كتبوا في السينما

 

 
 
 
 
 

ملفات خاصة

 
 
 
 
 

أزمة الفن السابع وتراث رواده الكبار

بين «أمي» و «الشباب» و«حكاية الحكايات»

كان (جنوب فرنسا) – إبراهيم العريس

مهرجان كان السينمائي الدولي الثامن واالستون

   
 
 
 
 

ليس كل من يريد لنفسه أن يكون بازوليني جديداً يمكنه ذلك. ولكن في المقابل إن شاء مخرج معاصر لنا أن يكون فلليني جديداً فلن يكون الأمر صعباً عليه. العبارة الأخيرة تتعلق بالتأكيد ومنذ الدورة قبل السابقة لمهرجان «كان» بالمخرج الإيطالي باولو سورنتينو الذي حين قدم تحفته «الجمال العظيم» وجد فيه كثر خليفة لفلليني الكبير بخاصة أنه جعل فيلمه نوعاً من «الاستكمال» والتحية لما لا يقل عن أربعة أفلام فللينية. أما العبارة الأولى فهي أحدث كثيراً وتتعلق هذه المرة بمخرج إيطالي آخر هو ماتيو غاروني الذي بعدما قدم تحفة عن المافيا الإيطالية في فيلمه «غومورا» قبل سنوات، عاد هذا العام ليحاول أن يتبع خطى بيار باولو بازوليني في فيلم عنوانه «حكاية الحكايات» استقاه من حكايات شعبية إيطالية تنتمي إلى عصر النهضة المتأخر، وذلك، كما هو واضح، على غرار ما فعل بازوليني في «ثلاثية الحياة» حين قدم ثلاثة أفلام متتالية استند فيها إلى «ألف ليلة وليلة» فإلى «ديكاميرون» ثم «حكايات كانتربري» لتشوسر الإنكليزي. كان «حكاية الحكايات» من أوائل أفلام المسابقة المعروضة في أول المهرجان، فشكل واحدة من الخيبات المبكرة وكانت علامات تقرب من الصفر في انتظاره.

رغم «الحكايات»

غير أن فشل «حكاية الحكايات» الذي يقوم بالتمثيل فيه رهط من النجوم العالميين ومن بينهم سلمى حايك، لم يؤثر على الحضور الكبير، والمثلث على الأقل، للسينما الإيطالية في هذه الدورة من «كان»... فهناك إلى جانب غاروني، معلمان كبيران أكدا في فيلميهما المتسابقين أن السينما الإيطالية لا تزال في خير وأنها تعرف دائماً كيف تنهض من رمادها. هناك ناني موريتي وهناك باولو سورنتينو نفسه الذي تشكل مشاركته في مسابقات كان هذه المرة خامس مشاركة له منذ العام 2003 حيث عرض «نتائج الحب» ليتلوه في العام 2008 «الديفو» التحفة الشكلية السينمائية البديعة عن رئيس الوزراء الإيطالي السابق اندريوتي، ثم في العام2011 مع فيلم «لا بد أن هذا هو المكان» من تمثيل شون بن، ليكون نجاحه الأكبر مع «الجمال العظيم» في العام 2013.

وهذه المرة يعود سورنتينو كما أشرنا بفيلمه الجديد «شباب» الناطق هذه المرة بالإنكليزية ومع عدد كبير من النجوم الأنغلوساكسون المخضرمين (مايكل كين، هارفي كيتل وجين فوندا بين آخرين) ليحصد منذ عرضه الأول ضمن إطار مسابقة «كان» الرسمية نجاحاً كبيراً وتوقعات سعفية يراها كثر مستحقة. وهذه المرة أيضاً كما في فيلمه السابق يدنو سورنتينو من المسألة الفنية والحياة التي تدور في فلكها من خلال حكاية فنانين عجوزين توجها معاً إلى جبال الألب يستذكران حياتهما، أحدهما موسيقي قرر التوقف عن التأليف فيما الثاني مخرج لا يزال على عطائه لكنه الآن يريد أن ينجز كتابة سيناريو فيلمه الجديد مهما كان الثمن بالنظر إلى أنه يعرف أنه سيكون فيلمه الأخير. «شباب» فيلم سنعود إليه بالتأكيد في رسالة لاحقة، كما سيعود إليه غيرنا مراراً وتكراراً بالنظر إلى أنه، حتى ولو اختار الإنكليزية لغة له وربما بفضل ذلك الاختيار، سيساهم من جديد في إخراج السينما الإيطالية من قوقعتها... أو من رمادها الذي يخيل دائماً لكثر أنها انتهت إليه فإذا بأفلام وأسماء تطلع بين الحين والآخر تقلب المعادلة.

الإرث الصامد

والحقيقة أن هذه الأفلام تأتي لتقول أن السينما الإيطالية هي من القوة والحضور في تاريخ هذا البلد ووجدان فنانيه بحيث يصعب إعلان موتها حتى وإن كان كثر تجرأوا على هذا الإعلان مرات ومرات خلال العقود الأخيرة من السنين. وهؤلاء الكثر هم من بين أولئك الذين راحوا يرصدون رحيل كبار السينمائيين الإيطاليين واحداً بعد الآخر منذ أواسط سنوات السبعين وقد هالهم أن تخلو الساحة تباعاً من روسليني ثم بازوليني ثم فيسكونتي ففلليني وانطونيوني وغيرهم من أصحاب الأسماء اللامعة من أمثال ايليو بيتري وبترو جرمي، وسط صمت الأخوين تافياني وايتوري سكولا... في غمرة تلك الحسرة كان من عدم الإنصاف ألا يتنبأ هؤلاء المتحسرون ببروز أسماء «جديدة» مثل ناني موريتي تحديداً، والعودة بين الحين والآخر إلى أسماء قديمة مثل برناردو برتولوتشي، وصولاً إلى ظهور الجيل الأجد الذي يمثله سورنتينو وغاروني بين آخرين، على رغم إخفاق غاروني في «حكاية الحكايات».

والحال أن الدورة الحالية لـ «كان» إنما هي بغثها وسمينها – والسمين أكثر من الغث بالتأكيد - صورة عملية لهذا الانبعاث... كما أنها، عبر فيلم ناني موريتي على الأقل، صورة حية لحكاية السينما نفسها، حتى وإن كانت ردود الفعل الأولى أمام «أمي» وهو عنوان فيلم موريتي، بدت أقرب إلى السلبية أول الأمر، ليس بالمــطلق ولكن قياساً بما كان متوقعاً من صاحب «غرفة الابن» – السعفة الذهبية قبل سنوات - غير أن «أمي» عاد وأُنصف نقدياً في الأيام التالية لعرضه. وهذا أمر غالباً ما يحدث مع الأفلام الكبيرة التي تحتاج بعض الوقت قبل أن تكشف عن قوتها وجمالها. وعلى هذا وخلال ثلاثة أيام تالية لعرضه بات فيلم موريتي مرشحاً جدياً للسعفة الذهبية، لا ينافسه في كتابة هذه السطور سوى «كارول» لتود هاينز و «ابن شـــاوول» للاسلو نيميش، و «الكركند» لليوناني يورغوس لانتيموس، وربما أحد الفيلمين الصينيين «القاتل» و «قد تنزاح الجبال» الأول للتايواني هو هسياو هسيين والثاني للصيني القاري جيا جانكي....

مهما يكن تبقى لعبة الجوائز والسعف ولجان التحكيم لعبة ذات قواعد ونتائجها تنسى بعد أيام قليلة. أما فيما يعنينا هنا فهو أن السينما الإيطالية التي كانت مركز سينما العالم وضروب التجديد في هذه السينما بفضل مبدعين كبار ارتبطت بأسمائهم، أثبتت في هذه الدورة الكانية، أنها لا تزال قادرة على العطاء وأن كبارها الراحلين تركوا إرثاً يمكن للأجيال الجديدة أن تندح منه وتحاول تجاوزه (سورنتينو) أو تفشل في ذلك (غاروني) أو تختطّ لنفسها ســبلاً سيــنمائية أخرى كما فعل موريتي في «أمي» حتى ولو بالانطلاق، من ناحـــية الجو العام من فللينية «ثمانية ونصف» في تقديم حكاية فيلم يصوّر من خلاله أزمة الســينمائي حين تتراكم عليه المـعاناة، لكنه حتى من قلب هذه المعاناة يعرف كيف يصنع أفلاماً تؤكد أن زمن الموت لم يأت بعد، وربما لن يأتي أبداً.

ست شخصيات تاريخية تبحث عن شاشة وجمهور

تكاد تغيب عن دورة هذا العام لمهرجان «كان» السينمائي، تلك الأفلام التي تتحدث عن سير لأشخاص حقيقيين عاشوا فعلاً وأثروا في التاريخ، سياسةً أو قتالاً أو فناً أو أدباً، أو حتى على الصعيد الاجتماعي. هو النوع السينمائي المسمى بالإنكليزية «بايوبيك»، والذي اعتاد أن يكون له حضوره في «كان»عبر عدد لا بأس به من أفلام تتوزع على تظاهرات عديدة. غير أن هذا الغياب تعوضه، في شكل أو في آخر ومنذ الآن، مجموعة من مشاريع سينمائية جديدة أُطلقت، أو على الأقل أُعيد إطلاقها في أروقة «كان» وعلى هوامشها تعد بأن الدورة المقبلة من هذا المهرجان – الذي كان افتتح في العام الفائت بفيلم يروي فصلاً من حياة غريس كيلي أوف موناكو ، ستشهد العديد من أفلام هذا النوع طالما معروف أنه غالباً ما يسفر إنتاجه عن أعمال جيدة وجاذبة للمهرجانات.

