كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

رحيل سعيد صالح.. بطل الأدوار الثانية

ندبم جرجوره

عن رحيل سلطان الكوميديا

سعيد صالح

   
 
 
 
 

توفي قبل ظهر اليوم الجمعة الممثل المصري سعيد صالح، عن 76 عاماً، بعد معاناة مريرة مع المرض. بوفاته، يُعاد النظر بموقع الكوميديا في الفن التمثيلي المصري، انطلاقاً من تلك المكانة التي أتقن صالح تفعيل حضورها، باشتغالاته المنصبّة على إيجاد منافذ معيّنة تُتيح له شيئاً من اختبار الأداء، وتمنحه بعضاً من هامش حرية متفلّتة من سطوة زميله وصديقه عادل إمام. الممثلان اللذان تشاركا بطولة "مدرسة المشاغبين" قبل 41 عاماً، إلى جانب يونس شلبي وأحمد زكي وسهير البابلي وحسن مصطفى وهادي الجيار، بَدَوَا ـ في مرحلة خصبة بالأعمال الفنية المتنوّعة على الشاشتين الصغيرة والكبيرة تحديداً ـ كأنهما يسعيان إلى احتلال المنصب الأول على عرش الكوميديا، وإن صادر إمام زعامة هذا الفنّ من دون غيره.
تُشكّل وفاة سعيد صالح لحظة تأمّل بأحوال صناعة الصورة البصرية في مصر، خصوصاً أنه يُعتبر إحدى العلامات الفارقة فيها، خصوصاً في الجانب الكوميديّ منها. آخر أعماله السينمائية حمل عنوان "متعب وشادية" (2013) لأحمد شاهين. لكن حضوره فيه لم يكن في المراتب الأساسية الأولى، على غرار نتاجات عديدة ارتأى الممثل أن يحتلّ فيها المرتبة الثانية على الأقلّ، كمن يُريد "إدارة" اللعبة كلّها، لكن من "الخطوط الخلفية" للتمثيل. لهذا، يسأل البعض عمّا إذا سعى الممثل الراحل، فعلياً، إلى انتزاع منصب الزعامة من عادل إمام، أقلّه على الشاشة الكبيرة. مع هذا، لم يكن ضرورياً التوقّف عند منافسة كهذه، في لحظة رحيل ممثل أتقن الانصياع إلى رغبات التمثيل أولاً، وأبدع في تقديم شخصيات كوميدية، بعضها محمَّل بأسئلة حياتية وإنسانية وأخلاقية، مستلّة من وقائع العيش على ضفاف الخراب البشريّ.
لم يكن عادل إمام الممثل الوحيد الذي رافقه سعيد صالح. لكنه كان الأكثر حضوراً في أعماله المتنوّعة، التي تشارك فيها مع ممثلين وممثلات آخرين، أمثال سعاد حسني وماجدة الخطيب ونجلاء فتحي ونادية الجندي وشيريهان ومحمود ياسين وسمير صبري ومحمود عبد العزيز وفاروق الفيشاوي وغيرهم. كما أنه لم يتردّد عن المشاركة في أفلام كوميدية، أبطالها منتمون إلى جيل لاحق به، أمثال محمد هنيدي وهاني رمزي مثلاً.

السفير اللبنانية في

01.08.2014

 
 

رحيل سعيد صالح.. صانع الإبهار الكوميدي

نديم جرجوره

إنه قدر الإنسان. للرحيل الأخير ألف سبب وسبب، وللذكريات من بعده ألف حكاية تُروى. سعيد صالح ـ الراحل قبل ظهر أمس الجمعة (1 آب 2014) إثر أزمة صحية ـ أحد كوميديي السينما المصرية، يُغادر الحياة عن 76 عاماً. هذه لحظة تستدعي رثاء يليق بالرجل، وتتطلّب شيئاً من إعادة قراءة المعنى التمثيلي الكوميدي في السينما المصرية، الفاقد ـ أقلّه منذ مطلع تسعينيات القرن الفائت ـ جدارته بالتفوّق في ابتكار أنماط تجديدية في فن تمثيليّ يُراد له أن يثير الضحك، وإن لمجرّد الضحك. «مدرسة المشاغبين»، المولودة على يديّ الكاتب المسرحيّ علي سالم عشية «حرب أكتوبر» (1973)، تُشكّل منعطفاً ينفتح أمام الخاص، كانفتاحه أمام العام، إزاء تحوّل المسار الأدائي لمجموعة من الممثلين الشباب حينها، الذين تحوّلوا إلى «نجوم» في الوسط الفني المصري ـ العربي، قبل أن يقتنص عادل إمام منصب «الزعيم». هذه مسرحية ـ مرجع، لا يُمكن التغاضي عنها في كل قراءة مطلوبة لمسارات مجموعة من الممثلين، انصرفت قلّة منهم عن الكوميديا كأحمد زكي تحديداً، وسهير البابلي أيضاً، وزاوج بعضهم بين الكوميديا والتراجيديا، كإمام وصالح أساساً، من دون تناسي الميل الواضح لدى يونـس شلبي إلى بلـورة آفـاق جديـدة له على مسـتوى الإضحاك. بالإضافة إلى هؤلاء، لا يُمكن تناسي حسن مصطفى وهادي الجيّار، اللذين يُعتبران ركيزتين من الركائز الأساسـية لنـجاح المسرحية، واللذين يذهبان إلى التمثيل كمهنة واحتراف إبداعي يليق بالقيمة الفنية للممثل.
بعيداً عن التصنيفات النقدية للمسارات المذكورة، بدا سعيد صالح المنافس «الأخطر» لعادل إمام في زعامة الكوميديا المصرية، بالنسبة إلى الجيل التالي لسابقه من الكوميدييين (فؤاد المهندس وعبد المنعم إبراهيم وعبد المنعم مدبولي وغيرهم). لكن، هل صحيحٌ أن صالح منافس «أخطر» لإمام؟ هذا محتاج إلى ما هو أبعد من الرثاء، وأعمق من عُجالة مكتوبة بمناسبة حزينة كهذه. غير أن لحظات سينمائية عديدة تعكس شيئاً من صدق هذه المقولة، على الرغم من أن سعيد صالح، كعدد لا بأس به من الممثلين المنتمين إلى أجيال مختلفة، «مُتمتّع» بكونه «تابعاً» لإمام أكثر من كونه راغباً في منافسته. شخصياً، أميل إلى الثنائي شلبي ـ صالح أكثر بكثير من ميلي لإمام. الكوميديا معهما أجمل وألطف وأصدق وأعمق. التمثيل معهما أكثر حساسية ورهافة وجمالية. صحيحٌ أن هناك التباساً كبيراً ملتصقاً بمفهوم الكوميديا وتحوّلاتها، انطلاقاً من تأثيرات هؤلاء في تطوّر الأداء الكوميديّ، وتفعيل جمالياته. خصوصاً إذا أُريد للقراءة النقدية أن تُقارن بين هذا الجيل وسابقه، لأن سابقه متقدّم عليه أكثر، وإن لم يتردّد الجيل التالي هذا عن الانخراط في المهنة التمثيلية، مُقدِّماً ـ بين حين وآخر ـ أدواراً لا علاقة لها بالإضحاك، أو أدواراً مُضحكة ذات مضامين إنسانية واجتماعية ما. هنا يقع الالتباس. وهنا أيضاً تنفتح الحكاية على مغامرة سعيد صالح، الذي أتقن لعبة المزج بين أداء جسدي، ونبرة صوتية، وحركات قد يُقال عنها، أو عن بعضها، أنه مُبالغ فيها.

