كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 

مرايا أسامة أنور عكاشة

أكرم القصاص

عن رحيل الكاتب

أسامة أنور عكاشة

   
 
 
 
 

ومازلنا مع أسامة أنور عكاشة الروائى الذى نقل الرواية إلى شاشة التلفزيون، ومعها أسئلته الكبرى عن الهوية المصرية، عن الفرعونية والقبطية والعروبة، وهل المصرى يحمل وجها واحدا أم أنه يختزن داخله طبقات التاريخ التى تشبه طبقات الأرض الجيولوجية التى تحمل عصورا متراكمة من الثقافة.

فى "أرابيسك" حاول أسامة أنور عكاشة بالإضافة إلى المتعة والتشويق، طرح أسئلة وأفكار ظل مشغولا بها، وتجاوز كونه مجرد مؤلف مسلسلات يبحث عن الشهرة إلى مفكر يطرح الأسئلة والأفكار التى تشغله وتشغل غيره، لم يقدم يقينا أو إجابات جاهزة، بل أسئلة.

فى ليالى الحلمية قدم أسامة أنور عكاشة رصدا أفقيا لمسيرة المصريين من الثلاثينات أو نهاياتها قبل الحرب العالمية الثانية إلى مشارف التسعينات، بكل ما جرى قدم شخصية الباشا بشكل جديد حاول أن ينصف فترة الأربعينات من الإهمال والتجاهل ووضعها فى سياقها، بالرغم من أنه كان مصنفا كناصرى فى ذاك الوقت، كما أنه عالج الخمسينات والستينات بدرجة من الموضوعية، وقدم بانوراما للصراع الاجتماعى والسياسى، وكيف قفز الانتهازيون على سطح السلطة فأفسدوا نيتها الحسنة، تعامل مع هبة السبعينات وكيف بدا اختلاط الحابل بالنابل وبذور الفساد التى ظهرت داخل منجزات الثورة من الستينات، وفى التنظيمات العمالية منتقلة إلى عالم الانفتاح العشوائى فى السبعينات والثمانينات، لقد قدم كيف انحرفت الأشياء عن بداياتها، وكيف تحولت بعض أحلام الثورة إلى كوابيس.

ظل أسامة مشغولا بالأسئلة وتجلى كل هذا فى مسلسل "أرابيسك"، وكيف كانت التساؤلات عن ماهية المصريين، وهل هم فراعنة فقط أم عرب فقط، أم أنهم خليط من الفرعونية والقبطية والعربية، وهل ظلت هذه الثقافات طبقات فوق بعضها أم أنها امتزجت وأنتجت خليطا واحدا.

كانت "أرابيسك" بداية حيرة أسامة أنور عكاشة وأسئلته الكبرى، وانتهى العمل وبقيت الأسئلة قائمة أن مصر يجب أن تكون انصهارا لكل تاريخها وإلا انهارت، كانت بدايات أسئلته عن إعادة بناء البلد، لقد كانت "أرابيسك" مثالا على أسئلة ماتزال مطروحة من أسامة أنور عكاشة وغيره، وماتزال غير قابلة للإجابة.

أسامة أنور عكاشة حاول طرح أسئلته فى مقالات أو حوارات، لكنها لم تكن بنفس قوة وزخم الدراما، لقد كان ناجحا فى الدراما فى أن يطرح أسئلته على لسان أبطاله ووجوههم.

"تغشنا المرايات " كانت جملة فى تتر مقدمة "أرابيسك"، من تأليف الشاعر الكبير سيد حجاب، أحد شركاء أسامة فى المسلسل الذى أخرجه المبدع جمال عبد الحميد، وبطولة الفنان الكبير صلاح السعدنى الذى قدم أحد أهم أدواره. كانت "أرابيسك" تعبيرا عن المرآة التى يرى فيها المصريون أنفسهم، ومدى تأثير تاريخهم الذى لا يمكنهم الهروب منه، ومازال أسامة مشغولا بها فى المصراوية، وطرحها أيضا فى زيزينيا. عن المصرى الذى يحمل نصفا أوربيا.

فى "أرابيسك" وغيرها لم يكن أسامة أنور عكاشة مجرد مؤلف لكنه طرح الأفكار والأسئلة التى ما تزال قائمة، وتظهر فى مشاحنات طائفية أو عرقية بسيطة لكنها موجودة، لقد كانت مرايا أسامة أنور عكاشة ذات أبعاد متعددة، مرايا تطرح أسئلة، نحاول الهرب منها لكنها تطاردنا.

اليوم السابع المصرية في

21/05/2010

 

أسامة أنور عكاشة.. التطور الطبيعى للرواية العربية

أكرم القصاص 

هذا الكاتب غير وجه الدراما التلفزيونية، ونقل الرواية من الورق إلى الشاشة، إنه الكاتب والصديق المبدع أسامة أنور عكاشة الذى يرقد الآن مريضا.. أحد ممن صنعوا البهجة واحتفظوا بالكثير من ذاكرة الأمة.. قدم فى ليالى الحلمية تاريخا اجتماعيا واقتصاديا لمصر أنصف فيه المصريين بكل تناقضاتهم وتاريخهم. لقد بدا أسامة طوال الوقت روائيا، وإذا كانت ثلاثية نجيب محفوظ تقدم تاريخ مصر من نهايات القرن التاسع عشر إلى مشارف الحرب العالمية الثانية من خلال أسرة متوسطة للسيد محمد عبد الجواد، فقد بدا أسامة أنور عكاشة سلسة التاريخ من خلال طبقات المجتمع المختلفة فى حى الحلمية التى جمعت الباشوات مع الطبقة الوسطى قدم حتى الثمانينات خمسة أجزاء تبدو وكأنها استكمال لثلاثية نجيب محفوظ.. ومن المفارقات أنه فى الوقت الذى كان نجيب محفوظ يرى أن الأشكال الأدبية مثل القصة والرواية تتغير بتأثير التلفزيون كان أسامة أنور عكاشة يبدأ مشواره العظيم نحو صياغة دراما إنسانية رائعة.

أسامة هو روائى الدراما التلفزيونية بامتياز قبله كان الأمر مجرد تسلية لكنه فى الحلمية قدم خليطا من المتعة والتسلية والصراع الإنسانى والمشاعر الجياشة. قدم انعكاسات الصراعات السياسية على المجتمع وكيف كانت كل خطوة فى السياسة تغير شيئا فى المجتمع وتغير نفوس البشر. لقد فعل أسامة كل هذا بذكاء وإمتاع تتسم به الدراما الإنسانية.

ومن خلال العديد من أعماله قدم أسامة أنور عكاشة الصراع الإنسانى بواقعية وبلا خطابة أو ادعاء، لهذا فقد بقيت أعماله خالدة تماما تبقى شاهدا على انتقالات وتحولات تاريخ مصر، لقد قدم تجارب أخرى كانت رائعة تماما فى الراية البيضا وقبلها الشهد والدموع أو أرابيسك، لكنه ظل مشغولا بالصراع البشرى، ولأسامة أنور عكاشة مسلسل لم يعرض كثيرا هو "عابر سبيل" قام ببطولته يحيى الفخرانى كان أحد أهم الأعمال التى مزجت الفلسفة بالأفكار بالصراعات البشرية. وإذا ذكرنا أسامة نذكر على الفور توأمه المخرج إسماعيل عبد الحافظ، بلدياته الذى ساهم بنصيب فى هذه المسيرة الإبداعية.
بدا أسامة حريصا فى بعض الأحيان على إصدار مجموعات قصصية فى كتب، فهو القادم من عالم الرواية المقروءة، قدم الكثير من المغامرات السينمائية والمسرحية، لكنه ظل الروائى الذى يحاول الإمساك بالتاريخ وأسئلته والمجتمع وألغازه، دون أن يتخلى عن الإمتاع والتشويق، وهى سمة الأدب الجيد.

عبر أسامة أنور عكاشة عن الكثير من الأفكار السياسية والاجتماعية بشكل يفوق الكثير من الأعمال الأدبية، وليس مصادفة أن يبدأ أسامة من حيث انتهى أو كاد نجيب محفوظ، صحيح أنه عاد إلى الوراء فى العشرينات وإلى الريف المتطلع إلى المدينة فى المصراوية، لكنه لم يتخل عن رغبته فى التقاط تحولات المجتمع المصرى.

ويمكن القول باطمئنان إن الدراما التلفزيونية اختلفت تماما بعد أسامة أنور عكاشة عنها قبلها، مثلما اتخذت الرواية مع نجيب محفوظ اتجاها آخر مصريا وعربيا، كلاهما كان مهموما بالأفكار الإنسانية والطبقة الوسطى والمجتمع والمشاعر الإنسانية والصراعات والطموحات. وظل عنوانا على الإبداع والصدق. أسامة أنور عكاشة ألف سلامة.

اليوم السابع المصرية في

20/05/2010

 

تحسن ملموس فى صحة أسامة أنور عكاشة

كتب أحمد سعيد 

صرح المخرج هشام عكاشة نجل الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، الذى يرقد حالياً بمستشفى وادى النيل، أن الطبيب المعالج لوالده أكد له أن صحة والده شهدت مؤخراً تحسناًَ ملموساً بعد تعرضه لأزمة صحية نتيجة تجمع مياه على الرئة، وأضاف هشام أنه يأمل فى استقرار حالة والده الصحية، وعودته إلى منزله وعمله من جديد.

يذكر أن الرئيس مبارك، قد أمر أمس بعلاج الكاتب الكبير على نفقة الدولة فور علمه بتدهور حالته الصحية، خصوصاً أنه واحد من أهم رموز الفن والأدب فى مصر، كما أمر الرئيس أيضاً بتوفير الرعاية الكاملة له.

ويعد الكاتب أسامة أنور عكاشة من أهم المؤلفين وكتاب السيناريو فى الدراما المصرية والعربية، وهو من مواليد 27 يوليو 1941 بمدينة طنطا محافظة الغربية، وتخرج من كلية الآداب عام 1962، وقدم العديد من الأعمال الدرامية الهامة، كما يعد أسامة أول كاتب يعمل بنظام الأجزاء فى المسلسلات، وذلك من خلال مسلسل "ليالى الحلمية" والتى قدم منها خمسة أجزاء، وبعدها بدأ كتاب السيناريوهات خوض هذه التجربة، كما اشتهر أسامة فى أعماله دائماً بوجود لمحة عن مدينة الإسكندرية، وذلك يعود لحبه الشديد لهذه المدينة، ومن هذه الأعمال "الراية البيضا" و"زيزينيا" و"عفاريت السيالة".

اليوم السابع المصرية في

19/05/2010

 

مبارك يأمر بعلاج أسامة أنور عكاشة على نفقة الدولة

أمر الرئيس حسنى مبارك بعلاج الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة على نفقة الدولة بعد الأزمة الصحية التى ألمت به.

وقد أصدر الرئيس مبارك تعليماته فور إبلاغه بالحالة الصحية للكاتب الكبير بضرورة توفير كافة أوجه الرعاية الطبية اللازمة له وعلاجه على نفقة الدولة.

ويرقد الكاتب الكبير اسامة أنور عكاشة في غرفة الرعاية المركزة في مستشفى وادي النيل بعد دخوله الليلة الماضية لإصابته بأزمة صحية جديدة.

واضطر الأطباء الى وضع اسامة انور عكاشة على جهاز التنفس الصناعي.

