كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

سعيد صالح.. ضحك بالفانيليا!!

طارق الشناوي

عن رحيل سلطان الكوميديا

سعيد صالح

   
 
 
 
 

·        عندما يذكر اسم سعيد صالح يداعبك على الفور اسم عادل إمام فهما فى الذاكرة الجماعية الصديقان الصعلوكان

·        جائزة المهرجان القومى للسينما واحدة من المرات القليلة التى ينصف فيها المبدع الكبير

·        أنشأ فرقة مسرحية أدت إلى خسارته أمواله ولم يكتف بالتمثيل بل غنى ولحن

هل كان يُدرك أنها المرة الأخيرة التى سوف يودع بعدها الجمهور، فى شهر نوفمبر الماضى صعد سعيد صالح على خشبة المسرح الكبير وتسلم الجائزة من المهرجان القومى للسينما عن دوره فى فيلم «زهايمر»، إنها واحدة من المرات القليلة التى يتم فيها إنصاف هذا المبدع الكبير. شاهدناه أخيرا بعد نصف قرن من العطاء يحتضن جائزة، وقرأت يومها على ملامح وجهه الرضا والامتنان وكأنه يعلم باقتراب الوداع.

عندما يذكر اسم سعيد صالح يداعبك على الفور اسم رفيق المشوار عادل إمام، فهما فى الذاكرة الجماعية الصديقان الصعلوكان مرسى الزناتى وبهجت الأباصيرى فى «مدرسة المشاغبين»، تلك المسرحية التى شكلت مرحلة انتقالية فى مسار ومصير الكوميديا، حيث أعلنا انقلابا فى المملكة، سعيد وعادل قدما شفرة كوميدية عصرية لها مذاق مختلف، بعد جيل مدبولى والمهندس وعوض، ومن بعدها تسيدا المسرح والسينما والتليفزيون.

عادل وسعيد أو سعيد وعادل فلم يكن هناك فى البداية من يستطيع أن يؤكد من هو الزعيم، بل إن سعيد كان هو المرشح الأول لدور الأباصيرى وكان عادل هو الزناتى، ووافق سعيد على التغيير فى اللحظة الأخيرة نزولا على رغبة صديقه، وأصدرا خلال عرض المسرحية البيان الأول لمملكة الكوميديا الجديدة، وهو ما أدركه عبد المنعم مدبولى، الذى كان يؤدى دور الناظر قبل تصوير المشاغبين تليفزيونيا بحسن مصطفى، أيقن مدبولى أن هناك من يريد إزاحة جيلهم، ولهذا كان يعلن يوميا التذمر مهددا سمير خفاجة صاحب فرقة المتحدين المنتجة للعرض بالانسحاب لو لم يوقف سعيد وعادل عن الخروج على النص، ووجد خفاجة بخبرته أن هؤلاء هم القادمون لا محالة فضحى بمدبولى.

عادل كان يشعل موهبته فأحاطها بسياج من العقل، بينما سعيد لم يفعل شيئا سوى أنه كان يسعى جاهدا لتفجير تلك الموهبة، عادل عقل يفكر ويخطط وسعيد مشاعر تهدد وتبدد، عادل يمتلك بوصلة تحدد خطوته القادمة، وسعيد ليس لديه أساسًا خطوة قادمة إنه التجسيد الحى لتعبير «ألاوى»، ارتضى بالدور الثانى مع عادل إمام فى أفلامه وكان مصيره دائما هو الموت، بينما يُكمل عادل الفيلم حتى تتر النهاية.

ورغم ذلك فإن تصفيق الجماهير له أثناء تكريمه وهذا الدفء وتلك الحميمية التى قوبل بها، كانت الشهادة الحقيقية التى نالها، إنها جائزة لجنة التحكيم الخاصة التى نالها فى آخر ظهور إعلامى له، وهى بالفعل جائزة خاصة جدا لفنان خاص جدا جدا.

«الأول أكلنا المش والثانى علمنا الغش والثالث لا بيهش ولا بينش» واحدة من مأثوراته المسرحية مثل «اللى يتجوز أمى أقوله ياعمى وأستك منه فيه» وغيرها، لو تتبعت سيكلوجيا قانون «اللزمة» لأيقنت أن ترديد الجماهير لها هو مكافأة لا يمنحها إلا لمن يمنحهم حبا مطلقا.

اللزمة الممزوجة بالسياسة هى التى ترشق فى قلوب الناس لأنها تُشفى غليلهم من النظام، وهو ما يخشاه النجوم لأن الدولة لا تنسى، بينما سعيد لا يُلقى بالًا لكل ذلك، فهو لم يُفكر أبدا فى العواقب، هكذا جاء تعبير «الثالث لا بيهش ولا بينش» فى مطلع الثمانينيات مستقبلا بداية حكم المخلوع حسنى مبارك فهو الثالث، وكان يقصد بالطبع الأول عبد الناصر والثانى السادات، لم تدخله هذه العبارة السجن مباشرة، ولكن لم تنسَها له أجهزة الدولة، فكان أول فنان يدخل السجن بعدها ببضعة أشهر لخروجه على النص، وذلك عندما أمسك بسنارة فى إحدى المسرحيات وسألوه ماذا تفعل؟ أجابهم «بصطاد نسوان»، وهى جملة كما ترى مهذبة جدا بالقياس لما كنا نسمعه ونستمع إلى أكثر منه الآن، ولكنها تُعد فى عُرف القانون خروجا عن النص المسرحى المصرح به من قبل الرقابة وهى بالتأكيد «تلكيكة»، وبعدها عرف السجن مجددا بتلكيكة أخرى بسبب تعاطى المخدرات، وذلك فى منتصف التسعينيات حيث ألقوا القبض عليه فى شقته بالإسكندرية، والتعاطى جريمة يعاقب عليها القانون بالسجن من عام إلى خمسة أعوام، ولكن هل يعتقد أحد أن سعيد صالح الوحيد بين أقرانه الذى يدخن الحشيش أم أنهم نشنوا عليه، فى كل الأحوال سعيد لن يخجل يوما من الشهور التى أمضاها فى السجن فلقد تعلم منها الكثير، ولكن هل فعلتها الدولة حقا لأنها تريد مكافحة التعاطى، الدولة فى كل العهود تلجأ إلى سلاح الانتقاء سواء عن طريق ملاحقة الضرائب أو المتابعة الشخصية، وهذا يفسر لك فى جانب منه لماذا يقف الفنان دائما إلى جانب الدولة مؤيدا ومشجعا ظالمة أو مظلومة، سعيد لم يكن يوما صوتا للدولة، فهو لم يسع يوما لإرضاء السلطة وفى كل العهود، ولم تمنحه أى شىء فى كل العهود.

