كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

شذوذ وعجز وإفراط

طارق الشناوي

مهرجان كان السينمائي الدولي الثامن واالستون

   
 
 
 
 

أول من أمس وسط ضجة إعلامية ضخمة تابعناها قبل بداية المهرجان، عرض خارج التسابق الرسمى الفيلم الفرنسى «حب» للمخرج جاسبر نوى، والفيلم ناطق بالإنجليزية حيث بات كثير من الأفلام غير الأمريكية أو البريطانية تنطق أيضا بالإنجليزية، حتى توفر لنفسها فرصًا أوسع للتوزيع فى دول العالم، إلا أن الفيلم الذى يعرض مجسما وبالأبعاد الثلاثة هو أقرب ما يكون إلى أفلام «البورنو» الطويلة، التى فى العادة تنطوى على حبكة درامية هامشية، لتصبح مبررًا لمشاهد جنسية صريحة ومباشرة، وهذا هو بالضبط حال الفيلم الفرنسى.

تزاحم الصحفيون والنقاد على طابور الدخول للقاعة، واستمروا صامتين حتى نهاية العرض ساعتين وربع الساعة، وبعد كلمة النهاية تردد بقوة الصوت الغاضب معلنا الاستهجان، لا شىء غير مشاهد من الجنس، البطل يعيش فى سعادة مع زوجته وطفله الذى لم يتعد العامين، والمشهد الأول علاقة بين الزوجين، ثم يتلقى رسالة من أم عشيقة سابقة، تُصبح هى المحرك لكل مشاهد الجنس التالية، والسيناريو ينتقل من مشهد إلى آخر وبلا هوادة، فهو يحمل كل مواصفات فيلم «البورنو»، ولا يترك أى إمكانية ولو عابرة من الممكن أن تمر من دون أن يستثمرها فى مشهد طويل، وكأنه يستعرض قدرته على خلق تنويعات جنسية متعددة.

الفيلم عُرض رسميًّا خارج التسابق الرسمى، لا يوجد أدنى ضرورة إلى استخدام تقنية التجسيم فى صياغة هذا الفيلم، فكل اللقطات كان من الممكن التعامل معها من خلال الصورة ذات البعدين، ورغم ذلك فهو الفيلم الوحيد حتى كتابة هذه السطور الذى لجأ إلى تلك التقنية، كأن المخرج لم يكتف بأن يقدم جنسا صريحا فأضاف إليه الأبعاد الثلاثة.

إنه فى رأيى هو الفيلم الأسوأ بين الأفلام التى عُرضت خارج التسابق الرسمى، بينما الفيلم الذى يحتل بين أفلام المسابقة لقب الأسوأ من خلال تقييم المجلات السينمائية، التى تُصدر أعدادًا يومية موازية مثل «سكرين» و«فيلم فرانسيز» و«فاريتى» و«هولييود» وغيرها، سوف تكتشف أيضا الفيلم الفرنسى «مارجريت وجوليان» الذى حقق المركز الأخير منفردا، لأنه وصل إلى ذروة الجنس بتلك العلاقة التى جمعت بين أخ وأخته، وما أراده المخرج فاليرى دونزيل، إنه يبحث عن تنويعة متجاوزة كل ثنائيات الحب التقليدية التى خلدتها الروايات والحكايات الشعبية عبر الزمن، ولكن يظل أن إضافة عنصر الأطفال فى أثناء السرد السينمائى بلا ضرورة ولا منطق أفسدت الكثير، كما أنها كثيرًا ما كانت تصيب هذه المشاهد بالنفور، ناهيك بالإسراف فى التناول.

ونأتى إلى تنويعة جنسية أخرى، إنها أفلام السحاق التى تتناول العلاقة بين امرأتين، قبل عامين فاز بالسعفة الذهبية الفيلم الفرنسى «الأزرق الأكثر دفئا» للمخرج التونسى عبد اللطيف كشيش، شاهدنا العلاقات السحاقية بين بطلتى الفيلم.

وقد احتلت المساحة الأكبر بإسراف، هذا العام بين أكثر الأفلام المرشحة لنيل السعفة الذهبية التى تعلن مساء غد الفيلم الأمريكى «كارول» إخراج تود هاينس، وبطلة الفيلم كيت بلانشيت، تؤدى دور امرأة ثرية متزوجة، ولكنها تقيم علاقة جنسية مع بائعة شابة فقيرة فى أحد المتاجر.

وكانت قد طالت بلانشيت قبل عرض الفيلم شائعة نسبت إليها فى تصريح باعترافها بإقامة علاقات سحاقية فى حياتها الواقعية، ولكنها نفت تماما ذلك فى المؤتمر الصحفى، الذى أعقب عرض الفيلم رسميًّا فى المهرجان، مؤكدة أن من كتب الحوار حذف جملة فى نهايته، تؤكد فيها أنها لم تمارس تلك العلاقات، إلا أنها أضافت فى الحوار أن هذه العلاقات لم تعد تثير اهتمام أحد.

فى كل الأحوال بلانشيت الحاصلة على الأوسكار مرشحة هى أيضا لجائزة أحسن ممثلة.

لم يكن المخرج مسرفًا فى تلك المشاهد السحاقية.

وتبقى تنويعة جنسية أخرى التى تعبر هذه المرة عن العجز، نتوقف أمام السينما التى من الممكن أن تلمحها، وهى سينما المشاعر، لا يعنيها من الجنس مشاهده بقدر ما يصبح السؤال عن الضرورة والمنطق والهدف، الفيلم عُرض داخل المسابقة الرسمية ومرشح بقوة للجائزة وعنوانه «شباب» للمخرج الإيطالى بلولو سورنتينو، يقدم عجوزين فى الثمانين من عمرهما الأول، واضع موسيقى ومايسترو معتزل يؤدى دوره مايكل كين، والثانى مخرج سينمائى هارفى كيتل، المايسترو اعتزل، والمخرج لا يزال بداخله جذوة الإبداع، المخرج والموسيقى يذهبان معا إلى فندق صحى يقع فى جبال الألب بسويسرا، وهناك نرى الحلم والواقع يتجسدان أمامنا، نشاهد الرغبة المستحيلة ويقابلها فورا العجز برؤية سينمائية، تضفى على الفيلم جماله الذى تميز به سورنتينو عبر مشواره بأفلامه التى لم تتجاوز العشرة.

وكان المخرج قبل عامين قد نال جائزة الأوسكار وقبلها الجائزة الكبرى فى «كان» عن فيلمه «الجمال العظيم». والجائزة الكبرى هى التى تلى فى الأهمية جائزة السعفة الذهبية. الفيلم يبدو إبداعيًّا، كأنه يكرر قول الشاعر أبو العتاهية «ألا ليت الشباب يعود يوما لأخبره بما فعل المشيب»، لا يزال الصديقان تحركهما رغبات جنسية، ولكن يجمعهما العجز المشترك، وكل منهما صار يشكو إلى الآخر مشكلاته التى صارت مزمنة مع تضخم البروستاتا، التى هى واحدة من أشهر مظاهر الشيخوخة، ولكن هذا لا يمنع من أن يعبرا بين الحين والآخر عن رغبات مدفونة تحت الرماد.

المخرج باقتدار يلعب فى مساحة رائعة وفيلمه مرشح بقوة للسعفة، وهو مرشح لجائزة الإخراج، وكيتون من حقه التطلع لأفضل ممثل، كل شىء مسخر من أجل أن تتجلى فيه تقنيات السينما وآفاقها فى السرد العصرى الذى تتميز به كادرات المخرج، وهى تتطلع إلى لغة إبداعية خاصة، لأن اللا شعور الكامن والخيال الجامح فى تلك المنطقة العمرية كثيرًا ما يفتح شهية السينمائى على التعبير.