ورغم الحالة الصحية الحرجة التي يمر بها اسامة انور عكاشة إلا أن الدكتور عزالدين الصاوي الطبيب المعالج له يأمل في تحسن حالته خلال الساعات القادمة

الدستور المصرية في

19/05/2010

 
 

إلى سيد الدراما العربية.. سلامتك يا أستاذ الأساتذة

نقاوم معه المرض اللعين بصحبة سليم البدري وسليمان غانم ومفيد أبوالغار وحكمت هاشم

محمد هشام عبيه ونانسي حبيب  

الكتابة عن مبدع حقيقي أصلي وغير مزيف بحجم «أسامة أنور عكاشة» عمل مرهق وخطير؛ لأن ذلك يتم مع «عميد الدراما العربية» بحق، يمكنك بطبيعة الحال الاختلاف أو الاتفاق حول بعض أعماله أو حتي بعض آرائه التي يقولها علي لسان أبطاله أو عبر قلمه اللاسع في مقالات أشبه بكرات النار، لكنك بكل تأكيد لا يمكن أن تنطلق إلا من قناعة مفادها أن هذا الرجل هو الذي «أدّب الدراما» أي جعل المسلسل التليفزيوني به قبس وروح من الأدب المقروء، وهو الأمر الذي يجعلك تشاهد «ليالي الحلمية» و«زيزينيا» و«الراية البيضا» وغيرها من روائعه الدرامية مشدوها مستمتعا كأنك تقلب صفحات رواية مشوقة بيديك. «عكاشة» نقطة مفصلية في تاريخ الدراما العربية بكل تأكيد، ولابد أن التاريخ سيقف طويلا عند منجزاته، بما يمكن أن نسميه مرحلة ما قبل أسامة أنور عكاشة، ومرحلة ما بعده.

وهو يقاوم الآن المرض بشجاعة وشرف وبراءة أبطاله الذين عشنا معهم عمرا طويلا، لا نملك له سوي الدعاء بتمام الشفاء، وأن نتسلل إلي عالمه الدرامي والأدبي الثري بصحبة أبوالعلا البشري ومفيد أبوالغار وحكمت هاشم وحسن النعماني وسليم البدري وسليمان غانم وبشر عامر عبدالظاهر، وفتح الله الحسيني، وأشرف عفيفي لنهتف من القلب.. سلامتك يا أستاذ.

رحلات الشهد والدموع بحثا عن الضمير والحب والوطن بدون رفع «الراية البيضا».. أبدا

إذا كان كثيرون يعتبرون نجيب محفوظ «أيقونة» الأدب المصري وعاطف الطيب «فلتة» في الإخراج السينمائي ويوسف وهبي «عميد» المسرح العربي، فإن أسامة أنور عكاشة بالنسبة للدراما العربية هو العميد والفلتة والأيقونة. هو صاحب بصمة خاصة جعلت من يشاهد مسلسلاته يصرخ بكل ثقة «هذا المسلسل يحمل اسم أسامة أنور عكاشة». وإن كانت الأفلام أو المسلسلات يتم تسويقها بأسماء الممثلين المشاركين فيها فإن اسم هذا الرجل وحده علي أي مسلسل يكفي ويزيد.

يكره المط والتطويل ورغم هذا فإن لديه «نَفس» طويلاً جعله يصبح رائدا ومعلما وأستاذا في مسلسلات الأجزاء، ومن غيره يمكنه أن يكتب أيقونة من خمسة أجزاء مثل ليالي الحلمية؟ أو ملحمة من جزءين مثل الشهد والدموع في وقت لم يكن الجمهور المصري أو العربي يستوعب فكرة أن يكون للمسلسل أجزاء في بداية الثمانينيات؟ والغريب أنه يكتب كل هذه الأجزاء دون أن يفقد نكهته الخاصة، تلك اللمسة السحرية التي تجعل من يشاهد العمل يتعايش معه، يشعر بأبطاله فيدخل معهم صراعاتهم ويحزن لانكساراتهم قبل أن يقطف في النهاية ثمرة الانتصار.

في كل أعماله يأخذنا أسامة أنور عكاشة في رحلة مثيرة وممتعة من إبداعه الخاص والمميز، ولأن رحلاته يصعب حصرها ولأن أبطاله رحالة ومغامرون ولأنه عاشق للسفر محب للبحر فإننا سنتوقف هنا فقط عند أهم تلك «الموانئ»..

ليالي الحلمية.. سليم البدري وسليمان غانم

هنا الرحلة طويلة وممتدة عبر خمسة أجزاء كاملة نتابع فيها رحلتين متناقضتين لمعركة مستمرة بين ذلك الباشا عاشق النساء «سليم البدري» وذلك العمدة طالب الثأر «سليمان غانم». وبين هذا وذاك تقف نازك السلحدار لتساند سليم أحيانا وسليمان أحيانا أخري وتلعب لمصلحتها في كل الأوقات. ورغم أن البعض شعر بأن آخر جزءين لم يكونا علي نفس المستوي فإن الدراما اللاهثة لم تتوقف وسط صراع إنساني مبهر يجعلك تتعاطف في حلقة مع الباشا وفي الحلقة التالية مع العمدة.

رحلة أبوالعلا البشري

رجل من زمن مختلف، يقرر أن يقوم برحلة ويأخذنا معه. إنه أبوالعلا البشري الذي يأتي للقاهرة حاملا معه قيماً اختفت وضاعت وسط الزحام. لم يعد هناك شرف ولا أخلاق ولا مبادئ وإنما أصبحت الفلوس لها الكلمة العليا. يأتي السيد أبوالعلا لقريبته نعمات التي كان يعشقها صغيرا ويقف بجانبها في مشاكل أبنائها لكنه يجد نفسه فجأة مثل دون كيشوت يحارب طواحين الهواء.

ضمير أبله حكمت.. رحلة حكمت هاشم

حكمت هاشم.. ناظرة مدرسة نور المعارف الثانوية للبنات التي تربي الأجيال وتتمسك بالمبادئ لكنها تفاجأ بالجديد كل يوم. هل يمكنك أن تنساها؟ أو تنسي معاركها مع المدرسين ومع أخواتها ومع طالباتها ومع أولياء الأمور ومع جارها الذي يحبها في صمت ومع حبيبها القديم وحتي مع صديقة عمرها؟ وسط كل هذا تقف السيدة حكمت هاشم شامخة رافعة رأسها تكسب معاركها بشرف حتي لو اضطرها الأمر في النهاية للانسحاب ولكنها ظلت مرفوعة الرأس.

المصراوية.. رحلة العمدة فتح الله الحسيني

دراما جديدة ملحمية من خمسة أجزاء عن رحلة العمدة فتح الله الحسيني يرصد فيها أسامة أنور عكاشة عن مصر في العشرينيات وحتي الآن. هي رحلة مغايرة عن تأثير السلطة علي النفس البشرية، عن ذلك العمدة الذي يحكم بلدته بقبضة من حديد لكنه يتحول إلي طفل صغير عندما يقع في هوي المصراوية. هي الرحلة التي بدأها أسامة أنور عكاشة وننتظره ليكملها بإبداعه الخاص الذي طالما وقعنا في هواه.

أرابيسك.. رحلة حسن النعماني

حسن النعماني الشهير بحسن أرابيسك التائه في هذا العالم، يحب فتاة تصغره ويفقد ابنه ولا يجد نفسه في العمل الذي يعشقه فيهرب إلي الدخان والحشيش، إلي عالم المساطيل لعله يجد فيه السلوي لكنه يفقد معه احترامه لنفسه واحترام من يحبونه فيقرر أن يتوقف حتي تدب الحياة من جديد عندما يسمع نداء وطنه فلا يتردد في أن يلبي ومع محاولة إنقاذ الدكتور برهان العالم المصري، ليسافر حسن النعماني في رحلة يعثر في نهايتها علي نفسه.

الشهد والدموع.. رحلة زينب

هل يمكنك أن تنسي «زينب» تلك المرأة المنكسرة والقوية في الوقت ذاته التي تدافع عن حقوقها أمام جبروت حافظ وزوجته دولت؟ رغم أنهما أبناء لنفس الرجل فإن شوقي كان طيبا وديعا فيما كان حافظ جباراً طامعاً في زوجة أخيه، مات شوقي وترك زينب وحدها تحاول استرداد حقوقها وحقوق أبنائها، تواصل رحلتها رغم الصعاب ويواصل المشاهد متابعته لها متعاطفا معها بدموعه أحيانا وبدعواته أحيانا أخري.

امرأة من زمن الحب.. رحلة وفية

امرأة من الصعيد جالسة في صيدلية بالمنيا تجد نفسها فجأة في رحلة إلي القاهرة حيث أبناء أخيها، جيل غريب ومختلف يتراوح بين عبدة الشيطان والرجل الذي يري التدين في الزواج من طفلة ليربيها علي يديه! تقف وفية وسط كل هذا بشموخ وقوة لا تتخلي عن مبادئها ولا عن حنانها الذي يختفي خلف قناع من الحزم والوقار قبل أن تجد نفسها فجأة مضطرة للقيام برحلة جديدة إلي لبنان حيث الصراع مع الإسرائيليين لاستعادة ابنها وحفيدها. هي رحلة امرأة تتمسك بالمبادئ في زمن اختلت فيه الموازين.

الراية البيضا.. رحلة مفيد أبوالغار

هذه رحلة من طراز خاص بين السفير المثقف مفيد أبوالغار والمعلمة فضة المعداوي. صراع يتجدد مع كل حلقة يبدع فيها أسامة أنور عكاشة ومعركة بين القبح والجمال تتفاعل معها وتحارب بكل جوارحك لتجد نفسك في النهاية واقفا أمام فيلا مفيد أبوالغار ترفع يديك أمام الونش رافضا أن تركع أو ترفع الراية البيضا.

أنا وإنت وبابا في المشمش.. رحلة إنقاذ عبدالباقي

عبدالباقي.. الموظف الشريف الذي يربي ابنته علي الأخلاق والمبادئ لكنه يجد نفسه متهما بعد أن قرر الوقوف في طريق الفساد. وهنا تبدأ رحلة مغايرة، ليس رحلة شخص وإنما رحلة البحث عن براءة عبدالباقي يقوم بها كل من عشقوه وآمنوا بمبادئه. وداد ابنته ونجاتي خالها وغيرهم الكثيرون لكنهم يجدون الفساد يتسع ويكبر ليصل إلي أعلي المناصب والدرجات.. فهل تنجح الرحلة في النهاية رغم العقبات ويحصلون لعبدالباقي علي براءته؟ أنت هنا تضحك وتبكي في الوقت نفسه، تتفاعل مع الأبطال وتدخل معركتهم ويأخذك أسامة أنور عكاشة إلي عالم غريب وجديد ومبهر لتكتشف أن المبادئ والأخلاق صارت.. في المشمش.

زيزينيا.. رحلة بشر عامر عبد الظاهر

نصفه إيطالي ونصفه مصري، تائه في دنيا مليئة بالخواجات، عاشق للنساء، يبحث عن نفسه فلا يجد العنوان. يحب ويخون، يتاجر ويخسر، يتنقل بين المصريين والإيطاليين واليونانيين لكنه يعود في النهاية لشط إسكندرية الذي يمثل له العشق والمرسي. رحلة جديدة لأسامة أنور عكاشة في زمن مختلف راح وانتهي يبحث فيها ذلك المصري الإيطالي عن حقيقة بشر عامر عبد الظاهر.

في أحدث أعماله الروائية البديعة.. سوناتا لتشرين.. ذلك اللقاء المستحيل بين الربيع والخريف!