في مقدمة المشاريع التي أُعلن عنها، فيلم عنوانه «موت ستالين» وهو يتوقف عند الأيام القليلة التالية التي تلت رحيل الزعيم الشيوعي الفولاذي والارتباك الذي ساد أجهزة الدولة وأوســاط الشعب إزاء ذلك الرحيل. الفيلم الذي اقتبس من رواية شرائط مصورة فرنسية لفابيان نوري، ينظر إلى المسألة نظرة كوميدية متسائلاً: كيف يحــدث لشــعب أن ينحطّ إلى هذا المستوى إزاء موت قائد سامه كل أنواع الظلم والقهر؟

ما تبقى من فريدا

وما دمنا نتحدث عن ستالين نذكر بالطبع الرسامة المكسيكية فريدا كاهلو التي سبق لسلمى حايك أن مثلت من إنتاجها الخاص فيلماً عن حياتها. هذه المرة تعود الرسامة المكسيكية التي وزعت ولاءها بين ستالين وتروتسكي وأبدعت لوحات استقتها من آلام الجراح التي تعرضت لها كما من معاناتها خلال زواجها من دييغو ريفيرا، تعود من خلال فيلم وثائقي حققه المصور الياباني ايشيوشي مياكو عن اكتشافه لحوائج كاهلو وأوراقها ولوحاتها التي اكتشفت بعد نحو ستين عاماً من موتها، وقيامه بتصويرها.

وإذا كان هواة السينما قد اكتشفوا الشاعر التشيلي الكبير بابلو نيرودا قبل عقود من خلال فيلم «ساعي البريد» (البوستينو) الإيطالي الذي صور منفى الشاعر في جزيرة نائية وعلاقته الإنسانية بساعي البريد المحلي، حيث قام بالدور الممثل الفرنسي فيليب نواريه، ها هو الممثل المكسيكي غاييل غارسيا برنال يستعد اليوم للقيام بدور خصم لنيرودا في فيلم جديد يحمل عنوانه اسم الشاعر، ولكن ليس ليقدم سيرة متكاملة له، بل ليلتقطه خلال ثلاثة أعوام من حياته بين 1946 و1948 حين أعلن انضمامه إلى الحزب الشيوعي التشيلي لينتخب سيناتورا في مجلس الشيوخ على قوائم الحزب ما مكنه من أن يقف بصلابة ضد اعتقال العشرات من عمال المناجم الذين كانوا قد أضربوا. يومها لأنه كان يتمتع بحصانة نيابية لم تتمكن السلطات من اعتقاله ومحاكمته، لكنها أرسلت إليه من يهدده ما اضطره إلى الهرب خارج البلاد حيث انصرف إلى كتابة قصيدته الرائعة «النشيد الشامل» المؤلفة من 231 مقطوعة شعرية وتعتبر من أهم الأشعار التي كتبت في أميركا اللاتينية ليعود ويلحنها اليوناني ميكيس ثيودوراكس بعد عقود. في الفيلم الذي يخرجه بابلو لورين يلعب برنال دور المحقق أوسكار الذي يطارد نيرودا من مكان إلى آخر، فيما يلعب دور الشاعر الممثل التشيلي لويس غنيكو.

من ماريا إلى جاكلين

ولأن ماريا كالاس تبقى دائماً على كل شفة ولسان من دون أن يكون ثمة ما يكفي من أفلام تتابع حكاية حياتها، ها هو فيلم جديد عنوانه «كالاس» أُعلن عن بدء تصويره ليكون جاهزاً للعرض في العام المقبل. وستقوم الممثلة الأميركية نوومي راباتشي بدور مغنية الأوبرا اليونانية الشهيرة في الفيلم الذي تخرجه نيكي كارو. وكعادة النوع الجديد من أفلام السير، لن يتوقف «كالاس» إلا عند السنوات التي عاشت فيها المغنية علاقة حب متوترة مع الملياردير اليوناني أرسطو أوناسيس، وانتهت بدمارها حين أعلن لها ذات يوم أنه سيتخلى عنها ليقترن بعد ذلك بجاكلين كينيدي أرملة الرئيس الأميركي جون كينيدي ما أثار يومها فضيحة وحسرة في آن معاً.

وعلى ذكر جاكلين كينيدي نذكر هنا أيضاً أن مشروعاً لفيلم عن حياتها، بدأ يجد طريقه إلى التنفيذ بعدما أعلن عنه في «كان» إنما دون الإفصاح عن الكثير من التفاصيل بالنظر إلى أن الاتفاق بصدد العمل لم يتم بعد حتى الآن مع ورثة السيدة التي تحولت من بوفييه إلى كينيدي فإلى أوناسيس وسط حياة مضطربة في الداخل سعيدة في مظهرها الخارجي، كما سيريد الفيلم أن يقول.

أما الشخصية السادسة والأخيرة فهي شخصية كريستيان ديور مصمم الأزياء الفرنسي الشهير. ففيلم «ديور وأنا» من إخراج فردريك تشنغ، هو الوحيد المنجز حتى الآن بين المشاريع التي نتحدث عنها هنا وأعلن في «كان» عن عرضه بدءاً من الثامن من تموز (يوليو) المقبل، يتحث عن ثمانية أيام من حياة ديور وعمله كان عليه خلالها أن يقبل التحدي بتجهيز مجموعته الجديدة وعرضها خلال تلك الفترة القصيرة وإلا فسيكون السقوط والإفلاس مصيره. ومن الواضح أن هذا الفصل من سيرة المصممم يبدو هنا كلعبة تشويق سينمائية أكثر منه عملاً عن حياة شخصية شهيرة.

العبور بالسينما العالميّة قبل العودة الى الأوطان

إ. ع.

منذ طلعت حرب، رجل الصناعة المصرية الذي كان خلال النصف الأول من القرن العشرين، المؤسس الحقيقي للسينما المصرية كصناعة وفن في آن معاً، مروراً برمسيس نجيب الذي كان المنتج الأشهر في مصر في الستينات وبعض السبعينات، وصولاً الى حسين القلا في مصر وإنتاجه أفضل أفلام محمد خان وخيري بشارة وعاطف الطيب، وغيرهم من أصحاب الواقعية الجديدة في الثمانينات المصرية، كما الى أحمد بهاء الدين عطية في تونس وتحقيقه نهضة سينمائية كبيرة في هذا البلد، يعرف المعنيون بالفن السابع العربي أن ما تحتاجه السينما العربية لتنهض إنما هو المنتج. ليس بالمعنى المالي التمويلي للكلمة، حيث يمكن لأي تاجر شاطر أن يضخّ مالاً لينتج ما شاء له الهوى من أفلام، يتعامل معها تعامل البضاعة التي سيبيعها منذ إنجازها ليحقق أرباحاً مناسبة. المنتج غير هذا. المنتج هو من يحمل الفيلم على كتفيه بدءاً من اختيار الموضوع وطاقم العمل وكتاب السيناريو والممثلين، وصولاً الى متابعة الأعمال التقنية وغير ذلك. هذا المنتج الذي تنطبق أوصافه تماماً على الأسماء الأربعة التي ذكرناها، وهناك غيرهم بالطبع يظهرون بين الحين والآخر لكنهم سرعان ما يختفون، هذا المنتج لا بد أن يكون سينمائياً أولاً وأخيراً أو على الأقل ملماً بكل شؤون السينما وثقافتها وحركتها الاجتماعية وتاريخها، ما يجعل اسمه مرتبطاً بالفيلم. وفي الحالات التي ذكرنا بأفضل إنتاجات السينما على مدى تاريخها، حتى وإن بقي بالنسبة الى الجمهور العريض، الجندي المجهول حتى يأتي تاريخ السينما المدوّن لينتشله من النسيان.

شرط للسينما الجيدة

على رغم هذا الجحود، ثمة كثر حلموا للسينما العربية بأن يظهر فيها منتجون حقيقيون، كم حلموا بكتاب سيناريو مميزين مختفين هم بدورهم عن الساحة، ما قد يفسّر في العمق أزمة السينما العربية، أو جزءاً من الأزمة على الأقل، لكن هذا موضوع آخر، فموضوعنا هنا والذي فرض نفسه من خلال سلسلة لقاءات على هامش مهرجان «كان»، بداية عودة المنتج السينمائي الى ساحة السينما العربية حتى وإن لم تكن هذه السينما معنيّة به في المراحل الأولى على الأقل، باستثناء حالة المنتجة المصرية ماريان خوري، وريثة أمجاد يوسف شاهين – خالها – وشركته «العالمية للسينما». فإذا كانت ماريان خوري، المخرجة («عاشقات السينما» قبل سنوات، واليوم «عفاريت البلد» قيد الإنجاز) والمنتجة والموزّع وصاحبة المبادرات المعروفة في الثقافة السينمائية في مصر، ساهمت في حياة شاهين بإنتاج بعض آخر أفلامه مع أخيها الموزع والمنتج المعروف غابي خوري، فإنها اليوم تتّجه الى الإنتاج والتوزيع في دورة متكاملة، بعدما حوّلت نشاطاتها السينمائية ضمن مشروع «زوايا» الثقافي السينمائي، الى شركة توزيعية تتولى الترويج للسينما الجادة في مصر.