إنه ليس فيلما عن عجز الشيخوخة ورغبتها فى الانسحاب والتقاعد، كما يمثلها مايكل كين، لأن أمامنا أيضا مخرجا، هارفى كيتل، يعلم أنه يعد فيلمه الأخير ورغم ذلك لا يتوقف، المايسترو أيضا وفى مشهد يستدعى «جادليو» الذى أدى دوره حسين رياض فى «شارع الحب» يعود ليس لإنقاذ موقف، ولكنه لأنه تلقى دعوة من ملكة بريطانيا لقيادة الأوركسترا، وكان قبلها يحلم بقطعة موسيقية تشارك الأبقار فى ترديدها، وفى هذا المشهد الختامى تلتقى أصوات من الماضى والحاضر ونستمتع إلى نبض الشباب والمايسترو يُمسك بالعصا، الهاجس الجنسى لكلا البطلين لم يتوقف، ولكنه يلتقى مع هواجس أخرى أبدع المخرج الإيطالى فى استدعائها من الذاكرة، لنرى التاريخ متداخلًا مع الزمن الحالى، هتلر وبوذا وستالين فى مشاهد متتابعة تضفى على الفيلم زخما إبداعيا خاصا، لا عجز ولا خوف، ولكن إقبال على الحياة حتى لو ظلت تلك النظرة، التى شاهدناها على الأفيش لعجوزين يتطلعان بحسرة على امرأة تفيض أنوثة!!

التحرير المصرية في

23.05.2015

 
 

مهرجان «كانّ» السينمائي الـ 68 (13 ـ 24 أيار 2015)

«ضربة اليورو» والجنس يهزّان سوق الفيلم والشهوات

زياد الخزاعي

همّان هزّا الدورة الـ 68 (13 ـ 24 أيار 2015) لمهرجان «كانّ» السينمائي: الـ «يورو» والجنس. الأول ضرب سوق الفيلم في صميمه، من دون أن يهزّ أركان قوته المتنامية. حاول عملاؤه الحفاظ على بأسهم التجاري وأنفتهم عبر رسائل إلكترونية وُزّعت على الجميع عبر شبكة «إنترنت»، تضمنت تصريحات طنّانة حول نجاحهم في تحقيق صفقات معتَبَرة. على رأس هؤلاء، الأميركيون الذين حافظوا على مستوى تواجدهم إلى أقصى حدّ، ما جعلهم يستحوذون على 18 % من أرضية السوق، فيما قنعت الدولة المضيفة فرنسا بالمركز الثاني بنسبة 15 %، وجاءت أفريقيا في المرتبة الثالثة بـ 2 % فقط. فقد غامر أهل هوليوود بكل شيء لجعل عمليات الإنتاج بين أيديهم (27.9 %)، وكانت الفرحة عارمة بتواجد جديد المخرج الأسترالي جورج ميلر «ماد ماكس» ضمن العروض الخاصة، وتمخطر نجومه، أمثال الجنوب أفريقية تشارلز ثيرون والبريطاني توم هاردي، على السجادة الحمراء، في وقت ارتفعت إعلاناته الفخمة على واجهة فندق «كارلتون» العريق، احتفاءً بـ «البليون دولار الأولى» التي كسبها لاحقاً بعد عرضه العالمي الأول في «كانّ» الأسبوع الماضي.

المال

لا «كانّ» من دون هوليوود. هذا ما أدركه المدير الفني تييري فريمو، على الرغم من محاولاته اللعب على صراط نخبوية العروض، وإبقاء المهرجان منصة لعناوين تكتسح لاحقاً أسواقاً ومهرجانات أخرى. بيد أن القيصر الجديد لـ «كانّ» بيار لسكور وضع نصب عينيه العملة الخضراء أولاً، مجتهداً في عامه الأول على تحييد خسائر «سوق الفيلم» مع تصاعد «ضربة اليورو»، باعتبار أن تلك السوق هي الرحم الحقيقي لميزانية مهرجان تتعاظم دوراته عاماً تلو آخر. لكن، لا يزال الوقت باكراً على إعلان نسب أرباح السوق وخسائرها، مع أنها أغلقت أبوابها في 22 أيار 2015، ولن تُعرف النسب إلا ليلة الختام الشهيرة، حيث سيتابع الملايين لمن ستؤول «السعفة الذهب» من بين المتنافسين (19 فيلماً) في مسابقة رسمية غلبت عليها نصوصٌ متواضعة القيمة والاشتغال السينمائيين.

الأمر الأكثر اطمئناناً للثنائي لسكور ـ فريمو أن السوق تمكّنت، للمرّة الأولى في تاريخها، من اختراق سقف الـ 11 ألف و806 مشاركين، منهم 1927 مشتركاً، بينما حضر 5 آلاف و36 شركة عالمية. إلى ذلك، أوردت إدارته خبراً عربياً سعيداً خصّ سوريا والبحرين والعراق وإقليم كردستان، الذي شارك للمرة الأولى، ضمن 116 دولة، في «القرية العالمية» الواقعة على شاطئ «كروازيت». الغريب أن إعلام «كانّ» لم يهتمّ بهذه الحقائق، وركّز جهده على شؤون غريبة المنطق. فقد نشرت صحيفة «هوليوود ريبورتر» تحقيقات كثيرة، تناول أحدها اللغط الذي طال إدارة فريمو، بخصوص سماح رجال أمن لشابات دخول العروض الرسمية الليلية وهنّ تنتعلن أحذية رياضية، وتخالفن تقليدا صارما بانتعال الكعوب العالية. وهذا أثار حفيظة الممثلة البريطانية إميلي بلانت، التي صرّحت في مؤتمر صحافي خاص بـ «سيكاريو» للكندي دوني فيرنوف، الذي أدّت فيه دور البطولة، أن على المشاركات ارتداء ما يحلو لهنّ، ليرتفع صدى معركة يبدو جلياً أنها ستكون في واجهة الدورة المقبلة. كذلك، اهتمّت الصحيفة نفسها بمناقشة آراء متعلّقة بموضوع نظام عويص وشائك: سياسة إصدار البطاقات الصحافية، وتثمين أصحابها والصحف والمطبوعات التي تقف وراء نشاطاتهم داخل أروقة المهرجان. أصاب أحد قدماء المشاركين فيه بقوله إن تراتبية ألوان البطاقات تشبه «نظاماً طبقياً استبدادياً، يفصل العبيد (أصحاب البطاقات الصفراء والزرقاء) عن الطبقة المتوسطة (أصحاب اللون القرمزيّ) وأصحاب الحظوة (أصحاب اللون الأبيض وزملاءهم الحاملين اللون القرمزي مع نقطة صفراء)، في أولوية الدخول إلى قاعات العروض، وشغل المقاعد الأفضل. وبقدر ظرافة الموضوع، إلا أنه شاكس تجاوزات غير مبرّرة للاستضافات، وصل عدد طالبيها إلى حدّ تخمة، تجلّت بعشرات الواقفين في طوابير ـ إما تحت شمس قائظة وإما تحت زخّات مطر بحرية لا ترحم ـ قبل ساعات من موعد أي عرض على أمل الفوز بمقعد.

