الجارديان:
"أفاتار" كشف الانقسام الثقافى فى مصر
كتبت ريم عبد الحميد
قال جوزيف مايتون مراسل صحيفة الجارديان بالقاهرة، إن فيلم أفاتار
Avatar الذى ينتمى إلى أفلام الخيال العلمى، استخوذ على عقول المصريين
والعرب، لدرجة أن عدم حصول هذا الفيلم على أى من جوائز الأوسكار القيمة
مقابل حصول فيلم خزانة الألم أو
The hurt locker
على جائزتى أحسن فيلم وأحسن إخراج، أثار الغضب، خاصة وأن أفاتار ربما يشبه
الأفلام التى تتحدث عن نضال الشعوب فى حين أن الفيلم الآخر يمجد الحرب على
العراق.
واعتبر مايتون أن المعركة بين أفاتار وخزانة الألم كشفت عن انقسام
كبير فى الثقافة المصرية والعربية، حيث غالباً ما يتم تجنب الأفلام التى
ترصد الواقع الوحشى لصالح حكايات الخيال الأخرى مثل أفاتار الذى حقق أكثر
من 8 ملايين جنيه مصرى حتى منتصف فبراير الماضى، ولا يزال يحتل المركز
الرابع فى شباك التذاكر.
فالمصريون عادة يكرهون الأفلام التى تتحدث عن الأوضاع السياسية فى
المنطقة ما لم تكن معادية بشكل مباشر للأمريكيين.. فيلم "Body
of Lies" أو جسد الأكاذيب هو نموذج النجاح فى كسب الدعم المصرى والعربى.
وقال المراسل، إن هذا الفيلم الذى أخرجه ريدى سكوت ضعيف، ويتعامل مع
الحقائق القاسية فى المنطقة بسطحية، ولكن كثيرا من المصريين يعتقدون أنه
يتحدث عن أخطاء الحكومة الأمريكية فى الحرب على الإرهاب.
وبالتالى، لم يكن هناك الكثير مما يعجب المصريين فى فيلم خزانة الألم.
فمن وجهة نظرهم، كما يقول مراسل الجارديان، هو فيلم مؤيد للحرب الأمريكية
لم يقدم شيئاً سوى عظمة الجندى الأمريكى. وينقل المراسل عن ناشطة نسائية
تدعى إيمان هاشم قولها إن فيلم خزانة الألم هو قصة تمجد الحرب و"نضال"
الولايات المتحدة فى المنطقة ضد "الغضب العربى".
وعلى موقع تويتر للتواصل الاجتماعى، رأى العشرات من أنصار فيلم أفاتار
إن فيلم خزانة الألم حصل على جوائز فى الأوسكار، لأنه يدور حول العراق،
وصور العرب على أنهم إرهابيون، واعتبر الكاتب أن المشهد الذى أثار غضب
المصريين فى بداية الفيلم الذى يظهر فيه رجل عراقى يستخدم هاتفه النقال
لتفجير عبوة ناسفة جزءاً من الحقيقة التى تحدث على أرض الواقع.
لكن يبدو أن أعداء فيلم خزانة الألم لا يدركون أن هذا الفيلم ليس عن
العراق، ولكنه فيلم يكشف الجانب المأسوى فى حياة الجنود.
ويكمل مايتون دفاعه عن الفيلم قائلاً: إنه لا يمجد الحرب ولكنه فيلم
عن الجنود، وإدمان العصبية التى يمكن أن تنتج عن الحرب. وهو بالأساس فيلم
مناهض للسياسة يتحدث عن المصاعب التى تجلبها الحرب للفرد والعائلة داخل
مسرح الحرب وخارجه. وينقل الكاتب عن المخرج محسن جمعة قوله إن المصريين لا
يحبون مشاهدة الحقيقة على الشاشة الكبيرة، وهذا هو السبب وراء عدم شعبية
أفلام مثل سريانا وخزانة الألم، تأييدهم لفيلم أفاتار أيضا يؤكد ذلك، فهم
يهربون من الحقيقة إلى عالم خيالى جديد يخاطب مباشرة كفاحهم.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به
اليوم السابع المصرية في
11/03/2010
تقنيات أفاتار تحرم ممثليه من الجوائز
أبوظبي – الخليج
لدى جيمس كاميرون مخرج فيلم أفاتار الكثير من الأسباب التي تجعله يشعر
بالسعادة وهو ينتظر إعلان ترشيحات الأوسكار للعام الحالي، وأقلها فوزه
بجائزة أفضل فيلم وأفضل مخرج ولكنه شعر بالفزع بأن أحدا من ممثليه من بينهم
زو سالدانا وسام ورثنجتون وسيجورني ويفر لم يظهروا في قوائم المرشحين للفوز
بلقب أفضل ممثل وممثلة.