في المقابل، يسعى الناقد والسينمائي المغربي نور الدين صايل، اليوم وانطلاقاً من «كان» تحديداً، الى تأسيس شركة مختصّة في إنتاج الأفلام الأفريقية وتوزيعها، مستفيداً في ذلك من تراكم خبرة مدهشة حقّقها خلال تسلّمه مقدرات الحياة السينمائية في المغرب، حيث شغل طوال نحو عشر سنوات إدارة المركز الوطني للسينما، كما أدار مهرجان مراكش وغيره من المهرجانات المغربية خلال الفترة نفسها. ونعرف أن «سنوات صايل» التي انتهت بالتقاعد، كانت المساهم الرئيس في إنتاج نحو مائة وخمسين فيلماً طويلاً، وضعفها من أفلام قصيرة تشكّل متن ما يسمى اليوم بـ «المعجزة السينمائية المغربية الصغيرة»، كذلك نعرف أن إدارة صايل لمهرجان مراكش، جعلت هذا المهرجان واحداً من الأهم في العالم العربي... ناهيك بمكانته الكبيرة التي احتلّها على الصعيد العالمي. اليوم، بعدما انتهت هذه المرحلة بالنسبة إليه، ها هو صايل يعود الى نشاط كان يمارسه في فرنسا قبل مرحلته المغربية كمسؤول عن الإنتاج العربي والأفريقي في قناة أفق التابعة لكنال بلوس الفرنسية، ولكن هذه المرة على شكل عمل خاص يحاول أن يربط بين السينمائيين الأفارقة والعرب وبين أوروبا.

من السعودية الى سينما العالم

على صعيد أكثر عالمية بكثير، وعبر شركته التي أسسها قبل فترة بين لندن وجنيف، يبدو طموح رجل الأعمال السعودي الشاب ابراهيم دشيشة، كبيراً جداً وعملياً. فهو لا يمضي وقته باحثاً عن تركيبات تمويلية، ولا يريد من ناحية أخرى أن يغوص، اليوم على الأقل، في الرمال المتحركة للإنتاج السينمائي العربي. بل يفضّل أن يتحرك في عمله الإنتاجي على صعيد السينما العالمية. ولكن ليس بالمعنى التجاري العريض للكلمة. يريد أن يثبت مكانته ومكانة شركته «دشيشة غلوبال فيلم بروداكشن» بإنتاجات عالمية مستقلّة، ما يؤهله لاحقاً برصيد لا يريده أن يقل عن عشرة أفلام ينجزها خلال خمس سنوات، لأن يدخل السينما العربية من موقع قوة وخبرة مؤكدتين. فإذا كان العرف اعتاد دائماً أن يقول: ثبّت موقعك في وطنك ثم انطلق الى الخارج!، يريد أن يفعل العكس تماماً، هذا الشاب العصامي الذي بدأ مساره المهني من الصفر في عالم الأعمال ونقل المياه في السعودية، قبل عشرين سنة وكان بعد في عشرينياته، ليصبح اليوم مالكاً ومديراً لأكثر من ثلاثين شركة موزعة بين سويسرا وبريطانيا والسعودية، شراكة مع أخيه الأصغر أسامة. ابراهيم دشيشة يحب المغامرة ولا يخيفه أبداً أن يعود الى الصفر، ويقول: «لو حدث هذا، سأعرف كيف أنهض من جديد».

ولكن ما الذي أتى برجل أعمال سعودي شاب الى السينما؟ شغفه بها لا أكثر ولا أقل، «السينما هي حبي الأول والأخير منذ طفولتي. لا يضاهي مكانتها عندي سوى الرياضة وبخاصة الموسيقى»، يقول وهو يدندن بأغنية لمحمد فوزي مطربه المصري المفضّل، قبل أن يفاجئك بأن حبه للموسيقى قاده الى تأسيس شركة إنتاج، غايتها إعادة أمجاد العصر الذهبي الى الأغنية العربية... تماماً كما أن غايته من الإنتاج السينمائي أن ينتج أفلاماً يحبها، و «تعيد الكرامة الى فن السينما». والحال أن إطلالة على العملين اللذين أنجزتهما شركته حتى الآن وباتا جاهزين للعرض، ودائماً تحت إشراف مستشاره الفني المخرج والمنتج السوري المعروف أنور القوادري (صاحب فيلم «جمال عبد الناصر» و «كسارة البندق» الإنكليزي، ومسلسل «الموت الآتي الى الشرق» بين أعمال لافتة أخرى)، إطلالة على العملين تؤكد أن دشيشة رجل أفعال بقدر ما هو رجل أقوال. فمن ناحية، هناك الفيلم التلفزيوني «هيدا غابلر» المقتبس عن مسرحية هنريك إبسن المعروفة، وواضح كم أن هذا الاختيار يقول الكثير، ومن ناحية ثانية، هناك فيلم «ترنيمة المدينة» الروائي الطويل الذي يتناول أحداث انتفاضة لندن في عام 2011، من خلال حكاية صبية سوداء تجد نفسها في كماشة بين طموحاتها الخاصة والبيئة العنصرية التي تحيط بها. وإذا كان دشيشة يتحدث بحماسة عن كيف أن هذا الفيلم أعاد الى الحياة السينمائية مخرجه مايكل كاتون جونز، مكتشف ليوناردو ديكابريو وصاحب الجزء الثاني من فيلم «غريزة بدائية»، فإن أنور القوادري يضيف أن هذا الفيلم سيؤكد أن «غريزة بدائية 2» قد ظلم مخرجه، بحيث أن عودته في «ترنيمة مدينة» أعادته الى إبداعه الحقيقي الكبير.

ولكن، متى سيُعرض هذا الفيلم؟ «قبل الخريف أو في أبعد الاحتمالات في مهرجان لندن المقبل» يقول دشيشة مؤكداً، أنه في الوقت الذي سيعرض الفيلم، ستكون شركة «دشيشة غلوبال» قد شرعت في تصوير الفيلم التالي الذي أنجز السيناريو الخاص به وكتبه كاتب «ترنيمة مدينة» نفسه، أما الإخراج هذه المرة فلريتشارد لينكرين (صاحب «ومبلدون» و «بيتي في لامبريا»).

«صحيح أن بطولة الفيلم معقودة لنجوم كبار (إيما طومبسون وهيلين ميرين وآل باتشينو، على الأرجح وإن كانت المفاوضات لم تكتمل بعد)، فإننا نتعامل مع وجودهم في هذا الفيلم الكوميدي الإنساني، الذي يدور حول أختين مكتهلتين أوصلتهما الظروف الى أن تعودا الى عيش مراهقتما في أزقة الحثالة اللندنية، انطلاقاً من قدرتهم الفنية أكثر مما من أســمائهم، يقول دشــــيشة، فالنوع السينمائي الذي نريد مراكمته ليس نوعاً مبهرجاً، بل نوع ينتمي الى ســـينما إنسانية حقيقية، في تجارب هي ما نريد نقله الى حياتنا العربية لاحقاً، حين سنجد أن الأوان قد حان للاهتمام بالإنتاج العربي» وفي انتظار ذلك، في الأفق الآن مشاريع عديدة أخرى هي الآن قيد الدرس أو الكتابة أو حتى التحضير اللوجستي... «وبعض هذه المشاريع سيشكّل مفاجآت حقيقية» يؤكد أنور القوادري، لذلك يؤثر ابراهيم دشيشة التكتم عليها في الوقت الحاضر على الأقل.

