من قلب الشارع ونبضه تكوّن الفيلم الروائي الطويل “قصة ثواني” للمخرجة
اللبنانية لارا سابا وسيناريو نبال عرقجي التي اختارت لموضوعها الدرامي
طرحاً قد لا يفهم من الوهلة الأولى حيث وجدنا أنفسنا أمام بعض الشخصيات
الحقيقية التي اختارتها المخرجة من الشارع بلا تدريب ولا تأهيل لتقدم
فيلماً مختلفاً عن الذوق ومعها كان اللقاء:
·
هل قصدت من موضوع الفيلم رصد
واقع لبنان اليوم؟
- أنا ضد كلمة “رصد” واقع بلد ما لأنني كمخرجة
ألتقط الفكرة التي أراها بعيني وأشعرها بقلبي وأضعها في الفيلم ولا أتقصد
من خلال هذا العمل الحديث عن بلد معين ولا عن بيروت بشكل خاص، لكن المصادفة
حكمت أن تكون بيروت هي موقع التصوير جغرافياً ويعيش فيها أناس من مختلف
الطبقات والفئات العمرية ويعتقدون أنهم يهيمون في عوالمهم الخاصة لكن
الحقيقة التي عبر عنها الفيلم غير ذلك.
·
نور وإنديا ومروان هم أبطال
الفيلم تجمعهم أحداث في ثلاثة محاور منفصلة ألا تعتقدين أن هذا يشوش على
المشاهد في متابعة سير الأحداث؟
- بالعكس سيتعاطف الجمهور مع الشخصيات الثلاث حيث
تفقد نور والديها بحادث سير وتعيش إنديا في سعادة ناقصة فكل ما تحلم به
المرأة هو موجود عندها إلا أنها لم ترزق بطفل، ومروان فتى عمره 16 عاماً
يعيش مع أم مدمنة كحول لا تعيره اهتماماً، وبعد تعرضه للتحرش الجنسي هرب من
المنزل بحثاً عن الأمان، وتسير به الأحداث إلى أن يقع ضحية المخدرات، وهذه
الشخصيات الثلاث تدور حولها أحداث متسلسلة وبالرغم من أنهم يعيشون في بقعة
مكانية واحدة لكن ولا أحد يعرف بوجود الآخر والخلاصة هي أن أحداث كل منهم
تؤثر في الآخرين بدون أن يلتقوا، والحدث الأبرز الذي سيشد الجمهور هي
“الحادثة” التي تحصل مع أحدهم وتقلب بطريقة دراماتيكية حياة الاثنين
الباقيين والمقصود من هذه اللفتة هي رسالة مفادها أن تعلق أقدار الناس
ببعضها البعض هو المحرك الأول لهم، والسائد في حياتنا العادية أن كل شخص
يستطيع العيش بمفرده والاعتماد على نفسه في العمل لكي يتقدم في الحياة
ويتطور والحقيقة ليست هذه .
·
هل يعرض الفيلم لأول مرة في
الشرق الأوسط؟
- تقريباً إذ عرض فقط في افتتاح مهرجان بيروت
السينمائي، وهذا العرض الثاني، وأود الإشارة إلى دور المهرجان الكبير في
تعريف الجمهور من كل الجنسيات بأعمال المخرجين العرب، إضافة إلى أنه وفر
فرصة الدعم واستمرار الانتاج من خلال الحصول على قرض من برنامج (إنجاز)
التابع للمهرجان لدعم الأفلام قيد الانجاز . وهذه البادرة تدفع السينما
العربية نحو آفاق جديدة لم تصلها من قبل .
·
في إخراجك لهذا العمل على ماذا
ركزت؟
- الصورة الواقعية والحقيقية هي العنصر الإخراجي
الأهم التي ركزت عليها في الفيلم، فمواقع التصوير لم تكن داخل استديو بل
صورت جميعها في بيروت في مواقع خارجية من نبض الشارع حتى بيت الفتى مروان
الذي يعيش في فقر مدقع كان كل هذا حقيقياً، حيث صورنا في حيه وبيته؛ حتى
الشخصيات الأخرى من الشباب الذين يبيعون المخدرات ويتاجرون بها هم أشخاص من
الشارع وليسوا ممثلين اخترناهم بصورة طبيعية من خضم الحياة ومعتركها وهذا
ما أعطى الفيلم نكهته وخصوصيته .
·
تركزين في حديثك عن شخصية مروان
ما لسبب؟
- هذا الفتى استوقفتني ملامحه الطفولية ولمحة
الحزن في عينيه وهو ليس ممثلاً وحاولت كما قلت لك أن أكون واقعية في نقل
القصة على قدر المستطاع وقبل أن التقي مروان اخترت أداء أكثر من طفل لكن
ملامحه التي تشير إلى شيء ما مكسور في شخصيته هي من قادتني إليه، وهذه
المواصفات هي التي أثرت في المشاهد الذي تفاعل مع أدائه بشكل لافت .
·
مالمغزى الجوهري من كل ماذكرتيه
عن الفيلم؟
- هما رسالتان، الأولى نحن كبشر ممكن أن تنقلب
حياتنا كلها بجزء من الثانية، والرسالة الثانية أن أقدارنا معلقة بعضها
البعض، فهذا الفيلم هو قصة درامية جمعت محاور الأحداث كلها في موقف حاسم
وهو الحادثة التي أفقدت نور توازنها جراء فقدانها أهلها وبعدها تتوالى
الأحداث على الآخرين في محاولة دفع نحو الأمام وكل واحد منهم يحاول البحث
عن مخرج نجاة وحالة تعيد له توازنه مرة أخرى .
