كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مشاهدون منحوه بين 5 و8 درجات

«أفاتار» بين «تكفير» الفيلم واحترام الفكرة

علا الشيخ – دبي

عن فيلم

أفاتار

AVATAR

   
 
 
 
 

استاء عدد من مشاهدي فيلم «أفاتار»، الذي يعرض حالياً في دور السينما المحلية، من عدم توافر نظارات البعد الثلاثي في معظم دور العرض، ما قلل من قيمة فهم الصورة، والانزعاج منها بسبب النوعية العالية التي لا تتحملها العين المجردة، على الرغم من أن البعض قال إن أهمية الفيلم بالنسبة لهم كانت بسبب الحملة الإعلامية له، واحترامهم للرؤية الاخراجية لمخرج فيلم «تايتانيك» جيمس كاميرون، الذي يتميز باستخدامه تقنية الابعاد الثلاثية، وهذا يوضح حسب تعبير البعض الآخر قدرته على الدمج بين الأداء البشري والأداء الذي قدمته مجسمات ثلاثية الأبعاد كادت تقارب الواقع، وتفوق بأدائها أداء الممثلين، مؤكدين أن «أفاتار» هو واحد من الأفلام الكثيرة الأميركية التي تستشرف المستقبل، إلا أن الاختلاف فيه هو في قيمة الفكرة نفسها، ولو كانت خيالية، بالبحث عن كوكب اخر لا حروب فيه، واخرون وصفوا الفيلم بالكافر وبالذي يتحدى الدين بالتنبؤ بالمستقبل.

فالفيلم الذي منحه المشاهدون علامة تراوحت بين خمس وثماني درجات، يحكي الحياة التي سيكون عليها البشر في عام 2154 ،حيث يزيد الطمع لديهم، ما يجعلهم يقصدون كوكباً عرفه المخرج باسم (باندورا)، ويحاولون طرد السكان الاصليين ليحلوا مكانهم، في اشارة من المخرج للسكان الأصليين المرغمين على الخروج من بقعة عيشهم، التي تحتوي على الكثير من الثروات في نظر البشرية، تماما كماً حدث سابقاً في أميركا، وما يحدث اليوم في العراق، وأفغانستان، وأماكــن أخــرى. فالمخـرج يفترض أناساً أشـكالهم قريبة من البشر، إلا أنهم خيّرون ولا يريدون إلا التمسك بمكان عيشهم، ويساعدهم على ذلك بطل الفيلم جايك سولي، البشري الذي يؤمن بقضيتهم ويقف الى جانبهم للدفاع عن كوكبهم وارضهم، في قالب مليء بالحركة والمغامرة، اضافة الى الموسيقى التصويرية التي أسهمت في دعم حبكة الفيلم الذي كان العرض الأول له عالمياً في مهرجان دبي السينمائي السادس.

يأس من البشر

شذى برقاوي (23 عاماً) فلسطينية، رأت أن هذا الفيلم ما هو إلا دلالة من قبل صانعيه على يأسهم من البشر، موضحة أن المخرج لم يستعن بنجوم هوليووديين لإنجاح فكرته، بل قام بتصميم شخصيات من خلال تقنية الـ«غرافيك»، وأعطاهم البطولة المطلقة، وهذه الحركة بحد ذاتها حسب وصفها «تكمل فكرة الفيلم الذي يؤكد جشع البشر بشكل عام، وضرورة وجود كوكب اخر، فيه مخلوقات اخرى، ليعم السلام على الارض وباقي الكواكب»، مانحة الفيلم ثماني درجات.

وفي المقابل، عبر كمال لطفي، (21 عاماً) سوري، عن استيائه من عدم توافر النظارات الخاصة بمشاهدة تقنية الفيلم بشكل ادق «لأنني سمعت عن الفيلم كثيراً واعجبت بفكرته، إلا أنني لم استمتع بالصورة ابداً، والتي كانت مزعجة بالنسبة لي وسببت لي الصداع»، مؤكداً «على الرغم من ذالك الا انني ملت لوجوب وجود كوكب اخر خال من الحروب والدماء»، مانحاً إياه خمس درجات، «لأنني لم استمتع بمشاهدته».

ووافقه الرأي حمود يسير (20 عاماً) سوري، حيث قال «شعرت بصداع كبير لأن الصورة وحجمها كان اكبر من قدرة عيني المجردة على احتمالها، بسبب غياب النظارات الخاصة برؤية الافلام التي تعتمد على مجسدات ثلاثية الابعاد»، واضاف «لكن الفكرة نفسها كانت جميلة وفيها الكثير من الامان»، مانحاً الفيلم سبع درجات.

ولم يختلف رأي شيماء حسن، (27 عاماً) اماراتية، كثيراً، فهي لم تتحمل اكمال الفيلم بسبب شعورها بالصداع الناتج عن عدم وجود نظارات خاصة، وشعرت بنوع من تحدي الدين في الفكرة، مما اشعرها بالضيق، رافضة إعطاءه أي درجة.

وبدورها قالت نيرة احمد (33 عاماً) مصرية، «هذا فيلم كافر، حيث انه يتحدى المستقبل ويبحث وراء الغيبيات ويلغي الديانات كلها في طرحه لكوكب جديد»، رافضة هي الأخرى منحه اي درجة.

تفوق الخيال

ووجدت منال عيسي (25عاماً) كويتية، ان افاتار «فيلم خطير من عدة جوانب اهمها برأيي الشخصي هو البدء بالاستغناء عن البطولة البشرية والاستعانة بصور متحركة ذات جودة عالية»، واضافت أن «الفكرة بحد ذاتها فكرة حالمة يتمناها كل من ذاق مرارة الحرب»، مؤكدة ان الخيال في هذا الفيلم «يتفوق على الواقع الذي نقمت عليه بطريقة مضاعفة بعد مشاهدتي الفيلم»، مانحة الفيلم ثماني درجات.

ورأى صهيب المندوسي (34 عاماً) ان قيمة الفيلم «في عدم اعتماده على أداء الممثلين البشريين بقدر اعتماده على اظهار ابطال سينما المستقبل المرسومين وغير الحقيقيين»، والذين فاق اداؤهم حسب المندوسي اداء البشر، وهذه هي النقطة الرئيسة «ان اي شيء في الخيال هو اهم من الواقع»، مانحاً الفيلم ثماني درجات.

ووافقه الرأي طارق حمد (40 عاماً) اماراتي، الذي قال «افاتار لم يشهد وجود نجوم مشهورين، بل اعتمد على خلق نجوم من خلال الغرافيك، اضافة الى المكان الجميل الذي يعد المكان البديل عن كوكب الارض»، مشيرا الى ان «اكثر شيء شدني يكمن في الانذار الذي حاول المخرج ان يوصله للناس من خلال فيلمه، والذي يرتكز على تحذير البشر من ان المستقبل مظلم اذا استمر السكوت عن الظلم والحروب المنتشرة في انحاء العالم»، مانحاً الفيلم سبع درجات.

تغيير الفكرة

وفي سياق مختلف، ذهب فيه بعض المشاهدين الى الامل في ان يغير الفيلم فكرة العالم بالنسبة لاميركا وهي سبب الحروب على حد تعبير محمد النيادي (33 عاماً) اماراتي، الذي قال ان الشعب الاميركي «يؤمن بالصورة كثيراً، وبما ان صورنا التي نلتقطها بكاميراتنا لا تصل إليهم لتثبت الظلم الواقع على فلسطين والعراق وبعض الدول الاسلامية، فمن الممكن ان يساهم «أفاتار» بتغيير الفكرة، من خلال تسليط ضوئه على ان الحرب ما هي إلا دمار لكوكب الأرض على المدى القريب»، مانحاً الفيلم ثماني درجات. ووافقه الرأي صديقه بشير ناظم (35 عاماً) لبناني، قائلاً «من الممكن ان يغير الفيلم شيئاً ويجعل المشاهد الغربي يعي خطورة الحرب، وأن مستقبلنا بالفعل سيكون مظلماً إذا استمرت الحروب واستمر الطمع»، مانحاً الفيلم سبع درجات.

 

قالوا عن الفيلم

n       كريستوفر سميث: الفيلم يعتبر مفتاحاً لجميع من يطمح لمستقبل خالٍ من الحروب.

n       ربيكا نيكيلسون من «سنداي تايمز»: فيلم يستحق الأوسكار لكل من عمل فيه حتى أشباه البشر.

n    بوب دالن من «تيكسون ويكلي»: شعرت بضيق في صدري لأن أميركا هي السبب الرئيس في مستقبلنا الذي سيكون مظلماً بلا شك.

n       مارك ديفيد من «بوسطن نيوز»: فيلم يجعلنا نقف أمام أنفسنا ونحاسبها على ما فعلت على كوكب الأرض.

n       داني مينتون من «سن وييك»: هو فيلم الخيال الذي يلامس الواقع.

 

الفيلم كُتب في أسبوعين فقط!

 قال المخرج جيمس كاميرون في حوار خاص أجرته معه الشركة المنتجة للفيلم، إن فكرة الفيلم مكتملة في رأسه منذ كان طفلاً، ما جعل عملية كتابة القصة تستغرق أسبوعين فقط في عام ،1995 ولكنه قام بإضافة بعض التفاصيل عندما بدأ في تنفيذ الفيلم، لم تكن موجودة عند كتابة القصة مثل الغابات المضيئة وبعض السيارات وأشياء أخرى مماثلة.

وعن مشاهد الحركة والمعارك في الفيلم يعلق المخرج قائلاً أنه قدم في هذا الفيلم وعلى سطح كوكب «باندورا» أضخم مشاهد الحروب، بالمقارنة مع أفلامه السابقة، فهناك القليل من المشاهد التي تدور أحداثها في الفضاء، وهي بالتحديد في بداية الفيلم أثناء رحلتهم إلى كوكب «باندورا»، والمعارك متنوعة جداً منها ما يقع في السماء والأرض وعلى ظهر الخيل ووجهاً لوجه و«هو بكل تأكيد أكبر عمل أقوم بتنفيذه».

وعن قيامه بابتكار نظام جديد للتصوير ثلاثي الأبعاد، استخدمه من قبل في فيلم وثائقي عام ،2003 واستخدمه في فيلم (أفاتار) مع إضافة بعض التعديلات، قال كاميرون «أعتقد أن هذا هو التطور الطبيعي لاستخدام الرسوم المتحركة في التصوير السينمائي والتسجيل الحركي، كما أعتقد أننا نستطيع عمل المزيد اليوم مع التحديث المستمر في التكنولوجيا، بل وأكثر مما كنا قادرين على فعله عندما بدأنا في عمل هذا الفيلم، فتقنية البعد الثالث تعتبر ثورة جديدة في عالم السينما، وفيلم (أفاتار) سيكون له دور في هذه الثورة، وأعتقد أنه سيتميز بمشاهد الحركة والرسوم المتحركة المستخدمة فيه، وهذا ما يتحدث عنه الخبراء في هوليوود الآن».