«بورنو» راقٍ

أعلن «كانّ» بشكل موارب أن الجنس وحكايات شبقه وأجساد نجومه وإيروتيكية مشاهده سلعة لن تبور، وأن أشرطته على قدر هائل من سطوة لاكتساح الأسواق وتحقيق أرباح لا تُعقل. هذا كلام لا يرتبط بأفلام «بورنو» مبتذلة، بل عن أعمال مميّزة قاربت اللحظة الجنسية من زاوية متفلسفة، على قدر هائل من الجرأة وفرادة الصنعة، كما تجلّت برونق باهر في جديد الأرجنتيني الفرنسي غاسبار نويه «حبّ»، وتفجيره قنبلة فضائحية خضّت طهرانية سائدة. هذا عمل مصنوع بحرية مطلقة، تجعل من خطابه الإيروسي وتركيبته السينمائية متقدماً لحقب مقبلة، لن يتمكن أحدٌ من تجاوز ابتكاريتها الخاطفة أو تقليدها، وإن أصابها شيء من التبسيط الحسّي. قفز نويه بصنف ما يمكن نعته بـ «البورنو الراقي» إلى نقطة اللاعودة، التي ترغم سلطات الرقابات على تشريع الفيلم الجنسي، ورفع الخشية الأخلاقية من مناقشة ممارسة بشرية ترتبط بالمهج والعواطف والرغبات والعائلة. فيلم مخرج «دخول الفراغ» (2009) ذو خطّ حكائي مختزل: شاب أميركي يدعى مورفي (كارل غلوزمان) ربّ عائلة صغيرة، يعاني ذنب اختفاء صديقة فرنسية قابلها قبل أعوام، وعاش معها فورة جنسية، لا تُضاهيها بفعلها ومغامراتها وعذابات شبقيتها. ينعكس إثم الشاب على أمانه العائلي، فينحطّ ببطء شديد نحو انكسار نفسي أليم. خلال هذا اليوم الوحيد، استرجع نويه ـ بمونتاج سحري من توقيعه بمساعدة دوني بيدلو ـ أغلب المطارحات الغرامية بين مورفي وإلكترا، منذ تعارفهما وحتى انفصالهما. إنهما فورتا جنس شبابي سعيا إلى تكريس منطق شخصي لمعنى المضاجعة ورغباتها، وتحرّر الجسد ولذّاته. كلّ مشهد للقاء جنسي صوّره القدير بنوا ديبي بألق بصري مفعم بألوان صارخة وتهييجية. فالهدف ليس تصوير جسدين بهيين، بل توظيف خلفيات فاتنة تتماشى مع الفعل المقدس. تختفي إلكترا إلى الأبد، ويسقط الشاب في حضيض الذكريات.

لكن البشرية تبقى مطارحاتها الغرامية عنواناً أزلياً للشهوة التي شعّت حكاياتها في فيلمين آخرين، هما «كارول» للأميركي تود هينز، عن علاقة سحاقية غير متكافئة في خمسينيات أميركية بين امرأتين من طبقتين متضاربتين، و «مارغريت وجوليان» للفرنسية فاليري دونزيلّي، الذي يروي حكاية زنا محارم بين شاب أرستقراطي وشقيقته، قبل أن ينال القانون والكنيسة من رقبتيهما.

إلى ذلك، توافرت الشهوة بأسلوب فجّ وإعلاني واستفزازي في جديد المغربي نبيل عيوش «الزين إلي فيك»، بجعله 4 عاهرات في مدينة مراكش عنواناً لشتم حياة داعرة، تدفع فتيات بلاده إلى بيع أجسادهنّ من عرب الخليج (السعوديين تحديداً)، وإلى التهتّك وإدمان المخدرات وارتكاب السرقات وممارسة انحطاط جماعي، يقود نهى ورندا وحليمة، بـ «قيادة» الشابة النارية سكينة، إلى رحلة كابوسية. هذا شريط تنميطي ومدّع، ذو لسان بالٍ حول بنات الهوى ولياليهنّ وضحاياهنّ ومكرهنّ. يُرجع خطاياهنّ إلى الفقر، ويتحامل على سلطات تُهينهنّ، ويغلّ في طبقة فاسدة تولّدهنّ، من دون أن يوصل مُشاهِدِهُ إلى قناعة عقلانية بأن يُحاولنّ التوبة أو الخلاص من مذلتهنّ. بدلاً من هذا، رتّب مخرج «ياخيل اللّه» (2012) رحلة استجمام لهنّ على شواطئ مدينة أغادير. عابَ الشريطَ حواراتُهُ غير المتوازنة، ومشهدياته المعمولة بعجالة واضحة. لعلّ أسوأ ما فيه هو التوليف الذي وقّعه دميان كيو، فهو لم يكن سوى ربط مقاطع ومشاهد حقّقها، برعونة سينمائية غير معهودة، مخرج متمرّس. والفيلم، بهذا المعنى، يُشكّل كبوة لا تُغتفر.

السفير اللبنانية في

23.05.2015

 
 

عرض في مهرجان "كان"

الحنين إلى الماضي في فيلم إيطالي جديد

24- كان- محمد هاشم عبد السلام

عرض الفيلم الإيطالي "الشباب" للمخرج المتميز باولو سورينتينو، أمس الجمعة، ضمن المسابقة الرسمية للدورة الثامنة والستين من مهرجان كان السينمائي لهذا العام.

وفيلم "الشباب" هو آخر أفلام المخرج الإيطالي باولو سورينتينو، صاحب أوسكار أحسن فيلم أجنبي العام الماضي عن "الجمال العظيم". وهو أيضاً، آخر الأفلام الإيطالية الثلاثة المشاركة في المسابقة الرسمية لهذا العام، إذ عرض من قبل "حكاية الحكاية" لماتيو جاروني و"أمي" لناني موريتي.

ويعود سورنتينو في فيلمه الجديد "الشباب"، الذي كتب له القصة والسيناريو، مع حشد من النجوم والنجمات، من بينهم النجم المخضرم مايكل كين، والمتميز هارفي كيتل، والنجمة جين فوندا، والنجمة الشابة راشيل ويز.

ومن المنتظر أن تبدأ العروض التجارية للفيلم مع نهاية هذا الشهر، ويمتد زمن عرضه لما يقترب من الساعتين. وأبدع سورينتينو في فيلمه على مستوى الصورة والشكل والأداء التمثيلي أيضاً، وإن كانت الأفكار، وبعض الأجواء والتكوينات، لا تزال تدور في فلك المعلم الكبير، فيدريكو فيلليني، الذي يبدو تأثر سورينتينو الواضح به.

تدور قصة الفيلم، وهو الثاني لسورينتينو الناطق بالإنجليزية، حول فريد (مايكل كين) وميك (هارفي كيتل) في الثمانين من عمريهما تقريباً، وهما صديقين حميمين منذ زمن بعيد. الأول يعمل كمؤلف موسيقي ومايسترو متقاعد، والأخير يعمل كمخرج سينمائي لا يزال يمارس الإخراج. تجمعهما معاً إجازة في فندق فخم، عند سفح جبال الألب.

ويتشارك الاثنان في تأمل الحياة معاً، الماضي والمستقبل، ومشوارهما الفني بصفة خاصة، وحياة ابنيهما المتزوج أحدهما من الآخر. وأيضاً يقارنان بين حياتهما، وحياة الأبناء وتغيرات الزمن. في الوقت نفسه، يكافح ميك المخرج السينمائي من أجل كتابة سيناريو ما، يعتقد أنه سيكون آخر أفلامه الرائعة التي يخرجها.

وفي حين أن فريد لا نية لديه لاستئناف مسيرته المهنية الموسيقية، يطالبه أحد الأشخاص بالعودة مرة أخرى للعزف، وذلك بدعوة خاصة من جانب الملكة إليزابيث، التي ستقيم حفلة خاصة في قصر باكنغهام لمناسبة ما، وتريده هو أن يحييها.

عرض في مهرجان "كان"

تعقيدات الحياة الزوجية في فيلم فرنسي جديد

24- كان- محمد هاشم عبد السلام

ضمن فعاليات المسابقة الرسمية للدورة الثامنة والستين من مهرجان كان السينمائي عرض، مساء أمس الجمعة، الفيلم الفرنسي "وداي الحب" للمخرج الفرنسي غيوم نيكلو، وبطولة النجمين جيرار ديبارديو، وإيزابيل هوبير.

ويأتي الفيلم الفرنسي "وادي الحب" للكاتب والممثل والمخرج الفرنسي غيوم نيكلو، متناسباً مع التيمة الرئيسية التي يركز عليها المهرجان هذا العام، وهي موضوع الحب

والفيلم الذي كتب له السيناريو والحوار المخرج غيوم نيكلو، من بطولة النجمين الفرنسيين جيرار ديبارديو في دور "جيرار" وإيزابيل هوبير في دور "إيزابيل". وذلك في دورين مميزين، ومناسبين أيضاً لعمريهما وطبيعة أدوارهما. يمتد زمن عرضه لما يزيد قليلاً عن الساعة ونصف الساعة.

بعد انتحار ابنيهما بأكثر من ستة أشهر يلتقي جيرار وإيزابيل ثانية، بعد سنوات طويلة، في أحد المنتجعات وسط الصحراء، وذلك بناء على وصية ابنيهما التي كتبها قبل انتحاره.