·
كيف تنظرين إلى واقع السينما
اللبنانية؟
- الواقع صعب ومعقد جداً وذلك لأسباب عدة أولها أن
لبنان ليس بلداً كبيراً والجمهور فيه لم يتعود على حضور الفيلم اللبناني
ولا حتى الذهاب لحضور مسرحية لبنانية، وهذا نتيجة تأثر السينما اللبنانية
بالسينما العربية وللأسف الأسواق العربية مازالت مغلقة ولم تصل إلى مرحلة
الانصهار الفني السينمائي والانفتاح على بعضها البعض، فليس من السهولة في
وقتنا الحالي أن يدخل فيلم لبناني على مصر، وهذا من شأنه أن يضعف الإنتاج
السينمائي سواء في لبنان أو العالم العربي، ومهما قلنا إن السينما فن
فالأصح أن نقول إنها صناعة لها ظروفها وشروطها وإمكاناتها وشركات خاصة
تدعمها مادياً، فالمنتج اليوم لا يستطيع أن يدفع مبالغ كبيرة على فيلم غير
ناجح ولا يستطيع أن يضمن نجاحه، وبرأيي الفرصة الوحيدة أمامنا هي الدعم
الخارجي من دول معينة تحرك سوق الفيلم اللبناني وتروج له وتصنعه صناعة
حقيقة أما غير ذلك فلا أمل من انتعاش السينما اللبنانية .
·
كيف وجدت مهرجان دبي هذا الدروة؟
- متألق كعادته وسعدت جداً لاختيار لجنة المشاهدة
للفيلم وهذا أعطاني ثقة كبيرة في استحقاقية العمل للمشاهدة وبأنه يستوفي
الشروط والمواصفات من حيث جودة التصوير والحبكة السينمائية التي توافقت مع
مستوى المهرجان وحجمه العالمي ولي أيام في دبي حضرت عرض فيلمي وتلمست ردود
الفعل والأجواء العامة المشجعة وأتمنى أن يكون الفيلم قد حقق رسالته، كما
أنني متشوقة للتعرف إلى أسماء جديدة في عالم السينما خاصة أن المهرجان
يحتوي على تنوع ضخم من كبار صناع السينما العالمية .
الخليج الإماراتية في
13/12/2012
فيلم مشاهده توثق قصة بائسة
"يا
من عاش" يجسد كفاح المرأة التونسية بعد
الثورة
دبي - باسل عبد الكريم
يعتبر الفيلم التونسي “يا من عاش” للمخرجة هند بوجمعة، فاتحة عهد جديد
في مسيرة الإنتاجات السينمائية الوثائقية التي يعتبر الكثير من صناع
السينما أنه حان الوقت لتأخذ مكانها الطبيعي ضمن المشهد البصري التونسي
بدرجة أولى .
الفيلم من انتاج حبيب عطية، ودرة بوشوشة، وتصوير حاتم ناشي ومهدي
بوهلال وسوار بن حسين، ومونتاج نعيمة بشيري وإيمان عبد الباري و مهدي
برصاوي، وسيناريو مخرجة الفيلم نفسها حيث أسهمت في كتابة سيناريوهات عدد من
الأفلام التونسية، وتدرس كتابة السيناريو في “ايدوكاتل باريس” إذ أخرجت
فيلمها القصير الأول في عام 2008م واشتركت بكتابة سيناريو فيلمها “تحت
الجنة” لمصلحة برامج التدريب في ميديا فيلم، وأخرجت العديد من أفلام الحملة
الترويجية ل “مهرجان قرطاج” السينمائي عامي 2008م و م2010 وهي خريجة معهد
بروكسل للاقتصاد .
يتناول فيلم “يا من عاش” في 71 دقيقة، كفاح امرأة من عائلة فقيرة من
أجل تحسين وضعها الاجتماعي وتوفير أبسط شروط العيش الكريم بعد أن فتحت ثورة
14 يناير/ كانون الثاني 2011م في تونس الأبواب أمام المعدمين أمثالها
للمطالبة بحقهم في الحياة والتمتع بخيرات البلاد، ففي الحقيقة لا شيء تغير
في تونس ما بعد زين العابدين بن علي، هذا ما تقوله عايدة كعبي بطلة الفيلم،
المرمية بلا مأوى حيث تمضي من حي إلى آخر ومن بيت إلى آخر، وهي تسعى لإيجاد
أربعة جدران تأويها هي وأولادها في تونس . بمتابعة مشاهد الفيلم بالتقنية
العالية المستخدمة في التصوير، والحبكة القصصية بأدق التفاصيل، يشعر
المتلقي بأنه أمام معالجة سينمائية أكبر من كونه فيلماً وثائقياً، بسبب ما
يعرضه من مشاهد ومن قسوة الحياة التي تواجهها هذه المرأة مع أولادها، حيث
يقدم الفيلم وثيقة مهمة حول ما يحدث في تونس والبلدان العربية عموماً، فحال
عائلة عايدة كعبي التونسية عبارة عن صورة مصغرة عما يمكن أن تكون عليه حال
معظم العائلات العربية . ما يميز فيلم هند أنها بحثت فيه عن المواطن الذي
يطالب بحقه، ومن يتابع الفيلم يشاهد حركات الكاميرا التي توثق لقطات قصة
بائسة، بكل تفاصيلها، في أحد المشاهد تقودنا الكاميرا إلى سجن النساء في
تونس ثم تقف الكاميرا مع ابنها المعاق أمام باب السجن لتستقبلها عند
خروجها، في إيحاء أنها سجنت ظلماً هذه المرة بعد اتهامها بسرقة سيدة كانت
تعمل في تنظيف منزلها . وفي ظل التحولات التي عاشها المجتمع التونسي
عموماً، وبعد مرور ما يربو على سنتين على سقوط زين العابدين بن علي
