انطلق مهرجان دبي السينمائي الدولي في دورته التاسعة مساء الأحد
الماضي، جالباً معه 158 فيلماً من 61 دولة، ناطقة بـ43 لغة مختلفة، وفيها
50 عرضاً عالمياً أول. هنا، قراءة في ثلاثة أفلام مهمة تتشارك تيمة المأساة
والانغلاق، في انتظار العودة الى التفاصيل الكاملة حول نسخة ثرية ومتنوعة.
فيلم برناردو برتوللوتشي الجديد، "أنا وانت"، تجري احداثه داخل
المساحات المغلقة، بعيداً من أضواء المدن القاتلة. مخرج "التانغو الأخير في
باريس" يصور مراهقاً غريب الأطوار (جاكوبو أولمو أنتينوري) يقرر العيش في
كهف المنزل تفادياً للاصطدام بأهله ومحيطه. فيلم يلعب على ارضيات متعددة،
ويعيد إلقاء الضوء على جوانب خفية وغير مظنونة من شخصية برتوللوتشي
السينمائية. ما ينجزه برتوللوتشي مع هذا الفيلم هو نهوض جديد بعد الانتكاسة
الصحية التي جعلته أسيراً لكرسي متحرك، مستعيناً بأغاني ديفيد بووي وبممثلة
اسمها تيا فالكو من المرجح اننا سنسمع عنها في السنوات المقبلة. انه اول
فيلم له بالايطالية منذ 30 عاماً. في الملف الصحافي يقول: "كان عليّ ان
اقبل بحقيقة أنه ليس في مقدوري التحرك الا بالكرسي المتحرك. شيئاً فشيئاً،
علمتُ ان من الممكن العودة الى العمل، لكن بدلاً من أن ابقى واقفاً كان
عليَّ الجلوس".
في المقابل، هذه ليست المرة الاولى يتعاطى فيها برتوللوتشي مع فترة
حساسة من حياة الانسان: المراهقة. لنتذكر فيلمه البديع "الحالمون"، الذي
أرشف سينمائياً لحقبة مهمة من تاريخ فرنسا، اقصد ثورة أيار 68 وارتباطها
بالسينما والسينيفيلية النهمة التي جعلت باريس عاصمة الفن السابع، وأرضاً
خصبة لاعادة صوغ المفاهيم السينمائية. في كل حال، مع برتوللوتشي، ومهما يكن
موضوع الفيلم، هناك دائماً غمزات سينمائية. الرجل مشبعٌ بالسينما، يعيش من
أجلها وعبرها. اذاً، نحن أمام مرحلة عمرية تتضمن كل ما يعزّ على قلب
السينمائيين، التمرد في المقدمة. فالشاب لورينزو، بطلنا الناسك، يتظاهر
بأنه يذهب في رحلة طويلة مع رفاقه في المدرسة، لينطوي على نفسه ويمارس طقوس
الوحدة التي تعيد إليه الحرية المفقودة. هذا شاب يجهل كيفية نسج العلاقات
مع محيطه، لذا حلّه الوحيد المتوافر هو العالم السفلي، الذي يتيح البقاء
بعيداً من الأنظار، الى أن تأتيه أوليفيا، شقيقته من أب آخر، لتعكر صفاء
عيشه المستقر داخل الجدران الاربعة.
بعد فترة مجد مرّ بها، حيث قدم افلاماً تحولت محطات مضيئة في تاريخ
السينما الايطالية، يتمرد برتوللوتشي على حاله كمقعد وعلى السينما في آن
واحد، من خلال هذه الجوهرة الصغيرة. بأسلوبه الشفاف والحنون يرمي
برتوللوتشي سهماً في القلب والعقل معاً. لا يستعرض طاقته الفكرية وموهبته
الكبيرة. يصوّر فحسب، ولا شيء أهم عنده من ان يواكب بزوغ موهبتين
تمثيليتين. المكان رمزٌ، لا شكّ، وهو من الأشياء التي شجعت المخرج على
تصوير هذا العمل الذي لا يحتاج الى عناصر جذب كي يلفت. يروي برتوللوتشي انه
أمضى اسابيع عدة في هذا الكهف القديم المليء بالكراسي العتيقة والتحف
المهملة. ان يرى ممثلين شابين يتحركان وسط هذا الديكور الذي ينهار، هو أكثر
ما اسعده. "هذا الكهف هو لاوعي الشخصيتين"، يقول، معطياً ايانا مفتاحاً
يساعد في بناء الفيلم في مخيلتنا.
جميلة الصحراوي تنجز مع "يما" (أمّ باللهجة الجزائرية)، أحد أجمل
الأفلام التي تأتينا من الجزائر. سبق ان عُرض الشريط في الدورة الأخيرة من
مهرجان البندقية، في قسم "أوريزونتي". الصحراوي مخرجة هذا الفيلم وكاتبة
السيناريو والممثلة التي تضطلع بدور الأم. دور نالت عنه جائزة افضل ممثلة
في مهرجان نامور البلجيكي. يأخذنا الفيلم الى الريف الجزائري خلال سنوات
المحنة التي مرت بها هذه البلاد. نتعرف الى وردية، سيدة في الستينات من
العمر، نراها تمضي يوميات تتكرر وتتعاقب، من دون ان تأتي اليها بأي جديد
يفرحها ويزيل عنها الحزن. وجهها صار انعكاساً للطبيعة القاحلة والجافة.
ويداها لا تطالان الا لتروي بالماء المزروعات القليلة التي أمام منزلها
المتواضع. ابنها طارق الذي قُتل، يرتاح الى الأبد تحت التراب قرب
المزروعات. ابنها الثاني علي هو المتهم بقتل طارق. الأول كان عسكرياً
والثاني من المسلحين الارهابيين. وردية تائهة بين القاتل والمقتول، في حين
تنذر الأصوات الآتية من بعيد بالأسوأ.
وردية امرأة قوية على الرغم من سنّها وتراكم الهموم على جسدها النحيل.
لن ترضخ للابتزاز. فهي مصرة على ان تزرع الخير من حولها، برغم مناخ الشر
الموجود. وعندما تضع ماليا، الفتاة التي كان يحبها الشقيقان، مولودها، تبدأ
حياة جديدة لوردية. هذه الحياة، هي الأخرى، لن تسلم من الانقلاب عندما يقرر
علي العودة الى المنزل.
رسالة الصحراوي واضحة: اعادة الاعتبار إلى دور المرأة في النزاعات.
صحيح ان الفيلم يمتلك خصوصية جزائرية خالصة، لكن هناك بُعد دولي وانساني
شامل لا يمكن انكاره. المرأة اولى ضحايا شرور الرجال. عليها تقع المسؤوليات
كافة عندما يكون الرجال في ساحة المعركة لقتل بعضعم البعض. هي التي تزرع،
ولكن ليست هي التي تحصد.
تقول الصحراوي انها استوحت من ثلاثة اشياء لتأليف نصها الرصين:
التراجيديا الاغريقية، الحالة الجزائرية، وكتابات الروائي الفرنسي الكبير
فيكتور هوغو. ولكن، على الرغم من هذه المراجع، تقدم المخرجة فيلماً اصيلاً
نشتمّ منه حبها للجزائر وتعلقها ببلاد نزفت كثيراً، دماً وقهراً. مرة اخرى،
تولي الصحراوي اهتماماً كبيراً للكادر والضوء والشريط الصوتي، والعناصر
كافة التي تنقل الينا روعة الطبيعة، كما لو كنا في فيلم لكيارستمي، مع
براعة تشكيلية اقل، طبعاً. نصها مقلٌّ كلاماً، لكن الاحاسيس تمر بسهولة بين
الفيلم والمتلقي. العنف موجود، لكنه خارج اطار الشاشة، وهذا ما يجعل الخطاب
اقوى.