وهناك يلتقي الاثنان لأول مرة منذ فراقهما ويتحدثان عن حياتهما وما حدث لهما، وما يعانيان منه، منذ أن افترق أحدهما عن الآخر.

وهنا ينتعش التقارب بينهما ويتضح، دون توضيح أو إفصاح مباشر، إنهما لا يزالان يكنان بعض المشاعر كل منهما للآخر، وأن الحب لا يزال موجوداً بينهما، برغم الفراق والزواج مجدداً.

ولاحقاً نعرف أن الابن كتب لكل منهما خطاباً خاصاً به يشرح فيه كيف يحبه، ويسرد بعض المواقف الحميمة والمؤثرة التي جمعت بينهما ولا ينساها.

وبعد قراءة الرسالتين، يتفاجآن بأن ابنيهما قد يكون على قيد الحياة، ولم يقدم بالفعل على الانتحار. فيأخذان في الذهاب يومياً إلى تلك الأماكن الصحراوية التي ذكرها لهما في متن الخطابين، لعله يفاجئهما بالظهور، ويكون صرف النظر عن أمر الانتحار. الأمر الذي يسهم في المزيد من التقارب بينهما.

ومن المنتظر أن تبدأ العروض التجارية للفيلم في السابع عشر من يوليو (تموز) القادم في السينمات الأوروبية والأمريكية.

موقع (24) الإماراتي في

23.05.2015

 
 

توقعات «سينماتوغراف» لجوائز «كان السينمائي» 2015

هل يحصد المجري «ابن ساول» السعفة الذهبية؟

ايطاليا تراهن على «شباب» سارانتينو و«أمي» لموريتي وفرنسا تتوقع الحصول على أكثر من جائزة

كان ـ «سينماتوغراف»: نعمة الله حسين

لن يكونَ من السهل معرفةُ إسمِ الفائز بجائزةِ السعفة الذهبية لمهرجان «كان» السينمائي 2015، ولا أحد يستطيع التكهن بجنون الأخوين كوين رئيسا لجنة التحكيم للدورة الـ68، والتي يتنافس فيها 19 فيلماً عالمياً لنيل السعفة الذهبية وجوائز المهرجان الآخرى، كأفضل تمثيل رجالي ونسائي وأفضل إخراج وأفضل فيلم متكامل، وجوائز أخرى للسيناريو والمؤثرات الصوتية والموسيقى التصويرية تمنحها اللجنة التحكيمية، ولكن يمكن القول أنه مع هذه الدورة الاستثنائية التي لا تشبه الدورات الماضية، تشير الدلائل إلي مزيد من حظوظ الفرنسيين للخروج بأكثر من جائرة، وذلك لزيادة نسبة حصة مشاركتهم (5 أفلام) في مهرجان هذا العام، مع قوة التواجد الايطالي، وانقاذ تود هاينز مخرج «كارول» للاعمال الاميركية المعروضه ضمن المسابقة الرسمية، بخلاف مفاجأة الفيلم المجرى «ابن ساول» للمخرج لازلو نيميس، ومن ثم فإن المنافسة الشديدة على السعفة الذهبية، محصوره بين الفيلم الايطالي «أمي» لناني موريتى، وهو أيضا مرشح لجائزة أحسن مخرج، وفيلم «ابن ساول» للمخرج لازلو نيميس وهو المرشح بقوة لجائزة لجنة التحكيم الخاصة، وذلك بناء على وجهة نظر الأخوين كوين وميلهما إلي قضية اليهود التي طرحها الفيلم، ويبقى التساؤل هل يقتنص هذا المخرج الشاب الذي عمل مساعداً لبيلا تار سعفة ذهبية بفضل عمله الاول؟، أما جائزة أفضل اخراج فهي محصورة بين تود هاينز مخرج فيلم «كارول» وباولو سارانتينو مخرج فيلم «شباب»، أما جائزة أحسن سيناريو فتشير التوقعات إلي أن تكون من نصيب الفرنسي جاك أوديار عن فيلم «ديبان».

وبغض النظر عن صراع التنافس حول الفيلم الفائز بسعفة «كان»، تبقى المنافسة محصورة في جائزة أفضل ممثل بين ثلاثة من بينهما اثنين فرنسيين، الأول «فانسان كاسبل» عن فيلم «مليكي»، والثاني «فانسان لاندون» عن فيلم «قانون السوق» للمخرج ستيفان بريزيه، أما الثالث فهو الممثل الأميركي «مايكل كين» بطل فيلم «شباب» لسورانتينو، بينما جائزة أحسن ممثلة لاتزال محصورة بين الفرنسية «ايمانويل بيركو» بطلة فيلم «مليكي» وهي ايضا مخرجة فيلم افتتاح هذا العام «الرأس المرفوع»، ونجمة هوليوود «كيت بلانشيت» عن فيلم «كارول»، ولكن مع الأخوين كوين وذوقهما الخاص ونفوذهما في لجنة التحكيم، يصبح من المستحيل الجزم بما سوف تسفر عنه النتائج النهائية خلال الساعات القليلة المقبلة.

حوار مع جويل وإيثان كوين: «ندع أفلامنا تمضي في حياتها»

السينما الرقمية سجلت الانتصار على شريط الـ35 مللي

كان ـ «سينماتوغراف»

عقود ثلاثة مضت وهما يعبثان في تصوير العالم بشكل كاريكاتوري عبر ابطال خارجين عن المألوف يتطورون دائما في الهوامش، وفرض جويل وإيثان كوين على السينما في تنقلهما بين الأنواع، رؤيتهما الخاصة للحياة اليومية حيث الدعابة الحادة تشكل دائما نفحة للتنفس، ومنذ فيلم Blood Simple عام (1984) وحتى فيلم Inside Llewyn Davis عام (2013) «التهمت» كاميرا الأخوين كوين بعض اشهر الشخصيات في سينما المؤلف الأميركية ، وقبل اعلان نتائج المسابقة الرسمية لمهرجان كان بعد ساعات حيث يرأسان دورته الـ68، قام الموقع الرسمي للمهرجان بنشر هذا الحوار معهما، وتعيد «سينماتوغراف» نشره لنتعرف عن قرب على أكثر ثنائي أثارا الجدل من خلال أفلامهما السينمائية.

·        في أي من أفلامكما ترغبان بالعيش ضمن أجوائه؟ 

 جويل كوينولا في أي منها.. فهي كلها مريرة ! أعترف بأننا لا نشاهد أفلامنا أبدا بعد الانتهاء منها؛ ندعها تمضي في حياتها. لذلك لا اعتقد بأن أجواءها تثيرنا سواء لأخي أم لي. نفضل البقاء في جونا الخاص.

·        هل بإمكانكما تبديل نهاية أحدها؟

 جويل كويننعم في نهاية فيلم No Country For Old Men عام (1987) وحيث الشريف بيل الذي يمثل دوره تومي لي جونس جالسا أمام طاولة وظهره للنافذة؛ يروي لزوجته قصة قديمة. إنها لقطة طويلة مع النافذة في الخلف. فكرنا في لحظة إدخال سيارة في وسط القصة تتوقف على طريق، وراء الحقل. ويخرج منها شخص من جهة السائق ويتوجه نحو المنزل. كانت هذه الشخصية أنطون شيغور المهووس بالقتل ويؤدي الدور خافيير بارديم العائد والممتشق سلاحا.

إيثان كوينولم تره حينذاك زوجة الشريف التي كانت تستمع إلى قصته المملة فعلا . كتبنا أيضا نهاية أخرى لهذا الفيلم، فبدل تومي لي جونز، يروي القصة كورمك ماكارتي، مؤلف القصة القصيرة المستوحى منها الفيلم، أمام الكاميرا، مرتديا الجانب الجلدي على سرواله مثل رعاة البقر. وبعد الانتهاء يلتفت ثم يبتعد ونكتشف حينذاك أنه لا يرتدي سروالا.

