أنها شاخت وأصبحت تصنع أفلاماً مكررة بدورها، أو مقتبسة من أعمال سابقة. لم نجد ما يُبهرنا ويُفاجئنا، ولم نجد ما يُمكن تسميته «تحفة سينمائية»، ستُضيف أو ستعلق في أذهاننا لسنوات طويلة.

أفلام تُنسى بمجرّد مشاهدتها تبحث عن نفس طازج جديد يمنحنا رعشة العتمة حين تتساقط أضواء الحكايات الإنسانية، على بياض الشاشة النقي، لكننا صُدمنا بحمرة الدماء تحتل الشاشة مع العنف أو الجريمة، أو الشخصيات الانتحارية بشكلٍ عام تُلاحقنا حتى في أحلامنا بعد يوم منهك من المتابعة.

في «لاموس» تنتحر زوجة رجل الأعمال، كما في «متوارٍ» بطلقة في الرأس، وفي «ضارب» ينتحر الأب بعد فصله من عمله في لج البحر، بينما في «نهارات أخيرة» ينتحر الممثل الرئيسي في نهاية الفيلم. في «معركة في السماء» تُقتل البطلة في حادثة مجانية، في «انتخاب» تبرع عصابتان في فنون القتل، حتى يصل الأمر بزعيم إحدى العصابتين إلى قتل منافسه بضربات متواصلة وجامدة بحجر ضخم على رأسه.

في «الكيلومتر صفر» سيارات بامتداد النظر من الجثث، وتعذيب وشجارات لا نهائية. في «أينما تختبئ الحقيقة» تدور الحكاية أصلاً حول جريمة قتل في فندق. في «تاريخ العنف» تصل الدماء إلى ذروتها حتى تأخذ شكلاً كاريكاتورياً. في «مدينة الخطيئة» آلاف الرصاصات والقتلى. في «المقابر الثلاث لميلكيدوس إسترادا» يُقتل إسترادا ويدفن، ثم يدفن مرة أخرى، ثم يتعفّن، ثم يُدفن ثالثة.

أفلام المسابقة الرسمية

أفلام قليلة هي التي أحدث الفارق في المسابقة الرسمية، وأضافت نكهة خاصة إلى خلطة كان. في «متوارٍ» للنمساوي مايكل هانيكه يُدهشنا في أسلوب طرح حبكة الفيلم المبتكرة، ويُقحمنا في لغز الحكاية الذي يظلّ مبهماً حتى بعد نهاية الفيلم، وذلك عندما يتلقى زوجان شريط فيديو يصوّر حياتهما سرّاً، فتبدأ الأسئلة المحيرة: مَن صنع الشريط؟ هل هو بداية لسلسلة من الأشرطة المقبلة؟

ما هو الغرض من إرساله؟ ومن مرسله؟ وعندها تبدأ الشخصيات بمراجعة حياتها أولاً، واكتشاف طبيعة كل منها على سجيتها الحقيقية.«ضارب» للياباني مساهيرو كوباياشي يستعرض بحرارة العلاقات الإنسانية سواء في قمّة قسوتها، أو في أرق حالاتها، وذلك عندما تعود البطلة إلى اليابان بعد ستة أشهر من أسرها في العراق، لتجابه مآزق ومحناً لم تتوقّعها.

في «أحلام شنغهاي» للصيني وانغ زياوشواي يتّخذ الفيلم شكلاً واقعياً بحتاً وكأنك تعيش الحياة بلحظتها الآنية في الصالة؛ فلا مزايدات أو رتوش في الحلم الذي تعيشه الشخصيات في الرجوع إلى شنغهاي بعد أن أجبروا على الرحيل منها.تظل بقية الأفلام متراوحة بين المتوسط والعادي جداً.

هناك أفلام جميلة، مثل «الطفل» البلجيكي للأخوين لوك جان ـ بيير داردينيه، وفيلم «أيام أخيرة» للأميركي غاس فان سانت، لكنهما نسخ أقل إبهاراً وألقاً من أفلامها السابقة.«الطفل»، كما في «أحلام شنغهاي»، أنت في لب الواقع دون ماكياج في قصة إنسانية عميقة بين صديق وصديقته يعيشان على حافة الحياة، وبينهما طفل عمره تسعة أيام.