نحن أمام فيلم حميمي، يتعامل مع الأشياء الصغيرة والكبيرة على قدم
المساواة، مقرّباً المسافة بين وردية ونحن، لتصبح مصيبتها مصيبتنا وألمها
ألمنا. هناك صدقٌ واضح في اقل وحدة تصويرية، وهذا ما يعطي النصّ شرعية
كاملة، وهذا ما يبرر حال الانتظار التي يضعنا الفيلم امامها، وهي حال
تصاعدية تجعلنا نتمسك بطول الاناة للوصول الى نتيجة مرضية. نعم، هكذا يعمل
"يما"، بالانتظار وترقب الأشياء التي تحضرها لنا الصحراوية في اللقطة
المقبلة. بمجرد ان ينتقل الينا الغضب الذي لا تعبّر عنه وردية الا قليلاً،
فهذا وسام على صدر الفيلم. من خلال "يما"، تمجد الصحراوي الأمومة، لكن في
الحين نفسه، ترسم نوعاً من بورتريه اجتماعي وديني وسياسي للجزائر، ولذلك
الصراع الأبدي بين الخير والشر.
"أطفالنا" واحد من اقوى أفلام هذه السنة: يطعن كالسكين وتبقى ذكراه
ماثلة في العقل والاحساس بعد خروجنا من الصالة. لا نقطة دم واحدة، لا
مطاردة، لا عنف الا ذلك الذي يتغلغل في شرايين الشخصيات، ويلقي بهم على
حافة اليأس، بل في عين اليأس. يقحمنا جواكيم لافوس في فيلم يلامس الرعب في
أحايين كثيرة. من قصة حقيقية حدثت في بلجيكا، استقى لافوس شريطاً مؤلماً،
مأسوياً، يلتف حول القلب، مسبباً الاختناق، الشكوك والحسرة. هذا فيلم
"مدمر" سواء للشخصية الاساسية مورييل (اداء باهر لأميلي دوكين نالت عنها
جائزة في كانّ؛ نعم روزيتا الصغيرة كبرت!...)، أو للمتفرجين على محنتها.
ولا فكاك من هذا كله، سوى بعد نحو ساعتين، أي موعدنا مع المشهد الأخير
وصعود الجنريك... والطعم المرّ الذي يبقى تحت الأسنان.
مع ان كل وسائل الراحة والطمأنينة كانت متاحة، ليعوم ابطالنا في الفرح
والبهجة: مورييل ومنير (طاهر رحيم) يعيشان قصة غرام لا مثيل لها، فيأتي يوم
يعلن فيه منير الى الرجل الذي تبناه، الدكتور بنجيه (نيلز ارستروب) رغبته
في ان يتزوج مورييل. طبعاً، هذا يسعد كثيراً الرجل الثري، فيهدي إلى
العريسين رحلة، يقبلانها بشرط واحد: ان يرافقهما في الرحلة. يقبل بنجيه هذا
العرض. تستمر الأمور على هذا المنوال. نتابع متتاليات بصرية يظهر خلالها
تواطؤ كامل بين منير ومورييل وبنجيه، الذين سيتشاركون بيتاً واحداً، بعد
العودة من الرحلة.
بيد ان التحول الكبير يحصل، عند وصول الطفل الثاني الى العائلة. يروح
بنجيه يتحكم بكل شاردة وواردة لدى العائلة. منير، الشاب المغربي، يأتي من
خلفية اجتماعية حيث كثر يختارون الزواج من اوروبيين للحصول على الجنسية
الأوروبية. مورييل لن تقع في هذا الفخّ، وإن كان من الممكن ان تقع فيه بتلك
السهولة التي يظهرها الفيلم حين نتابع عقد قران بين مغربي وبلجيكية مقابل
المال. فخّها ومأساتها أكبر من ذلك، فهذا فخّ يصعب تشخيصه. انه الاحباط
اليومي الذي لا اسم له، لا شيء مختلفاً عما يصيب ملايين البشر وتجري
مداواته باللامبالاة. هذا الاحباط الذي سيحول فتاة ذات وجه مشرق في بداية
الفيلم، ممتلئة حياة ونعمة، الى سيدة بيت لا تعرف ماذا تفعل بأولادها
الخمسة، الى اللحظة التي ستلمع في رأسها فكرة شيطانية سندعكم تكتشفونها،
عندما تقرر أن تسلك الدرب الذي لا عودة منه.
تسلط بنجيه على العائلة ليس بريئاً، ولكن ليس له ذنبُ في ما سيحصل.
الالتباس سيد الفيلم هنا. لا حقيقة مطلقة خلف الألم. بنجيه، في علاقته
الأبوية بمنير، يحيلنا على طريقة تعامل أوروبا البطريركية مع شمال افريقيا.
العلاقات التي تُنسج بين هذا وذاك، كلها مبنية على مصلحة خفية، وإن لم يكن
للمصلحة هنا مدلولات سلبية. في ظل هذا الجوّ، تؤسس مورييل عائلتها وتنجب
اطفالها الخمسة، مع احساس دائم، ومبرر احياناً، بأنها تفتقد الحرية
والاستقلالية. يتولى لافوس التكلم عن تلك المواضيع التي نادراً ما تتطرق
اليها السينما، من مثل الأمومة المعذبة، من دون أن يثقل كاهل الفيلم.
ببساطة قلما تلجأ اليها السينما اليوم، نجد أنفسنا في قعر الوجود، بعد أن
تنهمر على بطلتنا المسؤوليات، وكل تلك الأشياء التي لم تكن مستعدة لتلقفها.
تصبح حياة مورييل في مهب الاعصار. أشياء صغيرة يتشكل منها الفيلم، صعوداً
وهبوطاً، وغالباً ملتبسة، حادة، وتدعو الى التساؤل. لكن للأسف، بالنسبة إلى
الغارق في الاحباط والكآبة واليأس، لا يكمن الحلّ دائماً في غلق الباب أمام
الريح.
hauvick.habechian@annahar.com.lb
آنغ لي، التايواني المشبع بالثقافة الأميركية
هـ. ح.
"حياة باي" افتتح مهرجان دبي، وهو احدث افلام آنغ لي الذي يفاجئنا
بطرح جديد لسينماه. لكن ماذا في سجّل هذا التايواني المشبع بالثقافة
الأميركية؟
تم التعارف على آنغ لي في بداية التسعينات من القرن الفائت، يوم جاءنا
بثلاثة أفلام تايوانية شكلت الثلاثية التي أطلق عليها "الأب يعرف ما هو
الأفضل"، والأخيران منها جلبا انتباهاً نقدياً وتجارياً. استعرض لي من خلال
هذه الثلاثية فترات تاريخية مختلفة: انكلترا في القرن الثامن عشر في
اقتباسه لرواية جاين أوستن، "الإدراك والإحساس"، ثم ضواحي نيو انغلاند في
أميركا السبعينات في "العاصفة الثلجية"، ثم دراما الحرب الأهلية الأميركية
في "جولة مع الشيطان". هذه الالفة مع الثقافة الغربية ليست غريبة على لي
الذي درس منذ 1975 في جامعات أميركية عدة، وتظهر جلية أكثر عندما حاول في
فيلمه الهوليوودي الضخم "هالك" تقديم شخصية القصص المصوّرة الشهيرة، ليس في
صورة البطل الخارق فحسب، انما بملامح شخص يتألم ويحزن كما يفعل سائر الناس.