الإمارات اليوم في

27/12/2009

 

جيمس كاميرون في رحلة الإبداع

من Titanic إلى Avatar

قبل 11 سنة وقف سينمائي كندي في حفل توزيع جوائز الأوسكار وقال: "أنا ملك العالم". لقد نجح في تحويل سفينة غارقة ونسج خيوط قصة "روميو وجولييت" في عرض المحيط واستطاع أن يحصد ما لا يقل عن 11 جائزة أوسكار ومن بينها جائزتا أحسن فيلم وأحسن إخراج. أما الايرادات الصافية التي حققها فيلم تايتانك فقد بلغت 8،1 مليار دولار.

بعدها لم نعد نسمع عن جيمس كاميرون تقريبا كأنه اختفى مع سفينة تايتانك علما أنه يهوى الغطس بعد عشقه الأول السينما. لقد ظل منذ سنة 1998 يغوص بصحبة كاميراته وطاقمه في أغوار البحر ويستكشف سفينة تايتانك الحقيقية.

يقول جيمس كاميرون: ''لقد كانت الفائدة مضاعفة حيث أمكن تجربة كاميرات الأبعاد الثلاثية التي تبعث الحياة في المياه الظلماء ..لقد استفدت من كل ذلك في تصور وتصوير كوكب "بانطورا" في فيلمي الجديد Avatar وهي عبارة عن جنة حقيقية غنية بمناجم الذهب إضافة إلى شجرة الأرواح التي توجد فيها''.

يقول جيمس كاميرون:

"لقد بدأت ممارسة رياضة الغطس في أعماق البحر منذ أكثر من 20 سنة وقد لا حظت الدمار العارم الذي ألحقه الانسان بالمحيطات".

يعتبر جيمس كاميرون مزيجا من المواهب. فهو سينمائي بارع أطبقت شهرته الآفاق كما أنه مستكشف وغواص ومخترع ويعمل أيضا مستشارا لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"..

يقول جيمس كاميرون متحدثا عن مسيرته: ''لقد كتبت أول سيناريو سنة 1995 وقد كنت تحت تأثير أدب الخيال العلمي لكن في سنة 1995 كانت التكنولوجيا السينمائية ما قبل التاريخ. قبل أربع سنوات كتبت سيناريو Avatar.

إن الأخبار سعيدة. ففيلم Avatar للمخرج جيمس كاميرون جيد ونحن نعطي كل ذي حق حقه نقول منذ البداية ان المثيرات التي استخدمت في هذا الفيلم مذهلة.

يعتبر Avatar أول فيلم ضخم له ينجزه جيمس كاميرون منذ فيلمه الشهير "تايتانك"Titanic الذي لعب بطولته دي كابريو وكيت وينلست وحصد الكثير من جوائز الأوسكار عدا الإيرادات المالية القياسية.

يجب أن نقول أيضا ان Avatar لا يمثل أفضل فيلم للمخرج جيمس كاميرون، خلافا لما قيل حتى الآن من كلام استبق بداية عرضه في دور السينما الأمريكية والعالمية. فلا أحد ينفق مبلغا يفوق 214 مليون جنيه استرليني من أجل إنتاج مجرد فيلم جيد علما أن فكرة الفيلم ظلت قائمة منذ سنة .1995
إن جيمس كاميرون قد أنجز مجرد فيلم ملحمي من نوع الخيال العلمي وهو سيأخذ مكانه إلى جانب أفلام أخرى شهيرة مثل Star Wars وTerminator وThe Matrix. إن فيلم Avatar ثري جدا وهو ما يتطلب مشاهدته أكثر من مرة حتى نتذوقه.

رغم أن Avatar قائم على قوة المثيرات الخاصة التي تكاد تكون السمة الدائمة للأعمال السينمائية في هوليوود غير أنه لا يخلو من تعليقات ومضامين سياسية واجتماعية.

إن المخرج جيمس كاميرون مخرج بارع ومعروف بلغته السينمائية الشعبية وهو يعرفنا دائما على شرور الفكر الرأسمالي.

لقد برهن جيمس كاميرون في فيلم Avatar عن اهتمام كبير بالتفاصيل السينمائية. فهو يرسم عالما غير واقعي مليئا بكثير من الفنتازيا السينمائية التي لم يسبق أبدا أن صورت بمثل هذ الواقعية وهي سمة لا يكاد يوجد أحد في هوليوود يضاهي فيها جيمس كاميرون.

تدور أحداث فيلم Avatar في المستقبل، في مكان بعيد يسمى "باندورا" وهو عبارة عن كوكب شبيه بالغاب. هناك تعيش "نافي" Naصvi وهي قبيلة شعبها من اللون الأزرق ويصل طول الواحد منهم إلى عشرة أقدام ولهم ذيول ويعيشون في تناغم كامل مع الطبيعة. فجأة يصبح وجود هذا الشعب مهددا من شركة رأسمالية أمريكية جشعة مستعدة للجوء لاستخدام القوة من أجل السيطرة على الثروات الطبيعية المنجمية هناك. تدور الأحداث أيضا حول مجموعة من العلماء المرتبطين بالشركة بقيادة الدكتورة جريس أوغستين (تتقمص دورها الممثلة سيجورني ويفر) التي تريد التوصل إلى حل سلمي. يقوم العلماء من مكانهم الآمن على متن السفينة بالتواصل مع أفراد شعب "نافي" الأزرق باستخدام أجساد صناعية تسمى - Avatar. عندما يموت أحد العلماء ياخذ أخوها جايك (سام ورثنجتون) وهو جندي. رغم أنه يعطي الانطباع بأنه يساعد على إيجاد تسوية دبلوماسية فإن جايك سالي كان في الحقيقة يعمل لحساب العقيد المتشدد مايلز كواريتش (ستيفن لانج) ويجمع المعلومات عن شعب "نافي" تمهيدا لمهاجمته والقضاء عليه.

يستخدم جايك سالي الجسد الصناعي Avatar ويتوجه إلى "باندورا" حيث وقع في غرام "ناتيري زو سالدانا" وهي محاربة وابنة زعيم القبيلة. تأخذ الأمور منعرجا آخر عندما تقرر الشركة الرأسمالية الأمريكية أن وقت التفاوض والحلول الدبلوماسية قد ولى وانتهى وتبدأ الاستعداد لمهاجة أفراد القبيلة والإجهاز عليهم والاستيلاء على الثروات المنجمية الهائلة. هناك يتولى جايك سالي قيادة الحركة المقاومة للشركة الرأسمالية الأمريكية.

رغم كل الضجة التي أثارها فيلم Avatar ورغم التقنية المتطورة التي استخدمت في تصويره وإنتاجه فإنه لا يخلو من سينما الماضي. فإذا ما سلمنا بالتقارير التي أسهبت في امتداح تقنية الأبعاد الثلاثية التي استخدمت في تصويره فإنني لا أملك إلا أن أقول ان فيلم Avatar رمز حي لما ستكون عليه سينما المستقبل. غير أن هناك فيه عناصر كثيرة تذكرنا دائما بسينما الحاضر. يقوم الفيلم على الفكرة المتمثلة في إمكانية استخدام البشر لأجساد صناعية مستقبلا .

يعتبر جيمس كاميرون من خلال فيلمه الجديد Avatar أن تاريخ العالم يمكن اختزاله في تاريخ الثروات الطبيعية التي تتكالب عليها القوى العظمى. ففي هذا الفيلم تدور الأحداث سنة 2154 حيث اندثرت الثروات الطبيعية من الأرض ولم تتبق إلا في كوكب "باندورا" تحت جذوع الأشجار العملاقة وحماية الآلهة الوثنية. هنا يسكن أبناء قبيلة "نافي الذين يبلغ طول قامتهم ثلاثة أمتار وهم محاربون أشداء". "إنهم يمثلون خير ما فينا ويجسدون صلة الإنسان القوية بالطبيعية وهي الصلة التي دمرتها الحضارة الغربية".

تلك هي الجنة الساحرة التي يصورها الفيلم حيث الإنسان بقامته العملاقة والخيل بأرجله الستة والمخلوقات الأخرى الطائرة التي تثير الرعب في النفوس. أما المؤسسة الصناعية-العسكرية فإنه لا هم لها سوى استغلال الثروات التي تزخر بها تلك الأراضي حتى إن تطلب الأمر اعتبار سكانها من "الارهابيين". لذلك فإن القائد العسكري العقيد كواريتسش يردد نفس الكلام الذي كان يقوله الرئيس الأمريكي جورج بوش في حديثه عن الارهاب والإرهابيين ونشر قيم الديمقراطية.

يقول جيمس كاميرون "اللعنة على جورج بوش. فليذهب إلى الجحيم!" كما أنه يعترف بأن الحرب الأمريكية في العراق قد ألهمته بعض الأفكار في إنجاز فيلم Avatar مثلما ألهمته صور الشعوب التي تم تهجيرها بالقوة على الكرة الأرضية جراء الحروب والمآسي.

لاشك أن فيلم Avatar يوفر المتعة الكبيرة التي ينشدها عشاق الفن السينمائي غير أنه مليء أيضا بالكثير من المضامين السياسية والبيئية القوية أيضا. يتمثل التجديد الأهم في فيلم Avatar في استخدام تقنية الأبعاد الثلاثية القائمة على مونتاج الصور والكاميرا الافتراضية وقد أدار جيمس كاميرون عملية التصوير وكأنه يدير مختبرا علميا علما أنه ظل ظل يختبر كاميرا تسمى Fusion 3D على مدى عشرة أعوام كاملة. أما النجاح الكبير الذي حققه جيمس كاميرون في فيلم Avatar فهو يتمثل في إزالة الحدود الفاصلة ما بين الافتراضي والواقعي والصور المتحركة.

يقول جيمس كاميرون: "السينما ليست قول الحقيقة 24 مرة في الثانية الواحدة بل هي الكذب 24 مرة في الثانية. فبفضل هذه التقنية الفائقة التطور يصنع كل شيء ويمتزج الواقعي بالافتراضي".

هذا مفهوم للسينما قد يتوج جيمس كاميرون مرة أخرى كملك للعالم.

أخبار الخليج البحرينية في

28/12/2009

 

أفاتار Avatar:

نقلة نوعية لهوليوود سياسياً وتقنياً

د.إبراهيم علوش

تندر المفاجآت السياسية أو الأيديولوجية في أفلام هوليوود عموماً, خاصةً عندما يتعلق الأمر بإنتاج ضخم لاستديوهات رئيسية تكلف مئات ملايين الدولارات. لكن فيلم أفاتار Avatar سيكون مفاجأة سياسية وإبداعية في آنٍ معاً حتى لأشد نقاد هوليوود تطرفاً بيننا, وأكثرهم درايةً بقراءة الرسائل السياسية المبثوثة ما بين سطور مشاهد أفلامها. وحتى لو بقيت تحفظاتٌ وتساؤلات أساسية لا بد من طرحها حول فيلم أفاتار, فإنه تمكن من تسجيل نقلة نوعية على الأقل في رفع سقف هوليود السياسي فيما تقدمه كنقد للسياسات الإمبريالية والحروب الخارجية ومنها ما يسمى الحرب على الإرهاب.

