كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

فيلم أثقلت مقولته الموعظة

«أربع بنات» في الافتتاح.. دموع لا تحدث «بللاً»

زياد عبدالله - دبي

مهرجان الخليج السينمائي

الأول

   
 
 
 
 

تتطلب مقاربة الفيلم البحريني «أربع بنات» الذي اُفتتح به مهرجان الخليج السينمائي عروضه، أول من أمس، بعض المشقة؛ على اعتبار أن أشياء كثيرة لنا أن نرصدها فتذكرنا بأشياء أخرى، على شيء من محاكاة الفيلم نفسه، على اعتباره كان مدهشاً بقدرته على إطلاق خيوط درامية مجانية، الخيوط التي ستتشابك دون أن تفضي إلى شيء في النهاية، أو ستتصارع دون أظافر أو أسنان، مع كمية هائلة من دموع لم تملك القدرة على إحداث بلل، أو اختلاق حزن، مضافاً إليها موسيقى تصويرية شرحت لنا طوال مدة العرض المشاعر الفياضة التي تجول في نفوس الشخصيات؛ فجاء كل شيء شبه ميلودرامي.

يمكن التخلص من المشقة التي بدأت بها عبر الاستعانة بما يمكن اعتباره المقولة التي يسعى فيلم  «أربع بنات» الذي أخرجه حسين الحليبي، وكتبه حمد الشهابي، ومحاكمة الفيلم وفقاً لها عبر الأربع بنات اللواتي يواجهن، كل واحدة على طريقتها، ما يفترض أنها مشكلات مالية، وأخرى اجتماعية، واجتماعهن في النهاية على قرار خطير في الأعراف والتقاليد، ألا وهو قيامهن بالعمل في مغسلة سيارات، تمتلكها إحداهن، والتي نكون قد شاهدنا في بداية الفيلم كيف تعرضت لحادث أليم يتمثل بإقدام زوجها على قتل والده، وعلى شيء من بداية حافلة بـ«الأكشن».

حسناً، أعود إلى المقولة، التي يمكن أن تكون بتقديم رصد لمعاناة المرأة الاجتماعية، والبطالة، ومن ثم التطرف الاسلامي، والأفكار المغلوطة التي تتسيده، ولتكون تلك المغسلة محور الأحداث على اعتبار أن الزوج السابق لتلك المرأة التي تملك المغسلة، أو التي تملكها عمتها التي هي زوجة والد الزوج السابق، ولنجد كيف يحوّل هذا الزوج السابق مآربه الشخصية إلى مطالب دينية، تسعى إلى تغيير المنكر باليد، وتحريض الناس تحت هذا الغطاء ضد تلك النساء، اللواتي يتهمهن بالفجور وما إلى هنالك من تهم جاهزة تخدم مصالحه الشخصية التي هي في النهاية اقتصادية.

لكن ولكم أن تعدوا ما يتجاوز أصابع اليد، ما يترافق مع ذلك من تشويش وتطويل، فإلى جانب ذلك المتطرف شيخ معتدل وحكيم، يعظنا طوال الوقت، خصوصاً في نهاية الفيلم بعد أن تبوأ كل محاولات المتطرف الذي جسد شخصيته خالد الرويعي بالفشل، كما أ ن كل بنت لها معاناتها الخاصة، فهذه تعاني من اضطهاد زوج أمها مدمن الكحول، والثانية من والدها القاسي الذي يسألها أن تعمل، والثالثة تعاني من أمها المطلقة واستباحة المجتمع للمطلقات، وكل هذه الشخصيات تخون ما قدمت عليه، ونجدها مضطربة لا نعرف لما تتغير فجأة ودون مقدمات، وما الأسباب الدرامية وراء ذلك، ليضاف إليها قصص حب، واحدة منهن مع طليقة ذاك الزوج المتطرف دون أن نعرف من هو هذا العشيق ولمَ وكيف، وقصة أخرى تندلع جذوتها من جراء حادث سير، ما استدعى أيضاً تطعيم الفيلم بأغانٍ عاطفية، وأشياء كثيرة بلا نهاية ولا بداية.

ربما النيات حسنة، ربما التطلع لتسجيل قول أو رصد واقع اجتماعي ما كانت أعين المشتغلين على هذا الفيلم تتطلع إليه، إلا أنها جميعاً لا تكفي لأن يكون ما شاهدنا أول من أمس فيلماً مصاغاً وفق شروطه أو تطلعه، فالفيلم سعى لأن يكون واقعياً، وتجارياً، ومن ثم ترفيهياً، فلم يوفق، لا بل كان مسرفاً في كل ما كان عليه أن يقتصد فيه، واقتصد في كل ما كان عليه أن يسرف فيه، وهو يبحث عن بوصلة تحدد اتجاهات خيوطه وقصته، وما يفترض أنها مقولته التي جاءت على شيء من الموعظة.

الإمارات اليوم في 15 أبريل 2008

 

المشاركة الكبرى في «المهرجان»

السينما السعودية.. تهجس بتغيير «الصورة»

علا الشيخ - دبي  

على الرغم من عدم وجود صالات عرض سينمائية في المملكة العربية السعودية، الا ان السنوات الخمس الأخيرة شهدت حراكاً كبيراً وجهداً واضحاً على مستوى صناعة الفيلم السعودي، وتقديم التجارب الجديدة لعدد من الشباب السعودي من اجل مواكبة المسابقات والمهرجانات السينمائية والمشاركة فيها، ومن اللافت  ايضاً ان الدورة الأولى من مهرجان الخليج السينمائي استقطبت 20 عملا سعوديا، وهو الرقم الأعلى، مقارنة بالمشاركات الخليجية الأخرى، وبناء على الأفلام المتقدمة للمسابقة لوحظ ان غالبية المخرجين السعوديين يحاولون بطريقة مباشرة وغير مباشرة ازالة ما اسموه (الانطباعات الخاطئة) عن المجتمع السعودي كمجتمع مغلق.

وفي لقاء اجرته «الإمارات اليوم» مع بعض المخرجين السعوديين المشاركين في المهرجان، اكد غالبيتهم ان الهدف الرئيس وراء مشاركتهم هو اثبات ان عدم وجود دور عرض سينمائية في المملكة لم يحبطهم تجاه التعبير عن ثقافتهم السينمائية، والبعض الآخر قال ان السينما اصبحت الناقل الأهم لوجهات النظر التي يجب ان تصل الى العالمية، واكد آخرون ان صناعة الأفلام الوثائقية والسينمائية في المستقبل ستلغي صورة السعودي والعربي النمطية التي كرستها الأفلام الغربية.

صورة العربي

مخرج الفيلم الوثائقي (الحقيقة)  اسامة الخرجي، قال «ان تغيير الصورة النمطية بالنسبة إلي ليست خاصة بالسعوديين فحسب، بل بالأمة العربية كلها»، مشيرا الى ان «السينما اصبحت في الوقت الحالي أهم ناقل للثقافة، وهي تكاد تصبح الوحيدة في لغة التواصل مع الآخر الذي يجب ان يفهم من نحن بصورة دقيقة وغير ملفقة اعلامياً».

وبدوره، قال مخرج الفيلم التاريخي (بلا غمد) والفيلم القصير (ابيض وابيض) بدر الحمود «ان السينما السعودية غير موجودة من وجهة نظر الآخرين بسبب عدم وجود صالات عرض»، مستدركاً انه «على الرغم من ذلك فإن الحراك السينمائي سريع وكبير، وفيه نضج ملحوظ» مؤكداً ان هذا هو «التحدي الذي يجعل من المخرج السعودي متميزاً»، مشدداً على ان الحقيقة التي يريد تكريسها تكمن في «ان الشباب السعودي مثقف سينمائياً، وان عدم وجود دعم حكومي له يعود الى خصوصية المجتمع السعودي المتدينة التي ترفض هذا القطاع، في الوقت الحالي على الأقل».

فيما قال المخرج نضال الدمشقي صاحب الفيلم التسجيلي (كبرياء) انه ترك مهنته الأساسية كمساعد جراح، وانتقل الى عالم صناعة الأفلام «لأحكي السعودية للعالم بشكل حقيقي»، مضيفاً ان «التراث جزء من حكايتنا التي لا تنتهي ولا يوجد فيها تلفيق او تغيير للحقائق»، مؤكداً «الحقيقة هي التي اسعى اليها لأغيّر الصورة النمطية عن المجتمع السعودي».

ومن جهته، قال المخرج عبدالله الأحمد صاحب الفيلم القصير (الهامس للقمر) «الصورة النمطية  التي اريد ان احكيها سينمائياً هي عن البلد الذي لا يدعم السينما ولا يؤمن بالثقافة السينمائية، ومع ذلك يقدم مشاركة هي الكبرى على مستوى الخليج في غالبية المهرجانات والمسابقات» وأضاف «نحن لدينا اكبر منتدى الكتروني على شبكة الإنترنت نحاول من خلاله ان نثبت للأخوة في دول الخليج والوطن العربي اننا موجودون ومبدعون في الوقت نفسه».

معاناة صنّاع السينما

ويحاول المخرج والمنتج والممثل السعودي موسى آل ثنيان ان يكسر «جميع الحواجز التي تحاول الحد من قدراته الإبداعية»، مضيفاً انه ليس من السهل على صناع السينما ان يكونوا في مجتمع يحرم السينما وعروضها»، مؤكداً ان «الغصة تكون كبيرة حين تسافر اعمالنا الى اوطان اخرى قريبة وبعيدة عن مملكتنا، وتلقى الترحيب والتصفيق وتنال الجوائز» في وقت لا يسمح لها بالعرض في بلادها.

أما بالنسبة إلى مخرج الفيلم الروائي القصير (عصافير الفردوس) محمد علي الباشا، فإن «التجارب السينمائية الحالية التي تعرض من خلال  المسابقات والمهرجانات السينمائية فتعبر عن هواجس المخرج ذاته» مضيفاً ان «تغيير أي صورة، سواء اكانت اجتماعية ام سياسية ام ثقافية يعتبر نتيجة طبيعية لدى المشاهد الذي يرصد ما نعنيه، وما نريد ايصاله من خلال الأفلام المشاركة».

وفي المقابل، قال عبدالمحسن المطيري مخرج الفيلم القصير (لا شيء) «نحن مجتمع لا توجد فيه معاهد سينمائية، وقطاع السينما في الأساس محرم اجتماعياً ايضاً، والرقابة هناك اشد من اي رقابة في الوطن العربي اضعافا مضاعفة»، مستدركاً انه «على الرغم من كل هذا فنحن موجودون، وكل يوم نقوم بصناعة فيلم يعرض خارج حدود الدولة، ويحصد الجوائز ايضاً»، مؤكداً «هذه المعاناة التي نعانيها لم تحبطنا، بل شدت من عزيمتنا نحو التألق اكثر».

أما جاسم العقيلي مخرج الفيلم القصير (ما بعد الرماد) فقال «يُحكى عن المجتمع السعودي انه منغلق وغير منفتح على الثقافات الأخرى»، مؤكداً ان جيله كمخرجين من جيل الشباب في السعودية، معني بالقول من خلال افلامهم: «اننا غير مؤطرين او مهمشين»، مشيراً الى ان مشكلة عدم توافر صالات عرض سينمائية في المملكة «ستحل رسمياً قريباً، وهذا ما نطمح اليه نحن كسينمائيين».

السينما الخفية

ترجع معرفة السعوديين بالسينما إلى ستينات القرن الماضي، حيث كانت هناك أماكن لعرض الأفلام السينمائية، ولكنها لم تكن صالات كما يتداعى إلى الذهن، بل كانت عبارة عن مساحات مفتوحة تحفها المنازل مع بعض الحواجز البسيطة ومحاطة ببعض الديكورات البسيطة، واعتمد القائمون على هذه العروض على آلة العرض السينمائي الشبيهة بجهاز السينما توغراف، وكانت مدينة جدة من أشهر المدن السعودية التي تضم مثل تلك العروض.

ولكن لم تحظ جميع العروض وصالاتها بتأييد رسمي، ولم تقدم لها وزارة الإعلام ما يكسبها الشرعية، كما كان رجال الحسبة يطاردون صالات العرض السينمائي ويعملون على إغلاقها واعتقال أصحابها؛ لذا كان القائمون على العرض السينمائي يكلفون أحد الصبية مراقبة الطريق المؤدي إلى السينما لحماية قاعات العرض من مداهمات رجال الحسبة، والتحذير عند قدومهم، كما كان القائمون على العروض يقومون بنصب أجهزتهم في منزل وإعلاء الشاشات في فناء منزل آخر استعداداً لمداهمات رجال الحسبة وعدم تمكينهم من مصادرة الأجهزة أو اكتشاف مواقعها.

الإمارات اليوم في 15 أبريل 2008

 
 

سهولة الإنتاج أتاحت للشباب القفز على متطلبات المهنة بأعمال تنقصها الجودة

«الديجيتال» يعاني خليجياً من أفلام تنقصها ثقافة السينما

دبي ـ عنان كتانة

ألقى المشاركون في الندوة التي عقدت ظهر أمس على هامش مهرجان السينما الخليجية، والتي تتحدث عن السينما الرقمية في الخليج العربي والواقع الجديد الذي فرضته في مجال الإنتاج السينمائي، اللوم على المخرجين الشباب في عدم حصولهم على الكم المعرفي والثقافي الذي يؤهلهم للتميز في مجال صناعة السينما، مؤكدين أن منطقة الخليج العربي لا تزال ضمن خانة الدول غير المنتجة للسينما، مشيرين إلى أن الأفلام التي تحسب على السينما بالمعنى الصحيح تعد على الأصابع، وذلك على الرغم من الحماس الزائد الذي يعتري الشباب منذ سنوات مضت في مجال إنتاج أفلام سينمائية قصيرة.شارك في الندوة المخرج البحريني بسام الذوادي أمين عام جمعية السينما لدول مجلس التعاون الخليجي والناقد السينمائي اللبناني محمد رضا وجيان لوكا شقرا مدير شركة «فرونت رو فيلمد انترتينمنت ال ال سي»، وأدار الندوة الزميل زياد عبدالله الصحافي في «الإمارات اليوم». وأوضح الذوادي في مستهل حديثه أن الدول الخليجية لا تملك أرضية أو قاعدة سينمائية لتحقيق أفلام بمعنى الكلمة، لكنها تستطيع السير في بعض التجارب، مؤكداً أن رصيد دول الخليج مجتمعة من الأفلام السينمائية لا يتعدى خمسة أعمال.

مشكلة دائمةولفت إلى أن المشكلة التي تواجه المخرجين الخليجيين على الدوام تكمن في عدم وجود الفنيين والتقنيين المحترفين في المنطقة، سواء كانوا مديري تصوير أو مختصي إضاءة وصوت أو في المونتاج، أو حتى كتاب سيناريو، موضحاً أن الموجة الكبيرة التي نلحظها من الشباب الخليجيين المتوجهين للإخراج السينمائي تصطدم بعدم وجود أدوات لتنفيذ العمل على الوجه الأمثل.غير ذلك كشف الذوادي عن أن كم المخرجين الموجودين في دول الخليج العربي غير المنتجة للسينما أكبر من نظرائهم المتوفرين في دول متقدمة في صناعة السينما، وهذا مؤشر يحمل في طياته أسئلة كثيرة، ونحن من واقع مسؤوليتنا لا نحاربه وإنما ندعم التوجه الصحيح للمخرجين، وعلى سبيل المثال فقد أسسنا في مملكة البحرين شركة للسينما تسعى لإيجاد البنية التحتية لصناعة السينما، حيث أن أول مطلب تحتمه هذه الشركة على المخرج أن يأتي بفريق عمل متكامل ومحترف لإتمام الصناعة السينمائية.

أداة إحباط وأكد الذوادي أن هذا الواقع المحترف لا يمكن أن يكون أداة إحباط أو إعاقة للمخرجين الخليجيين، فدول الخليج مجتمعة تسعى لتوفير سينما متمكنة لحاجتها الفعلية إلى نافذة تعبر عن آراء أهل المنطقة وواقعهم وتنقله إلى العالم أجمع.وتطرق الذوادي في حديثه خلال الندوة إلى أنه لا يمكن أن نطلق على الفيلم القصير المصور بكاميرا فيديو فيلماً سينمائياً، فالتقنية أمر ضروري وحتمي في مجال صناعة السينما، والكثير من شبابنا يتعاملون ضمن إخراجهم بتقنية تلفزيونية، رغم أن بعض التجارب فيها شبه تطور سينمائي.

الأهم كما جاء على لسان المخرج بسام الذوادي أن الأمر الذي يصدم فعلياً أن كل هؤلاء الشباب المخرجين أظهروا من خلال الورش التي قدمت أن لا أحد منهم يملك خلفية سينمائية، أو ثقافة القراءة أو المشاهدة في الإنتاج أو التصوير أو البناء الدرامي السليم للعمل السينمائي، وكل ما في الأمر أن كثيرا من المشاركات عبارة عن كاميرا وسيناريو ليس بسيناريو حقيقي، ومن ثم تنفذ الأفلام التي تسمى لدى البعض بأنها أفلام سينمائية.

الثقافة السينمائية

وأكد الذوادي أن الثقافة السينمائية أمر مهم للغاية، حيث تحتم على المخرج معرفة حقيقية حول لماذا هو سيصنع فيلماً سينمائياً، فمن الواجب أن تتوفر لدى مخرجي دول الخليج العربي كما لدى غيرهم من البلدان الأخرى ثقافة سينمائية لبناء سينما حقيقية تستقطب اهتمام الجمهور المحلي والعربي والغربي.