سعيد لديه عين قادرة على أن تلتقط المواهب، كان هو أول من أشار إلى موهبة أحمد زكى عندما كان يكتب اسمه ثلاثيا أحمد زكى عبد الرحمن، شاهده سعيد بين المجاميع فى مسرحية «القاهرة فى ألف عام» فقدمه لنجوم تلك المرحلة عادل إمام وصلاح السعدنى والمنتج سمير خفاجة، ومن بعدها جاءته الخطوة الأولى فى «هالو شلبى» بطولة سعيد صالح وبعدها «المشاغبين» ثم «العيال كبرت»، والغريب أن سعيد لم يشارك أحمد زكى البطولة فى أى فيلم سينمائى، وهو فى الحقيقة لم ينتظر شيئا من أحد، الغريب أن أكثر النجوم الشباب تحقيقا للإيرادات الآن وأقربهم إلى منهج أحمد زكى وهو محمد رمضان وسعيد صالح هو أول من قدمه فى فرقته المسرحية.

أنشأ سعيد فرقة مسرحية أدت لخسارته كل أمواله، ولم يكتف فقط بالتمثيل بل غنى ولحن وهو غير مؤهل على الأقل للتلحين، سعيد صالح حدث له فى مطلع التسعينيات نوع من التماهى مع الملحن سيد درويش، ورشح بالفعل لأداء قصة حياته فى مسلسل تليفزيونى لم يرَ النور، ولكن ظلت روح سعيد ترنو إلى خالد الذكر الشيخ سيد، وفى مرحلة ما حدث توحد وألحانه ورغم بدائيتها المفرطة فإن سعيد كان يعتقد أنه يُكمل من خلالها ما بدأه درويش.

بدد سعيد طاقته فى العديد من المسرحيات والأفلام المتواضعة، ولو عقدت مقارنة ستكتشف أن رصيد عادل المسرحى بعد أن عرف البطولة المطلقة مع «شاهد ماشافش حاجة» لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، بينما سعيد لديه 300 مسرحية، وفى السينما رصيد سعيد يصل إلى 500، قرابة خمسة أضعاف رفيق المشوار ولكن أغلبها من الصعب أن يمكث فى الذاكرة.

ورغم ذلك فإن لديه فى وجداننا بصمة لا تُمحى، سعيد هو التلقائى ابن البلد الذى لم يضبط يوما وهو يبحث عن رضاء حاكم، ولم يسعَ لتكوين شلة إعلامية تحقق له صورة ذهنية مثالية عند الجماهير، وتحيل هزائمه إلى انتصارات، سعيد هو فقط سعيد بشطحاته وجنونه. وصعدت روحه إلى بارئها بينما البيت المصرى يتابع للمرة المليون ويضحك للمرة المليون على مسرحياته التى تعود عرضها فى العيد «هالو شلبى» و«مدرسة المشاغبين» و«العيال كبرت»، رحل سعيد صالح وطعم ضحكاته ممزوجا فى مشاعرنا برائحة الفانيليا!!

التحرير المصرية في

02.08.2014

 
 

هند سعيد صالح:

لن أسمح بالنيل من أصدقاء والدي

«مستاءة من مروجي الشائعات... وتعلمت منه الوفاء» 

أعرب عدد من الفنانين والمشاهير عن حزنهم على رحيل الفنان الراحل سعيد صالح عبر صفحاتهم الشخصية، لافتين إلى ما كان يتمتع به من موهبة فنية كبيرة.

عبرت هند ابنة الفنان الراحل سعيد صالح عن استيائها من اتهام الفنانين بعدم حضور جنازة والدها وعدم الوفاء له، مؤكدة أنها هي من استعجلت دفن والدها من منطلق «إكرام الميت دفنه».
 
وقالت، في تصريح لها أمس، إن «البعض بدأ يروج الشائعات عقب غياب بعض زملاء والدي عن مراسم الدفن، ولن أدع لمروجي الشائعات أن ينالوا من أصدقاء الراحل، لأني تعلمت منه الوفاء لهم، فهو لم يقبل يوما بالهجوم على زملائه».

ومن أبرز الذين تأثروا بوفاة سعيد صالح، رفيق دربه الفنان عادل إمام الذي وصف الخبر بأنه أسوأ الأنباء التي سمعها في حياته، موضحاً أن سبب عدم حضوره جنازة «صديق عمره» يرجع إلى أنه كان يقضي إجازة العيد في الساحل الشمالي ولم يعلم موعد الجنازة إلا قبلها بدقائق، مضيفاً: «سأكون في الصفوف الأولى بعزاء سعيد صالح»، الذي سيقام بعد غد بمسجد عمر مكرم.
حب جارف

ومن جانبه، نعى الفنان سامح الصريطي، وكيل نقابة المهن التمثيلية، الفنان الراحل قائلا: «ان مصر فقدت رمزًا يعجز الكلام عن وصف قيمته الفنية»، مطالبًا كل من يشاهد اعماله التي ترسم البسمة بأن يترحم عليه ويدعو له بالمغفرة.

وأكد ان الفقيد كان انسانًا بسيطًا وتلقائيًا ويقابل كل من يتعامل معه بحب جارف، مضيفا: «ده غير انه كان ابن نكتة وحاضراً بالضحك دايما في كل الأوقات».

كما نعى الفنان صبري فواز، الراحل، قائلًا: «عمي وعم عيالي سعيد صالح... ربنا يرحمك على قد نيتك الصافية وفنك العظيم وروحك اللي كانت بترش خير وبهجة حواليها... نم في سلام».

وقال فواز، عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»: «في مدرسة المشاغبين... يونس شلبي وأحمد زكي وهادي الجيار كانوا وجوهاً جديدة، وعادل إمام أخذ دور صلاح السعدني، وحسن مصطفى كان بديلاً عن الفنان عبدالمنعم مدبولي، اللي كان نجم العمل الحقيقي هو سعيد صالح».

فنان لن يتكرر

في حين نعى المنتج أحمد السبكى، النجم سعيد صالح، في تغريدة عبر حسابه بموقع «تويتر»، قائلاً: «الله يرحمك، فنان لن يتكرر… سعيد صالح».

وكتب المطرب والملحن عمرو مصطفى، على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «وفاة الفنان القدير سعيد صالح... البقاء لله».

وقال الفنان مدحت صالح: «اللهم ارحم سعيد صالح صاحب القلب الطيب وأدخله فسيح جناتك».

ونعى الإعلامى خالد منتصر، على «تويتر»، قائلا: «الله يرحم الفنان سعيد صالح كانت انطلاقته صاروخية... توقع الجميع أن يتفوق على عادل إمام لأن موهبته كانت أقوى».

بينما كتب المطرب إيهاب توفيق، في صفحته على «فيسبوك»: «البقاء لله في وفاة الفنان الكبير سعيد صالح... الله يرحمه ويصبر أهله.. إنا لله وإنا إليه راجعون».

كمال أعرب أحمد المحمدى، الجناح الأيمن للمنتخب المصري، عن حزنه الشديد، بعد وفاة الفنان الكبير سعيد صالح، قائلا: «البقاء لله في وفاة سعيد صالح».