فإذا كانت أفلام هوليوود عامةً تقوم على نقد الأشخاص السيئين كبديل لنقد النظام ككل, وعلى إظهار قدرة النظام السياسي الأمريكي على التجدد وتطهير نفسه بالمحصلة من السيئات من خلال جهود الأشخاص الجيدين - أبطال الأفلام - الذين يوفر لهم النظام عاجلاً أو آجلاً فرصاً لإصلاحه من الداخل, فإن جيمس كاميرون James Cameron, كاتب ومخرج فيلم أفاتار, يقدم للمشاهدين هنا رؤية جديدة تكشف نزعة الشركات عابرة القارات, أو عابرة الكواكب في هذه الحالة, لإنتاج سياسة حربجية تستهدف السيطرة على ثروات الشعوب وتدمير كل عائق في طريقها بالقوة أو بالاختراق الثقافي.

وهو فيلم لا يتوقف عند توصيف المشكلة, بل يتقدم بعد ذلك نحو حركة مقاومة شعبية على كوكب آخر, والعالم الثالث في وعي معظم الغربيين عبارة عن كواكب أخرى بعيدة أصلاً, ولا يتحرج كاميرون من تبرير استخدام السلاح في مواجهة الإمبريالية القادمة من بعيد لتدمير الأرض والشعب ونهب الثروات, وليعرِّف التحرير باعتباره طرداً جسدياً للقوى الغريبة من الأرض المحتلة. فهو يضع الأمور في نصابها الصحيح سياسياً, ولا ينتهي بدعوة فارغة للتعايش أو السلام مع المحتل أو بدعوة ليبرالية لتفهم الآخر واستيعاب ظروفه كما عودتنا هوليود, ولا يصور الشعوب المستهدفة عنصرياً كشلل من الأغبياء والمتخلفين.

والأهم أن الفيلم لا يقدم رسائل يهودية خفية أو علنية, على ما رأينا. على العكس, يمكن أن نقول انه يدعم بشكل غير مباشر حق شعوب العالم الثالث بالكفاح ضد الإمبريالية بالسلاح, ويوحي بأن نصرها ممكن رغم عدم تكافؤ ميزان القوى. وبالنسبة لجيمس كاميرون, مخرج فيلم التيتانك Titanic الرومانسي عام ,1997 فإن أفاتار لا بد أن يكون قد مثل نقلة نوعية حتى بالنسبة له شخصياً... خاصة أنه أيضاً مخرج فيلم أكاذيب حقيقية True Lies عام ,1994 وهو فيلم معاد بشدة للعرب والمسلمين ومؤيد للعمليات الخاصة الأمريكية الخارجية.

طبعاً ثمة ملاحظات وتساؤلات لا يمكن التغاضي عنها... وسنأتي على بعضها لاحقاً, لكن لا بد من نبذة عن الفيلم لنضع رسالة الفيلم السياسية في سياقها الدرامي والفني أولاً.

قصة الفيلم تدور في المستقبل, عام 2154 بالتحديد, حول شركة إدارة تنمية الموارد التي أقامت قاعدة عسكرية على كوكب باندورا, الذي يبعد 3,4 سنة ضوئية عن الأرض, لاستخراج خامات معدن وهمي اسمه Unobtainium يفترض أنه سيحل مشكلة الطاقة, بعد أن تم استنزاف الشركات لموارد الطاقة الأرضية حتى النهاية. ويجب أن يكون مشاهد الفيلم على قدرٍ عالٍ من البلادة الذهنية كي لا يدرك أن الحديث يدور مواربةً هنا عن نفط العراق خاصة ونفط العرب عامة!

بجميع الأحوال, باندورا في الأساطير الإغريقية هي المرأة الأولى, أي حواء, وهو الاسم الذي يطلقه جيمس كاميرون في الفيلم على كوكب غني جداً بالحياة النباتية والحيوانية يعيش فيه شعب النافي Na…vi الذي يتآلف مع الكوكب في حالة انسجام تام, وهو الشعب الذي يصبح مهدداً بالدمار الجسدي والبيئي بسبب أطماع الشركات الأرضية بثرواته واحتقارها لثقافته.

النافي ليسوا بشراً مئة بالمئة, بل عرقا آخرا ذا صفات جسدية مختلفة نوعاً ما, فهم أكثر طولاً بكثير من البشر ويميل لون بشرتهم للأزرق وإلى ما هناك. لكنه عرق عاقل ذو حس وإدراك متطور, وله منظومة أخلاقية متقدمة من أهم ما فيها مدى احترامها للأرض والكائنات التي تعيش عليها. فالموضوعة البيئية تمثل العمود الثاني لفيلم أفاتار بعد موضوع الإمبريالية, واحترام الفيلم لشعب النافي متفرع من تبنيه لقضية البيئة إلى حدٍ كبير.

رغم ذلك, يصعب على مراقبي أفلام هوليود, خاصة منا نحن شعوب العالم الثالث, أن لا يلاحظوا أن الغربيين عامة ينظرون لنا ككائنات غريبة تختلف عن جنس البشر, ومع أن أفاتار فيلم خيال علمي, يجوز فيه ما لا يجوز في غيره, فإن شعب النافي وكوكب باندورا يمثلان امتداداً للطريقة التي ينظر فيها الغربيون إلينا حتى ولو قدم كاميرون شعب النافي باحترام وتقدير بالغين.

ويشار هنا أن كاميرون استعان ببرفسور لغويات كي يطور لغة خاصة لشعب النافي هي في الواقع مزيج من اللغة الأمهرية المستخدمة في الحبشة, ولغة الماوري للسكان الأصليين في نيوزيلندا. والواقع أن مثل هذه الجهود الخاصة هي التي تجعل أفلام هوليود ما هي عليه. وكذلك تم استخدام علماء نبات وأحياء, ناهيك عن خبراء البرمجة, لتطوير الأنظمة البيولوجية لكوكب باندورا. فالأمر ليس مجرد تجميع لخيالات عشوائية... وقد صدر كتاب من 224 صفحة في 24/11/ 2009 عن التاريخ الاجتماعي والحياة البيولوجية لكوكب باندورا الخيالي, أي قبل إطلاق الفيلم رسمياً في 18/12/2009 في الولايات المتحدة!

جو كوكب باندورا لا يستطيع البشر أن يتنفسوا فيه بشكل طبيعي, ولذلك قامت شركة إدارة الموارد البشرية بتطوير بعض أجساد النافي من خلال الهندسة الوراثية ليحل فيها بشرٌ محددون عن طريق برنامج اسمه أفاتار Avatar, وهو اسم الفيلم. وهو بالأساس مصطلح من الديانة الهندوسية ينم عن الحلول الإلهي, حسب معتقداتهم, في جسد إنسان أو حيوان, والله أعلم.

وتدير دكتورة علم نبات اسمها غريس أوغسطين (الممثلة سغورني ويفر) برنامج أفاتار في شركة إدارة الموارد البشرية التي تسعى لاستعمار كوكب باندورا, لكنها تسعى للتفاهم مع النافي, حتى أنها أسست لهم مدرسة لتعليم اللغة الإنجليزية, كما أنها مسحورة بالبيئة الطبيعية لباندورا التي يبدو أنها تهمها أكثر بكثير من تعدين موارد الطاقة فيه. وهنا تنشأ أجندات مختلفة ما بين المشاركين ببرنامج أفاتار, الذين يحلون على كوكب باندورا وشعب النافي بأجساد نافيين, وعلى رأسهم بطل الفيلم جيك سلي (الممثل سام ويزينغتون), وما بين القائمين على شركة إدارة الموارد البشرية بشقيها العسكري والاقتصادي.

الشق العسكري من شركة إدارة الموارد البشرية يتألف طبعاً من قطيع من المرتزقة العاملين كجيش للشركة, وجلهم من العسكريين الأمريكيين السابقين, ويصعب بشدة هنا أن لا يفكر المرء بشركة بلاووتر وما يعادلها في العراق وأفغانستان وغيرهما.  

الحسنات يذهبن السيئات لكن ذلك يفترض معرفة التمييز ما بين الحسنات والسيئات ابتداءً. والخلل الرئيسي في الفيلم يكمن في طريقة تصوير الأمريكي الجيد, الأبيض, الذي يندمج في الشعب الأصلي, النافي, إلى درجة تقمص جسده ولغته وثقافته, والذي يلعب في نفس الوقت دور المستشرق والمعلم والجمعية الخيرية ومركز الدراسات, بدعم من شركة إدارة الموارد الاستعمارية في النهاية, ولكن الذي يتفهم الشعب الواقع تحت الاحتلال, ويسعى لإيصال رسالته من خلال القنوات النظامية.

حتى بطل الفيلم جيك سلي يفترض أنه كان يلعب دور جاسوس لمصلحة الإدارة العسكرية للشركة الاستعمارية, لكن تفاعله مع شعب النافي يوصله للتخلي عن الولاء للبشر وللانتماء للنافي, حتى يتحول في النهاية إلى قائدٍ لهم في المواجهة المسلحة مع شركة الموارد البشرية لتحرير باندورا. وهي ملاحظة أساسية أخرى لا بد من إضافتها لقائمة الملاحظات على الفيلم. فجماعة السياسية الخارجية السلمية يتمثلون بالمشاركين في برنامج أفاتار, في وزارة الخارجية الأمريكية مثلاً, التي تعيش صراعاً تاريخياً مع وزارة الدفاع الأمريكية, البنتاغون, ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية. ولم يتم تصوير أي من المشاركين ببرنامج أفاتار بصورة سلبية, بل تم تصوير كل تلك المؤسسة بشكل إيجابي, وعندما تم تهميشها, انضمت لقضية النافي, ولو أن جيمس كاميرون تجاوز كل السقوف السياسية المألوفة هوليودياً هنا كما سبق الذكر, فالإدانة هنا لتوجهات المجمع العسكري الصناعي الاستعمارية بعد أن سيطر على النظام فحق التمرد عليه. الزاوية الميتة هنا هي أن المجمع العسكري الصناعي هو امتداد طبيعي للطبقة الرأسمالية الأمريكية وليس مجرد ابنها العاق!

ولكن, لا بد من الانتباه هنا أن جيك سلي لم يقد النافي بصفته رجلاً أبيض أو ببزته العسكرية الأمريكية, أو حتى كبشري. وهذه نقطة مهمة جداً كي لا نظلم الفيلم. لقد قاد النافي بجسده النافي, وبعدما تغلغلت ثقافتهم في فؤاده, وبعدما اقتنع بعدالة قضيتهم إلى حد الاستعداد للتضحية بنفسه من أجلهم.

وهنا يعترف المخرج جيمس كاميرون بأنه تأثر بفيلم يرقص مع الذئاب Dances with Wolves لكافن كوستنر عام ,1990 وهو من أعمق أفلامه بالمناسبة ومن أجملها, ورسالته الأساسية يمكن تلخيصها بالكلمات التالية: جوهر الإنسان الفرد يتمثل بهويته الثقافية.

وقد تأثر جيمس كاميرون بلا أدنى ريب أيضاً بأفلام الخيال العلمي, وعلى رأسها فيلم المصفوفة Matrix الذي أبدع فكرة البرنامج الذي ينقل الإنسان من عالم إلى أخر, ناهيك عن بزات الـ AMP العسكرية المستخدمة في الجزء الثالث من المصفوفة.