والأحداث التي تشهدها المنطقة العربية، كيف تنظر هند بوجمعة كمخرجة
وكمواطنة إلى ما يجري على أرض الواقع؟ فهي كما تصف، وجدت بطلة الفيلم في
الشارع، حيث كان الجميع بعد الثورة ورحيل زين العابدين بن علي موجوداً
والناس تشعر بأنهم أصبحوا أسرة تقطن بيتاً واحداً، إلا أن هذه الفتاة كانت
منزوية مع ولدها في إحدى جنبات الشارع، فأثارت فضولي للحديث معها، ومن خلال
تقاطعات وملامح وجهها اكتشفت أنها تعيش معاناة كبيرة، وخلال ساعة فقط قررت
أن أتتبعها، لتوثيق قصتها . أما عن الطريقة التي اتبعتها المخرجة في صنع
عملها فتقول: ذهبت إلى الفيلم عن طريق قلبي ولم أبحث عنه كثيراً، حملت
الكاميرا واعتمدت على إحساسي، لدرجة أني لم أشاهد ما صورته لفترة طويلة،
ولم أكن أريد الحصول على عمليات محسوبة تأخذ الفيلم في اتجاه آخر، فإنتاجه
بلغ 120 ألف دولار جاءت كلها من صناديق الدعم، واعتمدت في التصوير على
أنواع مختلفة من الكاميرات الرقمية، حيث لاحقت بها طوال سنة ونصف بطلة
القصة خلال الثورة وبعدها، فقط ليطل المشاهد على واقع تلك الأم الفقيرة
والمعدمة والمطلقة، لها من الأولاد أربعة اثنان منهم وضعا في دار رعاية
وأحدهم معاق تهتم به الوالدة التي لا تمتلك سكنا محترماً ولا عملاً يقيها
شر العوز بعد طلاقها المبكر .
فيلم “يا من عاش” وثائقي يعكس التحولات التي عاشها المجتمع التونسي،
ويعتبره منتج الفيلم حبيب عطية صفعة على وجه أولئك الذين تناسوا الشعب
التونسي ما بعد الثورة، فهذه النوعية من الأفلام لها مكانة كبيرة في المشهد
السينمائي العربي، وما كان لها أن تتنتج في فترات سابقة . وهنا يشدد حبيب،
على أهمية مسألة الإنتاج العربي الكامل للفيلم الذي أنجز من دون أي منتج
غربي الذي كان من الممكن أن يطلب تغييرات في السيناريو، حيث أصبحت للأفلام
العربية الوثائقية صناديق دعم عربية عدة، وهو أمر مستجد على ساحة الانتاج
الوثائقي العربي، ولكن التلفزيونات لم تقم بعد بدورها المطلوب للمشاركة في
إنتاج الأفلام الوثائقية كما هي الحال في الكثير من بلدان العالم .
عبر استضافة مجموعة من صناع
السينما
المهرجان يحتفي بمرور 100 عام على السينما
الهندية
دبي - باسل عبد الكريم
يحتفي مهرجان دبي السينمائي في دورته الحالية بمرور 100 عام على صناعة
السينما الهندية، وفي هذا الاطار استضاف المهرجان أمس مجموعة من صانعي
الافلام من “بومباي” و”كالكوتا” و”كيرلا” لمناقشة واقع جديد للأفلام
الهندية المثيرة والمستقلة، وكيف أثرت على عملهم، وبأية طريقة ساهم التعاون
العالمي المشترك في هذا التغيير، ودور النشاط السينمائي في منطقة الخليج في
انتشار الحركة السينمائية الجديدة وحاضر فيها كل من آشيم أهلوواليا مخرج
فيلم “الانسة الفاتنة” وجوي ماثيو مخرج فيلم “الدكان” وراجكومار باداف بطل
فيلم “شاهيد”، وأدارت الندوة دروثي وينر، مستشارة برامج شبه القارة الهندية
في مهرجان دبي السينمائي الدولي .
مع تزايد حضور الافلام الهندية حول العالم، وخارج المشهد البوليودي
المعتاد، ظهرت موجة جديدة من الأفلام المستقلة تزامناً مع احتفالات الهند
بالذكرى المئوية لعرض أول أفلامها في دور العرض، حيث اسهم تنوع الأساليب
والفنون المستخدمة حديثاً في صناعة السينما، بتقديم حقيقة يبدو بأن
الفنانين النجوم بدؤوا بأخذها بعين الاعتبار، تتمحور في طريقة جديدة لتصوير
الوجه المتغير للهند، وأمام هذا الواقع الذي أطلق على الافلام الهندية مسمى
“الموجة الجديدة” يقدم المخرج المستقل في صناعة السينما آشيم اهلوواليا،
وجهة نظره معتبراً أن هذه التسمية غير دقيقة في معناها العام، فمن المعروف
أن السينما الهندية ليست موجة جديدة كما تسمى، وقد أطلقها المستفيد من هذه
الأفلام لتسويقها بطريقة ذكية، في هذا الصدد يقول أوافق أكثر على أن القول
بأن هناك ظهوراً لأفلام مختلفة في الهند عما يعرفه الجمهور ويشاهده في
بوليود، وأرى أن العام 2012 هو عام هذه السينما المختلفة حيث نجد أن هناك
أفلاماً من هذا الطراز لمنتجين ومخرجين وممثلين غير معروفين، وهم مستقلون
تماماً في مهرجانات عالمية كثيرة، وهناك جيل من الشباب المستقلين ارتاح
للعمل بطريقة مغايرة، يقدم أفكاراً مختلفة وجديدة على السينما الهندية، وما
ساعد على جدية هذا الانتاج الجديد هو الإقبال العالمي على هذه النوعية من
الافلام .