لأن «عكاشة» بالأساس كاتب قصة ورواية، فإنه يختلس بين الوقت والآخر بعضا من زمن ليخرج علينا برواية جديدة، فعلها لأول مرة بعد انقطاع طويل عام 2000 عندما أصدر روايته البديعة «منخفض الهند الموسمي» ثم تلاها بالرواية الثانية التي لا تقل زخما «وهج الصيف» عام 2001 ليتوقف مجددا عن «حبه الأول» كما يصفه هو بنفسه قبل أن يعود مرة أخري إلي «الأرض التي شهدت فجر موهبته» ليصدر روايته الأخيرة «سوناتا لتشرين» في ديسمبر عام 2008، واستقبلها القراء بحفاوة بالغة حتي صدرت طبعتها الثانية مؤخرا عن دار العين، ومع هذا تعرضت الرواية لعملية «تعتيم» إعلامي غريبة للغاية.

في «سوناتا لتشرين» لا يتخلي «أسامة أنور عكاشة» عن مفرداته الروائية المميزة، هناك تضفير واضح بين الأحداث والزمن وأحوال الطقس مثلما حدث في «منخفض الهند الموسمي» و«وهج الصيف» فقط في (سوناتا لتشرين) اختار «أسامة أنور عكاشة» أن يجمع بين الحبيبين «الشتاء» و«الإسكندرية»، وكان هذا اختيارا مثاليا ملائما تماما لطبيعة أحداث الرواية التي رغم سرعة إيقاعها وسخونة أحداثها بها أيضا تقلبات الإسكندرية في «تشرين» -شهري أكتوبر ونوفمبر- وفيها الأمطار تهطل وتنقطع فجأة كما يليق بجو تشريني تماما.

ولثالث مرة علي التوالي، بطل «أسامة أنور عكاشة» في روايته هذه صحفي أيضا، لكنه صحفي متقاعد أو بالأحري صحفي اعتزل المهنة؛ لأسباب جبرية مجهولة للقارئ وستظل كذلك له حتي منتصف الرواية تقريبا، وكأن المؤلف يمهّد للمفاجأة والتفاصيل القاسية التي ستتكشف تدريجيا وبأسلوب سردي جديد ومغاير، فالصحفية الشابة «ميريت فهمي» -لاحظ دقة وبساطة اختيار الاسم الذي يصلح لأن يكون لمسلمة أو مسيحية- التي تربّت علي قلم الكاتب الصحفي النشط الصاعد كالصاروخ «أشرف عفيفي» قبل استقالته الغامضة واختفائه المثير بعد يوم واحد فقط من توليه رئاسة تحرير صحيفة كبري، تأتيها الفرصة عندما تراه صدفة في أحد المؤتمرات في الإسكندرية، ثمة شيء ما يجمع بين الصحفي المخضرم والصحفية الشابة منذ أول لقاء، ليس حبا بالمعني المعروف وليست علاقة عابرة في ذات الوقت، للحظات سيستشعر «أشرف» أن «ميريت» جاءت له في الوقت المناسب تماما لتعيده مرة أخري إلي الحياة التي اعتزلها، لكن ذكري «تصفيته» عبر مغامرته الصحفية تلك التي يتكتم أسرارها لا تزال تلوث عليه كل الأشياء الجميلة، وها هو «عكاشة» يعبر عن ذلك بعبارات موجعة خارقة مبهرة في حشدها لكل هذه الانفعالات في داخل البطل: «ماذا يمكنك أن تحصلي من رقاع الغاب وبراري الصقيع؟ وأي مغنم يمكنك أن تجدي وسط أكوام الهشيم؟ لن تجدي غير أكوام من رماد الخصوبة الغابرة وكرات الشوك تتقاذفها هبات ريح الشمال المحملة بملوحة الأيام القديمة وذكريات أصياف منتحرة».

لكن مقاومة «أشرف» تنهار تدريجيا تحت ضغوط «ميريت» حتي وهو يدرك أن شغفها بمعرفة تفاصيل اختفائه المثيرة لا يقف عند حدود المحبة والإعجاب، وإنما يصل إلي الفوز بسبق صحفي ضخم، فيعقد معها الصفقة التالية: «خذي هذا المظروف ففيه شريطان صوتيان سجلتهما لنفسي! وحدي! كنت أنا وجدران بيتي فقط وحاولت أن أكون حرا.. فسردت كل شيء وتطرقت إلي مساحات شائكة لا أجرؤ علي الاقتراب منها، واعلمي أنه لم يكن في تصوري أن أدع شخصا أيا كان يسمع هذه الاعترافات.. اكتبي وانشري ولا تخشي أن أغير رأيي وأكذّبك، فمعك الدليل الدامغ.. الرواية كلها بصوتي علي الشرائط.. لي شرط وحيد إذا قبلت تركت لك الشرائط ومضيت لحال سبيلي.. بعد أن تسمعي الشرائط وتكتبي قصتك، لا تتصلي بي.. لا تهاتفيني.. ولا تسعي للقائي.. فلن أستطيع أن أواجهك بعدها».

كان الشرط قاسيا، لكن الإغراء لا يقاوم، احتضنت الصحفية الشابة المظروف المليء بالأسرار وعادت إلي القاهرة، وعبر كاسيت صغير انسابت التفاصيل المدهشة والمروعة لصعود وانهيار الصحفي المخضرم، الذي علي خلاف شخصيات «عكاشة» المعتادة دراميا لم يكن «ملائكيا خيّرا صرفا» وإنما بشري صاحب طموح تتنازعه رغبات الشهرة والتفوق وتغريه بالاستمرار في طريق يعلم أنه سيتلوث حتما إذا سار فيه، ولعل هذا هو سر التعاطف والشجن الذي سيشعر به القارئ عندما يري بطله وهو «يلتصق بخيوط العنكبوت» عندما يصطدم مع نفوذ رجل الأعمال الإخطبوطي «الجرواني» الذي يتمتع بشبكة علاقات مروعة مع «كبارات» في البلد، وعبر خدعة بارعة -ممتعة عبر السرد الروائي لكنها ستكون مبتسرة إذا تم تلخيصها في كلمات- يقع «أشرف» فريسة في شبكة الفساد التي يصنعها الزواج الاستثنائي بين السلطة التي يمثلها في (سوناتا لتشرين) «صاحب المعالي» والمال الذي يمثله «الجرواني»، وكلمة السر البسيطة في الخدعة كلها هي تلك التي خرجت من المحامي الداهية لرجل الأعمال الفاسد: «ربما كان تدبير الخلاص من صحفي بالقتل أمرا سهلا.. لكنه سيشعل كل حرف كتبه هذا الصحفي في حملته ويجعله تنينا متوهجا أمام الناس! والحل عندي أن نقتل مصداقيته! أن نحوله أمام قرائه إلي كاتب مبتزّ ومساوم حقير.. هنا سنقتل الرجل والفكرة معا!».. وقد كان!

لكن الصحفية الشابة تخرق الاتفاق، وتعود إلي الإسكندرية التي تغتسل ببعض من مطر تشرين، لتجد أستاذها وقد تحول إلي شخص آخر غير الذي تركته منذ بضعة أيام وقد ظهر له مزيد من تفاصيل خديعة العمر التي لم يسجلها علي شرائط الكاسيت، ومع هذا لا تتراجع أو تتزحزح للخلف: «وماذا كان بيدي أن أفعل وقد احتللتَ كل أرض يمكنها أن تؤويني، وفرضَتْ أفكارك وأحاديثك وتفاصيل هزيمتك حصارا حول وعيي واتصالي مع الآخرين، وبتُّ لا أسمع غير صوتك ولا أري إلا ما رويته لي»، لكن بطلنا الذي بات يعيش علي أطراف الحياة لم يعد يملك ترف الاختيار.. فتكون نهاية الحدوتة وسماء تشرين تنذر بأمطار وشيكة.

في «سوناتا لتشرين» -التي هي بمثابة ترنيمة وداع حزينة للإنسان حينما يغادر الحياة وهو فيها- لا يشير الكاتب الكبير «أسامة أنور عكاشة» نحو المذنبين بشكل مباشر ولا يقف إلي جوار الضحايا منحازا باعتبارهم مشاركين نسبيا فيما وصلوا إليه، كما لا يكتب لقارئ عادي، وإنما يضع المعطيات منتظرا من قارئه الخاص أن يُعمِل عقله ليفكر في مصائر البشر الذين يداهمهم مطر وعواصف الشتاء في تشرين فلا يأتيهم بعد ذلك الربيع كما هو طبيعي وإنما الخريف.. والخريف وحده فقط!

الدستور المصرية في

21/05/2010

 

 

أسامة أنور عكاشة

سعيد الشحات 

كنا بعد الجزء الثانى من مسلسل «ليالى الحلمية»، فى مطلع التسعينيات من القرن الماضى. احتشد الآلاف من أهل قريتنا «كوم الآطرون - طوخ - قليوبية»، لاستقبال المبدع الكبير الرائع أسامة أنور عكاشة، ومعه من نجوم المسلسل الفنان الجميل سيد عبد الكريم، والجميل أيضا الفنان سيد عزمى.

كان أسامة أكثر المتحمسين لتلبية دعوتى لحضور هذه الندوة، التى سيكون جمهورها حسب تعبيره من أصحاب الجلاليب التى يرتديها أهل القرية من الفلاحين والمتعلمين، ويتمنى أن يستمع لهم، وأذكر قوله لى بعد الندوة أنه سيقول للفنان الجميل صلاح السعدنى الذى قام بدور سليمان غانم فى المسلسل واعتذر عن الحضور للندوة: «فاتتك فرصة كبيرة يا عمدة».

بين أطياف وعى مختلفة تحدث أسامة، وعلى وقع زغاريد النساء دارت الندوة، وبينما تواصلت الأسئلة التى تحدث بها البعض، وكتبها البعض الآخر، صمم أسامة فى نهاية الندوة على أن يحتفظ بها، وهمس فى أذنى: «على فكرة مستوى النقد عالى، والفلاحين بيتكلموا بصدق»، قلت له بعفوية: «البركة فى اللى بتكتبه يا أستاذ أسامة».

لا أنسى وقائع هذه الندوة التى ذاب فيها أسامة مع أصحاب الجلاليب، وبعد كل هذه السنوات أتأمل مسيرة هذا المبدع العظيم الذى يمر حاليا بأزمة صحية يدعو له الجميع بأن يعبرها بسلام، وأتوقف عند ملاحظته بارتفاع مستوى حديث النقد من الناس، وردى عليه بأن البركة فى اللى بيكتبه، وأرى أنه مع كل عظمة أعماله الدرامية على شاشة التليفزيون، فإن هذه الأعمال استطاعت أن تساهم فى تثقيف المشاهد وتنويره فيما يتعلق بتاريخنا الوطنى، كما أنها جعلت المشاهد طرفاً حاضراً فى الدراما، بالدرجة التى يحزن فيها أو يفرح بمصائر أبطال مسلسلاته، فمن يرى فى مسلسل «ليالى الحلمية» قصة حب زهرة وعلى، وقصة حب ناجى وقمر لا يستطيع أن يفصل نفسه عنهما، ويبلغ فى التوحد معهم درجة أنه لو قابل أسامة سيسأله: «ليه ماسبتش ناجى يتجوز قمر»، و«ليه خليت زهرة تعمل كده مع قمر»، أعطى هذا التوحد مع أعمال عكاشة للمشاهدين تثقيفا جعل منهم طرفاً نقدياً فى الأعمال الفنية، وهذا ما فطن إليه عكاشة، وجعله يحمل معه من قريتنا قصاصات الورق التى شملت الأسئلة التى وجهها الجمهور له.