تمكّن لي من طرح فيلم "النمر والتنين" في الولايات المتحدة في العام
2000، باللغة الصينية، محققاً أكثر من مئة مليون دولار على شباك التذاكر.
تزامن صعوده الاستثنائي خلف الاطلسي، مع فترة بدأ يسطع فيها نجم فنانين
آسيويين مثل شو يون فات (ظهر في "آنا والملك" عام 1999) أو ميشال يوه
(اضطلعت بدور فتاة جيمس بوند في "غداً لن يموت ابداً" العام 1997). "النمر
والتنين" فانتازيا سحرية تسحق القلب، منحت أفلام الفنون القتالية أشكالاً
فنية جديدة، استعان فيها لي بأسلوب لم ينجح آخرون في تقليده. تحول الشريط
ظاهرة سينمائية واعطى لي الاعتراف الدولي.
مع تحفته "جبل بروكباك" اعاد لي احياء الوسترن واستعادة ايقوناته التي
دمّرها الزمن السينمائي الحديث. ظلّ يترجح بين ثقافتين وقلبه في شطرين:
اراضي أميركا الخاوية وهضاب آسيا الخضراء. هنا في "جبل بروكباك"، يلتقي
الهواء الصحراوي الآتي من بعيد. والغبار الذي يملأ ارجاء الشاشة. والـ"بانوراميك"
الذي يتطلع الى الانسان من زاوية عريضة فاضحاً حجمه. ثم جبال وتلال وانهر
وينابيع. خراف وغزلان واحصنة وسيارات قديمة من التنك. انها لعودة مفاجئة
الى الينبوع. استعادة للمشهد كاملاً بعد انفصال عن "سينما ناطحات السحاب".
وكم هي استثنائية وبديهية هذه العودة الى الينبوع، في زمن باتت الافلام
تلهم الافلام.
في هذه الميلودراما، اقتبس الآسيوي الذي اختار الولايات المتحدة نقطة
انطلاق جديدة لسينما متنوعة الاطياف والانتماءات، قصة قصيرة كتبتها آني
برولكس. في احد افلامه السابقة، "جولة مع الشيطان" (1999)، توقفت طموحات لي
الاميركية عند مدخل الـ"وسترن". هذه المرة دهم المكان كما لو كان احد
اسياده. يأخذنا الى منطقة وايومينغ ليروي قصة جاك (جاك غيلنهال) وأنيس
(الراحل هيث ليدجر)، اللذين يُطلب منهما حراسة قطيع من الخراف. يفعل
الشابان ما في وسعهما لإنجاز مهمتهما على اكمل وجه. يمضيان الوقت كيفما
كان، يسهران قرب النار ويأكلان الفاصولياء، ويرافقان الخراف الى اعالي
الجبال وتحت العواصف. لكن الشغف يستحوذ عليهما ويطاردهما حتى النهاية.
باستمرار، لحظات صمت تجتاز الشريط. لماذا التعليق على ما هو عصيّ على
الفهم: الرغبة.
برع لي في تصوير الوقت والعزلة والعلاقة المثلية، كي يأتينا بشيء عذب
وشفاف نشتمّ منه رائحة التراب ونكاد نتذوق الاطعمة ونلمس الاشجار. على رغم
كلاسيكية المعالجة، يتفادى السقوط في فخاخ الكليشيهات، (الخطاب الاخلاقي
الصرف)، فيدعونا الى معرفة سر، كمعاهدة بيننا وبينه. نال الفيلم "الأسد
الذهب" في مهرجان البندقية واثار زوبعة من الانتقادات وصلت احياناً الى حدّ
الشتم لكونه يتناول المثلية الجنسية بلا ادانة اخلاقية.
ثم كان أن عاد الى جذوره التايوانية، بفيلم "لاست كوشن"، الذي ينطق
بالصينية وتدور حوادثه في ثلاثينات القرن الماضي ابان احتلال اليابان
لشانغهاي، في مشهدية عريضة خيّبت ظنّ الكثيرين، على خلفية قصة حبّ بين فتاة
بسيطة العقل ورجل يحلم بإنجاز بطولي! يعبق الشريط بالمشاهد الايروتيكية
التي ادّت الى منعه في اميركا لمن هم تحت 17 من العمر. بعد سنتين على
تقديمه "جبل بروكباك"، يعود لي مرّة جديدة الى جزيرة الليدو، ليرحل منها
مرة ثانية محملاً الجائزة التي تحمل شعار المدينة العائمة: "الاسد الذهب".
المشهد ذاته يتكرّر، مع فرق واحد ان الشريط لا يتحدث عن المثلية، ولا يثير
غضب المحافظين.
عام 2009، برمج مهرجان كانّ فيلمه "اكتساح وودستوك" في المسابقة. شريط
عن ثورة "السلام والحب" الستينية. من دون شعارات كبيرة، ومن خلال ساعتين
فقط، ينكبّ لي على ممارسة هوايته المفضلة: تفكيك التاريخ الأميركي. أبطاله
الحكاية عائلة أميركية تدير فندقاً مهترئاً وعلى حافة الافلاس. كل شيء
يتغير عندما تقرر مجموعة اجراء حفل موسيقى هيبي في جوارهم. هذا الحدث
الأشهر من أن يعرّف والذي سيحمل اسم "وودستوك"، يغيّر حياة ابن العائلة
اليوت، الذي لا يجرؤ بعد على اعلان مثليته الجنسية الى عائلته، ويغيّر
أيضاً أفكار جيل بأكمله وتوجهاته. عمل يحمل قدراً من الطرافة مقترناً
بانتقاد حاد الى رمزية تلك المرحلة.
"الأيادي المرفوعة" في المركز الثقافي الفرنسي
هـ. ح.
يُعرض اليوم في المركز الثقافي الفرنسي الساعة السابعة مساء، فيلم
"الأيادي المرفوعة" لرومان غوبيل، من انتاج عام 2010 ومن تمثيل غوبيل
وفاليريا بروني تيديسكي وهيبوليت جيراردو.
يُعرض هذا الشريط في سياق برنامج عن كيفية تعامل السينما الفرنسية مع
موضوع الهجرة.
نتابع حكاية فتاة من تشيتشينيا اسمها ميلانا تتعرض للطرد هي ورفيق لها
في المدرسة، لعدم توافر الأوراق المطلوبة لديهما للاقامة في فرنسا، فيتضامن
معهما كل الصف المدرسي المؤلف من تلامذة اتوا من بلدان مختلفة.
النهار اللبنانية في
13/12/2012
هرج ومرج وإبداع؟
طارق الشناوي
لم يعد ضروريا أن يحتمى المخرج بشركة إنتاج تفرض عليه قانونها مقابل
أن تتحمس لتنفيذ فيلمه، ولا أن يلهث وراء نجم سينمائى يختار سيناريو خاضعا
لرؤيته وشروطه وعلى مقاسه. الآن أصبحنا بصدد سينما جديدة نرى مخاضها ليست
منفصلة بالطبع تماما عن سينما جيل الثمانينيات خان وبشارة وداوود والراحل
عاطف الطيب، ولكنها من المؤكد لا تحمل نفس الجينات، فهى سينما لها ملامحها
وقانونها وعلاقتها المختلفة مع السوق السينمائية. لم تنجح هذه السينما
جماهيريا حتى الآن، ولكنها من المؤكد تكتسب مع كل تجربة جديدة مساحة على
الأرض.