وبالمقابل إذا سألنا النقاد السينمائيين عن أفضل فيلم لهذا العام فإن
إجابتهم الفورية تكون، وبالإجماع، أن فيلم كاثرين بيجيلو خزانة الألم هو
المرشح للفوز. وأما إذا سألنا عامة الناس الذين شاهدوا الفيلم فهم بلا شك
سيقولون أن أفاتار هو الأفضل من ناحية الاستفادة من التقنيات الرفيعة، وهو
أصبح أكثر حصاداً من حيث الأرباح التي حصل عليها.
وعلى خلاف الأغلبية العظمى للأفلام المرشحة للقب أفضل أفلام سينمائية
فإن ممثلي أفاتار لم يحصلوا على أية جوائز كبيرة خلال مهرجان النقاد أو حتى
جائزة نقابة الممثلين السينمائيين. ويعكس ذلك التناقض الذي يقع فيه مجتمع
السينما، خاصة ما يتعلق باستبعاد ممثلي أفاتار والتركيز على نحو خاص على
الاستخدام الثوري في عملية تحريك الشخوص وهي تقنية حديثة جدا جمعت ما بين
الشخوص البشرية من الممثلين مع شخوص خيالية متحركة طورها الكمبيوتر للحصول
على مخلوقات طولها يربو على عشرة أقدام، وهؤلاء كانوا في وسط وبؤرة الحركة
في الفيلم.
ويثير ذلك أسئلة رئيسية منها “هل هذا تمثيل أو هو أفلام كرتونية؟
وهل يقترح ذلك أن تلغى الشخوص السينمائية البشرية مستقبلا وتتم
الاستعاضة عنهم بشخوص من صنع الكمبيوتر؟ وأثار ذلك الطرح ردوداً حادة من
شخصيات مهمة في مدينة صناعة السينما الأمريكية ومن أفضل الممثلين المرشحين
للفوز بجوائز الأوسكار ومنهم جيف بريدج وجيرمي رينر كما أدلى كل من المخرج
كاميرون وستيفن سبيلبيرج بدلوهما.
وقال بريدج لصحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية، في اليوم الذي أعلنت
فيه الترشيحات: أعتقد أن باستطاعتهم فعل ذلك الآن إذا ما توفرت لديهم
الإرادة.
وسيكون الممثلون البشريون من الماضي، فإذا رغبت في سمات شبيهة بكلوني،
بنسبة 60%، وأعطني 10% من بريدجيز وأضف بعض الملامح من تشارلز برونسون،
وستكتمل الصورة وسنحصل على كائن جديد لن يشبه أحداً، وبالطبع ستكون هذه
شخصية عظيمة.
أما رينر المرشح كأفضل ممثل لفيلم خزانة الألم فله منظور آخر بالنسبة
للشخوص الكمبيوترية، ويرى أن بعض الأفلام يكون فيها الممثل تجسيداً للأفلام
وفي بعض الأفلام الأخرى يكون فيها الفيلم مرآة عاكسة للمخرجين وأرى أن
أفاتار فيلم مذهل. وتجربة جميلة جداً ولكنه ليس فيلم ممثلين، فهو لم يسمح
بالفعل للمثل أن يحكي قصة الفيلم. وهنا نجد أن المخرج هو الذي يحكي القصة
وليس أحد سواه.
والواقع فهو تجربة رائعة فكاميرون يحشد ممثلي أفاتار بقوة ليخلق
توازناً بين نجاح الفيلم كتقنية والممثلين البشريين في الفيلم. وقال عدد من
أقطاب صناعة السينما، بينهم المخرج الشهير سيتفن سبيلبيرج، “ألم يكفهم تلك
الشخوص البشرية حتى يستخدموا شخوصاً اصطناعية يسعى كاميرون للفوز بها
بجائزة الأوسكار”؟.
وقال كاميرون: هناك منحنى تعليمي بالنسبة لمجموعات الممثلين، ومن غير
المتوقع أن تتسارع فكرة إدخال شخوص اصطناعية أو متحركة في الأفلام. وكل ما
عملناه كان إثارة الوعي. وليس عليهم أن يخشوا من ذلك فقط، بل عليهم أن
يشحنوا بالإثارة والحماس، والآن تتوافر سلسلة من الإمكانات بعد قرن من بدء
صناعة السينما، والتمثيل بطريقة تقليدية”.