يحلو لسعيد صالح القول إن السينما المصرية أنتجت 1500 فيلم «كان لي فيها الثلث». أي رقم بينهما مُبالغ فيه هنا أيضاً؟ على الرغم من هذا، لا يُمكن تجاهل الحضور القوي لصالح في صناعة السينما المصرية على مدى نصف قرن من الزمن تقريباً. لكن الأرقام لا تعني شيئاً في معنى الأداء التمثيلي، ومدى استيفائه شرطه المهني الاحترافي المؤثّر. لهذا، أميل إلى قناعة مفادها أن «الإبهار» الكوميدي المصنوع على يديّ سعيد صالح، وإن في أفلام أقلّ من «ثلث» صناعة السينما المصرية، يبقى أجمل من أن يُحصى بأرقام، وأن يُناقش بعناوين سينمائية لم تكن سليمة كلّها.

السفير اللبنانية في

02.08.2014

 
 

السبت 02-08-2014 20:01 | 

هند سعيد صالح عن عدم حضور فنانين لجنازة والدها:

«دفنته بسرعة»

كتب: بسام رمضان

طالبت هند سعيد صالح، ابنه الفنان الراحل، بعد توجيه النقد للفنانين لعدم حضورهم جنازة والدها، في مسقط رأسه بالمنوفية.

وكتبت «هند»، في حسابها على «فيس بوك»، السبت: «أنا بطلب من كل اللي فكر وقرر أن الفنانين ليس لديهم أصل وعندهم جحود عشان محدش جه جنازة بابا بدل ما يشغل نفسه بده يشغل نفسه بالدعاء ليه».

وأضافت: «لحظة ما ‏سعيد صالح توفى، قررت سرعة الدفن، لأن إكرام الميت دفنه، ولأن بابا كان موصي يدفن في مسقط رأسه بالمنوفية، ولأن كان عندي سفر ساعتين عشان أوصل للمقابر، وكنت عايزة ألحق نور ربنا، باختصار أولوياتي أدفن أب توفى، مش فنان توفى».

وتابعت: «طبعا أنا عارفة أن مصر كلها حزينة عليه وده على رأسي، بس ده مش سبب لاتهام حد بالجحود، الفنانون دول أهلي نمرة 2، ومحدش سابني، وعلى ما الناس عرفت كنت أنا سافرت، واهتمامي الأول والآخير كان بسرعة دفنه، و بدل ما كان 1000 واحد هيمشى فى جنازته فى القاهرة لقيت محافظة المنوفية كلها في جنازته هناك، واللى هنا واللى هناك عند ربنا واحد في الأجر والثواب، فلو سمحتوا ادعوا له بس هو محتاج ده ولا حاجة غير ده»، مختتمة: «العزاء الثلاثاء في مسجد عمر مكرم».

المصري اليوم في

02.08.2014

 
 

- 15:16

نقابة المهن السينمائية تنعى الراحل سعيد صالح ببالغ الحزن والأسى

كتبت هنا موسى

أرسلت نقابة المهن السينمائية بيانا تنعى فيه رحيل النجم الكبير سعيد صالح الذى فارق عالمنا أمس الجمعة عن عمر يناهز 76 عاما، وجاء فى البيان: "تنعى نقابة المهن السينمائية بمزيد من الحزن والأسى الفنان المصرى القدير والنجم الكبير سعيد صالح الذى وافته المنية ووارى التراب جسده أمس الجمعة، ونؤكد أننا فقدنا أحد أهم أقطاب فن التمثيل ليس على مستوى مصر بل على مستوى العالم العربى، الراحل سعيد صالح الذى غيبه الموت ظهر اليوم ممثل كبير يصعب تعويضه أو إيجاد فنان مثله يتذوقه المشاهد وتحبه القلوب.

ونحن إذ ندعو المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد برحمته ويسكنه فسيح جناته آملين من الجميع أن نجد أكثر من صيغة مناسبة لتكريم سعيد صالح أحد أهم وأكبر رموز الفن العربى". 

- 14:07

ولا يوجد جحود من الفنانين..

هند سعيد صالح: لو انتظرت انتشار خبر وفاة والدى لشهد أكبر جنازة فى مصر

كتبت هنا موسى

أكدت هند بنت الفنان الكبير سعيد صالح، أن سبب عدم حضور أى من الفنانين لجنازة والدها هو إصرارها على دفن والدها سريعا وعدم الانتظار حتى يعلم الجميع خبر الوفاة، وأنه لو كانت انتظرت انتشار الخبر لشهد سعيد صالح أكبر جنازة حدثت فى مصر.

وكتبت هند على صفحتها الشخصية على موقع فيس بوك: "مفيش جحود من الفنانين أنا من أصريت على دفن والدى سريعاً دون انتظار انتشار الخبر ولو كنت انتظرت كان سعيد صالح سيشهد أكبر جنازة حدثت لفنان فى مصر.. وأناشد كل الصحفيين والإعلاميين عدم استغلال موت والدى لمهاجمة زملائه وعائلته الثانية وهم "الفنانين" لأن هذا سيغضب أبى الذى كان يرفض أى كلمة تطاول على الفنانين طول حياته".