وكأننا على خشبة مسرح، حيث تجرى أحداث هذا الفيلم الذى قدمته المخرجة
نادين خان فى أول تجربة روائية لها بفيلم «هرج ومرج». السيناريو يغوص فى
عالم العشوائيات بقوانينهم الأخلاقية والاقتصادية والنفسية لا تستطيع أن
تعتبر أنك بصدد فيلم واقعى تماما، كما أنه ليس فيلما خياليا خالصا، ولكنه
فيه من الخيال ما يحيله إلى سرد واقعى، ومن الواقع ما تلمح فى عمقه مذاق
الخيال.
لجأت نادين إلى المعلق الذى يروى أحيانا ويشرح أحيانا ويتخيل أحيانا..
كان الصوت يأتى واضحا فى لحظات وأخرى يذوب بين أصوات زحام الآخرين.
العشوائيات كانت ولا تزال ملعبا خصبا للقادم من الأفلام، فهى تبدو
وكأنها بلد أخرى تولد على الأطراف تنتظر ربما لحظة زمنية لتفرض قانونها على
الجميع وتزحف هى إلى البؤرة.
العربات التى تأتى محملة بما ينتظره هؤلاء العالقون فى الحياة مثل
الحبل السرى الذى يربطهم بالحياة فهم من أبناء هذا الزمن، ولكنهم يعيشون
خارج الزمن.
إمدادات المياه والحلوى والغاز واللحمة منحة يتم إرسالها إليهم لكى
يواصلوا الحياة، قانون القوة يفرض نفسه على الجميع. وهناك الكبير الذى
يخضعون جميعا له وهو نفسه شعر بالخوف من فضيحة بدأت تطرق بابه عندما يضيع
تليفونه المحمول وبه صورة تجمعه مع المرأة المتزوجة التى يقيم علاقة معها.
العلاقات الجسدية تشكل ملامح الصراع، والبقاء فيها للأقوى حتى التقاتل
الذى نراه بين بطلى الفيلم محمد فراج ورمزى لينر على آيتن عامر يبدو أقرب
إلى معركة جنسية لا شىء من الممكن أن تحيله إلى مشاعر، الأمر لا يتجاوز
رغبات جنسية على فريسة لا تبدو أنها فى أى لحظة عزيزة المنال، الاحتياج
المادى للسيطرة أو الجنس هذا هو ما يحرك فقط دوافع الشخصيات.
مباراة كرة القدم الأخيرة هى الذروة التى ينتظرها الجميع، تجرى بين
فريقى الخصمين المتنازعين هما بطلا الفيلم لتحدد الفائز والمكسب هو آيتن
عامر ابنة صبرى عبد المنعم الكبير الذى يهابه الجميع، ولكنه فى الوقت ذاته
صار فى أعماقه يخشى تمردهم عليه.
المشهد الأول لطفلين تحوطهما النفايات ويلتقطون من بينها الزجاجات
البلاستيكية، ونشاهد فى تلك اللحظة جنازة تقتحم المشهد فى جلال يليق بوداع
الموتى وهو ما ننتهى إليه فى المشهد الأخير، وكأن حياتهم أشبه بدائرة نقطة
البداية هى نفسها النهاية.
الحالة التى حرصت عليها المخرجة هى الحفاظ على المزاج النفسى والجو
العام وبتفاصيل تعلن عن نفسها مع لقطات البداية مثل الموسيقى التى وضعها
حسن خان تتراقص معها حروف أسماء المشاركين فى هذا الفيلم ومدير تصوير عبد
السلام موسى يرسم بالإضاءة الحالة النفسية للمكان، مونتاج دينا فاروق يحافظ
على حالة الانسياب فى المكان الذى يشكل روح الفيلم وبنائه العضوى والفكرى.
الملعب فى تلك البقعة هو المكان الرئيسى للأحداث، حيث تبدو فيه
الشخصيات وكأنها فى حلبة الصراع تدخل وتخرج وفق قانون المسرح، نضحت بداخل
الممثلين حالة من التلقائية فى الأداء مثل فراج ولينر وكل منهما له تجارب
سابقة ولكنهما حافظا على هذه الحالة من روح الهواية التى يمكن أن تراها وهى
تسيطر على كل تفاصيل الشريط. استطاع المخضرم صبرى عبد المنعم أن يتواءم مع
هذا القانون، بينما آيتن عامر لم تتمكن من قراءة شفرة الأداء فكانت فى أكثر
من لقطة تبدو وكأنها خارج القانون الفنى، وبالطبع فإن هذه هى أيضا مسؤولية
المخرجة.
أصبحنا هذا العام فى كل مهرجان خليجى نرى مخرجة مصرية تكتب شهادة
ميلادها كانت هالة لطفى فى أبو ظبى «الخروج للنهار» وبعدها ماجى مورجان فى
الدوحة «عشم» وهذه المرة فى دبى نادين خان «هرج ومرج».
إنها صحوة سينمائية ولا أقول نسائية وجاء ختامها ليعقد صلحا بين
عشوائية وصخب الهرج والمرج وانضباط وصدق الإبداع.
التحرير المصرية في
13/12/2012
اختارت «الجارة والليلة» و «لا تحكم على موضوع من صورته»
مبادرة «روح دبي» تطلق ثلاثة أفلام لمخرجين إماراتيين
بمهرجان دبي السينمائي
صخر إدريس (دبي)
سلطت مبادرة “روح دبي” التي أطلقتها مؤخراً “هيئة دبي للثقافة
والفنون” (دبي للثقافة)، الأضواء على معنى التراث الاجتماعي في دبي،
واختارت الهيئة هذا العام ثلاثة أفلام تم الاعلان عنها ضمن فعاليات مهرجان
دبي السينمائي الدولي في دورته التاسعة. وتم اختيار ثلاثة مخرجين إماراتيين
وهم علي مصطفى، ونائلة الخاجة، وخالد علي، لتنفيذ الأفلام التي تم ترشيحها
لتكون باكورة إنتاج هيئة دبي للثقافة والفنون ضمن المبادرة الجديدة “روح
دبي”، على ان يتم عرض هذه الأفلام في الدورة السادسة من “مهرجان الخليج
السينمائي”.
واختارت المخرجة نائلة الخاجة تنفيذ فيلم يحمل عنوان “الجارة” ضمن
مبادرة “روح دبي” وهو من تأليفها، ويحمل هذا الفيلم بين طياته رسالة
إنسانية اجتماعية في عدم فقدان الأمل، وعن الفيلم تقول الخاجة: “لقد أتت
هذه المبادرة في وقت ممتاز، كنت أبحث عن مصدر لتمويل هذا الفيلم، إلى أن تم
الاعلان عنها”
وتأخذنا الخاجة في فيلمها “الجارة” في رحلة إنسانية تروي قصة فتاة
أجنبية انتقلت حديثاً للعيش في دبي، وهي تعاني من مرض فقدان الشهية، في
إسقاط متمازج مع الحياة الاجتماعية التي تعيشها هذه الفتاة من خلال شعورها
بالوحدة التي تعانيها، وتبادر جارة هذه الفتاة الأجنبية وهي إماراتية
بإرسال طبق “برياني” يومياً، في تعبير عن الود الذي يجمع الجيران فيما
بينهم، إلا ان الفتاة تعتبر هذا التصرف ليس إلا إهانة، فتقوم برمي الطعام
الذي ترسله لها جارتها، وتأخذنا الخاجة في الأحداث لتشاء الظروف ان تلتقي
هاتين الجارتين، وتتشاركان بالحديث لتكتشف الفتاة الأجنبية أن جارتها
إنسانة كانت تحاول التعبير عن كرمها بإرسال الطبق اليومي لها، فتتغير نظرة
الجارة الجديدة إلى الحياة، لتنفتح شهيتها إلى الطعام والحياة معاً.