الحياة اللندنية في

22.05.2015

 
 
 

مهرجان «كان» السينمائي يختتم فعالياته غدا

كان - د. ميرفت ميلاد

تخٌتتم فاعليات مهرجان كان السنيمائي غداٌ (الاحد) إذ سلطت الاضواء خلال  الأيام العشرة الماضية علي نجوم السينما من كل أنحاء العالم وعلي الأفلام المرشحة للفوز بجوائز المهرجان
الافلام العربية تكاد تكون غائبة تماما من المنافسة هذا العام عدا فيلمين قصيرين دخلا المسابقة الرسمية، الأول فيلم صور متحركة بعنوان «موج 98» للمخرج اللبناني إيلي داغر، يروي قصة طالب في المدرسة يدعي عمر، يعيش في الضاحية الشمالية لبيروت ويعاني في محيطه الاجتماعي. الفيلم الثاني للمخرج الفلسطيني باسل خليل ويتطرق فيلم «السلام عليك يا مريم» إلي الاضطرابات التي دخلت حياة خمس راهبات بعد وصول عائلة مستوطنين إسرائيليين إلي ديرهن في صحراء الضفة الغربية. وعن كفاح المراء المصرية عرض المخرج مهند دياب «حياة طاهرة» التي استطاعت بعد وفاة زوجها أن تعمل حتي في أعمال البناء وتصليح السيارات حتي جمعت 15000 جنيه ثم وزعت النقود علي أولادها الاربعة. حضر الفيلم عدد من المخرجين الاجانب الذين تأثروا بشخصية طاهرة المصرية. علق علي الفيلم المخرج العراقي واريث كوييش «الفيلم مس قلبي قبل أن يمس عقلي وتحية للمخرج علي إتقانه في تبني رسالة إمراء تمثل الالاف من النساء المكافحات ليس فقط في مصر ولكن في العراق والعالم العربي أجمع. أما المخرجة والمنتجة اليابانية نتاشا هاتن، فقد اعتبرت» ان الفيلم يعد واحداً من الأفلام التسجيلية المؤثرة التي رأيتها بالمهرجان هذا العام وهو يؤكد أن المرأة أصبحت مستقله حقا.«

أما الانتقادات، فأشارت إلي اختفاء الجناح المصري هذا العام علي الرغم من أهمية الحدث، فمهرجان كان السنيمائي هو أكبر منصة دولية وكان في استطاعتنا استغلال هذه المنصة الثمينة لجذب السائح الأجنبي بالإضافة لكل الفعليات الفنية التي تشارك في المهرجان. ولا يخفي علي أحد أن وزارة السياحة هي التي كانت في السنوات الماضية تمول الجناح المصري وترفع علم مصر.   في المقابل علي هامش مهرجان كان السنيمائي كشف منظموا مهرجان القاهرة الدولي عن الخطوط العريضة للدورة المقبلة وذلك في مؤتمر صحفي عقد بدعوة من الدكتورة ماجدة واصف رئيس المهرجان، والناقد السينمائي يوسف شريف رزق الله المدير الفني للمهرجان. الدورة السابعة والثلاثون سوف تمنح لأول مرة جائزة تقديرية عن مجمل أعمال شخصية سينمائية ساهمت في الارتقاء بالفن السابع. ويطلق علي هذه الجائزة أسم سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.

وتبدأ الدورة الجديدة في الحادي عشر من نوفمبر وحتي العشرين منه. وبالطبع مثل كل عام هناك مسابقة رسمية تضم مجموعة من الافلام الجديدة التي لم تعرض في أي مهرجان من قبل. يستضيف مهرجان القاهرة هذا العام السينما اليابانية وهذه هي المرة الاولي أن تكرم مصر السينما اليابانية. وسوف يكون هناك تكريم للفنانة فاتن حمامة من خلال عرض أفلامها وسوف يصدر كتاب عنها وسيقدم المهرجان جائزة باسم فاتن حمامة. 

وللمرة الثالثة علي التوالي يقدم المهرجان ملتقي القاهرة السينمائي بهدف دعم المشاريع المصرية والعربية في مراحله المختلفة أي عندما يكون المشروع في مرحلة الكتابة أو بعد ذلك.  ويضمن المهرجان للمشروع جهة لتمويله. وهذا اللقاء يعتبر فرصة للقاء بين المنتجين المصريين والعرب والأوربيين وبذلك نفتح مجالا للتوزيع. وينظم المهرجان أيضا مسابقات أخري منها « أفاق السينما العربية» و « أسبوع النقاد» وكذلك « مسابقة « سينما الغد» 
الافلام الاكثر حظا هذا العام السؤال المسيطر حاليا في الاوساط السنيمائية يتمحور حول الافلام التي قد تنال السعفة الذهبية بشرائحها المختلفة. كلا يذهب في طريق وفي بعض الاحيان يطفوا أسم فيلم ثم يختفي اليوم التالي في حال عرض فيلم أقوي.  المهم هنا في مدينة كان، الشوارع والميادين تتنفس وتعيش وتنبض علي وتيرة الفن السابع، النجوم والمخرجين، المؤتمرات الصحفية داخل وخارج قصر المؤتمرات.

يري النقاد أن الفيلم الأمريكي «كارول» قد يكون له حظ كبير في الفوز. المخرج الأمريكي تود هاينس يعيد مسألة المثلية الجنسية إلي الواجهة في مهرجان كان السنيمائي عبر فيلم «كارول»، الذي يتناول قصة لمثلتين ليا سيدو وأديل إيكسرخوبولوس في دور امرأتين عاشقتين.
كما أن فيلم «أمي» قد يكون له قسط كبير من الحظ. يحكي الفيلم قصة مخرجة سينمائية ناجحة، تدخل في صراعات نفسية وضميريه إذ تعاني والدتها من المرض، وعلاقتها العاطفية علي وشك الدمار؛ وتتسبب هذه الأحداث في تدهور حياتها المهنية وإصابتها بالانهيار
.الفيلم مستوحي من تجربة المخرج الشخصية إذ تعرضت والدته لوعكة صحية شديدة أدت لوفاتها بينما كان يقوم بتصوير أحد أفلامه.  يتحدث البعض عن الفيلم الفرنسي «مارجريت وجوليان» للمخرج فاليري دونزيللي، يستدعي العنوان قصة الحب الشهيرة روميو وجولييت إذ يروي الفيلم قصة حب ممنوعة.

أخبار اليوم المصرية في

22.05.2015

 

مستوحى من الحياة الحقيقية لعاهرات مغربيات.. المخرج نبيل عيوش يثير الجدل فى المغرب بـ"الزين اللى فيك" المشارك بمهرجان كان

كتب جمال عبد الناصر

لا حديث الآن فى الكثير من الجرائد والصحف والمواقع الفنية وصفحات مواقع التواصل الاجتماعى بالمغرب، هذه الأيام، سوى عن فيلم "الزين اللى فيك" المشارك فى مهرجان "كان" السينمائى الدولى، المستوحى من الحياة الحقيقية لعاهرات مغربيات، ويحكى أجواء مهنة الدعارة فى مدينة مراكش السياحية، عبر تتبع الحياة اليومية لأربع عاملات جنس ولقاءاتهن مع زبائنهن كما أكد المخرج، بل إن المخرج نبيل عيوش إمعانا فى الواقعية استعان ببعض العاهرات فى التمثيل داخل الفيلم وذهب بهن لمهرجان كان، وقد انقسمت الآراء بين مشجع لحرية الإبداع وبين من يرى فى العمل إساءة للمغرب. المخرج محمد المشترى، رئيس ومؤسس مهرجان الفيلم الروائى القصير بالدار البيضاء، يرى أن الفيلم طالما يبعد عن الابتذال والإسفاف فلا مانع من مناقشة أى موضوع بغض النظر عن الانتقادات التى ستوجه إليه، فالسينما تعبر عن واقع. المخرج المغربى عبد العظيم عبد الرحمن هريرة كتب عبر صفحته فى "فيس بوك" أن هذا الفيلم عار وخزى فى حق المغرب وتشويه لصورة المرأة المغربية. وبرغم أن الفيلم أثار نقاشات حادة على "فيس بوك" بين من يتحدث عن سينما حرة تتناول الواقع الحقيقى للمغاربة بكل جرأة وتتجاوز التابوهات وبين فئة متمسكة بضرورة احترام الأفلام المغربية لتقاليد المجتمع، والتزامها بلغة مؤدبة وصورة رمزية لتوصيل أى رسالة كانت إلا أن الهجوم على الفيلم كان أقوى من الدفاع عنه. المخرج المغربى نبيل عيوش اعتاد إثارة الجدل عبر مواضيع تبحث فى هوامش المجتمع على غرار استغلال الأطفال والتطرف الإسلامى، وقال عبر تصريحات من "كان" عقب عرض الفيلم: إن فريق الممثلين يضم مهنيين وهواة، وإنه التقى فتيات يعشن فى هذا الوسط أو حوله، وحاورهن، وشده الحماسة التى تميزهن، فاقترح على بعضهن أن يلعبن دورًا فى الفيلم كدورهن فى الحياة". 

الجمعة، 22 مايو 2015 - 07:08 م

رانيا علوى مراسلة "اليوم السابع" داخل الـpress room " بمهرجان "كان"

رسالة كان - رانيا علوى

فى مدينة "كان" التى تطل على أروع شواطئ "الريفييرا"، فى جنوب فرنسا، انطلقت الدورة الـ68 لمهرجان كان السينمائى الدولى، والذى يعد أضخم المهرجانات فى العالم، إذ يلتقى فيه جميع صناع السينما حول العالم. "اليوم السابع" كانت على رأس الحضور فى المهرجان، إذ تتواجد هناك الزميلة رانيا علوى مراسلة الجريدة لتقديم تغطية خاصة وحصرية من فوق السجادة الحمراء، لتقف بجانب نجوم ونجمات السينما العالمية ريتا أورا وودوتزين كرويز وجوان سمولز وكيندال جينر ولارا ستون وروبى ويليامز. واستطاعت مراسلة الجريدة رانيا علوى أن تقتحم الغرفة الإعلامية بالمهرجان، والتقطت عددا من الصور لإحدى الصحفيات أثناء تصفحها لموقع (اليوم السابع) وعدد من أيقوناته، وذلك بالغرفة الإعلامية press room بمهرجان كان السينمائى الدولى، حيث يعتبر "اليوم السابع" فى صدارة المواقع الإلكترونية حول العالم ويحرص الملايين على تصفحه. ورغم كثرة فعاليات مهرجان كان السينمائى الدولى، إلا أن القائمين عليه يحرصن على تفحص موقع "اليوم السابع" للإطلاع على كل ما هو جديد يخص الحياة العامة والسينمائية.