وداع

وبدورها، نعت الفنانة الشابة يسرا اللوزي الفنان الراحل ، وكتبت على «فيسبوك»: «رحم الله الأستاذ سعيد صالح... الحمد لله إن جاتلى فرصة أشتغل معاه ولو مرة واحدة بس في فيلم (بالألوان الطبيعية)»، في حين كتبت الفنانة شيريهان من خلال تدوينة عبر «تويتر»: «إنا لله وإنا إليه راجعون في المبدع المصري، النجم الفنان المصري سعيد صالح».

وبينما عبر ياسر جلال عن حزنه من خلال «فيسبوك»، حيث كتب: «سعيد صالح في ذمة الله»، أبدت الفنانة الأردنية ميس حمدان حزنها على الفنان الكبير، وعلقت: «الله يرحمك يا أخف دم في الدنيا»، في حين عبر محمد عطية عن حزنه من خلال تدوينة على «تويتر» حيث كتب: «الفنان الكوميدي الرائع سعيد صالح توفي... لا حول ولا قوة إلا بالل... الله يرحمه كنت بحبه قوي... البقاء لله».

الجريدة الكويتية في

03.08.2014

 
 

اللحظات الاخيره فى حياة النجم الراحل سعيد صالح

هند سامح الدسوقى

قال موقع تحت المجهر :” اللحظات الاخيره فى حياة النجم الراحل سعيد صالح على عكس كل تصريحات ابنة الفنان سعيد صالح والتى تدعى “هند سعيد صالح ” والتى صرحت ببقائها بجوار والدها إلى لحظات وفاته …. غير انها كانت من اكبر المهتمين به على اثناء حياته … الا ان الفنانه شيماء فرغلى كشفت عن كذب هند وافترائها حيث كانت هند قلما تتصل به تلفونيا للاطمئنان على صحة والدها غير انها ايضا كانت سببا فى محاولة اغتيال ابيها وزوجته الفنانه”شيماء فرغلى “…. وعلى حسب مشاهدتى اليوم لحالة شيماء فرغلى والتى تمر بصيق وتعب نفسى ومعنوى بعد رحيل نجم الكوميديا .. ومن هنا كان اصرارنا لكشف الحقيقه والتى توضح بان”زوجة الفنان الراحل ” شيماء فرغلى ” لم تتخلى عنه حتى انها لم تعود لمنزلها قبل الوفاه بثلاث ايام حيث كانت ترافقه ولم تغب عنه وقد ظلت بجواره الا ان قبض الله روح الفنان ويدها ملتصقه بيده وقد أظهرت هند مابداخلها من غل بعد وفاة الفنان سعيد صالح ولم ترافقهم للعزاء بعد الدفن فى فيلا النجم الراحل بأكتوبر وقد صرحت بسمه إبراهيم “أخت شيماء ” بأن الزعيم عادل امام لم يحضر الدفنه لان الوفاه حدثت بشكل مفاجأ ولم يتمكن الفنان عادل امام من الحضور من مارينا الى القاهره ومنها الى منوف لوداع صديق كفاحه وصديق عمره يذكر ان صداقتهم قد بدأت من قبل مسرحيتهم الشهيره “مدرسة المشاغبين بأكثر من ثلاث سنوات شيماء فرغلى “والتى كانت ضحكتها وصوتها يملىء الكون بهجه وفرح… اليوم هى فى حاله لايرثى لها.. حتى انها لاتقوى على الكلام والتصريح .. فى مقابل الحاله القويه والمتماسكه لطليقته وابنته وقد حدثت عدة محاولات لقتل النجم سعيد صالح وزوجته … وأخرهم حريق شقة الفنان سعيد صالح والتى لم تعود لطبيعتها الاولى الى الان .. على الرغم من تصريح النقابه بأنها ستتكفل بكل شىء… الا ان حالة الشقه الان لا تصلح لسكن عمال النظافه…. فكيف ستعود لها ارملة النجم سعيد صالح وهى فنانه ايضا وعن سؤال المذيعه بسمه إبراهيم عن مطالبة شيماء بتكاليف العزاء ومعاش النجم سعيد صالح …. قالت بسمه “لم نتكلم بالاجراءات الماليه الى الان بالرغم من وجود بعض التأخير من قبل النقابه .. ولكن ما ان ينتهى العزاء يوم الثلاثاء والخروج على روح الفنان يوم الجمعه بالمقابر بالمنوفيه سوف نباشر المطالبه بالحقوق الماليه .. مهازل وهرتلات قالتها هند عن علاقتها بوالدها اثناء حياته وبعد وفاته .. الا ان شيماء كان موقفها اقوى وصريح جدا.. ونرجو الكشف عن تلك المهازل وعدم السمع لابنة الفنان وان تكون شيماء فرغلى هى مصدر المعلومات عن حياة النجم الراحل سعيد صالح … كانت تلك اهم المقارنات بين طرفى النزاع على حياة وموت النجم سعيد صالح ..والتى تكشف عن طيبىة ونبل الفنانه شيماء فرغلى بالمقابل كذب ابنته

رأي اليوم اللندنية في

04.08.2014

 
 

الساعات الاخيره في حياه سعيد صالح

3 فنانين فقط في وداع صانع السعاده

محـمـــــــــــد الـــتـــــــــلاوى

مساء الثلاثاء الماضي احتشد نجوم الفن داخل سرادق عزاء الفنان سعيد صالح، مشهد يختلف تماما عن موكب تشييع جثمانه من مستشفي المعادي، لم يشهد لحظات الوداع الأخيرة للفنان الكبير سوي أسرته وثلاثة فنانين فقط هم سامح الصريطي وسعيد طرابيك وعهدي صادق، بينما احتشد مئات  البسطاء من أبناء قريته في المنوفية، الموكب المهيب لأبناء قريته كان المشهد الأخير لصانع السعادة والواد الشقي، والفنان المتمرد، عندما اقتربت ساعة الرحيل، كانت آخر وصية لزوجته أن يدفن في مسقط رأسه، القرية التي ظل حريصا علي التواصل معها طوال حياته، التي بدأت يوم 31 يوليو عام 1938 وشاء القدر أن تكون نهايته بعد ساعات من نفس اليوم 31 يوليو، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة عن عمر يناهز 76 سنة بعد معاناة طويلة مع المرض.