ويوافقه في هذا القول الممثل راجكومار ياداف، ويقول نعم الأمور تغيرت،
فقبل سنوات لم أقبل في أي من الافلام الهندية، بسبب النظرة السائدة التي
تقبل بالنجم فقط في الافلام السينمائية، بينما اليوم يوجد مخرجون لا يبحثون
عن النجوم لأفلامهم، لذلك بدأت المساحة تظهر وتتسع أمامنا، هذا التغير في
السينما الهندية جاء كنتيجة ورد فعل للانفتاح الاقتصادي للهند على باقي دول
العالم وأن هذا سبب مباشر في تقديم أفلام لها أبطال غير نجوم بوليوود
المعروفين، بعضهم من أصحاب البشرة الداكنة، وكذا بداية ظهور اللغة العامية
في الأفلام الهندية . والواقع الحالي يقول إن التوجهات الجديدة لصناع
السينما الهندية تتجاوز يوتوبيا أو مدينة بوليوود الفاضلة، لتخرج لنا صورة
حقيقية عن الواقع الهندي، وما يحويه من مشاكل، وهذه البداية لتغيير الفكرة
المعروفة حول الافلام الهندية .
ويرى المخرج جوي ماثيو الذي يعمل في صناعة الافلام السينمائية
وبالتحديد في شرق الهند منذ 20 عاماً، أنه لا توجد هوية محددة للسينما
الهندية، لأن الهند بلد فيه ثقافات مختلفة ولهجات متنوعة، وهي بدأت في
الوصول إلى أماكن ومؤسسات وقنوات بث وتوزيع ومنتجين جدد ومختلفين . وما هو
واضح أكثر أن السينما الهندية هي الأكثر تركيزاً من قبل العالم، وذلك ارتبط
بثورة تقنية المعلومات التي انطلقت من الهند، فالفيديو الرقمي ظهر منذ
أواخر تسعينات القرن الماضي، وهو ما حفز على قيام ثورة في صناعة الأفلام
المستقلة التي تنتج نحو 5000 فيلم مستقل سنوياً . وأصبح العديد من مخرجي
الأفلام الروائية يرون في الأفلام القصيرة والوثائقية منبعاً للأفكار
المبتكرة، إضافة إلى أن انخفاض تكلفة الإنتاج الرقمي المستقل يتيح الفرصة
لمزيد من التجريب، وما ساعد أكثر على هذه الحركة الجديدة والنشطة عالمياً،
هو صمود الهند في وجه الازمة المالية العالمية، والأصح أن نتحدث عن حركة
سينماية مستمرة من الأفلام الجديدة، الهند اليوم هي الأكثر تقسيماً للجمهور
سينمائياً اذا صح التعبير، حيث أصبح هناك دور عرض صغيرة وتجمعات سينمائية،
مقارنة مع الماضي حيث كان المنتجون يخضعون لاحتكار دور العرض الكبيرة،
إضافة إلى أن الحركة السينمائية المتمثلة في دور العرض أصبحت أكثر جماهيرية
واجتماعية، حيث بات بامكانهم الدخول الى دور العرض واختيار ما يفضلون
مشاهدته .
أحد اسئلة الندوى دارت حول مدى أهمية الانتاج المشترك والخدمة التي
يقدمها للأفلام الهندية الجديد، ويرى المخرج جوي ماثيو، أنها إحدى النقاط
المهمة التي تشكل فرصة لتوضيح سبب عدم الاهتمام بالافلام الوثائقية في
الهند، وغياب الدعم بشكل كامل، وبشكل متناقض وإذا فتحنا كتب المشاركات في
المهرجانات الدولية سنشاهد كماً كبيراً من الأفلام الوثائقية الهندية
المشاركة، والحقيقة أن هذا الكم من الأفلام وجدت، وخرجت للنور بسبب التعاون
الدولي المشترك ما بين المنتجين الهنديين الجدد والدوليين، وهذه النقطة
يحددها المخرج آشيم اهلوواليا، على أساس مشكلة الأفلام الهندية المستقلة،
حيث انتج فيلمه الأول بشكل مستقل تماماً، واخذ حقها في الانتشار في دور
العرض المحلية وحصد نتائج مرضية جداً، بينما في فيلمي الثاني لأني احتجت
إلى تمويل أكبر، فأخرجت بإنتاج مشترك، وحينها اعتذرت كل دور العرض
السينمائية عن عرض الفيلم لأنه إنتاج مشترك، فالنسبة الأكبر من صناع
السينما لا يفضلون هذا النوع من التعاون، فهناك تزايد في أعداد الذين
يشاركون في الأفلام القصيرة، والمنظمات غير الرسمية التي يتم تأسيسها،
إضافة إلى اتساع نطاق عروض المقاهي والنوادي، مما يخلق المزيد من المنصات
لصانعي الأفلام القصيرة لعرض أعمالهم، وعلى الرغم من أن سينما بوليوود غطت
على حركة الأفلام المستقلة، إلا أنها كانت موجودة دائماً بانتظار متنفس لها
للانطلاق والتفاعل مع الجماهير .