وحول استخدامات الكامير الديجتال أكد المخرج السينمائي البحريني أن أحد أهم فوائدها أنها أتاحت للكثير من الشباب الخليجي إمكانية تحقيق أفكارهم من خلال عدستها السهلة، ولكن للأسف وبعد مشاهدة أكثر من 20 فيلماً قصيراً اتضح لنا أن ثلاثة فقط منهم تتطرق لمواضيع خليجية معاشة، والبقية تغرد خارج السرب، حيث يبقى الشخص خليجي فيما العمل الذي هو بصدده لا يمت للمنطقة بصلة، وهذه سلبية ظهرت في أعمال كثيرة.

الصورة والصوت

وأوضح الذوادي أن الأفلام الخليجية القصيرة أظهرت حتى اللحظة اهتماماً بالصورة على حساب الصوت، وهذه معضلة كبيرة تقف أمام تطور السينما الخليجية، لافتاً إلى أن السهولة التي بلغها المخرجون في تحقيق رؤاهم على أرض الواقع جسدت في حقيقة الأمر سلبية مفرطة، وهي عدم البحث أو التفكير السليم أو الطرح الصحيح للقضية، فالفكرة أن جمهور الخليج العربي بحاجة إلى أفلام سينمائية ذات مضامين حقيقية، وليست مطاردات وتفجيرات على غرار القادم من هوليوود.

محمد رضا الناقد السينمائي اللبناني أكد من جهته أن الكاميرا الديجيتال لا يمكن أن تلغي فكرة الكاميرا السينمائية 35 ملم، فكما هو معروف كل جديد يطفو على السطح لا يمكن أن يلغي القديم، خاصة وأن امتيازات ال35 ملم تفوق ما هو متوفر في الديجيتال، وتؤمن صورا ذات جودة أبلغ وأكثر طلباً واستقبالاً بالنسبة للجمهور ودور السينما.

مخرج الديجيتال

ولفت رضا إلى أنه لا يعتبر مخرج الديجيتال أقل أو أكبر قيمة من أي مخرج آخر، إذ أن الفيصل في الموضوع هو مدى توفر العناصر والأسس السليمة والمطلوبة لدى المخرج، موضحاً أن الكاميرا 35 ملم تعطي أبعاداً فنية أكثر جدوى من الديجيتال، وذلك رغم الصعوبة في أداء العمل وفي التكلفة، وفي النهاية يتعين على المبدع أن يختار الطريق الأصعب في حياته لأنها الأفضل وهي في المحصلة ستوصله إلى هدفه بأقصى سرعة.

المختص في صناعة السينما، جيان لوكا شقرا أكد أن المشكلة في إدخال الوسائل التقنية السينمائية إلى دول الخليج هي التكلفة الباهظة، لذلك يتعين على دور السينما أن تقوم باستثمارات ضخمة في هذا المجال، إضافة إلى وجود مشكلة في الرقابة من الناحية التكنولوجية، وهذان الأمران يقفان عائقاً أمام الإبداع السينمائي الخليجي، ولا حل أمام المخرجين الشباب سوى الأفلام الرقمية.

لقطات من الندوة:

* أكدت الندوة على أن الكثافة السكانية هي إحدى العثرات أمام السينما الخليجية، فالفيلم الخليجي حتى وإن أضحى من أفضل الأفلام، سيعرض في 8 دور سينما في دول الخليج، والأهم: كم من الجمهور سيشاهده؟.

* المشاركون في الندوة أكدوا أن متوسط تكلفة إنتاج الفيلم السينمائي الخليجي الاجتماعي الواحد، دون الدخول في الديكورات تصل إلى أكثر من نصف مليون درهم وذلك من خلال الكاميرا الرقمية.

* بالنسبة للأفلام القصيرة، اتفق المجتمعون أنه لا يمكن التعامل معها على أنها سينمائية بمعنى الكلمة، مشيرين إلى أنه من الصعب جداً على السينما أن تتبنى فيلماً قصيراً، ولا مكان أمام مخرجي هذه الأفلام إلا المهرجانات أو القنوات التلفزيونية.

* قال بسام الذوادي أنه تبين من خلال مشاركات الشباب الخليجيين في مجال صناعة السينما، إن خبراتهم مرتبطة ومتأثرة كثيراً بالمسلسلات أكثر من السينما، وهنا تبرز ضعف الثقافة السينمائية لديهم، التي في النهاية تكشف عن الكادر السينمائي.

* الناقد محمد رضا أكد أن الأفلام التي تصور عن طريق الموبايل، لا يمكن أن تدخل في إطار الأفلام السينمائية، ورغم وجود مهرجانات عالمية لهذه المساهمات، إلا أنها تبقى غير مقبولة سينمائياً.

* أوضح بسام الذوادي أن الحكومة السعودية بدأت تدعم الأعمال السينمائية في المملكة بشكل كبير، حيث ستوفر خلال الفترة المقبلة مهرجاناً للأفلام القصيرة، وهذا إقرار رسمي بدعمها لهذا الفن.

أدوات الثقافة السينمائية

أحد المخرجين الشباب من الحضور لندوة السينما الرقمية في دول الخليج، تطرق خلال مداخلته إلى أن الأعمال الخليجية المتوفرة لا يمكن أن تسمى سينمائية، وإنما مجرد تجارب، معترضاً على المنطق الذي تطرق له المشاركون في الندوة حول الثقافة السينمائية، خاصة وأن دول الخليج لا تزال في خانة غير المنتجة للسينما، وليست هناك إمكانيات أدوات متاحة للشباب في هذا المجال.

الذوادي رد عليه بالقول: كلنا هواة في السينما، فالأشخاص الذين يملكون «ستايل» معروف في هذا المجال يعدون على أصابع اليد الواحدة، لكن في المقابل، فإن الثقافة السينمائية تظل تعباً ذاتياً من الشخص المخرج، الذي من الواجب عليه مشاهدة الأفلام والبحث والتقصي والتحليل والنقد.

كادر 2 قاعدة سينمائية صلبة

تطرق المجتمعون في الندوة إلى أهمية لفت نظر الحكومات الخليجية لدعم السينما بشكل أفضل، حيث أكد الذوادي أن هذا الأمر لا يمكن أن يتحقق دون أن تتوفر هناك قاعدة سينمائية صلبة، ومتى وجدت الأفلام التي تستند على التقنية المطلوبة والرفيعة، وعلى الطرح والمضمون المقبول، وجد هناك جمهوراً يتابع هذه الأعمال ويتحدث عنها، وبالتالي تصل إلى مسامع الحكومة التي سرعان ما توفر دعماً يليق بواقع وآمال السينما الخليجية.

وشدد على أن اللهجة الخليجية لا تزال غير مسموعة في دور السينما الخليجية، وبات من الضروري أن تتوفر هذه المشاركات والمساهمات التي تبنى بالشكل الصحيح ووفق الرؤى الموضوعة والمطلوبة، لافتاً إلى وجود اهتمام رسمي بالسينما في دولة الإمارات، وذلك يتجلى في إنشاء هيئة للثقافة والفنون في دبي، وفي إيجاد كلية نيويورك للسينما في أبو ظبي، إضافة إلى المهرجانات التي تتبناها دبي وأبو ظبي خدمة للسينما المحلية والخليجية والعربية والعالمية.

البيان الإماراتية في 16 أبريل 2008

 
 

«صورة ناقصة» فيلم تلفزيوني بطريقة سينمائية

دبي ـ أحمد يحيى

من يشاهد الفيلم الإماراتي «صورة ناقصة»، يدرك انه من الوهلة الأولى أمام عمل جيد، بذل فيه مجهود واضح لإخراجه بصورة تلفزيونية، لكنها اقرب للسينما. العمل من إنتاج تلفزيون الشارقة الذي لم يبخل على الفيلم بأي موارد يحتاج إليها، وساعد ذلك فريق العمل الكبير، ابتداء من طاقم التصوير وصولا إلى الإخراج ليخرج الفيلم بصورة جيدة.

محمد حسن احمد، كاتب العمل ويعتبر من المؤلفين الواعدين في السينما الإماراتية، وأفلامه وقصصه تؤكد ذلك من خلال الجوائز العديدة التي حصلت عليها أعماله في مهرجانات مختلفة.

مضمون السعادة

في بداية تعليقه على «صورة ناقصة» يقول محمد: حينما قررت كتابة سيناريو هذا الفيلم كنت اقصد في المقام الأول أن أوصل رسالة إلى المشاهدين مفادها أن السعادة الإنسانية تظل بالقلب ونحن الذين نخلقها.

ولا يختلف قدر هذه السعادة بين فقير وغني وهذا ما ظهر واضحا من خلال أبطال الفيلم الذين يجسدون صورة الأسرة الإماراتية الفقيرة الصغيرة، هذه الأسرة بالكاد يحاول الأب فيها أن يوفر أبسط سبل الحياة، ورغم وجود خمسة أبناء أكبرهم ترك البيت لضيقه وبحث عن مستقبل له بعيدا عن الأسرة، الأم من ناحيتها تحاول أن تساعد الزوج بتجهيز أكلات تبيعها للجيران مساعدة لزوجها، وانتهاء عند 3 أولاد صغار وأخت كبيرة لهم لا تبصر النور وهي محور الأحداث بالنسبة لي.

ويضيف حسن هذه البنت الكفيفة هي في الحقيقة رغم عجزها إلا أنها تظهر راضية سعيدة بما هي فيه، تسقي الشجرة الكبيرة بالبيت ويأتي إليها أصدقاؤها ليقصون عليها القصص التي يقرأونها بالروايات مع استماعها للراديو، الذي هو عالمها الخاص، والبنت هذه منطلقة بأحاسيسها وفكرها رغم محدودية المكان الضيق التي تعيش فيه.

ويوضح حسن أن أكثر المشاهد التي ركز فيها على تكريس مفهوم نسبية السعادة هي عندما يحصل الأب على منزل من الحكومة وانتقاله من البيت الضيق الصغير الذي يفتقر لمقومات الحياة إلى بيت اكبر كان يحلم به مع أسرته، أيضا كانت هناك صورة التقطت لهم مجتمعين باستثناء الأخ الأكبر الذي كان بعيدا عن البيت، تغيرت هذه الصورة في آخر المشاهد عندما ظهر هذا الابن الأكبر بجوار أسرته في لقطة توحي باجتماع شمل الأسرة واكتمال سعادتهم جميعا بوجودهم بجوار بعض.

نقطة مفصلية

وهنا كانت النقطة المفصلية في حواري، عند انتقال هذه الأسرة إلى البيت الكبير، وكان التساؤل هل السعادة تكمن عندهم في بيتهم القديم الذي يحمل كل ذكرياتهم وبما يضمه من دفء الأسرة الجميلة، أم أن السعادة انتقلت معهم إلي بيتهم الجديد.

مهرجانات وجوائز

يذكر محمد حسن أن من أهم قصصه التي كتبها كانت قصة فيلم «آمين»، و«عرج الطين» الذي حاز على جائزة أفضل سيناريو، وفيلم «سماء صغيرة» الذي فاز هو الآخر بأفضل فيلم قصير خليجي، بالإضافة إلى أهم أعمالي والذي يعرض بالمهرجان وهو «تنباك» وفاز من قبل بجائزة المهر الذهبي في مهرجان دبي السينمائي.

وعن مهرجان الخليج السينمائي يقول: هذه المهرجانات هي أفضل السبل لدعم المواهب الإماراتية والخليجية تماما مثل مهرجانات أخرى نالت كل التقدير كمسابقة «أفلام من الإمارات» ومهرجان دبي السينمائي.

دعم مادي

وفي سؤال عن وجود دعم مالي لأفلامه أوضح «محمد حسن» انه لا ينظر للدعم المادي باعتباره الأساس لنجاح أي عمل، فمن يريد أن يعمل ويتميز يجب أن يبحث عن أي مورد، فانا على سبيل المثال أفلامي الآن تأتيني بمورد مالي جيد من خلال الرعاة والإعلانات.

لذلك أقول انه لكي نصل إلى أسماع الرعاة والجمهور يجب أن نهتم بالعمل المعروض جيدا من خلال سيناريو متقن وقصة جيدة هادفة وإخراج متميز، فالعمل الجيد هو الذي يفرض نفسه على الجمهور وبالتالي تجد الرعاة يبحثون عنك لتمويلها لأنها تضمن لهم رواجا إعلانيا جيدا.

ندرة السيناريوهات ويرد محمد على الاتهام الذي دائما يوجه للمؤلفين بخصوص ندرة القصص الجيدة ما يؤثر على تأثير الفكرة المطروحة من خلال الفيلم فيقول: المسألة بالأساس هي مسألة ذاتية ترجع للكاتب نفسه، فالأفكار المستهلكة كثيرة.

ولكن أن أكون متميزا فهذا يتطلب مني أن اهتم بفكرة قصتي جيدا وأعطيها الوقت الكافي لكي أصيغها جيدا من خلال سيناريو قوي، وما ألاحظه حاليا أن الكل متسرع فمن توجد لديه فكرة فيلم يقدمها بسرعة دون الدخول في تفاصيلها ومعايشتها أكثر ويجب بالأساس أن يكون الكاتب والمؤلف مؤمنا بقضيته التي يعرضها لأنها ستصل للجمهور سريعا إن كانت فكرة صادقة وواقعية.

البيان الإماراتية في 16 أبريل 2008

 
 

نظرة ما..

سينما التفاصيل المدهشة

بقلم :أسامة عسل

رغم الصعوبات التي تمر بها صناعة السينما في المنطقة، جاءت أفلام مهرجان الخليج السينمائي أكثر تشبثا بواقعها وتفاصيله، وهي مكاسب وانتصارات صغيرة، في رحلة ليست سهلة بالتأكيد، بل هي ضد التيار السائد حاليا في صالات العرض المحلية، وثقافة سينما أصبحت مسيطرة على روادها، متناولة العنف والرعب والأكشن والمغامرة وأشياء كثيرة لاتحتاج إلى عقل ومشاعر بل إلى مشروب غازي وكيس «بوب كورن».

بلا شك على المهرجان في السنوات المقبلة البحث عن صيغ جديدة للارتقاء بذوق الجمهور العازف عن السينما الجيدة، والأفلام المفيدة فكرا ورؤية، وألا يدخر وسعا في تطوير وترسيخ الثقافة السينمائية من خلال إصدارات وندوات وورش عمل تصاحب الفعاليات وتكسر قاعدة ثقافة الاتجاه الواحد لدى الجمهور والمهتمين والمتخصصين من خلال نقل اتجاهات أخرى سينمائية وأفلام تنشط وتوسع دائرة التواصل المحلية والعالمية.

ولعل من الواضح أن «مسابقة أفلام من الإمارات» وبعدها «مهرجان دبي السينمائي» ثم «مهرجان الشرق الأوسط» في أبوظبي، كلها ساهمت في إيجاد حالة حراك تجاه سينما مختلفة، وعن طريقها وصلت الأعمال الخليجية والإماراتية خصوصا إلى معظم المهرجانات العربية والدولية، حيث استطاع هذا التواصل أن يجني ثماره، وأن يخلق تفعيلا ذاتيا للشباب ويدفعهم لصنع أفلام تركت بصمة خاصة، وأكدت المحاولات المتوالية لصنع فيلم خليجي طويل.

ولابد من التنويه إلى تجارب بسام زوادي في البحرين ومحمد دحّام الشمري وعبدالله السلمان في الكويت ونجوم الغانم وهاني الشيباني ومجيد عبد الرزاق في الإمارات وخالد الزدجالي في سلطنة عمان وبدر بن يحيى الحرسي في اليمن وهيفاء المنصور في السعودية، وآخرون لايقلون إبداعا وأهمية وعطاءاتهم وأعمالهم حصدت جوائز وتقديرات في أكثر من محفل عربي وعالمي.

من خلال مسابقة «مهرجان الخليج السينمائي» ستتجدد المنافسات عاما بعد آخر، من أجل صنع أفلام أكثر رونقا وأهمية، وستزداد بالطبع سخونة وجرأة الطرح في تناول موضوعات الأعمال، ويزداد أيضا الاهتمام الفني والتقني، الذي ينعكس على الصورة النهائية لكسب ود صالات السينما واستعادة رغبة المواطن الخليجي في رؤية تفاصيل مدهشة عن بيئته الثرية وقضاياه، ومن الغوص في المحلية كما يقولون ستأتي أفلام تبهر العالم بسينما مجهولة.

وأفلام الدورة الأولى للمهرجان ملفتة للانتباه، بغرقها في نقل الواقع المعاش وعكسها لثقافة ونمط خاص من الحياة، وتحتاج بالفعل إلى الرصد، فالأفكار المعروضة من تلك النماذج تستحق التوقف والتأمل، وأعتقد أنه من المهم وقبل كل شيء أن نعرف كيف يصنعون هذه الأفلام؟.

ويجب أن ندرك أن السينما الخليجية لاتزال عبارة عن «تجارب» بحاجة إلى دعمها واحتضانها من قبل المؤسسات والحكومات وشركات الاستثمار الخاصة، لكي تشكل إفرازا صحيحا ووعيا فكريا وفنيا، ولكي تمضي الحركة نحو تكوين صناعة سينمائية حقيقية، ونحو الانتظام في عملية الإنتاج.