والحقيقة أن الإبداعات التقنية في فيلم أفاتار تستحق معالجة مستقلة, وقد طال وقت إنتاج الفيلم سنوات حتى يتم تطوير التكنولوجيا السينمائية القادرة على حمل فكرته. ولذلك تم تطوير كاميرات خاصة لهذا الفيلم بالذات, كما أن شخصيات كاملة بالفيلم عبارة عن برامج حاسوب, لا شخصيات حقيقية, وهي تتفاعل مع البشر من دون أن يشعر المرء بفرق. وللحصول على التجربة كاملة, لا بد من مشاهدة الفيلم بثلاثة أبعاد.

طبعاً كل ذلك كلف مئات ملايين الدولارات: 237 مليون دولار حسب الموازنة المعلنة رسمياً, وهناك من يقول أكثر بكثير. لكن مبيعات التذاكر بلغت عالمياً خلال الأسبوع الأول فقط حوالي 417 مليون دولار فقط, منها أكثر من 160 مليون في أمريكا الشمالية.

العرب اليوم في

29/12/2009

 

"جيمس كاميرون"

يعود بأغلى وأضخم فيلم في تاريخ السينما

كندا- محمد الظاهري

يعرض فيلم "افاتار" الأمريكي لمخرجه الشهير جيمس كاميرون، قصة جديدة في عالم افتراضي مستقبلي للإنسان، عبر كوكب "باندورا" الذي يقيم عليه الإنسان احدى مستعمراته التي يهدف منها الى استنفاذ كل ثرواته الطبيعية دون اقامة اي اعتبار لحاجات السكان الأصليين لذلك الكوكب وهو ما يثير صراعا طويلا مع الإنسان.

والمشكلة التي تواجه الإنسان هناك – في هذا الفيلم- هو انه لا يستطيع العيش في هذا الكوكب. ولذلك فقد قام عبر مشروع "افاتار" بإبتكار تقنية تمكنه من خلق مخلوقات معدلة جينيا تشابه التركيبة البيولوجية للسكان الأصليين ويمكن ربطها عبر اجهزة محاكاة ذهنية وعبر تنويم مغناطيسي بأشخاص حقيقيين.

ومهمة هولاء الأشخاص هي محاولة اختراق تلك الأمم الأصلية ومعرفة طريقة تفكيرهم وعيشهم ومن ثم تدميرهم والحيلولة دون بقائهم عقبة في وجه الإستثمارات البشرية لهذا الكوكب.

"جاك" (سام ورثتنقتون) هو جندي امريكي سابق، يقوم مع "نورم" (جويل مور) و"جرايس" (سيقونري ويفر) بتقمص ثلاثة نماذج من الأفاتار، ولكن ما ان ينخرط هولاء الثلاثة في ذلك المجتمع الغريب حتى يكتشف الثلاثة عالما ساحرا مفعم بالثقافة والتاريخ والمثيلوجيا لا تقل عن اي تاريخ بشري. إنه عالم من طبيعة مختلفه تمام الإخلاف لا يمكننا الإحاطة بكنهه ولا كيفيته. وكنتيجة لذلك يسعى الثلاثة الى ايجاد صيغة اخرى من التعاون تحمى هذا العالم الساحر من مخططات الإنسان الاستعمارية، إلا ان ذلك لا يجد اي قبول من قبل رؤسائهم في القاعدة العسكرية.

بعد "تايتانك"..

يتجنب بعض من النقاد الحديث عن سينما هوليوود على اعتبار انها سينما تجارية، سينما البوب كورن ورقائق الشبيس، سينما شباك التذاكر والنهايات السعيدة، سينما المؤثرات الضخمة والبهرجة البصرية، سينما الترفيه والتسلية، اسيرة النجم وربيبة رأس المال وغير ذلك من الألقاب التي يقصد منها الإقلال من هذه السينما والحط من قيمتها، لكن دائما سيكون هناك مثل جيمس كاميرون من سيثبت عكس ذلك ويقول انها رغم كل ذلك و طوال اكثر من ثلاثة عقود كانت هي السينما الأكثر تأثيرا حول العالم. كاميرون في اخر انجازاته السينمائية "افاتار" يخرج فلما هو الأضخم والأغلى في تاريخ السينما، فيلم "هوليوودي" بكل ما تعنيه الكلمة، إنما هوليوود بوجهها الريادي والسيادي.

بعد اكثر من ١٢ عاما من الانتظار والعمل الدؤوب يعود جيمس كاميرون بفيلم يمتد لأكثر من ساعتين ونصف من الإبهار المتواصل والسحر الأخاذ. قال ذات مرة وهو يتسلم اوسكار افضل مخرج عن فلم "تايتانك" انه "ملك العالم"، عاد الان ليثبت سطوته على هذا العرش. فهو لا يحتاج إلى ان يتصدر كل سنة بفلم صيفي لأسبوع او اسبوعين حتى يبقى كذلك، اخر فلم له قبل "افتار" كان فلم "تايتانك" الأغلى في ذلك الوقت والأكثر دخلا في التاريخ والأكثر حصولا على جوائز الأوسكار، وإن لم يكن من المتوقع ان يصل "افاتار" ماوصل اليه تايتانك إلا انه دون شك سيضع بصمته على صناعة السينما بأكملها على الأقل في جانبها التقني.

ولم تكن العروض الدعائية الاولية للفيلم مشجعة، وربما بعد المشاهدة الأولى سيتأكد ذلك خصوصا بعد الوصوف التي صدرت من عدد ممن شاهد النسخة الأولية للفيلم وتحدثت عن نقلة نوعية في عالم السينما. ذلك يعود بشكل رئيسي الى ان الشكل العام لسينما جيمس كاميرون تشابه كثيرا من افلام هوليوود ذات الإنتاج الضخم وهذا ما يجعل الإنطباع الأولى سواء من العروض الدعائية او حتى المشاهدة الأولى مخيبة للأمال. لكن كاميرون يراهن دائما على ان اعماله ستأخذ مكانها الخاص بين كلاسيكيات السينما الأمريكية.

صراع حضارات

باستثناء "Terminator" فإن "افاتار" يتقاطع مع بقية افلام كاميرون الشهيرة في انه لا يأتي محملا بحكاية او حبكة درامية اصيلتين. وهو لا يبتعد كثيرا عن "تايتانك" الذي كانت قصته وحبكته بسيطة وبنفس شكسبيري واضح.

لكن البساطة والحكاية التقليدية بحد ذاتها ليست عيبا ونقصا في قيمة اي عمل فني، فهناك مقومات اخرى لها قيمة كبرى في تكوين جمالية للعمل بمجمله من بينها توافق مكونات الصورة وتباينها والنجاح في إضفاء قيمة دلالية لكل عنصر من عناصرها. كما ان المستويات التي يتم تناول الحكاية من خلالها تعطي ابعاد جديدة لهذه الحكايات.

فمثلا الصراع الذي يتعرض اليه دائما كاميرون في نصوصه السينمائية ليس ذلك الصراع الذي يحدث على مستوى الأفراد وإنما بين طبقات و جماعات، صراع ثقافات وحضارات، بين هذا العالم والعالم الاخر.

و"افاتار" يبني حكايته على هذه القاعدة وربما بجلاء اكبر من اي من افلامه السابقة. الفيلم يدور في المستقبل البعيد، إنما هو إعادة لحكاية الإستبداد التي تمارسه الأمم تجاه بعضها البعض. لا نعلم في الواقع ماذا يحدث في كوكب الأرض، لا نعلم ان كان الإنسان قد وصل اخيرا الى مصالحة عرقية، لكن ذلك لا يبدو انه قد تم ولكن حتى وإن حدث فعلا فهذا لا يهم إذا كان هذا العرق بأكمله سيستمر في فرض سلطته وممارسة طغيانه على اشكال اخرى من الحياة في هذا الكون الفسيح.

سحر الخيال

جيمس كاميرون عاشق للخيال العلمي، ولكنه لا يرهق نفسه كثيرا في ابتكار مظاهر لثراء علمي وتقني ينزع من الفيلم سحر الخيال، كما نشاهده مثلا عند سبيلبيرق في افلامه الأخيرة او حتى عند جورج لوكاس في السلسلة الأخيرة لحرب النجوم. لكنه على العكس من ذلك يبذل جهدا كبيرا في ابتكار طرائق جديدة لكي ينخرط المشاهد في الفلم ويجعله جزأ من ذلك الخيال الذي تصنعه شاشة السينما.

الفيلم ربما هو اكثر الأفلام التي صنعت خصيصا لعرضها عرضا ثلاثي الأبعاد، ولكن مع ذلك فإننا لا نشاهد الطائرات ولا المقذوفات ولا الطيور والحمائم تحوم حول اعيننا بعيدا عن الشاشة في بذخ تقني يشتت الانظار. هناك ارتفاع قدرة بضع مليميترات تساهم في خلق صورة متعددة الأبعاد واسعة وعميقة تم حسابها بدقة متناهية. نشاهد الفيلم وكأننا نراقب عالما سحريا يفصلنا عنه ثقب في جدار متناهي العلو. ربما يتفاجئ المشاهد في هذا الفيلم في عدم وجود تقنية بارزه في صناعة الفيلم كما كان يقال وهذا صحيح نسبيا، إن من الظلم ان ينسب لكاميرون كل التجارب السينمائية الخلاقة السابقة التي قام بها صناع سينما سابقون في نوعية افلام الخيال العلمي مثل ستيفن سبيلبيرق وجورج لوكاس ورادلي سكوتد.

ما قام به كاميرون في الواقع في تعامله مع فيلم ثلاثي الابعاد ورسومات الكمبيوتر "سي جي" هو تماما يشابه ما صنعه بيتر جاكسون في سلسلة ملك الخواتم بإخراجه البديع لمشاهد الجموع الكبرى. كلاهما قام باستخدام التقنية في المكان المناسب وفي اللحظة المناسبة دون افراط ولا تفريط. وذات الأمر ينطبق حين الحديث عن مشاهد الحركة والأصوات المصاحبة، فكل شيئ لدى كاميرون في "افتار" له روح حتى اصوات المكائن والطائرات يأتي ذلك ابتداء من تسميته للمخلوقات التي تسكن كوكب "بندورا" بالسكان الأصليين، عوضا عن تسميات "غرباء" او "مخلوقات غريبه" التي تستعيرها افلام الخيال العلمي لتسمية سكان الكواب الأخرى المفترضين.

اكثر من 60٪من الفيلم هو عبارة عن رسومات كمبيوتر بما فيهم السكان الأصليين، لكن روحا متسامية البسها هذا العالم تكاد تفوق اي مشهد آخر حقيقي في الفيلم بأكمله.

العربية نت في

29/12/2009

 

عندما يتفوّق الثائر للأرض على الآلات الحربية

مغامرة ثلاثيّة الأبعاد مع الكائنات الفضائية في "آفاتار"

بقلم / نور شاهين

مغامرة نصفها إنسان ونصفها الثاني فضائيّ الشكل، الأوّل آدمي يسعى نحو ضمان الحياة والطاقة ويتخبّط بين الجشع، الإخلاص والانتماء والثاني "آفاتار" أزرق الجلد طويل القامة "مجسّد" لمخلوق مهجّن نمى جينياً من الحمض النووي للإنسان ولأهل "باندورا" ليتمكن من العيش ضمن طبيعة هذا الكوكب الخشنة حيث تقبع الخيرات المعدنيّة النادرة.