الجمعة، 22 مايو 2015 - 06:22 م

فوز الفيلم الأمريكى share بالجائزة الأولى للأفلام القصيرة فى مهرجان كان

رسالة كان - رانيا علوى

أعلن منذ قليل عبد الرحمن سيساكو، عضو لجنة تحكيم Cinéfondation للأفلام القصيرة، أن الفائز بالجائزة الأولى النجمة بيب أبى أنكو عن الفيلم الأمريكى share. والجائزة الثانية من نصيب فيلم LOCAS PERDIDAS من إخراج ايجناسيو جوريسيك من شيلى، والجائزة الثالثة مناصفة بين الفيلم الروسى هو THE RETURN OF ERKIN من إخراج ماريا جوسكوفا، والفيلم الإسبانى باسم VICTOR XX إخراج جارى دو لوبيز

الجمعة، 22 مايو 2015 - 05:03 م

بالصور ..فيلم"Youth" يخطف الإشادات بمهرجان كان السينمائى

رسالة كان - رانيا علوى

أثار فيلم "Youth" للمخرج باولو سورينتينى ضجة كبيرة بين عشاق السينما والنقاد فور عرضه ضمن فعاليات مهرجان "كان" السينمائى الدولى فى دورته الـ68، والذى تدور أحداثه حول فريد ومايك وهما صديقان قديمان، يقترب عمرهما من الـ80، ذهبا ليستمتعان بقضاء عطلاتهما فى فندق عند سفح جبال الألب.. الثنائى علما بأن وقتهما وعمرهما ينفد ويمر فقررا مواجهة المستقبل معا. وقد لاقت عروض الفيلم إقبالا كبيرا وإشادات من قبل عدد من النقاد، فأكد بعضهم أن الفيلم يحمل حِثّا وروحا حماسية واضحة يظهر بها الأمل طوال أحداث الفيلم وحتى آخر لحظة بالأحداث، بينما أكد عدد من المعنيين بالسينما أن الفيلم تم تقديمه بذكاء وجاذبيه للمشاهدين . بينما أكد الناقد الفنى جيراميس فيوسيو أن الفيلم يسعى للتحرك بشكل صادق، ويعد المخرج باولو سورينتينى صاحب الأعمال الفنية الطموحة، إضافة إلى أنه يمتلك حسّا بصريا مميزا، فيقوم بإخراج الصورة بعبقرية واضحة، فهذه المرة استطاع أن يركز على الشيخوخة وكيفية إظهار التوازن بين نجوم العمل فى هذه المرحلة، كما أكد أن ديكور الفيلم يبعث البهجة فى نفوس المشاهدين .

الجمعة، 22 مايو 2015 - 03:52 م

بالصور.. فاريل ويليام فى "كان" لحضور العرض الخاص لفيلم "Dope"

مهرجان كان - رانيا علوى

حضر النجم العالمى فاريل ويليام اليوم، إلى مدينة كان الفرنسية، وذلك من أجل حضور العرض الخاص لفيلم "Dope"، والذى سيعرض مساء اليوم، ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الـ68. وقد أصر فاريل ويليام على التوجه إلى أحد شواطئ كان من أجل التقاط عدد من الصور هناك، معلنا عن حبه الشديد لمدينة كان، كما حرص ويليام أن يلتقط عددا من الصور مع زوى جرافيتس بطلة الفيلم. فيلم "Dope" بطولة زوى جرافيتس وفورست وايتيكر وكيرسى كليمونز، مدة عرض الفيلم 115 دقيقة، وهو من تأليف وإخراج ريك فامويوا.

الجمعة، 22 مايو 2015 - 03:25 م

أنطونيو باندرياس وماريون كوتيار وايلى داغر أبرز الحضور فى "كان" اليوم

رسالة كان - رانيا علوى

يحضر اليوم الجمعة، فعاليات مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الـ68، عدد كبير من المشاهير وصناع السينما، ومن أبرزهم روبين بارتليت وفانسون كاسيل ولويز بورجوان وسيلفيا شانج وسيلين دوفو وو دى آلن وبرونو دوومون وفاليرى دونسيلى وأن فونتان وفلورونس فورستى وأنطونيو باندرياس ومارول بوكيه. كما يحضر ماريون كوتيار وايلى داغر وايزابيل هوبيرت ونبكولاس هولت وبيرجيت فوسى وجيل بوردوس وماسكل فاسبندر وهيفاء المنصور ونايلا نورفينت وسيينا ميلر وجوران ماركوفيك وتيم روث وإيليا سوليمان، وغيرهم

الجمعة، 22 مايو 2015 - 03:10 م

"Chronic" يعرض اليوم بفئة "Un Certain Regard"

رسالة كان - رانيا علوى

يعرض اليوم الجمعة فيلم "Chronic" فى الثامنة مساء ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الـ68 بفئة " Un Certain Regard"، فى قاعة " Grand Théâtre Lumière". فيلم "Chronic" من إخراج ومونتاج مايكل فرانكو وبطولة تيم روث وروبين بارتليت ونايليا نورفينتد وراشيل بيكاب، تدور الأحداث حول ممرض يتقن عمله، وكونه طيب القلب ويتعامل بحميمية مع المرضى أصبح صديقا مقربا لأغلبهم

الجمعة، 22 مايو 2015 - 03:06 م

عرض "Hibernatus" اليوم فى سينما الشاطئ بـ"كان"

رسالة كان - رانيا علوى

يقام اليوم عرض فيلم "Hibernatus" ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الـ68، وذلك بفئة "سينما الشاطئ"، ويقام العرض على شاطئ " Macé "، فى تمام التاسعة والنصف مساء، مدة عرض الفيلم 100 دقيقة. فيلم "Hibernatus" من إخراج إدوارد مولينارو وبطولة لويس دو فون وكلود جونساك ومارتين كيلى، وتدور أحداث الفيلم حول هوبير دو تارتاس الذى يعثر على جد زوجته فى الجليد القطبى، حيث يخرج الجد ويظن أنه لا يزال فى مطلع القرن

الجمعة، 22 مايو 2015 - 01:32 م

عرضان لـ"Valley of Love" اليوم وغدا بفعاليات مهرجان كان السينمائى

مهرجان كان: رانيا علوى

يعرض اليوم الجمعة الفيلم الفرنسى "Valley of Love" فى الثالثة عصرا بقاعة " Grand Théâtre Lumière " كما يعاد عرضه غدا السبت فى نفس القاعة الساعة العاشرة مساء، وذلك ضمن فعاليات مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الـ68. "Valley of Love" المنافس بالمسابقة الرسمية هذا العام فى "كان"، من إخراج جيوم نيكلو، وبطولة إيزابيل هوبير وجيرارد ديبارديو، تدور الأحداث حول إزابيل وجيرار اللذين يلتقيان من جديد بعد أن افترقا منذ أكثر من 6 سنوات ويستجيبان لدعوة ابنهما مايكل

الجمعة، 22 مايو 2015 - 12:05 م

بالصور..وصلات الرقص جمعت ريتا أورا ودوتزين وجوان وكيندال فى "كان"

كان: رانيا علوى

اجتمع أمس عدد كبير من النجمات وعارضات الأزياء بحفل "amfAR Gala"، والذى أقيم على هامش فعاليات مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الـ 68، وكان من أبرز الحضور ريتا أورا ودوتزين كرويز وجوان سمولز ولارا ستون وكيندال جينر. وركزت عدسات المصورين على النجمات اللاتى دخلن فى وصلة رقص فى فندق " Cote d'Azur " رافعين شعار ليلة براقة بجميلات "كان". 

الجمعة، 22 مايو 2015 - 11:42 ص

بالصور.. ملابس إيرينا شيك الشفافة تلفت الأنظار بحفل "amfAR " فى "كان"

كان: رانيا علوى

فاجأت أمس النجمة وعارضة الأزياء الشهيرة إيرينا شيك الحضور وسائل الإعلام بحفل "amfAR Gala"، والذى أقيم على هامش فعاليات مهرجان كان السينمائى الدولى فى دورته الـ68، بظهورها بفستان طويل من اللون الأخضر "شفاف" أظهر بعض الأجزاء من جسدها. وقد علق عدد كبير من الموجودين بالحفل أن إيرينا شيك تعد من أكثر الحضور أناقة ورقى بالحفل

اليوم السابع المصرية في

22.05.2015

 
 

فيلم عيوش:«الزين اللى فيك»:

شجاعة فى التفكير وفشل فى التعبير

بقلم: سمير فريد

عرض فى برنامج «نصف شهر المخرجين» الـ٤٧ الذى تنظمه نقابة مخرجى السينما فى فرنسا أثناء مهرجان كان الفيلم الفرنسى المغربى الروائى الطويل «الزين اللى فيك» إخراج نبيل عيوش، وهو الفيلم الطويل السابع لمخرجه الذى ولد عام ١٩٦٩، وأخرج أول أفلامه عام ١٩٩٨، ويعتبر من أهم مخرجى السينما فى المغرب والعالم العربى.