ولايزال أيضا واقع السينما في الخليج عشوائياً وغير مؤسس على بنى تحتية سليمة، لكن الجهود التي تبذل، سواء من مخرجين مستقلين، أو بعض المؤسسات الخاصة، أو من مؤسسات تتبنى دعمها مثل سلطة منطقة دبي الحرة للتكنولوجيا والإعلام التي اطلقت مهرجان دبي السينمائي ومهرجان الخليج السينمائي ومدينة دبي للاستديوهات، فهذه جميعاً تضع اللبنة الحقيقية التي تؤسس بشكل مدروس ومخطط لصناعة سينمائية ليس في الإمارات أو منطقة الخليج فقط بل عربيا ودوليا.

إن وجود سينما خليجية ناجحة ليس معجزة صعب حدوثها، لكنها تأتي ببساطة من دراسة نجاح التجارب الأخرى، والأهم دراسة طبيعة المجتمع الذي نعيش فيه، ولابد من وقفة للعمل على إيجاد جمهور واع وتنميته بما يعود على السينما بنجاح تحدده لغة الأرقام.

osama614@yahoo.com

البيان الإماراتية في 16 أبريل 2008

 
 

أفلام عن التغيير في السعودية ورفض الضغوط

محمد موسى من دبي

عرض مهرجان الخليج السينمائي الأول والمقام في مدينة دبي الامارتية، فيلمين لافتيين عن السعودية والسعوديين، البارحة، ضمن عروض مسابقة الافلام التسجيلية الطويلة، وفي اليوم الثالث للمهرجان عرض فيلمي: "السعوديون في اميركا" للمخرج السعودي فهمي فرحات، وفيلم ما وراء الرمال للمخرجة السعودية نور الدباغ. الفيلمان يتشابهان كثيرًا في سعيهما لتقديم الوجه غير المعروف للسعودية للمتفرج الغربي وبالاخص الأميركي، وكذلك محاولة تفسير الكثير من الظواهر الاجتماعية في الحياة السعودية للمتفرج الغربي، الذي يواجه مشاكل كبيرة مع بعض القضايا هناك، منها حقوق المرأة في المملكة، هيمنة التيار الديني المحافظ على الحياة العامة هناك، العداء للغرب والولايات المتحدة،على خلفية ما حدث في الحادي عشر من سبتمبر عام 2001 من ضرب مركز التجارة العالمي في مدينة نيويوك، واكتشاف الاصول السعودية لأغلب اعضاء مجموعة الإرهابيين تلك.

السعوديون في اميركا

يقدم المخرج السعودي الشاب فهمي فرجات والمقيم في اميركا جزءًا من تجربته الخاصة في فيلمه "السعوديون في اميركا"، لم يتحدث المخرج عن اشياء لا يعرفها او لم تصادفه منذ حوادث الحادي عشر من سبتمبر، لذلك’ تبدو الاسئلة ومقاربة المخرج ناضجة ومتفهمة. هو في الفيلم يتحدث الى عائلته التي تعيش هناك، اصدقائه، وبعض الاميركيين العادين، عن العالم الذي تغير بعد الحوداث الارهابية تلك، لماذا فقد الاصدقاء الثقة فيما بينهم، وتحولت العلاقة كلها الى موضوع للشك والريبة.

بعد حوارات طويلة مع سعوديين يعيشون هناك، اتجه الفيلم الى توضيح بعض القضايا التي تحولت الى مواضيع حساسة للاعلام والسياسين في كل من اميركا والسعودية. الفيلم يقدم ايضًا مجموعة ممتازة من الشخصيات النسائية السعودية التي قدمت بحساسية كبيرة شهادات عن تجاربهن في اميركا والسعودية وحبهن لكلا البلدين.

بسبب حساسية الموضوع وجديته، تحولت بعض الشهادات السعودية الى مجرد الدفاع عن بعض "التهم" الغربية، من دون اعطاء النفس الفرصة للتفكير الجدي بالقضايا المطروحة، وابعاد النقاش عن المناكفة، احدى سيدات الفيلم تحدثت مثلا ان بعض النساء في السعودية، يفرحن بزواج ازواجهن من امراة ثانية، هذا ضمن تعليقها عن اختلاف التقاليد الحياة السعودية عن الغربية، وان ليس كل ما يصلح للبعض يصلح للجميع.

قضية منع قيادة المرأة للسيارة، حصلت على نصيبها طبعًا من النقاش، الذي اعتبره بعضهم في الفيلم، تقليدًا جيدًا لأن الحاجة الى القيادة  تنتفي مع وجود السائق!! (ماذا عن النساء اللواتي لا يملكن الوضع الاقتصادي المناسب لدفع اجور السائقين). بعض الشهادات تضمنت التشكيك بالرواية الرسمية لانهيار البرجين في نيويوك، وبتورط السعوديين فيها.

معظم من شارك في الفيلم رجعوا الى السعودية خلال السنوات القليلة الماضية بعد انتهاء دراستهم او عملهم هناك، شاب واحد فقط من الذين شاركوا في الفيلم ابعد عن الولايات المتحدة الاميركية بسبب ما يقال عن تورطه مع التيار المحافظ هناك، لا تبدو الشهادات الاخيرة لسعودي الفيلم سلبية او مستفزة، هي تحمل الكثير من الحب للمجتمع الاميركي الذي وصفوه بالتسامح والطيبة، وبأن الكثير من العمل بإنتظار كلا البلدين لفهم بعضهما.

ما وراء الرمال

ترافق المخرجة السعودية الشابة نور الدباغ مجموعة من طلبة جامعة هارفرد الاميركين في جولة لمدة عشرة ايام في المملكة العربية السعودية، ضمن برنامج تنظمه السعودية ويشرف عليه احد الامراء الشباب، البرنامج الذي بدأ منذ سنوات يتضمن دعوة طلبة فقط للاطلاع على الحياة في السعودية، وازالة بعض من سوء الفهم الذي يحيط علاقة السعودية بالعالم الغربي.

جولة الطلاب تتضمن زيارات يغلبها الطابع السياحي، للصحراء او اماكن اثرية وجامعات خاصة، الجولة توفر ايضًا الفرصة للطلاب للقاء مجموعة من سيدات الاعمال في السعودية ومجموعة من رجال الدين المحافظين. يتأثر الطلاب كثيرًا بأجواء الترحاب في المملكة، ولقاءاتهم مع امراء من العائلة المالكة، التأثر لم يوقفهم عن طرح الاسئلة عن القضايا الحساسة، وخاصة عند لقائهم مع مجموعة من قادة التيار السلفي، الذين كانوا معتدلين كثيرًا امام الطلاب وامام الكاميرا.

في واحد من مشاهد الفيلم يقدم احد قادة التيار المحافظ ،الاجوبة "الايجابية" لإرتداء النساء للنقاب الكامل، والمبالغ التي يوفرها المجتمع بأكمله والتي كان يبذلها لشراء ادوات المكياج. الطالبات الاميركيات لم يحضرن لقاء رجال الدين، ورتب لهن لقاء مع نساء من التيار السلفي. بعد اللقاء الذي لم تصوره الكاميرا بسبب رغبة النساء السعوديات، والذي غلب عليه تأكيد نساء التيار السلفي بسعادتهن بحياتهن هذه وانزعاجهن الشديد من ضغوطات الغرب على المجتمع السعودي للتغيير، بعد هذا اللقاء امتنعت بعض الطالبات الاميركات عن الحديث للكاميرا لبعض الوقت، بسبب ما وصفهن من "صدمتهن" مما جرى في اللقاء. وارتباكهن مما يحصل.

ما تردد طوال الفيلم من الرسمين السعودين ومن الناس العاديين ان السعودية في طريقها البطيء في التغيير، الطريق الذي يناسب البلد والظروف الاجتماعية والتقاليد المتوارثة، وبأن الضغوطات الغربية تعرقل هذا التغيير. المخرجة نور الدباغ، والتي درست ايضًا في جامعة هارفرد الاميركية، ادارت حوارات جيدة مع الطلاب الاميركيين، حوارات كانت لا تنقصها الفكاهة والتي تناسب اجواء الطلبة، المخرجة غابت كثيرًا باسئلتها او تدخلاتها في لقاءاتها مع السعوديين في الفيلم، والاثر المهم الذي كان يمكن ان تتركه بأسئلة حادة، ناقدة او موضحة.

موقع "إيلاف" في 16 أبريل 2008

 
 

الواقع العراقي يتغلب على اي خيال

سينما الواقع العراقي تطغى على مهرجان دبي لفيلم الخليج

دبي – من هدى ابراهيم

أفلام وثائقية عراقية ترسم صورة قاتمة لبلد يغرق في العنف والدم في مهرجان دبي لفيلم الخليج.

تفوقت الاشرطة العراقية الوثائقية المشاركة في الدورة الاولى من مهرجان دبي لفيلم الخليج على سواها من افلام الواقع ليس فقط بالاستناد الى قوة الاحداث التي تستمد منها مواضيعها وانما بالنظر ايضا الى فرادة التجربة العراقية.

ويزيد من اهمية هذه الصورة الواقعية التي تقدمها الافلام الوثائقية العراقية الـ 10 المقدمة ضمن المسابقة الرسمية وخارجها نقص الصورة الاعلامية اليومية لحرب العراق ومصائبه وحيث باتت الضحايا ارقاما عبثية اصحابها كائنات مجردة.

ومن بين الافلام المقدمة في مسابقة الوثائقي صور المخرج هادي ماهود "في ليالي سقوط الغجر" حول قرية عراقية دمرت على نحو عنصري لان سكانها من غجر جنوب العراق.

ويحاول الشريط التلميح الى الجهة التي كانت وراء هذه الجريمة رغم خطورة الامر على حياة المخرج الذي اعلن خوفه من اثارة الموضوع بصراحة.

من ناحيتها تناولت العراقية عايدة شليفر في شريطها "عصابات بغداد" موضوع الخطف العشوائي والمخطوفين من المواطنين الذين يكون على اهلهم ان يدفعوا فدية او هم يموتون في عملية قتل مجاني لا توفر احدا.

وعرضت في شريطها الطويل طبيعة عمليات الابتزاز وناقشت الاوضاع النفسية للمخطوفين طارحة اسئلة عدة حول امكانية استمرار الحياة بعد الخطف الذي يتعرض له الانسان.

ومن الافلام المشاركة في المسابقة ايضا فيلم جديد يعرض للمرة الاولى هو "يوم في سجن الكاظمية" الذي صور خلال اسبوعين في هذا السجن المخصص للنساء وحاول مخرجه عدي صلاح الاطلالة على واقع المجتمع العراقي لكن من خلال هذه الشريحة المعزولة من النساء.

ويعرض صورة السجن تحت الاحتلال وكيف تتحول الجرائم الفردية مثل البغاء والسرقة والتزوير وانتحال شخصية وحتى القتل الى امر عبثي امام كمية الموت والدمار التي يشهدها البلد.

لكن الاهم من ذلك ما تشهد به بعض السجينات ويؤكد على فساد الاجهزة الامنية والسلطات لكونها تعمد الى ابتزاز بعض السجينات وتجعلهن يقمن في السجن فترة اطول من الاحكام بمقتضى جرمهن اذا لم يدفعن ثمن ضريبة تقصر من مدة سجنهن.

ويعرض في اطار المسابقة الرسمية للوثائقي ايضا فيلم "دبليو دبليو دبليو جلجامش" للمخرج طارق هاشم وهو فيلم سبق عرضه في عدد من المهرجانات وهو عبارة عن حوار بين المخرج المقيم في كوبنهاغن والممثل العراقي بسام المقيم في بغداد.

ويجري الحوار على الانترنت على وقع القصف والعنف والانقطاع المتكرر للكهرباء وايضا على وقع ابيات ملحمة جلجامش الذي اراد ان يقتل ثور السماء.

كما يقدم قتيبة الجنابي فيلمه "مراسل بغدادي" خارج المسابقة وهو يتناول تعرض مراسل تلفزيون "العربية" لمحاولة اغتيال نجا منها باعجوبة ليواصل الحياة على كرسي متحرك.

اما التجديد في الوثائقي العراقي فياتي من نتاجات كلية السينما والتلفزيون المستقلة في بغداد وافلام التخرج التي يشرف عليها قاسم عبد وميسون باجاجي.

وقدمت الكلية للمهرجان خمسة افلام هي من بين الاجود نظرا لما ترسمه من ملامح حميمة لراهن العراق.

واول هذه الافلام شريط للمخرج عماد علي "شمعة لمقهى الشهبندر" الذي هو فيلم تخرجه من الكلية. والمقهى احد اهم معالم بغداد القديمة لكنه تعرض لحادثة تفجير عام 2007 بسيارة مفخخة ادت الى مقتل العشرات.

ويصور الفيلم ايضا حياة المخرج الذي يصاب بثلاث رصاصات تستهدفه ويكاد يفقد قدمه لكنه يعود ويكمل فيلمه بعد ان فقد بيته بقذيفتين احرقتاه وتركتا له صورتين فقط من كل ماضيه.

هذه الحياة التي تستمر يصورها ايضا ضمن المجموعة حسنين الهاني في فيلم آخر من افلام الكلية التفت الى قضية المهجرين داخل العراق من خلال شخصية ابو علي الذي اضطر لمغادرة بيته في كركوك نتيجة العنف وسكن في خيمة قرب كربلاء.

ومثله وبشجاعته ايضا يتابع "الدكتور نبيل" الجراح عمله في احد مستشفيات بغداد الذي يفتقر الى كل شيء وحتى الى براد للموتى، وهي صورة رسمها احمد جبار من خريجي الكلية ايضا.

واذا كانت هذه النماذج ترفض الرحيل فان عائلة بكاملها صور ماساتها بهرام الزهيري قررت ترك كل شيء والرحيل الى دمشق بعد تعرضها لعملية اختطاف وتعذيب طالت اكثر من فرد من افرادها.

مناف شاكر الاستاذ الجامعي والمتخرج من الكلية ايضا حقق فيلمه الثاني في الكلية وعنوانه "البقاء" وفيه يتناول سيرته الذاتية كساكن من سكان حي الدورة البغدادي الذي تحول الى مرتع للميليشيات التي تفرض قانونها على الحي وسكانه.

ويصور الاستاذ الجامعي معاناته اليومية ورحلته الصعبة كل يوم للوصول الى الجامعة والعودة منها فيما الميليشيات تريد اقفال الجامعة وتهدد بالقتل كل من لا يلتزم بامرها فيبدي خوفه على نفسه ومستقبله ومستقبل زوجته التي هي من طائفة اخرى.

من ناحيتها قدمت هبة باسم فيلمها الثاني "التفكير في الرحيل" بعد تخرجها من الكلية وهو يصورها وهي تعيش مع امها واختها لكنها تخاف حين يقول لها سائق سيارة الاجرة وهو يوصلها الى بيتها ان هناك من يراقبها وقد يكون يريد خطفها فيطرح سؤال الرحيل.

ميدل إيست أنلاين في 16 أبريل 2008

 
 

أحلام وكوابيس وخيبات.. في عروض اليوم الثاني

زياد عبدالله ـ دبي

حفلت عروض أول من أمس، في مهرجان الخليج السينمائي، بالهم العراقي، الذي حضر بقوة عبر أفلام تناولت المآسي والأوجاع العراقية من نواحٍ عدة، لها جميعاً أن توثق حجم المأساة المروعة، ولعل الفيلم العراقي المشارك في مسابقة الطلبة «تقويم شخصي» كان لافتاً بعدم انجراره نحو تقديم فيلم مباشر بل الالتفاف حول تلك المعاناة برمزية أضاء من خلالها مخرج وكاتب الفيلم بشير الماجد ولمدة لا تتجاوز التسع دقائق، الخلافات التي تعصف بالبيت العراقي، عبر تصوير ركاب حافلة وصل حد الخلاف بينهم إلى حد اختلافهم على اليوم الذي يعيشون فيه، كما لو ان لكل واحد منهم تقويمه الشخصي، أو أجندته إن كان لنا أن نحيل ذلك إلى مستوى سياسي.

وفي مسابقة الطلبة أيضاً قدم العراقي أحمد جبار فيلماً وثائقياً حمل عنوان «دكتور نبيل»، عن حياة جراح بغدادي تتداخل حياته الشخصية بحجم المأساة اليومية التي يعيشها، في ظل حظر التجوال، وشح الأدوات الطبية، ووضع الجثث في خيمة خارج المستشفى لعدم وجود ثلاجة للقتلى، حيث يرينا الدكتور نبيل كيف أن دفتر الوفيات يملأ في يوم واحد.

وليس بعيداً عن العراق يأتي محمد ابراهيم محمد من البحرين بفيلم «بقايا جرح» الذي يتحرك برمزية وبأجواء حلمية في بقايا ذلك الجرح الذي يوحي بالقمع البوليسي لأحلام الشباب الطامح بالتغيير، وعلى هدي كلمات الرئيس الراحل جمال عبدالناصر التي يبدأ وينتهي الفيلم بكلماته.