جويل كوينكتبنا نهايات مختلفة لفيلم  No Country For Old Men. لكن علي المشاهد أن يعتاد على النهاية التي اخترناها !

·        مع أي من شخصيات أفلامكما ترغبان بتمضية إجازة ما ؟

 جويل كوينربما مع بيلي بوب ثورنتون الذي يؤدي دور أد كران في فيلم The Barber عام (2001). لأنه يتميز بقدرة كبيرة على «إغلاق فمه» (ضحك)

إيثان كوينلن يضايق ابدا وهذا مؤكد. بالنسبة لي أختار ستيف بوشيمي الذي يؤدي دور دوني في فيلم The Big Lebowski عام (1998) لأنه سهل التعامل والمعيشة.

·        ما هو نوع الأفلام الذي يعبّر فعلا عن حياتكما اليومية؟ 

 جويل كوينليس الويسترن بدون شك!

 إيثان كوينلا أعتقد أن نوعا معينا يشبه حياتنا، فالسينما بالنسبة لنا تشكل خروجا من الحياة الفعلية. هناك فيلم A Serious Man عام (2009) الذي يصف حياتنا نوعا ما لكن كما كانت عندما كنا أطفالا

·        مع أي من المخرجين ترغبان بالمسامرة ؟

 إيثان كوينربما أقول أريك فون ستروهيم – المخرج في فترة السينما الصامتة (المترجم)- ربما يثير الاهتمام. فضلا عن أن لغته الانكليزية كانت ممتازة. وربما أنتهز الفرصة لتبادل الحديث معه وليس الحديث عن السينما إنما عن اي شيء.

·        أي شريط أصلي لفيلم شغل فكركما بحيث أعطاكما الرغبة بالقتل ؟

جويل كوينالجواب التقليدي قد يكون ذكر موضوع القيثارة  في فيلم Troisième Homme إخراج كارول ريد عام (1949) فهو يخيم في الفكر ولا ينزاح.

إيثان كويننعم ! جواب صحيح، إنه هذا الفيلم. كما هناك فيلم آخر مثل فيه دايفيد بووي … Furyo إخراج ناغيسا أوشيما (Merry Christmas Mr Lawrence ! 1983) هذا الشريط ظل في فكري سنوات عديدة.

·        ماهو المشهد وفي اي فيلم يعد الأكثر تعبيرا عنكما كثنائي؟

 جويل كوينلعله fondu au noir . فقد شخنا!

·        ماهي افتتاحية فيلم تعتبرانها من التحف السينمائية؟

إيثان كوين قد أخجل في القول أنها افتتاحية فيلم Il était une Fois Dans l’Ouest إخراج سيرجيو ليون عام (1968) كما يقول كل عشاق السينما.

·        في حال النزاع بين السينما 35 مللي والسينما الرقمية ، من يفوز ؟

جويل كوينالسينما الرقمية حتما وقد سجلت الانتصار، والسؤال هو كم تبقى من الوقت أمام استخدام سينما الـ35 مللي كخيار للمخرجين، ومن المهم جدا أن تبقى الخيارات.

«رامس» يتوج ايسلندا بالصدارة في مسابقة «نظرة ما» 2015

إيزابيلا روسيليني تمنح «الشمس العالية» جائزة لجنة التحكيم

والمخرج الياباني كويوشي كورساوا يحصد أفضل إخراح عن «الرحلة»

كان ـ «سينماتوغراف»

أعلنت مساء اليوم السبت، جوائز مسابقة «n Certain Regard» أو «نظرة ما»، وذلك ضمن فعاليات مهرجان «كان»السينمائى الدولى فى دورته الـ 68، والتي رأستها النجمة إيزابيلا روسيليني، وجاءت النتائج كالتالي:

الجائزة الكبرى وفاز بها فيلم «رامس ـ Rams» للمخرج  جرومر هانرسون من ايسلندا، وحصد جائزة لجنة التحكيم فيلم «الشمس العالية ـ The High Sun» للمخرج دالبور ماكيتشي، ونال جائزة أفضل إخراج المخرج الياباني كويوشي كورساوا عن فيلمه «الرحلة ـ Journey to the Shore»،  وحصل فيلم «الكنز ـ Treasure» للمخرج لكورلينو بورمبو على جائزة UN CERTAIN TALENT، أما جائزة المستقبل الواعد فتقاسمها بالتساوي فيلمي«المنزل ـ MASAAN» للمخرج  نيراجي جايوان، و«ناهد ـ NAHID» للمخرجة الايرانية عايدا بنهندا.

وتعد مسابقة  «نظرة ما» واحدة من طليعة التظاهرات التي تم اضافتها الى رصيد لمهرجان كان، وهي تعني القاء نظرة على ما هو قريب جدا من المسابقة الرسمية، وحتى وقت قريب لم يكن لأفلام هذه التظاهرة جوائزها، حتى جاء التجديد، ليتم تشكيل لجنة تحكيم كاملة بنظرة ما، وايضا بأفلامها التي تقدم عددا من الاكتشافات، بالذات، على صعيد الفيلم الأول لصانعه.

وقد افتتح هذه التظاهرة هذا العام، المخرجة اليابانية نعومي كواسي، التي تعودت ان تحط رحالها سنويا في المسابقة الرسمية، ولكن يبدو ان ازدحام الكبار، جعل المدير الفني للمهرجان تيري تيريمو، يرحل عدد من الاعمال الى نظرة ما ونعومي تقدم هذا العام فيلم «ان».

وفي التظاهرة، عرض ايضا من الهند فيلم «المنزل» للمخرج نيراجي جايوان، والذي يقدم لنا صورة جديدة عن السينما الهندية وقضاياها الاجتماعية.

ومن ايسلندا، قدم المخرج جرومر هانرسون فيلمه «رامس» ومن اليابان قدم كويوشي كورساوا فيلمه «الرحلة»، أو«رحلة الى الشاطئ» حول معاناة زوجة فقدت زوجها في البحر منذ ثلاثة أعوام.

فيما قدم لوران لافريره فيلمه «أنا جندي» بينما قدم دالبور ماكيتشي فيلم «الشمس العالية»، وقدم روبرتو منريفني فيلم «الجانب الآخر» وعرض في التظاهرة أيضا فيلم «طابق واحد إلى أسفل» للمخرج دادو مونتين، ومن الصين جاء فيلم «عدم الحياء» لاده سونج لوك، وقدم دايفيد بابلوس فيلم «الوحيد المختار» ومن ايران شاهدنا في التظاهرة فيلم «ناهد» لعايدا بنهندا، كما عرض فيلم «الكنز» لكورلينو بورمبو، وفيلم «الاتجاه الرابع» لجرافندر سنج، و«مادونا»لشين شوان و«مارلي»لاند لأليس وانكور.

«ماكبث» هل يعيد حسابات التنافس والترشيحات للمسابقة الرسمية في «كان»؟

كان ـ خاص «سينماتوغراف»

أقيم، اليوم السبت، عرض فيلم «ماكبث ـ Macbeth»، ضمن فعاليات المهرجان السينمائي الدولي «كان» في دورته الـ68 والذي يقام في منطقة الريفيرا جنوب فرنسا، ويشهد حضور العديد من المشاهير من شتى أنحاء العالم.

وعرض الفيلم في قاعة Grand Théâtre Lumière، حيث أوشك المهرجان على إسدال ستائره ويعلن غدا الأحد في حفل الختام جوائزه لهذا الحدث المميز.

وفيلم «ماكبث» الذي يأتي في أواخر أيام مهرجان كان السينمائي، معيداً حسابات التنافس والترشيحات للمسابقة الرسمية، وكذلك القرن السابع عشر في اسكتلندا، من إخراج الاسترالى كوستين كيرزيل ويعد هذا الفيلم أول عمل سينمائي يدور حول الرواية الشهيرة «ماكبث» للكاتب الإنجليزي ويليام شكسبير، ويعتبر النقاد أن المعالجة التي عرض بها المخرج رومان بولونسكي الرواية عام 1971، هي الأفضل، لذلك ينتظرون عرض الفيلم، للمقارنة بين كل منهما، ويحكي الفيلم قصة قائد اسكتلندي، قتل ملكه ليستولي على العرش بدعم وإغراء من الليدي ماكبث، وهنا يتحرك العمل في محورين هدفهما المباشر السلطة والعرش، عبر حكاية خالدة تعتبر من أهم الأعمال المسرحية التي أبدعها الروائي شكسبير.