منطقة الخليج خلال 10 سنوات الأخيرة أصبحت الأكثر أهمية في اطلاق
الافلام السينمائية، وبخاصة الهندية لكونها الجالية الأضخم عدداً في دولة
الامارات . وفي هذا الصدد يقول المخرج جوي ماثيو، لا أرى أن هذا التعاون
يحدث بشكل حقيقي كما كان في السابق، قد تحظى الافلام بمشاهدة كبيرة، لكون
هناك نسبة كبيرة من الجالية الهندية تعيش هنا، ولكن هناك عنصر ناقص يرتبط
بالتبادل الثقافي والاقتصادي كان موجوداً في السابق ثم تضاءل، وللحديث عن
منطقة الخليج كمستقبل لصناعة السينما، ومساعدتها على نشر الفيلم الهندي
الجديد، نحتاج إلى إحياء التشارك الثقافي والتبادل الذي كان في الماضي .
بينما الممثل راجكومار ياداف، يرى وضع السينما الهندية المستقلة، بفضل
التقدم في التقنيات الرقمية، من السهل نسبياً إنتاج فيلم . ويقول: إن صناع
السينما الذين يؤمنون بأنفسهم، ولا يهتمون بربطهم بأسماء كبيرة للترويج
لمشاريعهم ماضون نحو أفق جديد، هذه الأفلام تحتاج إلى أن تُكتشف . إن
الأفلام المنتجة في ستوديوهات بوليوود، التي هي مختلفة قليلاً عن أفلام
بوليوود المتداولة، يتم تقديمها لوسائل الإعلام على أنها أفلام مستقلة،
لأنهم لم يحاولوا حقاً استكشاف ماهية السينما الهندية الحقيقية المستقلة .
الخليج الإماراتية في
13/12/2012
عبروا عن ثقافتهم وقدموا المساعدة
للضيوف
شباب متطوعون في حب المهرجان
دبي - محمد هجرس
الشباب الإماراتي في المهرجان تحول إلى عنوان للولاء والحقيقة التي لا
تغفلها عين ناقد، في مجال التطوع الذي برزت جهودهم وقدرتهم فيه فتحدوا
الصعاب من أجل الارتقاء بالوطن، وهو ما وعته إدارة مهرجان دبي السينمائي
الدولي الذي عمل منذ الدورة الأولى على استقطابهم من أرجاء الدولة كافة،
سواء كانوا طلاباً أو خريجين، ووفر لهم الإمكانات بلا حدود، ما خلق لديهم
الرغبة في الاستمرار وتقديم أفضل ما لديهم في مساعدة بكل السبل، التقينا
العديد من المتطوعين ومعظمهم من الفتيات .
سألناهم عن أسباب التحاقهم بفريق المتطوعين بالمهرجان، فمنهم من قال
إنه أراد تحقيق حلمه بالتواصل مباشرة مع المشاهير، والبعض أصر على وجوده
لعرض الثقافة والتراث الإماراتيين للضيوف ليثبت أنه صاحب حضارة ضاربة في
جذور التاريخ، وهناك من اعتبرها فرصة لاكتساب المزيد من الثقافات التي
تمتزج ببعضها بعضاً داخل أروقة المهرجان من خلال الصورة والحوار الدفئ
والموسيقا الصاخبة .
ريم حويدر طالبة بكلية القانون في جامعة الشارقة تقول: إنها شاركت
كمتطوعة في المهرجان من الدورة الماضية، لكنها فوجئت بإدارته تعرض عليها
الوظيفة كمتطوعة فقبلت على الفور، واستمرت في دراستها الجامعية، مؤكدة أنها
تعتبر التطوع صندوقاً مملوءاً بالأسرار، وعلى عشاقه العمل على فتحه، ومعرفة
ما بداخله ومن خلال قيامها بهذه المهمة في المهرجان تعرفت إلى كيفية
التحاور مع الآخر، الذي يحمل ثقافة وطنه، وكذلك مشاهدة الأعمال السينمائية
في أوقات الراحة فتتعرف إلى حياة الناس، ما أدى إلى شعورها بتطور في
شخصيتها، ولفتت إلى أن أجمل ما في العمل أنها تتحدث مع المشاهير والنجوم
ويستمعون إلى التعليمات التي تبرزها لهم بهدف تأكيد أن دبي تمتلك ثقافة
مختلفة عن البلدان الأخرى، وهو ما يجعلها فخورة بوطنها الذي يرفرف علمه في
كل أرجاء العالم .