في فيلم الخيال العلمي "آفاتار" الذي كلّف إنتاجه 237 مليون دولار أمريكي والمشغول بالتقنية الرقمية ثلاثية الأبعاد ينقلنا مخرج فيلم "تايتانك" وحاصد الجوائز، جايمس كاميرون إلى رحلة ملوّنة فيها الكثير من المواقف الدرامية والصور المشغولة بالكمبيوتر بإتقان وجودة عالية بدت فيها حركات الكائنات الفضائية طبيعية جداً وواقعية تحاكي عين المشاهد وتأخذه إلى العالم السحري الذي رسمه كاميرون في رحلة ممتعة في فضاء الغابة وعلى متن مخلوقاتها الغريبة!

تدور القصّة حول الجندي المقعد جاك سوليس الذي يلعب دوره سام وارسينغتون الذي يجد نفسه أمام مهمّة مدّتها ثلاثة أشهر نحو البيئة الأكثر عدائية على الإطلاق، إذ عليه التحوّل إلى "آفاتار" والاندماج بقبيلة "أوماتيكايا"، يدرس المتوحشين هناك داخلياً، ليفهم طباعهم وإجبارهم بالتالي على الرحيل عن أرضهم المليئة بالمعادن الخام القابلة للتعدين.

في نهاية المطاف يجد جاك نفسه بين قطبين مستميتين لمجابهة الآخر، أمام معركة يقودها من جهة الكولونيل مايلز الذي يلعب دوره ستيفن لانغ مجسّداً دور القاسي بإتقان، جلّ ما يهمّه هو تدمير موطن "أوماتيكايا" في سعيه إلى حل أزمة الطاقة الكونية بمنظاره الخاص وبين الكائنات الفضائية المدافعة عن الشجرة المقدّسة وما ترمز لها من ترابط لإيمانها بنوع من التواصل الكيميائي بين الأشجار، ولتكون في النهاية... معركة ضارية بين "جماعة الجو" والمخلوقات الزرقاء!

تقنيّة بصريّة ومؤثرات سمعيّة عميقة

التقنية الرقمية بأبعادها الثلاثية أعطت قصّة الفيلم ما تستحقّه فانفعالات المخلوقات وحركات وجوههم بدت مقنعةً جداً كذلك مناظر الغابة المميزة بألوانها المشعّة وبحيواناتها الخارجة عن المألوف حتى لو قاربت حد المبالغة لا يمكنها إلاّ أن تلفت نظر المشاهد لو كان من غير محبي أفلام الخيال العلمي. إضافة إلى التمثيل الفعلي لكل من سام وارسينغتون والممثلة سيغوني ويفر التي قامت بدور غرايس الدكتورة المساعدة لجاك وإن بدا دورها ثانوياً إلى جانب وارسينغتون الذي تمحور حوله الفيلم.

وللموسيقى التصويرية جماليتها كذلك فهي ترافقت بإتقان مع المشاهد الأكثر درامية لتعطي المواقف المحزنة بعداً وعمقاً إضافيين خاصة مشهد تهاوي الشجرة ومشهد فقدان المخلوقة الفضائية نايتيري لوالدها.

الخيال بعيداً عن السخافة

للانتماء في الفيلم معنى جديد، فالانتماء هنا ليس للأرض التي ولد فيها الإنسان ونشب عليها وترعرع بين أهلها بل هو الانتماء للأرض التي يشعر فيها انه ضمن عائلته يفهمهم ويفهمونه حتى لو كانوا شديدي الاختلاف، ولذلك جاك الذي اندمج مع قبيلة "أوماتيكايا" لم يعد يعرف من هو وبالكاد يتذكّر حياته السابقة بل وأحسّ بأنه منبوذ خائن وغريب عندما أراد تحقيق رغبة بني جنسه على حساب أرض القبيلة التي اندمج فيها.

كاميرون وضعنا أمام أفكار لطالما سألناها لأنفسنا، وضعنا أمام حكم وعبر لعلّها أجمل ما في الفيلم نفسه. امتحان الانتماء والولاء للوطن والتضحية في سبيل ما نراه إنسانياً حتى لو بدينا خائنين في نظر البعض، فـ"الإنسان يولد مرتين المرة الثانية تكون عندما يكسب مكانته بين شعبه".

أما عن الأرض وثرواتها اعتبر أن "ثرواتها هي بما يوجد من حولنا وليس في الأرض نفسها" وهي عبارات إن فكّرنا ملياً فيها لرأينا لها معنى فلسفياً أبعد الفيلم عن جملة الأفلام الخيالية المرتكزة على الوهم بكثير من السخافة.

ففي الفيلم مواقف وعِبَر متعدّدة تنتقل من الدفاع عن الأرض والانتماء المجسّد بدفاع القبيلة عن أرضها. التضحية، واتخاذ موقف جدّي لإثبات الولاء، وهو الموقف الذي اتّخذه جاك عندما قرّر الوقوف إلى جانب "أوماتيكايا" ضدّ الكولونيل مايلز وصولاً إلى الوقوع في حب الغريب دونما حسبان، وهي العلاقة التي ربطت جاك بنايتيري، انسجام الفرد مع الطبيعة وكائناتها بشكل حسّي والتواصل مع الحيوان لفهمه ذهنياً وكذلك الإيمان وما يعطيه من دفع معنوي وقوّة وهو إيمان القبيلة بالالهة "آيوا".

أما الرؤية هنا فهي الأخرى تحمل مفهوماً مختلفاً، فأن ترى الآخر معناه أن تعرف مقصده، تفهمه وتشعر به داخلياً لتكون على تواصل معه، وهو بالفعل تعبير مثالي لفهم الآخر خصوصا إن كان مختلفاً، ففي نهاية الأمر "لا أحد يمكنه تعليمك كيف ترى".

في نهاية الفيلم عاد الغرباء إلى عالمهم المحتضر والغرباء هنا هم البشر بعد أن اختار جاك العيش ضمن بيئته الجديدة التي كانت غريبة قبل ثلاثة أشهر عنه وأصبحت اليوم موطنه الحقيقي.

"آفاتار" هو صراع على البقاء ورؤية الشيء عينه بمنظارين مختلفين تكون فيه العين هي الحكم بعد أن حكّمت العقل والعاطفة وجسدتهما لخدمة الغير.

الراية القطرية في

30/12/2009

 

المخرج جيمس كاميرون:

رحلة الصعود للقمة السينمائية

محمود الزواوي

ينطوي المشوار السينمائي للمخرج والكاتب والمنتج ومدير المونتاج والمخترع السينمائي جيمس كاميرون على عناصر التشويق التي تذكرنا بأفلام الخيال العلمي التي تخصص في تأليف قصصها وإخراجها. فقد صعد هذا المخرج خلال سنوات قليلة من سائق شاحنة إلى مخرج ومؤلف سيناريو أكثر فيلم نجاحا في تاريخ السينما، وهو فيلم تايتانيك (1997) الذي بلغت إيراداته العالمية الإجمالية 845ر1 مليار دولار.

ويسير فيلمه الجديد أفاتار على خطى فيلم تايتانيك ، حيث بلغت إيراداته العالمية الإجمالية خلال الأسبوعين الأولين لعرضه 760 مليون دولار، ومن المتوقع أن يتخطى المليار دولار خلال أيام قليلة. وهناك احتمال كبير لأن ينافس هذا الفيلم فيلم تايتانيك على مركز الصدارة في الإيرادات العالمية خلال الأسابيع القادمة.

يمثل جيمس كاميرون نموذجا للفنان العصامي المثابر الذي شق طريقه من نقطة الصفر إلى القمة السينمائية، متغلبا خلال مشواره السينمائي على الكثير من العقبات قبل أن يصبح واحدا من أكثر مخرجي هوليوود نجاحا. وقد فاز خلال ذلك بما مجموعه 38 جائزة سينمائية، بينها ثلاث من جوائز الأوسكار عن إخراج وإنتاج ومونتاج فيلم تايتانيك ، بالإضافة إلى جائزة الكرات الذهبية عن إخراج ذلك الفيلم.

اقترن اسم المخرج جيمس كاميرون بأفلام الخيال العلمي ذات الميزانيات الضخمة والتي عادت بإيرادات ضخمة تفوق التوقعات. ولهذا المخرج فيلمان بين الأفلام العشرة الأولى الأكثر تكلفة في تاريخ السينما.

وجمع المخرج جيمس كاميرون عبر مشواره السينمائي الذي امتد أكثر من 30 عاما بين الأفلام الروائية والوثائقية، إضافة إلى بعض الأعمال التلفزيونية، التي تركزت على قصص الخيال العلمي. إلا أن هذه الأعمال جاءت مختلفة عن اللون الترفيهي السائد لأفلام الخيال العلمي التي تقدمها هوليوود بموضوعاتها الهادفة ومضمونها العميق الجاد.

ولم يتوقف المخرج جيمس كاميرون عن تقديم الأفلام الوثائقية والبرامج التلفزيونية التي تتركز على قصص الخيال العلمي في ذروة نجاحه وشهرته في هوليوود. فقد قدم خمسة من هذه الأفلام والبرامج خلال فترة الاثنتي عشرة سنة التي فصلت بين معلميه السينمائيين الروائيين تايتانيك (1997) و أفاتار (2009). وأسهم جيمس كاميرون خلال تلك الفترة بتطوير نظام الكاميرات الإندماجي الرقمي، وهو أحدث ما توصلت إليه تكنولوجيا التصوير السينمائي.

ولد جيمس كاميرون في كندا وترعرع ونشأ فيها قبل أن ينتقل مع أسرته إلى ولاية كاليفورنيا الأميركية حين كان في سن السابعة عشرة. ومع أنه تخصص في دراسة الفيزياء واللغة الإنجليزية حين التحق بجامعة ولاية كاليفورنيا في فولرتون، إلا أنه استغل كل فرصة لزيارة الأرشيف السينمائي بجامعة جنوب كاليفورنيا، إحدى أشهر الجامعات الأميركية في دراسة السينما، وقرأ كل ما وقعت عليه عيناه عن التكنولوجيا السينمائية، وخاصة ما يتعلق بالمؤثرات الخاصة التي أصبح خبيرا فيها.

وتوقف جيمس كاميرون عن الدراسة الجامعية قبل التخرج وعمل كسائق شاحنة فيما واصل الكتابة السينمائية. وكان لفيلم الخيال العلمي الشهير حرب النجوم (1977) للمخرج جورج لوكاس أكبر الأثر على جيمس كاميرون، الذي قرر بعد مشاهدة ذلك الفيلم أن يترك عمله كسائق شاحنة وأن يتفرغ للعمل السينمائي. وفي العام التالي قدم فيلم الخيال العلمي الوثائقي القصير الخلق المفترض (1978) الذي لفت فيه انتباه النقاد.