وتضيف الخاجة، أن الفيلم يحمل رسالة عن تجديد الشعور بالأمل والتواصل
الانساني، من خلال شخصيتين مختلفتين في الدين والعرق واللغة يتغلبان على
الشعور بالوحدة من خلال العلاقات الانسانية”
أما المخرج الإماراتي خالد علي فيقول عن فيلمه “الليلة”، إنه يتناول
التراث والموروث الشعبي الإماراتي من منظور عصري، يتقاطع فيه الماضي
بالحاضر، حيث يسلط الضوء في الفيلم على التراث الإماراتي في مدينة دبي
النابضة بالحياة، والحياة البسيطة التي يعيشها الناس ضمن كافة التعقيدات،
ويروي المخرج قصة الفيلم قائلاً إنه يروي قصة حياة عائلة إماراتية يدرس
أبناؤها الثلاثة في مدارس أجنبية خاصة، ويبدأون بالتجهيز لمناسبة “حق
الليلة” المعروفة في الإمارات وتذهب الفتاة الإماراتية والطالبة الصغيرة
إلى المدرسة قبل يوم “حق الليلة” لتوزع الهدايا على زميلاتها الطالبات،
وتسألها المعلمة الأجنبية عن مناسبة توزيع الهدايا، لتجيبها الفتاة بأنها
عادة إماراتية شعبية، وتدعوها لزيارتهم في ليلة “حق الليلة”.
تذهب المعلمة برفقة الفتاة إلى المنزل لترافقها والدة الطالبة في
الحي، وتتعرف هذه المعلمة على الحياة الحقيقية الاجتماعية في دبي، وفي منزل
هذه الأسرة البرئية المترابطة، من خلال التجمع العائلي في المنزل ووجود
الجد والجدة، مما يغير وجهة النظر السائدة، عن دبي بأنها فقط مدينة للعمل
ولايوجد فيها اي ترابط اجتماعي أو أسري، في رسالة واضحة على ان هناك مكانا
دائما للحياة في دبي وتواصل الثقافات.
والفيلم الثالث للمخرج علي مصطفى بعنوان “لا تحكم على موضوع من صورته”
في مبادرة “روح دبي”، وتدور أحداثه مع الفتاة مها وهي مالكة إحدى صالات
العرض الفنية، وقد تركت هذه الصالة انطباعا جيدا لدى كاتب وناقد هندي يدعى
بوبي ديلون. وتكتشف مها لاحقاً مصورة إماراتية موهوبة تدعى أمل تنجح في
التقاط صورة فوتوغرافية تغير وجهة نظر ديلون حيال صالة العرض والمشهد الفني
المحلي بصورة عامة.
المبادرة للجميع
أكد سالم باليوحة مدير إدارة المشاريع والفعاليات في “هيئة دبي
للثقافة والفنون”، أن هذه المبادرة لن تكون حكراً على المخرجين الإماراتيين
بل ستكون مفتوحة لكل المقيمين في إمارة دبي بغض النظر عن جنسيتهم،
والقادرين على التعبير عن الحياة في دبي لتقديم رؤى حية عن المشهد الثقافي
والفني للمدينة، ما يؤكد مكانة دبي كوجهة مزدهرة للفن والثقافة. موضحاً:
تهدف مبادرة “روح دبي” إلى التعريف بالنمو المتسارع الذي تحققه المدينة،
وتصوير ثرائها الثقافي وهويتها الفريدة وتراثها المميز من خلال عيون
فنانيها، واستكشاف أشكال التعبير الفني الكفيلة بإبراز الهوية الثقافية
لدبي. وتركز الدورة الأولى للمبادرة على الأفلام القصيرة، حيث تدعو “دبي
للثقافة” صانعي الأفلام الإماراتيين إلى تصوير الجوهر الثقافي للإمارة.
الإتحاد الإماراتية في
13/12/2012
من تأليف وإخراج هيفاء المنصور ويشارك في «دبي السينمائي»
«وجدة» سينما سعودية بثوب عالمي
دبي (الاتحاد)
ضمن الدورة التاسعة لمهرجان دبي السينمائي الدولي تستعد شركة “روتانا”
للإنتاج والتوزيع السينمائي لإطلاق آخر مشاريعها الفنية، وهو الفيلم
السعودي “وجدة” للمخرجة هيفاء المنصور، والذي قامت بإنتاجه شركة “رايرز”
الألمانية كما حصل على دعم مشروع “إنجاز” بالإمارات العربية المتحدة.
الفيلم من تأليف وإخراج المخرجة السعودية هيفاء المنصور التي سبق لها
تقديم عدد من الأفلام الروائية القصيرة بجانب فيلمها الوثائقي “نساء بلا
ظلال” الحاصل على جوائز دولية.
واليوم تعود هيفاء المنصور بفيلمها الروائي الأول “وجدة”، الذي يشارك
في المسابقة الرسمية لأفضل فيلم روائي عربي بالدورة التاسعة للمهرجان، حيث
يعرض للمرة الأولى في الشرق الأوسط. ويذكر أن “وجدة” شارك في مهرجان
“فينسيا” الأخير وعرض خارج المسابقة، حيث حصل على ثلاث جوائز، وقوبل بترحيب
نقدي وجماهيري كبيرين، وبعدها تم شراء حقوق عرضه في أوروبا، حيث بدأ بالفعل
عرضه في إيطاليا في السادس من ديسمبر الجاري.
هيفاء المنصور اختيرت أيضا، ونتيجة لهذا الفيلم، كواحدة من أكثر
النساء العاملات في مجال السينما تأثيراً على مستوى العالم، وذلك في
استطلاع مجلة “فارايتي” الأميركية الشهيرة، بجانب أسماء نجمات كبيرات بحجم
جيسيكا بيل وهالي بيري، كما اختيرت ضمن أكثر “عشرة مخرجين يستحقون
المتابعة” في العالم في نظر المجلة.
ويعتبر “وجدة” أول فيلم روائي يصور بالكامل داخل المملكة العربية
السعودية، إذا استثنينا بالطبع عددا قليلا من الأفلام المستقلة المصورة
بالكاميرات الرقمية الصغيرة.. والأهم أنه صور بموافقة السلطات وتحت
رعايتها، وهو ما يمثل خطوة كبيرة إلى الأمام في مسيرة السينما السعودية.
الفيلم تلعب بطولته الممثلة السعودية ريم عبد الله، والموهبة الجديدة
وعد محمد، التي لا تتجاوز الثانية عشرة من العمر، والتي تقوم في دور
“وجدة”. كما شارك في التمثيل كل من عبدالرحمن الجهني، عهد، وسلطان العساف.
ويتناول الفيلم حياة عدد من النساء في المملكة حاليا، من خلال شخصية
الطفلة “وجدة”، التي تحلم بامتلاك وقيادة دراجة خضراء، ويرصد الفيلم
علاقتها بأمها وزميلاتها. ولكن ذلك لا يعني أنه واحد من تلك الأفلام التي
تتبنى قضايا المرأة بشكل سياسي مباشر. وتقول هيفاء المنصور: “الفيلم
بالنسبة لي قصة مثيرة وشديدة الشاعرية، فأنا لا أعتقد أن المشاهد يريد رؤية
فيلم يلقي محاضرة بقدر ما يريد أن يأخذه الفيلم في رحلة ملهمة ومؤثرة”.