أحب الملايين من عشاق الدراما أسامة لأنه أحبهم أيضاً، فلم يرض يوما أن يزيف وعيهم، بل كان لهم مخزنا للوجدان الراقى، والآمال فى غد مشرق، ولأجل كل هذا يدعو الملايين له بالشفاء.

اليوم السابع المصرية في

25/05/2010

 
 

دراما مرئية

أديب الدراما التليفزيونية ماركة مسجلة علي التميز

بقلم :  د. حسن عطية

دائما ما يقترن اسمه باسم كاتبنا الكبير »نجيب محفوظ«، فكلاهم حقق في حقل ابداعه ما يمكن تسميته بعلامة فارقة  فيه، دون ان نبالغ أو أن نغفل حق المبدعين الآخرين في انجازا ما انجزه في حقل الدراما التليفزيونية، ليس تزامنا فقط مع ابداعه، بل ايضا في سبقهم لابداعه، غير أن اسم »اسامة أنور عكاشة« صار ماركة مسجلة للأعمال ذات القيمة الفكرية والفنية العالية في مجال الدراما التليفزيونية بصورة أساسية، مثلما نجح »نجيب محفوظ« في تحقيق هذه الماركة المسجلة في حقل ابداعه الروائي لاتضاهيها أية ماركة أو قيمة جمالية رفيعة أخري، ايضا دون مبالغة أو غبن حق الآخرين في ذات الحقل.

صحيح أن »عكاشة« بدأ ابداعه في حقل السرد الحكائي، ونقلت عن أعماله الأولي قصص للدراما التليفزيونية قبيل تحوله هو لهذا الحقل الجماهيري الواسع، بل وجاء إلتقاؤه بفن السيناريو بطريقة مشابهة لدخول »محفوظ« لذات المجال، حيث طلب المخرج »صلاج أبوسيف« في نهاية أربعينيات القرن الماضي من »نجيب محفوظ« أن يكتب له سيناريوهات لأفلامه الأولي (مغامرات عنتر وعبلة) و(المنتقم)، لما تميز به الأخير بكتابة الحكايات بوعي عميق وتحليل دقيق للعلاقات الاجتماعية، ويبدو ان ذات الأمر قد حدث مع »عكاشة«، حيث انجذب الأديبان وكاتبا السيناريو »سليمان فياض« و»كرم النجار« لمجموعته القصصية الأولي (خارج الدنيا) 7691 والتقطا قصتين منها، أعداهما في سهرتين تليفزيونيتين، أخرجت الأولي »علوية زكي«، والثانية »فخر الدين صلاح«، الذي كان له فضل جذبه كاتبا لعالم الكتابة الدرامية، حينما طالبه بعد ذلك بكتابة سباعية، موفرا له، مثلما فعل »أبوسيف« مع »محفوظ«، السيناريوهات المكتوبة ليتعرف علي طرق صياغتها، فكتب له سباعية (الإنسان والسراب) عام 6791، وبعدها لم يغب لحظة عن الشاشة البراقة.

السينما والمسرح

ومع ذلك لم ينس »عكاشة« لحظة عشقه للأدب القصصي، وظل متمسكا بصفته اديبا، وحريصا علي أن يمنح المكتبة أعماله السردية بانتظام، بداية من مجموعاته القصصية (خارج الدنيا) و(مقاطع من أغنية قديمة)، مرورا بسردياته التأملية: (همس البحر) و(تباريح خريفية)، وصولا الي رواياته (أحلام في برج بابل)، و(منخفض الهند الموسمي)، و(وهج الصيف) التي كتب لها كمسلسل السيناريو والحوار »عاطف بشاي« واخرجه ابنه »هشام عكاشة«، ورحل أثناء تصويره الممثل الكبير »محمود مرسي«، وكذلك (جنة مجنون)، و(سوناتا لتشرين).

كتب »عكاشة« ايضا للدراما السينمائية، وأن لم يقدم فيها سوي أربعة افلام فقط، انتجت خلال أربعة أعوام ايضا، فيما بين 9891 و2991، وهي (كتيبة الإعدام) و(ساعة الصفر) و(الهجامة) و(دماء علي الأسفلت)، وحتي الدراما المسرحية لم تغب عن عين كاتبنا المتميز، فقد بدأ منذ عقدين من الزمان الكتابة المسرحية، وقدم له المسرح الأعمال الأربعة المنشورة وهي: (الناس اللي في التالت) و(أولاد اللذين) و(ليلة 41) و(في عز الظهر)، فضلا عن مسرحيتين للقطاع الخاص هما: (القانون وسيادته) و(البحر بيضحك ليه)، ومع ذلك ظل »عكاشة« مصرا علي كونه اديبا روائيا، مانحا بعض مسلسلاته مصطلح (رواية تليفزيونية) متحدثا عن مشروعه باعتباره (أدب تليفزيوني)، ربما حرصا منه علي أن يظل شامخا في الحقل الذي برع فيه المقرون به »محفوظ«، حتي أنه حصل منذ ثلاثة أعوام عن مجمل أعماله التليفزيونية المتميزة علي جائزة (نجيب محفوظ) للتأليف الدرامي في أول تدشين لها بمهرجان الاعلام، ووقتها كتبت هنا انه من نافلة القول الحديث عن وشائج القربي بين سيد الرواية المقروءة علي صفحات الأوراق، وسيد الرواية المرئية المشاهدة عبر البث التليفزيوني، فكلاهما أنجز في حقله ما يعد تأسيسا حقيقيا لفن الرواية بفرعيها المقروء والمرئي، وكلاهما نجح في تقديم رواية الأجيال المتعاقبة، والتي تكشف عن هذه العلاقة المتفاعلة بين الفرد ومجتمعه، فلا احد يستطيع العيش خارج جغرافيته وزمنه ووطنه بكل ميراثه التاريخي وطموحه لتغيير واقعه، وكلاهما أيضا خلق شخصيات روائية/ ودرامية صارت تمثل افكارا واجيالا واتجاهات مثل السيد »أحمد عبدالجواد« والست »أمينة« و»سعيد مهران« و»سيد سيد الرحيمي« في أعمال الأول، والعمدة »سليمان غانم« والسيد »سليم البدري« و»بشر عامر عبدالظاهر« والعمدة »فتح الله الحسيني« في اعمال الثاني.

بدأ »عكاشة« عالمه الدرامي التليفزيوني، متأرجحا بين فني القص والمسرح، وغلبت علي أعماله الأولي مثل (طيور الصيف) المواقف محدودة الأمكنة، واللغة المسرحية البليغة، والجمل المباشرة، ثم سرعان ما بدأ يؤسس لدراما واعية بحرفية الكتابة، ومدركة لتقنيات الصياغة، ومرتقية باللغة المنطوقة، ومعيدة انتاج الواقع بأزمنته المختلفة: الماضية والحاضرة، في ابنية تعبر عنها وتتجاوز محدوديتها لتخاطب أزمنة اخري، ترسل لجمهورها رسائلها الآنية، في الوقت الذي تتسامي فيه لترسل رسائلا لجمهور ازمنة قادمة، خالقا بذلك فنا قابلا للعيش والتجدد، صحيح انه من الصعب حتي الآن، وان لم يكن مستحيلا، تجديد التعامل مع ابداعاته الدرامية التليفزيونية، بتجدد مخرجين لها، كما هو الحال مع دراماته المسرحية، وكما يمكن ان يكون الأمر مع قصصه ورواياته، والقابلة لوضع سيناريوهات عنها، وذلك لأن طبيعة الدراما التليفزيونية، مثل السينمائية، تظل لصيقة الصلة بالمسلسل أو السهرة أو الفيلم الذي أظهرها علي الشاشة.

فإذا كان الجزء الخامس مثلا من مسلسله الكبير (ليالي الحلمية) قد واجه تعنتا رقابيا وتحفظا اعلاميا، فهل يمكن اليوم اعادة اخراج متنه الأصلي في عمل جديد؟، بل هل يمكن اعادة اخراج (عابر سبيل) أو (عصفور النار) أو (علي أبواب المدينة) بمخرجين اخرين وتقنيات اكثر تطورا؟، مثلما تفعل هوليوود اليوم باعادة اخراج افلامها وأفلام غيرها القديمة بتقنيات اليوم المدهشة؟

سنة الحياة

صحيح أن ثمة تغيرا حدث في عقل »عكاشة« خلال مسيرته الابداعية، وانعكس بالضرورة علي رؤيته الفكرية وأبنيته الدرامية، لهذا لم تعرف دراماته، كما اشرت مرة من قبل، الياس ولم تعلن خراب العالم، ولم تستسلم لرياح السموم، بل هي تحركت لتجند كل عشاق الوطن للوقوف ضد بيع تراثه، ورفضت رفع (الراية البيضاء) امام جحافل الجهل، وغردت مع (كناريا) رغم كل المؤامرات المورطة له والمستمرة في استنفاده، مدركة ان (الشهد والدموع) هما معا أساس الحياة، فلا بهجة دون ألم، ولا بكاء دون أمل في التغيير.

هذا التغير الحادث في ابداع »عكاشة« هو سنة الحياة عنده، حيث يدرك انه لاينزل النهر مرتين، (ومازال النيل يجري)، غير ان هذا التغير لا يتم عنده إلا بالبحث الدقيق عن جوهر هذا المجتمع، لذا راح يفتش عن معدنه الأصيل، فوجده مرة في فن ابن قاهرة المعز العربي »حسن« (اربيسك) المتمسك بفنه الرفيع، والرافض لصياغة مجتمع من خليط فاسد من القيم المكتسبة، فالنتيجة حتما ستكون (بظرميط)، إلا ان مصرنا ليست هي القاهرة الفاطمية، فالوطن شاسع الأرجاء، يمتد من عمق افريقيا، عبر السودان، ليصل الي شواطيء المتوسط غربي الهوي، فتهمل دراما »عكاشة« الباحث عن جوهر الهوية هذا المزيج الفرعوني الافريقي العربي في صعيد مصر، لتتوقف عند شمال البلاد، مفتشة في معشوقته الاسكندرية، وعالمها (الكوزموبوليتاني) الذي كان، عن هذا الخليط من الدماء الايطالية والمصرية الساري في شرايين بطل (زيزينيا) »بشر عامر عبدالظاهر« أو »بوتشي«، فلا يجد نتاجها هذه المرة (بظرميط) بل هو تأكيد علي عدم نقاء النوع، وعلي عدم رفض حضور الدماء والثقافة الغربية في نسيج عقل المجتمع، وهو ما اكدته »نوراي« ابنة عشرينيات القرن الماضي وبطلة أحدث اعماله (المصراوية)، المتمسكة بمصريتها رغم الدماء التركية التي تسري في عروقها من امها، فقد كان للوجود التركي في ريف الدلتا المصري حضورا كبير خلال قرون طويلة من الزمان.

ذات يوم أعلن »عكاشة« انه »مصري الهوية، عربي الثقافة«، وهما امران غير متناقضين، حتي ولو كفر هو مؤخرا بالقومية العربية، فمعدة الوطن، كما قال »جمال حمدان« قابلة لهضم كل الثقافات، مقدما مزيجا مبهرا لشخصية ليس من السهل فكها لعناصرها الأولي، أو فهم أساليب تعاملها مع العالم.