أمضى جيمس كاميرون بعد ذلك فترة في ممارسة المونتاج وفن المؤثرات الخاصة قبل أن يخرج أول أفلامه الروائية، وهو فيلم الخيال العلمي سمكة الضاري الجزء الثاني: التكاثر (1981). إلا أن الفيلم الذي ثبت مكانته السينمائية هو فيلم الخيال العلمي المدمر (1984)، علما بأن جميع استوديوهات هوليوود رفضت المجازفة بالتعامل مع مخرج مبتدىء مثله لإخراج الفيلم. وفي النهاية وافقت شركة سينمائية صغيرة على شراء سيناريو الفيلم منه مقابل دولار واحد فقط شريطة أن يخرج الفيلم بنفسه. وحقق هذا الفيلم نجاحا غير متوقع على شباك التذاكر، حيث بلغت إيراداته العالمية الإجمالية 78 مليون دولار، مع أن تكاليف إنتاجه اقتصرت على 5ر6 مليون دولار فقط. وشكل هذه الفيلم قفزة نوعية في المشوار السينمائي للمخرج جيمس كاميرون، كما أنه عزز نجومية بطل الفيلم الممثل النمساوي المولد وحاكم ولاية كاليفورنيا الحالي أرنولد شوارزينيجير.

وأتبع المخرج جيمس كاميرون هذا الفيلم بمزيد من أفلام الخيال العلمي المتميزة التي حصدت مئات الملايين من الدولارات، وهي مخلوقات من الفضاء الخارجي (1986) و الهاوية (1989) و المدمر الجزء الثاني: يوم الحساب (1991) و أكاذيب حقيقية (1994).

أتاح النجاح الفني والتجاري الكبير الذي حققته هذه الأفلام الفرصة للمخرج جيمس كاميرون لإخراج فيلم تايتانيك (1997) بتكاليف قدرها 200 مليون دولار، وهو أعلى مبلغ ينفق على أي فيلم حتى ذلك الوقت. وكانت الميزانية الأصلية للفيلم محددة بمبلغ 135 مليون دولار. وعندما تم تجاوز تلك الميزانية قام المخرج جيمس كاميرون بالتنازل عن أجره عن إخراج الفيلم، وقدره ثمانية ملايين دولار، مقابل الحصول على نسبة مئوية من إيرادات الفيلم. وبلغت حصته من تلك الإيرادات 115 مليون دولار، وهو أعلى أجر سينمائي يحققه أي فنان في تاريخ السينما.

وبعد 12 عاما قدم جيمس كاميرون فيلم الخيال العلمي الجديد أفاتار الذي يواصل حاليا تسجيل الأرقام القياسية في الإيرادات، والذي أسهم في ارتفاع الإيرادات الإجمالية لأفلام جيمس كاميرون إلى نحو أربعة مليارات دولار.

الرأي الأردنية في

02/01/2010

 

التقنية حولت مخلوقاته الفضائية إلى أشباه البشر

مخرج "أفاتار" يكشف لسكووب سر غيابه 13 عاما منذ "تيتانيك"

القاهرة – mbc.net 

كشف جيمس كاميرون مخرج "أفاتار Avatar" -الذي حقق إيرادات قياسية في دور العرض الأمريكية خلال الأسابيع الماضية– سر غيابه عن الأفلام الضخمة لـ13 عاما منذ "تيتانيك"، مشيرا إلى أنه قضى هذه الفترة يستكشف عوالم خيالية في قاع المحيطات.

في الوقت نفسه أكد أن التكنولوجيا والتصوير من خلال الحاسوب ساعدته على أن تبدو المخلوقات الفضائية في فيلم "أفاتار" بشرية من حيث واقعها العاطفي.

وأضاف كاميرون -في مقابلة خاصة مع برنامج "سكووب" على MBC1– أنه أحب التصوير بواسطة الحاسوب منذ أن بدأ فيلم "الهاوية" في الثمانينات، مشيرا إلى أن التكنولوجيا تسمح بتشكيل ما نرسمه ونتصوره في أذهاننا، وجعله أمرا شبه واقعي.

وأضاف أنه بعد تقديمه فيلم "تايتانك" الشهير قبل 13 عاما فضل أن يمارس هوايته في استكشاف العوالم الخيالية في أعماق المحيطات، وذلك بواسطة المركبات الغواصة والكاميرات. وتابع أنه كان يبرر هذا الاستكشاف والغياب عن الشاشة الفضية بالقول إنه يستعد لفيلمه التالي.

وأشار إلى أنه استغرق سنتين تقريبا لتطوير التقنية التي تسمح له بجعل المخلوقات الفضائية تبدو كالبشر، بما يساعد على مشاهدتها ساعتين ونصف الساعة في "أفاتار"، مشيرا إلى أنه بنى ذلك على ما حققه بيتر جاكسون في فيلمي "سيد الخواتم" و"كينج كونج".

وأضاف أنه عندما فكر في ترشيح الممثلين لـ"أفاتار"، ظل يفكر فيمن ينجح في أداء الدور، وليس في مجرد ممثل مشهور، مشيرا إلى أنه يتفاعل مع المشاهدين عبر ثلاث مستويات؛ أولها البصري، وثانيها العاطفي، وثالثها الفكري، ولكن يهمه في النهاية أن يشاهد الناس الفيلم ويتمتعون به.

كان الفيلم الملحمي "أفاتار" قد اكتسح الصدارة في قائمة إيرادات الشباك في منطقة أمريكا الشمالية، التي تضم كندا؛ إذ حصد ما يربو على 73 مليون دولار في أول أسبوع من عرضه.

ويعد فيلم "أفاتار" إضافة إلى أفلام التعرف على الكائنات الفضائية التي دشنت بفيلم "أي تي" الذي أنتج عام 1982م.

وتدور أحداث الفيلم حول إرسال أحد أفراد مشاة البحرية المصاب بالشلل إلى كوكب باندورا في مهمة فريدة من نوعها. ويصيبه شعور بالتمزق بين اتباع أوامره وحماية العالم الذي يشعر أنه وطنه.

والفيلم من إخراج جيمس كاميرون وبطولة سام ورثينجتون وزوي سالدانا وسيجورني ويفر وميشيل رودريجيز.

ويعد فيلم "تيتانيك" أحد روائع هوليود التي قدمها جيمس كاميرون في عام 1997م، ولعب بطولته ليوناردو دي كابريو وكيت وينسليت.

موقع الـ MBC في

01/01/2010

«أفاتار».. عن الفلسطينيين والهنود الحمر والعراقيين فى مواجهة المستعمر

كتب   رامى عبد الرازق

سواء شاهدنا هذا الفيلم بتقنية الـ٣D أو دونها فإنه سيظل فيلما محكم الصناعة.. ماهر التفاصيل.. وستظل صياغته السينمائية تعكس بعداً سياسياً وإنسانياً شديد الوضوح رغم قسوته.

يعود «جيمس كاميرون» بعد ١٢ عاما من إخراجه «تيتانيك» لتقديم ملحمة فضائية مستمدة بشكل كامل من تراث البشرية الثقافى والدينى والسياسى.. بل إن قصة الفيلم نفسها ربما جاءت كتكرار لنفس التيمة التى استخدمت من قبل فى عشرات الأفلام.

فنحن أمام شعب فطرى- وليس بدائياً- تمتزج طاقاته الروحية والجسدية مع الطاقة الروحية والمادية للأرض التى يعيش عليها فهو يصيد ليأكل لا ليقتل أو يتسلى.. وهو يصلى للقوى التى تهبه هذا الطعام ليعمر الأرض ويتناسل محققا وجوداً متوازناً ومتحضراً..

وهو لا يملك أى أطماع مادية لأنه مكتف ذاتياً بما له من أرض ورزق لكنه يتطور روحياً وفكرياً.. بالدرجة التى تجعله اكثر تقدماً وعلماً وحكمة من مخلوقات السماء التى تهبط فى مراكبها الفضائية الثقيلة وأجهزتها الحديثة وأغراضها الاستثمارية المرتبطة بالبيع والشراء وأسواق المال.

ومثل كل الحركات الاستعمارية فى تاريخ الشعوب ينقض صاحب الغرض على صاحب الأرض ليقتله ويشرده ويطرده كى يتسنى له ودون وجه حق- إلا حق القوى العسكرية- أن يستخرج خيرات تلك الأرض ويستخلصها لنفسه!

وعندما يقاوم صاحب الأرض فإن الموت والنار هما مصيره دون رحمة بل حتى دون منطق عقلانى.. بل يتفتق ذهن المغتصب عن أن المقاومة مرادف «للإرهاب» وإن (مقاومة الإرهاب لا تأتى غير بالإرهاب) وأن صاحب الارض لا يملك الحق فى البقاء لأنه متخلف وبدائى لا يقدر قيمة الأرض التى يعيش فوقها.. ولهذا لا مانع من أن يتركها لمن يدرك قيمتها.. ويرحل إلى أرض أخرى ليصبح لاجئا أو مهاجرا أو أيا كانت التسمية.

ألا تذكرنا إذن تلك القصة بتاريخ الحضارة البشرية فى مئات السنين.. ألا نرى الهنود الحمر والفلسطينيين والعراقيين فى ذلك الشعب الفطرى! والأوروبيين والأمريكان والإسرائيليين فى المغتصب صاحب الآلة العسكرية..

هنا يتحول شعب النافى الفضائى الأزرق على كوكب باندورا الذى تدور فوقه أحداث الفيلم إلى كل شعب يتم اغتصاب أرضه وتطهيره عرقيا لاستخراج معدن أو نفط.. وتتحول «مخلوقات السماء» سواء رجل الأعمال الشاب أو الكولونيل الدموى إلى رمز لكل كيان استثمارى له قدرة على توظيف الآلة العسكرية فى أغراضه المالية على حساب الشعوب الأخرى.

ولا يفاجئنا «كاميرون» بتلك الثقافة الواسعة التى تستمد مصادرها من التراث الإنسانى العريض حيث تندمج هذه القصة السياسية جدا مع فكرة المخلص الذى يخرج منشقا من أهله لينضم إلى الشعب المظلوم.. ليتلقى مبادئه الروحية ويندمج فى تطوره العقلى والنفسى.. فتتكشف أمامه حقائق كثيرة ويتحول إلى القائد الذى يلتف حوله الشعب ليقودهم إلى معركة المقاومة واسترداد الأرض.. وحتى لو كان هذا المخلص أحد جنود المارينز الأمريكى الذى يتحول إلى واحد من شعب النافى عبر زرع عقله فى جسد أحدهم بطريقة تكنولوجية تجعله قادرا على الحياة والاندماج مع هذا الشعب..

بل إنه فى لحظة تنوير تشمل حواسه كلها يكتشف أن هذا الشعب لن يتقبل بسهولة ترك أرضه لأن قدراته النفسية والروحية تجاوزت فكرة ان تعطيه الجينز الازرق-رمز الثقافة والحلم الأمريكى- فى مقابل الوطن..لقد حقق الفيلم حلم الكثير من الشعوب المحتلة فى زمننا حين رأينا قوات الاحتلال الأمريكى- الفضائى تغادر أرض النافى وكوكب باندورا عائدة إلى موطنها بعد أن اندحرت فى معركة دامية..فإذا كان هذا لم يتحقق حتى الآن على أرض الواقع فإن السينما الأمريكية حققته للشعوب التى تحتلها أمريكا الآن!

استطاع «كاميرون» أن يمزج العديد من ثقافات الشعوب الأصلية ليخرج بهذا النموذج العرقى الذى سماه النافى.. ليضعنا امام درجة إيهام درامية اقنعتنا بأن هذا الشعب الفضائى موجود بالفعل وله تلك الحضارة والثقافة والدين.. فدمج الأفارقة مع الهنود الحمر مع المايا والازتيك فى نسيج محكم بصريا ودراميا ولغويا..