لا يبدو الأب مكترثاً أو مهتماً بالطفل، هو لص ومزوّر ومتعاط للكحول والمخدرات، ويعيش يومه مما يكتسبه من هذه المهن الفاسدة.«أيام أخيرة» يتعرّض إلى اللحظات الأخيرة في حياة المطرب كورت كوبين، وما شابها من انهيار تام في الإحساس بالحياة ومتعها. فان سانت يستخدم البناء المتداخل والمشتبك والملتوي.

هناك أفلام سقطت في فخ اللعبة البصرية والإدهاش اللحظي، وفشلت في شحن المضمون بالهم الإنساني المحايد. «الكيلومتر صفر» للكردي ـ العراقي ـ الفرنسي هونير سليم أتى جافاً وقاسياً لوجهة النظر التي يطرحها؛ فعوض تأريخ واستعراض الوضع السياسي في العراق في مرحلة الثمانينات أثناء الحرب مع إيران، وقُبيل الإبادة الجماعية في «حلبجة»، نجده يغوص في المشكلة الكردية صانعاً فيلمياً يستمد رؤاه بأحادية، ويعنيه هو بالذات ككردي.

الكندي أتوم أغويان في «أينما تختبئ الحقيقة» يصنع فيلماً بارداً للسوق الأميركية على ما يبدو، ولا يختلف عنه زميله ديفيد كروننبرغ في «تاريخ من العنف». الاثنان يتناولان محور الجريمة بطريقة ملغّزة.«أينما تختبئ الحقيقة» يتبع حكاية ثنائي استعراضي كوميدي يتم العثور على جثة فتاة في غرفة فندقهما.

ولا دليل دامغ على تورطهما في قتلها، يفترق الاثنان فجأة، ويتوقف البرنامج الجماهيري الناجح الذي تقاسماه لفترةٍ طويلة، ويختفيان عن الأنظار.في «تاريخ العنف» يتواصل لغز أغويان هنا، وذلك عندما يضطر أب أسرة إلى القتل دفاعاً عن رزقه وعائلته، ويمضي بنا إلى سلسلة من الحالات «الاضطرارية» التي ينخرط فيها الأب في تفجير رأس كل من يقابله في طريقه.

يعود الدانماركي لارس فون تراير في «ماندلاي» بجزءٍ ثانٍ من ثلاثية، بدأها بفيلم «دوغفيل»، وسيختمها في 2007 بفيلم «واشنطن». هذه المرّة يطرح قضية العبودية في فترة الثلاثينات في أميركا.ويعود الأميركي جيم جارموش في «زهور مهشّمة»، وهو كوميديا سوداء خفيفة معبّأ بالقفشات الذكية، والتمثيل المحكم، وخاصة من بيل موراي.

فيلم جيد آخر هو «الثلاث مقابر لميلكويس إسترادا» للممثل الأميركي الشهير تومي لي جونز في أوّل تجربة إخراجية سينمائية. عندما يُقتل «إسترادا» الصديق المكسيكي الأعز لتومي لي جونز، يحافظ الأخير على تنفيذ أمنيته بدفن جثته في قريته في المكسيك بين عائلته؛ ويمضي في رحلة على حصان برفقة الجثة والقاتل بين الجبال والسهول إلى وجهة هلامية.

الألماني فيم فيندرز يعود إلى أجواء فيلمه «باريس-تكساس» مع سام شيبارد في فيلمه «لا تأتي متجولاً»، ولكن بخيبة أمل كبيرة هذه المرّة. يبدو الفيلم متكلفاً ومتصنعاً، وفيه الكثير من الإدعاء والفذلكة الإخراجية.مرّة أخرى عاموس غيتاي في المسابقة الرسمية بفيلم «منطقة حرّة» حول ثلاث نساء من جنسيات مختلفة: ناتالي بورتمان من أميركا.