حصلت على شهادة في الموارد البشرية من جامعة زايد، لكنها رفضت كل شيء
وهرولت متطوعة، هذا ما تؤكده حمدة العارف، التي تقول إنها تعشق التطوع منذ
أن كانت في المرحلة الثانوية، لذلك التحقت بالمهرجان من الدورة السابقة
التي كانت تعتبرها أهم مرحلة في حياتها لأنها تعرفت إلى عوالم مختلفة
تماماً لم تكن تعرف عنها شيئاً، وهو ما تأكد لها عندما بدأت في التعامل مع
النجوم والمشاهير الذين وجدتهم أناساً عاديين لا يختلفون عن باقي البشر،
مشيرة إلى أنها تحاول دائماً في حواراتها إبراز التقاليد الإماراتية وتأكيد
ثقافة وتاريخ الدولة، وأنهم يمتلكون صناعة سينما مثل “دار الحي” و”صرخة”
و”الطريق” والعديد من الأعمال الفنية التي قدمت الحياة القديمة والحديثة
إضافة إلى الطرب الأصيل الذي يقدمه المطرب حسين الجسمي .
وأشارت إلى أن عشقها للعمل التطوعي دفعها للتفكير في عمل ماجستير في
الفعاليات، لأن الدولة ملأى بالفعاليات التي باتت ثقافة مجتمعية كبيرة،
خصوصاً في دبي، وذلك بهدف الإضافة والعمل على تطويرها للأفضل من وجهة نظر
الشباب .
ويختلف محمد البستكي عن كل ذلك لأنه للمرة الأولى يشارك من خلال
مهرجان دبي السينمائي ويتعرف إلى التطوع الذي كان يسمع عنه فقط، من دون أن
يعي أهدافه التي جعلته يشعر بسعادة كبيرة، خصوصاً بعد انغماسه وسط
المتطوعين وحصوله على الدورات التأهيلية التي جعلته يشعر بأهميته، وهو واقف
في عمله داخل المهرجان، ويطبق كل ما تعلمه من صدق وجدية وسرعة في الأداء،
والتصرف بذكاء والانصات للجميع ما أدى إلى تطور رهيب في شخصيته، وهو ما
انعكس بالتالي على فهمه لطبيعة عمله الذي يحاول فيه دائماً الاعتزاز بوطنه
وبقيادته الحكيمة، موضحاً أنه عندما يشاهد أي إماراتي من صناع السينما
يتجول في ردهات المهرجان يشعر بفخر ويقول لنفسه نحن الإماراتيين جئنا
بالسينما وصنّاعها إلى دبي، وها نحن نحصد ما غرسناه خلال السنوات الماضية .
ولفت إلى أنه يتعامل مع الآخرين بجدية حتى يقدم أفضل ما لديه من أجل
مساعدتهم .
وتقول فاطمة الحرز الطالبة في كليات التقنية بدبي إلى أنها تطوعت من
قبل في مجالات عدة، لكنها كانت تحلم دائماً بالتطوع في المهرجان الذي
تعتبره أهم نافذة على الثقافة العالمية، وبهدف التعرف إلى ثقافة الصورة
التي تعتبرها أهم من يخاطب العقل والقلب، مؤكدة أن الأجواء في المهرجان
أضافت لها العديد من الخبرات مثل كيفية التعامل مع الآخرين، والخروج من
شرنقة الخجل التي سيطرت عليها طيلة السنوات الماضية، وأصبح لها شخصية أخرى
لم تكن تعرفها من قبل وازدادت حماسة واندفعت إلى عرض الثقافة الاماراتية
خلال تعاملها مع الضيوف الذين ينصتون لها حين تتحدث إليهم باللغة العربية
أو الإنجليزية، وتنجح دائماً إلى مزج التراث القديم بالحاضر انطلاقاً من
أننا جميعاً أولاد المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد .
وأضافت انها أصبحت ترى نفسها الآن جديرة بأن تفتخر بأنها إماراتية بعد
ان أصبح عملها التطوعي بصمة على مستوى العالم، وتشاهد نفسها وزملاءها وهم
يملأون الأرض حباً انطلاقاً من ان التطوع بمنهجه الاجتماعي والإنساني سلوك
حضاري ترتقي به المجتمعات والحضارات منذ زمن بعيد فهو عمل إنساني في المقام
الأول .
ويقول أحمد محمد الحمادي، طالب في كلية القانون بدبي، انه جاء
للمهرجان كمتطوع منذ السنة الماضية، معتبراً وجوده حتى الآن حلماً لم يكن
يستطيع تحقيقه لولا توفير إدارة المهرجان فرصة للشباب الإماراتي للإسهام في
صنع الحضارة الإماراتية، وهو ما أدى به الآن إلى الوقوف بفخر في كل مكان
يرتاده لتأكيد الحب والاحترام المتجسد في أروقة المهرجان الذي أعده إعداداً
جيداً طوال السنة الماضية وخلال هذه الدورة التي يعتبرها من أهم الدورات
التي حضرها بسبب احتفاء المهرجان بالمخرجين الإماراتيين وتخصيص جائزة خاصة
بهم، مشيراً إلى أنه الآن أصبح قادراً على عمل أي شيء بعد أن أصبحت لديه
القدرة على الحوار والإنصات الجيد إضافة إلى الحضور بشكل دائم داخل
المهرجان طوال فترة انعقاده .
وعبر عن سعادته بالتواصل مع النجوم الذين شاهدهم في الشاشة الكبيرة،
وتحاور معهم وقدم لهم المساعدات التي تنحصر دوماً في التعرف إلى المكان،
ورغم حبه لهؤلاء النجوم إلا أنه لا يندفع في طرح الأسئلة لأنه يعرف حدود
عمله التي لا يمكن أن تخرج عن المهام المكلف بها حتى لا يسبب أي قلق لهم،
وكل ذلك نابع من الجدية .