أخبار النجوم المصرية في

27/05/2010

 

اسامة أنور عكاشة يصارع المرض في حدائق القبة

كتب ـ مؤمن حيدة :

في مخيلة كل شخص مصري وعربي، من المحيط إلي الخليج، أعماله الخالدة .. من منا ينسي المسلسل الأسطوري "ليالي الحلمية"، وسليم باشا البدري وغريمه اللدود أشهر عمدة في الدراما المصرية سليمان غانم. ومع المخضرم محمود مرسي في رحلة أبو العلا البشري بكل ما تحمله من أحلام وطموحات وتقلبات بداية التسعينات. ورائحة بحر اسكندرية وشاطئ استانلي في "زيزينيا". وعشرات من الأعمال الأخري التي شكلت وعي وثقافة ووجدان الملايين من المشاهدين باختلاف ثقافتهم ..

الحب والاحترام لا يمكن تقديرهما بثمن.. وهذا ما يشعر به أسرة المؤلف والكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة في وقت محنته، فبعد دخوله مستشفي وادي النيل بحدائق القبة أثر شعوره ببعض الضيق في التنفس الاسبوع الماضي ووضعه في العناية المركزة لاصابته بـ"مياة علي الرئة" توجه إلي غرفته الكثير من الزوار وأهالي المرضي بالمستشفي للأطمئنان علي حالته،.

»أخبار النجوم« بدورها توجهت إلي المستشفي للاطمئنان علي صحة الكاتب الكبير ومعرفة تفاصيل ما حدث قبل دخوله العناية المركزة وطمأنه الآلاف من عشاقه ..

بمجرد وصولنا الي غرفة العناية وجدنا زوجة أسامة أنور عكاشة تقف علي بابها وهي في حالة تجعلها لاتستطع الحديث ورغم ذلك قمنا بسؤالها عن صحته فقالت : الحمد لله علي كل شئ وهو الان في حالة صحية أفضل بكثير من الايام الماضية ، وأكدت ان حالتها لا تسمح بالحديث أكثر من ذلك فسألناها عن هشام نجل أسامة أنور عكاشة والذي كان يجلس بجانب والده بداخل غرفة العناية المركزة وهو الشخص الوحيد الذي سمح له الاطباء بالزيارة والدخول لوالده للأطمئنان عليه، يقول: الحالة في تحسن مستمر ونطلب من الجمهور الدعاء له ليخرج من تلك المحنة بسلام ، وأستكمل حديثه : شعر والدي ببعض التعب والارهاق وضيق في التنفس يوم الاحد قبل الماضي ولكنه أراد الراحة في المنزل وتوقف عن أستكمال كتابة سيناريو مسلسله الجديد "تنبلة السلطان" وفي اليوم التالي ذهبت به الي المستشفي لأن الآلام زادت عليه، وبعد أجراء الفحوصات الطبية أبلغنا الاطباء بأصابته بمياة علي الرئة ووضعه علي جهاز التنفس الصناعي كوسيلة علاجية حتي يعود التنفس الي طبيعته ويتم أزالة الجهاز تدريجيا.

 وعن حالته الصحية التي وصل اليها الان أوضح هشام عكاشة أن الحالة في تحسن مستمر مع مرور الوقت فبعد أن كان الضغط غير مستقر ويتذبذب بين الارتفاع والهبوط طوال الوقت أصبح الان مستقر ، ايضا  تم ضبط نبضات القلب عما كانت عليه في الايام الماضية، ولكن حتي الان لا نعلم توقيت محدد لخروجه من العناية المركزة  ويتوقف هذا  علي رأي ومراقبة الاطباء لحالته الصحية.

وأشار: الزيارة مازالت ممنوعة عنه باستثنائي حيث يسمح لي بالدخول إليه في مواعيد الزيارة لعدم أستطاعه الحديث بسبب الاجهزة و"الخراطيم" التي تخرج من فمه لكنه يشعر بالاشخاص من خلال حركة عينيه ،وأضاف : أن ما أحزنني أنني سمعت بعض الاخبار الخاطئة من خلال وسائل الإعلام المختلفة عن حالة والدي الصحية ، فهناك من قال أنه مصاب بسرطان في الرئة ومصادر أخري أكدت أنه غائب عن الوعي تماما ولكن هذا لم يحدث .

وأضاف هشام منذ دخول والدي المستشفي تلقيت مئات الاتصالات الهاتفية من داخل وخارج الوسط الفني ، وأبرزها مكالمة  السيد الرئيس محمد حسني مبارك الذي قام بالاتصال بالمستشفي وأطمأن علي حالة والدي من خلال الاطباء ولكنه لم يستطع مكالمته .

أخبار النجوم المصرية في

27/05/2010

 

مصرى بكل فخر

مدحت حسن * 

عندما بدأت كتابة هذا المقال كان ومازال المبدع الكبير أسامة أنور عكاشة يصارع هجومه مباغتة من مرض عضال جعلته طريح الفراش فى مستشفى وادى النيل.

أسامة أنور عكاشة ليس مجرد كاتب أو أديب أو مؤلف درامى صاغ ببراعة روايات أدبية تحولت لأعمال تليفزيونية وسينمائية شكلت وجدان الملايين منذ منتصف الثمانينات، عكاشة الذى ولد فى مدينة طنطا بمحافظة الغربية فى 27 يوليو 1941 وتخرج من كلية الآداب عام 1962 كان من أبناء المرحلة الناصرية قلبا وقالبا عاش سنواتها، وتشبع بأفكارها وآمن بمبادئها، ودافع عنها ومع الوقت امتلك الشجاعة الاعتراف بأخطائها.

فى رأيى أن هذا الرجل لم يحصل على ما يستحقه كأهم كاتب درامى لم يتعامل مع كتابة المسلسلات التليفزيونية على أنها مجرد عمل للتربح والتسليه وملء ساعات الإرسال على شاشات قنوات المسلسلات، من يرصد أعماله التليفزيونية يجد حيرة كبيرة حول قدرته على ابتكار كل هذه الشخصيات المبهرة التى نراها حولنا فى كل مكان من الراية البيضا إلى عصفور النار، مرورا برحلة أبو العلا البشرى وحتى ضمير أبلة حكمت والشهد والدموع وليالى الحلمية وأرابيسك وزيزينيا وصولا إلى المصراوية.

شخصيا لا آمل إطلاقا من مشاهدة هذه الأعمال واسترجاع مشاهدها ومفردات الحوار التى جاءت على لسان أبطاله، وخصوصا مشاهد أبو العلا البشرى وأمله فى مقاومة القيم الهابطة بنشر الأخلاق، وقدرته على رسم هذا الصراح الأبدى بين الحق والخير من ناحية وبين القبح من جانب آخر على لسان الدكتور مفيد أبو الغار، وفضه المعداوى، وتنبؤه بما يحدث لنا الآن فى الواقع من سيطرة أشباه فضه المعداوى على كل شىء وليس فقط على فيلا أبو الغار.

فى منتصف التسعينات كنت أراسل بعض الصحف العربية من القاهرة، وفكرت فى كتابة عدة تحليلات لشخصيات مسلسلات أسامة أنو عكاشة تنشر على حلقات واتصلت به وناقشته فى جوانب ومضمون الكثير من شخصياته، وكان يجيبنى فى الهاتف عن شخصيات أعماله، وهو يدافع عن مواقفها، ويتحمس لما فعلته أو قالته وهو يراها تتحرك أمامه، ومرت الأيام ولم أحدثه لسنوات طويلة حتى هاتفته مرة ليشارك كضيف فى برنامج تليفزيونى كنت أعده للأستاذ مجدى مهنا، وعندما ذكرته بحوارنا قبل سنوات قال لى إنه بحث عنى كثيرا ليحصل على نسخة من الحلقات التى نشرتها، ولكنه لم يتمكن من ذلك، وللأسف لم أستطع وقتها أن أوفر له هذه النسخ فقد مرت سنوات على نشرها، وقد أسعدنى اهتمامه بشىء بسيط جدا لن يضيف له، ولكنه كان يقدر قيمة ما بذل فيه من جهد، وكان فى حواره معنا وقت التسجيل كعادته يفيض حبا وعشقا لمصر، وكان مؤمنا حقا بدور وقدر مصر وقيمة أن نكون مصريين حتى لو كانت الظروف الحالية لا تجعلنا سعداء، ولكنه كان وما زال مصريا بكل فخر.

• كاتب صحفى بالأهرام.

اليوم السابع المصرية في

27/05/2010

 
 

أسامة أنور عكاشة.. البطل الشعبى

علا الشافعى

مسافة طويلة قطعها أسامة أنور عكاشة، والذى جاء من قريته حالما ومتمنيا أن يصبح واحداً من قادة الرأى، إلا أنه بات ملكاً متوجاً على عرش الدراما التليفزيونية العربية إن جاز التعبير، حيث قدم للدراما أعمالا شديدة الثراء مازالت و ستظل تعيش فى الوجدان، وحده كان أسامة قادراً على أن يجعل شوارع القاهرة والأقاليم هادئة، حيث كانت الأغلبية "تظبط" موعد عودتها إلى المنزل مع مواعيد عرض مسلسلاته، ومن ينسى الحالة التى صنعتها دراما "الشهد والدموع" و"ليالى الحلمية" فى الشارع المصرى، وباتت شخصياته محوراً للنقاشات بين الأسر المتعاطف مع عفاف شعيب فى "الشهد والدموع"، والذى يكره تسلط نازك، ويرفض أفعالها، والآخرون الذين كانوا يتمنون تحقق قصص الحب المستحيلة بين أبناء العم المختلفين فى "الشهد والدموع"، وكيف لجمهوره أن ينسى صراع الباشا سليم البدرى مع العمدة سليمان غانم وفصوله ومقالبه، والتى ملأت البيوت المصرية دعابات. ومن لم يرغب فى المقاومة مع الدكتور مفيد أبو الغار فى "الراية البيضا"، حيث نجح أسامة فى إثارة اهتمام الناس بما يكتبه.

وبدأ الجمهور يتساءل بعد مسلسل "الشهد والدموع" عن اسم الكاتب وأصبح يبحث عن اسم الكاتب مثلما يبحث عن اسم الممثل، ويكمن نجاحه منذ أعماله الأولى لأن أفكاره من واقع الحياة، حسبما صرح، حيث قال عكاشة: أشخاصى هم الناس العاديون الذين نراهم يوميا فى الشارع. فى إحدى المرات سألنى أحد القراء من أن أين أنتقى أسماء شخصياتى.. قلت له أنتقيها من الشارع. أنا لا أخترع أسماء، ولا أخترع شخصيات أو أحداثاً. أنا أنهل من الواقع، والواقع أغنى من خيال أى مؤلف، وهكذا فالهموم التى أطرحها فى أعمالى هى هموم شعبى، والطموحات هى طموحات شعبى. أنا مرتبط بالناس وبآمالهم وآلامهم وواقعهم، وخيالى يرتبط بالواقع الذى ألمسه كل يوم، خيالى وأفكارى لا ينفصلان عن الواقع، ولأن أقبل فى يوم من الأيام أو أسمح لنفسى بأن أفكر فى غير آلام وآمال شعبى والناس الذين أرتبط بهم".

أسامة كان حريصاً دائما على التأريخ لمصر وأحوال الوطن، كان يحلم وحاول أن يحقق حلمه هذا بـ "المصراوية"، والذى بدأت أحداثه من تاريخ مصر أثناء الحرب العالمية الثانية، واعتبر "المصراوية" بمثابة مشروعه الذى يرغب فى أن يختتم به مشواره فى الدراما التليفزيونية، وأبدا لم يستسلم أسامة ولم يرفع الراية البيضا فى وجه من اختلفوا معه، وظل يحلم بالبطل الشعبى الذى قد يأخذ بيد الشعب، وينقذ الوطن من الفساد المعشعش فى الوطن، على حد تعبير الأستاذ، والبطل الشعبى لم يغب أيضاً عن السينمائية، والتى رفع فيها شعار "خد حقك بأيدك".. مثلما فعل حسن عز الرجال - جسده نور الشريف- فى كتيبة الإعدام، وأتذكر أنه كان يضحك عندما كنت أحاوره فى أحد المرات، وأقول له "عايز الناس تأخد حقها بأيديها بجد؟ فيرد علىَّ مازحا ماذا يفعلون أمام الظلم وعدم الإنصاف، خصوصا وأن القهر قد يجهلهم يستسلمون وينهزمون وأنا أرفض الاثنين.