اختارت نقابة الممثلين مسجد عمر مكرم لتلقي العزاء، علي بعد خطوات قليلة من هذا المسجد يقع مسرح الحرية، الملحق بمدرسة الليسيه، في هذا المسرح انطلقت شهرة سعيد صالح، وبدأت نجوميته، عندما قدم مدرسة المشاغبين، ومن هذا المسرح أيضا بدأ طريقه للسجن، عندما أحالته الرقابة علي المصنفات الفنية للقضاء بتهمة الخروج علي النص، وكان سعيد صالح أول وآخر ممثل يقضي عقوبة الحبس بسبب الخروج علي النص، وقيل وقتها إن خروجه علي النص كان بألفاظ تخدش الحياء، بينما تردد في الكواليس أن السبب الحقيقي يعود لعبارات حادة وردت علي لسانه ضد النظام الحاكم في ذلك الوقت

وفي مسرح الحرية أيضا، تزامل سعيد صالح مع رفيق حياته عادل إمام داخل فرقة الفنانين المتحدين، جمعتهما «مدرسة المشاغبين» فقط علي المسرح، وفي السينما قدما مجموعة أفلام مهمة أبرزها «سلام ياصاحبي» و«رجب فوق صفيح ساخن» و«علي باب الوزير»، وكان آخر لقاء فني بينهما فيلم «زهايمر»، من خلال مشهد قصير لم يستغرق سوي دقائق قليلة، جسد من خلاله سعيد صالح مأساة آخر العمر، عجوز فقد ذاكرته، واستسلم للقدر، وتحول لحطام إنسان، لا يتذكر شيئا، حتي صديق عمره، الذي لم يملك سوي أن يودعه بالدموع.

الأيام الأخيرة لسعيد صالح كانت قريبة من زهايمر، بدأت حياته تتعرض لضربات عنيفة، فقد منزله في حي «المهندسين» بعد حريق مدمر، وتسارع التدهور في حالته الصحية، وأصبح نزيلا دائما في المستشفيات، بسبب قرحة المعدة، ثم كان التدهور الأخير، عقب عملية نقل للدم للعلاج من مرض الأنيميا في مايو الماضي.

سعيد صالح حالة فنية خاصة بين فناني الكوميديا يندر تكرارها فهو صانع البهجة والسعادة علي وجوه محبيه وزملاءه، خبر وفاته كانت لها وقع الصدمة، صديق عمره عادل إمام انهار في  البكاء عند سماعه خبر الوفاة، وقال إنه أسوأ خبر سمعه في حياته كان يقضي إجازة عيد الفطر مع أسرته في الساحل الشمالي، ولم يتمكن من الحضور للقاهرة لمرافقة جثمانه لمسقط رأسه، علاقة عادل إمام بسعيد صالح عميقة وكبيرة، افترقا فنيا، وربما باعدت بينهما أحيانا الظروف الخاصة لكليهما، لكن عادل كان حريصا دائما علي الوقوف إلي جوار صديق عمره منذ سنوات عندما قرر القضاء الحكم عليه بالسجن، ظل عادل إمام حريصا علي مساندته والوقوف إلي جواره وهو بسجن الحضرة بالإسكندرية لتوجيه الأنظار لمشكلته.

سامح الصريطي وكيل نقابة الممثلين ظل حريصا علي متابعة حالته الصحية حتي لحظاته الأخيرة وقال: كان يفرح جدا بزيارة أصدقائه له وأثناء زيارتي الأخيرة  له كان صامتا معظم الوقت علي غير عادته وعلي ما يبدو أنه كان مستسلما للمرض في الفترة الأخيرة. ويضيف الذي قربني من سعيد في السنوات الأخيرة هو أننا كنا نسافر معا لأداء مناسك الحج والعمرة كل عام  وأذكر أن سعادته كانت لا توصف عندما يكون هناك بجوار الكعبة أو عند قبر الرسول([) لدرجة أنك إذا خيّرته بالسفر لأي دولة في العالم كان يختار السعودية. كما أشار إلي أن زوجته شيماء فرغلي كانت تلازمة طوال الوقت في آخر أيامه وكانت تسهر علي خدمته وكان الراحل ينظر إليها ويبتسم ويقبلها.

الفنان أشرف عبد الغفور نقيب الممثلين قال إن النقابة لم تدخر جهدا ولم تبخل في متابعة حالة الفنان الراحل وأكد أنه قام بزيارته  أكثر من مرة آخرها قبل وفاته بيوم واحد ويقول في أول زيارة له بعد دخوله المستشفي أول مرة استقبلني بحفاوة شديدة ولم يدر بيننا حوار سوي السؤال عن صحته وأحواله. سعيد صالح من الفنانين المتميزين الذين يصعب تكرارهم وهو مر بعثرات كثيرة في حياته الله يرحمه بقدر ما أسعد الناس. أيضا زاره وزير الثقافة السابق د. محمد صابر عرب والفنانة نبيلة عبيد وغيرهم من الفنانين.

آخر ساعة المصرية في

05.08.2014

 
 

سعيد صالح

كمال رمزي

فى حياته، كما على شاشة السينما، وفوق خشبة المسرح: حضور محبب، شعبى وعفوى عاطفة متوقدة، مندفعة، قد تفتر فجأة، للحظات، لتتفجر من جديد، مبتعدة عن المرور من مصفاة العقل، وهو فى هذا يتناقض مع رفيق مشواره، صديقه الأثير، فى الفن والواقع، عادل إمام. الاثنان، ينتميان لعالم الكوميديا المتنوع، يكملان بعضها بعضا، فأحدهما على قدر كبير من التلقائية، يترك نفسه على سجيتها، يبدو، خاصة على خشبة المسرح، كأنه قادم من فرق روض الفرج والموالد والسامر، يعتمد على ما يتمتع به من جاذبية، وخفة ظل، وتجسيده لشخصيات تنتمى لأسفل السلم الاجتماعى، ولشباب فى بدايات العمر، أو أواسطه، كما فى المسرحيتين الشهيرتين «مدرسة المشاغبين»، و«العيال كبرت» وقبلهما «هاللو شلبى» ١٩٦٩، حيث قام بدور الريفى، القادم للمدينة، مرتديا جاكتة «كاروهات» ونظارة سميكة وحذاء، وشراب «أستك منه فيه»، والجملة الأخيرة من «الإيفيهات» التى ابتدعها سعيد صالح، وأصبحت متداولة بين الناس.. هنا، تثار مسألة مهمة، وربما شائكة، وهى مدى أحقية الممثل فى الارتجال، خاصة بالنسبة للكوميديين، وعلى رأسهم أشهر الخارجين عن النص، أمين الهنيدى، وقبله طابور من فنانين، يمتد من على الكسار إلى إسماعيل ياسين، حتى أن الواحد منهم، من الممكن أن يدخل فى «قافية» مع الجمهور.

منذ البداية، ظهرت موهبة سعيد صالح واضحة، طبيعية، لم تصقلها، ولم تقيدها، الدراسة المنهجية، أو التدريبات الأكاديمية، فهو، خريج كلية الآداب جامعة القاهرة ١٩٦٠، عشق التمثيل. صعد إلى خشبة المسرح وسطع على شاشة السينما، متسما بتميز أتاح له قدرا كبيرا من النجاح، يتمثل فى درجة هائلة من العفوية، سواء فى الصوت أو الحركة أو اللفتة أو ملامح الوجه. إنه يبتعد تماما عن المغالاة أو الافتعال، يلجأ إلى نوع من البساطة الواقعية.