ويرى خليفة البلوشي، يدرس في جامعة الغرير، التطوع رسالة استقاها من
صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس
الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لذلك فالتطوع صورة حضارية، مشيراً إلى أن
وجوده كمتطوع داخل المهرجان من اهم جماليات فكر الادارة التي تحاول إبراز
الثقافة التراثية لدولة الإمارات .
ولفت إلى انه يحاول دائما تقديم الموروث الثقافي الاماراتي من خلال
حواراته مع الضيوف وهو ما استفاد منه كثيراً، خصوصاً انه تعرف إلى العديد
من الثقافات الأخرى الحاضرة بقوة داخل المهرجان .
وترى عهود الزيودي، تدرس في كلية التقنية في دبي، والمتطوعة في
المهرجان أن وجودها في المهرجان للمرة الأولى خلال هذه الدورة هو البداية
الحقيقية لتعرفها إلى التطوع وثقافته معتبره ذلك تجربة رائعة خاصة أنها
تشارك في تنظيم مهرجان فني مملوء بالنجوم والمشاهير فضلاً عن أنها تقدم لهم
المساعدة، مؤكدة أن التنوع في المشاركة كمتطوعة في أكثر من مكان تجربة
أضافت لها الكثير في دراستها وعلاقتها بزميلاتها، لأن شخصيتها تغيرت ما أدى
إلى تغير أحلامها وأفكارها لذلك تشعر بسعادة لوجودها مع جنسيات مختلفة كونت
معها صدقات .
وتقول شيخة الحمادي طالبة في جامعة زايد ومتطوعة: إن حياتها اختلفت
منذ لحظة دخولها إلى المهرجان وشعرت بأن حياتها قبل ذلك كانت روتينية
تماماً لكنها الآن تجددت وأصبح لها معنى، لأنها تكلف بإنجاز العديد من
الأشياء أهمها استقبال الضيوف ومساعدتهم وتقديم الإجابات عن أسئلتهم مضيفة
أنها الآن تشعر بأهميتها وقيمتها لإيمانها بأن الشخص المتطوع له قيمة كبيرة
حتى ولو كان يؤدي دوراً صغيراً، وأوضحت أنها تعرفت إلى التطوع هذة الدورة
وتعتبر تجربة ربما تأخذها إلى عوالم أخرى فتتغير حياتها وارتبطت أكثر
بالثقافة الإماراتية التي تحاول مزجها بالتراث .
أسماء عبدالعزيز متطوعة إماراتية في المهرجان منذ السنة الماضية تقول
أنها جاءت إلى المهرجان وهي في السنة الرابعة بجامعة زايد لإيمانها بأن
التطوع في حد ذاته فرصة لعرض ما يؤمن به الشباب وهي أفكار جاءتها من
دراستها للإعلام إضافة إلى عشقها للتصوير الثابت والمتحرك مشيرة إلى أنها
تطوعت من قبل في أماكن أخرى لكنها حرصت على المشاركة في المهرجان لذلك
تتمني أن يتمسك بها المهرجان وبزميلاتها من الدورات المقبلة .
ولفتت إلى أنها تقوم بنشر ثقافة التطوع بين البنات لدفعهن للمشاركة في
بناء الفكر الجديد الذي أسس له صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم
نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي .
ثقافة سينمائية
محمد الحوسني مدير أول الموارد البشرية والإدارية بمؤسسة دبي للترفيه
والإعلام يشير إلى أن الإدارة تفتح مجال التطوع لكل الجنسيات ولكنها تمنح
أولوية للمواطنين مذكراً أن السنة الأولى من المهرجان تختلف تماماً عن هذه
الدورة حيث يشارك فيها 800 متطوع إضافة إلى 300 موظف يعملون جميعاً تحت
إدارة المهرجان التي تعمل على استقطاب الشباب الذين لديهم ثقافة سينمائية
حتى ولو كانت ضئيلة لأننا نعمل على تنمية هذه الهواية الفنية ونعطيهم دورات
بحسب الأهداف التي نريد تحقيقها في حين أن المتطوع يتلقى دورات تدريبية
تؤهله لمواقع متعددة .
وعن المواقع الموجودة بالمهرجان يقول إنها ثلاثة مواقع: مسرح الجميرا،
وقاعة أرينا، ومول الإمارات، والعمل يتوزع عليها فهناك من يقوم بقطع
التذاكر أو يفتح الباب أو يقدم خدمة أخرى مؤكداً أنهم كفريق عمل يجلسون
دوماً للتشاور وطرح الأفكار واختيار الأفضل منها ويعملون على تطويرها
ومتابعة ما تم تنفيذه .
ويشير إلى أنه كمسؤول يقوم بتفقد المواقع ساعة بساعة حتى آخر مناوبة
وأنه لا يحاسب المخطئ في مكان عمله ودائماً يقدم النصيحة .