إماراتياً، وأيضاً مع الطلبة، غلب الهم الاجتماعي على الأفلام التي عرضت ضمن فئة الطلبة والتوثيق لمنطقة «الراس» في دبي عبر فيلم قصير لمحمد جاسم حمل عنوان «رجال من المنبع» مسلطاً الضوء من خلاله على ما حل بهذه المنطقة عبر شهادات رجال عاصروها منذ بدايتها التجارية، على اعتبارها نقطة انطلاق التجارة في دبي. وليس بعيداً عن المنبع صورت كل من عائشة المهيري وأسماء أحمد واقع الإدمان وغياب الممارسات العلاجية واقتصار الأمر على ممارسات عقابية تتمثل بالسجن، حيث يستعرض الفيلم آراء مختلفة ومتباينة حول ما يتعرض له المدمن في دبي، مع مقابلات أيضاً مع عدد من السجناء المدمنين، ليتحول الفيلم بعد ذلك إلى مناشدة حارة للعفو عن هؤلاء السجناء الذين يتكلمون في الفيلم.

إماراتياً أصل فيلم «متل بابا» للعنود الجنيدي، الذي قدم فاصلاً سريعاً يشي به عنوانه، يتمثل بتوريث الأب لابنه عادة اضطهاده للأنثى.

من السعودية كان هناك فيلمان الأول «بلا غمد» لبدر الحمود والذي تم تصويره بعناية بعناصر الضوء والظل، وجاء ليوضح العقلية الثأرية التي لم تتوقف إلى يومنا هذا، كما عرض من السعودية فيلم «الهامس للقمر» لعبدالله أحمد الذي يصور وصول الوحدة بالشخصية التي يقدمها إلى حد تبادله الحديث مع القمر.

أعود إلى العراق، وفيلم وثائقي حمل عنواناً مثيراً ألا وهو «عصابات بغداد» والذي قدمت من خلاله عايدة شليفر سرداً لمعاناة ضحايا اختطاف وابتزاز، والنتائج المترتبة على حياتهم الحالية، أحلامهم وكوابيسهم وخيباتهم، إضافة لعائلة يقتل فردان منها، واحد منهم على يد رجال العصابات وقد كان «ستار العراق» في الغناء.

الفيلم حافل بالقصص المروعة واللحظات الانسانية الاستثنائية، التي أساء لها الطبيب النفسي الذي من المفترض أن يحلل النتائج والآثار المترتبة على تعرض البشر لظروف اعتقال واختطاف قاسية، فوقع في العموميات والكلام المجاني الذي يجانب العلمية، كما أن الفيلم وبما أنه كان على قدر كبير من السرد الكلامي له أن تكون مدته طويلة بعض الشيء، وعلى ايقاع ثابت لم تخرج عنه شيلفر إلا قليلاً.

الإمارات اليوم في 16 أبريل 2008

 

المهرجان يكرّم أعلام الفن السابع الخليجي

دبي ــ الإمارات اليوم  

أعلن مهرجان الخليج السينمائي، أمس، أن الدورة الافتتاحية للمهرجان ستكرّم نخبة من أعلام السينما الخليجية، وهم الفنان الإماراتي علي العبدول، والفنانان الكويتيان عبدالحسين عبدالرضا، وسعد الفراج، تقديراً لمساهماتهم البارزة في تطوير صناعة السينما على صعيد المنطقة.

ويجري تكريم الفنانين الثلاثة في حفل خاص يقام بعد غد الجمعة، في خطوة تهدف إلى الاحتفاء سنوياً بالأعمال المتميزة لصناع السينما من الإمارات ودول الخليج. وقال مدير مهرجان الخليج السينمائي، مسعود أمرالله آل علي، ان حضور هؤلاء الفنانين «يمثل إضافة قيّمة لمهمتنا المتمثلة في الاحتفاء بفن السينما، وتأكيداً لدور المهرجان كمنتدى لرعاية الكفاءات على صعيد المنطقة، كما تمثل هذه المبادرة تعزيزاً لتوجهاتنا الخاصة بخلق جيل جديد من صناع الأفلام قادر حسب قناعتنا، على دفع صناعة السينما الى مستويات أرفع من التطوير». ويعد علي العبدول أول مخرج تلفزيوني من الإمارات، وصاحب فكرة الفيديو كليب لأبرز المطربين العرب من أمثال الهام، وديانا حداد، وعبد الله الرويشد، وعب الله بالخير، ومحمد المازم، وميحد حمد، و محمد البلوشي، وراشد الماجد، والعديد غيرهم.

أما الممثل الكويتي سعد الفراج فهو أحد أعلام الفن الدرامي في الكويت، وقد ألف عدداً من الكتب حول نشأة فن التمثيل في بلاده، وحصل على عدد من الجوائز على الصعيد الوطني والإقليمي والدولي، ومنها جائزة «الرائد»، في مهرجان الرواد العرب لعام 1999، وعين أخيراً مستشاراً لفن الدراما في تلفزيون الكويت، ومن أبرز  أعماله «بس يا بحر»  (1971)، و «رحلة قصيرة» (1974).ويعد عبدالحسين عبدالرضا أحد أبرز أعلام فن التمثيل على صعيد منطقة الخليج، وهو معروف على مستوى العالم العربي بأعماله المتنوعة التي لا تحصى، وقد قاد عبدالرضا حركة التمثيل في سبعينات وثمانينات القرن الماضي من خلال عدد من المسلسلات التلفزيونية والاعمال المسرحية الجماهيرية، ولايزال مسلسله «درب الزلك» يصنف ضمن أفضل المسلسلات التلفزيونية الخليجية، ومن بين المهام التي يتولاها في الوقت الراهن إدارة قناة «فنون» الفضائية، أول قناة مخصصة للكوميديا في الوطن العربي.

وتركز فعاليات المهرجان، في اليوم الرابع، على سينما الواقع، حيث سيتم اليوم عرض مجموعة من الأفلام الوثائقية والقصيرة ضمن المسابقة، والتي تسلط الضوء على أهم القضايا والاتجاهات في منطقة الشرق الأوسط، كما سيكون جمهور المهرجان على موعد مع سلسلة من الأفلام القصيرة العالمية من دول عدة تشمل الهند، وكندا، وإيران، وايطاليا، وفرنسا، وألمانيا.

الإمارات اليوم في 16 أبريل 2008

 
 

السينما تعيش واقعاً مريراً وتتحدى مصيرها المحتوم

العراق.. تشظّيه السياسة وتوحّده الكاميرا

علا الشيخ - دبي

في العراق هذا البلد الذي أصبح يعتبر «الكاميرا» شبهة قد تودي بحاملها، لأنها حسب الميليشيات العراقية والاحتلال الاميركي، أداة تتجسس عليهم وتنقل أخبارهم، ورغم الصعوبات والتحديات، يحاول عدد من المبدعين السينمائيين اختراق الممنوع لينقلوا وقائع حياتهم المضنية، أملاً بالتغير والوصول الى حياة مغايرة يحلمون بها. جل أعمالهم تحكي عن مصير محتوم وأمل مرجو يعيشه المواطن العراقي المحاصر من العالم، أعمالهم تعيش اليوم لحظات الفخر في الدورة الاولى من مهرجان الخليج السينمائي وبحفاوة من جميع المشاركين في هذه التظاهرة السينمائية.

وفي هذه المادة تستطلع «الإمارات اليوم» آراء عدد من المخرجين العراقيين المشاركين في المسابقة حول ظروف انجازهم لتجاربهم والتصوير في الحرب والعقبات التي واجهتهم، فأشار احدهم الى قدميه المصابتين برصاص إحدى الميليشيات وأكد أنها ضريبة لنقل الحقيقة، وآخر قال «إنه تعب من الخوف الموجود في الوجوه الرافضة  للتعاون معه لإنجاز فيلمه»، وآخر أكد «انه رغم  المعوقات التي تحرم عليه حمل الكاميرا إلا انه وجد من سطح بيته مكاناً لتصوير لقطات فيلمه»، وآخر قال «انه لم يستطع الخروج من حدود منزله فصوّر عائلته التي هي جزء من العائلة العراقية الكبيرة»، حكايات تنوّعت هدفها واحد حسب تعبيرهم أن العراق الواحد الذي تشظّيه السياسة توحّده الكاميرا وأنواع الفنون الأخرى.

تهديدات

مناف شاكر مخرج فيلم «البقاء» يعيش في منطقة تعتبر حسب تعبيره «مسرحاً للقتال بين القوات العراقية والاحتلال الاميركي وتنظيم القاعدة»، واضاف «كان عملي في هذه المنطقة التي تعتبر كل من يحمل كاميرا عدواً وجاسوساً لطرف ضد الآخر، وبالتالي كانت عملية صناعة فيلم ضمن هذه الظروف صعبة جداً ومليئة بالمخاطر»، مؤكداً «قررت ان اصوّر ما يجري في منطقتي عن طريق سطح المنزل، لأن عملية التجول مع كاميرا في الشوارع ستكون نتيجتها الموت لا محالة»، موضحاً «لأن الجماعات المسلحة المسيطرة على مناطقنا تعتبر كل شخص يرفع كاميرا هو جاسوس للقوات الاميركية وبالتالي كان العمل صعباً وقررت في بعض الاحيان التخفي والخروج الى عملي في مناطق بعيدة عن منطقتي» ، موضحاً ان الفيلم يحكي حياته «التي جعلتني اقرر البقاء في بغداد واتزوج من امرأة ( شيعية) لأثبت ان المحاولات الرامية لتشتيتنا ستزيد من قربنا»،مشيراً الى ان من ضمن المعوقات التي صادفته وقرر ان يختم فيها نهاية الفيلم «ورقة تهديد بالقتل رميت لي داخل منزلي، ففي الصباح الباكر وبعد زواجي ب10 ايام خرجت للعمل في الجامعة المستنصرية التي أدرس فيها وجدت هذه الورقة التي تهدد بإنهاء حياتي» ومع ذلك قرر شاكر البقاء كاسم فيلمه «لأنني وجدت ان ليس هناك افضل من وطني ولأنني ارفض ان أعامل كغريب».

بهرام الزهيري مخرج فيلم «الرحيل» الذي نال حصته من التهديدات  ليس في العراق وحسب بل في محل اقامته الحالي في سورية من احدى الميليشيات وقال  «على الرغم من حرصي الكامل بأن لا اظهر وكاميرتي الخاصة امام العيان إلا انني لم اسلم من تهديد بقتلي والاستيلاء على منزلي واهدار دمي»، واضاف «ومع انني بحثت عن البديل اثناء تصوير فيلمي المشارك والذي سبقه فكرتان واتفاق كامل مع الشخصية الرئيسة والمكان المراد التصوير فيه، لأفاجأ بتغيير الشخصية رأيها خوفاً من الارهاب والميليشيات والقوات الاميركية» مؤكداً «ولذلك قررت ان احمي نفسي وعائلتي ولا اخرج خارج حدود المنزل إلا في ما ندر في اوقات الظهر التي تكون فيها الشمس حارة» والنتيجة «أصبحت مبعداً وعائلتي عن وطني العراق وتم الاستيلاء على منزلي وتهديدي بالقتل دون علم من الجهة المعنية بكل هذا» مؤكداً «وعلى الرغم من ذلك «فالسينما ستوحّد العراق مثلما منتخب العراق وحّده في السابق».

وفي المقابل قال المخرج أحمد جبار صاحب فيلم «دكتور نبيل»: «إن العمل في كل المجالات بالعراق هو مواجهة مع الموت»،وأضاف «معاناة السينمائي تكمن في عدم قدرته على تصوير شارع واحد من شوارع بغداد» مشيراً الى انه جازف مجازفة كبيرة «فالمخرج يستطيع أن يخلق المكان الذي يريده، وفق إمكاناته فقد صورت الشارع من خلال فسحة صغيرة من شباك المنزل».

سينما حرّة

وبدوره قال هادي ماهود مخرج فيلم «ليالي هبوط الغجر»: «كنت اعيش في استراليا، وعدت الى وطني بعد الاحتلال الاميركي». واضاف ماهود الذي راح يجوب بكاميرته في منطقة السماوة التي غاب عنها لمدة 14 عاماً «المخاطر تهدد حامل الكاميرا، فالميليشيات والشرطة والاحتلال الاميركي يخافون الكاميرا»، موضحاً «الفيلم الذي اشارك فيه صوّرته في فترات متقطعة لأن الغجر يتبعون ملة المنطقة التي يعيشونها» موضحاً «فشهر (محرّم) يعتبر في جنوب العراق حداداً عاماً لمدة 50 يوماً والغجر يتبعون لهم، لذلك رصدت بكاميرتي الخاصة هذه الحالة واضطررت ان انتظر الى انتهاء فترة الحداد»،مؤكداً «ان المثقف العراقي والفنان يسـتطيع ان يسـتفز مشـاعر الآخرين ويقربهم من بعضهم لأن السياسي يتمادى في التخريب من أجل مصالحه» معتبراً ان «السينما ستكون محركاً اساسياً في المستقبل القريب لأجل عراق واحد».

مخرج فيلم «تقويم شخصي» بشير الماجد الذي انجز تصويره في اربع ساعات فقط قال «من اكثر الصعاب التي واجهتها هي كيفية تجميع كادر الممثلين»، مضيفاً أن « البعض منهم يعيش في مناطق خطرة يحظر فيها التجوال، والبعض الآخر نساء يجب ان يكن في بيوتهن بوقت محدد حفاظاً على سلامتهن»،مؤكداً «ومع ذلك تحدى فريق العمل كل الحواجز وأصر على ان يجابه المخاطر عن طريق الفن» مشيرا الى ان الفنان العراقي بشكل عام «اصبح يريد التعبير عن وضعه من خلال فنه، وقد تناولت في فيلمي المشارك مجموعة من الناس المختلفين والموجودين في باص واحد يتشاجرون حول ايام الاسبوع التي اختلفت ايضا في ما بينهم» واضاف «اردت من خلال هذا الخلاف رصد ما يعيشه الساسة العراقيون ويعيّشونا به، ولكني في النهاية قررت منح المشاهد فسحة من الامل التي نرجوها بأن تكون قد جعلت كل الركاب يضحكون بشكل جماعي وكـأنهم نادمون على الخلافات في ما بينهم».    

«شمعة لمقهى الشهبندر»

عماد علي مخرج فيلم «شمعة لمقهى الشهبندر» الذي فقد زوجته ووالده اثناء تصوير فيلمه لم ييأس ويصب بالإحباط وقرر الاستمرار في التصوير الى ان باغتته رصاصة احدى عصابات الميليشيات الطائفية وسببت له تفتتاً في العظام لا علاج له داخل العراق على أمل ان تمد له يد العون من احدى الدول العربية لعلاجه المتوافر في غالبية المستشفيات العربية حسب البحث الذي قام به شخصياً، وقال «إنني لا اريد ان اعالج عن طريق منظمات اميركية واتمنى ان اعالج في دولة عربية».

وعن ظروف العمل «احترق منزلي اثناء حملي الكاميرا واستشهدت زوجتي ووالدي» وأضاف «ان الموت الحقيقي هو التوقف عن الابداع، لأنني رغم كل معاناتي قررت نقل حياة المثقف وتعرضت للحادث الثاني الذي اطلقت من خلاله ثلاث رصاصات فتتت عظام قدماي وجزءاً من عظام ظهري».

وعن الفيلم قال علي «يرصد حياة المثقف العراقي، وعلاقته بمقهى الشهبندر، وشارع المتنبي، هذا  المقهى عمره اكثر من 90 عاماً ضربه الارهاب، مع انه المقهى الذي خرج منه المبدعون والمثقفون العراقيون، وعلى الرغم من الخراب إلا انه يعود الآن من جديد».

الإمارات اليوم في 16 أبريل 2008

 

ندوة «السينما الرقمية».. تناقش تطلّعات العاملين فيها

دبي ــ الإمارات اليوم  

عقدت أول من أمس، ضمن فعاليات مهرجان الخليج السينمائي، ندوة تحت عنوان «السينما الرقمية في الخليج»، تحدث فيها المخرج البحريني بسام الذوادي، والناقد السينمائي اللبناني محمد رضا، ومدير ومؤسس شركة «فرونت روو» لتوزيع الأفلام المستقلة، بينما أدار الندوة الناقد السينمائي في جريدة «الإمارات اليوم» الزميل زياد عبدالله

وبدأت الندوة بإشارة مدير الندوة إلى الحلم الغوداري -نسبة للمخرج الفرنسي جاك لوك غودار- في تحويل الفيلم إلى ما يشبه المنشور، وأن تصير صناعة الفيلم إلى أمر يتشارك فيه مشاهدوه، معتبراً أن هذا ما وصلت إليه السينما في ظل الثورة الرقمية

وتلتها مداخلة المخرج الذوادي التي استعرض من خلالها الواقع السينمائي الخليجي، وحيثيات بداياته، وصولاً إلى الواقع الحالي، عبر سرد دقيق وحصيف للتطلعات، وما وصلت إليه الأفلام التي يخرجها الشباب الخليجي، مسلطاً الضوء على تجربته الخاصة؛ مخرجاً أو منتجاً.

وأوضح الذوادي رغبة جميع المشتغلين في السينما الخليجية بأن يكونوا مخرجين فقط، قائلاً «إن صناعة فيلم تتطلب مديري تصوير، ومونتاج، ومهندسي صوت، وما إلى ذلك من كوادر تشكل عناصر صناعة فيلم»، كما أشار إلى سلبيات وإيجابيات التصوير الرقمي، الذي أتاح إمكانات التجريب للشباب، لكنه في الوقت نفسه أدى إلى سلبيات «جعلت أغلب التجارب تقع بالاستسهال، عازياً ذلك أيضاً إلى ضعف الثقافة السينمائية لدى الشباب، أو الثقافة بمفهومها الشامل».