سعياً وراء الأفلام الروائية القصيرة
شركات إنتاج عالمية تبحث عن شركاء عرب في المنتدى السينمائي
دبي (الاتحاد)
يحضر مهرجان دبي السينمائي الدولي هذا العام عدد من الشخصيات
السينمائية المؤثرة من ضمنهم دامون سميث، مدير استراتيجية المحتوى والتملك
في شركة سينيلان لاستكشاف إمكانيات عقد شراكات مع المخرجين، والمنظمات غير
الحكومية، والمؤسسات من منطقة الخليج، وكذلك لمناقشة مكامن قوة الأفلام
الوثائقية القصيرة التي توفر للمشاهدين عبر العالم تجربة متابعة محتويات
واقعية تتمتع بالزخم الكافي الذي يلبي تطلعاتهم لرؤية محتويات حياتية،
بالإضافة إلى فرص الالتقاء بقيادات كبرى الشركات المحلية والعربية ومنتجي
المحتويات السينمائي المتطلعين إلى عقد شركات دولية.
وأعلنت شركة جنرال إلكتريك وسينيلان عن القائمة النهائية أمس، التي
تضم 20 عملاً مرشحاً لتتنافس على جائزة “فوكاس فورورد للمخرجين بقيمة 200
ألف دولار، حيث تتوفر هذه الأفلام اليوم عبر الموقع الإلكتروني للجائزة
http://foc sforwardfilms.com/finalists.
عرض عالمي
وتتضمن الجائزة المالية، كلا من الجائزة الكبرى وجائزة لجنة التحكيم،
التي سيتم الإعلان عنها خلال مهرجان صندانس السينمائي 2013، عبر لجنة تضم
كلا من جو بيرلنجير، والممثلة داريل حنا، وباربارا كوبل، وكبير مبرمجي
المهرجان كارولين ليبريسكو، وجوز باديلها، والمنتج فلويد ويب، وبيتر
وينتونيك. وسيتم عرض الأفلام التي وصلت للمرحلة قبل النهائية وعددها 95.
وتعرض جائزة “فوكس فورورد” فيلم “فاير ويذ فاير” أو نار بنار” في عرض
عالمي اليوم، ضمن عرض خاص في ملتقى دبي السينمائي وكجزء من فعاليات مهرجان
دبي السينمائي الدولي التاسع، وسيتم إطلاق عرض متزامن لهذا الفيلم أيضاً
عبر الإنترنت.
الأفلام الوثائقية
وانضم إلى مادون سميث، كل من تيري ستيفنس رئيس الترفيه المنزلي في
شركة دوغووف، والمنتج بالمير بادينير وسامح زعبي، مخرج فيلم موسم حصاد،
وذلك بغرض مناقشة التوجهات الجديدة لتوزيع الأفلام الوثائقية القصيرة على
الإنترنت، وذلك خلال ندوة ناقشت رواية القصص بإيجاز.
وفي بداية الندوة رحبت جين ويليامز: مديرة ملتقى دبي السينمائي ومنتدى
دبي السينمائي بكل جنرال إلكتريك الجهة المنظمة لجائزة فوكس فورورد وكذلك
شركة سينيلان في “سوق ومنتدى دبي السينمائي.
وقالت: لطالما قدمت سوق دبي السينمائي الدعم لمخرجي الأفلام الوثائقية
العرب، ونحن مستمرون في سعينا لعقد شراكات مع هيئات ومؤسسات تشاركنا ذات
الرؤية، فقد نجحت كل من الشركتين نجاحاً مبهراً في التواصل مع الجمهور حول
العالم بمبادراتهم السينمائية ذات المحتوى الواقعي، وهم الآن يبحثون عن
شراكات قوية في منطقة الخليج ومناطق أخرى مع المنتجين، وشركات البث،
والمؤسسات العاملة في هذا المجال من الذين تتوفر لديهم رغبة قوية في إيجاد
محتويات ذات مستوى عالمي. وسوف يكون لجهودهم وإبداعاتهم ومحتوياتهم كبير
الأثر على استكمال جهودنا الرامية إلى دعم مشاريع الأفلام الوثائقية عبر
العالم العربي.
أفلام قصيرة
وبدأت سلسلة الأفلام الواقعية القصيرة التي أطلقتها مبادرة فوكس
فورورد باسم أفلام قصيرة، أفكار كبيرة من وحي شركة جنرال إلكتريك، الذي
تتكون من مجموعة من المبدعين الذين يجمعهم هدف واحد، حيث تستكشف تلك
الأفلام التي أنتجها منتجون كبار، قوة الإنسان وقدرته على الابتكار، حيث
تعرض تلك الأعمال في مهرجانات دولية عالمية، يعقبها عروض أخرى على الإنترنت
حتى تتوفر لملايين المشاهدين.
وتتسم الأفلام المشاركة في جائزة المخرجين بأن أزمنتها لا تتعدى
الثلاث دقائق، وتتناول الشخصيات، والشركات، الذين ساهمت ابتكاراتهم في
مجالات الطب والحاسوب، والآليات، والهندسة، والطاقة الخضراء، في إنقاذ أو
تيسير أو رفع المعاناة عن الكثير من الناس، وتدعم فوكس فورورد الدورة
التاسعة لمهرجان دبي السينمائي الدولي، وستشارك في مجموعة مختارة من
المناسبات.
وستعرض فوكس فورورد أعمالاً تتضمن فيلم فاير ويذ فاير، الذي يُعرض
عالمياً لأول مرة، للمخرج روس كوفمان 2012، الذي يروي قصة وصول الدكتور
كارل جون إلى نتائج مهمة يصعب تصديقها، حيث قام هو وفريقه بإعادة هندسة
فيروس
HIV لمكافحة الخلايا السرطانية.
أما فيلم “ديسبلير” للمخرج فيكتور كوساكوفسكي، فيرافق المبتكر اليافع
ماكسيم الذي ابتكر تقنية مذهلة ذات تطبيقات لا نهائية، ستساهم في إلغاء
الحاجة إلى الشاشات والكثير من المعدات الإلكترونية.
وكذلك المخرج فريدريك جيرتين في “الخوذة الخفية لقيادة الدراجة”، الذي
يحكي سريعاً قصة فتاتين من السويد وضعوا تصميماً لخوذة من المفترض أن تحدث
ثورة في هذا القرن، لكن الكثيرين قالوا لهم إنه من الصعب أن تؤخذ هذه
الخوذة بعين الاعتبار.
وفي فيلم “هدية جديدة” أو “نيو جيفت” للمخرج سوبريو سين، يتقابل
المخرج مع أحد الفلاسفة الناشطين، والمدافعين عن البيئة الدكتور فاندانا
شيفا، الذي يدافع عن مبادئ زراعة البذور العضوية في المجتمعات الهندية
الفقيرة، وذلك بعد انتحار أحد المزارعين.
نقطة تجمع شعبية
فيلم “بانميلا كاسترو” للمخرجة هيلويسا باسوس، الذي يتعرض للفنانة
الجدارية بانميلا كاسترو التي تستخدم شوارع ريو ديجانيرو كلوحة رسم، وذلك
بعدما اكتشفت أنه يمكنها الاستفادة من أعمالها لتكون نقطة تجمع شعبية
لإحداث التغيير الجوهري، واليوم انتشر اسمها على مستوى العالم كمدافعة عن
حقوق الإنسان وكرائدة في الشبكات العالمية التي تتواصل مع النساء لتعليمهن
المهارات القيمة من خلال التعبير الفني.
قدرة نبتة الفطر
فيلم “ماشروم مان” أو “رجل الفطر” للمخرجة ليسلي لويركس، الذي يناقش
قدرة نبتة الفطر على انقاذ العالم، حيث قام عالم الفطريات بول ستاميتس
بتقديم نوع من الفطريات كحل لمشاكل العالم، موضحاً كيف يمكن لها أن تقوم
بتنظيف التربة الملوثة، ومكافحة الحشرات، وقدرتها على معالجة الأمراض
المعدية مثل الجدري والزكام.