فى «هاللو شلبى»، ظهر معه أحمد زكى فى دور صغير، هامشى، لكن أحمد ــ الذكى ــ القلق، الطموح، الذى تعامل مع قدراته بجدية صارمة، فنماها، وأزادها ألقا، إلى أن أصبح ما صار إليه.

فى «مدرسة المشاغبين»، صال وجال مع عادل إمام، ملأ المسرح بهجة وهرجا وحيوية، وبينما استثمر عادل إمام، نجاح المسرحية، بمهارة، فانتقل من لمعان للمعان، وأخذ يختار، بعناية، كتاب مسرحياته، مدققا، فى سيناريوهات الأفلام التى تعرض عليه، فارضا، فيما بعد، اسم المخرج، الذى سيحظى بالتوقيع على العمل.. ترك سعيد صالح نفسه، لدوامات السينما المصرية، المغرقة، التى تأتى بين حين وآخر.. فى أواخر الثمانينيات، ظهر ما عرف بتعبير «أفلام المقاولات».. وهى أعمال ركيكة، تعبأ فى شرائط فيديو، تحتوى على إعلانات تجارية عن سلع متنوعة، وتتضمن حكاية تافهة، يخرجها من لا موهبة له، تعتمد غالبا على نجوم من الدرجة الثانية. طبعا، لن تقرأ أسماء فؤاد المهندس أو عبدالمنعم مدبولى، ولكن ستجد اسم سعيد صالح، الضائع فى «درب اللبانة»، «الأونطجية»، و«الصعايدة جم».

أما المسرح، فقد حلا لسعيد صالح أن يؤلف ويخرج بل ويلحن، من دون امتلاك أدوات هذه الإبداعات.. فكانت النتيجة، كما المتوقع.

لكن، أهم إنجاز لسعيد صالح، يتجسد فى أدواره الجميلة، الثرية، التى حققها مع عادل إمام، فى «سلام يا صاحبى»، «الهلفوت»، «على باب الوزير»، «المشبوه»، «زهايمر».. هذا على سبيل المثال لا الحصر وفيها تتجلى طاقة الأخذ والعطاء، المبنية على التفاهم والمحبة، فضلا عن التوافق بين كل منهما والشخصية التى يؤديها، فعالبا، يبدو سعيد صالح كما هو أن عاطفته هى التى تقود تصرفاته، حتى لو كانت رعناء.. بينما عادل إمام، يسير على هدى عقله، حتى لو كان أمارا بالسوء.. وفى جميع أفلامهما، يتلمس المرء، بوضوح، قيمة الصداقة أجمل ما فى الحياة.

الشروق المصرية في

05.08.2014

 
 

الثلاثاء 05-08-2014 22:30 | 

بالفيديو.. عادل إمام في عزاء سعيد صالح

كتب: وليد عبد الوهاب

تقدم سفير المملكة العربية لدى السعودية، أحمد قطان، مقدمي العزاء في وفاة الفنان سعيد صالح، بدار مناسبات مسجد عمر مكرم، مساء الثلاثاء.

ورفضت عائلة سعيد صالح تواجد المصورين الصحفيين داخل دار المناسبات، بدعوى ازدحام المكان، وحدثت مشادة كلامية بين أقارب صالح والمصورين، وصلت لشد الكاميرا من أحد المصورين الذين يتابعون الحدث.

وتقدم المعزين في وفاة الفنان سفير المملكة العربية السعودية لدى القاهرة، أحمد قطان، الذي جلس بجوار عادل إمام، كما حضرت يسرا، شيرين، سامح الصريطي، عبدالرحمن أبوزهرة، أحمد بدير، محمد عادل إمام، محمد رمضان، أحمد دياب، جورج إسحاق، دنيا عبدالعزيز، فيفي عبده.

كما حضر أيضًا كل من شعبان عبدالرحيم، خالد سرحان، فاروق الفيشاوي، وأحمد الفيشاوي، حسن كامي، أشرف عبدالغفور، سمير صبري، محمود عبدالعزيز، نبيل الحلفاوي، أحمد صيام، لطفي لبيب.

كان الفنان سعيد صالح، توفي صباح الجمعة، عن عمر ناهز 76 عاما، بعد معاناة طويلة مع المرض استمرت عدة سنوات.

كان «صالح» قد تعرض لقرحة في المعدة، وخضع لعملية «نقل دم» لمواجهة «الأنيميا» منتصف شهر مايو الماضى، وظل فى مستشفى القوات المسلحة بالمعادي قرابة 15 يومًا.

الثلاثاء 05-08-2014 22:31 | 

بالصور.. سفير السعودية يقدم العزاء في وفاة سعيد صالح.. وعادل إمام «حضور»

كتب: سعيد خالد, أحمد حسين, عبدالرحمن خالد

تقدم سفير المملكة العربية لدى السعودية، أحمد قطان، مقدمي العزاء في وفاة الفنان سعيد صالح، بدار مناسبات مسجد عمر مكرم، مساء الثلاثاء.

ورفضت عائلة سعيد صالح تواجد المصورين الصحفيين داخل دار المناسبات، بدعوى ازدحام المكان، وحدثت مشادة كلامية بين أقارب صالح والمصورين، وصلت لشد الكاميرا من أحد المصورين الذين يتابعون الحدث.

وتقدم المعزين في وفاة الفنان سفير المملكة العربية السعودية لدى القاهرة، أحمد قطان، الذي جلس بجوار عادل إمام، كما حضرت يسرا، شيرين، سامح الصريطي، عبدالرحمن أبوزهرة، أحمد بدير، محمد عادل إمام، محمد رمضان، أحمد دياب، جورج إسحاق، دنيا عبدالعزيز، فيفي عبده.

كما حضر أيضًا كل من شعبان عبدالرحيم، خالد سرحان، محمود حميدة، سمير صبري، محمد العدل، محمد هنيدي، فاروق الفيشاوي، وأحمد الفيشاوي، حسن كامي، أشرف عبدالغفور، سمير صبري، محمود عبدالعزيز، نبيل الحلفاوي، أحمد صيام، لطفي لبيب.

كان الفنان سعيد صالح، توفي صباح الجمعة، عن عمر ناهز 76 عاما، بعد معاناة طويلة مع المرض استمرت عدة سنوات.

كان «صالح» قد تعرض لقرحة في المعدة، وخضع لعملية «نقل دم» لمواجهة «الأنيميا» منتصف شهر مايو الماضى، وظل فى مستشفى القوات المسلحة بالمعادي قرابة 15 يومًا.

المصري اليوم في

05.08.2014

 
 

الخميس 07-08-2014 23:20 | 

محمد رمضان:

لم يطردني أحد من عزاء سعيد صالح.. ولم أستدع الشرطة

كتب: سعيد خالد

نفى الفنان محمد رمضان، ما أثير مؤخرًا حول تعرضه للطرد من عزاء الفنان الراحل سعيد صالح، أو ما تردد حول استنجاده بالشرطة لفض الجمهور من حوله والخروج من العزاء، مؤكدًا أن ذلك لم يحدث مطلقا ومشددًا على أنه لا يعلم مصدر هذه الأخبار التي لا تمت للحقيقة باى صلة.