وبعد أن أعلن عن حنينه للأبيض والأسود، وحتى السينما الصامتة، قدم الناقد محمد رضا مداخلة موسعة، وعلى شيء من المقارنة بين التصوير بالكاميرا الرقمية، والكاميرا المتعارف عليها بـ «35 مليمتراً»، مستعرضاً المراحل التاريخية التي سبقت الوصول إلى المرحلة الرقمية، مستعينا بإحصاءات في ما يتعلق بمدى حقيقة أن يكون التصوير الرقمي أقل كلفة من غيره، معتبراً «أنه أقل بقليل»، بعد أن أكد وبشيء من اليقين أن كل اختراع لا يلغي سابقه، بل يتحول إلى وسيط فقط، «فالتلفزيون لم يلغ المذياع، والفيديو لم يلغ السينما، وكذلك الأمر بالنسبة للكاميرا الرقمية».

أما مع جيانلكو شقرا فبدا الأمر مختلفاً، على الصعيد المالي سواء في ما يتعلق بطباعة الفيلم وتوزيعه، أو حتى سهولة عرضه في دور العرض، وغير ذلك من تفاصيل عن صناعة السينما والتوزيع في دولة الإمارات والخليج، والصعوبات الرقابية التي يواجهها.

ومن ثم تواصل الحوار مع اتاحة المجال لأسئلة الحضور التي تمحورت بشكل عام حول تطلعات المشتغلين في السينما الخليجية، بحيث أتاحت الأسئلة أمام المحاضرين مناقشة أمور متشعبة بخصوص السينما الخليجية، والعملية السينمائية عموماً

الإمارات اليوم في 16 أبريل 2008

 
 

توفر فرصاً لعرض أفلامهم أمام جمهور عريض

مخرجون إماراتيون: المهرجانات السينمائية فتحت لنا أبواب الإبداع

علا الشيخ - دبي

وجد معظم المخرجين الإماراتيين المشاركين في الدورة الأولى من مهرجان الخليج السينمائي، الذي يختتم غداً، أن مهرجانات الدولة استطاعت ان تفتح أبواباً واسعة لهم لتحقيق أحلامهم.

ورأى آخرون انه لولا وجود المهرجانات السينمائية في الدولة لما استطاع المخرجون الاماراتيون إيجاد مكان لعرض افلامهم امام جمهور كبير، وهي الفرصة التي تكاد تكون الوحيدة، حسب البعض، التي توفر جواً يحلم به المبدع من خلال الورش والندوات وتبادل الآراء مع الآخر، فهمّ المخرج بعد انجاز فيلمه الاول هو في من سيشاهده وأين سيعرض وكيف ستكون ردة الفعل تجاه انجازه، مشيرين الى ان التظاهرات السينمائية وفرت هذه الظروف، بدءا من مسابقة «أفلام من الإمارات» التي وصفها كثيرون بأنها «الحافز الأول لدعم عجلة صناعة السينما»، مروراً بمهرجان دبي السينمائي وأخيراً مهرجان الخليج السينمائي.

طلال محمود مخرج فيلم «ريحان» قال ان «المهرجانات التي ازدادت منذ بدء «افلام من الامارات» ووصل صيتها الى العالم، تعزز الحماس لدى الشباب الاماراتي المبدع الذي كان ينتظر مثل هذه الفرص لصقل موهبته والاحتكاك بتجارب آخرين»، موضحا ان المهرجانات التي تقام في الدولة تحفز المخرج لانجاز افلام تغطي هذه المهرجانات من حيث المشاركة»، مؤكداً أن «الأهم هو الاستفادة التي حصل عليها السينمائيون الاماراتيون من خلال المهرجانات في التعرف الى الآخر وتبادل الثقافات والتجارب معه، فالتفاعل من شأنه الارتقاء بالذوق العام وتخصيب الافكار والرؤى لدى المخرجين».

وأكدت شيخة العيالي مخرجة الفيلم الوثائقي «اشعل الطرب» ان المهرجانات الإماراتية التي تعنى بالسينما توفر فرصة للمبدع الإماراتي لإظهار موهبته وعرض نتاجه بثقة، «كما انها تمثل حافزاً لكي لا نتوقف عند عمل واحد فقط، بل نستمر إلى أن نحقق صناعة سينمائية غنية  في الدولة». 

 وبدوره قال المخرج راشد المري ان مهرجان الخليج السينمائي، الذي افتتح الاحد الماضي، وتقام فعالياته في مسرح دبي الاجتماعي ومركز الفنون في «مول الامارات» في دبي، وغيره من المهرجانات المحلية «تسهم بشكل مباشر وغير مباشر في بناء الثقة بين الجمهور الإماراتي ومبدعيه»، موضحاً أن «تخصيص مسابقة خاصة للطلاب في قسمي الإخراج والسيناريو من شأنه بناء قاعدة متينة لجيل من السينمائيين الاماراتيين في المستقبل القريب». 

اما ايمان العويس مخرجة فيلم «طعم الموت» الذي يتناول قصة حقيقية عن مجموعة من الاطفال يقررون ان يجربوا الموت من خلال «دفن» الاصغر بينهم على ان يقوم ويحكي لهم عن تجربته وكيف يكون الموت، ليخرج الطفل بعد ان كان قريباً من الموت ويبدأ الكذب على أصدقائه بأنه رأى الملائكة والشياطين والجنة والنار، وجدت ان «المهرجانات استطاعت ان تجعل المبدع الاماراتي معروفاً عربياً»، ما وفر  لها دافع بألا تتوقف عن إخراج المزيد من الافلام التي تنوي المشاركة فيها في المهرجانات.

 اما بالنسبة الى راوية عبدالله مخرجة فيلم «قبل أن أكبر» الذي يتحدث عن الهوية، قالت «نحن لا ننكر ان المهرجانات الاماراتية تشجع المبدعين والموهوبين الاماراتيين بأن يعرضوا ما لديهم على الملأ، ولكن المشكلة التي يعاني منها الاماراتي اكبر من ذلك»، موضحة «نحن لدينا افكار ولا يوجد دعم مادي وانتاجي لهذه الافكار»، مشيرة الى ان الانتاج في الدولة «بعيد كل البعد عن المبدع الاماراتي ويركض وراء الاجنبي»، على حد قولها.

ورأى المخرج وليد الشحي ان المهرجانات السينمائية التي تقام في الدولة تحرك العجلة السينمائية بشكل لافت خاصة للاماراتيين، «فالاهتمام كبير تجاه المبدعين الاماراتيين، ونتيجة هذا الاهتمام خرجت ابداعات كثيرة من الادراج، ما زاد من ثقتنا بأنفسنا وأسهم في زيادة آفاق خيالنا نحو تقديم الافضل»، مشيراً الى ان دليل نجاح المهرجانات المحلية تمثل في احد جوانبه، بأن «أصبحت أعمالنا تشارك في مهرجانات خارج الدولة».  

 خالد البدور

الشاعر خالد البدور، الذي يشارك وزوجته الشاعرة نجوم الغانم في الفيلم الوثائقي «المريد»، قال ان «المهرجانات السينمائية في الدولة استطاعت ان تحفز الروح الفنية الاماراتية نحو الابداع»، مشيراً إلى أن مسابقة أفلام من الإمارات «فتحت وأسست باباً واسعاً لعرض الاعمال السينمائية امام الجمهور».

وعن التعاون مع زوجته المخرجة نجوم الغانم في الفيلم المشارك قال «أنا مؤمن بقدرات زوجتي الفنية التي دعمتها بثقافتها الواسعة واطلاعها على ثقافات الآخر من خلال دراستها وسفرها»، موضحا ان فيلم «المريد» بدآ  فيه، هو وزوجته، منذ عام 2003 الا انه «توقف بسبب توقف الدعم المالي من احدى الجهات المنتجة»، كما اوضح

وفي عام 2007 استأنفا العمل به «بدعم من مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون التي كانت حريصة على إحياء العمل من جديد». واضاف البدور ان اختياره لشخصية الشيخ عبد الرحيم المريد، على وجه الخصوص، لتوثيق حياته، كان من محض الصدفة التي حولتها الى حلم تمنى تحقيقه «كنت اعمل حلقات تلفزيونية عن توثيق الثقافة المحلية في جانبها الفكلوري والتراثي والموسيقي، وقابلت المريد صدفة وسعيت حالما بأن اكتب عنه»، موضحا ان المريد الذي كان من احد رواد المذهب الصوفي في الدولة «التقيته خلال تصوير ليلة المولد النبوي. وخلال تصوير الفيلم توفي المريد الذي كان يتمنى مشاهدة الفيلم، لكن المنية كانت اسرع».

الإمارات اليوم في 17 أبريل 2008

 
 

أفلام عراقية مغمسة بالدماء!

محمد موسى من دبي

تختلف قصة المخرج العراقي عماد علي وإخراجه لفيلمه عن قصص زملائه المخرجين العرب والاجانب المشتركين، قصته تختلف ايضا عن قصص زملائه المخرجين العراقيين والذين انجزوا افلامهم الطويلة والقصيرة في العراق.عماد علي كاد يفقد حياته مرتين في حادثتين مروعتين حدثتا له اثناء تصويره فيلمه القصير "شمعة لمقهى الشهبندر" في بغداد في السنتين الماضيتين، وهما زمن إنجاز الفيلم الذي تعطل كثيرا، بسبب الاصابات الجسيمة التي اصابت المخرج والتي لازال يعانيها الى اليوم وقد تعرضه الى الاعاقة الدائمة اذا لم يسارع الى اجراء عمليات جراحية كبيرة متعددة يفتقد العراق الآن الى الامكانيات لاجرائها.ولا يملك هو نفسه الامكانيات المادية على اجرائها في خارج العراق.

القصة بدأت قبل اكثر من عامين، عندما شارك عماد علي مع مجموعة من العراقيين الآخرين في احدى الدورات التي يشرف عليها المخرجان العراقيان قاسم عبد وميسون الباجه جي.هذه الدورات هي جزء من مشروع فردي متعثر بدأ تحت عنوان "كلية بغداد المستقلة للسينما والتلفزيون"، وفيه يقدم المخرجان دورات قصيرة عن كيفية صناعة الافلام، والجوانب الفنية التي تحيط بذلك.بعد الدورة بدأ عماد العمل على فيلمه القصير الذي اختار له موضوعه واحدا من اقدم المقاهي البغدادية الشهيرة وهو مقهى الشهبندر.

بعد اشهر من التصوير في المقهى الذي يقع في وسط بغداد،والتي تصنف من المناطق الخطرة كثيرا، تعرض بيت المخرج الى اطلاقات لقذائف الهاون، الحريق الذي سببته القذائف ادى الى مقتل والد وزوجة المخرج و اتلف كل الموجودات في البيت بما فيها بعض المواد الخام من فيلم المخرج العراقي.بعد فترة من التوقف، عاد المخرج الى العمل، رغم الاصابات التي لحقت به ورغم حزنه على الخسارة العائلية بفقدان والده وزوجته.

بعد الانفجار الإرهابي الذي اصاب شارع المتنبي الشهير في بغداد ومقتل وجرح المئات من رواد الشارع من المثقفين وباعة الكتب، رغب عماد علي في توثيق الدمار الذي حدث للمقهى القريب من الشارع، كذلك تسجيل بعض الشهادات لعدد من المثقفين العراقيين الذين تحدثوا عن الشارع وعما يعنيه لهم ولمدينتهم. بعد اسابيع من حادث شارع المتنبي تعرض المخرج الى الحادث الثاني، ففي احد ايام تصويره هناك، أوقفته مجموعة من المسلحين، وعندما رغب في الفرار منها تعرض الى اطلاقات نارية اصابت ركبته، بعد ذلك توجه المسلحون الى الجسد الملقى على الارض ليطلقوا مجموعة عيارات نارية اصابت المخرج اصابات متعددة.

بعد اشهر من المكوث في المستشفيات في بغداد، عاد عماد الى فيلمه، الذي انجزه بالنهاية، ليشارك به ولاول مرة في مهرجان الخليج السينمائي.في الفيلم يقدم عماد بوتريت مؤثر عن المقهى التاريخي الشهير، الذي شهد بعضا من اهم احداث مدينة بغداد والعراق خلال التسعين سنة الماضية من عمر المقهى. بعد انفجار شارع المتنبي، اتجه الفيلم الى توثيق الدمار الذي لحق بالشارع، والى تسجيل شهادات عاطفية لمثقفين عراقيين مفجوعين بخراب الشارع. الفيلم سجل ايضا فقدان صاحب المقهى لاولاد واحفاد في ذلك الانفجار. المخرج سجل ايضا تجربته الشخصية اثناء تصوير الفيلم، والحوادث التي حصلت. في احد مشاهد الفيلم يمسك المخرج بصورتين نصف محروقتين لوالده وزوجته اللذين قتلا في الحريق الذي لحق بالبيت. الصورتان هما كل ما بقي من حياته السابقة. هناك مشهد طويل معبر آخر، وفيه يحدق المخرج الى الكاميرا من سرير مستشفى الحادثة الثانية.

على الرغم من الاهتمام الاعلامي والانساني الذي يلقاه المخرج هنا في دبي ورغبة زملائه من المخرجين العراقيين والعرب في التخفيف عنه، الا ان هناك حزنا لا يخفى يحيط بالمخرج، يجعله يقف وحده كثيرا بعكازتيه المعدنيتين ونظرة شاردة بعيدة شديدة الحزن وامنيات كبيرة بالعودة الى العمل بعد العلاج الذي مازال يبحث عمن يساعده فيه.

موقع "إيلاف" في 17 أبريل 2008

 
 

خالد البدور: المأثور الثقافي نبع متجدد وعناصر الدراما في الفيلم الوثائقي عديدة

«المريد» نافذة إماراتية على عالم الصوفية

دبي ـ أحمد يحيى

يعرض اليوم بسينما سيني ستار ـ مول الإمارات الفيلم الإماراتي (المريد) في إطار فعاليات مهرجان الخليج السينمائي، فئة الأفلام الوثائقية بالمسابقة الرسمية.. الفيلم سيناريو وتأليف خالد البدور ومن إخراج نجوم الغانم. يحكي الفيلم قصة الشيخ عبدالرحيم المريد، أحد رواد المذهب الصوفي في الإمارات، والذي عاش في الفترة من 1902 ـ 2007.

يقول خالد البدور مؤلف العمل لـ «البيان»: يعتبر الفيلم من أطول الأفلام الوثائقية الإماراتية، وتبلغ مدة عرضه حوالي 100 دقيقة، ويأخذ المواصفات السينمائية لغة له حيث يعتمد على عناصر درامية عديدة. ويوضح البدور أن فكرة صناعة هذا الفيلم جاءت له من خلال التقائه الشيخ عبدالرحيم المريد الصوفي التقي الورع، وكان أول لقاء بيننا في عام 1990 وظلت علاقتي به مستمرة إلى أن فكرت في أن أصنع فيلماً له يحكي قصته ، ويقدم أفكار الرجل وكيفية وصول الخلافة إليه ثم طرحت سؤال الفيلم الذي يحاول الإجابة عليه، إلى من ثم تؤول الخلافة من بعده؟

الفيلم يوضح في بعض أجزائه الصوفيين كطريقة دينية وكيفية وصولها للإمارات ، ويبحث في أصل هذه الطريقة وعاداتهم واحتفالاتهم الدينية.

ويوضح البدور أن هذه الطقوس الخاصة بالصوفيين تلامس اعتقاداتنا كمسلمين في إحيائنا للاحتفالات الدينية مثل (مولد الرسول الكريم ـ الإسراء والمعراج ـ العام الهجري). ومن خلال ذلك اشتهر المريدين حيث كانت الأسر تدعونهم لأفراحهم لإقامة الأناشيد الدينية والابتهالات وغيرها من الأمور.

ويذكر أن المقصد الرئيسي من وراء صنع فيلم كهذا هو التأريخ والتوثيق للتقاليد الصوفية من خلال شخصية الشيخ عبدالرحيم المريد.

البدور في سطور

دارس للسينما وحاصل على ماجستير في السيناريو، وخاصة في سيناريوهات الأفلام الوثائقية والروائية لكن ميله الفني يتجه للوثائقية. يرى أن الدعم المادي من الأشياء الأساسية والمطلوبة في أي عمل فني إذا أريد أن تكون هناك سينما جيدة، ويطمح لإنتاج أكثر من فيلم وثائقي حيث إنها تؤرخ للماضي والحاضر ويعتبر أن هاجس البحث في الموسيقى التقليدية أكثر شيء يستحوذ على اهتمامه.

 

فريق عمل «أحلام» نجا 3 مرات من محاولات اختطاف

دبي ـ البيان: في العاشرة والربع من مساء اليوم، يعرض في سينما سيني ستار مول الإمارات، الفيلم العراقي الروائي الطويل «أحلام»، للمخرج محمد الدراجي، الحائز على جائزة أفضل فيلم في مهرجان بنغلاديش السينمائي هذا العام.

«أحلام» يضم مشاهد وأحداثاً متعددة تترنح فوق الأطلال التي دمرها القصف الأميركي لمستشفى للأمراض النفسية في بغداد عام 2003، ويستعرض مآسي ثلاثة عراقيين عصفت بهم حرب الصدمة والرعب الأميركية.