روح أسامة دائماً كانت شديدة الحماسة، ولكن فى الأيام الأخيرة كان صوته واهناً شديد الضعف، ورفض مرارا أن يقهره المرض، وكان حريصاً على العمل حتى آخر لحظة، يرفض الاستسلام للمرض، وأعتقد أنه الشىء الوحيد الذى هزمه، وأخذ من روحه المتدفقة، فلترقد روح الأستاذ فى سلام، ولتبقى أعماله التى تضج بالحياة والثراء بيننا، نتعلم منها ونعرف معنى الحلم، والأمل والمقاومة فى وقت فقدنا فيه القدرة على الحلم وتملك اليأس منا، وقد يكون فى إعادة عرض أعمال أسامة أنور عكاشة ما يبعث فينا روح الأمل من جديد.

اليوم السابع المصرية في

28/05/2010

 

رحيل عكاشة فى عيون النجوم..سميرة أحمد: رحل صديق العمر.. أشرف زكى:

أعماله طالت العرب قبل المصريين.. أبو عوف: مصيبة فادحة.. وائل نور: كتب "المصراوية" على سرير المرض

كتب أحمد سعيد 

لم يمثل رحيل الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة مجرد حدث تتناوله الأخبار حينا من الزمن، كما أكد أصدقاءه من الفنانين الذين صدموا بخبر رحيله صباح اليوم، وقالوا إن رحيله "فاجعة" للجميع سواء الفنانين أو المشاهدين داخل مصر وخارجها، بعد أن تمكن هذا المؤلف العبقرى من ملامسه مشاعر المشاهد قبل الممثل الذى يؤدى الأدوار التى كتبها بقلمه ومشاعره ووجدانه.

"رحل صديق العمر"، هكذا بدأت الفنان سميرة أحمد كلامها لـ"اليوم السابع" مضيفه، "كان يرسل لى السيناريوهات ويقول لى، أنا شايفك فى الدور ده، وعندما أنتهى من قراءة الورق أتعجب من قدرة الرجل على معرفة أسرار شخصيتى الحقيقية لتشابه ما كتبه فى السيناريو مع صفاتى الحقيقية، مما كان له أبلغ الأثر فى وصف الجميع له بـ نافذ الرؤية". وعن الأعمال الفنية التى جمعتها به قالت: "أول الأعمال مسلسل، امرأة من زمن الحب، الذى كان بمثابة ورقة تعارف لم تجف كلماتها حتى الآن، ولن تجف مهما طال الزمان، وأكثر ما أحزننى هو منع الأطباء زيارة أحبائه له، مما دفعنى للاطمئنان عليه بالتليفون الذى لم يشبع رغبتى فى الاطمئنان عليه".

الفنان عزت أبو عوف قال: "مصيبة فادحة، أقل وصف لفقدان مؤلف كبير فى قيمة الأستاذ الكبير، أسامة أنور عكاشة، وهو ليس مصابنا نحن فقط، وإنما مصاب كل المصريين والعرب بشكل خاص، وكل متابع للفن العربى بشكل عام، وإذا كان رحيل نجيب محفوظ، أو إحسان عبد القدوس يمثل وقفات فى تاريخنا، فإن رحيل أسامة أنور عكاشة لا يقل أهمية أو تأثيرا، وأحب أن أقول لكل أبنائه وتلامذته ومحبيه، ربنا يصبركم".

أشرف زكى، نقيب المهن التمثيلية ورئيس اتحاد الفنانين العرب، أعرب من جانبه عن حزنه الشديد فور سماعه خبر وفاة عكاشة، وقال: "الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة ليس مجرد مؤلف أو سيناريست، وإنما رحلة عطاء فى العالم العربى كله، ولا يقتصر تأثير أعماله على المشاهد المصرى، حيث اعتبره الجميع مدرسة مستقلة بذاتها فى عالم التأليف والسيناريو والحوار".

وأضاف، "شرفت بالعمل معه كمشرف على أحد أعماله العبقرية عندما كنت رئيس البيت الفنى للمسرح، وقدم مسرحية، ولاد اللذين، ثم عملت معه فى مسلسل، عفاريت السيالة، وهما العملان اللذان أعتبرهما بصمة حية فى تاريخى الفنى المسرحى والدرامى".

الفنان وائل نور، الذى اشترك فى العديد من أعمال الراحل، قال: "تعرفت على الأستاذ أسامة أنور عكاشة فى بداية حياتى من خلال مسلسلى، عصفور النار، ودكتور محمد وأخواته البنات، وبعد مرور 15 عاما عدت للعمل معه فى "المصراوية" الجزء الأول والثانى، وهى بالطبع أعمال أضعها فى مقدمة تاريخى الفنى، ولا أنسى جملة كان كثيرا ما يرددها لى وهى، كل شىء نصيب يا عم وائل".

ويضيف، "كان انفصالى عن عكاشة طوال 15 عاما لسوء تفاهم بيننا سببه شركة إنتاج، عندما طلب من القائمين عليها اشراكى فى أحد أعماله الدرامية الجديدة، إلا أنهم أخبروه بأننى رفضت لانشغالى بأعمال أخرى، وهو ما لم يحدث، حتى تقابلنا وشرحت له حقيقية الأمر، وعدت للعمل معه مرة أخرى فى مسلسل المصراوية، فى جزأيه الأول والثانى، الذى انتهى من كتابة حلقات الجزء الثانى منه وهو فى فراش المرض".

اليوم السابع المصرية في

28/05/2010

 

هل كل ما كتبه أسامه أنور عكاشة هو قصصه الحياتية؟

القاهرة: مروة عبد الفضيل 

فرفش خاص وحصري 

تحت نفس الشمس وفوق نفس التراب كلنا بنجرى ورا نفس السراب كلنا من أم واحدة.. أب واحد.. دم واحد بس حاسِّين باغتراب، تلك هي بعض من كلمات مقدمة تتر مسلسل الشهد والدموع الذي يعتبر من أولى الأعمال التي نسجها الكاتب أسامه أنور عكاشة بخليط من العبقرية والعمق والبساطة والرقي،ليرحل عنا مبدلا الشهد علقم وتاركا الدموع، بكى عليه تقريبا كل من تعلم منه ولو حرفا ولما لا وقد كانت مؤلفاته بمثابة منهج دراسي سار عليه من اكبر فنان إلى أصغرهم.

فرفش رصد بعض من ما تعلمه النجوم من الراحل أسامه أنور عكاشة ومفاجآت في حياته ماذا قالوا عنه:

يوسف شعبان: الفنان ليس مجرد صورة ضاحكة أو باكية على الشاشة

في البداية أكد الفنان يوسف شعبان أن الكاتب الراحل كان له اثر عظيم في حياته فطيلة مدة عمله معه في مسلسل (الشهد والدموع) ورغم عدم فارق السن الكبير بينهم إلا انه يتعلم كان منه يوما بعد الأخر فتعلم منه أن الفنان ليس مجرد صورة ضاحكة أو باكية على الشاشة بل الفنان هو إحساس ليس عليه نقل ما على الورق إلى المتلقي بقدر ما ضرورة أن ينقل ما يشعر به إلى الجمهور فتتحرك ملامحه دون أن تتحرك ويخاطب كل فرد من الجمهور دون أن ينطق، معادلة عكاشية لا يفهمها سواه. وأضاف يوسف أن عكاشة رحمه الله كان ليس مجرد قلم يكتب على ورق بل كان قلب نابض يترجم ما يشعر به إلى كلمات وسطور.

من جانبها أكدت الفنانة فردوس عبد الحميد التي شاركته في مسلسل (أنا وأنت وبابا في المشمش) أن الجانب الأخر من الكاتب الراحل أسامه أنور عكاشة قد يكون غير واضح في ملامح وجهه التي كثيرا ما كانت تعبر عن القوة والشموخ ولكن الحقيقة انه كان من الداخل إنسان رقيق يحب الحب فلا أنسى انه كان دائما ما يقول لي بالنص (يا فردوس الحب ده زى الكهرباء بالنسبة لي ينير حياتي رغم قهرتي في الحب) واضافت فردوس أن الأستاذ أسامه كان يحثنا طيلة فترة التصوير عن الحب وان الحقد والضغينة الموجودين في البعض من أهل الفن كان سبب ضياع عمرهم هباء،وأضافت فردوس أن الأستاذ أسامه كانت معظم الشخصيات النسائية في أعماله عايشها ورآها عن قرب فعلا ولا اقصد قصص الحب فقط بل النماذج النسائية الأخرى مثل فضة المعداوى وأبله حكمت وغيرهن.

الحب وأشياء أخرى

صلاح السعدني: اشعر أن ظهري انقسم

أما الفنان ممدوح عبد العليم فقد كشف النقاب عن أن مسلسل (الحب وأشياء أخرى) الذي جسده بمشاركة الفنانة أثار الحكيم ما هي إلا بعض من ملامح قصة حب الكاتب الكبير أسامه أنور عكاشة باختلاف الأحداث والأسماء وأشياء أخرى وقد اعترف لي شخصيا بذلك بعد أن فرق الحب بينه وبين فتاته التي كان يحبها وهو شاب بالجامعة ولذلك كنت امثل هذا المسلسل واضعا يدي على قلبي من تلك المسؤولية الخطيرة التي وضعها أستاذنا على كاهلي ،لذا فقد كنت في بعض المشاهد المؤثرة التي كنت أجسدها المح في عيونه قطرات من الدموع محاولا إخفائها وان كنت دائما ما اكتشفها،وأنهى عبد العليم كلامه مشيرا إلى انه في زيارته الأخيرة للأستاذ أسامه كان متماسكا يريد بكل شجاعة وقوة أن يقهر المرض لكن خسر عكاشة معركته مع المرض وأعلن الأخير انتصاره.

وبكل حزن جاءنا صوت الفنان صلاح السعدني الذي سبق وشارك الكاتب الراحل في بعض الأعمال لعل أشهرها (ارابيسك)، و(ليالي الحلمية) قائلا: اشعر أن ظهري انقسم ففي خلال شهر واحد فقدت أخي رحمه الله محمود السعدني وها أنا فقدت الآن صديقي وحبيبي أسامه بصراحة اشعر أن الدنيا قاسية جدا علي هذه الفترة لكن قدر الله وما شاء فعل ،فعلى المستوى الإنساني كان صديقي بمعنى الكلمة فإذا مررت بأزمة أو أي شيء أراه صعبا أشكو له فيهون كل شيء علي فكان بالنسبة لي فعلا كالبلسم،وعلى المستوى الفني اشعر أن هناك جدار من الدراما المصرية تهشم تماما واعتقد أن من الصعب تعويضه في ظل وجود بعض المؤلفين الترزية كما يطلق عليهم فلنترحم على كتابات أسامه أنور عكاشة.