ورش تناقش تمويل الوثائقيات والتسويق والإنتاج
دبي (الاتحاد) - بالتوازي مع مهرجان دبي السينمائي الدولي، أقام منتدى
دبي السينمائي وعلى مدار يوم كامل عدداً من الفعاليات التي تتضمن جلسات
حوارية، وندوات، وورش عمل لمناقشة الأمور الفنية والمادية ذات العلاقة
بإخراج الأفلام الوثائقية، ويقيم منتدي دبي السينمائي في الفترة من 10 إلى
16 ديسمبر الجاري بإقامة سلسلة من الندوات وورش العمل وجلسات التعارف
الخاصة في هذا الصدد. وحول الأفلام الوثائقية قالت جين ويليامز مديرة ملتقى
دبي السينمائي ومنتدى دبي السينمائي: غالباً ما يحبذ الجمهور حضور الأفلام
الروائية الطويلة على حساب الأفلام الوثائقية وذلك لما تتمتع به من رونق
خاص وإبهار، لكن من الملفت أيضاً أن المنطقة تشهد انتاج المزيد من الأفلام
الوثائقية، حيث تعتمد شركات البثّ على المواد الواقعية من ضمن المجموع
العام للمحتوى الذي تقوم ببثه، فضلاً عن أن الأفلام الوثائقية تعتبر شكلاً
منفرداً من أشكال فنون السينما، وأحد أهم الطرق التي تقوم باطلاع الجمهور
على الرؤى الأخرى والأفكار، وأساليب العيش في المناطق المختلفة من العالم.
وسوف يركز برنامجنا هذا العام على أهمية الأفلام الوثائقية بالنسبة لصانعة
السينما بوجه عام في المنطقة، والتعريف بالتوجهات الحديثة لصناعة
الوثائقيات، والتقنيات الفنية، والسرد الروائي والممولين الدوليين.”
وينطلق يوم الوثائقيات اليوم، بندوة تحت عنوان رواية القصص بإيجاز،
حيث يقوم منتجو فيلم موسم حصاد الذي سيُعرض في مهرجان دبي السينمائي
الدولي، بمناقشة خبراتهم في العمل على إنتاج الأفلام القصيرة، ويقود النقاش
ممثلون من شركة فوكس فورورد و دوجووف، حول الطرق الجديدة لتوزيع الأفلام
القصيرة والمحتويات على شبكة الإنترنت، التي أصبحت مقصداً رئيسياً لصناع
الأفلام للمحترفين والناشئين، وذلك لطرح العروض الأولى لأعمالهم الجديدة
على الجمهور، أو لعرض الأفكار والتجارب فيما يتعلّق بصيغ رواية القصص.
وسيُعرض خلال المحاضرة ستة أفلام ناجحة لـ فوكس فورورد، وهي أفلام واقعية
قصيرة لمدة ثلاث دقائق.
يحضر ندوة دليل تمويل الأفلام الوثائقية في العالم العربي وما
يتخطّاه، عدد من ممثلي جهات التمويل، حيث ستتم مناقشة أفضل السبل التي
تمكّن الوثائقيين العرب من الحصول على تسهيلات التمويل لتطوير وإنتاج
مشاريع، وسيختتم اليوم بجلسة تعارف، تجمع وفود سوق دبي السينمائي، مع
الممولين العالميين للأفلام الوثائقية.
الإتحاد الإماراتية في
13/12/2012
شاركا بفيلم «طريق»
الجنيبي والعوضي يسعيان إلى
تحقيق أعمال ذات مواصفات احترافية في «دبي
السينمائي»
إبراهيم الملا
وسط حضور كبير ومتنوع لجمهور ذي مرجعيات وأذواق وانتماءات ثقافية
متعددة، تسعى الأفلام الإماراتية المشاركة في مسابقة المهر الإماراتي
بمهرجان دبي السينمائي التاسع إلى إيصال صوت وصدى وصورة الواقع المحلي
بأنماطه التسجيلية والروائية إلى فضاء المهرجان المشبع بطابعه الدولي
ونكهته الكوزموبوليتية الطامحة لمزج الحكاية والصورة، والشخصي والعام،
والمختلف والمؤتلف في إطار بصري حافل بالتجريب والابتكار.
(دبي) - يأتي فيلم “الطريق” للمخرجين عبدالله الجنيبي وحميد العوضي،
من ضمن الأفلام التي احتضنتها مسابقة المهر الإماراتي في المهرجان، كي يكشف
الغطاء عن بعض الملابسات العالقة، والقضايا الاجتماعية المتوارية والتي
تحتاج لشيء من الجرأة الفنية والموضوعية لنقلها بأدوات سينمائية مغايرة
وذات إيقاع بصري متسارع ولاهث، لجذب المتفرج وأخذه لمنطقة حافلة بالأسرار
واللقطات الصادمة والمروعة التي تقع وسط صحراء مهجورة، وتعتمد على عنوان
الفيلم لتقودنا مسارات الحبكة القصصية نحو رحلة مشوقة وشائكة أيضا إلى قلب
الإثارة والخطر، وإلى متاهة حقيقية تعاني منها فئة ملحوظة من جيل الشباب
الذي يغلب عليه الطيش والتهور والمغامرات غير المحسوبة التي يمكن أن تقودهم
وتقود ضحاياهم إلى نتائج كارثية لا يمكن التنبؤ بنتائجها وتداعياتها.
المنافسة
«الاتحاد» التقت مخرجي الفيلم في أروقة المهرجان للتعرف على حيثيات
فيلمهما الجديد وعلى انطباعاتهما المشتركة حول التواجد في هذا المحفل
السينمائي المهم في المنطقة.
وبداية يشير عبدالله الجنيبي الذي سبق له العمل كمخرج وممثل في العديد
من الكليبات الدعائية والأعمال التلفزيونية إلى أن مشاركته الأولى في
مهرجان دبي السينمائي لم تأت من فراغ ولكنها اعتمدت على خبرة ومراس وانشغال
مستمر بالتعبير البصري الذي راكمته سنوات من العمل في التلفزيون والأعمال
المستقلة، وأكد الجنيبي أن وجود فيلم “الطريق” في مسابقة المهر الإماراتي
ووسط مهرجان كبير بحجم مهرجان دبي السينمائي الدولي يحقق له فرصة ذهبية
للمنافسة مع مخرجين محليين موهوبين يمتلكون رؤى ومعالجات متعددة للتعبير عن
أفكارهم ومواضيعهم السينمائية.
تفاصيل العمل
وحول ظروف وتفاصيل إنتاج وتنفيذ فيلمه المشارك في المهرجان، أوضح
الجنيبي أن الفيلم قام على جهود الشباب المشاركين فيه، بداية من الفكرة
وحتى الوصول لعمليات المونتاج النهائية، وأضاف بأن المخرج حميد العوضي
المشارك معه في إخراج الفيلم زوده بالتفاصيل العامة لقصة الفيلم وتكفل
بالعمليات الإنتاجية اللاحقة، مما دفعه لكتابة السيناريو ووضع خطة العمل
كاملة للدخول في قصة تتعلق بمجموعة من الشباب المستهترين والذي يلجأون
للتخفي في ظلمة الصحراء كي يمارسوا حريتهم العبثية مما يورطهم في مشكلة
كبيرة عندما تصادفهم سيارة تائهة يستقلها أب مع ابنته المراهقة وطفله
الصغير، حيث تؤدي حالة الهذيان والخدر والنشوة التي تتملك الشباب إلى
ارتكاب جريمة مروعة، يتم تناولها بأسلوب إخراجي يعتمد على القطع السريع،
والمزج البصري والتداخل السردي الذي يجنب الفيلم الوقوع في مطب المباشرة
والواقعية أو التصاعد الكلاسيكي والتقليدي للحبكة والسرد.