يتميز «عيوش» بموهبته الكبيرة والتى بدت فى فيلمه «على زاوا» عام ٢٠٠٠ الذى عرض فى مهرجان برلين، وكان نقطة تحول فى السينما المغربية بتعبيره الواقعى الحديث عن أطفال الشوارع. كما يتميز بالتوجه إلى جمهوره بعدم القطع مع السينما السائدة التى يعرفها هذا الجمهور، وهى السينما المصرية، وبدا ذلك بوضوح فى فيلمه «كل ما تريده لولا» عام ٢٠٠٨. ويتميز ثالثاً بالشجاعة الأدبية فى مواجهة تيار الإسلام السياسى الذى يستخدم العنف، وعبر بقوة عن هذا الموقف فى فيلمه «يا خيل الله» الذى عرض فى مسابقة «نظرة خاصة» فى مهرجان كان ٢٠١٢، وأصبح من المخرجين العرب القلائل الذين تنتظر المهرجانات أفلامهم الجديدة.

لا أحد يعطى الحرية للفنان ليعبر عن المسكوت عنه، ولكنه ينتزعها انتزاعاً من كل السلطات. وهكذا فعل عيوش فى فيلم «الزين اللى فيك» عن حياة أربع عاهرات فى مراكش فى الزمن الحاضر.

ومن البدهى أن الدعارة فى كل بلاد العالم سواء كانت قانونية أم خارج القانون، ولكن عالم الدعارة لم يكن موضوعاً لأى فيلم مغربى. ومن البدهى أن التعبير عن هذا العالم فى أى بلد لا يعنى أن هذا البلد ليس فيه سوى دعارة. ومن البدهى أيضاً فى مجتمعات محافظة مثل المجتمعات العربية أن يصدم هذا التعبير الجمهور فضلاً عن السلطات. ولعل من أشهر الأفلام العربية عن هذا الموضوع الفيلم المصرى «درب الهوى» الذى أخرجه حسام الدين مصطفى عام ١٩٨٣ عن حى الدعارة عندما كانت قانونية فى مصر فى ثلاثينيات القرن الميلادى الماضى، والذى منع من العرض، ثم أعيد عرضه بحكم قضائى. ولكن نبيل عيوش بقدر ما كان شجاعاً فى التفكير بقدر فشله فى التعبير.

هنا عالم الدعارة من كل جوانبه بما فى ذلك الممارسات الجنسية المثلية للرجال والنساء معاً. ولكن بقدر الإيحاء فى الممارسات المثلية بقدر المباشرة الغليظة والحوار البذىء فى الممارسات بين الرجال والنساء، وعلى نحو يضمن عدم عرض الفيلم فى المغرب أو أى بلد عربى، وبذلك يفقد عيوش جمهوره الذى يتوجه إليه، الأمر الذى كان يتميز به فى أفلامه السابقة كما ذكرنا.

ويدور السيناريو الذى كتبه المخرج عن ثلاث عاهرات هن نهى (لبنى أبدير)، وسكينة (حليمة كدوانى)، ورندة (أسماء لزرق) اللاتى يمارسن أقدم مهنة فى التاريخ عبر سعيد (عبدالله ديدانى) الذى يقود سيارة تاكسى. وفى الثلث الأخير من الفيلم تضاف إليهن حليمة (سارة العلوى) القروية التى وصلت لتوها إلى المدينة وهى حامل.

يعانى السيناريو من الضعف الشديد فى بناء الشخصيات، وكأن الدعارة قدر لا مفر منه. والشخصية الرئيسية نهى أم لطفل ولها شقيقة تخشى عليها من التحول إلى عاهرة بدورها، ولكن علاقتها مع أمها متناقضة على نحو غير مقنع، فنحن نراها معها فى مشهدين: فى الأول تحصل منها على المال ويبدو أنها تعرف من أين حصلت عليه ابنتها، وفى المشهد الثانى تطردها من المنزل!

إنها مجرد أدوات جنسية وليست شخصيات من لحم ودم، وبالتالى لا نتعاطف معها ولا نكرهها، ورغم الأداء الجيد للممثلات، وكذلك سعيد الصامت طوال الفيلم تقريباً. وفى عالم الدعارة كل الجنسيات، ولكن الفيلم يركز على السعوديين من دون مبرر غير الاستفزاز. ولا يخلو هذا العالم من رجال الشرطة الفاسدين، ولكن الفيلم يجعل ضابط الشرطة يعاشر نهى فى مكتبه على نحو أقرب إلى الاغتصاب، وهى مبالغة من دون مبرر أيضاً سوى الاستفزاز.

وينتهى الفيلم بمقطع/حلم يتحول فيه التاكسى إلى سيارة فاخرة، ويرتدى فيه سعيد زياً مميزاً ويذهب مع الأربع وهن يرتدين أزياء فاخرة إلى شاطئ البحر حيث يتطلعن إلى الشاطئ الآخر.

ويفتقر أسلوب الإخراج إلى الخيال الذى طالما تميز به نبيل عيوش فى كل أفلامه، وحتى مشاهد مراكش فى النهار وفى الليل من خلال سيارة التاكسى بدت أقل من عادية، وأكدت أن الشجاعة فى التفكير وحدها لا تكفى.

samirmfarid@hotmail.com

المصري اليوم في

23.05.2015

 
 

الصغار يحاولون التجديد والكبار ثابتون على أمجادهم

كان (جنوب فرنسا) – إبراهيم العريس

حتى إن كانت إيران لا تشارك في دورة هذا العام لمهرجان كان إلا بفيلم واحد صغير، هو الأول لصاحبته («ناهد»)، ولا تزيد عليها مشاركة تركيا بفيلم صغير أيضاً هو «موستانغ» من إخراج دنيز إرغوفين، فإن المشاركة الآسيوية في شتى التظاهرات الكانية لهذا العام تبدو لافتة للنظر، من الناحية الكمّية على الأقل. إذ نادراً ما كان هناك في تظاهرات كان خلال السنوات الأخيرة هذا العدد من أفلام آتية من تايوان أو الصين القارية، من اليابان أو الهند أو تايلاند أو الفيليبين أو غيرها. في المجموع هي 14 فيلماً، ما يعتبر من ناحية الكمّ، دليل حيوية لا يمارى من ناحية، وتأكيداً جديداً على عولمية المهرجان وقدرته على استيعاب العديد من الثقافات والحساسيات. لكن الأمور تتوقف عند التفوق الكمّي هذا العام، إذ أن المستوى العام للأفلام الآسيوية المعروضة، ومن ناحية التقويم الفني على الأقل، لم يأتِ كما كان متوقعاً... بالتحديد بالنسبة إلى المخرجين المعروفين الذين كانت أفلامهم منتظرة بلهفة.

ومع هذا تمكّن ملاحظة ذلك الإصرار الآسيوي على ترسيخ البعد الاجتماعي في أفلامٍ تطل على الحياة الراهنة كما هي، من دون أوهام كبيرة، محاولة أن تقول عن مجتمعاتها ما لا يبدو مألوفاً في الخارج.

هنا تبدو الأمور وكأن التلهف على تصوير ما يحدث، يغلب على ضرورة البحث دائماً عن لغات جديدة وأساليب أجدّ. كأن أصحاب الأسماء الكبيرة، من جيا جانكي الصيني في «قد تنزاح الجبال» أو هسياو هسيين التايواني في «القاتلة»، إلى الياباني كيوشي كوروساوا في «نحو الضفة الأخرى»، أحسوا بأنهم انجزوا ترسيخ مكانتهم وما عليهم أن يستمروا في البحث عن جديد. فكانت النتيجة أن كلاًّ منهم في فيلمه، وإن كان جدد في الموضوع، تخلف عن ركب تجاوز الذات الذي يفترضه الإبداع الفني. بكلمات أخرى أبقت أفلام مثل «آن» لليابانية المقيمة في فرنسا نوومي كاواسي، أو «أختنا الصغيرة» لمواطنها كوري – إيدا، أو حتى «قد تنزاح الجبال»، متفرجيها على ظمئهم، متسائلين أي جديد يضيفه اليوم أصحاب «غابة موغاري» و»من شابه أباه» و»لمسة الخطيئة»، على أعمالهم السابقة هذه.

وحدهم الداخلون الجدد تحمّلوا عبء التجديد ودائماً من موقع نسبي. ففيلم «ناهد» للإيرانية إيدا باناهندي، وإن كان يذكّر من موقع ثانوي بسينما أصغر فرهادي، عرف كيف يحمل جديداً على صعيد الجرأة في طرح قضية المرأة من خلال لغة بسيطة تشبه بساطة الحياة. كذلك الحال في الفيلم التركي «موستانغ» الذي صوّر قسوة الحياة والتقاليد على الأنثى خصوصاً، حين يتحول البيت إلى سجن. وفيلم «ناسان» وهو الأول للهندي نيراج غويان، من دون أن يخرج كثيراً عن الإطار المعتاد لبعض كليشيهات السينما الهندية، رسم صورة تراوح بين السلاسة والقسوة للمجتمع الطبقي في مدينة بيناريس على نهر الغانج، من خلال حكاية حب غرابتها أنها لا تبدأ إلا مع اللقطة الأخيرة للفيلم.

