«بولا»
خلقت لتكون نجمة.. لها حضور طاغ علي الشاشة.. منحت اسماً فنياً
أصبح ماركة مسجلة في عالم الإبداع، نادية لطفي «الباحثة عن الحب»
في كل مشهد تبدعه، الرافضة للاختفاء وراء «النضارة السوداء» التي
تري الإبداع مزيجاً من «الخطايا» إنها المتعبدة في محراب الفن
لتخرج ما بداخلها من إبهار وإبداع، يكرمها مهرجان القاهرة
السينمائى في دورته الـ36 عن مجمل أعمالها وتاريخها الفني الطويل..
حاورناها، فقالت: أشعر وكأنه تقدير مضاعف لأن به تميزاً واختياراً
محدداً، فلم يختاروني مثلاً لموقف عام أو مناسبة ولكنه اختيار
انتقائى موجه لي وهذا له تقدير كبير في نفسي واستقباله بالنسبة لي
بامتنان للإدارة التي اختارتني وللمؤسسة التي تساعد علي عودة
المهرجان الذي تم إلغاؤه العام الماضى.
·
للمرة الأولى تختار إدارة المهرجان شخصية فنية مصرية واحدة
لتكريمها.. كيف ترين ذلك؟
-
فوجئت بذلك وكنت أتمني لو كان هناك فنانون مصريون كثيرون، فمازال
في مصر مبدعون يجب أن تكرمهم الدولة، ولا أخفى سعادتي خاصة
باختياري مع مكرمين آخرين هم المخرج الألماني فولكر شرندهورف
والفرنسي جاك لانج وزير الثقافة الأسبق والمغربى نور الدين صايل،
وبالمناسبة أنا أعرفهم وأتابع أدوارهم سواء مواقفهم الفنية أو
السياسية وأعتقد أنهم متشابهون معي كثيراً فلهم أدوار سياسية وفنية
مختلفة ومؤثرة وسعيدة باهتمام إدارة المهرجان بشخصيات ليست فقط في
التمثيل ولكن في مجالات أخري متصلة بالفن.
·
ماذا يمثل لك «القاهرة السينمائى»؟
-
هو واجهة مصر أمام العالم فيما تقدمه من فن راق وخصوصاً أنه مهرجان
عالمي وبالنسبة لي عودة المهرجان تهمني أكثر من تكريمى، هذا مهرجان
مصر العالمى وله قيمة كبيرة وعاصرته وقت تولي كمال الملاخ
وسعدالدين وهبة وبذلا مجهودات كبيرة حتى يسجل ويكون مهرجاناً
دولياً، وهذا له مردود علي مصر قوى فهو راية مصر في عالم الفن.
·
وماذا عن ذكرياتك مع المهرجان؟
-
حضرت المهرجان منذ افتتاحه علي يد كمال الملاخ وتم تكريمي به مرتين
وفي كل مرة أشعر وكأنه أهم تكريم في حياتى، فهو دائماً تكريم مميز
عن أعمالى وعن مواقفى وفي المرتين التي كرمت فيهما كانت من أهم
الدورات التي أقيمت للمهرجان، بالإضافة إلى أنه يعتبر عرساً
ثقافياً حضارياً يحضره كل فناني العالم.
·
ما رأيك في اختيار اسم الكاتب الكبير نجيب محفوظ للجائزة؟
-
نجيب محفوظ أهم كاتب أنجبته مصر، قدمت من رواياته عدة أعمال أبرزها
«قصر الشوق» و«السمان والخريف».. فهو صاحب شخصيات مصرية خالصة
وتسمية الجائزة باسمه فخر لمصر وللمصريين ويعتبر محفوظ جزءاً من
هذا الكيان، وفي كل الدول المحترمة الاهتمام يكون بأصحاب الروايات
التي توضح كيان هذا المجتمع واختصاصاته ومحفوظ هو أفضل من حدد كيان
المجتمع المصرى ووضعه وصفاته.
·
كيف استقبلتي اختيار شعار المهرجان ليكون عينك من أفيش فيلم «أبي
فوق الشجرة»؟
-
لم أكن أعلم أن شعار المهرجان بهذا الشكل، لكن عندما تحدث الناقد
سمير فريد رئيس المهرجان وجدته يقول لي شعار المهرجان بعينك لأنها
الأكثر دلالة علي منظور السينما لنقلها ما يحدث في الواقع، سعدت
للغاية لهذا التقدير الكبير وسعدت أنني شعار لمهرجان مصر في هذا
الوقت المهم من تاريخها، بالإضافة إلي أن فيلم «أبي فوق الشجرة» هو
أعلى إيرادات في تاريخ السينما المصرية لأنه ظل عاماً كاملاً في
صالات العرض لم يتخيل أحد هذا النجاح، ولذلك عندما اختاروا هذا كنت
سعيدة وشعرت بالفخر.