وحنا لازلو من إسرائيل، وهيام عباس من فلسطين تأخذهن الأحداث في رحلة إلى الأردن. يقدّم الفيلم معلومات بديهية وساذجة حول الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وللجزء الحدودي من الأردن، ويُحاول إقناعنا باستخفاف بمعاناة كل منهن.

غياب العرب

وبدا الحضور العربي واهناً في المسابقة الرسمية؛ فباستثناء فيلم هونير سليم «الكيلومتر صفر» ـ ولا نعلم إن كان بإمكاننا اعتباره عربياً لأن صانعه اتخذ موقف الضد في الفيلم ـ لم يكن العرب موجودين إلا في خلفيات الأفلام الأخرى؛ في «متوارٍ» تحضر شخصية الجزائري المشكوك في أمرها بإرسال الأشرطة، ما تؤدي بها إلى الانتحار. في «ضارب» تأتي البطلة من العراق بعد اختطافها والعفو عنها. في «لا تأتي متجولاً» تظهر لقطة على التلفزيون للوضع في فلسطين، لا نعرف السبب.

فيلم «ثلاثة أوقات» للتايواني هو هيساو ـ هيسن يأتي ضعيفاً وهشّاً، هذا المخرج الذي أدهشنا في أفلامه السابقة يسرد هنا ثلاث حكايات في أزمنة مختلفة وبنفس الممثلين، وقت للحب الذي تجري أحداثه في الستينات، حول امرأة تشرف على صالة بلياردو وتقع في الحب مع زبون يأتي لأوّل مرّة، لكنه لا يستطيع نسيانها.

تظاهرة «نظرة ما»

خيبة اخرى حضرت إلى «كان» هذا العام تمثلت في اختيارات تظاهرة «نظرة ما»، هذه التظاهرة التي عادة ما تكون أكثر فنية وأهمية، لأنها تبحث عن الاكتشافات الجديدة والمغايرة والمستقلة، وتدعم السينما الشابة، وتفرد مساحات واسعة للصورة البديلة. أتى معظم أفلام هذه السنة فاتراً وعادياً وأقل من الطموح.

من الأفلام المضيئة فيلم «مدينة أدنى» للبرازيلي سيرجيو ماشادو الذي يرحل في علاقة ثلاثية بين شابين أمضيا حياة الطفولة معاً، ويعملان الآن في نقل البضائع بحراً عن طريق سفينة صغيرة يمتلكانها.

الفيلم البرازيلي الآخر «سينما، أسبرين ونسور» يصحبنا المخرج مارتشيلو غوميز في رحلة وسط الشمال الشرقي من البرازيل في العام 1942 في أوّل إخراج له، وذلك عندما يلتقي رجل ألماني «يوهان» هارب من الحرب مع البرازيلي «رانولفو» الهارب هو أيضاً من القحط الذي أصاب المنطقة.

في فيلم «القوس»، ينسج المخرج الكوري كيم-كي دوك فيلماً رائعاً حول عجوز ستيني يقع في حب فتاة في السادسة عشرة مخططاً الزواج منها في عيد ميلادها السابع عشرة. الاثنان يعيشان على سفينة وسط البحر، غير أن الفتاة لم ترَ المدينة أو البر منذ العاشرة من عمرها. تبدو نظرة كي-دوك الشخصية مغايرة عن مجايليه، وخاصة في تناوله مواضيع الحياة العادية بأسلوب مركّب وغير مباشر.

المخرج الأسترالي توني كرافتز يُشارك بفيلم «فتى يهودي» 52 دقيقة) حول شاب يدعى «يوري» يعود من إسرائيل إلى أستراليا، بعد أن مات أبوه وأقام مراسم الجنازة، يعود أكثر قسوة وحدّة على نفسه، رافضاً ديانته اليهودية، تائهاً في المدينة، متخلياً عن صديقته ليعمل سائق أجرة. الفيلم متوسط المستوى، ويظل بطيئاً في إيقاعه على الرغم من قصر مدّته.