اليوم السابع المصرية في

02.08.2014

 
 

صاحب عبارة «مرسي الزناتي اتهزم يا رجاله» وأكثر من 500 عمل فني

رحيل سعيد صالح.. {فتى} الضحك المشاكس

القاهرة: جمال القصاص

أضحك سعيد صالح جماهيره من المصريين والعرب في معظم أعماله المسرحية والسينمائية والتلفزيونية، وغيبه الموت ظهر أمس عشية يوم مولده بمستشفى المعادي للقوات المسلحة (جنوب القاهرة) عن عمر يناهز 76 عاما تاركا في عيونهم دمعة تشبه الضحك إلى حد البكاء. وشيعت جنازته أمس إلى مثواه الأخير من مسقط رأسه بمركز أشمون بمحافظة المنوفية، وسط أهله وأسرته، وعدد محدود من الفنانين والصحافيين والإعلاميين.

عانى نجم الكوميديا سعيد صالح في أيامه الأخيرة من تدهور حاد في صحته، وأدخل مستشفى المعادي العسكري منتصف يناير (كانون الثاني) الماضي، إثر تعرضه لقرحة في المعدة وخضع لعملية نقل دم لمواجهة الأنيميا وظل في المستشفى قرابة الأسبوعين. ومع تفاقم حالته نقل إلى المستشفى نفسه ودخل في غيبوبة ولم يفق منها خلال يومين سوى مرة واحدة فقط. وأكد الأطباء أنه لم يكن من المفترض أن يغادر المستشفى الفترة الماضية لكنه أصر على استكمال علاجه بالمنزل، على أن يقوم بالذهاب للمستشفى دوريا ولكن مع تدهور الحالة كان يجب أن ينقل فورا للمستشفى.

وقبل نحو شهر عاشت أسرة الفنان الراحل معاناة اجتماعية بعد حريق شب في شقته بحي الدقي.. نجم عنه أزمة شديدة بين ابنة الفنان وزوجته شيماء فرغلي، بعدما قامت شيماء بالظهور في الفضائيات تطالب بمساعدة الفنان القدير وهو ما رفضته ابنته واعتبرته إهانة كبيرة لتاريخ والدها وأكدت أن زوجته تمنع العائلة عن زيارة والدها أو مساعدته. وناشدت ابنته نقابة الممثلين بالتدخل.. قائلة: «لا أبحث عن دعم مادي ونريد متابعة حالته الصحية.. والفنان (مابيتشحتش عليه)».

ولد سعيد صالح بمحافظة المنوفية في 31 يوليو (تموز) 1938، وحصل ‏على ليسانس الآداب من جامعة القاهرة عام 1960، وكانت بدايته في عالم الفن على يد الممثل حسن يوسف الذي اكتشفه وقدمه إلى المسرح. لكنه سرعان ما لفت الأنظار إليه بقوة في ‏أولى مسرحياته (هالّو شلبي) مع نجم الكوميديا الكبير عبد المنعم مدبولي، وصك صالح على عتباتها واحدة من «إفيهاته» الشهيرة، في عبارة «أستك منه فيه»، التي أصبحت «لازمة» فنية، يلخص بها مفارقات الحياة والصراع الكوميدي في النص.

بيد أن الظهور الأكبر والانتشار الأوسع لسعيد صالح كان من خلال المسرحية الأشهر في تاريخ المسرح في مصر «مدرسة المشاغبين» التي حققت نجاحا كاسحا على مدار ست سنوات متواصلة ظلت تعرض خلالها.

ويعتبر كثير من النقاد هذه المسرحية بداية روح جديدة في الكوميديا المصرية، حيث نقلت فن الضحك من الإطار العاطفي الشخصي والأسري الضيق، إلى فضاء أوسع، تشتبك فيه الكوميديا مع قضايا المجتمع، وتعريها من خلال مفارقاتها الساخرة. كما سلطت هذه المسرحية الضوء على جيل جديد، أضاف إلى الكوميديا والفن بشكل عام، كان على رأسه سعيد صالح وعادل إمام، والراحلان يونس شلبي وأحمد زكي.. ولا تزال عالقة في أذهان الجمهور عبارة صالح الشهيرة في تلك المسرحية «مرسي الزناتي اتهزم يا رجاله» وكأنها قناع فني يجدد نفسه في منعطفات الواقع، بكل تعقيداته وضغوطه السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

بعدها واصل سعيد نجاحه بمسرحية «العيال كبرت» مع طاقم عمل أغلبه من «مدرسة المشاغبين». ويعتقد الكثيرون أنها فاقت نجاح سابقتها. وطيلة حياته سعى سعيد صالح، إلى أن ينوع في أدواره سواء في المسرح أو السينما، أو الدراما التلفزيونية، وأن يخلق لها نوافذ فنية جديدة، فمارس الغناء والتلحين في بعض المسرحيات، وكتب الشعر بالعامية المصرية، وعرف عنه حبه للثقافة والمعرفة، وكان صديقا لعدد كبير من الشعراء والكتاب.

ولم تغب نزعة التمرد والمشاكسة عن شخصية نجم الكوميديا الراحل، فتمرد على النص المكتوب، وخرج عليه بشكل سافر على خشبة المسرح، وبسبب هذا الخروج دخل السجن، حين وقف على خشبة المسرح مخاطبا الجمهور في مسرحية «كلام حبيبي» قائلا: «أمي أتجوزت 3 مرات.. الأول وكلنا المش، والتاني علمنا الغش، والتالت لا بيهش ولا بينش» في إشارة رمزية إلى رؤساء الجمهورية الثلاثة (عبد الناصر والسادات ومبارك) الذين تناوبوا على حكم مصر، فحكم عليه بالسجن ستة أشهر، وعاد للسجن مرة أخرى في عام 1991، حيث ألقي القبض عليه بسبب تدخين (الحشيش) كما أعلن وقتها ثم أُفرج عنه لعدم كفاية الأدلة. ثم ما لبث أن دخله مرة ثالثة، للسبب نفسه، في 1996، لكنه أُفرج عنه بعد بضعة أشهر.