ويظل الفيلم أميناً على النص والشخصيات، التي تتحرك بنوازع شخصية، حيث تشتغل الحروب العسكرية والنفسية والهدف دائماً عرش اسكتلندا والسلطة بكل جبروتها وقسوتها.

ويتوقف المشاهد أمام أداء عالي المستوى لكل من الممثل مايكل فاسبندر، بدور ماكبث، والنجمة الفرنسية ماريون كوتيارد، بدور الليدي ماكبث، التي لا تفكر بشيء إلا بأن تكون زوجة الملك، ولهذا تحرك زوجها صوب السلطة وعرش اسكتلندا.

أما مدير التصوير، آدم اركاباو، فصاغ لغة جمالية في رسم المشاهد، وحركة الكاميرا، وأيضاً صاغ كماً من الدلالات اللونية التي تمنح التفاسير دلالاتها وعمقها، وهكذا الأمر مع الديكورات التي أبدعها كريس دكينز .

المميز أن المخرج كوستين كيرزيل هو ابن المسرح، ولهذا حينما ذهب إلى السينما اعتمد على إرث مسرحي زاخر بالقيم وموضوع يظل حاضراً، حيث الحروب والدمار وآثار كل ذلك على الذات الإنسانية، في مزيد من التسلط والطمع بالسلطة.

«الأمير الصغير» يدخل عالم الخيال في مهرجان «كان»

كان ـ الوكالات: «سينماتوغراف»

عُرض خارج المسابقة الرسمية للدورة الثامنة والستين من مهرجان كان السينمائي، فيلم الرسوم المتحركة الذي يحمل عنوان «الأمير الصغير ـ The Little Prince» من إخراج مارك أوزبورن، وعن الرواية العالمية الذائعة الصيت،«الأمير الصغير»، للكاتب والأديب الفرنسي الكبير «أنطوان دو سانت أكزوبيري»، وسط إقبال كبير أحدث أفلام المخرج الأمريكي مارك أوزبورن، الذي يحمل نفس عنوان الرواية.

وتلك هي المرة الأولى التي تقتبس فيها رواية الأمير الصغير إلى فيلم رسوم متحركة على يد مارك أوزبورن، وقد اشترك في صياغة القصة المخرج مارك أوزبورن بمشاركة الكاتب بوب بيرزيشتي، أما السيناريو فهو لكاتبة السيناريو إيرينا برينجنول.

واشترك في أداء الشخصيات بأصواتهم نخبة كبيرة من نجوم ونجمات السينما، من بينهم، النجمة راشيل ماك آدمز في دور الأم، والنجم جيمس فرانكو في دور الثعلب، والنجمة ماريون كوتيار في دور الوردة، والنجم بينيسيو ديل تورو في دور الثعبان، والنجم جيف بريدجيز في دور الطيار، وفي دور الفتاة الصغيرة ماكينزي فوي.

وتدور أحداث فيلم «الأمير الصغير»، حول «الفتاة الصغيرة» التي تعدها أمها كي تكبر وسط عالم تخشى عليها وتحذرها منه، لكن الجار الطيار الطيب القلب والغريب الأطوار، يصادق الفتاة الصغيرة ويعلمها ما هو خلاف ذلك، حيث يحببها في العالم، ويدخلها عالمه هو الغريب، عالم الأمير الصغير الخيالي.

وبمساعدة ذلك الطيار الطيب وعبر هذا العالم الخيالي، تعيش الفتاة الصغيرة طفولتها وتتعرف على عالم الخيال، وتتعلم في نهاية المطاف من عالم الأمير الصغير أن العلاقات بين البشر هي الأكثر أهمية، وأن تلك الصلات الإنسانية هي ما تستحق بالفعل أن يعيش المرء لأجلها ويستشعرها ويراها بقلبه النقي الطيب.

120 دولة في سوق الأفلام في «كان»

كان ـ «سينماتوغراف»

استضافت سوق الأفلام المنظمة في إطار الدورة الثامنة والستين من مهرجان كان السينمائي 120 دولة، وتم التركيز فيها على الابتكارات وإقامة أول «قمة صينية» لتعزيز التبادلات مع الصين، بحسب ما كشفت إدارة السوق في بيان. وصرح جيروم باييار المدير التنفيذي للسوق «أنا جد سعيد بالنتائج».

وشاركت أربع دول جديدة في السوق هذه السنة، من بينها أفغانستان، وحضر الفعاليات منتج من النيبال بالرغم من الزلزال القوي الذي ضرب مؤخراً بلاده.

وتعد سوق الأفلام في «كان» أكبر ملتقى لقطاع صناعة السينما في العالم .

سينماتوغراف في

23.05.2015

 
 

ناني موريتّي من كانّ:

كلما وقفتُ خلف الكاميرا كأنها المرة الأولى!

المصدر: "النهار" - كانّ ــ هوفيك حبشيان

أربع سنوات بعد "لدينا حبرٌ أعظم"، يشارك ناني موريتّي في مهرجان كانّ (13 - 24 الجاري) بفيلم "أمي" المتسابق على "السعفة الذهب". حكاية حلوة مرّة عن مخرجة تدعى مارغريتا (مارغريتا بوي) تصارع على أكثر من جبهة: شخصية، مهنية، سياسية، عاطفية. تحاول مارغريتا إنجاز فيلم جديد لها، فتعاني خلال التصوير من مشكلات مع نجم أميركي، أثول (جون تورتورو في دور فكاهي)، وعليها، في الوقت عينه، الاهتمام بأمها الراقدة في المستشفى، وبابنتها التي تمر بأزمة مراهقة. هذا كلّه، يختلط في كوكتيل من المواقف المتلاحقة يعبّر عن حال ايطاليا المعاصرة ويتيح لصاحب "غرفة الابن" أن يطرح هواجسه وقلقه ومخاوفه من خلاله.

في سطح ملهى "سيلينسيو" الواقع في أحد الأحياء المتقاطعة مع الكروازيت، نجلس مع المخرج الايطالي الكبير (62 عاماً)، تحت شمس صباحية حارقة. الرجل هادئ، يلبس قميصاً ذا مربّعات صغيرة، بشعره غير المصفوف، يخفض رأسه تلقائياً عندما يفكر في السؤال المطروح عليه كمَن يحاول أن يجد أجوبة جديدة عن أسئلة تتكرر، ثم يردّ بكلمات بسيطة مقنعة صافية على شكل نتاجه السينمائي؛ كلمات تتلقفها مترجمته لتضفي عليها تبسيطاً من نوع آخر.

·        كيف بدأت رغبتك في إنجاز "أمي"؟

ـــ عندما كنت أُنهي مونتاج فيلمي الأخير، "لدينا حبرٌ أعظم"، توفيت أمي. كانت معلّمة في مدرسة فيسكونتي في روما طوال 33 عاماً. لسنوات، كنت ألتقي أسبوعياً بناس يقولون لي إنهم كانوا طلابها. من خلال شهادات الآخرين، أدركتُ أنني لم أعرفها جيداً. يؤلمني كثيراً أن أقول هذا. لمّا خرج "لدينا حبرٌ أعظم" الى الصالات، بدأت تتعمق عندي الرغبة في أن أتحدث عن هذه المخرجة التي ترقد أمها في المستشفى. أجهل في الحقيقة لماذا كنت أريد الشخصية أن تكون مخرجة وليس مخرجاً، سوى انني ملتُ الى هذا الاتجاه لا شعورياً لأن وجهة النظر النسائية كانت تفتح آفاقاً جديدة بالنسبة إلى الحكاية. لم يكن في بالي أن أضطلع بدورها. لم أعد أفعل هذا لحسن حظي! طبعاً، لا نتحدث هنا عن امرأة واحدة بل عن ثلاث: أم، ابنتها وحفيدتها. الفيلم يقارب كلّ المشكلات التي تعبر في العلاقة بين أم وابنتها، لنكتشف تالياً أن العلاقة أسهل بين الأم وحفيدتها مثلاً. هذه حال ثابتة في العلاقات...