·
كيف ترين تكريمك في مصر في هذا الوقت؟
-
مصر تمر بأهم مرحلة سياسية واقتصادية في تاريخها ليست لأنها ناتجة
عن ثورتين ولكن لأن الشعب نفسه تغير وأصبح قادراً علي التغيير وهنا
أعتقد أن الفن أيضاً سيتغير في الفترة القادمة بسبب هذه الحالة من
التطوير والتغيير، وأنا سعيدة أن يتم تكريمي في عهد الرئيس
عبدالفتاح السيسي فأنا أحترمه وأقدره لأنه استطاع أن يحمي مصر من
الإرهاب ويحقق نهضة حقيقية في كل المجالات ليجعل مصر قوية ويشغلنى
اهتمامه بالعلم والعمل، فهما الوسيلة الوحيدة التي سترتقي بمصر في
الفترة القادمة.
·
من تمنيتي أن يحضر معك لحظة التكريم؟
-
كنت أتمني لو كان صديقي وشقيقي وجدي الحكيم حاضراً معي هذه اللحظة
فهو من حضر معي أهم لحظات حياتي وظل معي لفترة طويلة قريباً مني
ويشاطرني كل لحظاتى، ولكن الحياة دائماً لا تعطي كل شيء، ولكني
سأشعر بأنه معى وأنا علي خشبة المسرح أتسلم جائزتى.
·
لماذا لا تشاركين في الحياة الفنية الآن؟
-
كل زمن وله نجومه ولا أشغل بالى بالمشاركة من جديد، آخر أعمالى
كانت في الثمانينات وقتما كنت قادرة علي العطاء والوقوف أمام
الكاميرا، لكن الآن الجيل الفني تغير تماماً الوضع اختلف سواء في
الموضوعات أو الشخصيات، بالإضافة إلى أنني لا أريد العودة إلي
التمثيل من جديد وأقف سعيدة في موقع المتفرجين أشاهد ما أريد.
·
في رأيك ما أهم الأزمات التي يواجهها الفن الآن؟
-
الرقابة، مصر تحتاج إلى رقابة من جديد، الفن المصري لن ينهض إلا
بأن يتولي إدارته شخصيات فنية مبدعة وليس مجموعة موظفين يتخذون
قرارات أحياناً تهدر من مستوي الفن والفنانين يجب أن تأتي رقابة
مثقفة علمية فنية تكون قادرة علي تقييم العمل الفني، بمجرد حدوث
استقرار سياسي سيعود الفن لمكانه الصحيح، ويبعد الحزن عن مصر، ولكن
عدد الأعمال المقدمة هو دليل علي تعافى مصر من الاضطرابات السياسية.
·
شاهدت مؤخراً عرض المخرج جلال الشرقاوى «دنيا حبيبتى».. هل تعتادين
علي حضور المسرحيات؟
-
كنت بعيدة عن أي أحداث فنية سواء سينمائية أو مسرحية بحكم حالتى
الصحية، ولكن أثق في أعمال جلال الشرقاوى، ولذلك عندما سمعت عن
العرض قررت حضوره ووجدته عملاً يوثق مرحلة مهمة جداً في تاريخ مصر،
وأنا أطالب بأن يعرض علي جميع النشء الصغير والأجيال القادمة في
المدارس وأن يعرض في عروض الثقافة الجماهيرية في جميع القرى
والنجوع لأن هناك أحداثاً لم يحضرها الأطفال يتناولها العمل أعتقد
أنها ستغير كثيراً في مفهوم النشء الجديد.
·
وماذا عن مذكرات أمينة رزق؟
-
عادة لا أحب كتابة الحياة الشخصية لأي فنان لأنني أعتبرها حياة
خاصة، ولا أحترم من يعرض خصوصيتهم ولكني قررت كتابة حياة الفنانة
أمينة رزق الفنية، كما أعرفها وكما عاصرتها، فهذه الفنانة من أهم
الممثلات في تاريخ الفن المصرى ليس فقط علي المستوي الفني لكن علي
المستوي الأخلاقى والسياسي وسأسرد الشخصية من خلال أعمالها الفنية
وأدوارها المختلفة التي كانت علامة في تاريخ الفن سواء أكان
مسرحياً أو سينمائياً أو تليفزيونياً. |