يعلق صالح على هذه التجربة في أحد حواراته الصحافية قائلا: «حقيقة أنا فخور بهذا الحبس، لأن هذه التجربة كانت من أجمل سنوات حياتي، فقد قابلت فيها شخصيات رائعة، منهم عم يوسف وهو رجل دين بحق، وأنصح كل من يفترون باسم الدين أن يتعلموا منه، فهو الذي علمني الصلاة، وقال لي: (لو عاوز تكلم ربنا صلي ولو عاوزه يكلمك أحفظ القرآن)، وبالفعل حفظت ثلثي القرآن».

واعترف صالح بأنه كان يتعاطى المخدرات في الماضي؛ لكنه «تاب» الآن، مبديا ندمه على ذلك، وذكر أنه حج بيت الله الحرام أكثر من مرة منذ أن خرج من السجن.

شارك سعيد صالح في أكثر من 500 فيلم ومسرحية وفيديو. ويعد من أكثر الفنانين عطاء طيلة مشوارهم الفني، ومن أشهر الأعمال التي قدمها في التلفزيون مسلسل «السقوط في بئر سبع»، كما شارك في مسلسلات «المصراوية»، «آن الأوان»، «رجل بلا ماضي»، «البراري والحامول»، «المارد»، «العبقري»، «عودة الروح»، «أشجان»، «هارب من الأيام»، «عودة الروح».

كما شارك رفيق عمره الفنان عادل إمام في عدد من الأفلام السينمائية المهمة منها: «أمير الظلام» و«زهايمر» و«الجردل والكنة» و«سلام يا صاحبي».

الشرق الأوسط في

02.08.2014

 
 

ورحل سعيد صالح ..

صانع الابتسامة وسلطان الكوميديا

القاهرة –أشرف عبد الحميد

لم يتخيل الفنان المصري الكبير عادل إمام أن مشهد النهاية الذي أداه أمام قبر رفيق عمره، وصديقه سعيد صالح في فيلم "سلام يا صاحبي" سوف يتجسد في الحقيقة بعد ربع قرن.

توفي سعيد صالح أمس الجمعة وودعه رفيقه عادل إمام كما ودعه زملاؤه الفنانون والملايين من جمهوره ومحبيه إلى مثواه الأخير في قرية مخربيا بمركز اشمون بمحافظة المنوفية في دلتا مصر.

أضحك سعيد صالح الملايين بأعماله الفنية الخالدة التي مازالت ترسم البسمة في مصر والوطن العربي ومنها مسرحية "العيال كبرت"، و"مدرسة المشاغبين"، و"هاللو شلبى"، وأفلام "رجب فوق صفيح ساخن"، و"سلام يا صاحبي"، وغيرها من الأعمال التي أثرت تاريخ الفن المصرى.

كما قام ببطولة الكثير من أفلام الفيديو ‏والسينما، وعمل في أكثر من 500 فيلم والعديد من المسرحيات، وكان يقول دائمًا "السينما المصرية أنتجت 1500 فيلم.. أنا نصيبي منهم الثلث".

توقع له النقاد والجمهور أن يكون نجم الكوميديا الأشهر بعد بزوغ نجمه في مدرسة المشاغبين والعيال كبرت، لكن حياته الشخصية والاجتماعية المضطربة أثرت بالسلب على مشواره فتراجع بمرور الوقت.

بداياته ومشوار حياته في الفن

ولد سعيد صالح في 31 يوليو من العام 1938 فى محافظة المنوفية وتوفي بعد ذكري عيد ميلاده السادس والسبعين بيوم واحد

حصل على ليسانس الآداب عام 1960 واكتشفه الفنان الكبير حسن يوسف وقدمه إلى المسرح، وكانت ‏أولى مسرحياته "هالو شلبي"، ثم قدم بعد ذلك المسرحية الخالدة "مدرسة المشاغبين"، التي ظلت تعرض على المسرح لمدة 6 سنوات متواصلة، واتبعها بمسرحية "العيال كبرت" مع غالبية طاقم العمل احمد زكي ويونس شلبي وحسن مصطفي .

كان سعيد صالح فنانا شاملا، تخطت قدراته الفنية التمثيل الكوميدي، حتى إنه لحّن عدة أغنيات وغناها في المسرحيات، بل لحن قصيدة "بلقيس" للشاعر نزار قباني، وحصل بعدها على نقابة الموسيقيين عام 1984.

دخوله السجن وخروجه الكثير عن النص

كانت العقبة الكبرى في مشواره الفني هو إيداعه السجن عام 1991 وقضاء مدة عقوبة بسبب تعاطيه مخدر "الحشيش"، وهي الفترة التي قال عنها سعيد صالح فيما بعد إنها أفضل فترات حياته، وإنه عرف الله أكثر في السجن وتعلم الكثير عن الدنيا والدين.

لم يكن السجن غريبًا على سعيد صالح، فقبل ذلك قضى 6 أشهر به عام 1983، لأسباب سياسية بسبب جملته الإرتجالية التي قالها في أحد مسرحياته وهي: "أمي إتجوزت ثلاث مرات.. الأول أكلنا المش.. والتاني علمنا الغش.. والثالث لا بيهش ولا بينش".

سعيد صالح الذي عُرف عنه الخروج عن النص، كثيرا ما أغضب منه الفنان والمخرج المسرحي الراحل عبد المنعم مدبولي لدرجة أنه تخلى عن العمل معه في مسرحية مدرسة المشاغبين بسبب ضيقه من كثرة خروج سعيد صالح عن النص.

لكن باقي المخرجين اعتادوا على ذلك حتى صار جمهوره والفنانون المشاركون أمامه بالمسرحيات يسعدون دائمها بإفيهاته وقد تعودوا على ارتجالاته وخروجه الدائم عن النص.

استعان الفنان الراحل بالإفيهات السياسية التي لم تقتصر على ذلك التعبير الشهير الخاص بـعصر الانفتاح والذي أطلقه في مسرحية "العيال كبرت"، بل تكرر كثيرا ومنها ما حدث في مسرحية "كعبلون"، لدرجة جعلت البعض يطلق عليه لقب "ملك المسرح السياسي" كما اشتهر بإفيهاته التي مازالت خالدة في وجدان المشاهد العربي مثل الإفيه الشهير «شراب أستك منه فيه»، و"مرسي إبن المعلم الزناتي اتهزم يارجالة" و"يامتعلمين يا بتوع المدارس".

