نجوى إبراهيم: ما أحلى الرجوع إليه
القاهرة ـ جميل حسن
عودة الإعلامية نجوى إبراهيم إلى التمثيل لم تكن متوقعة، وفاجأت جمهورها
بالعودة من خلال عمل درامي تليفزيوني رأت فيه العناصر التي تسهم في اتخاذها
قرار العودة، كما ان إلحاح المسؤولين في مدينة الانتاج الإعلامي عليها
بقبول بطولة مسلسل ''عواصف النساء'' اسهم في تعجلها اتخاذ القرار، وظهرت
على الشاشة الصغيرة كممثلة، لتفاجئ جمهورها بشكل جديد لم يعتده منها، ورغم
اشادتها الدائمة بالسيناريو الذي كتبه محمد الغيطي، فان الخوف تمكن منها
لأن غيبتها طالت كممثلة، ورغم ثقتها بقدراتها، فان رد فعل الجمهور كان
شغلها الشاغل، التقيناها في هذا الحوار:
·
عودتك للتمثيل لم تكن متوقعة،
فمن الذي أقنعك؟
لم أفكر في العودة لكن مجموعة عوامل جعلتني ضعيفة امام مسلسل ''عواصف
النساء'' أهمها انني عندما رفضت في البداية طلب مني المؤلف محمد الغيطي
والمهندس عبدالرحمن حافظ رئيس مدينة الانتاج الاعلامي قراءة السيناريو أولا
ثم ابداء الرأي بعد ذلك، وأخذت السيناريو، وأنا أستبعد تماما عودتي
للتمثيل، لكني فوجئت بعمل اجتماعي جيد يطرح مشاكل كثيرة تهم كل الناس·
·
هل قرأت دورك فقط أم السيناريو
كاملا؟
اعتدت منذ عملي بالتمثيل قراءة السيناريو كاملا، وهذا عادة لا يستغرق مني
فترة طويلة، ثم اعود لقراءة دوري إذا أعجبني السيناريو، فإذا وجدت الدور
مناسبا لي أعدت قراءة السنياريو كاملا مرة ثانية اخرى، وشتان بين القراءة
الأولى والثانية·
·
ما الفرق؟
في المرة الأولى تكون قراءتي للسيناريو من أجل معرفة الخطوط الدرامية
العريضة، ولا أتوقف طويلا أمام الأحداث، وفي المرة الثانية، أهتم بكل
التفاصيل حتى أضع يدي على أهم القضايا التي يطرحها العمل وأقترب من كل
الشخصيات، ثم أعود للشخصية التي اؤديها وأتوقف عند كل جملة وأعرف علاقتها
بباقي الشخصيات وهذا يستغرق فترة أطول، ثم أبدي موافقتي·
·
ما الذي جذبك لمسلسل ''عواصف
النساء''؟
القضايا التي يطرحها مثل زواج المصريات من اجانب ومعاناتهن بعد الزواج خاصة
إذا كانت ثقافة الزوجة مختلفة عن ثقافة الزوج، ثم يتطرق المسلسل إلى قضية
زواج الشباب ومعاناتهم حتى تنتهي قصص حبهم بالزواج، وهناك الحارة بمشاكلها
الكثيرة وثقافة أهلها، وقد أعجبت بالطرح الجديد لمشاكل الحارة المصرية·
شخصية ''كوثر''
·
ما الذي جذبك في شخصية ''كوثر''؟
عانت كثيرا وهي طفلة، فقد نشأت في بيت خالتها ووجدت غلظة في التعامل وكانت
تنتظر اليوم الذي تخرج فيه من بيت خالتها، واجبرت ''كوثر'' على الزواج من
اجنبي لتتواصل معاناتها، حتى عندما هربت منه والتحقت بالعمل كخادمة، عانت
أيضا، وكانت معاناتها الأكبر عندما تحولت إلى سيدة ثرية، فالشخصية بها
مساحات كبيرة من التمثيل وهذا ما كنت أبحث عنه حتى تكون عودتي لجمهوري
قوية·
·
هل هناك شبه بينك وبين ''كوثر''؟
هناك مناطق نلتقي فيها معا، لان ''كوثر'' شخصية طيبة لا تعرف في حياتها سوى
الالتزام ولم تضعف أمام المغريات ، وظلت قوية حتى النهاية ولو ان امرأة
غيرها تعرضت لهذا القهر لاستجابت لما حاول الآخرون اجبارها عليه، وهذه
الصلابة في شخصيتي·
·
كوثر ضعفت امام اغراء المال؟
كانت مغلوبة على أمرها، فقرار الزواج لم يكن ملكها وكان ملكا لخالتها وهي
سيدة قوية لا يستطع أحد اثناءها عن رأيها، واعتقدت كوثر ان زواجها سوف
يخلصها من العذاب الذي تعيشه في بيت خالتها، لكنها وجدت عذابا من نوع آخر
ينتظرها بعد الزواج فقد أهملها زوجها وعاملها كجارية لكن كوثر اصرت على
التمسك بالقيمة التي شربتها من والديها قبل وفاتهما، حتى الخمر التي كانت