فى مقابل عملية نمذجة واضحة لتيار العلم الحديث الذى يحاول أن يصبح جسرا للتواصل بين الشعوب وليس أداة للتدمير متمثلا فى د.اوجستين مبتكرة الكابينة المجهزة لنقل عقل المارينز الامريكى جاك سيللى إلى جسد أحد النافى ليصبح قرينه (وهو الترجمة الحرفية لعنوان الفيلم) وربما كان اعتماد «كاميرون» الكامل على التراث البشرى والتيمات الدرامية الملحمية المستوحاة من قصص الكتاب المقدس والثقافات الإنسانية هو الذى جعل أحداث الفيلم متوقعة وحبكته غير مفاجئة!

فنحن نعلم مسبقا أنه بمجرد أن يصبح المارينز الأمريكى فى جسد أحد النافى سوف يلتقى بفتاة من هذا الشعب وتبدأ بينهما قصة حب ثم زواج وتصبح هى مرشدته لهذا العالم الروحانى الذى لم يكن يعرفه.. وتعلمه ان يندمج كليا بشكل وجودى- دينى فى كل الموجودات التى تحيطه لأن الكل روح واحدة فى النهاية هى الأرض- الأم.. هذا التوقع ربما كان نقطة ضعف درامية من زاوية ما! لكنه من زاوية أخرى متسق شكلا وموضوعا مع الاطار الدرامى العام للفيلم..

بل إن الجهد التكنيكى والحالة البصرية المتطورة التى قدمها كاميرون أضفت الكثير من السحر والإبهار والروعة حتى على القصص القديمة التى رأيناها من قبل..صحيح أن تقنية الـ٣D لم تكن هى الأساس وراء قوة الصياغة البصرية مثلما شاهدنا مثلا فى فيلم «أغانى الكريسماس» لـ«روبرت زيمكس»!

ولكن هذا يرجع إلى اتجاه كل مخرج فى تصور نصه بصريا.. ففى «أغانى الكريسماس» يبدو شكل الفيلم بصريا مصنوعا خصيصا للتقنية ثلاثية الأبعاد.. أما هنا فإن التقنية إضافة جمالية للتكنيك البصرى وليست عنصرا عضويا فيه وهو ما لم يقلل من شأن الخطة البصرية للفيلم كله.

ريفيو

الاسم الأصلى: «أفاتار»

الاسم التجارى: «أفاتار»

تأليف وإخراج : جيمس كاميرون

مدة الفيلم: ١٦٢ دقيقة

المصري اليوم في

02/01/2010

 

«جيمس كاميرون» كتب السيناريو فى أسبوعين.. ونفذه بعد ١٤ عاما

كتب   ريهام جودة 

١٢ عاما غابها المخرج الأمريكى «جيمس كاميرون» منذ أن قدم فيلمه الشهير «تيتانيك»، ليعود هذا العام بفيلم ثلاثى الأبعاد «أفاتار» والذى يعرض حاليا فى ١٦١دولة فى العالم من بينها مصر، هذه السنوات الطويلة التى افتقدت السينما العالمية خلالها مخرجا فى حجم وموهبة «كاميرون» يراها كثير من النقاد هينة بعد ما لمسوا بأنفسهم مدى الإتقان والإبهار الذى حمله «كاميرون» فى الفيلم، متسلحا بجيش من التقنيين وخبراء المؤثرات الخاصة والممثلين وفنانى الصوت والموسيقى على حد وصفهم، خاصة أنه لم يعتمد على رواية مثلا ليستوحى أحداث فيلمه منها، بل على مضمون قفز إلى ذهنه وأعجبه كثيرا، يقول «كاميرون»: أعجبتنى كثيرا الرسالة التى يقدمها الفيلم، وأعتقد أنها تتناسب مع واقعنا الحالى، فبالرغم من أننى لا أؤمن بأن على الأفلام لعب دور الواعظ أو المرشد للأخلاق الحميدة،

إلا أننى مقتنع بأنه من الضرورى ألا تتحول إلى أعمال بلا معنى أو قيمة، بل عليها أن تدفع للتفكير فى علاقتنا كبشر ببعضنا البعض وعلاقتنا بالبيئة المحيطة بنا، وأعتقد أن هذا بالضبط ما يقوم به الفيلم، فهو يطرح العديد من التساؤلات عن علاقتك بالناس من حولك وعلاقتك بالطبيعة فى وقت أصبحنا نسمع فيه باستمرار أعذاراً واهية مثل «عيب خلقى أو طبيعى».

وعلى مدى مشواره استطاع «كاميرون» بناء سمعة جيدة له كأحد أبرز المخرجين العالميين الذين يبتكرون تقنيات متطورة ويستخدمونها فى صناعة السينما، حتى من قبل تقديمه لفيلم «تيتانيك» فقد حقق النجاح من خلال عدد من الأفلام منها «Terminator» و» «Aliens و«Abyss».

وعن غيابه طوال ١٢ عاما قال «كاميرون» : لم أتوقع الابتعاد كل هذه المدة عن الإخراج، ففى الواقع كنت أنوى قضاء ٥ سنوات فى مجال الاستكشاف والبحث فى البحار والفضاء والعلوم حتى أرضى هذا الجزء الموجود بداخلى، ولكننى تعمقت كثيرا فى هذا المجال ومضت السنوات دون أن أدرى،

إلا أننى لست نادما على هذا الغياب الطويل، الذى أفادنى فى تحقيق رغبتى فى الاستكشاف وتقديم عدة أفلام وثائقية منها «Expedition: Bismarc» الحاصل على جائزة «إيمى»، والذى يتناول غرق الأسطول البحرى الألمانى خلال الحرب العالمية الثانية، و«Aliens of the Deep» الذى تعاونت فيه مع وكالة «ناسا» لاختبار إمكانية وجود كائنات فضائية،

كما أفادتنى هذه الاستكشافات فى كيفية تكوين فريق العمل وهذا ما يتشابه كثيرا مع الإخراج السينمائى، فأنا لم أكن موفقا فى الماضى فى إدارة فريق العمل لكن عملى فى الاستكشاف ساعدنى كثيرا على تحسين قدرتى على فعل ذلك، ففى هذه الاستكشافات كنت أعمل مع فريق عمل صغير من المتخصصين فى مجالات مختلفة وكانت قيادتهم عملية صعبة، لأن بعض الأشخاص تصيبهم حالات من العناد أحيانا، وتشعر بأن العمل لن يستمر ولكن ينبغى عليك فى هذه اللحظات جعلهم يركزون فى عملهم من جديد.

تدور أحداث فيلم «أفاتار» على كوكب «باندورا» الذى يبعد عن كوكب الأرض حيث يعيش فيه «النافيون» المتصالحون مع الطبيعة من حولهم، والكوكب ملىء بالكائنات الحية المتنوعة والغابات المضيئة المليئة بالأشجار التى يصل طولها لطول ناطحات السحاب بالإضافة إلى كائنات مفترسة من عصر قديم جدا،

لكنهم يتعرضون للغزو من قبل آدميين من كوكب الأرض ضمن فريق عمل كامل حيث ترغب شركة كبيرة تابعة للجيش فى إجراء بعض الاستكشافات على كوكبهم بدافع تحقيق أرباح مادية كبيرة، ولتحقيق هذا الهدف يتم إنشاء برنامج «أفاتار» الذى يستهدف خلق كائن مهجن من جينات آدمية و«نافية» ليساعدهم على تحقيق أهداف المشروع، بينما يتخفى اثنان من الفريق هما «جريس» و«جاك» فى زى الأفاتار لتسهيل المهمة.

أراد «كاميرون» تقديم الفيلم عام ١٩٩٥، حيث قام بتحضير السيناريو، والمثير أنه استغرق أسبوعين فقط لكتابته، وبدأ فى التجهيز لتصويره، لكن التكنولوجيا المتاحة وقتها لم تكن لتسمح له بتنفيذ ما أراد، مما جعله يؤجل الفكرة لوقت آخر وصل إلى هذا العام، أى بعد ما يقرب من ١٤ عاما، يقول «كاميرون»: كانت التكنولوجيا المطلوبة لتنفيذ رؤيتنا أكبر بكثير جدا مما كان متاحا لنا، وكان علينا أن ننتظر خمس أو ست سنوات حتى يتوفر ما نريد،

فمن الصعب إيجاد أو ابتكار طرق جديدة لتنفيذ رؤيتنا عندما لا تكون التكنولوجيا المتاحة فيها الحد الأدنى المطلوب، حتى إذا قمنا بصرف مبالغ باهظة لتحقيق ذلك ولهذا كان قرارى هو تأجيل العمل فى هذا الفيلم وقمت بوضع السيناريو جانبا، خاصة أن الفيلم شكل تحدياً خاصاً بالنسبة لى، وتحديدا كوكب «باندورا» الذى تنطلق منه الأحداث ويبعد كثيرا عن الأرض، وكان لابد من إيجاد طريقة لخلق هذا العالم فى خيالى ليكون على الشاشة، فقد أردت عمل فيلم من نوعية الأفلام التى كنت أتمنى أن أشاهدها عندما كنت صغيرا، تدور أحداثه على سطح كوكب بعيد حيث تكون كل محتوياته المرئية من وحى الخيال.

ومع توفر التكنولوجيا الملائمة أضاف «كاميرون» بعض التفاصيل إلى السيناريو ليبدأ فى تصويره، مثل بعض أشكال السيارات والغابات المضيئة.

والمثير أن «كاميرون» كان يفكر فى إلغاء الفيلم وعدم استكمال تصويره أكثر من مرة لعدم الوصول إلى النتيجة المرغوبة، وفى ذلك يقول : كنا نضطر فى بعض الأوقات لوقف التصوير ونجلس جميعا على مائدة مستديرة لنحاول إيجاد حل لتجنب الوصول إلى طريق مسدود، ولهذا كان علينا اختراع مصطلحات جديدة لأننا كنا نقوم بأشياء لم يكن لها تسمية، وكنا نصور المشاهد بشكل متقطع، فمثلا كنا نصور بعض الدقائق ثم نوقف التصوير لاختبار بعض الأشياء ثم نستأنف التصوير من جديد، وكانت التجربة مليئة بالاستكشاف.

إلا أن الأمور سارت على ما يرام، واستطاع «كاميرون» حل العديد من المشاكل التى واجهته، وتمت الاستعانة بتقنيين محترفين لتصميم مجموعة من البرامج خصيصا لتصوير الفيلم، الذى احتاج جهدا شاقا استلزم العمل لمدة ١٦ ساعة متواصلة يوميا دون راحة أو عطلات كما يؤكد مخرجه.