·        هل يصح القول إن هذا الفيلم إعادة نظر في فنّك وفي مسيرتك كمخرج؟

- دعني أقل شيئاً مهماً: لم أصبح بالضرورة شخصاً يتعامل مع الأمور بسهولة، لأنني أمارس هذه المهنة منذ سنوات وفي سجلي أفلام كثيرة. بالنسبة لي، لا تزال عملية الخلق صعبة. الأشياء لا تأتيني هكذا. كلما وقفتُ خلف الكاميرا كأنها المرة الأولى. هذه المرة شعرتُ بـ"المرة الأولى" أكثر من أي وقت مضى. اليوم الأول من التصوير هو بمثابة يوم الاثنين لي، أو العودة الى المدرسة بعد ويك اند طويل، ولا يختلف في أي شيء عن أول يوم تصوير من أول فيلم أخرجته. لديّ المخاوف ذاتها والمشاعر ذاتها اليوم، بعد انقضاء فترة طويلة على بدايتي. ولكن لماذا تعتقد انه قد يكون إعادة نظر؟

·        لأننا نتكلم عن السينما طوال الوقت، ونخوض مراحل انجاز فيلم، فضلاً عن العلاقة بين المخرج والممثلين... دعنا لا ننسى أنّ وجودك كشقيق المخرجة في خلفية الصورة يعزّز هذا الانطباع...

- لم أرد أن يكون الفيلم الذي تصوّره مارغريتا انعكاساً لحياتها الشخصية ولشكوكها، بل أردته على العكس فيلماً صلباً يعكس كاراكتيرها القوي، ويخالف الى حدّ بعيد المحنة التي تمر بها في حياتها. الأشياء في الفيلم الذي تصوّره مارغريتا لا تجدها في أفلامي.

·        لماذا لجأتَ الى الأحلام لطرح مشكلاتها بدلاً من التصدي لها في الواقع؟

- نويتُ فيلماً بطبقات عدة. وأردتُ لهذه الطبقات أن تتشابك لتخلق مزيجاً من الواقع والفانتازيا. تستهويني أيضاً فكرة ان الأشياء ستختلط على المُشاهد الى درجة انه لن يعرف هل ما يراه حدثَ فعلاً أم لم يحدث. أردتُ للفيلم إيقاعاً ملائماً لإيقاع مارغريتا وما تعبر به من محنة. كلّ شيء يحصل في حياتها دفعة واحدة وكلّ المشكلات تتساوى من حيث ضرورة الاستعجال في حلّها. فهي تعاني من مشكلة مع مرض أمها وتقلق في الوقت عينه على ابنتها. إلى هذا كله، عليها أن تصوّر فيلماً وتتعاطى مع طاقم التصوير. هذا لا يلغي ايضاً حاجتها الى المشاعر وعلاقة عاطفية.

·        أكان هذا كلّه مدوّناً في السيناريو أم ابتكرته مع مارغريتا أثناء التصوير؟

- لا، الأفكار كانت مطروحة منذ مرحلة الكتابة وتبلورت عندما رافقتُ الفيلم الى غرفة المونتاج. أحاول دائماً ألا أجري تمارين مع الممثلين قبل التصوير، لأن شعوراً ينتابني بأنني أعرّض الفيلم الى خطر الاستهلاك.

·        هل هذا يعني أنك تثق بممثليك؟

- بالطبع. هذا مهم بالنسبة اليّ. "أمي" هو الفيلم الثالث على التوالي، ننجزه معاً، مارغريتا وأنا. يقتصر التحضير بيننا قبل التصوير على قراءة لا تستغرق أكثر من 20 دقيقة. ولكن في موقع التصوير، الأمور تختلف كثيراً، اذ أركّز كثيراً على العمل مع الممثلين. لا أستفيض في الشرح ولا أزوّدهم معطيات عن طفولة الشخصية مثلاً، أي كلّ تلك الأشياء التي لا نراها بوضوح في الفيلم. أنبذ التنظير عموماً. أظل أعمل كي أتوصل الى ما أبحث عنه، ما دمتُ غير راضٍ عما أراه أمامي من نتيجة.

·        لكننا نراكَ، في هذا الفيلم، غير رحوم مع الممثل، خصوصاً مع جون تورتورو والشخصية التي يضطلع بها: ممثل غريب الأطوار باحث عن اعتراف...

- لا. أعتقد أن هناك بعض الحنان في النحو الذي أصوّره. أجد أن لديَّ عطفاً حياله.

·        لِمَ اخترتَ تورتورو للدور؟

- يعجبني جنونه. تمثيله ليس "ناتورالياً". أحببتُ فكرة أن أستعين بممثل لديه هذه العلاقة بإيطاليا. فجون تورتورو سبق أن صوّر فيلماً رائعاً عن الموسيقى النابوليتانية. ساعدني كونه مخرجاً أيضاً، لأن العمل مع ممثل/ مخرج أسهل.

·        هذا الفيلم متعدد الطبقة: تتحدث عن السينما، وعن السياسة وعن العائلة... هل هذه نظرتك إلى ايطاليا المعاصرة؟

- بصراحة، أنا تائه بقدر تيه مارغريتا في الفيلم. سيكون صعباً عليّ الآن أن أقول أشياء واضحة عن بلادي. هناك شعورٌ سائد اليوم في إيطاليا، هو الاستسلام. على الأقل أستطيع أن أؤكد أنني لم أستخدم الفيلم لتوجيه رسائل مبطّنة، أو لتحميله استعارة أخرى عن أحوال إيطاليا الحالية. طبعاً، في النهاية، هناك عناصر في الفيلم متقاربة مع واقعنا، لكن من المعلوم أن المخرج لا يتحكم بكل شيء، بل يفلت الكثير من لاوعيه ويمكن أن تلتقطه أنتَ وغيرك. تعلمتُ شيئاً مهماً خلال كلّ هذه السنوات، أن الفيلم عندما يخرج الى الصالات لا يعد مُلك المخرج: يصبح مُلك الجمهور الذي يحوّله ويعطيه معنى آخر. أحياناً يشرح لك ما لم تفهمه.

·        سينمائياً، ما حال إيطاليا؟

- تسعدني جداً مشاركة ثلاثة أفلام ايطالية في مسابقة كانّ. لكن هذه الأفلام، وغيرها مما يُنجَز في ايطاليا، تأتي نتيجة مبادرات شخصية، خلفها منتجون مستقلون مغامرون. هذه أفلام ليست وليدة نظام إنتاجي فاعل. إنها حال معظم الأفلام الإيطالية التي نجحت دولياً في السنوات الأخيرة.

·        في "انتهى القداس"، ولاحقاً في "غرفة الابن"، كان الموت مصيبة تحلّ بالعائلة وتشكّل نوعاً من التروما، أما هنا فيبدو الموت عادياً. هل تصالحتَ معه؟

- كان يهمني في هذا الفيلم الوقوف مع الشخصيات في صفّ واحد، وليس أن أقوم باستعراض مخرج. كنت أريد معالجة إنسانية تجعلني قريباً من هؤلاء. طبعاً، الألم الذي أصوّره هنا مختلف تماماً عما رأيناه في "غرفة الابن"، حيث الموت [موت الابن] كان مرعباً وغير ناتج من أسباب طبيعية، في حين أن موت الأهل يشكل جزءاً من الحياة. انها حقيقة يجب أن نقبلها ونتصالح معها. الموت في سينمايَ لم يكن يوماً تابو، بل أقبل به كجزء من حقيقتنا البشرية. عندما أتكلم عن الموت في أفلامي، أتفادى أن أفعل ما يفعله الآخرون. عندي لن ترى، على سبيل المثل، مشهداً يرنّ فيه تلفون الميت خلال جنازته! بعض السينمائيين يواجه مخاوفه بهذه المَشاهد الفجة. السينما ليست علاجاً لي. في كل حال ليس هذا ما أبحثُ عنه. صحيح أنني تكلمتُ كثيراً عن نفسي في أفلامي، ولكن لم يكن يوماً بهدف الشفاء من عللي.