أخيرا فقد أشارت أخر اكتشافات الكاتب الراحل الفنانة ميس حمدان إنها حزينة لوفاته قبل أن تحقق أحلامها في العمل معه من جديد بعد أن أعطاها الثقة وتوجها في دور هام في الجزء الثاني من مسلسل (المصراوية)،فقد كان وعدها بالعمل معه مرة أخرى ،وأشارت ميس إنها ما أن سمعت خبر وفاته إلا وأصيبت بحالة بكاء شديد ولم تصدق هذا الخبر الذي وقع على رأسها كالصاعقة لأنه كان بمثابة أبوها الروحي، وكان يحتويها وينصحها دون ملل أو كلل.     

 

وفاة أبو الدراما التلفزيونية العربية "أسامة أنور عكاشة"

فرفش/ تلقّى أمس الجمعة أبناء المجتمع العربي خبر وفاة أحد أعلامه، إذ توفي أسامة أنور عكاشة ابرز كتاب الدراما التلفزيونية في مصر والعالم العربي بعد صراع طويل مع المرض. واعلنت وكالة انباء الشرق الاوسط ان عكاشة توفي في أحد مستشفيات القاهرة التي كان يعالج فيها منذ اسابيع من ازمة صحية لم تفصح عنها.

ويعتبر عكاشة واحدا من ابرز كتاب الدراما وصاحب اشهر المسلسلات التلفزيونية في العالم العربي الامر الذي استحق عن جدارة ان يطلق عليه أبو الدراما التلفزيونية المصرية والعربية.

ولد عكاشة عام 1941 في مدينة طنطا بدلتا النيل وتخرج من كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1962.كتب العشرات من الاعمال الدرامية التي عرضت في معظم محطات التلفزيون في العالم العربي خلال السنوات الثلاثين الماضية. وآخر أعماله التليفزيونية كان مسلسل المصراوية الذي بث في سبتمبر/ايلول 2007 والذي حاز علي جائزة أفضل عمل، وجسد خلاله فترة مهمة من تاريخ مصر منذ بداية القرن الماضي.ومن أهم الاعمال التي كتبها مسلسلات "عصفور النار" و "رحلة أبو العلا البشري" و "الشهد والدموع" و"ليالي الحلمية" و"أرابيسك" و" زيزينيا".وكتب عكاشة عددا من الروايات الأدبية والمسرحيات.

موقع "فرفش" يطلب من الله عزّ وجلّ أن يتغمّد الفقيد بواسع رحمته وأن يدخله فسيح جناته.          

فرفش المصرية في

28/05/2010

 
 

رحيل أشهر كتاب الدراما العربية أسامة أنور عكاشة عن سبعين عاما في القاهرة

القاهرة - رشيد نجم

اعلن صباح اليوم مستشفى وادي النيل رحيل الكاتب الكبير اسامة انور عكاشة عن سبعين عاما (مواليد 27 يوليو 1941 في مدينة طنطا محافظة الغربية)، بعد ان كان ادخل اليها بسبب النكسة الصحية التي المت به منذ ايام، وكان لافتا حينها الاهتمام الرئاسي المصري بعد الاوامر التي صدرت عن الرئيس المصري حسني مبارك بتامين كل ما يلزم له من رعاية صحية على نفقة الدولة

عكاشة الذي وضع بصماته الواضحة باعماله الدرامية التلفزيونية اسس خطا جديدا للمسلسلات المصرية بابتكاره الاجزاء المتعددة للمسلسل الواحد، وافتتح ذلك بليالي الحلمية واجزائه الخمسة، وكان لرفضه هيمنة التطرف السلفي اثره البالغ على منع ظهور اعماله على التلفزيون المصري لفترة طويلة من الزمن، مما ادى الى تدهور حال الدراما المصرية بعد خضوع التلفزيون المصري وقنواته للضغط السعودي الذي يتحكم باغلب قنوات الفضائيات العربية وبدات الدراما السورية تتقدم نحو الصدارة بعد خفوت اعمال عكاشة التي ضمنت لمصر التوفق الدرامي التلفزيوني، علما انه ظل ولفترة 20 عاما يكتب أسبوعياً مقالاً في جريدة الأهرام المصرية الحكومية والتي تعد أكبر الصحف تأثيرا الصادرة في القاهرة وأكثرها مبيعا، يعرف عن الكاتب أسامة أنور عكاشة أنه ناصري التوجه، لكنه لم يعد يؤمن بفكر الرئيس جمال عبد الناصر وطالب بحل جامعة الدول العربية وإنشاء "منظومة كومنولث للدول الناطقة بالعربية" مبني علي أساس التعاون الاقتصادي، ويعرف عنه أيضا انتقاده وهجومه علي التطرف ولجماعات المتطرفة.

إشتهر كونه كاتب بعض أكثر المسلسلات في مصر والشرق الأوسط شعبية في التلفزيون المصري مثل ليالي الحلمية والشهد والدموع، وكان آخر أعماله التليفزيونية مسلسل المصراوية الذي بث في سبتمبر 2007، والذي حاز علي جائزة أفضل عمل في ذلك العام ويجسد المسلسل تاريخ الشعب المصري منذ العام 1914.

اكثر مواقفه جدلا كان رايه بعمرو بن العاص حيث نعته بأوصاف اعتبرها الكثيرون لا تليق بأحد صحابة الرسول، وتفاعلت الأزمة أكثر، بعدما أعلن عبر برنامج "القاهرة اليوم" مع الاعلامي عمرو اديب تمسكه برأيه، ساخراً من محاوره الداعية الإسلامي الشيخ خالد الجندي الذي عارض عكاشة من غير قصد، إذ تساءل عكاشة قائلاً: "هو لما يكون ده رأينا في عمرو بن العاص أبقى خرجت عن الإسلام أو أنكرت ما هو معلوم من الدين؟ ", وقال أيضاً (إن ابن العاص لا يستحق أن يمجد في عمل درامي من تأليفه) ثم قوله الأكثر جدلاً: (إنني لو قدمت شخصية عمرو بن العاص سأظهره "أفاقاً") ثم إضاف: (لأنه من أحقر الشخصيات في تاريخ الإسلامي)[بحاجة لمصدر

من أعماله الدرامية: الراية البيضا، وقال البحر، ريش علي مفيش، لما التعلب فات، عصفور النار، رحلة أبو العلا البشري، وما زال النيل يجري، ضمير أبلة حكمت، الشهد والدموع، ليالي الحلمية، أرابيسك، زيزينيا، امرأة من زمن الحب، أميرة في عابدين، كناريا وشركاه، عفاريت السيالة، أحلام في البوابة، المصراوية، وقال البحر، ومن رواياته: رواية همس البحر، رواية تباريح خريفية، رواية وهج الصيف.

ومن أهم المسرحيات التي قدمها عكاشة هي مسرحية "ولاد الذين" بطولة الفنان محمود الجندي، ومنة شلبي، وياسر فرج، وتامر عبد المنعم،و تدور أحداثها حول الطبقة الفاسدة التي تتمتع بالنفوذ والسلطة ويطلق عليها اسم مارينا، التى تتاجر بكل شيء لتحقيق مصالحها الشخصية، بالإضافة إلي ذلك يتناول العرض مشكلات البطالة، والرشوة الجنسية، واغتيال الحرية، كما قدم عدة مسرحيات أخري ومنها "الليلة 14"، و"في عز الضهر"، و"الناس اللي في التالت

الهدهد الدولية في

28/05/2010

 

أدباء وكتاب: «عكاشة» مؤسس الدراما التليفزيونية .. وصنع لها جمهوراً مثل كرة القدم

رحل «سيد الدراما التلفزيونية» السيناريست «أسامة أنور عكاشة»، عن عالمنا، وستشيع جنازته من مسجد «مصطفى محمود» عصر اليوم، كما يقام العزاء بمسجد عمر مكرم الاثنين المقبل.

أثار خبر رحيل عكاشة حزن زملائه من الأدباء والكتاب، الذين أكدوا أن "الدراما التلفزيونية ماتت برحيله"، وأنها " خسرت الكثير من الأفكار والمشاريع الفنية التي كانت لا زالت حبيسة في صدر عكاشة وعقله".

السيناريست «محمد صفاء عامر» فوجئ بالخبر عندما أبلغته به «المصري اليوم»، وكانت أول كلمة نطق بها " لا حول ولا قوة إلا بالله ، ماتت الدراما التلفزيونية وسنتقبل فيها العزاء"، مضيفاً، "خسرنا كاتباً ومثقفاً وصديقاً عظيماً لا يعوض"، لافتاً إلى أنه حاول أنه يكلمه هاتفياً منذ يومين لكنه " كان متعباً جداً وغير قادر على الكلام، فاكتفى بالحديث مع ابنه هشام".

ووصفه الكاتب «يوسف القعيد» بأنه " سيد الدراما التلفزيونية، ومؤسس الكتابة للتلفزيون"، مثله مثل الدكتور «حسين هيكل» في الرواية، والدكتور «طه حسين» في السيرة الذاتية، مشيراً إلى أن عكاشة جعل المصريين والعرب يلتفون حول شاشة التلفزيون ليتابعون الدراما التليفزيونية التي يكتبها مثلما يلتفون حول مباريات كرة القدم.

وقال «القعيد»، إن " عكاشة أعطى للدراما قيمة جماهيرية وقربها من الأدب، وكان مهموماً طوال حياته بهوية المصريين وهل هم عرب أم فراعنة أم شرق أوسطيين أم أوروبيين ".

وقال «محمد سلماوي» رئيس اتحاد الكتاب، إن " عكاشة كان علامة مهمة في الدراما التليفزيونية، هو وعدد من يحصى على أصابع اليد أعطوا للدراما شكلها الحالي وجعلوها عملاً فنياً قائماً بذاته"، مشيراً إلى أن "عكاشة كان مهتماً بقضايا الأمة ويعالج التاريخ من منظور فلسفي محدد".

وأضاف، " للأسف فإن غياب أسامة وتراجعه هو وزملائه عن العمل لأسباب خاصة أو لها علاقة بظروف الإنتاج التلفزيوني أضعف الدراما المصرية وجعلها تتراجع لصالح دراما أقل جودة مثل الدراما التركية وبعض الدراما العربية".

وأشار إلى أن عكاشة بدأ كاتباً مسرحياً وكتب عدد من المسرحيات، لكنه ترك خشبة المسرح بعد ما أصابها من تراجع، وقال " مثلما تخلى المسرح عن عكاشة تخلى عنه التلفزيون ليرحل عن عالمنا ومازالت بعض المسلسلات حبيسة الأدراج في مكتبه، وبعض الأفكار حبيسة في صدره لم يمهله القدر لكتابتها".

وعلى المستوى السياسي قال «سلماوي»، إن " عكاشة كان من أكثر الناس تجسيداً لانتماء الأديب لوطنه وقضاياه، وعبر عن هذا في كل أعماله الفنية"، مشيراً إلى أن عكاشة يعد رمزاً للدراما المصرية مثلما يعتبر «نجيب محفوظ» رمزاً للرواية وأم كلثوم رمزاً للطرب.

ولفت إلى أن اتحاد الكتاب ينوي تنظيم إحتفالية لتكريم سيد الدراما التلفزيونية لم يتم تحديد موعدها حتى الآن، وقال " إن الاتحاد ينظم بداية الشهر المقبل مؤتمراً حول «أحمد باكثير» سيكون فرصة لتكريم عكاشة حتى يتم تحديد موعد لاحتفالية خاصة به".

وفوجئت الكاتبة «فتحية العسال» بالخبر ، وقالت وصوتها يجهش بالبكاء " فقدنا هرما من أهرامات مصر وتاريخاً محفوراً في حياتنا وفي الدراما التلفزيونية والإنسانية".