في المقابل، وإلى جانب خط التشويق البوليسي الذي ما زال يهيمن على الأفلام الكورية المعروضة، قدم الفيليبيني بريانتي مندوزا فيلمه الجديد «تكلوب» (الفخ)، بأسلوب وموضوع يخرجان تماماً عن الأطر السائدة لسينماه. إذ نراه هذه المرة يصوّر، بين الوثائقي والروائي، منطقة في الفيليبين ضربها الإعصار «هايان» قبل سنوات قليلة، متناولاً الحياة بعد الإعصار وسط الخراب والبحث عن الجثث، والمحاولات المستحيلة للحصول على المساعدات الرسمية المعلنة والموعودة.

أخيراً، إذ عاد التايواني هو هسياو هسيين إلى تاريخ الصين ليقدم حكاية شعبية من أيام حكم أسرة منغ، بطلتها فتاة تعود إلى العائلة من سنوات المنفى والتمرُّن على القتال لتكلف بقتل حاكم ظالم. نراه متراجعاً في هذا الفيلم الذي يدور من حول فنون القتال النسوية كثيراً عما عُهِد عن سينماه. بيد أن مصير مواطنه القاري جيا جانكي بدا أفضل قليلاً مع «قد تنزاح الجبال»، حين قدم تاريخاً للصين الحديثة و»تأمركها» على ثلاث مراحل، من خلال حكاية فاقعة في رمزيتها، ميّزها تصاعد أسلوبي بين كل مرحلة تاريخية وأخرى، عبر حياة سيدة وزواجها ووحدتها وانفصالها عن ابنها بمقدار ما تنجح حياته الخاصة وحياتها.

الحياة اللندنية في

23.05.2015

 
 

من بطولة مايكل كين وهارفي كيتل

فيلم «الشباب» للإيطالي سورنتينو يحتفي بالكبار

عبدالستار ناجي

فاز المخرج الايطالي بلولو سورنتينو في العام الماضي بجائزة اوسكار افضل فيلم اجنبي وجائزة لجنة التحكيم الكبرى لمهرجان كان السينمائي الدولي عن فيلمه الجمال العظيم وفي هذا العام يعود مجددا الى مهرجان كان السينمائي من خلال فيلم الشباب بطولة عدد بارز من اهم نجوم التمثيل في العالم ومنهم البريطاني مايكل كين والاميركي هارفي كتيل والبريطانية راشيل وايز وجين فوندا

يأخذنا الفيلم الى حكاية فرد ومايك يقومان بزيارة الى احد الفنادق في سويسرا قريبا من جبال الالب لاخذ قسط من الرحلة. فرد بعد التقاعد وهو موسيقار معروف قرر ألا يعود الى العمل وقيادة الفرق واهم الفرق السيموفونية بينما يواصل مايك عمله في السينما وهو يقوم بالتحضير لعمل سيناريو جديد مع فريق من مساعديه

ونتابع حكاياتهم اليومية التي تمزج بين الذكريات حتى اللحظة التي تحضر ابنه فرد وتخبره بان زوجها ابن صديقه مايك قد قرر ان يتركها الى فتاة اخرى، ولكن العلاقة بين هذا الثنائي الكبار لا تتغير بل تمضي بهدوء وسلام. وهما يتابعان الحياة اليومية التي تحيط بهما

يتلقى الفرد عددا من العروض من بينها قيادة الفرقة لتقديم عدد من اعماله الغنائية الشهيرة امام ملكة بريطانيا. وبعد عدة محاولات يظل خلالها رافضا للفكرة يتعرف ان السبب المباشر لانه كتب الاغاني لتقدمها زوجته وهى خير من قدمتها.

وتمضي الايام وسط ذلك الفندق في اطار كم من الحكاية تارة حول الموسيقار واخرى عن المخرج الذي وصلت نجمته الكبيرة في السن لتخبره انها لا تريد العمل في فيلمها لانها تلقت عرضا للمشاركة في مسلسل مكسيكي طويل. وبعد حوار مطول معها لا يفلح في اقناعها. ويقرر الانتحار. عندها تعيش المجموعة حالة من الحزن. يكسر حدتها الموسيقار بالموافقة على العودة الى الموسيقى والوقوف امام الملكة لتقديم حفلة الاخير

سينما تحتفى بالكبار سينما سورنتينو تذهب الى الفضاء الجمال. حيث جمال الطبيعة الخلاب. ويذهب فيلمه للاحتفاء بجيل الكبار حتى وان ظل الحضور الطاغي في الصور لهم.

وفي احد المشاهد يتساءل الموسيقار لماذا يشعر هنا في هذا الفندق المصح بالحياة والحيوية. فكان رد الطبيب المشرف على حالته بانهم الشباب في الخارج الذي لا تستطيع مجاراتهم ولهذا تشعر بالسعادة لانك تظل هنا بين الكبار

في الفيلم كم من الشخصيات من الجنسين. وتمثل شخصيات متعددة الاهتمامات. فمن الراهب البوذي، الذي يتمكن من الطيران بناء على شفافية الروح التي يمتلكها. الى شخصية تشبه الى حد قريب نجم كرة القدم الارجنتيني مارادونا. وغيرها من الشخصيات التي جاءت تبحث عن نفسها وعن تغيير ايقاع حياتها وسط اتون الحياة والتعب والتقاعد واقتراب النهاية

بالو سورنتينو ليس مجرد مخرج سينمائي بل هو في حقيقة الامر كاتب سيناريو يمتلك لغة شعرية عالية المستوى مفرداته ثرية بالمضامين وشخصياته تمثل حالات درامية متعددة وصورة هي الجمال والبهاء الاخاذ التي يشتغل علية ليكون هو الشكل الذي يؤطر تلك المضامين التي يقدمها في جميع اعماله ومنها عمله الاخير الشباب.

سينما من نوع مختلف سينما تدعونا الى الحوار وسينما تأخذنا الى ابعاد فلسفية تثري الصور والمضامين. لهذا يظل سورنتينو من ابرز عناصر الجيل الجديد في السينما الايطالية والاوروبية بشكل عام.

«ديبان» يحذر من لجوء المقاتلين إلى أوروبا!

عبدالستار ناجي

تمثل قضية المهاجرين الذين تحملهم بواخر الموت يوميا الى الشواطئ الايطالية من اجل بلوغ اوروبا من الموضوعات التي تأتي في اول سلم الاولويات. وهكذا الامر مع عودة عشرات الذين شاركوا في القتال مع المنظمات الارهابية والمتطرفة في الشرق الاوسط وبين هذا وذاك يأتي فيلم ديبان للمخرج الفرنسي جاك اوديار الذي يمثل احد اهم المخرجين في السينما الفرنسية في هذة المرحلة من تاريخها وله كم من الاعمال المثيرة للجدل لعل من ابرزها النبي الذي قام ببطولته النجم الجزائري الاصل طاهر رحيم

وتعالوا نذهب الى حكاية الفيلم. حيث تبدأ احداث الفيلم مع قيام عدد من مقاتلي نمور التاميل في سريلانكا بحرق عدد من رفاقهم قتلوا في المواجهات لذا يقرر ديبان ان يخلع ملابس المقاتلين والبحث عن الهجرة الى اوروبا وهو امر يتطلب منه وجود عائلة. لذا يختار أي امرأة تلاقيه وهي بدورها تبحث في مخيمات اللاجئين عن فتاة يتيمة بمعنى انه لا علاقة لاي منهم بالاخر

بعد ايام يصلون الى فرنسا. عندها تقرر المرأة تركهم للذهاب الى ابن عمها في لندن وبعد اللحاح من ديبان من اجل الطفلة المسكينة تبقى. وبعد فترة يتم ترحيلهم الى احدى المدن الصغيرة المكتظة بكل ذلك الموزاييك من الاجناس والاعراق حيث يتم تعيينه بوظيفة حارس في احد المجمعات السكنية في حي تسيطر عليه عصابات المافيا من العرب والافارقة وغيرهم

تبدأ البنت بالانخراط في الدراسة ويحاول ديبان التعلم رغم انشغاله في عمله اليومي وسط صقيع شتاء باريس. فيما تجد المرأة عمل لها لرعاية رجل مسن عربي نكتشف لاحقا انه اب لاحد الشباب المطلوبين للعدالة والذي يدير عصابة كبيرة

وسط تلك الظروف يجد ديبان نفسه بين تهديد حياته واسرته. وهو من هرب من جحيم الحرب الى الامان ليجد في تلك الضواحي البعيدة من باريس جحيم اكبر ومواجهات يومية بين العصابات بجميع اطيافها واجناسها وتجارتها

مما يدفع الحارس ديبان الى وضع خط ابيض بين العمارات حتى لا تحدث مواجهات ولكن تلك المبادرة تلاقي التهكم والسخرية

ذات يوم يتصل به احد ابناء الجالية السريلانكية يدعو لمقابلة احد الزعماء. والذي يطلب منه جمع الاموال لشراء السلاح. وهنا يعترض ديبان لانه لا يريد العودة الى الحرب وان الحرب قد انتهت بالنسبة له. وهنا يتعرض للضرب والاهانة وبانه خان اهله وكفاحه.