في تجربة غير مطروقة من قبل، يحاول المخرج الهنغاري كورنيل موندروزو في «جوانا» أن يمزج الدراما بالأوبرا، ولكن بطريقة عصرية، حيث تتناول الكلمات مشاكل مثل المخدرات والجرائم والوحدة والتوهان. بصرياً الفيلم أكثر من رائع، والألوان مدهشة وخلابة، لكن على الصعيد الدرامي، يبقى ثقيلاً نوعاً ما.

الفرنسي فرانسوا أوزون في «وقت للرحيل» يعود بفيلم إنساني صرف، هذا الولد الذهبي -كما يُلقبه الفرنسيين- يتناول حياة «رومين»، شاب في الثلاثينات من عمره، مصوّر مشهور، يعيش حياة أكثر من رائعة، لكنه يكتشف في يومٍ ما أنه مصاب بالسرطان، وأمامه شهران قبل أن يموت.

المغربية ليلى مراكشي في «ماروك أو المغرب»، الفيلم العربي الوحيد في التظاهرة، تستعرض حياة المراهقين في الدار البيضاء، وخاصة الطبقة الراقية منهم. نمط عيش غربي يصطدم بالعادات والتقاليد، رومانسية، حفلات ليلية، صداقات، سيارات وسباقات، موسيقا في معظمها غربي، حفلة تخرّج الثانوية العامة. يتمركز الفيلم حول «ريتا» المسلمة التي تقع في حب شاب يهودي، وتجد الرفض من قِبل الأخ، الوحيد الذي يصلي ويصوم رمضان، ومن قِبل الأهل أيضاً.

تصر «ريتا» على استمرار هذا الحب، وتقابله خفية. في أحد المشاهد، ينزع اليهودي قلادة عليها نجمة داود ويلبسها «ريتا». في مشهد آخر، يُصلي الأخ، لكن «ريتا» تنهره وتقاطعه. لا نعلم ما الذي تُريد إيصاله ليلى مراكشي، فالشاب اليهودي يموت في حادثة سيارة عادية لينتهي الفيلم، إذن حتى طرح مسألة تعدّد الديانات لم تجد المبرّر الكافي لتمريرها هنا.

الأرجنتيني خوان سولاناس في «شمال شرق»، يصنع فيلماً هادئاً تنطق فيه الصورة والحكاية معاً، في أوّل إخراج له، والده المخرج المعروف فرناندو سولاناس، ينسج حكاية عميقة لامرأة وطفلها يعيشان في قرية صغيرة يطالبها صاحب الأرض بإخلاء البيت لبناء مشروع تجاري. من جهة أخرى، تأتي امرأة من باريس لتتبنى طفلاً. تتقابل المرأتان صدفة، وتنشأ بينهما علاقة.

في «سانغري» للمخرج المكسيكي أمات إسكلانتي تنقلب حياة «دييغو» البوّاب عندما تزوره ابنته المراهقة من زوجة سابقة طالبة العيش معه، لكن الزوجة الجديدة ترفض مجرّد وجودها، فيقع الأب والزوج في حيرة بين ابنة يائسة على شفا الانتحار، وزوجة عنيدة وغيورة. الفيلم مأساوي وجارح، خاصة في تلك المشاهد التي تنتحر فيها الابنة، ويُجبر الأب على رمي جثتها في مكان تجمع القمامة.

أفلام سوق كان

هنا بعض من الأفلام العربية التي عُرضت في سوق الأفلام، وهي لا تدخل هنا في أي من أقسام كان الرئيسية، ولكنها عروض خاصة بالمنتجين والموزعين.فيلم «الجنة الآن» للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد ربما يكون من أجمل وأعمق الأفلام العربية المعروضة، وقد حاز على جائزة في مهرجان برلين الماضي.

والفيلمان العربيان الآخران، يشتركان في موضوع الرقص الشرقي. أجساد وأجساد كثيرة ترقص كفن أو كاستعراض. في «صباح» للمخرجة الكندية ـ السورية ربى ندّه، نتتبع حياة المسلمة «صباح» التي تعيش مع أسرتها المحافظة في كندا. «صباح» ممنوعة من الخروج، عليها أن تؤدي واجبات المنزل من طبخ وتنظيف، وتلتزم بمواعيد خروجها ودخولها.