أحلام واحدة منهم، وهي المرأة المصدومة التي دخلت المستشفى بعد مشاهدتها عملية اعتقال عريسها ليلة زفافهما، في حين أن الدكتور مهدي الإنسان المجتهد يؤمن بالمبادئ المثالية، يحلم بعراق حر تقدر فيه الإنسانية بدل أن تغتال.

أما علي فهو الجندي السابق المصاب بصدمة مروعة نتيجة القصف الكثيف لوحدته العسكرية خلال الحرب، فيروح يجوب شوارع المدينة بحثاً عن زملائه المرضى الذين تشردوا بعد قصف المستشفى.

محمد الدراجي مخرج الفيلم لم يتمكن من حضور المهرجان رغم مشاركة فيلمه بالمسابقة، وقد أتى ممثلاً عنه ابن أخيه الشاب أمير الدراجي مسجلاً الصوت بالفيلم، والذي قال إن فريق عمل «أحلام» نجا 3 مرات من محاولات اختطاف، وسجن خلال تصوير الفيلم لدى القوات الأميركية، لكنه أصر على النهاية حتى خرج بعمل سينمائي يلقى تأييداً وتعاطفاً مع القضية العراقية أينما عرض.

أمير قال إن لكل عراقي يغار على وطنه أداة في الجهاد ضد الأميركيين، وأنا أجاهد من خلال الكاميرا، وأحلام يعبر عن مرحلة من مراحل العراق جمعت بين حقبة صدام حسين، وما تلا سقوط بغداد، وما كاد الشعب ينتشي من زوال حكم صدام حسين الدكتاتوري، حتى أتت حرية الدبابات وديمقراطية «الهمرات» الأميركية، والكلام لأمير الدراجي.

الدراجي ومن خلال أحلام الفتاة والفيلم، يسلط الضوء على الدمار الذي لحق بالعاصمة العراقية، ولا يترك المخرج شاردة ولا واردة إلا وسجلها في عمله الذي أحاط بحجم الخراب والدمار، وانتقد كل أدوات القمع والسيطرة، تاركاً في النهاية بصمة ونظرة أمل تلمع في عيون أحلام المجنونة الهاربة مبتعدة عن فوهة الدكتاتورية والاحتلال.

 

«دبي السينمائي» أفضل مهرجان ضمن جوائز مجلة «واتس اون»

حصد مهرجان دبي السينمائي الدولي جائزة أفضل مهرجان ضمن جوائز مجلة «واتس اون» What's On للعام 2008، متفوقاً على المهرجانات المنافسة الأخرى ضمن الفئة ذاتها، والتي شملت مهرجان الجاز الذي حصل على جائزة هذه الفئة العام الماضي ومهرجان أنغام صحراء دبي.

وبهذه المناسبة قال عبد الحميد جمعة رئيس المهرجان: يسرنا كثيراً أن نبدأ بالاستعدادات للدورة الخامسة من المهرجان بهذا التكريم الذي نعتز به كأفضل مهرجان في دولة الإمارات، وقد كانت رغبتنا الدائمة في التفوق والتميز وحرصنا على تقديم حدث محلي يرقى إلى مستوى تطلعات جمهوره، حافزاً لنا على التميز الدائم.

وأضاف جمعة: لقد تم اختيار المهرجان في العام 2007 من قبل جريدة «يو اس ايه توداي» الأميركية واسعة الانتشار كواحد ضمن أفضل خمسين مهرجاناً سينمائياً في العالم، ومع هذا التكريم لا يسعنا إلا أن نعمل جاهدين على تقديم حدث أكبر وأفضل في العام 2008.

 

قالوا عن المهرجان

* سعيد سالمين «مخرج إماراتي»:

فعاليات كبيرة وإمكانيات موظفة في موضعها الحقيقي ويكفينا أن نكون أول دولة خليجية تصنع مهرجاناً بهذه القوة وهذا التأثير. بالفعل خطوة كبيرة على طريق صناعة سينما خليجية.

* حسين عباس «مخرج بحريني»:

فرصة جيدة لالتقاء الفنانين الخليجيين ومشاهدة ما وصلت إليه مستويات الأعمال الفنية الخليجية فكلنا مهتمون بصناعة سينما خليجية تعكس بيئتا وتحمل رؤيتنا.

* ابتسام «بطلة فيلم اربع بنات»:

لم أتوقع أن يكون المهرجان بهذا الحجم وأعتقد أن مثل هذا المستوى يحملنا مسؤولية كبيرة، ويكفيني كممثلة المشاركة بالمسابقة حتى لو لم يحصل عملي على جوائز.

* نضال بدر «كاتب بحريني»:

أكثر ما أعجبني بالمهرجان هو التنظيم الجيد الذي جعلنا ننبهر بما تقدمه دولة الإمارات الشقيقة لإخوانهم الخليجيين.

البيان الإماراتية في 17 أبريل 2008

 
 

فيلم يعكس حياة قرية عراقية في صورة تلامس العواطف الإنسانية

«ليالي هبوط الغجر».. أقلية مبعثرة ارتبطت بسلوكيات سيئة

دبي ـ عنان كتانة

في العراق وتحديداً بعد السقوط ـ كما يصطلح المخرجون القادمون من هناك ـ كثير من المتغيرات تداخلت وتزاحمت ملقية العبء فقط على كاهل الشعب المغلوب على أمره، بكافة طوائفه ومكوناته، هذه الصورة تجمع عليها الأفلام العراقية القادمة من بلاد الرافدين، مهما كان موضوعها أو طرحها، فالمشهد المعاش أولاً وأخيراً يبقى فوضوياً وفاقداً للأمن، وهابطاً إلى أدنى مستوياته، أسوة بـ «ليالي هبوط الغجر».

هذا المسمى الأخير هو اسم لفيلم عراقي وثائقي يستعرض حياة قرية غجرية، تقع على مقربة من مدينة الديوانية في جنوب العراق، ويلاحق في صوره التي أثارت العاطفة على وجوه جميع من شاهدوا العرض ضمن فعاليات مهرجان الخليج السينمائي المقام في مسرح دبي الاجتماعي في مول الإمارات، كل الأحداث التي أتت على القرية وأبنائها بعد سقوط النظام السابق، في مناقشة للواقع السياسي المتغير وتأثيراته السلبية على شرائح كبيرة من المجتمع العراقي.

قرية غجرية

ليالي هبوط الغجر فيلم للمخرج العراقي هادي موهود، الذي قال في حديث لـ «البيان» عن فيلمه بعد العرض الذي استقطب إعجاباً كبيراً من الجمهور مساء أول من أمس، إن الفيلم تطرق بشكل واضح وصريح إلى يوميات قرية غجرية معزولة، محاولاً الكشف بشكل أوضح عن الجانب الإنساني لشخوص القرية، الذين تعرضوا لظلم واضح من الآخرين، بمن فيهم النساء والرجال والشيوخ والأطفال.

المخرج أكد أن الغجر وعلى الدوام مرتبطون في أذهان الناس بالسلوكيات السيئة، الغناء والرقص والدعارة، فيما يلفت المخرج إلى أن المجتمع لم يكلف نفسه لمعرفة حقيقة هؤلاء البشر من الناحية الإنسانية، فهم بشر من الواجب أن تتاح لهم الحياة أسوة بغيرهم، دون النظر إلى العادات والتقاليد التي فرضت عليهم من الأزل، ولا يزالون مأسورين لهم بفعل انغلاق المجتمع في وجوههم.

ومن وجهة نظر المخرج، الفيلم كان فرصة لإطلاق المشاعر الإنسانية سواء في العراق أو في الخارج، تجاه هذه الأقلية التي تعيش أيامها على غير النمط الذي تقبل به أدنى طبقات البشر، مع السعي لخلق حالة صداقة بين المتلقي وشخصيات الفيلم من النساء والأطفال والشيوخ والشباب.

الغجر كما جاء في الفيلم، وكما صرح المخرج، أعدادهم قليلة، فهم بضعة آلاف ينتشرون في قرى شبه مهدمة أو مهجورة في العراق، أكبر قراهم الحالية تضم بضعة مئات السكان.

وكما أظهر الفيلم، وكما هو معروف فإن الغجر يتعاطون الغناء والرقص والدعارة في بيوتهم، وهذه الأمور تعد طبيعية للغاية بالنسبة للغجريين ذكوراً وإناثاً، لأنهم وجدوا في هذه المنطقة بهدف التسلية والترفيه بالنسبة للآخرين، علاوة على أن كافة الأبواب موصدة في وجوهم لنيل العيش الكريم، ووفي النهاية ليس لهم أي مصدر للرزق سوى هذا المجال لبناتهم وزوجاتهم.

براءة وجمال

المخرج في فيلمه تجاوز تلك الأمور التي فتحت على هذه القلة الكثير من أبواب الشر والطرد والقتل، وأبقى رسالته في محور الإنسانية، فهو الوحيد الذي طرق أبواب هذه القرية باحثاً عن الحقيقة، وليس عن المتعة المباحة في بيوت الغجر جميعاً، فالفيلم سعى منذ اللحظة الأولى إلى لفت الأنظار تجاه وجوه جميلة مفعمة بالبراءة من الأطفال والنساء، وتحيطها شوائب كثيرة، وسلوكيات شائنة.

حاول الشباب الغجريين الهروب من واقعهم بعد سقوط النظام، ولكنهم اصطدموا بجدار من الرفض والمضايقات من أبناء العراق جميعاً، حيث ينظر إلى هذه الفئة بأنهم أناس لا يستحقون الحياة، وأكثر ما يليق بهم هو توفير المتعة لمن يريد من أهل المدن.

«ماهود» يقر أن مضايقات العراقيين وازدرائهم للغجر جاء بفعل الممارسات التي تحدث في البيوت ويقبلها ويتعايش معها الغجري والغجرية، وإن كان البعض من العراقيين لا يزال يطرق أبواب الغجر بحثاً عن المتعة، وفي المقابل يرفض مجرد التحدث مع غجري إن وجده في المدينة، بل وأكثر من ذلك يطرده ويلاحقه.

كما وأكد أن همه ينصب كمخرج سينمائي من العمل التسجيلي الذي وفره هو فقط نقل الصورة للعالم بحيادية مطلقة لا تنحاز إلا إلى الإنسانية، فهو يقر أنه سعى إلى تقديم الغجر على أنهم بشر وأقلية صغيرة في العراق تعاني كما تعاني أقليات وطوائف كثيرة من أبناء العراق بفعل التداخل والتنافس السياسي والحزبي الحاصل.

المخرج كما يؤكد «ماهود»، يبقى شاهد عدل على ما يجري أمامه، وبعد هذا الفيلم لا يمكن القول سوى أن الغجر أناس جميلون يحبون الحياة، يحلمون ويضحكون ويتألمون، ويتزوجون، لكنهم يتطلعون للدراسة ولا يمكنهم أن يستمروا، ويسعون للانخراط في المجتمع فيرفضون، ويحاولون البحث عن مصدر للعيش فيقهرون، ولم يتبقَ أمامهم سوى مهنة (الغناء والبغاء) يعتاشون منها دونما يشعرون بخجل أو تردد أو أي شيء آخر.

البداية والديانة

بحسب مخرج الفيلم، فإنه يقال ان قسماً من الغجر أرسلوا قبل الإسلام كهدية من امبراطور الهند إلى كسرى امبراطور فارس، وقد مارسوا دورهم في ترفيه الفارسي الحزين، ولم يجدوا رعاية تكفي، فاضطروا للتشتت والهجرة، فراح قسم منهم لأوروبا الشرقية، وقسم للعراق وآخر للهند، وهذه هي قصة وجودهم في بلاد الرافدين. وكما هو معروف فإن الغجر وحتى اليوم، وفي أي مكان ينزلون به يدينون بديانة أهل المكان.

البيان الإماراتية في 17 أبريل 2008

 

مهمته الوظيفية تمنعه من حضور عرض فيلمه «دعاء»

عمر إبراهيم: الكاميرا لغتي المفضلة وسر تميزي في «سما دبي»

دبي ـ البيان 

عمر إبراهيم شاب إماراتي يجيد التعامل مع الكاميرا من عدة زوايا، فهو مخرج مزدوج في السينما والتلفزيون، شارك في العديد من المهرجانات داخل الدولة وخارجها، حاز على أكثر من لقب أبرزها أفضل موهبة إماراتية في مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته عام 2003.

هذا المخرج الطموح يشارك في مهرجان الخليج السينمائي بفيلم قصير يحمل اسم «دعاء»، لكنه ليس كنظرائه المخرجين سواء الإماراتيين أو القادمين من دول الخليج العربي، وعلى الرغم من أن حضوره فعاليات المهرجان يتواصل يوميا أسوة ببقية المخرجين المشاركين بأفلام قصيرة أو طويلة، إلا أنه لا يأتي بصفته مخرجاً صاحب عمل سينمائي يشارك في المسابقة، وإنما لكونه مخرجاً يتولى يومياً إخراج الرسالة اليومية لمهرجان الخليج السينمائي، فهو موظف رسمي بمسمى مخرج تلفزيوني في فضائية سما دبي.

في أروقة المهرجان مخرجون كثر، ومن مختلف الجنسيات الخليجية والعربية، واحد منهم الشاب المواطن عمر إبراهيم الصامت في هيئته المفعم بالفن والحيوية والجدية في عمله، نلحظه دائماً وسط الحاضرين عينه مشدودة نحو الكاميرا، يعطي إشاراته للطاقم الذي يعمل معه في سما دبي، ويوجه المذيع والمصور نحو البوصلة، ولا متسع أمامه من متابعة أبسط العروض التي يحتضنها المرجان لانشغاله بالتصوير.

«البيان» التقت عمر وتحدثت إليه بينما هو يوجه الكاميرا نحو هدفها باستمرار، حيث أوضح أنه يتوق دائماً لمتابعة عروض أفلام المهرجان لكونه متخصصاً في هذا المجال، ويشارك بفيلم في المسابقة، ولكن ظروف عمله تحرمه أحياناً من هذه الفرصة، رغم أنه ينال بعض الأحيان فرصة استثنائية أثناء «البريك» فيتابع فيلماً على عجالة ثم يعود إلى أدراجه لإكمال مشواره مع مهمته الوظيفية.

أكد المخرج المتألق عمر أنه يشعر براحة وطمأنينة وهو يؤدي دوره التلفزيوني من هذا الموقع، فهو يقدم خدمة إعلامية للشباب المخرجين، لا سيما المواطنين منهم، ونظراً لكونه واحداً منهم فهو يدرك أهمية الدعم الإعلامي الذي يتطلبه الإنتاج السينمائي، خاصة إذا وجد بجهود شباب صغار يحلمون بالنجومية والإبداع.

يركز عمر المخرج التلفزيوني في رسالته اليومية عن المهرجان على إبراز جميع المخرجين الخليجيين، وإظهار الجهود التي قدموها في سبيل العمل الإخراجي، وكل يوم يجتهد لإبراز وجوه جديدة، لكنه قال: بالتأكيد سيحظى الجميع بالظهور على شاشة سما دبي، إلا أنا، نظراً لطبيعة عملي، وهذا أمر مقبول جداً بالنسبة لي لأني أقدم خدمة أشعر من خلالها بحجم كبير من الرضا.

إضاءة

ينتظر المخرج والإعلامي عمر إبراهيم العرض الأول لفيلمه القصير «دعاء» اليوم، لكنه يخشى أن يسرق العمل منه الوقت، فلا يتمكن من متابعة فيلمه أسوة بغيره من المخرجين، هكذا قال مازحاً.

البيان الإماراتية في 17 أبريل 2008

 
 

نطرة ما..

صناعة المهرجانات الناجحة

بقلم :أسامة عسل

إن صناعة مهرجان سينمائي ناجح لها عناصر ومفردات وتعتمد في الأساس الأول على التواجد المكثف للسينمائيين والمهتمين وقبلهم الجمهور، ولا تقولوا إن سبب عدم تردد الجمهور على المهرجانات، ذوق الجمهور الرديء، فالمهرجانات هي المسؤولة عن ترقية ذوق الناس، وبالتالي لابد أن يضع أي مهرجان هذا الهدف ضمن برامجه وفعالياته ويعمقه ويركز على تحقيقه، والأهم يعتمد على لغة الأرقام وصولا إلى النجاح المطلوب.

كما أن النجاح الأول لأي مهرجان يكمن في تنظيم واحترام مواعيده لا في إجراء تعديلات وتبديلات تسبب ارتباكا وتفقد الثقة فيما يتم تبادله من معلومات، فإذا جاء متفرج ولم يجد فيلما في الموعد المعلن عنه، يفقد التواصل مع المهرجان.

وإذا جاء مخرج ووجد ظروف عرض فيلمه سيئة، فلن يرسل فيلمه ثانية، وخلال التبديل والتعديل المستمر غير المعتمد على قواعد والإلغاء والإعلان عن تواريخ ومواعيد والتبكير والتأخير بأوقات العروض التي لا تتناسب مع ظروف الجمهور، بلا شك كل ذلك يقلل من عمر أي مهرجان.

وأي مهرجان يركز على ثلاثة أشياء أساسية هي: أفلام جيدة وبرنامج صارم للعروض وتفاعل بين الجمهور وضيوف المهرجان، يضمن الوصول لصيغة المهرجانات الناجحة والكبرى.