ندوة حوارية تستعرض صناعة السينما
بالمنطقة
دبي - “الخليج”
في كل عام وكعادته لا ينتهي مهرجان دبي السينمائي، إلا وقد وضع أو
اقترح العديد من الحلول للعقبات التي تواجه صناعة السينما في المنطقة
العربية، في ندوة حوارية جديدة ضمن دورتها التاسعة، عن عقبات توزيع الفيلم
العربي، طرح الكثير من الأسئلة حول لماذا لم يتم عرض العديد من الأفلام
العربية في المنطقة؟ وهل يكمن السبب في أن الموزعين الإقليميين يعانون
مشكلة في التسويق؟ أو أن السبب ببساطة يكمن في عدم توافر الجمهور لمتابعة
الأفلام المنتجة محلياً؟ هل يمكن للمبادرات الأوروبية أن تساعد على معالجة
هذه العقبات؟ شارك في الإجابة عن هذه التساؤلات كل من المحاضرين جمال
الشريف رئيس مجلس إدارة لجنة دبي للانتاج التلفزيوني والسينمائي، وناديا
عليوات منتجة فيلم “لما ضحكت موناليزا”، وحبيب عطية منتج تونسي، وفاليرو
كاروسو مدير فريق “آر إم إس يو”، وجيالونكا تشاكرا مديرة “فيرونت
انترتينمنت” للتوزيع، بينما أدار الندوة كاثرين برسي مديرة سوق الأفلام
الأوروبية .
شكلت هذه الندوة تفاؤلاً لصنّاع السينما العرب، حيث أعلن خلالها عن
تأسيس أول شبكة توزيع للأفلام العربية لدول البحر المتوسط، وذلك من خلال
“فيلم مارت”، وتضم مجموعة من الموزعين في الدول العربية، بهدف التأثير في
مؤسسات وطنية ودولية لدعم قطاع توزيع الأفلام، ولمشاركة المعلومات والخبرات
بين الأعضاء، ولترويج التصوير السينمائي الوطني داخل وخارج المنطقة
العربية، ولقيادة أبحاث وإنشاء مركز يهدف إلى دراسة صناعة الأفلام العربية
.
مشكلة توزيع الأفلام العربية في رأي جمال الشريف، ليست موجودة في
المنطقة الخليجية فقط، مع العلم أن مهرجان دبي السينمائي خلال سنوات لعب
دوراً في توزيع الفليلم العربي، واحتكاكه بصناع السينما العالميين، ولدى
دبي البنية التحتية التي تؤهلها لصناعة منصة عالمية على مستوى صناعة
الأفلام، وخلال هذا الانفتاح يحلم بوجود فيلم إماراتي روائي طويل، يشاهده
العالم لسنوات متواصلة . والعقبة الأساسية لتوزيع الأفلام في العالم العربي
كما تحدثت عنها جيالونكا تشاكرا، أن الجمهور في العالم العربي لا يتتبع
الفيلم السينمائي، بل يتتبع البطل والسينما المصرية .
من جهة أخرى هناك لغط في هذا السبيل، فمن الغريب جداً بالنسبة لنا أن
نرى الفيلم الأردني لا يوزع في المغرب، وكذلك التونسي لا يجد إقبالاً في
دبي على سبيل المثال، وهذا سببه صالات العرض التي تبحث عن الربح التجاري من
خلال الأفلام المعروفة أو التي يدار الحديث عنها بين
الجماهير . والمثير أيضاً أن فيلم نادين لبكي حقق 30 ألف مشاهدة في
عرضه الأول دولياً، بينما أكاد أجزم بأن هناك من لم يسمع باسمها في بعض
البلدان العربية، فكيف لهذا الفيلم أن يوزع أو يأخذ طريقه للمشاهدة
العربية؟ ومشكلة التوزيع في العالم العربي، تتمثل في أن الإقبال يكون فقط
على الأفلام المحلية . كذلك أبدى المنتج حبيب عطية، أسفه لأن ضمان عرض
الأفلام المغربية أو التونسية أو الجزائرية لا يزال أمراً صعباً حتى في
الخليج، فضلاً عن باقي أنحاء المنطقة، إذ تركز الأسواق المتقدمة مثل
الإمارات على أفلام هوليوود وبوليوود، بينما تعاني أفلام دول أخرى من نقص
مزمن في عدد العروض، وبالرغم من أن بلداننا حققت تقدماً في ما يتعلق
بالرقابة، إلا أن التوزيع لا يزال يشكل عقبة رئيسة في تونس على أقل تقدير،
فليس لدينا الآن سوى 12 دار سينما، وهذا لا يشكل قاعدة لصناعة سينمائية،
أما إذا توصلنا إلى 150 سينما فعندها سيتمكن المنتجون من النمو، وأرى أنه
من الصعب توزيع فيلم تونسي في العالم العربي بسبب اللغة، لذلك نتوجه إلى
الأسواق الأوروبية لتوزيع أفلامنا أكثر مما نتوجه للعالم العربي .
ناديا عليوات، من واقع تجربتها في فيلم “لما ضحكت موناليزا”، الذي
يعرض في مهرجان دبي السينمائي، قالت: نجاح الفيلم العربي في التوزيع حالة
شاذة لا ينطبق على جميع المنتجين، نجاحنا توزيع الفيلم كان بسياسة شخصية،
ف75% من التمويل حصلنا عليها نقداً، وعندما بدأنا بتطوير الفيلم، رغبنا في
عرضه على الجمهور الأردني أولاً ليكتسب شهرة بين صالات العرض، التي تؤمن
بدورها سمعة الفيلم، للمشاهد العربي . وفي ذات الوقت اعتمدنا على يوتيوب
وفيس بوك في نشر حملة موسعة عن الفيلم وقصته، هذه السياسة أمنت لنا تواصلاً
مباشراً مع الموزعين، وعلى عكس ما يفعل الجميع لم نعرض الفيلم كسيناريو، بل
فتحنا عرضاً مجانياً ودعينا له العديد من جهات التوزيع، للاقتناع شخصياً
بمدى نجاح الفيلم كقصة .
الخليج الإماراتية في
13/12/2012 |