تجبر على تقديمها لزوجها، فضلت ان يضربها زوجها على أن تلمسها بيدها·
·
هروب ''كوثر'' من زوجها لم يكن
مقنعا؟
عندما ضاقت كوثر بحياتها مع هذا الرجل، وفشلت في تلافي المؤامرات طلبت منه
الطلاق، لكنه رفض وتمسك ببقائها في بيته ليسيء معاملتها ويتطاول عليها،
وامرأة تعيش هذه المعاناة، تفضل الهرب وبأي وسيلة، واعتقد ان طريقة الهرب
كانت مقنعة لانني لن أقدم الا ما يقنعني·
·
لماذا ظهرت بشكل جديد في
المسلسل؟
تسريحة شعري أدت إلى هذا الشكل، وهذا ما تطلبته الشخصية، لأن كوثر كانت
فريسة لزوجها، وتعرضت لقص شعرها والطريف، ان كوثر كانت ضرة لمصرية سبقتها
في الزواج من هذا الأجنبي، وكانت ضرة أيضا للبنانية وعانت من الثلاثة·
رومانسية
·
ماذا عن العمل مع الفنان حسن
يوسف؟
حسن يوسف قيمة فنية كبيرة وشعرت بسعادة عندما علمت انه وافق على المشاركة
في المسلسل، ومعه أقدم مشاهد كثيرة رومانسية، لكنها الرومانسية التي تليق
بالأسرة العربية، والتي تحترم التقاليد وحسن يوسف، لا يقدم إلا العمل الذي
يشعر بانه يحمل قيمة للناس، وقد اعتدت ذلك، فما يهمني هو المجتمع الذي يعج
بالمشاكل، وكل المشاكل التي يطرحها المسلسل يعيشها الناس، ولم نجنح إلى
الخيال·
·
حسن يوسف فاجأ فريق العمل بحركات
لم يتوقعها أحد؟
هو رجل جميل، وبعيد تماما عن التزمت لأنه يعرف أمور دينه ومهمة الفنان تجاه
المجتمع الذي يعيش فيه، وفي مشاهده معي ظهر عدم تزمته، وتعامل مع الشخصية
التي يجسدها بموضوعية، فرجل الأعمال الذي يضعف امام خادمة تعمل في بيته،
سوف يرفض المساس بها أو اخذ ما يتمناه أي رجل من امرأة الا بعد ان يتزوجها،
وهذا ما فعله رجل الأعمال في المسلسل، حتى انه تعامل مع زوجته الأولى
بالحسنى ولم يبخسها حقها، وهو أول من لمس في كوثر السيدة المكسورة نفسيا
والمقهورة التي تحرص على التفاني في عملها حتى لو كانت خادمة، واندهش
الجميع من آداء حسن يوسف لأنهم اعتادوا مشاهدته في الأعمال الدينية·
·
كيف كان تحضيرك للشخصية؟
التحضير للشخصية سبق تصوير المسلسل، لأنني تفرغت تماما للقراءة، وعشت مشوار
كوثر على الورق قبل الوقوف امام الكاميرا، وشعرت بها معي في المنزل والعمل
وكانت تجلس بجانبي في سريري، ولم تفارقني حتى الآن، لذلك وجدت سهولة في
الانتقال بها من المعاناة بسبب الفقر والقهر، إلى الثراء والتعامل مع طبقة
أخرى غير التي نشأت فيها·
·
سمعنا عن خلاف بينك وبين آثار
الحكيم بسبب هذا المسلسل؟
تلقيت سيناريو مسلسل أعجبني كتبه محمد جلال عبدالقوي، ولم ابد موافقتي عليه
ثم تلقيت سيناريو ''عواصف النساء'' واعجبت به، وعلمت ان مدينة الانتاج
الاعلامي ترغب في تصويره حتى يلحق بالعرض في شهر رمضان، وقرأت السيناريو
ووافقت عليه، ثم علمت ان الفنانة آثار الحكيم كانت مرشحة لدوري لكنها
اعتذرت بسبب انشغالها بمسلسل آخر، واتصلت بها لأعرف حقيقة اعتذارها حتى لا
أكون طرفا في المشكلة، وقلت لها ان أمامي سيناريو آخر ومطلوب مني قراءته،
لكنها أكدت لي انشغالها بعمل آخر، وباركت عودتي للتمثيل وتوقعت عملا جيدا·
·
هل كنت خائفة من العودة للتمثيل؟
أثق بقدراتي، لكن ثقة من حولي بي ورغبتهم الشديدة في عودتي تجعلني دائما
اسعى لأن أكون عند حسن ظنهم بي، كما ان جمهوري الذي يصفق لي دائما كمذيعة،
ينتظر ان يكون في عودتي جديد، وهذا ما يشغلني حتى الآن·
·
هل تعودين إلى السينما أيضا؟
استبعد ذلك خاصة في الوقت الحالي، لان السائد في السينما لا يناسبني،
والسائد سيظل الاقوى حتى يشعر الجمهور برغبة في التغيير، اما التليفزيون
فهو الأهم والاخطر حاليا، لذلك حرصت على تحري الدقة في كل شيء عندما قررت
العودة للتمثيل من خلاله·
|