هذا الفيلم الذي كنّا نرقبه طويلاً من ربى، والذي أنتجه المخرج الكندي الشهير أتوم أغويان وتلعب زوجته الحقيقة دور «صباح» أتى مخيّباً ومكرّراً لآلاف الأفلام التي تطرّقت إلى موضوع الزواج من ديانات أخرى، كما فيلم «ماروك»، ويبدو موجهاً إلى جمهور غربي يفتّش على مثل هذه المواضيع التي يستكشف فيها أجساد النساء العربيات وهن يرقصن بداعٍ أو من غيره.

في محاولة للمزج بين المادي (الجسد)، والروحي (الشعر) تحاول جوسلين صعب في فيلمها «دنيا» أن توجد قصة تتصاعد فيها الدراما على أكثر من منحى: الرقابة، المحرمات، العادات والتقاليد، الختان، حرية التعبير الفكري،ولكنها لا تنجح لأن الفيلم يُعاني من إطالة غير مبررة، وخاصة في مشاهد الرقص، وقراءة الأشعار.

وفي مشهد الختام أيضاً عندما ترقص حنان ترك لمدّة تربو على الأربع دقائق في مشهد بطيء وثقيل، ربما لأن المخرجة أرادت أن توصل فكرة الإرادة والتحدي والإتقان، ولكن هيهات.

####

توزيع جوائز مهرجان «كان» في ختام فعالياته 

(كان ـ خاص لـ «البيان»)

اختتم مهرجان «كان» السينمائي الدولي دورته الثامنة والخمسين ليل أمس في حفل الختام، الذي حضرته مجموعة كبيرة من المشاركين من السينمائيين والمهتمين والفنيين. وزعت خلاله عشر جوائز تتصدرها جائزة السعفة الذهبية التي حصدها الاخوان (جان بيير ولوك درديني) عن فيلمهما «لان فانت».

وحصل المخرج الأميركي جيم جارموش على الجائزة الكبرى عن فيلمه «الزهور المكسورة» وجائزة أفضل ممثل ذهبت للأميركي أيضاً توم لي جونز عن فيلم «المقابر الثلاث»، وأفضل ممثلة للاسرائيلية حنا لازلو عن فيلم «منطقة حرة» من إخراج عاموس غيتاي. وحاز المخرج الفرنسي النمساوي الأصل مايكل هانيكه على جائزة أفضل إخراج عن فيلمه «كاشيه».

وجائزة أفضل سيناريو انتزعها جيرمو ارييغا، وجائزة الكاميرا الذهبية وهي خاصة بأول عمل لمخرج تقاسمها السيرلانكي جايا سوندرا، والأميركية ميرندا جولاي. والجائزة الخاصة للجنة التحكيم حصل عليها المخرج الصيني وانغ زياشواي عن فيلمه «أحلام شنغهاي».

####

حين يتحول الحدث الصغير إلى قصة سينمائية كبيرة

الأبوة الغائبة وطمأنينة الأمومة مفردات تتكرر حاملة الهموم الإنسانية

«كان» ـ عرفان الزهاوي

تكررت المفردات والموضوعات في الدورة الثامنة والخمسين لمهرجان «كان» السينمائي، ومن بينها موضوع الأبوة، وعلاقة الأبناء بالأب وكون الأم، أو المرأة بشكل عام، المرساة التي تُعطي العائلة (والأبناء) قدراً لا بأس به من الطمأنينة واستعادة التوازن. بدا ذلك واضحاً في شريط الإيطالي ماركو توليو جوردانا من خلال صلة الصغير «ساندرو» بوالده وصلته بالآخرين عبر مرآة الأب.

وتجلى ذلك بشكل أكثر وضوحاً، في الشريط الجميل «لا تأت وتقرع الباب» الذي أنجزه المخرج الألماني فيم فيندرز بالتعاون مع الكاتب والممثل الأميركي سام شيبارد الذي جسد في الشريط شخصية « هاوارد سبينس» بطل أفلام رعاة البقر الذي يشعر بالضياع وبفقدان القناعة، إزاء ما يفعل، فهو برغم الشهرة يشعر بالرغبة في الهرب من عالمه المزيّف، والذي لم يعد موجوداً في الواقع.