·        يترّجح الفيلم بين الكوميديا والدراما، وهذا جانر إيطالي محض. هل تجد نفسك تنتمي الى هذا التقليد في السينما الايطالية؟

- أنتمي بالأحرى الى تقليدي أنا (ابتسامة فضحك). منذ فيلمي القصير الأول، وجدتُ نفسي في هذا التأرجح المتواصل بين الطرافة والمأساة. هذه طريقتي في السرد والإخراج. ليس شيئاً أحسب له حساباً، بل يأتيني من تلقائه.

·        في "مفكرتي العزيزة"، كنت تأسف لعدم اتقانك الرقص. ولجون تورتورو هنا فاصلٌ من الرقص يؤديه في المصنع. لمَ أردت أن تدرج مشهداً كهذا في الفيلم؟

- السبب الحقيقي هو أنني أجهل كيفية الرقص. ليلة أمس، أجبرتُ على الرقص، ولكن في كلّ مرة كنت أحاول، أجدني أفشل فشلاً ذريعاً في القيام بالخطوات اللازمة. ربما لو كنت وودي آلن الذي يصنع فيلماً كلّ عشرة أشهر، لكنت تعلّمتُ الرقص لأنني مجبر على تنظيم حفلة مرة كلّ عشرة أشهر. أما حفلة، مرة كلّ أربع أو خمس سنوات، فلا تكفي لتتعلم الرقص! سألتُ تورتورو اذا كان يحتاج الى مصمم رقص، فقال لي لا، وانظروا الى النتيجة.

·        ماذا عن صالة السينما التي تملكها في روما؟ مررتُ بها في أحدى المرات فوجدتها مقفلة...

- لا، هي مفتوحة، إنما أُقفلت لفترة وجيزة ريثما يُعاد تجهيزها رقمياً.

***

ستيفان بريزيه والسينما الملتزمة

"قانون السوق" لستيفان بريزيه (مسابقة)، أو كيف يقف رجل عادي "من الشعب"، وحيداً أمام النظام الاجتماعي الاقتصادي الأوروبي الذي سيحوّله باسم العمل وباسم التمسك بالعمل وباسم العائلة وباسم الكرامة وباسم الحاجة الى دفع الفواتير وباسم كلّ ما يصنع حياته البسيطة، الى ان يتخلى عن أبسط المبادئ، فيصبح واشياً لأشباهه وقاضياً لأخطاء مَن يفترض أن يقف في صفهم، لينتهي موظف أمن أحد المتاجر الكبيرة، ويجد نفسه في خدمة مصلحة الجهة التي لا ترى فيه إلا زبوناً ومستديناً ورقماً يمكن تضخيمه. إنه قانون السوق الذي يحرص على البقاء والاستمرار. ولكن الى أي حدّ يمكن ان يذهب الانسان العادي (من الشعب) في تلك الصفقة التي باع نفسه بموجبها الى الشيطان؟ فيلمٌ ملتزم قضية الفرد، لكن الالتزام لا يعني هنا تجاهل كل ما هو سينمائي، من تقطيع ملهم وسيناريو متماسك والتقاط مشاهد ذات "ناتورالية" فرنسية محض. الأخوان داردين كانا غائبين هذه السنة، لكن جاء مَن لا يقل عنهما انسانية ويفوقهما قدرة على استنهاض النائم عند المُشاهد. اما فنسان لاندون في دور الرجل العادي الذي يشبه أي رجل آخر، فهو حتماً لا يشبه أي ممثل آخر في كيفية طرح صراعه الصامت.

"الفيلم الأسوأ لغاس فان سانت"

فيلم المخرج الأميركي غاس فان سانت البائس جداً، "بحر الأشجار" (مسابقة)، هو الوحيد الذي جُبه بهيصات الاستهجان (هوووووو) الى الآن، وهذه من التقاليد العريقة في كانّ. بعضهم بقي في الصالة حتى اللحظة الأخيرة، فقط لتسجيل موقف سلبي من الفيلم عند صعود الجنريك. رجل أربعيني (ماثيو ماككونغي) يذهب للانتحار في غابة يابانية بعد وفاة زوجته. في الغابة، يتعرف الى رجل آخر (كَن واتانابي) لا يقل عنه تعاسة، فتهون تعاسته نسبياً أمام تعاسة الآخر. ثم طوال ساعتين تقريباً، قفزات زمنية لا تنتهي بين الغابة ومنزله الأنيق وزوجته (ناومي واتس) التي تشكو من عدم اهتمامه الكافي بها، ثم تصاب بمرض، الخ، وصولاً الى ندمه الشديد بعد رحيلها لأنه لم يكن يعرف ما هو لونها المفضل. بكينا من الضحك. المهم: وضع فان سانت حرفته الممتازة في خدمة عواطف متعفنة وخطاب سطحي ومواقف محرجة، فكان إذلالاً رهيباً له، بعد 12 سنة من فوزه بـ"السعفة" عن فيلمه البديع "فيل". نال الفيلم أدنى علامة في تقويم النقاد ولُقّب بـ"الفيلم الأسوأ لغاس فان سانت".

hauvick.habechian@annahar.com.lb

النهار اللبنانية في

23.05.2015

 
 

صور.."جين فوندا" تغادر مهرجان "كان" بعد عرض فيلمها "Youth"

القاهرة - بوابة الوفد - ولاء جمال جبة:

غادرت الفنانة "جين فوندا مدينة "كان" بعد حضورها فعاليات المهرجان فى دورته الـ68 وحضور العرض الأول لفيلم "Youth" الذى شاركت فى بطولته هذا العام. حيث شوهدت بمطار لوس أنجليس قادمةً من "كان".

نشرت صحيفة "الديلى ميل" البريطانية صوراً للنجمة "جين فوندا"، 77 عاماً، فى مطار مطار لوس أنجليس الدولى، وهى ترتدى معطفاً على نقوش النمر وهو ما ليس غريباً على "فوندا" التى لا طالما عُرفت بأناقتها.

وقالت "فوندا"، فى حديث لها مطلع هذا الأسبوع، إنها مازالت لا تُصدق أنها تعتبر أيقونة للموضة بعد أن تخطت العقد السادس فى حياتها المهنية".

ويشاركها فى بطولة فيلم "Youth" النجم العالمى المُخضرم "مايكل كين" ومن إخراج "باولو سورنتينو".

صور.."ماريون كوتيار" تُشعل العرض الأول لفيلم "The Little Prince"

القاهرة – بوابة الوفد – ولاء جمال جـبـة

توهجت الفنانة العالمية "ماريون كوتيار" فى العرض الأول لفيلم "الأمير الصغير"، أو "The Little Prince"، الذى أقيم مساء أمس الجمعة، فى مهرجان "كان" السينمائى الدولى.

وصفت صحيفة "الديلى ميل" البريطانية إطلالة "ماريون كوتيار"، 39 عاماً، بأنها "كانت جميلة ولفتت انتباه الجميع على السجادة الحمراء أثناء ترويجها لفيلمها "The Little Prince" الذى يُعد رؤية حديثة للرواية التى تحمل الاسم نفسه للكاتب "أنطوان دى سانت - أكزوبيرى"، وتعتبر من الروايات الأكثر مبيعاً.

لم تبذل "كوتيار" جهداً كبيراً لإظهار أناقتها، حيث اختارت الكلاسيكية متمثلاً فى فستان أبيض بسيط من تصميم "كريستيان ديور" علاوةً على القليل من المكياج.

شارك فى بطولة فيلم "The Little Prince" أو "الأمير الصغير" من خلال الأداء الصوتى كل من "جيمس فرانكو" و"رايتشل مكأدامز" والفنان "بول رود" ومن إخراج "مارك أوزبورن".

الوفد المصرية في

23.05.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)