كون ثنائيا ناجحا مع عادل إمام

كون النجم سعيد صالح ثنائيا فنيا ناجحا مع صديق عمره النجم عادل إمام، وقدما أهم الأعمال الفنية فى تاريخ المسرح والسينما المصرية منها مسرحية "مدرسة المشاغبين" ، كما قدما سويا أفلام "رجب فوق صفيح ساخن"، "أنا اللي قتلت الحنش"، "سلام يا صاحبى"، "الهلفوت"، "على باب الوزير"، "المشبوه"، "الأزواج الشياطين"، ومسلسل "أحلام الفتى الطائر"، وآخر أعمالهما معا فيلم "زهايمر" وجمعت بينهما صداقة طويلة استمرت حتى وفاته.

أداء أدوار البطولة

تمكن سعيد صالح من أداء أدوار البطولة في أفلام كثيرة، اختلفت بين أدائه لدور البطل أو صديق البطل، الذي كان في أغلب الأوقات عادل إمام، وبين البطولة المطلقة أو الجماعية في أفلام أخرى خاصة في السبعينيات والتي أطلق عليها لقب "أفلام المقاولات" وكانت أغلبها مع سمير غانم ويونس شلبي

وفي آخر أعوامه، ظهر سعيد صالح في أدوار ثانوية سواء مع صديقه عادل إمام أو مع النجوم الجدد مثل محمد هنيدي في فيلم "الواد بلية ودماغه العالية"، دون أن يسبب له الأمر أي إزعاج، لأنه كان يرى في نفسه دائمًا فنانا شاملا، قادرا على الإضحاك في أي وقت ومع أي فنان أمامه.

ومن أشهر الأعمال التي قدمها في التليفزيون مسلسل "السقوط في بئر سبع" مع النجمة إسعاد يونس عام 1994، والتي قدم فيها دور شفيق الجاسوس الذي يبيع وطنه من أجل المال، كما شارك فى مسلسلات "المصراوية"، و"آن الأوان"، و"رجل بلا ماضي"، "البراري والحامول"، و"المارد"، و"العبقري"، "عودة الروح"، "أشجان"، "هارب من الأيام".

تعرض صالح في حياته للعديد من الأزمات والنكبات، وتنازل عن أدوار كبيرة، حبّا في أصدقائه، مثل الواقعة الشهيرة بتنازله عن دور "بهجت الأباصيري" لصديقه عادل إمام في مسرحية "مدرسة المشاغبين". كما تعرض لأزمات عديدة بسبب المشكلات والخلافات العائلية بين زوجته الثانية وابنته الوحيدة هند والتي خرجت من الإطار العائلي لتنتشر في وسائل الإعلام وتسبب ألما نفسيا ومعنويا للفنان الراحل.

حسن يوسف : كان عبقريا ولم يحصل على حقه

الفنان الكبير حسن يوسف مكتشف سعيد صالح وصاحب الفضل الأول عليه في اقتحامه عالم المسرح كما قال صالح بنفسه يقول للعربية نت "إن سعيد صالح كان عبقريا وموهوبا ونقي السريرة وطيب القلب ومن الأجيال المظلومة إعلاميا حيث لم يحظ بحقه كفنان قدير قدم أروع المسرحيات والأفلام في تاريخ السينما المصرية، مضيفا أن الحديث عن اكتشاف سعيد صالح لايساوي شيئا الآن بعد فقدان فنان أصيل وقدير مثله أمتع جمهوره ورسم البهجة والضحكة على شفاه ووجوه الملايين في الوطن العربي وأصبح سلطان الكوميديا.

ويضيف يوسف قائلا لقد اكتشفته فى الستينيات وكان موهوبا بحق ويستحق الحصول على فرصة، وكان أول عمل مسرحي له هو مسرحية "هالو شالبي"، التي انطلق منها إلى عالم المجد والشهرة، ولاقت نجاحا كبيرا، ثم توالت أعماله.

ويقول يوسف إن سعيد كان له من اسمه نصيب فقد كتبت له السعادة بوفاته يوم الجمعة وهو من الأيام المباركة وأدعو الله أن يكتبه من الصالحين ويغفر له مطالبا الملايين من محبيه بالدعاء له بالرحمة والمغفرة.

الصريطي : كان من جيل العمالقة

الفنان سامح الصريطي وكيل أول نقابة المهن التمثيلية رافق جثمان الفنان الكبير منذ إعلان نبأ وفاته وحتى مثواه الأخير، وقال إن سعيد صالح يعد واحدا من جيل العمالقة في الفن المصري، وأعماله الفنية تدل على ذلك وسيذكرها التاريخ.

ويضيف أن صالح كان عفيف النفس ورغم شقاوته في السينما إلا أنه كان ودودا ومحبا لزملائه وأصدقائه، ولم يبخل بنصائحه على الفنانين الجدد سواء الذين شاركوه أعماله أو لم يشاركوه، مضيفا أن سرادق عزاء الفنان الراحل سيقام يوم الاثنين المقبل، في مسجد عبد الرحمن الكواكبي بالعجوزة بعد صلاة المغرب.

عادل إمام والفنانون ينعون الراحل على مواقع التواصل

على الجانب الآخر كان وقع خبر رحيل سعيد صالح سيئا على زملائه الفنانين الذين تلقوا الخبر بالصدمة والحزن والبكاء والتأثر الشديد وحرص عدد من الفنانين ومشاهير الوسط الفني على نعي الفنان الراحل على صفحاتهم الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك وتويتر". 
فمن جانبه نعى الفنان عادل إمام، صديق عمره، بصورة تجمع بينه وبين النجم الراحل تعبيرًا عن مدى حزنه لفقدان رفيق دربه.

كما نعت الفنانة الكبيرة نادية الجندى الفنان الراحل وقالت عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك : "وداعا سعيد صالح ستبقى أعمالك خالدة بعدما رسمت البسمة على وجوهنا"، كما طالبت الشعوب العربية بالدعاء له لأنه كان قد أسعدهم طوال مشواره الفنى بأعمال مميزة.