في الحين ذاته تتطور الاحداث حيث تتصل به المرأة لتخبره بأن هجوماً حصل على الرجل الذي تخدمه وابنه وان الجميع في عداد الموتى وهنا يتحرك من اجل انقاذها وحمايتها وهو من حاول مرات عدة الى استمالتها ولكنها تظل تكرر بأنها ليست زوجته وان البنت ليست ابنتهم. ولكنها بعد ذلك الحادث تكتشف بأن ديبان عادت له النزعة للقتال حيث يقوم بقتل عدد من افراد العصابة في حالة من العصبية

وهنا احدى اهم الدلالات التي يسعى للحديث عنها جاك اوديار حيث يدق ناقوس الخطر الى ضرورة معرفة حقيقة كل شخصية او كل عائلة تدخل فرنسا واهمية ذوبانها في المجتمع وانخراطها في العمل وتأمين الفرص المناسبة للعيش بسلام

بعد ذلك الحادث تقرر الأسرة الهجرة مجدداً الى لندن حيث نشاهد في المشهد الاخير ديبان مع زوجته وطفلهما الجديد والابنة التي جاءت معمهم من سريلانكا في احدي الجلسات العائلية مع عدد من الاسر البريطانية في مشهد آخر يؤكد على ان بريطانيا تؤمن حياة افضل للمهاجرين عكس فرنسا، كما يقول الفيلم للمخرج الفرنسي جاك اوديار.

في قاسي وفيلم يرصد معاناة المهاجرين وأهمية تأمين الفرص الحقيقية لهم في المهجر وفرنسا على وجه الخصوص.

فيلم كبير وتطلق أهميته من حالة الالم والمعاناة عند المهاجرين وايضا اهمية الالتفات الى معرفة جميع التفاصيل بأولئك المهاجرين لانهم عبارة عن قنابل موقوته تتحرك بين الناس.

سينما تدعونا الحوار اكثر من الدعوة الى المتعة ومن هنا تأتي اهمية اعمال جاك اوديار الذي يأخذنا الى عوالم افلامه الحبلى بالقضايا والالم.

نادية أحمد: نُحضِّر لإنتاج فيلم «حراشف» للمخرجة السعودية شهد آمين

عبدالستار ناجي

اكدت الفنانة والاعلامية الكويتية نادية أحمد ان زيارتها الى مدينة كان جنوب فرنسا تزامنا مع اعمال مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الثامنة والستون تأتى من اجل التحضيرات التي تتم حاليا لانتاج الفيلم السعودي الجديد حراشف الذي ستتصدى لاخراجة المخرجة السعودية شهد امين.

وقالت نادية احمد في تصريح خاص ان الفيلم سيتم تصويره في المملكة العربية السعودية ويتناول حكاية فتاة صغيرة تجاوزت حادث كبير وراحت تمارس حياتها وتعود الى الحياة رغم انها ظلت وحيدة الا من علاقتها مع بيئتها والبحر القريب منها.

والمحت الى ان المخرجة شهد امين كانت قد فرغت من كتابه النص واختيار عناصر العمل من الفنانيين والفنيين. فعلى صعيد الفنانين سيشارك كل من علي سليمان وابراهيم الحساوى ويعقوب الفرحان وباسمه حجار وعهد ومزنه المسفر وعدد اخر من النجوم، وسيقوم المصور العالمي توماس هينس بادارة التصوير ومشاركة كم اخر من الفنيين العالميين في مختلف الحرفيات الفنية السينمائية.

واكدت الفنانة والاعلامية نادية أحمد الى ان العمليات الانتاجية للمشروع السينمائي الجديد قطعت شوطا واسعا حيث سيساهم في انتاج العمل عدد من كبريات القطاعات الداعمة ومنها ايمجنيشن ابو ظبي ومؤسسة الدوحة للفيلم و تو فور ففتى فور وهيئة ابوظبى للفيلم ولا تزال هنالك بعض المساهمات التي ننتظرها والتي تم الاتفاق مع بعضها في كان وبعضها الاخر في طور الحوارات النهائية.

وقالت نادية أحمد التي تقوم بمهمتي الانتاج والتمثيل في الفيلم الجديد انها تشعر بالفخر والاعتزاز للحضور المتميز للمبدعات الخليجيات والعربيات على حد سواء حيث تشارك المخرجة السعودية هيفاء المنصور في لجنة تحكيم تظاهرة نظرة ما وهكذا الامر مع المخرجة اللبنانية نادين لبكى وهو امر يؤكد بان المبدعات العربيات قادرات على تمثيل حرفتهن وبلادهن في اهم المهرجانات والملتقيات العالمية.

وفي ختام تصريحها قالت الاعلامية والفنانة الكويتية نادية أحمد الى انها تتطلع الى اليوم الذى تقدم بها الاعمال السينمائية الخليجية والعربية في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي وغيره من المهرجانات الدولية.

حكايات وأخبار

عبدالستار ناجي

لا تزال مجموعة قليلة من الافلام تحتل مكان الصدارة في قائمة الترشيحات يتقدمها فيلم -امي- للايطالى ناني موريتي ثم فيلم -كارول- للاميركي تيد هاينس و- ابن شاؤول للهنغاري لازلو نميس وهناك حضور ايجابي للفيلم الفرنسي -ملك السوق-.لبيرزية.

حركة النجوم في حالة تزايد في كان ويتوقع ان يشهد الحفل الختامي ازدحاما كبيرا لكبار النجوم وايضا الحضور لوجود عطلة اضيفت الى نهاية الاسبوع وهذا يعني عطلة لمدة اربعة ايام.

تتواجد في كان المخرجة السعودية الشابه شهد امين والتي وصلت الى مرحلة ايجابية في تامين جانب كبير من ميزانية فيلمها الروائي الجديد -حراشيف- الذي يشارك به عدد بارز من نجوم الخليج.

الاحوال الجوية تشهد شيء من الاختلال حيث الرياح الشديدة والامطار على مدي اليومين الماضي ويتوقع ان يشهد اليوم الاخير للمهرجان يوم الشمس المشرقة وهو ما يؤمن حضورا جماهيريا كبيرا لاستقبال النجوم على البساط الاحمر.

النهار الكويتية في

23.05.2015

 

"ماكبث" يعيد شكسبير إلى السينما مجدداً

كان – عبدالستار ناجي

يعيد الفيلم الجديد "ماكبث"، للمخرج الأسترالي جستين كيرزيل، الأديب الإنجليزي الأشهر وليام شكسبير، إلى السينما مجدداً.

واشتغل المخرج الأسترالي على ثيمة الحرب، والنوازع الذاتية للوصول إلى السلطة ولا شيء غير السلطة.

وتعاون المخرج جستين كيرزيل مع اثنين من أبرز كتاب السيناريو، هما من أهل المسرح قبل السينما، ما جعل الفيلم يحمل طابعاً مسرحياً، من حيث الحوارات بكل شاعريتها الشكسبيرية العالية، ودلالاتها العميقة ولغتها الصعبة والثرية.

ويحكي الفيلم قصة قائد اسكتلندي، قتل ملكه ليستولي على العرش بدعم وإغراء من الليدي ماكبث، وهنا يتحرك العمل في محورين هدفهما المباشر السلطة والعرش، عبر حكاية خالدة تعتبر من أهم الأعمال المسرحية التي أبدعها الروائي شكسبير.

ويظل الفيلم أميناً على النص والشخصيات، التي تتحرك بنوازع شخصية، حيث تشتغل الحروب العسكرية والنفسية والهدف دائماً عرش اسكتلندا والسلطة بكل جبروتها وقسوتها.

ويتوقف المشاهد أمام أداء عالي المستوى لكل من الممثل مايكل فاسبندر، بدور ماكبث، والنجمة الفرنسية ماريون كوتيارد، بدور الليدي ماكبث، التي لا تفكر بشيء إلا بأن تكون زوجة الملك، ولهذا تحرك زوجها صوب السلطة وعرش اسكتلندا.

أما مدير التصوير، آدم اركاباو، فصاغ لغة جمالية في رسم المشاهد، وحركة الكاميرا، وأيضاً صاغ كماً من الدلالات اللونية التي تمنح التفاسير دلالاتها وعمقها، وهكذا الأمر مع الديكورات التي أبدعها كريس دكينز .

المميز أن المخرج هو ابن المسرح، ولهذا حينما ذهب إلى السينما راح معتمداً على إرث مسرحي عامر بالقيم ويشتغل على موضوع يظل حاضراً في كل الأوقات، حيث الحروب والدمار وآثار كل ذلك على الذات الإنسانية، في مزيد من التسلط والطمع بالسلطة .

يأتي الفيلم المميز في أواخر أيام مهرجان كان السينمائي، معيداً حسابات التنافس والترشيحات، وكذلك القرن السابع عشر في اسكتلندا.

العربية نت في

23.05.2015

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك
  (2004 - 2014)