وأوضح «رمضان» في تصريحات صحفية، الخميس: «لم يتم طردي من العزاء وكل ما حدث أنني بمجرد وصولي لباب قاعه العزاء تدافعت وسائل الإعلام حولي للتسجيل معه مما دفع أحد الأشخاص المتواجدين فى العزاء للانفعال على الموجودين حولي لإبعادهم عن القاعة بسبب الزحام الشديد».

وأعرب «رمضان» عن حزنه من فقدان أستاذه الفنان القدير، سعيد صالح، الذي قدم معه أول أدواره فى دنيا الفن وهو دوره فى مسرحية «قاعدين ليه».

المصري اليوم في

07.08.2014

 
 

فجر يوم جديد:

{سعيد صالح}... وسوء الطالع!

كتب الخبرمجدي الطيب

لا يمكن القول إن ثمة علاقة توطدت بيني وبين الفنان الكبير سعيد صالح، لكن أذكر جيداً أنني اقتربت منه مطلع التسعينيات من القرن الماضي، وقت كان النجم المتوج لما يُسمى {أفلام المقاولات}، ففي إحدى بنايات وسط العاصمة المصرية قابلته وهو يصور فيلماً، من إخراج ناصر حسين، يحمل عنوان {الزبال والهانم}، ورأيته متحمساً للفيلم، وكأنه يشارك في بطولة عمل من إخراج يوسف شاهين!

 يومها نفى بشكل قاطع أن مشاركته في {أفلام المقاولات} تمثل إساءة إلى شخصه، وأشاد كثيراً بأهمية تلك الأفلام في الحفاظ على استمرار دوران عجلة الإنتاج في صناعة السينما المصرية، بعد التهديد المباشر الذي أصابها عقب حرب تحرير الكويت (17 يناير- 26 فبراير 1991)، وراح يُحدثني عن فيلم {الزبال والهانم} الذي يدق ناقوس الخطر حيال ظاهرة مُخيفة تهدد المجتمع المصري، وهي ظاهرة انتشار المخدرات، وأثنى على فكرة الفيلم الجديدة، حيث البطل {سيد الزبال} (سعيد صالح) الذي تستغل سيدة الأعمال {سوزي} (نجوى فؤاد)، التي تروج لنوع من العطور المخلوط بالمخدرات، تردده على شقق البنايات السكنية والإدارية لجمع القمامة، وتُسند إليه مهمة ترويج تجارتها المشبوهة!

المثير أن الفيلم، الذي  انطبقت عليه مواصفات {فيلم المقاولات}، من موازنة ضعيفة لا تتعدى المئة وعشرة آلاف جنيها مصريا، ومدة التصوير التي لا تتجاوز الأسبوعين، والاستعانة بممثلين من الصف الثاني مثل: نجوى فؤاد، أحمد عدوية، سميرة صدقي، عماد محرم وسارة، تعرض لأزمة عنيفة وغير متوقعة عندما اعترضت عليه رابطة جامعي القمامة، ورأت أنه يسيء إلى سمعة أعضائها، فما كان من الشركة المنتجة سوى أن استجابت للتهديد وغيرت عنوان الفيلم إلى {الصعلوك والهوانم}!

ما أردت قوله إن سعيد صالح كان متحمساً للفيلم كعادته في غالبية التجارب التي قام ببطولتها، ورأى كثيرون أنها تنتقص من نجوميته، وتسيء إلى موهبته، بل إن ثمة من أشاع بأنه يذهب إليها مدفوعاً بالمال وحده، بينما الحقيقة أن سعيد صالح أخلص لفنه إلى درجة السذاجة، فلم يكن يُمانع في أن يقبل دوراً في فيلم على سبيل المجاملة لصديق أو صديقة، ولم يتردد في إعفاء منتج من سداد القسط الأخير بعدما صدق أنه {مزنوق}، ويمر بأزمة اقتصادية خانقة، إذ كان يتعامل بصفات وسلوكيات ابن البلد، الجدع، الشهم... {صاحب صاحبه}، ولم يقدم نفسه يوماً بوصفه صاحب الموهبة العفوية التي كشفت عن نفسها في مسرحية {هالو شلبي}، والأداء التلقائي الذي تجسد في مسرحيتي {مدرسة المشاغبين} و{العيال كبرت}، وهو أيضاً الذي لم يبخل على فنه وأسس من ماله الخاص فرقة {مصر المسرحية}، التي قدم من خلالها مسرحياته السياسية {كعبلون}، {حلو الكلام}، {شُرم برم}، {أبو نظارة} و{قاعدين ليه؟}. ووضع أيدينا على مواهبه المتعددة في التلحين والغناء على طريقة سيد درويش!

قبل سنوات طويلة، وفي عام 1967 تحديداً، أصدر الكاتب الكبير محمود السعدني كتاباً بعنوان {المُضحكون}، احتفى فيه بممثلي الكوميديا {المعلمين} في السينما المصرية، وكانت المفاجأة عندما خصص جزءاً من الكتاب للحديث عن الشاب سعيد صالح قال فيه: {يأتي سعيد صالح في المقدمة من شلة العيال، وهو أخفهم دماً، بل هو أخف دم مضحك على الإطلاق، وهو قادر على إضحاك الطوب بحركته أو بلغته أو بإشارة من إصبعه الصغيرة، ثم هو لأنه نجا بمعجزة من عملية حشو الرأس بشعارات المثقفين، ودعاوى الأدعياء! ولأنه نبت شيطاني فهو ابن الطبيعة، وهو ممثل لأنه خُلق ليحترف هذه المهنة، وهو يشترك مع علي الكسار في ميزة هامة لأنه لا يعتمد التمثيل، لكنه يتحرك على المسرح كما يتحرك في الشارع،ويتكلم بين شلة من الأصدقاء المقربين}!

مأساة سعيد صالح (31 يوليو 1938 01- أغسطس 2014) في رأيي أنه شخصٌ صعبٌ ترويضه، وأنه لم يترك لأحد أن يتحكم في موهبته، أو يوجهه إلى مسار يأباه، وظل على الدوام {البوهيمي} الذي لا يرضى بغير التفكير الحر المطلق سبيلاً وأسلوباً لمسيرته الفنية، و}المتمرد} الذي اختار لنفسه سلوكاً متفرداً ونمط حياة خاص، بإرادته أو بغيرها، وفي هذه النقطة يكمن سر أزمته التي تعرض بسببها للإقصاء والملاحقة والسجن والتهميش لكنه لم يرضخ أو يتراجع أو يلين، ولم يفكر يوماً في تدشين شبكة علاقات إعلامية واجتماعية تُسهم في تجميل صورته، وتعمل على تبييض وجهه، كما يفعل آخرون. والأهم أنه لم يختر الإقامة في برج عاجي، وظل حريصاً، طوال حياته، على أن يتواجد بين الناس، الذين أحبوه، وأشفقوا عليه، وتعاطفوا معه، وجاء دوره في فيلم {زهايمر} (2010) ليحرك مشاعرهم، ويمس شغاف قلوبهم، ويُبكيهم على الحال الذي وصل إليها!.