وأوضح أنه وبالتعاون مع حميد العوضي حاولا إيجاد تكنيك إخراجي يلامس
المقاييس الاحترافية لإيصال نداء الضمير الداخلي والخفي لهؤلاء الشباب
التائهين الذين تنبع تصرفاتهم المتطرفة من أعماق مأهولة بالذكريات المؤلمة
القادمة من خبرات وتجارب الطفولة وبكل ما تحمله هذه الذكريات من عقد وصدمات
نفسية متراكمة في اللاوعي.
بدوره يشير المخرج الشاب حميد العوضي الذي شارك منذ العام 2005 كمخرج
وممثل في عدد من المسرحيات والأفلام القصيرة المحلية إلى أن فكرة الفيلم
كانت تختمر في ذهنه منذ فترة طويلة وعندما طرحها على عبدالله الجنيبي والذي
يملك عدة كافية من الخبرة في مجال الإخراج والعمل التقني ـــ كما قال ــ
أصبحت قصة الفيلم أكثر نضوجا وتطورا من خلال النقاشات والحوارات
والاقتراحات المتعددة مع الجنيبي في كيفية نقل وترجمة الفكرة إلى السيناريو
ثم إلى الأسلوب الإخراجي المقترح لقصة حافلة بالإثارة والترقب والمشاعر
التي تحبس الأنفاس.
ونوه العوضي إلى أن فيلم “الطريق” اعترضته الكثير من الصعوبات
والعقبات التنفيذية ولكن حماس الشباب المشاركين وجهودهم المتواصلة ذللت
الكثير من هذه الصعوبات، وجعلت الفيلم أشبه بنسيج متكامل من الأفكار
المشتركة التي تحمل روح الفريق الواحد والطامح لتقديم ما هو متميز على صعيد
الأداء التمثيلي والاشتغال الفني.
وفي سؤال حول إمكانية التقاطع والاختلاف في وجهات النظر عند وجود
مخرجين لتنفيذ عمل واحد وذي طبيعة متماسكة، أكد العوضي أن التجانس
والانسجام كانا سمة وعنوان تنفيذ الفيلم ونقله من السيناريو إلى الشاشة ،
وأضاف بأن علاقته بالجنيبي تتعدى العمل المهني، لأنها علاقة ممتدة تقوم على
الصداقة القديمة والتناغم الفكري الذي يتقبل الرأي والرأي الآخر.
مكاسب
وحول المكاسب الفنية والمعرفية التي يمكن تحصلها من المشاركة في
مهرجان دبي السينمائي، أوضح العوضي بأن المشاركة بحد ذاتها وبعيدا عن
المنافسة على الجوائز تفتح أبوابا ومنافذ شفافة للتعرف على نتاجات الشباب
المساهمين في الفعل السينمائي المحلي، وأضاف بأن التواجد في مناخ سينمائي
حقيقي يضم أعمالا سينمائية عالمية يقدم للشباب الإماراتيين فرصة ذهبية
للإطلاع على القصص والمواضيع والتقنيات العالية والمتكاملة والقياسية
لتقديم سينما متطورة ومؤهلة للوصول لأبعد مدى من الجودة والاحتراف على
مستوى الكتابة والتنفيذ وعمليات ما بعد الإنتاج كالترويج والتسويق والتوزيع
وغيرها من الخطوات المطلوبة لتأكيد قيمة وأهمية وحضور الفيلم السينمائي في
العالم.
من خلال أدوار البطولة في أفلام روائية
مسابقة المهر العربي تجسد نظرة الأطفال إلى المجتمع
دبي(الاتحاد)-تعكس المجموعة المختارة من الأفلام المنافسة على جائزة
المهر العربي في مهرجان دبي السينمائي الدولي، النظرة المختلفة عن المجتمع
لأنها بعيون الأطفال، حيث الصفاء والطهر، ونُبل المقصد، من دون أن يخلو
الأمر من بعض الشقاوة.
وحول هذا الموضوع قال مسعود أمرالله آل علي المدير الفني لمهرجان دبي
السينمائي الدولي إن ظهور أحد الأطفال في دور البطل في الأفلام الروائية
يفتح آفاقاً جديدة يختبرها المخرج، ما يتيح تقديم رؤية مغايرة للمجتمع
كونها بعيني طفل، تلك الرؤية التي تلوح أمام أعيننا نحن الكبار، ولكننا لا
نبصرها لأننا تعودنا عليها. بالإضافة إلى أن الاستعانة بطفل غير مدرب على
التمثيل يضفي تلك اللمسة الأصيلة على الأداء العفوي غير الانفعالي.
تُعرض تلك الأفلام ضمن مسابقة المهر العربي حيث يتصدر مشاهدها أطفال
أبرياء لهم طموحاتهم وأهدافهم التي يحاولون الوصول إليها مثل “وجدة”
للمخرجة هيفاء المنصور، و”بيكاس” للمخرج كرزان قادر، وكذلك الفيلم القصير
“نور” للمخرج المصري المقيم في الولايات المتحدة أحمد إبراهيم، والذي يروي
قصة ذلك الصبي الذي يعيش في أحد أحياء القاهرة القديمة والذي يضع أمامه هدف
لا يحيد عنه، وهو تعليق فوانيس رمضان أعلى البناية التي يقطنها.
بينما تتركز طموحات الصبي التونسي الذي لم يتجاوز التاسعة في فيلم
“ضباط العيد” للمخرج أنيس لسود في امتلاك حذاء رياضي جديد يتناسب وعشقه
للركض. بينما يقودنا المخرج عمر مولدويرة في “فوهة” وذلك الطفل ذو السبعة
أعوام، والذي يعاني صراعاً داخلياً حيث يحلم باليوم الذي يصبح فيه رجلاً،
فضلاً عن المخاوف والخرافات المهيمنة على الحياة في بلدته “أبي جعيدة”.
ومغربياً يحضر فيلم فيصل بوليفة “اللعنة”، تدور أحداث الفيلم حول
“فاتن” تلك الفتاة التي مضت بعيداً عن قريتها لتلاقي حبيبها، وهناك ضُبِطت
متلبسة بغرامها من قبل فتى صغير، راح يلاحقها ويخبر صبية آخرين بما شاهده،
وهكذا أصبح وصولها بيتها كل ما تتوق إليه.
وبعض الأفلام أيضاً تسرد روايتها بطريقة العودة إلى الماضي، حيث
الكبار يستعيدون ذكريات الطفولة، كما هو الحال في “عصفوري” للمخرج فؤاد
عليوان، الذي يتأرجح بين الماضي والحاضر في ضواحي بيروت بعد أن وضعت الحرب
الأهلية أوزارها، وحيث تلك البناية السكنية التي تحوي الكثير من الذكريات
التي تناقلتها الأجيال المتعاقبة.
وحول هؤلاء النجوم الصغار قال مدير البرامج العربية في مهرجان دبي
السينمائي الدولي عرفان رشيد إن الأفلام التي يقود مشاهدها نجوم صغار حاضرة
على الدوام في مسابقة المهر العربي، حيث تشكل هذه الأفلام اختباراً لقدرات
مخرجيها، وإدارتهم للممثلين الصغار واستخلاص أفضل ما عندهم كما يفعلون مع
الممثلين المحترفين”.
الإتحاد الإماراتية في
14/12/2012 |