وحتى لا يختلط الأمر علينا كثيرا بين تلك المعاني الثلاثة، فلابد من القول إن الأفلام الجيدة والدعاية عن تلك الأعمال هي التي تستطيع أن تجذب الجمهور، وتفاعل الجمهور يظهر من خلال الندوات التي يجب على إدارة المهرجان إقامتها في مكان يسهل على الجمهور ارتياده.

ثم ما السبب الذي يدعو أي سينمائي لحضور مهرجا ؟

إنه بالطبع يريد مشاهدة أفلام جيدة، وقبل كل ذلك فهو يبحث عن الاستفادة المهنية، والأهم تساؤله: هل توقيتات المهرجان بشكل عام منتقاة ومدروسة وسط أجندة سينمائية مليئة طوال العام؟

وما هي المغريات التي تدعوه لكي يضع المهرجان ضمن أولوياته؟، إذا استطاعت إدارة أي مهرجان وضع إجابات لهذه التساؤلات وبالأرقام، فإنها تكون بالفعل على الطريق الصحيح.

كما أن مسابقة ضمن فعاليات مهرجان سينمائي، تعتمد في جوائزها على مساعدة المخرجين الشباب في تمويل أفلامهم، جديرة بأن تجذب المخرجين الشباب وتحمسهم لملء أروقة المهرجان، والشباب من أهم أسباب حيوية أي مجتمع، وأي حدث ثقافي، يقابلون المخرجين من نظرائهم الأجانب ويشتركون في الندوات بحماس، ويجادلون الأفكار الجامدة، وليس سرا أن كل المهرجانات الكبرى في العالم لا تحيى إلا بروح الشباب.

وككثير من الأشياء في حياتنا بعالمنا العربي تمر المهرجانات السينمائية دون أن نستفيد منها استفادة حقيقية، وبدلا من أن تتحول إلى أداة رئيسية في ترقية ذوق الناس واتساع ثقافاتهم، تصبح بعضها أشبه بالكرنفالات الخاصة التي لا يبقى منها سوى صور تذكارية لنجوم مبتسمين، في الوقت الذي أصبحت فيه المهرجانات السينمائية وبكل الاهتمام الإعلامي حولها أحد أهم أوجه الاحتفال في عصرنا، وأصبح السياسيون يستغلونها لتحقيق مصالحهم، والعلم ينتهز الفرصة في أثنائها لتقديم أحدث مستجداته، ورجال المال يملؤون أيامها بصفقات البيع والشراء.

هذا بالطبع تصور ينطبق على المهرجانات التي تريد أن تؤكد هويتها وتتدرج لمستويات أفضل، وفي اعتقادي أن مهرجان الخليج السينمائي في دورته الأولى ومن خلال جهازه الفني والتنظيمي يقترب كثيرا منه، ينقصه فقط الإقبال الجماهيري الذي يعيد الثقة في مهرجان عربي ناجح شكلاً ومضموناً.

osama614@yahoo.com

البيان الإماراتية في 17 أبريل 2008

 
 

في ثالث أيام المهرجان

«تنباك».. يطفو على الشاشة وأفلام تغرق

زياد عبدالله - دبي

أبدأ بالفيلم الإماراتي «تنباك» على عكس ما جاء عليه ترتيب عرضه أول من أمس، في مهرجان الخليج السينمائي، إذ عرض كآخر فيلم بعد خمسة أفلام مشاركة في مسابقة الأفلام القصيرة مثلها مثل «تنباك»، والذي جاء أيضاً ليمسح عناء مشاهدة ما سبقه، إذ بدا ومن اللحظة الأولى مشغولا بعناية وشغف.

فيلم «تنباك» الذي أخرجه عبدالله حسن أحمد وكتبه محمد حسن أحمد مدعاة للتوقف، على اعتبار أن ما تحمله الأسطر التالية سيكون مروراً سريعاً على عناصره الجمالية التي اعتمدت سرداً متناغماً  ما بين القصة وبناء الشخصيات من جهة، والسرد البصري وموقع التصوير من جهة موازية، وفي مدة لا تتجاوز الـ 26 دقيقة كانت كافية لتبيان الشخصيات وخصائصها سواء كان ذلك عبر السعال الحاد الذي لم يفارق الشخصية التي قدمها حبيب غلوم وهو لا يتوقف أيضاً عن التدخين، واللقمة المضمخة بالدماء التي خرجت من فمه، أو لون البشرة، والفحم الذي يعمل به سعيد عبيد وإبراهيم سالم ورجفته المتواصلة. كل ما يود فيلم «تنباك» إيصاله كان مكثفا ومختزلاً بعناية، العمة الوحيدة المهجورة (أشجان) نجدها تبحث عن الدفء في الجمرات المشتعلة أمامها، أما سعيد عبيد الذي يطمح لزواجها ويرفضه أخوها (حبيب غلوم) لأنه زنجي، فنجده يستحم، وحين يلقى الرفض يوحي المشهد وتقريب الكاميرا منه في لقطة ثابتة أنه يستحم بدموعه. وعلى خط مواز هناك الطفولة، طفولة الصديقين، وكيف للزمن أن يمضي بهما إلى مصائر مختلفة، يمليها لون البشرة، فالحلم بأن يهربا من الجبال التي تحيط بهما من كل جانب، ولا يريان غيرها، ينمحي، وتحضر بدلاً منه شخصيتان مختلفتان، الأولى قاسية وأنانية ومتعالية تعمل بتجارة «التنباك»، والثانية بسيطة وادعة تعمل بالفحم، مصير أبيض وآخر أسود، وكلما امتد العمر بهما يفترقان أكثر وهما في المكان نفسه.

أترك «تنباك» وأعود إلى الأفلام التي سبقت عرضه أول من أمس، فمع فيلم إماراتي آخر حمل عنوان «أخوي» من إخراج وكتابة علي جمال، كانت المحاولة لا بأس بها لتقديم حكاية عن الحجر الطبي الذي يتعرض له سكان قرية منكوبة، وبدائية، وقسوة ذاك الإجراء المفتقر لأدنى الشروط الإنسانية والطبية، والذي يفصل بين أخوين، ولتسود الفيلم تعبيرية مبالغ بها، وأداء له أن يكون مسرحياً أكثر منه سينمائياً.

الفيلم السعودي «أفكار مشتتة» لعبدالجليل الناصر لم يكن مشتتا طالما أنه لم يتجاوز الخمس دقائق، إلا أنه كان أقرب إلى موضوع الإنشاء الذي ألقي على مسامعنا برفقة طاهر الناصر وهو يمضي والبحر إلى جانبه، بينما كان فيلم «وصول»، السعودي أيضاً لطلال عايل، مونولجاً وسط بيت آيل للسقوط، أو مهدم، بدأها مستعيناً بمقولة للكاتبة السورية غادة السمان عن أن الصمت لغة العاشقين، ولم نجد إلا الخراب والصمت طوال الخمس دقائق مدة الفيلم.

أما الفيلم العماني «الزهرة» إخراج جمال البطاشي فله أن يكون درساً في التطويل المجاني، لا بل له أن يكون غرائبياً بحق في كل ما قدمه، غرابة تدفع للقول إن الفيلم نفسه كان أسطوريا أكثر من الأسطورة التي من المفترض أنه يرويها.

أمر لافت في مهرجان الخليج له أن يشكل فرصة لمتابعي السينما العالمية، يتمثل في «دائرة الضوء» الذي يقدم مجموعة من الأفلام السويسرية القصيرة، والتي يمكن أن تكون فرصة للكثيرين أن يشاهدوا للمرة الأولى فيلماً سويسرياً، مثل فيلم «إنها تثلج في مراكش» الذي يحكي في قالب كوميدي رفض السفارة السويسرية في المغرب منح رجل عجوز يحلم بالتزلج على ثلوج الجبال في سويسرا تأشيرة دخول، وقيام ابنه بأخذه إلى منطقة جبال مغطاة بالثلوج في المغرب، وإقناع والده بأنه في سويسرا، وعليه نشاهد مجموعة من المفارقات والمواقف المضحكة تتمثل بمحاولات الابن اخفاء كل شيء على علاقة بالمغرب، بدءاً من العلم الذي يبدله بسويسري، إضافة للأكل، وغير ذلك الكثير. ما تقدم مثال عن أفلام سويسرية كثيرة، عرضت أول من أمس، وجاءت على شيء من الاكتشاف لهذه السينما، أو وضعها تحت دائرة الضوء على رأي المهرجان.

الإمارات اليوم في 17 أبريل 2008

 
 

مسعود أمر الله.. الرائد الحقيقي للسينما الخليجية

رجا ساير المطيري

لم يكن مستغرباً حجم التصفيق والهتاف الذي أرسله الجمهور تجاه السيد مسعود أمر الله آل علي في ليلة افتتاح مهرجان الخليج السينمائي، وذلك لأن هذا الجمهور المكوّن من مخرجين وكتاب وممثلين يعترف بفضل مسعود أمر الله في تأسيس تظاهرتين سينمائيتين احتضنتا أحلام وتجارب السينمائيين الخليجيين في السنوات السبع الماضية هما "مسابقة أفلام من الإمارات" التي كانت تقام في مدينة أبوظبي ومهرجان الخليج السينمائي الذي تجري فعالياته الآن في مدينة دبي. فلولا مسعود ومن دون هاتين التظاهرتين لما أمكن ولادة نجوم سينمائيين شباب يعوّل عليهم مستقبل السينما الخليجية الشيء الكثير مثل نواف الجناحي وعبدالله بوشهري وعبدالله آل عياف وعبدالله حسن ومحمد بوعلي وغيرهم من المخرجين الشباب الذين ولدوا من رحم "مسابقة أفلام من الإمارات" واكتسبوا الوعي من خلال احتكاكهم بمعلمهم وعرابهم الأول مسعود أمر الله.

في ليلة الافتتاح كانت فرصة هؤلاء الشباب ليعبروا عن تقديرهم وامتنانهم للرجل الذي ضحى بوقته وجهده في الثلاثين سنة الماضية لكي يخلق لهم هذا المناخ السينمائي الذي تنفست من خلاله أفلامهم.. إنها لحظة تتويج مسعود أمر الله أباً للسينما الخليجية ورائداً حقيقياً من رواد النهضة الثقافية الخليجية في الألفية الجديدة. وريادته ليست مزيفة كما البعض الآخر الذي يدعي الريادة من دون أن يبذل أدنى جهد يجعله مستحقاً لهذه الريادة. إن مسعود يختلف عن هؤلاء في بذله وفي إخلاصه وعشقه للسينما عشقاً حقيقياً وفي أنه لا يسعى لأمجاد شخصية قدر بحثه عن مناخ يمارس فيه عشقه الأزلي للسينما، فمن يلتقي به ويرى تواضعه وبساطته وبعده عن الإعلام رغم كل ما قام ويقوم به ورغم كل إنجازاته الملموسة سيدرك سبب احتلاله هذه المرتبة من التقدير والإجلال في نفوس كل سينمائيي الخليج.

وإذا كان السينمائي الشاب يعاني هذه الأيام من غربة في مجتمعه رغم كل أدوات العولمة المحيطة به والتي تتيح له ممارسة هوايته السينمائية ومتابعة التطورات التي تجري في البلدان الأخرى أولاً بأول وبكل سهولة، فماذا نقول عن حال السينمائي الخليجي في بداية الثمانينات الميلادية، قبل نحو الثلاثين عاماً، حين لم تكن المجتمعات الخليجية قد خلعت عن نفسها رداء البداوة ولم تعترف بعدُ بأي منشط ثقافي شفاهي ناهيك عن فن مركب ومعقد مثل السينما، في تلك الفترة الصعبة الجافة ابتدأ شغف مسعود بالسينما فكان يخترع الوسائل من أجل الحصول على صحيفة عربية أو أجنبية تتحدث عن السينما وكان يسافر من بلد إلى آخر بحثاً عن فيلم مشهور، وقد ظل على هذه الحال، وحيداً، يصارع أمواجاً من التجاهل والإهمال.

ولأنه في الأصل شاعر فقد كانت لديه رؤى ومقولات يريد إيصالها للناس، وقد اختار السينما وسيلة لذلك، لكنه في ذلك الوقت من منتصف التسعينات، حين حقق فيلمه القصير الأول، لم يكن يدري متى ولا أين سيعرض هذا الفيلم، إضافة إلى عدم يقينه من جدية الجمهور في التعاطي مع نشاط جديد مثل السينما، وقد جعلته هذه المعضلة يفكر في ابتداع وسيلة تجمع عشاق الأفلام في مكان واحد، وبالتالي يحقق إمكانية عرض فيلمه وأفلام غيره أمام جمهور مهتم ومدرك لأبعاد الفن السابع. وهذا ما صنعه بالفعل حين قام وبجهد فردي خالص بجمع كل الأفلام الإماراتية الطويلة والقصيرة التي أنتجت حتى حينه مهيئاً بذلك الفرصة الأولى لالتقاء محبيّ الفيلم في دولة الإمارات، وكانت هذه الخطوة بمثابة الشرارة التي جعلته فيما بعد يصرّ على استحداث تظاهرة رسمية تحتضن هؤلاء السينمائيين برعاية الدولة وتدار بطريقة مؤسسية تضمن استمرارها، ومن هنا جاءته فكرة مسابقة "أفلام من الإمارات" التي ظل يلحّ عليها لسنوات حتى انتزع موافقة المجمع الثقافي في أبوظبي على تأسيسها وانطلاقها عام 2001بإدارة مسعود أمر الله نفسه. الموافقة الرسمية على تأسيس هذه المسابقة أدخلت مسعود في مأزق كبير فمن أين سيأتي بالأفلام وهل في الإمارات أصلاً حركة سينمائية تستطيع أن ترفد المسابقة بالأعمال التي يتطلبها نشاط من هذا النوع، ولحل هذه المشكلة اتجه إلى كل منفذ له علاقة بالأفلام مثل الكليات والجامعات فحفّز الطلبة للمشاركة بمشاريع تخرجهم المرئية، وجمع كل عمل إماراتي مصور من دون الوقوف عند مستوى جودته، لأنه كان يرى أن الأهم في تلك المرحلة هو التركيز على الكم وحشد أكبر عدد ممكن من المهتمين الذين إذا وجدوا من يرعاهم ومن يوفر لهم الدعم فسيصنعون مستقبلاً أفلاماً أجمل وأجود من أفلامهم الأولى. وهكذا انتهت الدورة الأولى من المسابقة بنجاح مذهل وبمشاركة عدد كبير من الأفلام القصيرة جعلت المسئولين في المجمع الثقافي يدركون أنهم أمام ثورة سينمائية قادمة خطط لها المخلص والمؤمن مسعود أمر الله. وجاءت الدورة الثانية ثم الثالثة وتبعتها الرابعة والخامسة والنجاح يتضخم وعدد المشاركين يزداد ليس من الإمارات فحسب بل أيضاً من الخليج الذي بدأ سينمائيوه الشباب يلتفتون إلى ذلك الشعاع الصادر من العاصمة الإماراتية أبوظبي.

وقد تم في الدورتين الخامسة والسادسة من المسابقة إدراج الأفلام الخليجية بشكل رسمي لتتنافس مع زميلاتها الإماراتية على الجوائز، وإلى ذلك الحين كانت نظرية مسعود أمر الله هي أن يحتوي ويحتضن السينمائيين الشباب مهما كان مستواهم وقد أثمرت هذه النظرية عن ولادة مبدعين شباب ما كان لهم أن يبرزوا بهذه السرعة لولا هذه المسابقة مثل نواف الجناحي وعبدالله حسن ووليد الشحي من الإمارات وعبدالله بوشهري من الكويت ومحمد بوعلي من البحرين ومن السعودية عبدالله آل عياف وهيفاء المنصور. كان هدف مسعود المعلن من هذه المسابقة هو "توريط" المبدع الشاب واستدراجه إلى عالم الإنتاج السينمائي لأنه يرى أن السينما "ورطة" من يعلق فيها لن يستطيع تركها بأي حال وسيبقى أسيراً لها حتى النهاية.. مثلما هي حاله.. ومثلما هي حال المخرجين الشباب الذين تخرجوا على يده في مدرسة "مسابقة أفلام من الإمارات".

كل هذا النجاح لم يكن مرضياً لمسعود أمر الله فهو لم يصل بعد إلى نقطة الأمان التي يطمئن فيها على مستقبل الحركة السينمائية الشابة ولهذا شد رحاله إلى دبي حاملاً فكرة واحدة ألا وهي تأسيس مهرجان خاص بالسينما الخليجية يكون قائماً بذاته بعيداً عن الوصاية المباشرة لأي جهة حكومية فأثمرت خطوته هذه عن مهرجان "الخليج السينمائي" الذي بدأ منذ أيام دورته الأولى بنجاح كبير هو استمرار لنجاحات مسعود السابقة وتتويج لكل كفاحه السينمائي الذي بدأه منذ ثلاثين عاماً حين كان هاجسه فقط أن يجد من يشاركه اهتمامه. والآن وأنت ترى الشباب الذين بدأوا يتلمسون طريقهم الواثق نحو الصنعة السينمائية، وهم يعتلون شاشات الفضائيات ويتصدرون وسائل الإعلام باعتبارهم مخرجين مبدعين، تعجب من ذلك الشخص النحيل الذي يقف هناك في الخلف لوحده متوارياً عن الأنظار وكأن ليس له علاقة بما يجري هنا وكأنه لم يصنع كل ذلك.. هذا هو مسعود أمر الله.. الذي ضحى من أجل أن يتنفس غيره، وتعب من أجل أن يرتاح غيره، وكافح من أجل أن يحقق الشهرة غيره.  