وتحدث الكاتب «محفوظ عبد الرحمن» عن علاقته بعكاشة، التي بدأت منذ أيام المدرسة، وكانت تربطهما صداقة قوية، مشيراً إلى أن " مسلسلات عكاشة تعد من كلاسيكيات الدراما التلفزيونية".

وأضاف، أن رحيل عكاشة " أمر مؤلم لأنه كان قادراً على تقديم المزيد، وكان في ذهنه الكثير من الأفكار والمشاريع التي لم يمهله القدر لكتابتها"، وتابع " خسرنا هذه الأحلام والمشاريع التي ضاعت برحيل عكاشة".

المصري اليوم في

28/05/2010

 

موت مايسترو الدراما التلفزيونية

علي حسين 

بموت أسامة أنور عكاشة  تسدل الستارة على مرحلة مهمة وزاهية من تاريخ الدراما التلفزيونية  العربية ،غياب ربما لن يعوض لسنوات طويلة قادمة. يقف اسامة انور عكاشة  على قمة هرم المشهد الدرامي من خلال اعمال استطاع ان يكون فيها رائدا  وان يضع لمساته الخاصة التي حولت المسار التقليدي للدراما العربية بشكل عام والمصرية بشكل خاص  من خلال معالجته للعديد من المواضيع الحياتية العامة التى تصيب المجتمع العربي  بشكل ثاقب، خصوصا صراع المال والسلطة والتغيرات الاجتماعية،. فمنذ عمله الأول الشهد والدموع  اختط عكاشة لنفسه منهجاً سار عليه وهو التطلع نحو شكل للدراما امتاز بطريقة عرض المسلسل من خلال اجزاء كان اشهرها خماسية ليالي الحلمية التي وضعته في صدارة كتاب الدراما  التلفزيونية.

هذا التطلع  لتقديم دراما مغايرة والاهتمام بالتفاصيل الشعبية الصغيرة جعلت النقاد يطلقون علية  اسم (نجيب محفوظ التلفزيون).وكانت (الشهد والدموع ) قد سجلت اولى ميزاته من خلال  تسجيله بصدق وقائع مرحلة من تاريخ مصر التي كانت رازحة  تحت وطأة الاحتلال البريطاني وموقف المصريين منه.

وكانت الثانية في تجسيده شخصيات متنوعة في أبعادها من أبناء الشعب وخصوصاً من الطبقة الكادحة وما يعانون جراء التعسف وما يتطلعون الى حياة أفضل، والثالثة في تصويره البيئة المصرية  بكل نكهتها بتقنية جديدة في الكتابة تعتمد على التقطيع السريع والموجز هذه التقنية جعلت المتفرج  يعيش مع شخوص العمل التلفزيوني ويتلمس مسارات شخوصه ومكابداتهم حيث بلور معالم الدراما الشعبية الجديدة والتي تمثلت فيما لحق من انتاجاته ، وكان مسلسل الراية البيضا  قد وصل الى الذروة في أسلوبه المبتكر وفي مضمونه الحساس وأحداثه المعيشية التي ركزت على استلاب الحقوق، وانتقل فيه عكاشة  من الأسلوب التقليدي في بناءالتمثيلية التلفزيونية  الى الأسلوب الذي يعتمد على تصوير اللقطة التلفزيونية من خلال المزج بين لقطتين متناقضتين بالرؤى والافكار.

لقد تفتح وعي اسامة انور عكاشة على المرحلة الناصرية التي جعلته يقترب من هموم الناس والذي انعكس على اعماله  وشخوصه  التي تغلب عليها  البساطة وعفوية اللمحة ودقة الشخصية وكفاية الكلمة وسعة الحركة التعبيرية فامتزجت موهبته الفنية بثقافته  لتجعل منه فنانا بالكلمة والحركة.وهو ككاتب استطاع ان يجعل من شخصياته شخصيات نموذجية لاتمثل اشخاصا بذاتهم وانما تمثل جوانب مختلفة من النفس البشرية او تيارات متباينة من تيارات الحياة يستوعب كل منها عددا كبيرا من الناس اذ تعمق في تصويرها واعطاها صفات جد متميزة دون ان يقوده ذلك الى المبالغة والتهويل، فهو اذن لم ينقل الواقع كما تنقله الة التصوير رغم ان موضوعاته واقعية جدا وانما اختبر هذا الواقع وتعمق في فهمه ورسم لنا اشد جوانبه اثارة ودقة واصدر عليه حكما قاسيا جعله موضوع السخرية والضحك وبذلك استحق اسامة لقب فنان الشعب واستحقت اعمالة ان تكون ذاكرة للاجيال وتاريخا لنضال الشعب المصري.

ومنذ اطلالته الاولى على الشاشة الصغيرة  لا تزل اعماله تزهو في الذاكرة والعيون، فاعمال مثل الراية البيضا وقال البحر،  ريش على مفيش لما التعلب فات    عصفور النار رحلة أبو العلا البشرى وما زال النيل يجرى ضمير  أبلة حكمت الشهد والدموع ليالى الحلمية أرابيسك  زيزينيا امرأة من زمن الحب أميرة فى عابدين كناريا وشركاه عفاريت السيالة أحلام فى البوابة المصراوية. ارتبطت بحاضر الدراما التلفزيونية بحبل سري لا تفصله قوة مهما عظمت.لقد تفتح عقل هذا الكاتب  المثابر منذ بداياته على ثراء الشعب فأكسبه ذلك يقظة البساطة وعفوية اللمحة ودقة التشخيص وكفاية الكلمة وسعة الحركة التعبيرية فامتزجت موهبته كفنان مع قدراته كمؤلف لتجعل منه فناناً بالكلمة والصورة اسامة انور عكاشة  مؤلف روائي وتلفزيوني ومسرحي كاتب  متعدد الجوانب ولا يمكن لأي كلمه مهما كانت  ان تفيه حقه.

مايسترو الدراما العربية  يغيب عنا وعن أزقة  وحواري مصر  التي عشقها فأصر على ان ينقل نبضها من على شاشة التلفزيون.

يغيب عكاشة  واعمالة التي كتبت قبل زمن ومر زمن عليها وطوى الموت مبدعها ستظل  شاهدة على زمانها وعلى قولها الصحيح، والقول الصحيح لا يعكس زمنا ويغيب فيه ولا يكتب لحظة عابرة ..انما يكتب مشاهد لا يمحوها النسيان.اسامة انور عكاشة  شاهد على عصر ستظل شهادته وثيقة تتناقلها الأجيال من بعده.. وثيقة تحكي نضالات الإنسان وإصراره على الوقوف بوجه الظلم والتخلف.

المدى العراقية في

28/05/2010

 

شؤون ثقافية

رحيل أسامة أنور عكاشة صاحب "الشهد والدموع"

(س ج / د ب أ، رويترز)

مراجعة:  هشام العدم 

توفي صباح اليوم الجمعة الكاتب المصري أسامة أنور عكاشة عن عمر يناهز التاسعة والستين بعد صراع طويل مع المرض. ويعتبر عكاشة أحد أبرز كتّاب الدراما العربية، ومن أشهر مسلسلاته "ليالي الحلمية" و"الشهد والدموع".

توفي صباح اليوم الجمعة (28 أيار/ مايو) الكاتب المصري الكبير أسامة أنور عكاشة متأثرا بأزمة صحية ألمت به طيلة الشهرين الماضيين. وكان عكاشة يتلقى العلاج في مستشفى وادي بالقاهرة التي نُقل إليها اثر إصابته بضيق في التنفس بسبب معاناته من مياه على الرئة قبل أن يصدر قرار من الرئيس المصري حسني مبارك بعلاجه على نفقة الدولة المصري كونه أحد أبرز المبدعين المصريين. وأجرى الراحل من قبل عمليتي قلب مفتوح بسبب ضيق في شرايين القلب، الأولى كانت عام 1998 والثانية قبل ثلاثة أعوام.

ويعد عكاشة حسب النقاد الفنيين واحدا من أبز الكتّاب الذين أعادوا الاعتبار إلى الدراما المصرية والعربية، إن لم يكن أهمهم على الإطلاق. فقد جمع أسامة أنور عكاشة في مسلسلاته التلفزيونية بين التناول العميق للقضايا الاجتماعية والسياسية المهمة وبين التشويق الدرامي الجذاب للجمهور العريض، فتسابق كبار نجوم السينما المصرية على التعاون معه، مثل فاتن حمامة في مسلسل "ضمير أبلة حكمت"، ومحمود مرسي في "رحلة السيد أبو العلا البشري"، ومحمود المليجي في "وقال البحر"، وسناء جميل "الراية البيضا"، ويوسف شعبان الذي قام ببطولة أحد أكثر مسلسلات عكاشة نجاحاً، وهو "مسلسل الشهد والدموع"، وأخيرا يحيى الفخراني الذي تعاون معه في أكثر من مسلسل أشهرها "ليالي الحلمية" الذي يعد أطول المسلسلات العربية، إذ استمر نحو 150 حلقة.

أكثر من 40 مسلسلاً

وقد ولد الراحل بمدينة طنطا عام 1941. ودرس في القاهرة وحصل على ليسانس الآداب من قسم دراسات علم نفس والاجتماع عام 1962. وفور تخرجه عمل عكاشة أخصائياً اجتماعياً، ثم مدرساً في إحدى مدارس أسيوط، قبل أن ينتقل للعمل في كفر الشيخ. وكان عام 1981 هو العام الحاسم في حياته، إذ استقال من العمل في الحكومة ليتفرغ للكتابة. وكان عكاشة من عشاق مدينة الإسكندرية، وكان يقيم بها بصورة شبه متواصلة وأنجز فيها أهم أعماله الدرامية. وكتب أكثر من أربعين مسلسلاً تلفزيونياً. وقد ولدت شهرته ككاتب للدراما مع مسلسل "الشهد والدموع" الذي أخرجه إسماعيل عبد الحافظ مفتتحاً عهداً من التعاون التلفزيوني بينه وبين عكاشة، بلغ ذروته في "ليالي الحلمية".

وكان آخر أعمال عكاشة مسلسل "المصراوية" الذي أنتج منه الجزءان الأول والثاني في العامين الماضيين. ولعكاشة أفلام سينمائية لم تحقق شعبية كبيرة مثل مسلسلاته، ومنها "كتيبة الإعدام" و"الهجامة" وله روايات منها "منخفض الهند الموسمي" و"وهج الصيف"، كما كتب عدة مسرحيات من أنجحها "القانون وسيادته" و"البحر بيضحك ليه".

رفض لهيمنة رأس المال على الفن

وعرف عن عكاشة أنه ناصري التوجه ووفدي الهوى. وكان يتصدى في أعماله بشكل واضح للسلفية والتكفيريين، كما كان يرفض هيمنة رأس المال الخليجي على الدراما المصرية، ما تسبب في صدامات عدة مع قنوات خليجية كبرى كانت ترفض التعاقد على أعماله. وكتب الراحل المقال الصحفي لسنوات طويلة في صحيفتي "الأهرام" و"الوفد" المصريتين. كان قد طالب في مقال شهير له بحل جامعة الدول العربية وإنشاء "منظومة كومنولث للدول الناطقة بالعربية" مبنية على أساس التعاون الاقتصادي. وكان عكاشة قد أحدث ضجة كبيرة في مصر عندما أدلى بتصريحات حول شخصية عمرو بن العاص اعتبرها كثيرون لا تليق بأحد صحابة الرسول. وقد نال عكاشة أوسمة وجوائز عديدة، أبرزها جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 2008.

دويتشه فيله في

28/05/2010

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2016)