كما قالت نادية الجندى، إن الراحل سعيد صالح كان قد شاركها فى عدة أعمال سينمائية مميزة ورائعة وأول أفلامها كبطلة وهو فيلم "بمبة كشر" وأول بطولات الراحل فى السينما كانت أيضا من خلال هذا الفيلم ومن الأفلام الأخرى التي شاركها بطولتها "عزبة الصفيح" و"الضائعة" و"جبروت إمرأة" و"شهد الملكة" و"الخادمة".

ونعت الفنانة يسرا اللوزي سعيد صالح، وكتبت على موقع "فيسبوك": "رحم الله الأستاذ سعيد صالح...الحمد لله أن جاءتني فرصة العمل معه ولو مرة واحدة في فيلم "بالألوان الطبيعية".

وكتبت الفنانة شيريهان من خلال تدوينة عبر "تويتر" إنا لله وإنا إليه راجعون في المبدع المصري، النجم الفنان سعيد صالح.

وكتب المطرب إيهاب توفيق: "البقاء لله في وفاة الفنان الكبير سعيد صالح.. الله يرحمه ويصبر أهله.. إنا لله وإنا إليه راجعون".

وكتب محمد رمضان على "فيسبوك": "بحق هذا اليوم المبارك.. الله يرحمك ويحسن إليك.. أستاذي سعيد صالح.. وداعا يا عاشق الابتسامة". 

الجمعة 4 شوال 1435هـ - 1 أغسطس 2014م

الموت يغيب نجم الكوميديا المصري سعيد صالح

القاهرة - أحمد الريدي

عن عمر يناهز الـ75 عاما، توفي نجم الكوميديا المصري، سعيد صالح، بعد تدهور حالته الصحية قبل فترة، ومعاناة استمرت طويلا مع المرض.

سعيد صالح الذي ولد في الحادي والثلاثين من شهر يوليو عام 1939 بمحافظة المنوفية، رحل ظهر الجمعة الأول من أغسطس، بعد يوم واحد من عيد مولده، وهو ما أكده لـ"العربية.نت" نقيب الممثلين أشرف عبدالغفور.

وأشار النقيب إلى أن أسرة النجم الراحل، قررت أن يتم دفنه بمحافظة المنوفية، على أن تقيم النقابة عزاء في القاهرة للراحل، سيتم الاتفاق على تفاصيله خلال الساعات القليلة المقبلة.

وجاءت الوفاة، بحسب تأكيدات النقيب، بعد صراع مع المرض، حيث كان يعاني الراحل من أوجاع سرطانية في المخ، كما أن حالته الصحية كانت قد تدهورت خلال الساعات الماضية، ونقل إلى غرفة العناية المركزة بأحد المستشفيات، ودخل في غيبوبة.

الراحل يعد واحدا من أبرز نجوم الكوميديا في مصر، ورحل بالتزامن مع عرض اثنين من أبرز مسرحياته خلال إجازة عيد الفطر، هما "العيال كبرت" و"مدرسة المشاغبين"، حيث شارك يونس شلبي وأحمد زكي بطولة الأولى، بينما اقتسم بطولة الثانية مع عادل إمام وزكي وشلبي.

العربية نت في

02.08.2014

 
 

كل البلد تبكي أيقونة الكوميديا المصرية

مايكل عادل/ القاهرة

لطالما كان موت أحد صنّاع البهجة مبكياً إلى أقصى درجة. وربما بقدر الضحك الذي صنعه أحدهم، يبكيه الجميع. مع تضارب الآراء والتوجهات والتحزّب الذي شهدته الساحة الفنية المصرية أخيراً، لم يجتمع الناس على بكاء أحد الراحلين كثيراً. ربما كان أحمد فؤاد نجم (1929 ـ 2013) أبرز من حصلوا على الشجن الجماعي بمجرد رحيله عن عالمنا. وأمس، لحق به صديقه الكوميدي الذي لحّن وغنّى على خشبة المسرح قصيدته «الممنوعات».

فارق مسرحنا الطالب المشاغب والابن المُستهتر، والصاحب الوفي سعيد صالح. «أنا بقى الواد هوّ، مرسي الزناتي أبو القوّة، أنا جدع كُلّي مروّة، وقلبي أبيض من جوّة، أموت أنا في ستّنا حوّا... ذات العيون الناعسة». كانت تلك هي الكلمات التي قدّم بها صالح نفسه في شخصية «مرسي الزناتي» في أشهر مسرحياته «مدرسة المشاغبين» التي تعد من أهم أعمال المسرح العربي حتى الآن وربما الأشهر على الإطلاق. في هذا العرض الذي تم تقديمه في أيار (مايو) 1973، كان صالح يجسد دور «مرسي» نجل أحد كبار تجّار الإسكندرية، وهو الشاب المشاغب متعدد العلاقات الذي هرب أثناء إجازته الدراسية إلى بيروت ليعود إلى مدرسته ويستكمل مسيرة الشغب والرسوب حتى قامت الأستاذة عفّت عبد الكريم (سهير البابلي) بتقويمه فنجح.

«مدرسة المشاغبين» تعد من أهم أعمال المسرح العربي

اليوم قال لنا «سلطان السكّري» جملته الشهيرة في مسرحية «العيال كبرت» ملقياً تحيَّته «فوتّكم بعافية»، ولحق بأخويه عاطف السكّري (يونس شلبي) وكمال السكّري (أحمد زكي) اللذين سبقاه إلى عالم الخلود. اليوم، أدركنا جميعاً أننا نحن «العيال» الذين كبروا، وفقدنا عيال الجيل السابق الذين خلّدوا أسطورتهم الفنيّة في قلوبنا إلى الأبد.

«سقّفوا سقّفوا، وكل ما تسقّفوا، أنا أخرج عن النص واتسجن». بهذه الجملة خاطب سعيد صالح جماهيره في المسرحية السياسية الساخرة «كعبلون» (1985) حيث جسّد شخصية «حمدون السايح» الذي ظل يبحث عن إجابة لسؤال «أين يكمن عقل الإنسان».