ووصف كاميرون ذلك بأنه أشبه بعملية تحريك الممثل. أن ما يهمني ليس
القيام بصناعة أفلام متحركة، ما أقوم به مخاطبة الممثلين. سبيلبيرج يميل
إلى التفكير بذلك باعتبار مثل تلك الأفلام صنيعة الأجهزة الرقمية وليس
أفلاماً كرتونية معززة بشخوص بشرية وقال انه سيستخدم تقنيات أفاتار في
أفلامه الجديدة: مغامرات تيتان، وسر اليونيكورن.
ويرى كل من سبيلبيرج وكاميرون أن صناعة فيلم بالباس الشخوص الاصطناعية
الصوت والقشرة البشرية أو الشبيهة بالبشرية هو أقرب إلى الأداء المسرحي.
وحسب سبيلبيرج فإن عملية تسجيل الحركات وترجمة ذلك بحركة يتم إسقاطها على
نموذج بالحركة والصوت يعيد المخرج إلى نوع من الحميمية التي لا يعرفها سوى
الممثلين والمخرجين أثناء العمل المباشر على خشبة المسرح”.
وتتم عملية التصوير على مسرح تسجيلي للحركة والصوت من خلال ما يطلق
عليه ذا فوليوم وهنا يرتدي الممثلون ملابس لاصقة بأجسامهم ورسم عليها
علامات عاكسة، ففي كل حركة يؤديها الممثل تقوم مجموعة ضخمة من الكاميرات
برصدها ويتجاوز عدد تلك الكاميرات المائة. وهناك أيضا آلة تصوير رئيسية على
منصة لرصد وجه وعيني الممثل.
ويوضح جون لاندو منتج فيلم أفاتار أنه: تنشط الكاميرا الافتراضية
دائما، وليست تلك الأيام التي نحتاج فيها إلى نصب الكاميرات والإضاءة
ولمسات الماكياج وقياس الألبسة، فالمشاهد لا تحتاج إلى تصوير متكرر من
زوايا مختلفة للكاميرا. وبدلا من ذلك يتم تزويد بيانات الكاميرا للكمبيوتر
الذي يسجل نسخا بثلاثة أبعاد لحركة كل ممثل ويمكن للمخرج أن يضيف حركات
كاميرته من منظور رقمي.
ويعتقد اندي سيركيس وهو ممثل مسرحي بريطاني مخضرم لعب دور جولوم في
فيلم بيتر جاكسون ملك الخواتم بالحركة والصوت، هناك نقاء في هذه التقنية،
ولن تستطيع الاعتماد على أي شيء آخر سوى مهاراتك الشخصية كممثل. وتمنح
التقنية الرقمية الممثل تصوير المشهد في لقطة من دون أن يخشى من موقع آلة
التصوير.
وبالنسبة لفيلم أفاتار هناك شكوى من أن كاميرون بالغ في التركيز على
البعد الأحادي لشخوصه وهو ما سيعيق ممثليه من الحصول على جوائز، ولكن آخرين
يعتقدون أن نجمة أفاتار زوي، على نحو خاص، تؤدي كل لحظة على الشاشة وهي
ملتزمة بتسجيل الحركة والصوت، وأنها أغمضت حقها بعدم ترشيحها.
بعض مشاهدي أفاتار وخزانة الألم الفيلمين الرئيسين المتنافسين على
جائزة أفضل فيلم، يقول أن الأول عمل جيد، لكن الثاني ينبغي أن يحصد أفضل
الجوائز لأنه في اعتقادهم فيلم يمثل الواقعية على الأرض بينما أفاتار لا
يمت للواقع بأي صلة، ويمكن اعتبار أنه فيلم خيال علمي.
وقالت زوجة رقيب عامل مع القوات الأمريكية في العراق أن خزانة الألم
يمثل الواقع وما يحدث في العراق أمر لا يصدق. ورأى آخرون أن ما يقوم به
الجنود في الفيلم مناف للواقع وعار على الجيش الأمريكي ولا يستحق حتى جائزة
واحدة.
الشروق المصرية في
06/03/2010
ليل ونهار
أفاتار !!
بقلم: محمد صلاح الدين
فكر مخرج هذا الفيلم "جيمس كاميرون" في تصويره عام 1994 بعد انتهائه
مباشرة من تحفته السابقة "تايتانيك".. لكنه تراجع لأن التكنولوجيا
المستخدمة وقتها لم تقنعه بتقديم رؤيته للفيلم.. فانتظر "16" عاما حتي حقق
ما يريده.. هكذا يصنعون السينما عندهم.. وهكذا "يقلبونها" عندنا!!
وفيلم "أفاتار" تحفة من الخيال العلمي والمغامرات المثيرة.. يحتوي علي
مؤثرات مرئية وصوتية رائعة جديرة بترشيحه للأوسكار ولكل جوائز الدنيا..
ويعتبر بداية قوية لمستقبل الابهار في صناعة الأفلام في الألفية الجديدة..