نور الدباغ من جامعة هارفارد إلى الرمال السعودية 

سجلت المخرجة الشابة "نور الدباغ" حضوراً مميزاً في مهرجان الخليج السينمائي باعتبارها المخرجة السعودية الوحيدة المشاركة في المهرجان وذلك بالفيلم الوثائقي (ما وراء الرمال) الذي تدخل به المسابقة الرسمية في فئة الأفلام الوثائقية وتتأمل فيه طبيعة العلاقة التي تربط الغرب بالسعودية من خلال الغوص في ذهنية أفراد من المجتمع الأمريكي ومعرفة آرائهم في السعوديين. وهي لا تقف عند هذا الحد بل تقوم بالتنسيق مع فريق من طلبة جامعة هارفارد العريقة للقيام برحلة إلى السعودية وتضع لهم برنامجاً لزيارة مواقع مختلفة من بيئات مختلفة يلتقون خلالها بنماذج اجتماعية متعددة وذلك من أجل أن يستوعبوا حجم التنوع والاختلاف الذي يتكون منه المجتمع السعودي. والفيلم في جوهره هو عبارة عن تصوير لهذه الرحلة المثيرة التي تهدف إلى خلخلة القناعات المسبقة التي يحملها الأمريكيون تجاه المملكة. نور الدباغ المولودة في مدينة الظهران بالمنطقة الشرقية حاصلة على شهادة في الدراسات النظرية والبيئية من جامعة هارفارد في الولايات المتحدة الأمريكية ودرست الأفلام الوثائقية والرسوم المتحركة. ومن أعمالها السابقة فيلم "بيت الأشقر" الذي يصور حياة ثلاثة أجيال في عائلة تقطن في منزل واحد بالسعودية.  

الكويت تبهر الحضور ب (شرق) و(إصرار)! 

من بين الأفلام التي عرضت في مهرجان الخليج السينمائي حتى مساء الثلاثاء الماضي لا يكاد يعلق في ذاكرة الجمهور سوى فيلمين تميزا بالكمال الفني هما فيلم (إصرار) للمخرج فيصل الدويسان وفيلم (شرق) للمخرج إريك ساندوفال وكلاهما قادم من دولة الكويت. فيلم إصرار يقدم فكرته بقالب ظريف وبروح قريبة من روح الأفلام القصيرة لأستوديو بيكسار الشهير حيث يحكي معاناة شخص يحاول بشتى الطرق الفوز بمصارعة الأيدي. أما فيلم (شرق) فيحكي قصة ستة أطفال يعيشون حياة البداوة في قرية نائية ويخططون للذهاب إلى سوق (شرق) من أجل الحصول على أعظم كرة قدم في العالم وخلال رحلتهم إلى السوق العريق يمرون بمواقف طريفة. 

 

أسماء من مهرجان الخليج السينمائي

أسامة الخريجي

مخرج سعودي يشارك بفيلمه الوثائقي الأول (الحقيقة). التحق أسامة بكلية اللغة العربية في جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض وتركها بعد عام واحد ليلتحق بجامعة الملك سعود، حيث تعلم تقنيات الإنتاج الصوتي. وقام بتأسيس هيئة "مساميع" للإنتاج الصوتي ثم عمل منتجاً مساعداً في إحدى شركات الإنتاج الفني وعمل بعدها في إنتاج الكثير من الإعلانات ثم بدأ بالعمل على أول أفلامه الوثائقية. أسامة يخطط بعد التخرج من الجامعة إلى استكمال دراساته العليا في الإنتاج والإخراج السينمائي.

مقداد الكوت

حصل الكويتي مقداد الكوت على بكالوريوس في الأدب الإنجليزي من جامعة الكويت. وإضافة إلى عضويته في نادي الكويت للسينما شارك في اليوم الثقافي للغة الإنجليزية الذي تقيمه سنوياً جامعة الكويت حصل خلالها على جائزة أفضل ممثل عن دوره في مسرحية "ان الألف يوم". عمل منتجاً ومخرجاً مساعداً في العديد من الإعلانات لصالح تلفزيون الوطن. من أعماله السابقة "شظايا ورق" و"جمال عقل خالد" وهو يشارك حالياً كمخرج بفيلمين الأول "مفارقات" والثاني "مساعد في الشاشة: ثلاث لقطات ونصف" بالاشتراك مع المخرج مساعد خالد.

عبدالله آل عياف

من أهم الأسماء السينمائية السعودية يشارك في المهرجان بفيلم "مطر". حاصل على البكالوريوس في الهندسة الميكانيكية من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن. له كتابات في السينما وشارك في تأسيس موقع "سينماك" على الإنترنت وهو أول المواقع العربية المتخصصة في السينما العالمية. من أعماله السابقة الفيلم التسجيلي (السينما 500كلم) الذي يصور إشكالية السينما في السعودية. والفيلم الروائي "إطار" الذي رشح للعديد من الجوائز وحاز على جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مسابقة أفلام من الإمارات.

الرياض السعودية في 17 أبريل 2008

 
 

ماجد بن محمد يشهد ختام مهرجان الخليج السينمائي اليوم

دبي ـ البيان: يشهد سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس إدارة هيئة الثقافة والفنون في دبي الليلة الحفل الختامي لمهرجان الخليج السينمائي في دورته الأولى مساء اليوم، والذي يسدل الستار باحتفال توزيع الجوائز وشهادات التقدير على المشاركين المبدعين والفائزين من دولة الإمارات والخليج.

ويشارك على السجادة الحمراء نخبة من الفنانين والمبدعين الخليجيين في مقدمتهم عبد الحسين عبد الرضا، وسعد الفرج، ومحمد المنصور، وزهرة عرفات من الكويت، ومن البحرين عبدالله عبد الملك، وشيماء سبت، وفاطمة عبد الرحيم، وهيفاء حسين، وأنور أحمد، إضافة إلى عبد العزيز جاسم من قطر وصالح زعل من سلطنة عمان. كما يشارك من فناني الإمارات كل من علي العبدول، الدكتور حبيب غلوم، مريم سلطان، سميرة أحمد، بلال عبد الله، موزة المزروعي وجابر نغموش. وتضم لجنة التحكيم لجوائز مهرجان الخليج السينمائي المخرج المصري داود عبد السيد، والناقد السينمائي العراقي عرفان رشيد، والمخرج العماني والناقد عبد الله حبيب، والممثل الإماراتي أحمد الجسمي ونادرة أرجون المنظمة الشريكة في مهرجان كليرمون ـ فيران الدولي للأفلام، وقد انتهت بالفعل عمليات المشاهدة واختيار الفائزين في الفئات الثلاث الأفلام القصيرة والأفلام الروائية والأفلام التسجيلية في إطار المسابقة الرئيسية، والأفلام القصيرة والأفلام التسجيلية في إطار مسابقة أفلام الطلبة.

كما أنهت لجنة التحكيم عملها في مسابقة أفضل سيناريو لأفلام إماراتية والتي يشارك بها 12 شاباً وفتاة مواطنة، في خطوة تهدف إلى النهوض بالسينما الإماراتية من أكثر من باب، وإلى تشجيع المواهب الشابة على إنتاج أوسع وأكثر مهنية وحرفية في صناعة السينما. وأوضح مسعود أمر الله آل علي، مدير المهرجان، إنه وبالتوازي مع مشاهدة الأفلام السينمائية المشاركة في المسابقة وتحكيم مستواها، تم النظر في 12 سيناريو للشباب المواطنين، وتم اختيار ثلاثة سيناريوهات فائزة ستعلن في الحفل الختامي الذي يقام اليوم. وأشار أمر الله إلى أن أصحاب هذه السيناريوهات لن يتسلموا جوائز من المهرجان، بل تدخل الجوائز تلقائياً لإنتاج هذه الأعمال بأفلام سينمائية من المفترض أن تكون جاهزة للعرض في الدورة المقبلة من المهرجان، وأوضح أن اللجنة المنظمة للمهرجان وضعت شروطاً محددة لاستقبال السيناريوهات المتنافسة للفوز بإحدى جوائز المهرجان، وسيتكفل المهرجان بإنتاج أفضل ثلاثة سيناريوهات على شكل أعمال سينمائية خلال عام واحد. ولفت مدير المهرجان إلى أن تجربة الخليج السينمائي هذا العام ستوفر الكثير من الآراء والملاحظات من أجل إضافة أو تعديل بعض الفقرات في المهرجان للعام المقبل، لافتاً من جهة أخرى إلى أن عدد الأفلام التي شاركت هذا العام في المهرجان بلغ 93 فيلماً من بين 220 تقدمت للمسابقة ولم تحقق جميعها الشروط الموضوعة.

ومن المعروف أن لجنة التحكيم الخاصة بمسابقة السيناريو تضم الروائي الكويتي المعروف إسماعيل فهد إسماعيل، والإعلامي وكاتب السيناريو راشد حسن الجودر، والكاتب والمسرحي الإماراتي ناجي الحاي. وكان المهرجان شكل على مدى ستة أيام، فرصة فريدة لمحبي صناعة الأفلام للاطلاع على الأعمال الخليجية والعالمية ولاسيما الأفلام القصيرة، إذ شملت العروض 146 فيلماً من 25 دولة خليجية وعربية وعالمية.

.. و يشهد عرض فيلم «المريد» ضمن فعاليات المهرجان

شهد سمو الشيخ ماجد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مجلس إدارة هيئة الثقافة والفنون في دبي، أمس الفيلم الإماراتي (المريد) بسينما سيني ستار ـ مول الإمارات والفيلم يشارك في فئة الأفلام الوثائقية ضمن المسابقة الرسمية.

وكان في استقبال سموه أحمد بن بيات المدير العام لمنطقة دبي الحرة للتكنولوجيا والإعلام، وعبد الحميد جمعة رئيس المهرجان، وحضر عرض الفيلم الدكتور صلاح القاسم الأمين العام لمجلس دبي الثقافي، وعبد اللطيف الصايغ الرئيس التنفيذي للمجموعة الإعلامية العربية، ومروان بن بيات مدير تطوير الأعمال في قرية الثقافة، ومسعود أمر الله مدير المهرجان ومجموعة من أبرز نجوم الخليج.

فيلم «المريد» سيناريو وتأليف خالد البدور ومن إخراج نجوم الغانم. ويحكي قصة الشيخ عبد الرحيم المريد، أحد رواد المذهب الصوفي في الإمارات، والذي عاش في الفترة من 1902 ـ 2007.

 

أفلام سينمائية بنكهة عالمية

دبي ـ «البيان»: نخبة من أبرز الأعمال السينمائية العالمية، في إطار برنامج «خارج المسابقة»، تم عرضها على هامش مهرجان الخليج السينمائي تضمنت أفلاماً متنوعة لمخرجين من الإمارات، ومختلف أنحاء العالم من كندا وحتى الصين.

قدمت الإمارات باقة مختارة من الأفلام القصيرة ضمن هذه العروض شملت فيلم «جمعة والبحر» للمخرج هاني الشيباني، الذي يصور قصة صياد سمك يبذل قصارى جهده لجعل أولاده الذين هجروه يسلكون الطريق التي اختارها لهم. وفيلم «خلك عالخط» للمخرج معاذ بن حافظ قصة الهوس الحالي بالتقنيات المعاصرة والهواتف المتحركة، وقد حصد الفيلم عدداً من الجوائز في المسابقات السينمائية داخل الإمارات.

وتجري أحداث فيلم «رمال عربية» للمخرج مجيد عبدالرزاق في الصحراء جنوب الجزيرة العربية نهاية عقد الأربعينات من القرن الماضي، عن قصة السير ويلفريد ثيسيجر، وينقل فيلم «جدران» للمخرج ريتو موتيال قصة الروح البشرية حيث يأخذ المشاهد للمشاركة في تجربة حيوية في حياة الجندي جيمس جوناثان وهو في الأسر، أما الشخصية الرئيسية في فيلم «صديقة سابقة» فهي شخصية البطل الذي تطارده وتسيطر عليه صورة حبيبته السابقة.

وضمن باقة الأفلام العالمية التي شاركت في هذه الفعالية الفيلم الكندي «نانسي تحب السيد براون» للمخرجة جين مايكل، الذي يروي قصة فتاة عمرها عشر سنوات في بحثها عن مدرسها المحبوب الذي فقدته. أما الفيلم الهندي «حبكة» للمخرج سيدارت سيناه، فهو فيلم الرسوم المتحركة الوحيد ضمن فئة الأفلام القصيرة الهندية. ويصور فيلم «عربة سيؤول» للمخرج الصيني لينج تشي موظفاً صغيراً يطلب قرضاً من مديره ويحصل على شيء مختلف كلياً... جثة.

ويتعقب فيلم «المراسل البغدادي «للمخرج قتيبة الجنابي، الصحافي عوض قدوم، الذي يعمل في بغداد ويتعرض لعملية خطف كادت تودي بحياته. ويصور فيلم «بقايا طعام» للمخرج السعودي موسى جعفر الثنيان، محسناً يحاول العثور على لص يسرق الخبز الذي يخصصه للفقراء. ويرصد فيلم شهرزاد للمخرج رامي كديه، قصة موت في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث تصبح الحقيقة أحيانا حكاية معاصرة.

البيان الإماراتية في 18 أبريل 2008

 

«خوذة مثقوبة».. تحول الطفل البريء إلى إرهابي

دبي ـ عنان كتانة 

أفلام العراق.. ما ندر منها لا يستحوذ على إعجاب الجمهور ويأسر أيادي الحاضرين تصفيقاً وتشجيعاً لمواهب شابة لا يزال البعض منها على مقاعد الدراسة، إذ إن معظم الأعمال تحمل مضامين سينمائية أولاً، ومواضيع إعلامية تلامس الوجدان وتطرق القلوب والاذان ثانياً.

مصطفى هادي حمزة طالب في السنة الثالثة بكلية الفنون الجميلة ببغداد، حمل معه إلى مهرجان الخليج السينمائي فيلماً قصيراً جريئاً تحت عنوان «خوذة مثقوبة»، عالج من خلاله قضايا مثل الحرب والفقر وحب الانتقام والسرقة والقتل، وانتقل إلى أبواب أوسع مثل الإرهاب والخطف والتصفية، قبل أن يلقى مصيره المحتوم وهو القتل على أيدي فرقة من الجيش العراقي حاول تفجيرها دونما يعرف السبب، كما يبدو. يروي الفيلم قصة طفل فقد والده في الحرب، بعد إصابته برصاصتين اخترقتا خوذته، يكبر الطفل ويكبر معه حقده الأعمى ورغبته بالانتقام، يبدأ بالسرقة ثم السرقة مع القتل، إلى أن يتحول إلى إرهابي لا يفرق بين بريء ومجرم، فيواصل جرائمه قبل وبعد سقوط بغداد، وضد الجميع، قبل أن يقع في قبضة يد مجهولة، ولا يفلت منها حتى يلقى مصيره المحتوم.

المخرج مصطفى حمزة، لا يتجاوز عمره الـ 22 عاماً، وقال إنه عايش في طفولته أكثر من حرب مرت على العراق، ولمس الكثير من المتغيرات في نفوس أطفال كثر، وهذه القصة لا تبتعد عن الواقع، بل تظل جزءاً من واقع أطفال العراق، الذين تعثروا في حياتهم العائلية بسبب الحرب إلى حد ما.

بطل الفيلم، الطفل الذي فقد والده في فترة هو أحوج من يكون إليه، أو الشاب الذي يكتشف الخوذة فجأة يتحول إلى أداة فتاكة فكيها الشر والانتقام، لم يكن ليضر بمحيطه لولا ظروف الحرب والفقر والتشرد التي عايشها، كما يوضح المخرج، الذي يضيف أنه أراد من خلال فيلمه أن يوجه رسالة أخرى مفادها استغلال أيادي الظلام والبطش لأناس بعثرتهم الحروب، حتى جردتهم من أبسط الحقوق الإنسانية.

أيادي الظلام التي واكبت مشوار الضياع لذلك الطفل ـ البريء قبل غياب والده، والشرير بعد فقدان الأب ـ، تمكنت في نهاية المطاف من توجيه بوصلة الشر لدى ذلك الشاب، إلى أمور قد تدخل في فوهة السياسة والفوضى والإرهاب والدمار.

حيث أصبح الطفل المشتت قاتلاً مأجوراً، ومن ثم إرهابي ينسف وينفجر، وقد حملت قائمة الأسماء التي كان يطلب من الإرهابي اغتيالها، عدة مسميات تمثل مختلف شرائح المجتمع العراقي، وهي: عميد كلية، وطبيب ومهندس وفنان وطالب جامعة وشيخ وسيد، وهي دلالة على أن الإرهاب أعمى ولا يبقي على أحد.

إضاءة

مصطفى هادي حمزة مخرج الفيلم القصير «خوذة مثقوبة» ومدته 13 دقيقة، قال إنه أخذ على عاتقه إخراج عمل سينمائي في سن مبكرة قبل أن يترك مقاعد الدراسة، والسبب التعبير عن حبه للوطن ونبذه للفوضى والإرهاب، مؤكداً أنه استخدم في فيلمه تقنيات مكلفة، تمثلت بصواعق كهربائية، وهي تقنية متطورة تجسد القتل وتراقب الرصاصة القاتلة بصورة أقرب للحقيقة.

البيان الإماراتية في 18 أبريل 2008

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)