ويهرب خلال تصوير مشاهد الفيلم الجديد من موقع التصوير وينتهي به الأمر إلى البلدة التي تعيش فيها والدته العجوز. ويكتشف هاوارد قيمة ما قد يعطي لحياته معنى ما. يكتشف أن إحدى علاقاته العابرة أنتجت ولداً فيحث الخطى للبحث عن المرأة التي التقاها ولا يذكر منها شيئاً.

ويجد هاوارد ابنه لكنه يكتشف أيضاً مقدار حطة حياته السابقة، ويسعى جاهداً لربط الصلة مع الابن لكنه يُواجه بالرفض المطلق. وأدت دور الأم بشكل جميل النجمة جيسّيكا لانغ ـ زوجة سام شيبارد ـ حيث ترفض أن تكون الطُعم للوصول إلى قلب الابن لكنها لا تقف حائلاً أمام عودة الصفاء بينهما.

تكتشف أن لهاوارد ابنة حملت هي الأخرى رماد أمها لتذرّه في سماء البلدة التي ولدت فيها. الفتاة « سكاي» ـ أدت الدور سارة بولّي ـ تتمكن في النهاية من إقناع الابن بالعفو عن أخطاء الوالد الذي يعود إلى موقع التصوير لإنهاء مشاهد الفيلم، وليحول دون المصائب التأمينية التي لا حول لكاهليه، المتعبين، أصلاً على تحمّلهما. على أمل أن يعود إلى تلك البلدة ويبني عائلة.

بعد نجاحهما المطلق في أعمالهما الأخرى، وبالذات في فيلمي «روزيتا» في سنة 1999 و«الإبن» في سنة 2002 يعود الأخوان جان بيار ولوك داردين إلى شغفهما بالحكايات والقصص الصغيرة، التي قد تمر أمام ناظرينا على صفحات الصحف اليومية من دون أن تثير اهتمامنا.

قصة «برونو» الشاب السارق المشرّد و«سونيا» الفتاة الشقراء التي رُزقت منه قبل أسبوع بمولود ذكر تتحول بين يدي هذين المخرجين إلى مأساة تشمل الجميع بتأثيراتها وتلّم بين ظهرانيها مفردات عديدة منها بؤس مناطق الضواحي في المدن الكبرى وجريمة القاصرين وأيضاً قدرة حدث صغير آخر على إحداث الانقلاب الضروري في حياة من لم يمتلك في حياته احتراماً أو اعتباراً لأي شيء بما في ذلك الطفل النازل من صلبه.

وربما كانت هذه الرسالة الأساسية التي يسعى الأخوان داردين إيصالها إلى المشاهد، أي قدرة الإنسان على التمرّد على ماضيه الأسود، والعودة كائناً طبيعياً يقيم للمبادئ الإنسانية حساباً خاصاً ومهماً.وإذا كان شريط كروننبورغ «تاريخ من العنف» دلل من خلال بطليه الثانويين وليم هارت وإيد هاريس، أن لا وجود لدور كبير أو دور صغير، فإن شريط الأخوين داردين، يؤكد أن لا وجود لقصة سينمائية كبيرة أو قصة سينمائية صغيرة.

كل شيء وكل حدث يمكن أن يتحوّل إلى قصة سينمائية كبيرة إذا ما أمسكت به أنامل فنانين مبدعين من مقاس الأخوين داردين. هذان المخرجان سبق وأن حملا إلى بلدهما، بلجيكا، السعفة الذهبية في سنة 1999 عن فيلم «روزيتا», وفازت بطلة الفيلم إيميلي ديكيني بجائزة أفضل ممثلة عن دورها (روزيتا) وفاز بطل فيلمها السابق (الابن) أوليفييه غورمييه بجائزة أفضل ممثل عن دوره في الفيلم في سنة 2002.