كان التحدى الحقيقى لـ«كاميرون» هو اختياره للممثلين الذين يجسدون أبطال الفيلم، وعلى رأسهم «سيجورنى ويفر» التى قدمت شخصية «جريس»، وسبق أن عملت معه من قبل فى فيلم «ALIENS»، والممثل الاسترالى «سام ورثنجتون» الذى كانت لكنته تحديا كبيرا فى تقديمه لشخصية «جاك» الآدمى الذى يزرع ضمن سكان الكوكب لتسهيل مهمة فريقه فى الاستيلاء على الكوكب، لكنه يقع فى غرام إحدى مواطناته ، إلا أن اقتناع «كاميرون» بـ«ورثنجتون» وصوته المميز كان وراء إسناد الدور له وإقناع الشركة المنتجة بالتوقيع معه رغم أنه ليس معروفا على مستوى هوليوود.

استخدم «كاميرون» أحدث أساليب تسجيل الحركة وتقنيات المؤثرات الخاصة لتقديم الفيلم، ما جعل النقاد وخبراء السينما يتوقعون أن يكون الفيلم نقلة نوعية فى صناعة الأفلام ثلاثية الأبعاد، ومن أبرز هذه التقنيات «التسجيل الحركى» وهو أسلوب يستخدم لتسجيل حركات وتعبيرات الوجه والملامح للممثلين، ثم نقلها على الكمبيوتر وتحويلها إلى رسوم متحركة لإضافة واقعية للشخصيات التى يتم صنعها بالكمبيوتر، فمثلا كان «سام ورثنجتون» و«سيجورنى ويفر» يرتديان ملابس خاصة ترصد وتسجل الحركة أثناء تقديمهما مشاهد تخفيهما فى زى «أفاتار»، بينما تعرض الكاميرا صورتهما فى هيئة «أفاتار» مستعينة بالرسومات الموجودة على الكمبيوتر.

وفى ذلك يقول «كاميرون» : أعتقد أن هذا هو التطور الطبيعى لاستخدام الرسوم المتحركة فى التصوير السينمائى والتسجيل الحركى، كما أننا نستطيع عمل المزيد اليوم مع التحديث المستمر فى التكنولوجيا بل أكثر مما كنا قادرين على فعله عندما بدأنا فى عمل هذا الفيلم، فتقنية البعد الثالث تعتبر ثورة جديدة فى عالم السينما وفيلم «أفاتار» سيكون له دور فى هذه الثورة وأعتقد أنه يتميز بمشاهد الحركة والرسوم المتحركة المستخدمة فيه، وهذا ما يتحدث عنه الخبراء فى هوليوود الآن.

المصري اليوم في

02/01/2010

 

تحفة جيمس كاميرون الجديدة.. خيال بلا حدود

كتب محمود التركى

Avatar أحد الأفلام الـ 3d التى تعرض حالياً بدور السينما الأمريكية والعالمية ومنها مصر، ويعد الفيلم بمثابة عودة جديدة للمخرج جيمس كاميرون بعد غياب طويل عن السينما منذ عرض فيلمه "تايتانيك" الذى حقق نجاحا كبيرا، ليأتى فيلمه الجديد "أفاتار" كواحد من أهم الأفلام التى تعرض حاليا.

ونجح الفيلم فى جذب انتباه المشاهد المصرى نظرا للتقنيات المتطورة والمبهرة فى العمل والتى كانت سببا رئيسيا فى تعطيل تصوير الفيلم لأكثر من 15 عاما، حيث كان ينتظر مخرجه جيمس كاميرون حدوث تطور فى صناعة السينما لكى يقوم بإخراجه، وهو ما نجح فيه بعد 15 عاما، واستطاع لفت نظر الجمهور فى العالم، وفى مصر شهدت قاعات السينما إقبالا كبيرا، وكانت العديد من القاعات كاملة العدد نظرا لرد الفعل الذى حققه الفيلم فى كل أنحاء العالم.

وتدور أحداث العمل فى عام 2154، حيث يقوم مجموعة من العلماء والمحاربين برحلة خارج كوكب الأرض إلى كوكب آخر "باندورا"، بعدما تعرضت الأرض لأزمة نقص موارد هائلة فى الطاقة ويحاول طاقم الرحلة استخراج المعدن من "باندورا" والذى يتوفر فيه بشدة، ويتقابل سكان كوكب الأرض مع سكان باندورا، الذين يتميزون بطول القامة التى تصل إلى أكث من 3 أمتار ولهم أذان طويلة وذيول، وعلى العكس من الأفلام التى تحدثت كثيرا عن غزو سكان كوكب خارجى للأرض، نجد أن الفيلم يظهر البشر على أنهم غزاة يهدفون إلى الاستيلاء على خيرات كوكب آخر، ويهاجمون أهلها المسالمون، ونظراً لأن البشر لا يناسبهم الهواء فى الكوكب الجديد يستخدمون كائنات شبيهة بقاطنى هذا الكوكب تدعى "أفاتار"، لتؤدى وظائف الغزاة بدلاً منهم.

والفيلم يقوم ببطولته سام وريثنجتون وزو سالدانا وسيجورنى ويفر وستيفن لانج، حيث يسافر سام أحد المارينز الأمريكان إلى الكوكب البعيد بعد أن تجرى له عملية ليصبح بديلا لشقيقه العالم، حيث كان سام يعانى من شلل نصفى، وبعد أن يتم شفاؤه يقود فريق الغزاة من الجنس البشرى وتحديدا من الأمريكان، ويتعرض لهجوم من أحد الوحوش فى غابة بـ"باندورا" لكن تنقذه سيدة تجسد دورها زو سالدانا، وتنشأ بينهما قصة حب، لنرى وسط كل تلك المؤثرات الصوتية والبصرية قصة حب رومانسية بين الاثنين تغير من تفكيره حول الرحلة التى يقومون بها، وتجعله يعدل عن فكرته، ويندم عليها، وهو ما جعل الكثيرين يؤكدون أن المخرج عدل فى الرواية الأصلية لتكون لها صلة بالواقع خصوصا فيما يتعلق بالمعاناة التى وجدها الجيش الأمريكى فى فيتنام وأفغانستان، فى إشارة ضمنية إلى أن ما فعلته أمريكا من غزوها لتلك البلاد كان خطئاً بكل المقاييس.

وأثبت جيمس كاميرون بفيلمه الجديد، أنه واحد من المخرجين الذين يتمنى العمل معهم أى منتج، حيث حقق بفيلمه السابق "تايتانيك" رقما قياسيا فى الإيرادات بتاريخ السينما العالمية، وصلت إلى مليار و845 مليون دولار، واستطاع حتى الآن بفيلمه "أفاتار" تحقيق 269 مليون دولار ويحقق يوميا ـ حوالى 18 مليون دولار ـ من إيرادات شباك التذاكر، وبلغت تكلفة إنتاجه 237 مليون دولار، ويحتل المركز الرابع فى قائمة أكثر الأفلام ميزانية فى تاريخ السينما.

اليوم السابع المصرية في

03/01/2010

 

فيلم ''آفاتار''...

جيمس كاميرون يعيد الروح للورنس العرب  

أشياء كثيرة شدت انتباهي لفيلم ''آفاتار''. أولها مخرج الفيلم الكندي جيمس كاميرون الذي أعطى السينما روائع كثيرة منها ''تيرميناتور'' و''تيتانيك''. وثانيها فكرة الفيلم التي تقوم على فلسفة تتمحور حول نظرة الإنسان الأبيض، للشعوب التي يعتقد أنها غير متحضرة. بينما يكمن السبب الثالث في كثـرة النقد الإيجابي الذي قرأته عن الفيلم وما قيل عنه، فتكونت لدي فكرة مفادها أنه فيلم يعارض الروح العسكرية الأمريكية التي انتشرت في الولايات المتحدة الأمريكية عقب انتصار تيار المحافظين الجدد والرئيس جورج بوش الابن.

هذا السيل الكبير من النقد دفعني إلى مشاهدة الفيلم، فشاهدت قصة مستقبلية تدور أحداثها العام 2154،  حيث يقرر البشر غزو الكواكب المحيطة بالأرض بحثاً عن مجال حيوي جديد، يدعى ''بانادورا''، يحتوي على مقوماتِ حياة شبيهة بتلك الموجودة على الأرض، باستثناء صعوبة التنفس فيه، فيلجأون لاستنساخ كائن جديد يدعى ''آفاتار''، هو مزيج من الإنسان ومن السكان الأصليين، لتحقيق السيطرة بواسطته على سكان ''بانادورا''. ويتم التحكم في هذا الكائن الجديد ذهنياً، أثناء إرساله إلى أدغال ''بانادورا''.

وترتكز قصة الفيلم على جندي مشلول يتنقل على كرسي متحرك يدعى جاك سولي، يرسل للتعرف على مقومات كوكب ''بانادورا''، والعودة بتقارير عسكرية تستخدم في التحكم في الكوكب واحتلاله، وتهجير ذلك الشعب من أرضه طمعاً في خيراته وثرواته. لكن الجندي سولي سرعان ما يكتشف طيبة وبراءة أهل ''بانادورا''، فيقع في عشق وغرام واحدة من بناته، وتدعى نيتري، فيتضامن مع هذه المخلوقات البريئة في حربها ضد أطماع الآدميين. وقد انتصر عنصر الخير الكامن فيه، وتراجع الجانب الشرير الذي كان يسكنه، وهو جندي مرتزق خاضع لهيمنة وأيديولوجية المؤسسة العسكرية.

وبالموازاة مع ذلك يقدم الفيلم لحظة إشادة وارتقاء لثقافة سكان ''بانادورا''، ويسهل عملية تعاطف المشاهد معهم. وتجسد ذلك في مشاهد كثيرة، منها مشهد تأثر المحاربة ''نيتري'' بعد إقدامها على قتل الحيوان، رغم أنها فعلت ذلك للدفاع عن النفس، وتخليص الجندي سولي من الموت الوشيك.

وبعد وقوع لحظة التحول، وانفلات الجندي سولي من قبضة المؤسسة العسكرية التي أرسلته إلى ''بانادورا''، تحدث مواجهة عسكرية بين الطرفين، تتخللها حرب إبادة يشرع فيها قائد قوات المؤسسة العسكرية ضد سكان ''بانادورا''. ويقف سولي، إلى جانب سكان الكوكب، في معركة استعمل فيها كاميرون تقنيات سينمائية رقمية عالية على صعيد التقنية، والتي تقوم على تقنيات الإبهار ذات الجودة العالية. وكشف عن قدرة فلسفية في دحض الروح العسكرية العاجزة عن تفهم الشعوب الأخرى.

ويكسر فيلم ''آفاتار'' الخطاب الكولونيالي الغربي، عبر فضح ثقافة غزو الآخر المختلف وإخضاعه للسيطرة، وتحقيق ذلك بواسطة العلم والقوة العسكرية والعنف.

لكن هذه الروح النقدية تجاه المؤسسة العسكرية الأمريكية، لا يتوقف عندها جيمس كاميرون، وليست هي ماهية عمله، فقد ظل حبيس نظرة غربية متعالية، عندما مكن بطله من ترويض أكبر طائر في ''بانادورا''، وأعطاه القدرة على التحول إلى قائد لها، ليقود الحرب ضد الغزاة بعد استدعاء باقي القبائل، فوضع خطة لكسر الهجمة العسكرية التي شنتها المؤسسة العسكرية. وفي النهاية، يظهر بطل الفيلم كأنه يشبه لورنس العرب، بفضل قدرته على غرس روح التحرر لدى سكان ''بانادورا''.

الخبر الجزائرية في

03/01/2010

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)