اعتاد سعيد صالح أن يقدّم الكوميديا التي تعتمد على تركيبة الموقف والحوار، ولم يبتذل يوماً ولم يتوقف عن نقده اللاذع لسياسات النظام المصري. عبارته الشهيرة ألقت به في السجن لسنوات إسقاطاً على حال مصر بعد «ثورة 23 يوليو 1952». قال يومها: «أمي اتجوزت تلات مرات، الأوّل أكلنا المِشّ، والتاني علّمنا الغِش، والتالت لا بيهش ولا بينش». الأول هو الزعيم الراحل جمال عبد الناصر الذي وصفه بأنه دعا الشعب إلى التقشف وأكل المِش (الجبن القديم)، والثاني هو السادات الذي وصفه بمُعلّم الغش والنصب نظراً إلى سياسة الانفتاح الاقتصادي في زمنه، ما أدى إلى انتشار النصب والاحتيال. والثالث قصد به المخلوع حسني مبارك الذي لم يقم بأي دور وترك كل شيء قبيح يتمدد ويتفشى في البلاد على مدى 30 عاماً.

تركنا الزاهد في الشهرة، والمترفّع عن المال، المُخلص بشدّة لإضحاك عقولنا. ضحكة بوعي شديد، ووعي مضحك بشدة. تركنا ورحل بعدما أغرقنا في الكوميديا.

تركنا «سلطان السكّري» راكباً «الموتوسيكل» ليضحك آخرين في عالم آخر. تركنا «مرسي الزناتي» في «مدرسة المشاغبين» بعدما تخرّج منها. تركنا «حمدون السايح» في سجننا الكبير ليتحرر ويلتقي أميرة أحلامه في عالم آخر. تركنا من غنّى على خشبة المسرح من كلمات أحمد فؤاد نجم: «مسايا وصباحي بسبّح بحبك، وحبك شفايا وجراحي يا مصر». تركنا «بركات الدمنهوري» بطل فيلم «سلام يا صاحبي» لنقوم بدور «مرزوق الكوتش» قارئين له الفاتحة، مُلقين عليه التحيّة، مودِّعين قائلين «سلام يا صاحبي».

الأخبار اللبنانية في

02.08.2014

 
 

سعيد صالح: مرسي الزناتي «إتهزم» يا رجّالة

محمد عبد الرحمن/ القاهرة

أمس، رحل سعيد صالح (31 تموز/ يوليو 1938 ـــ 2014) عن عمر ناهز 76 عاماً، من دون أن يهتمّ بالدخول على موقع تويتر، لكنّ الناشطين على الموقع دفعوا باسمه ليكون ضمن قائمة الهاشتاغات الأكثر تداولاً بعد وفاته بساعات، أمس. طوال نصف قرن من العمل في الفنّ، لم يهتمّ صالح بالاستيلاء على مفاتيح النجومية، بل عاش حياته بالطول والعرض، مخلّفاً وراءه مئات الأفلام (أكثر من 500) والمسرحيات (300).

لكن نسبة محدودة منها نجحت في الصمود والبقاء في ذاكرة الجمهور، بسبب عدم اهتمام صالح ومن كانوا يعملون معه، بالحفاظ على التراث الضخم الذي وفّره للجمهور. كذلك، انشغل الراحل طويلاً بأفلام تصنّف دون المستوى فنياً، لكنها لم تؤثر أبداً على المكانة التي حفرها لنفسه في سجل نجوم الكوميديا المصريين عبر التاريخ الطويل لهذا الفنّ. ما سبق يفسّر سبب تصدّر هاشتاغ على تويتر يحمل اسم صالح بعد رحيله بساعات، نعاه الآلاف في تعليقات معظمها أعاد كتابة إيفيهاته الشهيرة، وخصوصاً في مسرحيتي «مدرسة المشاغبين» (إخراج جلال الشرقاوي ــ 1973) و«العيال كبرت» (إخراج سمير العصفوري ــ 1979). تعدّ شخصيتا مرسي الزناتي وسلطان السكري من أبرز ما قدّمه الممثل على خشبة المسرح. كان ذلك في حقبة السبعينيات، العصر الذهبي للفنان الكبير الذي شهد أيضاً صعود عادل إمام، وأحمد زكي، ويونس شلبي وغيرهم من أبناء هذا الجيل. لكن صالح يعدّ أقدمهم في الوصول إلى الجمهور. حصل في نهاية الستينيات على دور رئيسي (محفوظ أبو طاقية) في مسرحية عبد المنعم مدبولي الشهيرة «هالو شلبي» (تأليف يوسف عوف ــ 1969)، قبل أن تجمعه «مدرسة المشاغبين» برفيق دربه عادل إمام. غير أن الدرب لم يتحمّلهما معاً بعد منتصف الثمانينيات، وكان فيلم «سلام يا صاحبي» (إخراج نادر جلال ــ 1986) بداية الانفصال بين «الزعيم» و«سلطان الكوميديا». انفصال كان منطقياً لأن إمام لم يعد بحاجة إلى زميله في «مدرسة المشاغبين»، بعدما تحوّل إلى بطل مطلق على المسرح وفي السينما أيضاً.

سجنه عاماً في التسعينيات بتهمة تعاطي الحشيش اعتُبر عقاباً من النظام

بالتالي كان على صالح أن يكمل المشوار بمفرده. غير أنّه لم ينجح في منافسة زميل عمره، واكتفى بتقديم ما يحلو له ويعبّر عن أفكاره، وخصوصاً على خشبة المسرح. جاءت مسرحية «كعبلون» (1985) لتؤمّن له النجومية التي يستحقها، إلى جانب مسرحيات اعتنى فيها بالخروج عن النص والارتجال الذي يبعث دائماً برسالة نقد سياسية يدركها الجمهور جيداً وتغضب منه الرقابة عادة. هذا الأمر جعل كثيرين يعتبرون سجنه عاماً كاملاً في مطلع التسعينيات بتهمة تعاطي الحشيش بمثابة عقاب غير مباشر من النظام. خرج صالح من السجن أكثر قوة، متصالحاً مع نفسه، ومعدّداً الفوائد التي اكتسبها خلف القضبان، وعاد للعمل الفني من دون شروط، وعاد له عادل إمام مجدداً واستعان به في العديد من الأفلام مثل «بخيت وعديلة 2» (إخراج نادر جلال ــ 1995) و«أمير الظلام» (2002 ــ إخراج رامي إمام)، و«زهايمر» (2010 ــ إخراج عمرو عرفة) آخر ما قدّم «الزعيم» للسينما حتى الآن. في «زهايمر»، كان صالح يمهّد لما سيتعرّض له في سنواته الأخيرة. جسد في الفيلم شخصية رجل مصاب بالزهايمر ومقيم في مصحّ طبيّ لتلاحقه بعدها شائعة إصابته بالمرض نفسه، لكنّه كان يحرص على نفيها أكثر من مرة.