الجريدة الكويتية في

08.08.2014

 
 

رحل سعيد صالح «فتى المسرح» وصاحب التعريف الجديد للمنطق

الوسط - جعفر الجمري

لم يتبقَّ من جيل السبعينات ممن خاضوا غمار الفن في مجال السينما والمسرح والتلفزيون، إلا قليل يكاد لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة. تسلّم نجوم مطلع التسعينات من القرن الماضي المشهد برمّته أو يكادون. ذلك جزء من سنّة الحياة. كل نجم له طاقة سيخفت وميضها يوماً ما. رحل سعيد صالح، صاحب العبارة الشهيرة، في المسرحية الأشهر في تاريخ الفن المسرحي المصري «مدرسة المشاغبين»: هُوَّ دا المنطق والاّ مش هُوّه يا متعلّمة يا بتاعةْ المدارس؟».

والساحة الفنية المصرية والعربية تودّع أحد نجومها الكبار، ممن أعطوا دفعاً وعلامات على الحراك والنشاط الفني فترة السبعينات والثمانينات من القرن الماضي، ضمن مجموعة ساهمت في هيمنة الفن المصري وامتداده من الماء إلى الماء العربي، تطوي فصلاً من فصول رحيل الكبار الذين صنعوا كل ذلك الألق.

يظل المشاهدون يتذكّرون - ربما - عملاً أو عملين. لكل فنان بصمتُه. بصمتُه في عمل يفرض قوته وحضوره. ربما تتوافر ظروف تجمع مواهب في عمل واحد يظل العلامة المضيئة في تاريخهم، ويظل مرجعاً للذاكرة فترة التقييم والحضور، وذلك ما تحقق في المسرحية المذكورة. أطلقت المسرحية وأتاحت لثلاثة أو أربعة في ذلك العمل لينطلقوا بسرعة صاروخية في مجال الفن. تراجعت أدوار البعض، وخفت حضور آخرين؛ فيما ظل النجم عادل إمام الأكثر شهرة وحضوراً من بين كل أولئك، وخصوصاً في أعماله المسرحية التي استمر عرض بعضها لأكثر من 10 سنوات متواصلة؛ علاوة على حضوره السينمائي شبه السنوي، ونشاطه الأخير في عدد من المسلسلات التلفزيونية الموسمية؛ وخصوصاً في شهر رمضان المبارك.

«مدرسة المشاغبين»

في مسرحية «مدرسة المشاغبين» التي عرضت بعد حرب أكتوبر/ تشرين الأول 1973، وتحديداً في 24 من الشهر نفسه، وأدّى بطولتها: سعيد صالح، عادل إمام، يونس شلبي، أحمد زكي، حسن مصطفى، سهير البابلي، وهادي الجيّار، وكتبها علي سالم، الذي ذهب عميقاً بعد سنوات في التطبيع مع «إسرائيل» بعد زيارة الرئيس الراحل أنور السادات إليها، وتوقيعه معاهدة كامب ديفيد التي وضعت حداً للحرب بين البلدين، كان دور سعيد صالح كبيراً ومحورياً؛ جنباً إلى جنب مع عادل إمام ويونس شلبي وحسن مصطفى على وجه التحديد. لم يكن الأمر كذلك مع أحمد زكي، بحكم الدور الذي أسند إليه، باعتباره جاداً ومتفوقاً. في الجد يصعب استلال النكتة. وإن جاءت تظل عابرة وخاطفة. «العبط» و «الشقاوة» تتيح مساحة كبيرة لتجسيد النكتة وارتجالها أحياناً. تجسد المواقف الساخرة، وتطلق فضاءات ومساحات أيضاً للكوميديا السوداء التي لم تخلُ منها المسرحية. في «العبط» و «الشقاوة» امتاز ثلاثة: إمام، صالح، وشلبي. حسن مصطفى كان بمثابة مساحة متحركة لممارسة المقالب عليه. سهير البابلي أدارت المشاغبة تلك بحرفية عالية، لتنطلق بعد سنوات في عملين مسرحيين مهمين ومركّزين في حضورهما لدى الجمهور، «ريا وسكينة» و «ع الرصيف».

«العيال كبرتْ»

في مسرحية «العيال كبْرِتْ» التي عرضت العام 1979، وكتبها سمير خفاجي وبهجت قمر، وأدى البطولة فيها: سعيد صالح (سلطان)، أحمد زكي (كمال)، يونس شلبي (عاطف)، نادية شكري (سحر)، حسن مصطفى (الأب رمضان السكّري)، وكريمة مختار (الأم زينب جاد الله)، والتي تدور حول مقالب الأبناء الأربعة تجاه والدهم الذي علموا أنه على علاقة مع امرأة أخرى ويسعى إلى الزواج منها، كانت الكوميديا الصارخة حاضرة. بعضها لم يخلُ من الإسفاف؛ لكن الغالب فيها تلك الدرجة الواعية من الكوميديا الهادفة والمسخّرة في العمل بوعي كبير.

كان سعيد صالح هو الدينامو في العمل. يمكن اكتشاف ذلك في كم الحوار عبر الدور المسند إليه، والذي تحكّم في جلّ مشاهد العمل المسرحي وقتها. لم تخفت «خفّة دمه». كانت في تصاعد ملحوظ، وهذه المرة أكثر استواء ونضجاً.

عمل سعيد صالح في أكثر من 300 عمل مسرحي؛ لكن ما الذي يتذكّره الجمهور من عشرات المسرحيات تلك؟ ربما لا شيء باستثناء العملين المشار إليهما: «مدرسة المشاغبين» و «العيال كبرت»، وذلك لا ينتقص منه كونه أبدع في عملين، فإبداع الفنان لعمل واحد طوال مسيرته الفنية التي لا تخلو من غلبة الغث على السمين، على الأقل عربياً، كفيل بأن يضمن حضوره في أذهان الناس، مادام ذلك العمل قريباً من الناس، ويستلّ البسمة والضحكة، وحتى القهقهة من أفواههم، ويرطّب أرواحهم المتعبة في واقع عربي يضج بكثير من الإحباط واليأس وهمّ الهرولة وراء لقمة العيش التي باتت عصية وممزوجة بالغصة والإهانة أحياناً. وبعض من تلك الأعمال كانت مدخلاً لإهانة الفنان، سواء عن وعي منه أو لا وعي، طالما أنه استسلم لاضطراره العمل كي يعيش، ولا تهم بعد ذلك قيمة ما يقدّمه إلى الجمهور!