كما انه يتم عرضه بطريقة "الثري دي" أو ما يعرف بتأثيرات العرض بالأبعاد
الثلاثية.. التي قد تنجح في القضاء علي قرصنة الأفلام. ومحاولة ذكية لعودة
الجمهور الي دور العرض... حيث المتعة الحقيقية في المشاهدة. علي العكس
تماما من الرؤية المحدودة علي الشاشات البلاسيكية الصغيرة.. وهي حلول عملية
لصناع ينشغلون بالحفاظ علي تجارتهم من البوار.. وكفاية علينا احنا الفرجة!!
أما أكثر ما لفت نظري ــ كشرقي ــ في الفيلم هو موضوعه.. الذي ربما
لأول مرة يناقش فكرة الحفاظ علي السكان الأصليين للأوطان وعلي مقدساتهم
خاصة ضد غزو الآلات العسكرية البربرية التي أبتلينا بها في القرن العشرين
ومازالت تلقي بظلالها علي القرن الجديد كحل دموي فاشي للحصول علي ثروات
الآخرين. أو حتي تغيير أنظمتهم بقوة الدمار الشامل.. وهي أفكار جديدة تماما
علي "هوليوود" العنصرية.. التي طالما كانت تنادي بعكس هذا.. حيث تعتبر أن
كل ما هو غير أمريكي وأوروبي مباح للاستعمار.. وكذا اعتبار الضعفاء لقمة
سائغة للأقوياء ويستحقون السبي.. دون النظر لتاريخم المشرف أو حضاراتهم
التي ساهمت في تغيير وجه الانسانية الي الأفضل!!
اننا نري الجندي الأمريكي المقعد جاك "سام ورتيجتون" يتم تجهيزه
وارساله إلي قمر بعيد في الفضاء يسمي "باندورا" والذي تعيش فيه كائنات
مسالمة زرقاء اللون طويلة القامة.. كانت تعيش بأمن واستقرار قبل وصول البشر
بآلاتهم العسكرية المدمرة للتنقيب عن معدن ثمين جدا علي هذا الكوكب "وهو
شبيه بالبترول في منطقتنا العربية"! ويدخل الجندي مشروع اعداده في معامل
تقوم بصنع كائنات مشابهة لكائنات الكوكب الذاهب اليه "مأخوذة عن طريقة
اعداد الجواسيس" وهذا النسخ هو ما يسمي "أفاتار" والذي جاء منه اسم
الفيلم.. وينطلق الجندي إلي سطح الباندورا.. وهناك يتعرف علي الفتاة
المحاربة نايتيري "زوي سالدانا" والتي تقوم بمساعدته ظنا منها انه مرسل
ليساعد أبناء جنسها.. وتأخده إلي مكان عيش قبيلتها وهو عبارة عن شجرة ضخمة
تضمهم تحت ظلالها الوارفة "وهي المعادل الموضوعي لفكرة الوطن الأم"..
ويتعلم عاداتهم وطريقة حياتهم وحتي لغتهم الخاص.. ولكن الآلة العسكرية
وراءه تستعجله في العمل علي طرد هؤلاء السكان من هذا المكان أو تدميره
والاستيلاء عليه.. وامام وداعة هؤلاء القوم وشراسة قومه العنصريين. لا يجد
بدا سوي الوقوف معهم ضد قومه.. لتبدأ حربا شعواء طاغية لا تبقي ولا تذر!!
ينجح المخرج ببراعة موهوب يحمل هما انسانيا في ابراز غطرسة وغرور
القائد العسكري "ستيفن لانج" الذي يقود الغزو فيظهره كواحد من أكابر
المجرمين لا العسكريين مثل الاسرائيليين وهم يتفنون في القتل والبطش وسفك
الدماء بلا أي وازع من ضمير.. أو حتي الأمريكان أنفسهم الذين اسرفوا في
الفحش والطغيان علي بلاد العراق وافغانستان احتلالا وتعذيب ليدافع الفيلم
متحضرة ومذهلة من السكان الأصليين للأوطان.. الذين ظلوا يقاومون لآخر نفس
حتي تحقق لهم النصر.. برغم بدائيتهم أمام أحدث أنواع تكنولوجيا الهدم
والخراب!!
أروع ما في هذا العمل أيضا تلك الرومانسية المتدفقة في وسط هذا الهم
للشاب والفتاة.. الطريف فيها انها رقيقة وبريئة.. وخلت من البهارات الحريفة
التي يتباهي بها بعض السينمائيين عندنا خاطب فيها الوجدان.. ولم يخاطب
الغلبان.. فاستحق أعلي الايرادات!!
Salaheldin-g@hotmail.com
الجمهورية المصرية في
04/03/2010 |