إلا أنّ مصائب الزمن ومتاعب الجسد تكالبت عليه في العامين الأخيرين. إذ تعرّضت شقته لحريق هائل وبات بلا مأوى، وأصيب بنزف في المعدة، أدى إلى دخوله «مستشفى القوات المسلحة» (القاهرة) قبل أشهر، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة. لكن الاستياء الأكبر أصاب معجبيه بسبب صراع بين ابنته هند صالح، وزوجته الشابة شيماء التي ارتبط بها أخيراً، واتهمتها الابنة بأنها تحاصره وترفض أن يتواصل مع أسرته. ارتاح الممثل من كل هذه الهموم، وترك وراءه إرثاً من الشخصيات والضحكات لن ينضب، وإن كان معظمها لم يوثّق بالشكل الكافي، فقليل من مسرحياته عُرض على شاشات التلفزيون. كما أنّ غزارة إنتاجه أدّت إلى غياب كامل لما قدّمه من مسرحيات وأفلام ومسلسلات يتجاوز مجموعها الـ 500 عمل حسب تقارير صحافية، من أبرزها مسلسل «السقوط في بئر سبع» (إخراج نور الدمرداش ــ جسد فيه شخصية جاسوس مصري لصالح الموساد الإسرائيلي) وأفلام «شهد الملكة» (فيلم حسام الدين مصطفى) و«جواز بقرار جمهوري» و«المشبوه» (إخراج سمير سيف ) و«تووت تووت» (إخراج عاطف سالم) و«على باب الوزير» (إخراج محمد عبد العزيز )، ومسرحيات «البعبع» و«كرنب زبادي»، بالإضافة إلى المسرحية الشهيرة «ريا وسكينة» التي شارك فيها صالح بصوته فقط، لكنه كان كالعادة قادراً على صناعة الضحكات التي لا تموت حتى لو رحل صاحبها.

نعي على الشبكة

نعى العديد من الفنانين المصريين النجم الكوميدي سعيد صالح فور الإعلان عن خبر وفاته، في مقدمهم الفنانة الكبيرة شيريهان التي دعت له بالرحمة والمغفرة. ووصفه مدحت صالح بصاحب القلب الطيب، ونعته أيضاً الممثلة الشابة حنان مطاوع، وبدأت نقابة الممثلين المصريين باتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير وداع لائق بالنجم الكبير الذي رحل بعد يوم واحد من الاحتفال بعيد ميلاده السادس والسبعين. وشيِّع صالح من «مستشفى القوات المسلحة» في المعادي، حيث يقيم الرئيس الأسبق حسني مبارك، ودفن في مقابر الأسرة في مدينة أشمون في محافظة المنوفية (شمالي القاهرة)

يمكنكم متابعة الكاتب عبر تويترMhmdAbdelRahman@

الأخبار اللبنانية في

02.08.2014

 
 

سلام يا صاحبى

محمد عبد الرحمن

ضمن فريق مسرحية «مدرسة المشاغبين» هو أحدهم وإن كان الأكثر إطلاقًا للضحكات بمشاركة عادل إمام، لكن بعيدًا عن المدرسة هو أكثرهم شغبًا، الفنان الراحل سعيد صالح لم يهتم كثيرًا بتوثيق نجوميته، فذهب كثير مما قدمه فى اتجاه مخالف للذاكرة الجمعية للمشاهدين، سعيد صالح هو الوحيد من أبناء جيله الذى حافظ على مسرح يجمع بين الضحك والنقد السياسى، كان يقوم بالدور الذى تتصدَّى له الآن مواقع التواصل الاجتماعى فى التعليق و«التقليش» على مجريات الأمور السياسية، لكن بلغة وبإمكانات الثمانينيات، التى شهدت بطولاته المسرحية المتتالية، وأبرزها على الإطلاق «كعبلون» التى تصنف باعتبارها أفضل مسرحياته وأكثرها نجاحًا، لكن من شاهد «كعبلون» على شاشة التليفزيون؟ إجازة العيد التى انتهت قبل يومين شهدت كالعادة إعادات متتالية لـ«مدرسة المشاغبين» و«العيال كبرت»، مرسى الزناتى وسلطان السكرى هما فقط الأكثر شهرة بين كل ما قدّمه سعيد صالح، هنا تأتى أزمة توثيق النجومية، أن تتوافر للممثل الموهوب إدارة قادرة على تسويقه بشكل محترف تجعله يختار أعمالًا تتوافر فيها شروط النجاح، وفى الوقت نفسه مناخًا يجعل هذا النجاح غير منتهى الصلاحية.

عادل إمام لم يقل لسعيد صالح «سلام يا صاحبى» وينطلق منفردًا، لأنه أكثر من صالح موهبة، كل منهما له مذاق خاص وكاريزما متفردة، لكن إمام عرف مبكرًا كيف يحتفظ بمفاتيح النجومية، بينما صالح ترك نفسه لسياسة اليوم بيومه، يقدّم مسرحية ناجحة ولا يسأل نفسه كيف ستراها الأجيال التالية، وفى نفس الموسم يشارك فى سلسلة من الأفلام التى كانت تصنف باعتبارها «مقاولات»، كان متصالحًا مع نفسه ومَن حوله، فركّز فى إسعاد الناس حتى لو أضر ذلك باسمه، وعندما تورّط فى القضية الشهيرة خرج من السجن أكثر قوة وعاد للفن من جديد، لكنه عاد كما بدأ، الممثل الموهوب صاحب القدرات غير المحدودة، لكنه بعيد عن النجومية التى تناسب مقامه، يفتقد لفريق عمل محترف قادر على توفير مناخ مثالى لموهبة عانت كثيرًا فى سنواتها الأخيرة، انتهى صالح كما انتهى معظم الموهوبين فى تاريخ الفن المصرى، وحيدًا فقيرًا مريضًا، لأنه لم يهتم فى عز عطائه إلا بسياسة اليوم بيومه.

التحرير المصرية في

02.08.2014

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)