«فتى المسرح»

الممثل الذي بدأ بالمسرح يتذكّره جمهوره بعملين مسرحيين كبيرين. وفي مجال السينما، كّرر أن رصيده من الأفلام 500 فيلم. وتذكّر المهم منها يبدو صعباً. الرجل ولد للمسرح، وترك بصمته عليه. في السينما تجاوزه كثيرون ربما بسنوات ضوئية؛ وهو ما لم يفعله أولئك الكثيرون في المسرح الذي تجاوزهم فيه صالح بسنوات ضوئية أيضاً.

هو الذي وصف نفسه في أكثر من لقاء صحافي وتلفزيوني بأنه «فتى المسرح» لم يرَ نفسه فتى السينما أو التلفزيون؛ لذا لم ينفصل «فتى المسرح» عنه حتى وهو يؤدي أدواره في السينما والتلفزيون. وقع في الخلط ذاك؛ فلم يقنع جمهوره بأنه في مكانه الذي يحب؛ ولم يستطع أن يقدّم أعمالاً فارقة وسط الكمّ الذي انشغل به. كان يعمل كي لا يُنسى وكي لا يكون تحت رحمة البطالة التي لا رحمة فيها بكل تأكيد!

تحضر أفلاماً لبداياته، وبإخضاعها لمقياس الحركة والإنتاج والنجوم وقتها تجد أنها لم تكن فارقة ومهمة وإضافة حقيقية للسينما المصرية. ولنكون أكثر تحديداً: لم تكن كلها بذلك المستوى من الإضافة، وإن حقق شيئاً منها في عدد يسير من تلك الأفلام.

ومع صديقه الذي لازمه في عدد من الأفلام: عادل إمام، قُدّر لتلك العلاقة أن تثمر عن 10 أفلام: «رجب فوق صفيح ساخن»، «أنا اللي قتلت الحنش»، «سلام يا صاحبي»، «الهلفوت»، «على باب الوزير»، «المشبوه»، «الأزواج الشياطين»، ومسلسل «أحلام الفتى الطائر»، وآخر أعمالهما معاً فيلم «زهايمر».

وفي الفيلم الأخير، كان دور سعيد صالح الذي لم يتجاوز الدقائق الثلاث جسراً لتمرير وأحياناً «تمطيط» الدور الرئيسي لعادل إمام الذي يعاني في الفيلم من «الزهايمر» بحكم مؤامرة يحيكها مجموعة من حوله بترتيب من ولديه وزوجة ابنه للحصول على ثروته بعد أن خسرا أموالهما في البورصة وباتا على وشك الدخول إلى السجن ما لم يسددا قرضاً للبنك. دور سعيد صالح في تتبع وقراءة للفيلم، ولتاريخ الرجل الطويل في الحركة الفنية المصرية، كان مهيناً، لم يقدم إضافة تذكر في الفيلم، واستبعاده من الدور لن يؤخر منه في الوقت نفسه!

وفي تتبّع السيرة نقف على مجموعة من الأفلام أيضاً بمعية نجوم كبار منها على سبيل المثال: «الرصاصة لاتزال في جيبي»، مع محمود ياسين، و «أين عقلي»، مع سعاد حسني، و «درب اللبانة»، مع شريهان، «بلطية بنت بحري»، مع دلال عبدالعزيز، و «يا عزيزي كلنا لصوص»، مع محمود عبدالعزيز، و «أولاد حظ»، مع صابرين، و «نعيمة فاكهة محرمة»، مع فاروق الفيشاوي، و «العسكري شبراوي»، مع ماجدة الخطيب.

المسلسلات التلفزيونية

في التلفزيون، أيضاً ظلت ذاكرة الجمهور محتفظة بسعيد صالح في عمليه المسرحيين المذكورين. الكوميديا في الأعمال الدرامية نادراً ما تكون أساس العمل. هي على الهامش ضمن «أفيهات» عابرة. لم يلفت الأنظار كثيراً بوجود نجوم لهم حضورهم المتوهّج، وخصوصاً أنهم يمسكون بالأدوار الرئيسية في الأعمال التي شارك فيها. ومن بين المسلسلات التلفزيونية التي شارك فيها: «السقوط في بئر سبع» مع إسعاد يونس العام 1994، كما شارك فى مسلسلات «المصراوية»، و «آن الأوان»، و «رجل بلا ماضي»، و «أحلام الفتى الطائر»، مع عادل إمام و «البرارى والحامول»، و «المارد»، و «العبقرى»، و «عودة الروح»، و «أشجان»، و «هارب من الأيام»، و «عودة الروح».

الخروج على النص

الارتجال في الأعمال المسرحية لا يقوم به إلا المتمرّسون وعلى علاقة متجذّرة وممتدة على خشبة المسرح. يمكن عدّ وحصر الأسماء في هذا المجال من دون عناء يذكر، من بينها عادل إمام، سهير البابلي، وخصوصاً في مسرحيتيها «ريا وسكينة» و «ع الرصيف» والتي أدت البطولة فيهما مع أحمد بدير، وهنالك أحمد بدير نفسه، وسمير غانم، ومحمد نجم، بالإضافة إلى سعيد صالح، وفؤاد المهندس، وحسن عابدين وغيرهم. ولعل من أشهر ما عرف به من حالات ارتجال على الخشبة قوله في العام 1983: «أمي إتجوزت 3 مرات... الأول وكّلْنا المِش، والتاني علمنا الغِش، والتالت لا بيهش ولا بينش» قاصداً بذلك رؤساء الجمهورية الثلاثة الذين تناوبوا على حكم مصر، ودفع ثمن ذلك الارتجال الذي قرّره المستشار راغب سامي بالسجن ستة أشهر.

ردود الفعل على رحيله

مع رحيله عمد صديق عمره، الفنان عادل إمام إلى نعيه على طريقته الخاصة، مستبدلاً صورته على صفحته على موقع «فيسبوك» بصورة تجمعهما، وعبّر إمام عن حزنه لفقدانه رفيق عمره. وعلى موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، حظي رحيل الفنان بهاشتاج دشنه نشطاء وجمهور من محبيه جاء على النحو الآتي: «سعيد صالح»، «وداعاً سعيد صالح»، والثالث «وفاة الفنان سعيد صالح»، عبّروا من خلالها عن الأسى والفراغ الكبير الذي سيتركه، من دون نسيان ما رسخ من أعمال قام بها طوال عقود، ولم تبتعد كلها، إن لم تكن متفقة على المضيء والبارز من أعماله المسرحية، ومن بين ردود الفعل تلك ما كتبه البرلماني المصري السابق باسم كامل: «العيال كبرت... كبرت قوي للأسف كبرت... كبرت وماتت... يونس شلبي وأحمد زكي وأخيراً سعيد صالح... وداعاً سعيد صالح».

من ناحيته كتب Shatha Mbaideen: «سلام يا صاحبي مرسي ابن المعلّم الزناتي اتهزم من المرض يا رجالة».

فيما قالت medaille chakich: «سلام يا صاحبي... أقصر قصة حزينة... وداعاً سعيد صالح... سلام سلام يا صاحبي... أحلى قصة حزينة وأجمل فيلم».

الوسط البحرينية في

09.08.2014

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)