ورغم أن الكثيرين يستبعدون أن يقع شريط الأخوين داردين ضمن الأفلام التي يُفضّلها رئيس لجنة التحكيم الدولية أمير كوستوريتسا، فإن هذا الشريط البسيط والأخّاذ سيعود بالتأكيد إلى بلاده حاملاً معه إحدى جوائز المهرجان. وعلى أي حال فقد فاز بتقدير النقّاد الحاضرين في المهرجان.

####

فرنسا وأحلام السعفة الذهبية 

قبيل الإعلان أمس عن جوائز مهرجان «كان»، وفي طليعتها السعفة الذهبية، حلمت فرنسا بانتزاع أول سعفة ذهبية لها منذ سنة 1987 بفيلم «كاشيه» (مخفي). ويحتل الفيلم الفرنسي الذي اخرجه النمساوي مايكل هانيكي وقام ببطولته دانييل اوتوي وجولييت بينوش الصدارة في ترتيب الافلام الاوفر حظاً، الذي وضعته صحيفة «لو فيلم فرانسيه» السينمائية المتخصصة مستندة الى التعليقات، التي كتبت عنه في الصحف الفرنسية.

وحصل فيلم «كاشيه» مساء الجمعة الماضي على جائزة الاتحاد الدولي للنقاد السينمائيين وأيضا جائزة لجنة التحكيم المسكونية مما يعزز موقفه أكثر. وتنافس على السعفة مع «كاشيه» أربعة أفلام هي «لاست دايز» (آخر الأيام) لغاس فان سنت (الولايات المتحدة) و«اندرلاي» لارس فون تريير (الدنمارك) و«روكن فلاورز»(زهور محطمة) لجيم جرموش (الولايات المتحدة) و«انفان»(الطفل) للأخوين جان بيار ولوك داردن (بلجيكا).

وضمن قائمة الأوفر حظاً تضم أسماء من أصحاب الوزن الثقيل في عالم السينما العالمية. وعلاوة على ذلك فان ثلاثة منهم سبق ان حصلوا بالفعل على سعفة ذهبية وهم الاخوان دارين سنة 1999 عن «روزيتا» ولارس فون تريير سنة 2000 عن «دانسر ان ذى دارك» (راقصة في الظلام) وغاس فان سنت عام 2003 عن «اليفانت» (الفيل).

وإضافة إلى السعفة الذهبية هناك الجائزة الكبرى التي تمنح للفيلم الأكثر ابتكارا وجائزة أفضل تمثيل وجائزتا الإخراج والسيناريو وجائزة لجنة التحكيم وسعفة أفضل فيلم قصير وأخيرا الكاميرا الذهبية لأفضل عمل أول.

 (أ.ف.ب)  

البيان الإماراتية في

22.05.2005

 
 

جوائز مهرجان كان:

"تومي لي" أفضل ممثل.."هنا" الإسرائيلية أحسن ممثلة

السعفة الذهبية ل "الطفل" البلجيكي.. الجائزة الكبري ل "الزهور المكسورة"

"أحلام شنغهاي"..فاز بجائزة لجنة التحكيم 

فاز الفيلم البلجيكي الطفل" بجائزة احسن فيلم في مهرجان كان السينمائي الدولي لهذا العام ويتناول الفيلم الحائز علي السعفة الذهبية للمهرجان قصة طفل ولد لأبوين مراهقين حيث تعتمد امه علي اعانة بسيطة من الحكومة بينما الأب لص لا يفكر الا في يومه.

كما احرز نجم هوليود تومي لي دجونس جائزة افضل ممثل عن دوره في فيلم "مراسم الدفن الثلاثة لميلكياديس ايستوادا".

وفازت الإسرائيلية هنا لاسلو بجائزة احسن ممثلة عن دورها في فيلم "منطقة حرة" ويتناول حياة ثلاث نساء يعشن رحلة مليئة بالمؤامرات السياسية كما حصل الفرنسي ميشيل هاينك علي جائزة احسن مخرج عن فيلم المختبيء ونال فيلم الزهور المكسورة للمخرج الامريكي جيم جرموش الجائزة الكبري للمهرجان كما حصل علي جائزة التحكيم الفيلم الصيني "أحلام شنغهاي".

الجمهورية المصرية في

22.05.2005

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)